• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة الثامنة عشرة: الحكمة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    المرأة بين تكريم الإسلام وامتهان الغرب (2)
    نجلاء جبروني
  •  
    حاجتنا إلى التربية
    محمد حسني عمران عبدالله
  •  
    المرأة بين تكريم الإسلام وامتهان الغرب (1)
    نجلاء جبروني
  •  
    الإجازات وقود الإنجازات
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    أنثى في القلب
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    خلف الكواليس
    د. ابتهال محمد علي البار
  •  
    إن لم تحرز تقدما تراجعت!
    أسامة طبش
  •  
    المحطة السابعة عشرة: المرونة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الآباء والأمهات لهم دور كبير في توجيه الطفل حتى ...
    عثمان ظهير
  •  
    جيل الحساسية الاجتماعية المفرطة
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حقوق الطفل (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    معذور لأنه مراهق!
    محمد شلبي محمد شلبي
  •  
    الزواج وفوائده وآثاره النافعة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    الحقوق بين الزوجين
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    حقوق الطفل (1)
    د. أمير بن محمد المدري
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / تهذيب النفس
علامة باركود

من جوانب التربية الإيمانية

من جوانب التربية الإيمانية
الشيخ صلاح نجيب الدق

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 14/4/2019 ميلادي - 9/8/1440 هجري

الزيارات: 9986

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من جوانب التربية الإيمانية

 

اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، مِلْء السَّمَاوَاتِ وَمِلْء الْأَرْضِ، وَمَا بَيْنَهُمَا، وَمِلْء مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، أَهْلَ الثَّنَاءِ وَالْمَجْدِ، لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدّ مِنْكَ الْجَدُّ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، الَّذِي أَرْسَلَهُ رَبُّهُ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا.

 

1- تربية الأبناء على ارتياد المساجد:

بيوت الله في الأرض هي المساجد، وقد جعلها الله تعلن الأصل الأول للإسلام، وحين يقول المؤذن: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، عند النداء للصلاة، فينبغي على الآباء أن يحرصوا على اصطحاب أطفالهم إلى بيوت الله، مع تعليمهم آداب المسجد والمحافظة على نظافته، وعدم إزعاج المصلين، ومع تشجيعهم على ذلك ببعض الحلوى أو الهدايا.

 

كان سلفنا الصالح يحرصون على اصطحاب أطفالهم إلى المساجد؛ حتى يعتادوا على سماع القرآن والسُّنة، ونحن علينا أن نتجنب طرد الأطفال من المساجد إذا كانوا لا يزعجون المصلين، وكانوا في سن تسمح لهم بالحضور، ويعرفون قيمة الصلاة وواجباتها، فإذا لم يتربَّ أطفالنا في المساجد منذ الصغر، فأين نربيهم؟ روى الشيخان عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنِّي لَأَدْخُلُ فِي الصَّلَاةِ وَأَنَا أُرِيدُ إِطَالَتَهَا فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلَاتِي مِمَّا أَعْلَمُ مِنْ شِدَّةِ وَجْدِ أُمِّهِ مِنْ بُكَائِهِ؛ (البخاري: حديث 709، مسلم: كتاب الصلاة، حديث 192).

 

وروى الشيخان عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي وَهُوَ حَامِلٌ أُمَامَةَ بِنْتَ زَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِأَبِي الْعَاصِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِشَمْسٍ فَإِذَا سَجَدَ وَضَعَهَا وَإِذَا قَامَ حَمَلَهَا؛ (البخاري: حديث 416، مسلم: حديث 543).

 

وروى البخاري عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَالْحَسَنُ إِلَى جَنْبِهِ يَنْظُرُ إِلَى النَّاسِ مَرَّةً وَإِلَيْهِ مَرَّةً وَيَقُولُ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ؛ ( البخاري: حديث 3746 ).

 

2- التربية على العقيدة الصحيحة:

إن العقيدة الصحيحة هي أساس التربية السليمة، وإذا فسدت العقيدة، فسد كل شيء بعد ذلك، ولذا يجب على الآباء أن يبدؤوا بتربية أطفالهم على العقيدة الصحيحة، فيعلِّموهم أن كلمة ( لا إله إلا الله ) تعني أنه لا معبود بحق إلا الله، ويعلموهم كذلك أن الله تعالى قد خلقنا لعبادته وحده، وأنه ضمن أرزاق جميع المخلوقات إلى قيام الساعة؛ يقول سبحانه: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 56 - 58].

 

وعلى الآباء أن يغرسوا في نفوس أبنائهم أن الله تعالى بذاته فوق السماء السابعة؛ قال سبحانه: ﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾ [فاطر: 10]، وقال جل شأنه: ﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ ﴾ [الملك: 16].

 

وعلى الآباء أن يعلِّموا أبناءهم أن لله تعالى أسماءً حسنى وصفاتٍ عليا، وأن يؤمنوا بها دون تشبيه أو تعطيل أو تكييف، وأن الله تعالى لا يشبه أحدًا مِن خَلْقه، وأن كل ما يدور بعقولهم فالله تعالى بخلافه؛ قال سبحانه: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11].

 

وعلى الآباء أن يغرسوا في عقول أبنائهم أن الله تعالى لا يراه أحد في الدنيا، وإنما يراه المؤمنون الصادقون يوم القيامة؛ قال تعالى: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ [القيامة: 22، 23].

 

3- الدعاء هو العبادة:

ويجب على الآباء أن يعلموا أبناءهم أن الدعاء هو العبادة، وأن الله تعالى وحده يجيب دعوة من لجأ إليه، فإذا اعتاد الأطفال أن يرفعوا أيديهم إلى الله تعالى في كل وقت؛ لكي يطلبوا منه العون والمدد والتأييد والنجاح والأرزاق، كان ذلك من أعظم أسباب سعادتهم في الدنيا والآخرة؛ يقول الله تعالى: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60]، وقال سبحانه: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186]، وقال سبحانه: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62].

 

إذا اعتاد الأطفال أن يروا آباءهم يرفعون أيديهم إلى الله تعالى في كل وقت، فسوف ينطبع ذلك في قلوبهم ويعتادوا على الدعاء.

 

4- الصلاة عمود الدين:

ينبغي للآباء أن يعلموا أطفالهم منزلة الصلاة في الإسلام، ويأمروهم بها منذ نعومة أظفارهم؛ حتى يعتادوا على أدائها جماعة في المساجد؛ روى أبو داود عَنْ عبدالله بن عمرو بن العاص قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ؛ (صحيح سنن أبي داود للألباني، حديث 466).

 

وروى الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ، فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ؛ (صحيح سنن الترمذي للألباني، حديث 337 ).

 

وروى مسلم عن جَابِر قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلَاةِ؛ ( مسلم: حديث 82 ).

 

وروى الشيخان عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاةِ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً؛ ( البخاري: حديث 645، مسلم: حديث 650 ).

 

5- التربية على حفظ القرآن الكريم:

القرآن الكريم هو كتاب الله المُنَزَّلُ على نبينا محمد، ولذا على الآباء الاهتمام بتحفيظه لأبنائهم منذ طفولتهم؛ حتى تمتلأ قلوبهم نورًا، ويعتادوا على تلاوته، مع ضرورة أن يكون هذا الحفظ على يد أهل القرآن الذين يعرفون أحكام التجويد، مع الاهتمام بتشجيع الأطفال على حفظه، وقد يكون ذلك بإعطائهم ما تيسَّر من الهدايا؛ حتى يتم حفظ القرآن في سن مبكرة، مع بيان فضل تلاوة القرآن والعمل به؛ حتى يُقبل الأطفال على حفظه وتلاوته؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ﴾ [فاطر: 29، 30].

 

وروى الشيخانِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ، لَهُ أَجْرَانِ؛ ( البخاري: حديث 4937، مسلم: حديث 798 ).

 

وروى مسلم عن أبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ؛ ( مسلم: حديث 804 ).

 

وروى الترمذي عن عَبْدَاللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ: الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ؛ (صحيح سنن الترمذي للألباني حديث 2327).

 

وعلى الآباء أن يشجعوا أطفالهم دائمًا على دخول مسابقات القرآن الكريم، مع ضرورة الاهتمام بمراجعة القرآن من حين لآخر، حتى يحفظوه حفظًا متقنًا، ثم إن حسن تلاوة الأطفال للقرآن يساعدهم على أن يتكلموا اللغة العربية بطلاقة، وهذه من بركات حفظ القرآن الكريم وتلاوته.

 

6- التربية على محبة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام:

يجب على الآباء أن يغرسوا في قلوب أبنائهم حب الرسول صلى الله عليه وسلم، واتباع سُّنته، وذلك بذكر معجزاته وسيرته العطرة، ويحذروهم من مخالفة سُّنته صلى الله عليه وسلم؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الحشر: 7]، وقال تعالى: ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴾ [النساء: 80]، وقال سبحانه: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63].

 

إن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هم الذين نقلوا إلينا القرآن الكريم والسنة المطهرة دون زيادة أو نقصان، ولذا يجب على الآباء أن يغرسوا في قلوب أطفالهم حبَّ جميع الصحابة مع بيان سيرتهم وفضائلهم؛ حتى ينشؤوا على حبهم وتقليدهم في باقي مراحل حياتهم، ونذكر أطفالنا أن الله تعالى قد زكَّى الصحابة في آيات كثيرة من القرآن الكريم؛ يقول الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾ [الأنفال: 74]، وقال سبحانه: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 100].

 

7- التربية على أداء العبادات:

الصوم عن الطعام والشراب لساعات طويلة يحتاج إلى تدريب في سن الطفولة، ولذا ينبغي للآباء أن يدرِّبوا أطفالهم على الصوم مع بيان فضل صوم الأيام الفاضلة، مع تشجيعهم على ذلك بإعطائهم بعض اللُّعب؛ ليتسلوا بها حتى يمر وقت الصوم، أو إعطائهم الهدايا البسيطة، وإذا اعتاد الطفل على الصوم من صغره، كان من السهل عليه عندما يبلغ أن يصوم شهر رمضان كاملًا، والأيام الفاضلة كيوم عرفة وعاشوراء والاثنين والخميس من كل أسبوع، وغير ذلك؛ روى الشيخان عَنْ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ قَالَتْ: أَرْسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إِلَى قُرَى الْأَنْصَارِ: مَنْ أَصْبَحَ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ وَمَنْ أَصْبَحَ صَائِمًا فَليَصُمْ، قَالَتْ: فَكُنَّا نَصُومُهُ بَعْدُ وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا، وَنَجْعَلُ لَهُمْ اللُّعْبَةَ مِنْ الْعِهْنِ، فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهُ ذَاكَ حَتَّى يَكُونَ عِنْدَ الْإِفْطَارِ؛ ( البخاري حديث 1960 / مسلم حديث 1136 ).

 

8- التربية على الصدق:

الصدق هو طريق الواصلين إلى ربهم، وبه يميز الله بين أهل الجنة وأهل النار، ولذا يجب على الآباء أن يصدقوا في أقوالهم وأفعالهم؛ ليعلموا أطفالهم الصغار الذين يراقبون سلوكهم ويقلِّدوهم في كل تصرفاتهم، وعلى الآباء أن يحدثوا أطفالهم عن فضيلة الصدق، وأنه يرفع منزلة المسلم عند الناس، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يُلقب بالصداق الأمين، ويحذروهم من عاقبة الكذب، فإذا اعتاد الطفل على الصدق، كان صادقًا في باقي مراحل حياته؛ يقول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119].

 

وروى الشيخان عَنْ عَبْدِاللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا، وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا؛ (البخاري حديث 6094 / مسلم حديث 2607 ).

 

وروى أحمدٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَرْفَعُ الدَّرَجَةَ لِلْعَبْدِ الصَّالِحِ فِي الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، أَنَّى لِي هَذِهِ؟ فَيَقُولُ: بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ؛ (حديث صحيح) (مسند أحمد جـ 16صـ 356ـ حديث: 10610).

 

قَوْلُهُ: (لَيَرْفَعُ الدَّرَجَةَ)؛ أَيِ: الدَّرَجَةَ الْعَالِيَةَ فِي الْجَنَّةِ.

قَوْلُهُ: (أَنَّى لِي هَذِهِ)؛ أَيْ: كَيْفَ حَصَلَ لِي هَذِهِ الدَّرَجَةُ؟

قَوْلُهُ: (وَلَدِكَ): الْوَلَدُ يُطْلَقُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى، وَالْمُرَادُ بِهِ الْوَلَدُ الْمُؤْمِنُ.

 

فوائد الحديث:

(1) الحديثُ دليلٌ على انتفاع الآباء بدعاء الأبناء الصالحين.

(2) يَنْبَغِي على الأبناء أَنْ يَسْتَغْفِروا لآبائهم؛ (مرقاة المفاتيح ـ شرح مشكاة المصابيح ـ علي الهروي ـ جـ 4صـ 1632).

 

روى أحمدٌ عَنْ شُرَحْبِيلِ بْنِ شُفْعَةَ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّهُ يُقَالُ لِلْوِلْدَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ. قَالَ: فَيَقُولُونَ: يَا رَبِّ حَتَّى يَدْخُلَ آبَاؤُنَا وَأُمَّهَاتُنَا، قَالَ: فَيَأْتُونَ، قَالَ: فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَا لِي أَرَاهُمْ مُحْبَنْطِئِينَ، ادْخُلُوا الْجَنَّةَ، قَالَ: فَيَقُولُونَ: يَا رَبِّ آبَاؤُنَا، قَالَ: فَيَقُولُ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ؛ (حديث صحيح)، (مسند أحمد جـ 28صـ 174ـ حديث: 16971).

 

قَوْلُهُ: (مُحْبَنْطِئِينَ): المُحْبَنْطئ: هُوَ الإنسانُ المُتَغَضِّبُ المُسْتَبْطِئُ للشَّيءِ، وَقيل: هُوَ المُمْتَنِعُ امْتِناعَ طَلَبٍ لَا امْتِناعَ إِباءٍ؛ (لسان العرب ـ لابن منظور ـ جـ 7 صـ 272)، وفي الحديثُ دليلٌ على قبول الله تعالى لشفاعة الأبناء الصالحين في آبائهم يوم القيامة.

 

أَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالى بِأَسْمَائِهِ الْحُسْنَى وَصِفَاتِهِ الْعُلاَ - أَنْ يَجْعَلَ هَذَا الْعَمَلَ خَالِصًَا لِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ، وأنْ ينفعَ بِهِ طُلاَّبَ العِلْمِ الكِرَامِ، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ، وَأَصْحَابِهِ، وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَوْمِ الدِّينِ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الحج والتربية الإيمانية
  • ما هي التربية الإيمانية، وما أهميتها؟
  • أهداف التربية الإيمانية
  • أسس التربية الإيمانية
  • الوسائل العامة في التربية الإيمانية
  • أهمية التربية الإيمانية للأبناء
  • غياب التربية الإيمانية!
  • التربية الإيمانية
  • التربية الإيمانية للطفل
  • دور التربية الإيمانية في تنمية المسؤولية الأخلاقية
  • التربية الإيمانية للمراهق

مختارات من الشبكة

  • جوانب من التربية الاقتصادية في الإسلام(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • مؤتمر علمي عن التربية والتعليم بكلية التربية الإسلامية بجامعة بيهاتش(مقالة - المسلمون في العالم)
  • سؤال التربية بين الخطاب الرؤيوي والبديل السوسيوثقافي من خلال كتاب: إشكاليات التربية بالمغرب لمحمد أمزيان(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • إسبانيا: وزارة التربية والتعليم تعلن تدريس التربية الدينية الإسلامية العام المقبل(مقالة - المسلمون في العالم)
  • مناهج التربية العقدية عند الإمام ابن تيمية "بحث تكميلي" لرسالة ماجستير التربية(رسالة علمية - آفاق الشريعة)
  • التربية الجمالية في الإسلام ومفهومها(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الشمولية في التربية الاقتصادية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مقاصد الصيام (2) مقاصد التربية (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أربعون مجلسا في التربية الإيمانية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • المنهج النبوي في التربية الإيمانية للشباب (PDF)(كتاب - موقع أ.د.سليمان بن قاسم بن محمد العيد)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مبادرة أكاديمية وإسلامية لدعم الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي في التعليم بنيجيريا
  • جلسات تثقيفية وتوعوية للفتيات المسلمات بعاصمة غانا
  • بعد خمس سنوات من الترميم.. مسجد كوتيزي يعود للحياة بعد 80 عاما من التوقف
  • أزناكايفو تستضيف المسابقة السنوية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم في تتارستان
  • بمشاركة مئات الأسر... فعالية خيرية لدعم تجديد وتوسعة مسجد في بلاكبيرن
  • الزيادة المستمرة لأعداد المصلين تعجل تأسيس مسجد جديد في سانتا كروز دي تنريفه
  • ختام الدورة التاسعة لمسابقة "جيل القرآن" وتكريم 50 فائزا في سلوفينيا
  • ندوة في سارنيتسا تبحث تطوير تدريس الدين الإسلامي وحفظ التراث الثقافي

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/1/1447هـ - الساعة: 9:38
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب