مفردات من قاموس الحياة الزوجية

مفردات من قاموس الحياة الزوجية

• الحب: الإعلان عنه كل فترة، وتجديد ألفاظه بصورةٍ مباشرةٍ أو غير مباشرة، وعدم الحياء من ذلك؛ فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أي الناس أحب إليك»؟ قال: ((عائشة))، فقال: «من الرجال؟» فقال: ((أبوها))[1].

وانظر: فلم يقل أبو بكر، ولكنه نسبه إليها.

• الإعجاب: لا بد أن يتكرَّر بين الحين والحين، وأن يرضى بالعمل اليسير منها، وألا يكون النقدُ مباشرةً.

• الثناء: المرأة تأسِرها الكلمةُ الطيبة، ويغريها الثناء الحسن، وتتجدَّد حيويَّتها بإعجاب زوجها، وثنائه عليها، ومدحه لها.

• المودَّة والرأفة: وهذا هو الهدف والغرض الأساسي من الزواج الإسلامي السعيد.

• الابتسامة: في الابتسامة سرٌّ كبير من أسرار السعادة، وصدقة من الصدقات لا تكلِّفك شيئًا.

• المرح والمزاح: بالصدق مما يجعل الروح خفيفةً ومحبوبةً.

• المداعبة: ((هلا تزوجتها بكرًا تلاعبك وتلاعبها)).

• التقدير: فلو قدَّر الزوج ما تتحمَّله الزوجة من متاعبَ وأعباء من حمل وولادة ورضاعة، وتربية ورعايةٍ للأولاد، ومطالبهم، وتحمُّل كُلفة تربيتهم واختلاف عقولهم، والقيام بشؤون الزوج وحقوقه وواجباته، وأمور المنزل، ولو قدَّرت الزوجة ما يتحمَّله الرجل من أعباء وهموم من أجل السعي على الرزق، ومصالح الأُمَّة.. لكان لهذا التقدير من كلا الطرفين أعظم الأثر في قَبول الأعذار والتماسها للآخر، وتجنُّب وقوع الكثير من المشاكل الأُسَرية.

• المشاركة الوجدانية: وهي التوافق الرُّوحي والنفسي، حتى إنك قد تجد كلمةً يقولها الزوج والزوجة في نفس الوقت، توافق في المشاعر والأحاسيس والأماني والآمال والأحلام.

• العفَّة: أن تحرص الزوجة على إعفاف زوجها وإشباع رغبته، وكذلك الرجل.

• الإيثار: وهو محور الحب، وفسطاطه القويم، ورأس أمره، وفي الحديث: ((لا يؤمن أحدكم، حتى يحب لأخيه ما يحبُّ لنفسه))[2].

• الكرم: لا بد للرجل أن يكون كريمًا مع زوجته وأولاده، والزوجة لا بد أن تكون عطوفة وكريمة لا تبخل على زوجها وإسعاده بأيِّ شيء.

• الوفاء: صفة من صفات أهل الجنة.. فيحفظ جميل الله تعالى عليه، ويحفظ مآثر زوجه وخصالها الطيبة.

• العفو والتسامح: فلا يجوز أن يقف كل واحد للثاني على الغلطة أو على الهفوة، ويصنعوا من الحبَّة قُبَّة، ويتصيدوا الأخطاء لبعضهم.

• الغيرة: والغيرة إمَّا إيمانية وهي غيرة المؤمن عند انتهاك حُرمة الله، وغيرته على العِرض، وهذه الغيرة دليل الحب وعلامة وجوده، ومنها غيرة قد تكون محرَّمة إذا دعت إلى ما حرَّم الله تعالى، أو جارت على حقوق الآخرين.

• الرعاية: ((كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته)).. والمرأة راعيةٌ في بيت زوجها، وهو راع على أهله، ومسؤول عن رعيَّته.

• الطيب: من القول، ومن الفعل، ومن العمل، ومن اللباس، ومن العطر.

• الحزم: لأن الشخصية الضعيفة قد تميِّع القضايا والأمور، والقيادة لا بد لها من مواقفَ حازمةٍ في بعض الأحيان، وبعض النساء إن لم تجد الحزم من الرجل وقت الحاجة إليه تحدث الانتكاسة، وتكون الكلمة الأولى والأخيرة لها لا للرجل.

• الشورى: البيوت في الإسلام تُبنى على الاستفادة من العقول والأفكار والآراء الموجودة، تدرس جيدًا، ثم يتخذ القرار الصائب النافع حسب ما تقتضي المصلحة وترجح الفكرة والرأي السديد.

• تكبير التفكير: بدونه قد يعجِز الرجل عن التعامل مع عاطفة المرأة وفطرتها، وكذلك كيدها الذي تحتمي به، وهي كذلك بدون تكبير التفكير، لن تستطيع إرضاء الرجل، وخاصة عند غروره وإرضاء كبريائه بوصفه رجلًا.

• المعروف: وهو ما أمر الله تعالى به من إكرام النساء، فما أكرم النساء إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم، وما احترم الرجل إلا الأصيلة، وما أهان الرجل إلا الحقيرة.

• الإحسان: هو الطريق إلى قلب المرأة ورضاها، وهو واجب على كلٍّ منهما تجاه الآخر، وأشد وجوبًا عند الفراق والطلاق.

• وأخيرًا الفضل: قال تعالى: ﴿ وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [البقرة: 237]؛ فالفضل عليكم بالإسلام الذي أصبحت به زوجتك حلالًا طيبةً لك، وبالإيمان الذي أصبحتم - بنعمة الله عليكم - إخوانًا به، والتعامل بالفضل بعد العدل.

فإذا استحالت العشرة، واتفق الطرفان وتراضيا بالطلاق، وكان طلاقًا سنيًّا كما يحبُّه الله ورسوله؛ كما قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ﴾ [الطلاق: 1]، فلا يطلقها وقت الغضب؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الطلاق في إغلاق، وكذلك لا يطلِّقها في طُهر جامعها فيه، ولا يطلِّقها وهي حائض، فهذه حدود الله، ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه؛ لذلك قال تعالى في مثل هذا الطلاق السنيِّ: ﴿ وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 130].

وزاد إكرامًا لهما لَمَّا حافظَا على حدود الله تعالى وأوامره، فأكرم كل واحد الآخر عند الطلاق، وتعاملا بالفضل والإحسان، ولم يتنكَّرا لجميل وحسن صنيع كل مع الآخر، ولم يذكر أحدهما الآخر بسوء أو عيب بعد الفراق، ولم يجورا أو يظلما أو يفسدا في الأرض بعد الفراق، واحترما وقدَّسا الذريَّة بينهما. هذا هو الطلاق السني في الإسلام الذي يترك جميل الأثر في النفس البشرية.

ورحم الله أُمَّ زرع[3]، عندما طلقها زوجها الأول أبو زرع، ثم تزوجت بعده رجلًا ثريًّا أعطاها مالًا وخيرًا، وأنعامًا كثيرةً، وذهبًا ونِعمًا عديدةً، وقال لها: كلي أمَّ زرع وميري أهلك، قالت أم زرع: «فلو جمعت كل شيء أعطانيه، ما بلغ أصغر آنية أبي زرع»، ثم بدأت تمدح أبا زرع، وأمَّ أبي زرع، وبنت أبي زرع، وجارية أبي زرع.

فكانت أمُّ زرع نموذجًا فريدًا في حفظ الجميل، والوفاء بالعشرة الحسنة مع أن أبا زرع طلَّقها وتزوَّج غيرها، فمَن مِن النساء اليوم مثلها؟ وأين هذه المرأة بين المسلمات والمطلَّقات اليوم؟!

لذلك أعجب النبي صلى الله عليه وسلم بهذه المرأة الأصيلة الوفية، وقال لعائشة رضي الله عنها: ((كنت لك كأبي زرع لأمِّ زرع)).

فلنكن كلنا كأبي زرع لتكون نساؤنا لنا - بمشيئة الله - كأمِّ زرع في حسن العشرة، وحسن الأسوة، وترك الأثر الجميل في النفس، نتيجة للخُلُق والتعامل الأصيل، ووفاءً للمعروف بينهما.