إذاعة مدرسية متخصصة في القرائية (4)

إذاعة مدرسية متخصصة في القرائية (4)

مقدم1: باسم الله،

مقدم2: والصلاة والسلام على رسول الله،

مقدم3: أما بعد،

مقدم4: فأهلًا بكم وبكن،

مقدم5: معلمينا ومعلماتنا، وزملاءنا وزميلاتنا،

مقدم6: في الجزء الرابع من إذاعتنا المتخصصة في القرائية.

مقدم7: الذي سنُخصِّصه للحديث عن الإستراتيجيات اللغوية التي تستعمل في أثناء القراءة على مستوى الجملة وكلماتها بعد أن استعرضنا في الجزء السابق إستراتيجيات ما قبل القراءة.

مقدم8: تنفيذًا للخطوة الثانية من إستراتيجية "أتت" التي هي "التنمية" التي تشمل التنمية اللُّغوية وتنمية الفهم.

مقدم9: ويقتصر جزؤنا هذا على التنمية اللُّغوية ووسائل إحداثها وتدريسها.

مقدم10: مثل ماذا؟

مقدم11: مثل تلك الإستراتيجية التي تُجَلِّي لنا معالم الكلمة الدلالية.

مقدم12: ما هي؟

مقدم1: إنها إستراتيجية (خريطة الكلمة) التي تُوضِّح الكلمة بالمعنى والمضاد والنوع والاستعمال، وعمقها اللغوي علم الدلالة والمعجم.

مقدم2: مثل ماذا؟ فبالمثال يتضح المقال.

مقدم3: مثل الكلمة "قفز" التي أوردها الكتاب المدرسي وتوابعه من كتب خارجية خطأً في الصف الثاني الابتدائي، فحملها التلميذ معه في الصفوف التالية ولم يَنْسَها.

مقدم4: كيف هذا؟

مقدم5: قال الكتاب المدرسي وتوابعه من كتب خارجية: قفز معناها: نَطَّ، وهذا ليس صحيحًا إذا استعرضنا معجمات اللغة.

مقدم6: وما معناها الصحيح الذي تذكره معجمات اللغة؟

مقدم7: إنه "وثب".

مقدم8: وما مضادُّها؟

مقدم9: يختلف على وفق جهة الوثوب.

مقدم10: كيف؟

مقدم11: إن كان الوثوب من علٍ؛ كقولنا: وثب من على الجبل أو من الشرفة - فمعناها: سقط أو هبط، ومضادُّها: ارتفع.

مقدم12: وإن كان معناها "وثب من على الأرض في الهواء" - فمعناها: ارتفع، ومضادُّها: هبط.

مقدم1: حقًّا، إنها إستراتيجية تُنمِّي اللغة، فماذا بعدها؟

مقدم2: إستراتيجية (شبكة المفردات)، وفيها تُرْبَط الكلمة بما يلائمها من كلمات تشترك معها في الملامح الدلالية العامة، أو الخصائص المميزة لها عن غيرها، وعمقها اللغوي الحقول الدلالية في علم الدلالة.

‏ مقدم3: مثل ماذا؟

مقدم4: مثل شبكة كلمة "مصر" التي يخصها: قلعة محمد علي، وقلعة قايتباي، والأزهر الشريف، ونهر النيل، وكلية دار العلوم، والأهرام، وغير ذلك مما يميِّز مصر عن غيرها من بلدان العالم.

مقدم5: ومثل شبكة كلمة "التفوق" التي منها: الاجتهاد، والمرونة، والأصالة، والطلاقة، وغير ذلك مما يُؤدِّي إليها.

مقدم6: صِدْقًا، إنها إستراتيجية تُنمِّي اللغة، وتُوسِّع ثقافة مَنْ يُمارسها، فماذا بعدها؟

مقدم7: بعدها إستراتيجية تشترك معها اشتراكًا ما في استخدام كلمات بُؤَرًا لتجمُّعات كلامية.

مقدم8: ما هي؟

مقدم9: إنها إستراتيجية (تصنيف المفردات) التي تُوزَّع فيها كلمات مُعطاة حول مفاهيم مُعطاة أو كلمات مُعطاة، وهذا "تصنيف مقيد".

مقدم10: أو تُوزَّع الكلمات حسب ما يراه المصنف بينها من تشابهات، وهذا "تصنيف حر".

مقدم11: مثل ماذا؟

مقدم12: مثل ذلك التصنيف المقيد الذي يُطلَب فيه تصنيف الكلمات حول ما يلائمها من "مدرسة" و"مسجد"، والكلمات هي: معلمون ومصلون، ومدير وإمام، ومحراب وفصل، وسبورة ومنبر.

مقدم1: فيضع المتعلم تحت "مدرسة": معلمين، وسبورة، ومديرًا، وفصلًا، ويضع تحت "مسجد": مصلين، وإمامًا، ومحرابًا، ومنبرًا.

مقدم2: ومثل ذلك التصنيف الحر الذي يُطلَب فيه استنتاج محوري التصنيف ثم ترتيب الكلمات حولهما.

مقدم3: الكلمات هي: شوارع مضاءة بالكهرباء، وشمس، ونوم، وسعي، وظلام، ونور، فيستنتج المتعلم المحورين اللذين هما (الليل، والنهار)، ويضع تحت الليل: شوارع مضاءة بالكهرباء، ونومًا، وظلامًا، ويضع تحت النهار: شمسًا، وسعيًا، ونورًا.

مقدم4: نعم، هي إستراتيجية تُنمِّي العقل واللغة، فماذا بعدها؟

مقدم5: بعدها إستراتيجية (عائلة الكلمة)، وفيها تُوضَّح تصريفات الكلمة من فعل ماض، ومضارع، وأمر، ومصدر، و...، وعمقها اللغوي الصرف والاشتقاق؛ فهي تهيئ المتعلم لمسائل الربط بين مختلف الصيغ الصرفية للمادة اللُّغوية. ‏

مقدم6: وما مثالها؟

مقدم7: مثالها عائلة "عبد" التي هي المضارع: أعبدُ بهمزة قطع، والأمر اعبُد بهمزة وصل، وعبادة، وعابد، ومعبود بحق هو الله تعالى.

مقدم8: وتُختصُّ هذه الإستراتيجية بوهمٍ في التطبيق.

مقدم9: ما هو؟

مقدم10: إنه الاقتصار على نوع واحد من التصريف؛ كالفعل المضارع، وهو فرد واحد من العائلة، فيُقال: أعبُد، وتعبُد، ونعبُد، ويعبُد، وهذه ليست عائلة بل فردٌ واحدٌ كما قلنا آنفًا.

مقدم11: يا لها من إستراتيجية ثَرَّة غنية! فماذا بعدها؟

مقدم12: بعدها إستراتيجية (المعاني المتعددة) التي تتعمَّق فيها دلالة الكلمة الواحدة بذكر معانيها السياقية المتنوِّعة، وعمقها اللغوي هو المشترك اللفظي في فقه اللغة وعلم الأشباه والنظائر القرآني.

مقدم1: مثل ماذا؟

مقدم2: مثل ما أورده السيوطي في: "النوع التَّاسِعُ وَالثَّلَاثُونَ: فِي مَعْرِفَةِ الْوُجُوهِ وَالنَّظَائِرِ" من كتابه "الإتقان في علوم القرآن" من معانٍ لكلمة (القضاء).

مقدم3: ماذا أورد؟

مقدم4: أورد لها المعاني الآتية: [1- الفراغ: ﴿ فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ ﴾ [البقرة: 200].2- الأمر: ﴿ إِذَا قَضَى أَمْرًا ﴾ [آل عمران: 47] .3- الأجل: ﴿ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ ﴾ [الأحزاب: 23].4- الفصل: ﴿ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ﴾ [الأنعام: 58]،

مقدم5: 5- المضي: ﴿ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا ﴾ [الأنفال: 42].6- الهلاك: ﴿ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ ﴾ [يونس: 11].7- الوجوب: ﴿ قُضِيَ الْأَمْرُ ﴾ [يوسف: 41]. 8- الإبرام: فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا. 9- والإعلام: ﴿ وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾ [الإسراء: 4].

مقدم6: 10- الوصية: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ﴾ [الإسراء: 23] 11- الموت: ﴿ فَقَضَى عَلَيْهِ ﴾ [القصص: 15] 12- النزول: ﴿ فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ ﴾ [سبأ: 14] 13- الخلق: ﴿ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ﴾ [فصلت: 12]. 14- الفعل: ﴿ كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ ﴾ [عبس: 23]؛ يعني: حقًّا لم يفعل. 15- العهد: ﴿ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ ﴾ [القصص: 44]].

مقدم7: ويتعلق بهذه الإستراتيجية وَهْمٌ كما تعلَّق بعائلة الكلمة.

مقدم8: وما هو؟

مقدم9: إنه الإتيان بكلمات مختلفة الوزن وجعلها منها، وشرط "المعاني المتعددة" أن تكون لكلمة واحدة؛ أي: متفقة الوزن والقافية.

مقدم10: مثل ماذا؟

مقدم11: مثل جعلهم الكلمات (عامٌ الاسم الظرفي ل365 يومًا، وعَامَ الفعل الماضي، وعامٌّ مشددة الياء التي هي ضد الخاص) - معاني متعددة، وهي ليست كذلك؛ لأنها كلمات متعددة، وذلك في قولهم: عامٌ دراسي سعيد، عامَ الطفل في البحيرة، والمدرسة ملك عامٌّ.

مقدم12: إذًا، الشرط كون الكلمة واحدة، والمتعدد السياقات والجمل.

مقدم1: وماذا بعدها؟

مقدم2: بعدها إستراتيجية (مفاتيح السياق)، وفيها يُوضَّح معنى الكلمة من خلال مصاحباتها في الجملة، وعمقها اللُّغوي هو علم الدلالة والمعجم.

مقدم3: مثل ماذا؟

مقدم4: مثل: رغب في القراءة، ورغب عن القراءة.

مقدم5: وما المعنى فيهما؟

مقدم6: رغب الأولى معناها: (أَحَبَّ)، والمفتاح الدال حرف الجر (في)، والثانية (انصرف) والمفتاح الدال حرف الجر "عن".

مقدم7: لكن هذه معانٍ متعددة؟

مقدم8: نعم، فالمعاني المتعددة في أكثر من جملة، والسياق هو الذي يُغيِّر المعنى.

مقدم9: وترتبط بهما إستراتيجية (الكلمات الصديقة) التي يُوضَّح فيها معاني الكلمات الغريبة على التلميذ من خلال سياق يُوظِّفها في جملة تُقرِّب مفهومها، وعمقها اللغوي هو علم الدلالة والمعجم.

مقدم10: مثل ماذا؟

مقدم11: مثل كلمة (النبيل) التي تصل إلى المتعلم في جملة أو جمل تقرِّب معناها كأن نقول: النبيل هو الذي يُساعد الآخرين على الرغم من حاجته إلى المساعدة.

مقدم12: وتشترك مع السابق إستراتيجة (ملصق الكلمات) التي يُوضَّح فيها معنى الكلمة من خلال سياق يُوظِّفها في جملة، وعمقها اللغوي هو علم الدلالة والمعجم.

مقدم1: وتزيد هذه الإستراتيجية على سابقاتها أنها تُؤسِّس في المتعلِّم مُراعاة حقوق الآخرين الفكريَّة والأدبية.

مقدم2: كيف؟

مقدم3: تطلب من المتعلم توظيف الكلمة في جملة يذكر مصدرها، ومَنْ قالها، وأين، ومتى.

مقدم4: وبهذا يتعلَّم نقل الكلام منسوبًا وموثَّقًا.

مقدم5: أما الإستراتيجية الجديدة، فهي تختلف عن السابق شيئًا ما.

مقدم6: ما هي؟

مقدم7: إنها إستراتيجية (الصفة المضافة)، وفيها يُتَلاعب بدلالة كلمة بالإطلاق والتقييد، وعمقها اللغوي هو النعت الحقيقي والسببي في النحو، والإطلاق والتقييد في علم أصول الفقه.

مقدم8: مثل: فاز طالب؛ فـ(طالب) كلمة عامة الدلالة، فنُخصِّصها بإضافة كلمة توافقها تنكيرًا، فنقول: فاز طالبٌ بارٌّ بوالديه.

مقدم9: وآخر تلك الإستراتيجيات التي تُنمِّي اللغة في أثناء القراءة إستراتيجية (المثال واللامثال)، وفيها يُوضَّح ما يندرج تحت المفهوم، وما لا يندرج تحته تنفيذًا للمقولة (بضدِّها تتميَّز الأشياء)، وعمقها علم المنطق في باب الحدود أو التعريفات.

مقدم10: عندما يتعلم المتعلم مفهومًا ما تُذكر أمثلة تندرج تحته فتكون مثالًا، وتُذكر أمثلة أخرى لا تندرج تحته، فتكون "لا مثالًا"؛ فيتعلم المفهوم تطبيقيًّا مرتين: مرة بأمثلته الإيجابية المنتسبة، وأخرى بالأمثلة غير المنتسبة.

مقدم11: مثل ماذا؟

مقدم12: مثل المتعلم الذي لا يُسْمِع زملاءه قراءته الجهرية، فهذا (لا مثال) على القراءة الجهرية - ضد مَنْ يُسْمِع زملاءه قراءته التعبيرية فيكون (مثالًا) لها.

مقدم1: هذا عن طرق تدريس قراءة النصوص الوظيفية التي هي المقالات والنصوص الأدبية التي تأتي في مقررات اللغة العربية، فماذا عن طرق قراءتها؛ لأننا في مرحلة القراءة؟

مقدم2: لها طرق قراءة تختلف وَفْق النوع الأدبي.

مقدم3: كيف؟

مقدم4: النثر يُؤدَّى بالأداء القرائي؛ أي: القراءة التعبيرية، والشعر يُؤدَّى بـ: الإلقاء، أو الإنشاد، أو الغناء.

مقدم5: أما القرآن الكريم الذي تأتي آياته في اللغة العربية وفي التربية الإسلامية، فإن طريقة قراءته هي التجويد.

مقدم 6: وما التجويد؟

مقدم7: التجويد: هو إخراج الحرف من مخرجه، وإعطاؤه حقَّه من الصفات الذاتية، ومستحقَّه من الصفات العارضة المترتبة على الصفات الذاتية.

مقدم8: وكيف نُحقِّقه؟

مقدم9: نُحقِّقه بطرق ثلاثة؟

مقدم10: ما هي؟

مقدم11: إنها التحقيق أطولها زمنًا، والتدوير أوسطها زمنًا، والحدر أقلها زمنًا.

مقدم12: كيف؟

مقدم1: كما سيتضح من قراءة هاتين الآيتين.

مقدم2: ما الآية الأولى؟

مقدم3: ﴿ أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴾ [المزمل: 4].

مقدم4: وما الآية الأخرى؟

مقدم5: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ﴾ [الفرقان: 32].

المجموعة

وآن وقت الوداع الرابع، فإلى لقاء قريب إن شاء الله تعالى في الجزء الخامس من إذاعتنا الذي سنذكر فيه إستراتيجيات تدريس اللغة العربية في أثناء القراءة لتنمية الفهم.