• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الحادية عشرة: المبادرة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / التربية الخاصة
علامة باركود

عناية الشريعة الإسلامية بالمعوقين

عناية الشريعة الإسلامية بالمعوقين
د. مها سالم السويداء

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/9/2018 ميلادي - 7/1/1440 هجري

الزيارات: 5080

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عناية الشريعة الإسلامية بالمعوقين


إن الله كرَّم الإنسان؛ كما قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾ [الإسراء: 70]، وكرَّم الله الإنسان في خلقته؛ كما قال تعالى: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾ [التين: 4].


وجعله خليفته في أرضه، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 30].


وأسجد له ملائكته؛ كما قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 34].


ثم بعد ذلك أنزل عليه المنهج الذي إذا اتَّبعه، حقَّق مراد الله القائل: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56].


وفي نفس الوقت نجَا نفسه من عذاب الله، وفاز بجنة عرضها كعرض السماوات والأرض.


قال تعالى: ﴿ قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ [طه: 123، 124].


قال تعالى: ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الملك: 14].

قال تعالى: ﴿ خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴾ [الأنبياء: 37].


ومن أعظم النعم التي عليها مدارُ تكريم الله للإنسان: نعمة العقل، فبهذه النعمة عرَف الإنسان ربه، وقد جعله الله سبحانه وتعالى للدين أصلًا، وللدنيا عمادًا، فأوجـب التكاليف بكماله، فهو مناط التكليف، والجزاء، وهو الميزان في استقبال التشريع، والتوجيه، وضبط ما يستقبح وما يستحسن.


قال تعالى:﴿ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ * مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ﴾ [القلم: 1، 2].

قال تعالى: ﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 44].

﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور ﴾ [الحج: 46].


وبالعقل تُعرف حقائق الأمور ويُفصل بين الحسنات والسيئات.

وأفضلُ قسمٍ للمرءِ عقلُه *** فليس من الخيرات شيءٌ يقاربه[1]


وقد ابتلى الله سبحانه وتعالى أفرادًا من عباده بنقصان هذه النعمة، وهم أصحاب الإعاقات العقلية على اختلاف أنواعها، وتدرُّج شِدتها؛ قال تعالى: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 28].


ولقد اهتم الإسلام اهتمامًا كبيرًا بكل فئات المجتمع، وبلغت رعاية الإسلام لذوي الإعاقات أو ذوي الاحتياجات الخاصة حدًّا بالغًا من السمو والرِّفعة، تتجلى في النظرة الإنسانية السامية للإعاقة وللمعوقين، التي تختلف عن المنظور الذي تنظر به البشرية، فالإسلام يعتبر أن الإعاقة الحقيقية ليست في فِقدان نعمة من نعم الحواس، أو عجز في قدرة معينة، إنما الإعاقة الحقيقية هي التي تعوق الإنسان عن معرفة الحق؛ قال الله تعالى: ﴿ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور ﴾ [الحج: 46].


إن معيار التفاضل بين الناس لا يأخذ بالاعتبار أي فروق بين الأفراد؛ من حيث الجنس، أو اللون، أو الصفات، أو الكمال، أو النقص في الجسم، فالإنسان لا يتميز إلا بالتقوى؛ قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات: 13].


ومن هذه التوجيهات القرآنية انطلق الاهتمام بالمعوقين، ورعايتهم، وتقديم العون لهم، والرفق بهم، وحسن معاملتهم، والتلطف بهم، وقد أكد الدين الإسلامي حفظَ حقوق ذوي الإعاقات في جميع جوانب الحياة، وحفظ كرامتهم وإنسانيتهم، مثلُهم مثل غيرهم دون تمييزٍ أو اختلاف، كما أن ديننا الحنيف حثَّ على المساواة والعدل، وعدم التفرقة بين الضعيف والقوي، أو الفقير والغني، أو الصحيح والمريض في الحقوق والواجبات.


ومن مظاهر حقوق المعوقين التي أقرَّتها لهم الشريعة الإسلامية أن لهم من الحقوق ما لغيرهم، وعليهم من الواجبات ما تُمكنهم قدراتهم به، فإذا كانت هناك تكاليف شرعية تشق عليهم، فهم معفوون من أدائها، ويُخفف عليهم في بعض الالتزامات الشرعية بقدر طاقتهم، وذلك من باب التيسير، والتخفيف، ورفع المشقة والحرج، فالإسلام دين الرحمة والشفقة؛ قال الله تعالى: ﴿ لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [الفتح: 17]، قال القرطبي في تفسير الآية: (قال ابن عباس: لما نزلت: ﴿ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [الفتح: 16]، قال أهل الزمانة: كيف بنا يا رسول الله؟ فنزلت: ﴿ لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ ﴾؛ أي: لا إثم عليهم في التخلف عن الجهاد لعماهم وزمانتهم وضَعفهم[2].


ولا شك أن الإنسان الذي لديه قصور في جسمه، أو بعض حواسه، وعقله لا يستطيع أن يقوم ببعض التكاليف، والأعمال التي تتطلب قوة جسمية، أو قدرة عقلية معينة؛ لذا فلا يكلف فوق طاقته، وهذا من سماحة الدين ورحمة الله تعالى، وإحسانه بأمثال هؤلاء؛ قال الله


تعالى:
﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾ [البقرة: 286]، ومن الحقوق الاجتماعية التي كفلتها الشريعة الإسلامية للمعاق حقُّهم في مشاركة الآخرين مناسباتهم ومخالطتهم، والاندماج في الحياة الاجتماعية، فأذِن لهم أن يأكلوا من بيوت أهلهم وأقاربهم دون أن يجدوا في ذلك غضاضة أو حرجًا؛ قال الله تعالى: ﴿ لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [النور: 61].


قال القرطبي في تفسير هذه الآية: (كانت العرب ومن بالمدينة قبل المبعث، تتجنب الأكل مع أهل الأعذار، فبعضهم كان يفعل ذلك تقذرًا لجولان اليد من الأعمى، ولانبساط الجلسة من الأعرج، ولرائحة المريض وعلاته، وهي أخلاق جاهلية وكبر، فنزلت الآية مؤذنةً، وقال ابن عباس: إن أهل الأعذار تحرَّجوا من الأكل مع الناس من أجل عذرهم، فنزلت الآية مُبيحة لهم) [3] .


ومن الحقوق التي أقرها الإسلام للمعاق: احترامه، وحفظ كرامته، وعدم السخرية من إعاقته، وقد حرَّم الإسلام ما يُخل بكرامته، فجعل من المحرمات السخرية، والاستهزاء، والهمز بأي وسيلةكانت؛ قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الحجرات: 11].


ومن حكمة الله ورحمته بعباده، اقتضت اختلاف النظرة إلى بعض الفئات، فإما أن يكون الموقف منها الإعفاء المطلق من المسؤولية والتكليف؛ كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((رفع القلم عن ثلاث: عن الصبي حتى يبلغ، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن المجنون حتى يفيق)) [4].


وإما بالتخفيف من المسؤولية، وإيجاد الرخصة المبيحة، أو المسقطة في بعض الأمور التي تجب على الآخرين بأصل التكليف، وهذا نجده في أصناف المعوقين كل بحسب صورة إعاقته، فالأحكام الشرعية الخاصة بهم تقوم على القواعد الشرعية التي تهدف إلى التيسير، والتخفيف ورفع الحرج والمشقة، فجاءت الأحكام الشرعية متناسبة مع طاقتهم، وقدراتهم، وإمكانياتهم.


ومن عناية الإسلام بهذه الفئة: اعتبار أن المعوق له الأولوية في التعليم، وأن تربيته تتقدم على تربية السوي، وليس أدل على ذلك من العتاب الإلهي لنبي الأمة محمد صلى الله عليه وسلم، عندما أتاه الصحابي الجليل عبدالله بن أم مكتوم رضي الله عنه، يسأله في بعض الأمور، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم حينها مشغولًا بدعوة صنـاديد قريش طمعًا في إسلامهم؛ لأن ذلك سوف يؤدي إلى إسلام أتباعهم، فانشغل عنه وأشاح وجهه عنه، فأنزل الله قوله تعالى: ﴿ عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى ﴾ [عبس: 1 - 4].


يقول ابن كثير رحمه الله في تفسيره: (ومن هنا أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم ألا يخصَّ بالإنذار أحدًا، بل يساوي فيه بين الشريف والضعيف، والفقير والغني، والسادة والعبيد، والرجال والنساء، والصغار والكبار) [5] .


ومما اهتمتْ به الشريعة الإسلامية مراعاةُ النواحي النفسية للمعوقين، فجعل ما أصاب الشخص في نفسه أو جسمه من مصيبةٍ أو بلوى، هو نوع من الابتلاء، والامتحان، يؤجر عليه الإنسان، وعليه عدم الجزع، وأن يتحلَّى بالصبر، والرضا بما أصابه؛ لأن عاقبة ذلك خيرٌ كثير يجده المعوق في الدنيا والآخرة؛ قال الله تعالى: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِين ﴾ [البقرة: 155].


وهذا مما يؤكد عناية الإسلام بهذه الفئة في المجتمع مما يضمَن لهم مراعاةَ حقوقهم وواجباتهم، والبناء الإنساني لهذه الفئة؛ ليكون المعوق إنسانًا قادرًا على التكيُّف فاعلًا في المجتمع.


د. مها سالم السويداء، أستاذ الفقه المقارن المساعد

قسم الثقافة الإسلامية، جامعة حائل



[1] ينظر: روضة العقلاء، ونزهة الفضلاء؛ لابن حبان البستي 1/ 17.

[2] الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 16/ 273.

[3] الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 12/ 287.

[4] أخرجه أبو داوود في سننه، كتاب الحدود، باب في المجنون يسرق أو يصيب حدًّا، (4/ 139)، (4398)، والترمذي كتاب الحدود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء فيمن لا يجب عليه الحد، 1/ 225، (404)، والنسائي كتاب الطلاق، باب من لا يقع طلاقه من الأزواج، 6/ 156 (3432)، وابن ماجة كتاب الطلاق، باب طلاق المعتوه والصغير والنائم، 1/ 658 (2041)، وأحمد في مسنده، 41/ 231 (24703)، وابن حبان 1/ 355 (142)، والدارمي، 3/ 1477 (2342)، والحاكم في المستدرك 2/ 67 (2350)، والبيهقي في السنن الكبرى، 10/ 535، قال الحاكم في مستدركه، 2/ 67: صحيح على شرط مسلم ولم يخرِّجاه؛ نصب الراية 4/ 162، وقال الترمذي في سننه، 1/ 225: حديث حسن، وصححه الألباني في إرواء الغليل 2/ 4.

[5] تفسير ابن كثير 8/ 320.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • رعاية المعوقين
  • حكم مسألة الأشخاص المعوقين
  • مهارات التواصل عند الأطفال المعوقين بصريا
  • طرق وأساليب تعليم المعوقين سمعيا

مختارات من الشبكة

  • تطبيق الشريعة الإسلامية بدولة الكويت بين الشريعة والقانون (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • منهج ابن كثير في الدعوة إلى الشريعة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الشريعة عالمية وشاملة ومفصلة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • معاملة المدنيين في أثناء القتال في الشريعة الإسلامية والشريعة اليهودية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مقاصد الشريعة في القضاء والشهادة والعقوبات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الشريعة لماذا؟ أسباب شرعية ودينية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أهمية موضوعات الشريعة وحاجة الطالبات إليها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من مقاصد الشريعة في المعاملات المالية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نسخ الإسلام لما قبله من الشرائع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حكم السحر في الشريعة الإسلامية(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب