• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    القيادة في عيون الراشدين... أخلاقيات تصنع
    د. مصطفى إسماعيل عبدالجواد
  •  
    حقوق الأولاد (3)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    جرعات سعادة يومية: دفتر السعادة
    سمر سمير
  •  
    التاءات الثمانية
    د. خميس عبدالهادي هدية الدروقي
  •  
    المحطة الثانية عشرة: الشجاعة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    البطالة النفسية: الوجه الخفي للتشوش الداخلي في ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حقوق الأولاد (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    مقومات نجاح الاستقرار الأسري
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    تطوير المهارات الشخصية في ضوء الشريعة الإسلامية
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الحادية عشرة: المبادرة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / تهذيب النفس
علامة باركود

النفس عند الغزالي.. قراءة أولى

د. رواء محمود حسين

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/5/2017 ميلادي - 21/8/1438 هجري

الزيارات: 83929

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

النفس عند الغزالي

قراءة أولى


يقدِّمُ الغزالي في كتابه: "معارج القدس، في مدارج معرفةِ النفس"، بالإضافة إلى كتبه الأخرى - مساهماتٍ متميزةً في مجال فهم النفسِ الإنسانية، ومن أجل البرهنةِ على إسهام الغزالي في علم النفسِ، لا بد من العودة إلى فكرِ الغزالي؛ للتعرُّف عن كَثَب وعن قرب إلى هذه الإسهامةِ المتميزةِ.

 

مصطلح النفس:

يرى الغزالي أن مصطلحَ النفسِ يُطلقُ بمعنيينِ؛ أحدهما: أن يطلقَ ويراد به المعنى الجامعُ للصفات المذمومةِ، وهي القوى الحيوانيةُ المضادةُ للقوى العقليةِ، والثاني: أن يُطلقَ ويراد به حقيقةُ الآدمي وذاتُه؛ فإن نفسَ كلِّ شيءٍ حقيقتُه، وهو الجوهرُ الذي هو محِلُّ المعقولاتِ، وهو من عالم الملكوتِ (يُنظر: أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي (المتوفَّى: 505هـ): "معارج القدس، في مدارج معرفة النفس"، الطبعة الثانية، دار الآفاق الجديدة - بيروت، 1975م، ص 15).

 

ويراد بالنفس إما المعنى الجامعُ لقوة الغضبِ والشهوةِ في الإنسان، أو اللطيفة التي هي الإنسانُ بالحقيقة، وهي نفسُ الإنسانِ وذاتُه، ولكنها توصفُ بأوصاف مختلفةٍ بحسب اختلافِ أحوالِها؛ فإذا سكنت تحت الأمرِ ولم يحصل فيها الاضطرابُ بسبب معارضة الشهواتِ، سُمِّيت النفس المطمئنةَ؛ قال الله تعالى في مثلها: ﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً ﴾ [الفجر: 27، 28]، والنفس بالمعنى الأول لا يُتصورُ رجوعُها إلى الله تعالى؛ فإنها مبعدةٌ عن الله (الغزالي: "إحياء علوم الدين"، دار المعرفة - بيروت، بدون تاريخ، 3/ 3 - 4).

 

ويذكرُ الغزالي عجزَ الفلاسفةِ عن بيان أن "النفسَ الإنساني جوهرٌ روحاني قائمٌ بنفسه لا يتحيزُ، وليس بجسم ولا منطبعٍ في الجسم، ولا هو متصلٌ بالبدن ولا هو منفصلٌ عنه..." (الغزالي: "تهافت الفلاسفة"، المحقق: الدكتور سليمان دنيا، الطبعة: السادسة، دار المعارف، القاهرة - مصر، بدون تاريخ، ص 252).

 

إن نفسَ ابنِ آدمَ مختصرةٌ من العالم، كما يرى الغزالي، وفيها من كل صورةٍ في العالم أثرٌ منه؛ لأن هذه العظامَ كالجبال، ولحمَه كالتراب، وشعرَه كالنبات، ورأسَه كالسماء، وحواسَّه مثل الكواكب.

 

وأيضًا فإن في باطن الإنسان صُنَّاعَ العالم؛ لأن القوةَ في المعدة كالطبَّاخ، والتي في الكبد كالخبَّاز، والتي تبيِّضُ اللبن وتحمِّرُ الدمَ كالصبَّاغ، والتي في الأمعاء كالقصَّار. والمقصودُ أن نعلمَ كم في باطننا من عوالمَ مختلفةٍ كلهم مشغولون بخدمتنا، ونحن في غفلة عنهم، وهم لا يستريحون، ولا نعرفُهم نحن، ولا نشكرُ مَن أنعم علينا بهم! (ينظر: الغزالي: "كيمياء السعادة"، بدون بيانات أخرى، ص 140 - 141).

 

أحوال النفس:

وتختلفُ النفسُ باختلاف أحوالِها العارضةِ عليها؛ فإن اتجهت إلى صوابِ الصواب، وتواترت عليها نفحاتُ فيضِ الجودِ الإلهي، ونزلت عليها السكينةُ الإلهيةُ، فتطمئنُّ إلى ذكر اللهِ عز وجل، وتسكنُ إلى المعارف الإلهيةِ، وتطيرُ إلى أعلى أفقِ الملَكيَّةِ، فيقالُ: نفس مطمئنة؛ قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً ﴾ [الفجر: 27، 28]، وإن كانت مع قواها في شجارٍ ونزاعٍ، فتارة تنزعُ إلى جانب العقولِ، فتتلقى المعقولاتِ، وتثبُت على الطاعات، وتارة تستولي عليها القوى فتهبطُ إلى حضيض منازلِ البهائمِ؛ فهذه النفسُ نفسٌ لوَّامةٌ.

 

ومن اتَّضَع حتى صار في حضيض البهائمِ، فلو تُصوِّر كلبٌ أو حمار منتصبُ القامة متكلمٌ، لكان هو إياه؛ لانسلاخه عن الفضائل الإنسانية، وعدمِ مشاركتِه للإنسان إلا بالصورة التخطيطية، وهذه هي النفسُ الأمارةُ بالسوء.

 

ويوضحُ الغزالي أن النفسَ والروح والقلب والعقل يرادُ بها النفسُ الإنسانية التي هي محِلُّ المعقولات (ينظر: الغزالي: " معارج القدس في مدارج معرفة النفس "، ص 15 - 16، 18).

 

وفي مجال الاستدلالِ على وجود النفس، يعتقد الغزالي أن النفسَ أظهرُ من أن تحتاجَ إلى دليل في ثبوتها، فإن جميعَ خطابات الشرعِ تتوجَّه لا على معدوم، بل على موجودٍ حيٍّ يفهمُ الخطاب، فنجد الإنسانَ فيه جميعُ ما في النبات والحيوان من المعاني، ويتميزُ بإدراك الأشياءِ الخارجة عن الحس؛ مثل: أن الكلَّ أعظمُ من الجزء، فيُدرِك الجزئيات بالحواس الخمس، ويدرك الكليات بالمشاعر العقلية، ويشاركُ الحيوانَ في الحواس، ويفارقُه في المشاعر العقليةِ، فإن الإنسان يُدرِك الكليَّ من كل جزئي، ويجعلُ ذلك الكليَّ مقدمةَ قياسٍ، ويستنتجُ منه نتيجةً، فلا الإدراك الكلي ينكرُ، ولا المدرك لذلك يجحدُ، ولا العَرَض ولا الجسم القابلُ لعرَضٍ ولا النبات ولا الحيوان غير الإنسانِ - يدرك الكلي حتى يقومَ به الكليُّ فينقسمُ بأقسام الجسم؛ إذ الكلي له وحده خاصة من حيث هو كليٌّ لا ينقسمُ ألبتةَ، فلا يكونُ للإنسان المطلقِ الكلي نصفٌ وثلث وربع، فقابل الصورة الكلية جوهرٌ لا جسم، ولا عرض في جسم، ولا وضع له، ولا أين له فيشار إليه، بل وجوده وجودٌ عقليٌّ أخفى من كل شيء عند الحس، وأظهر من كل شيء للعقل، فثبت بهذا وجودُ النفس، وثبت على الجملة أنه جوهرٌ، وثبت أنه منزَّهٌ عن المادة والصورِ الجسمانية (ينظر: الغزالي: "معارج القدس في مدارج معرفة النفس"، ص 18 - 19).

 

أقسام النفس:

ويبيِّنُ الغزالي أن للنفس الحيوانيةِ بالجملة قوَّتين: إحداهما محركة، والأخرى مدركة، والمحركةُ قسمان: باعثةٌ، ومباشرةٌ للحركة؛ فالمباشرةُ للحركة هي القوةُ التي تنبثُّ في الأعصاب والعضلات، ومن شأنها أن تشنِّجَ العضلاتِ، فتجذبَ الأوتارَ والرباطاتِ المتصلةَ بالأعصاب إلى نحو جهة المبدأ، أو ترخيها فتصير الأعصابُ والرباطاتُ إلى خلاف جهةِ المبدأ، وهذه خادمةٌ للمحركة الباعثة.

 

والمرادُ بالباعثة القوةُ النزوعية الشوقية، التي تبعثُ على الحركة مهما حصل في الخيال صورةُ شيء مطلوبٍ أو مهروب عنه، فتحملُ القوة المباشرة للحركة على التحريك.

 

ولهذه الباعثة شُعبتان: شعبةٌ تُسمى شهوانية، وهي تبعثُ على تحريكٍ يُقرِّب من الأشياء التي يعتقدُها صاحبها ضروريةً أو نافعة، طلبًا للذَّة، والأخرى تسمى غضبيةً، وهي قوةٌ تبعثُ على تحريكٍ يدفعُ به الشيء الذي يعتقد فيه أنه ضارٌّ أو مفسد؛ من أجل طلبٍ للغاية (الغزالي: "ميزان العمل"، حققه وقدم له: الدكتور سليمان دنيا، الطبعة: الأولى، دار المعارف، مصر، 1964 هـ، ص 201).

 

ويرى الغزالي أن النفسَ المُدركة قسمان: ظاهرةٌ وباطنة؛ وأما الباطنةُ فخمسةٌ: الأولى الخياليةُ، وهي التي تبقى فيها صورةُ الأشياء المحسوسةِ بعد غيبتها، فتلك القوةُ التي فيها انطبعت صورةُ المرئي تُسمَّى خيالًا، وتسمى حسًّا مشتركًا؛ إذ يبقى فيه أثرُ مدركات الحواس الخمس كلِّها.

 

الثانيةُ: الحافظةُ لذلك، فإن ما يمسكُ الشخصُ به صورةَ الشيء غيرُ ما يقبلُه به، والشمعُ يمسكُ النقشَ بيبوسته، ويقبله برطوبته، والماء يقبلُه ولا يمسكُه.

 

الثالثةُ: القوةُ الوهمية، وهي قوةٌ مترتبةٌ في نهاية التجويف الأوسط من الدماغ، تدركُ معاني غير محسوسةٍ من المحسوسات الجزئية، كالقوة الحاكمةِ في الشاة بأن الذئبَ مهروبٌ عنه، وأن الولدَ معطوفٌ عليه.

 

والرابعةُ: الحافظةُ لهذه المعاني التي ليست محسوسةً، كما كانت الثانيةُ حافظةً للصور، فهي حافظةٌ للمعاني، وتسمَّى ذاكرة، ومسكنُها التجويفُ المؤخرُ من الدماغ.

 

ولقد بقي الأوسط، وهو مسكنُ القوةِ المفكرة، وهي مرتبةٌ بين خزانة الصور وخزانةِ المعاني، وهي تركبُ بعضَ ما في الخيال مع بعضٍ، وتفصلُ عن بعض، بحسب الاختيار (الغزالي: "ميزان العمل"، ص 201 - 203).

 

وفي مجال نقدِه للفلاسفة يذكُرُ الغزالي أنهم يُقسِّمون القوى إلى القوى الحيوانية والإنسانية، والقوى الحيوانيةُ تنقسمُ عندهم إلى قسمين: محركة ومدركة، والمدركةُ قسمان: ظاهرةٌ وباطنة، والظاهرةُ هي الحواسُّ الخمس، وهي معانٍ منطبعةٌ في الأجسام، وأما الباطنةُ فثلاثةٌ.

 

إحداها: القوةُ الخيالية في مقدمة الدماغِ وراء القوةِ الباصرة، وفيه تبقى صورُ الأشياءِ المرئية بعد تغميضِ العين، بل ينطبعُ فيها ما توردُه الحواس الخمس فيجتمع فيه، ويسمى الحسَّ المشتركَ لذلك.

 

الثانيةُ: القوةُ الوهميةُ، وهي التي تدرك المعاني، وكان القوة الأولى تدرك الصور، والمرادُ بالصور ما لا بد لوجوده من مادة أي جسم، والمراد بالمعاني ما لا يستدعي وجودُه جسمًا، ولكن قد يعرض له أن يكونَ جسم كالعداوة والموافقة.

 

وأما الثالثةُ: فهي القوةُ التي تسمى في الحيوانات متخيلةً، وفي الإنسان مفكِّرةً، وشأنها أن تركبَ الصور المحسوسة بعضها مع بعضٍ، وتركبَ المعاني على الصور، وهي في التجويفِ الأوسط بين حافظ الصور وحافظِ المعاني (ينظر: الغزالي: "تهافت الفلاسفة"، ص 252 - 254).

 

إن القوى الحيوانيةَ تنقسمُ إلى محركة ومدركة، والمحركةُ إما أن تكونَ محركةً على أنها باعثةٌ على الفعل، أو على أنها فاعلةٌ، والباعثةُ إما أن تكونَ على جذب النفعِ، أو على دفع الضرِّ، والباعثة على جذب النفعِ هو الذي يعبَّرُ عنه بالشهوة، وهو الذي إذا ارتسم في الخيال معنًى يعلم أنه خيرٌ عنده أو يظنُّ، يبعثُ القوةَ الفاعلة على جذب ذلك النفعِ، وأما الباعثةُ على دفع الضر، فهي التي يعبر عنها بالغضب، وهي القوة التي إذا ارتسم في الخيال ما يعلمُ أو يظن أنه يضرُّ، تبعثُ على تحريكٍ يدفعُ به ذلك الضررَ أو المؤذي طلبًا للانتقام والغلبة.

 

وأما القوةُ المحركة على أنها فاعلةٌ، فهي قوةٌ تنبعثُ في الأعصاب والعضلات، وهي الإرادةُ (ينظر: الغزالي: "معارج القدس في مدارج معرفة النفس"، ص 37).

 

الترابط النفسي:

يرى الغزالي أن قوى النفسِ متفاوتةُ الرتب، فإن بعضَها أُريدت لنفسها، وبعضَها أريدت لغيرها، وبعضها خادمةٌ، وبعضها مخدومةٌ، والرئيسُ المطلق منها هي التي تراد لنفسها، ويرادُ غيرُها لها، فإن العقلَ هو الرئيسُ المخدوم، ويخدمُه وزيرُه، وهو أقربُ الأشياء إليه، وهو العقل العملي، الذي سمَّيناه قوة عاملةً بحسب مراسمِ العقل؛ لأن العقلَ العملي لأجل تدبير البدن، والبدنُ آلةُ النفسِ ومركبها، تقتنصُ به بواسطة الحواس مبادئَ العلوم التي تستنبطُ منها حقائقَ الأمورِ، ثم العقلُ العملي يخدُمُه الوهم، والوهمُ يخدُمُه قوتان: قوةٌ بعده، وقوةٌ قبله؛ فالقوةُ التي بعده هي القوة الحافظةُ لما أدركه وأداه إليه، والقوةُ التي قبله هي جميعُ القوى الحيوانيةِ، ومنها المتخيلة؛ أي: المفكِّرة، ويخدُمُها قوتان مختلفتا المأخذِ، فالقوةُ الرغبية الشوقية تخدُمُها بالانبعاث؛ لأن انبعاثَها إلى الحركة بالتخيل والفكر، والقوةُ الحافظة للصور التي في الحس المشتركِ تخدُمُها بقبول التركيب والتفصيلِ، فيما فيها من الصور.

 

أما الحافظةُ للصور، فيخدُمُها (الحس) المشتركُ، برفع الصورِ إليها حتى تحفظَ، وأما القوةُ النزوعيةُ، فتخدُمُها الشهوةُ والغضب، والشهوةُ والغضب تخدمهما القوى العضليةُ، وعندها تنتهي القوى الحيوانيةُ، والقوى الحيوانيةُ بالجملة يخدُمُها النباتية.

 

والنباتيةُ ثلاثٌ: المولدةُ، والمربية، والغاذيةُ، ورأسُها المولدة، وتخدمها المربيةُ، والغاذية تخدمها، ثم يخدم هذه قوى أربع، وهي الجاذبة والماسكةُ والهاضمة والدافعةُ؛ إذ لا بد في النبات من قوة جاذبة للغذاء إليه، ثم ماسكة، ثم هاضمة تهضمُ ما أمسكته الماسكةُ، ثم دافعةٌ تدفع فضله، والدافعةُ هي الخادمةُ التي لا خادم لها، ثم الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسةُ تخدم القوى الهاضمةَ والجاذبةَ والماسكة والدافعة، وهذه آخرُ درجاتِ القوى في الأجسام.

 

وللتوضيح: القوةُ المفكرةُ مسكنها وسط الدماغِ بمنزلة الملك، يسكن وسطَ المملكة، والخياليةُ مسكنُها مقدم الدماغ، جارية مجرى صاحبِ بريدة، أو مجتمع الأخبار عنده، والحافظة التي مسكنها مؤَخَّر الدماغ جاريةٌ مجرى خادمِه، والقوى الناطقةُ جارية مجرى ترجمانه، والعاملةُ جارية مجرى كاتبه، والحواس جارية مجرى ناقلي الأخبار، وهكذا يرفعُ الجميعُ هذه الأخبارَ إلى صاحب البريد، وصاحب البريد يُسقط ما يراه حشوًا، ويرفعُ الباقيَ صافيًا إلى العضو الرئيس (ينظر: الغزالي: "ميزان العمل"، ص 209 - 212).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الثقة بالنفس عند النساء
  • علاقة الإيمان بالنفس عند سيبويه

مختارات من الشبكة

  • بين النفس والعقل (3) تزكية النفس (خطبة) باللغة النيبالية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: بين النفس والعقل (3) تزكية النفس - باللغة البنغالية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بين النفس والعقل (3) تزكية النفس (باللغة الهندية)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بين النفس والعقل (3) تزكية النفس(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب: الحفاظ على مقصد حفظ النفس في الشريعة(مقالة - موقع د. صغير بن محمد الصغير)
  • وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء (صدق التوبة مع الله)(مقالة - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • تفسير: (يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير آية: (وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين ...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حقيقة النفس في القرآن الكريم ومعانيها(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
3- مشكورين
بوقويس رشيدة - المغرب 26-04-2023 01:54 AM

وفقكم الله لمجهوداتكم الكبيرة.أستاذي الفاضل.

2- شكر
مصطفى 18-03-2022 08:53 PM

شُكرا

1- تنويه
رباني يونس - المغرب 25-12-2021 12:23 PM

نشكركم على هده المجهودات في زمن العزوف عن الجهاد الفكري
تحية لكم و وفقكم الله

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 24/11/1446هـ - الساعة: 12:14
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب