• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / أسرة
علامة باركود

الأسرة ومقاصد الشريعة

خولة درويش

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/5/2017 ميلادي - 21/8/1438 هجري

الزيارات: 22646

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الأسرة ومقاصد الشريعة


إن تكاليف الشريعة ترجع إلى حفظ مقاصدها في الخلق، وهذه المقاصد لا تعدو ثلاثة أقسام:

1- أن تكون ضرورية.

2- حاجية.

3- أن تكون تحسينية.

الضرورية: لا بد منها في قيام مصالح الدين والدنيا، بحيث إذا فقدت لم تجر مصالح الدنيا على استقامة بل على فساد وتهارج وفوت حياة. وفي الأخرى فوت النجاة والنعيم والرجوع بالخسران المبين...

 

والضروريات خمسة:

حفظ الدين والنفس والعرض والعقل والمال وهي مراعاة في كل ملة.

والحاجيات: معناها أنها مفتقر إليها من حيث التوسعة ورفع الضيق المؤدي في الغالب إلى الحرج والمشقة اللاحقة بفوت المطلوب...

وهي في العبادات كالرخص، وفي العادات كإباحة الصيد والتمتع بالطيبات مما هو حلال.

 

والتحسينيات: الأخذ بما يليق من محاسن العادات وتجنب الأحوال المدنسات التي تأنف العقول الراجحات، ويجمع ذلك قسم مكارم الأخلاق... وفي العبادات كإزالة النجاسة وستر العورة والتقرب بنوافل الخيرات من الصدقات وفي العادات كآداب الأكل والشرب...[1].

وللضروريات أولوية عن غيرها - يجب مراعاتها - إلا إذا كانت تؤدي إلى الإخلال بضروري أهم منه.

 

ولا نقول ضرورة كلما راق لنا ذلك. بل ننظر إلى الأمور بشمولية تقية، لا بسطحية تتبع الهوى:

((ومن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه))[2].

وحيث إن من طبيعة المرأة رقة الشعور وسرعة التأثر، فواجبنا نحن النسوة أن نتحرز جهدنا من مداخل الهوى والحظوظ العاجلة، فقد حذرنا الصادق الأمين بقوله: ((يا معشر النساء! تصدقن ولو من حليكن فإنكن أكثر أهل جهنم يوم القيامة))[3].

 

ولنجعل لأفعالنا سورًا واقيًا يحدده الشرع. فالحلال ما أحله الله ورسوله. والحرام ما حرمه الله ورسوله. أما ما ليس فيه نص فالأمر فيه متسع.

والمباح: هو المخير فيه بين الفعل والترك من غير مدح ولا ذم، لا على الفعل ولا على الترك[4].

وتناول المباح لا يصح أن يكون صاحبه محاسبًا عليه بإطلاق، وإنما يحاسب على التقصير في الشكر عليه[5].

أما إذا كان المباح ذريعة إلى ممنوع، فصار ممنوعًا من باب سد الذرائع لا من باب كونه مباحًا.

وعلى هذا يتنزل قول من قال: ((كنا ندع ما لا بأس به حذرًا لما به البأس)). وروي مرفوعًا.

 

وكذلك ما جاء من هذا الباب في ذم الدنيا، إنما هو لأجل أنها تصير ذريعة إلى تعطيل التكاليف. وأيضًا فقد يتعلق بالمباح في سوابقه أو لواحقه أو قرائنه مما يصير به غير مباح، وذلك كالمال إذا لم تؤذ زكاته[6].

 

فالحياة ليست كما يظن البعض: أسواق وفسح ومدينة ألعاب، كما أنها ليست سعيًا ولهثانًا وراء المتع الفانية بحجة إباحة الترويح عن النفس...

 

إنها عبادة لله سبحانه وتعالى، وأداء لحقوقه جل شأنه، ولحقوق العباد. كما أنها ليست تضييقًا على المرء بحرمانه من المباحات:

((كثير من الناس يجعل كثيرًا مما عليه من الحق من قسم ماله فيتخير بين فعله وتركه. وإن فعله رأى أنه فضل قام به لا حقّ أداه. وبإزاء هؤلاء من يرى كثيرًا مما له فعله وتركه من قسم ما عليه فعله وتركه فيتعبد بترك ماله فعله، كترك كثير من المباحات ويظن ذلك حقًا عليه، كمن يتعبد بترك النكاح، أو أكل اللحم أو الفاكهة مثلًا، أو الطيبات من المطاعم والملابس، ويرى لجهله أن ذلك مما عليه، فيوجب على نفسه تركه، أو يرى تركه من أفضل القرب وأجَل الطاعات. وقد أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على من ذم ذلك، ففي الصحيح أن نفرًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سألوا عن عبادته في السر فكأنهم تقالوها. فقال أحدهم: أما أنا فلا آكل اللحم. وقال الآخر: أما أنا فلا أتزوج النساء. وقال الآخر: أما أنا فلا أنام على فراش فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم مقالتهم، فخطب وقال: ((ولكني أتزوج النساء وآكل اللحم وأنام وأقوم وأصوم وأفطر فمن رغب عن سنتي فليس مني)).

 

فتبرأ ممن رغب عن سنته، وتعبد لله بترك ما أباحه لعباده من الطيبات رغبة واعتقادًا أن الرغبة عنه وهجره عبادة[7].

أما الإسراف في المباح سواء في الكمية أو النوعية فتجعله يقرب من الحرام. لذا يجب التمييز الواعي بين ما هو ضروري مباح وبين ما هو كمالي قد يقرب من الحرام.

 

• لقد احتدم النقاش بين الزوجين، وازداد التوتر إلى حد الأزمة في الأسرة... لكن لماذا؟!

كان الأطفال يلعبون بمرح وحبور، علت أصواتهم فانزعج الزوج منهم ونبه زوجته قائلًا: أما آن لهم أن يهدؤوا...

ساعدت الزوجة في تهدئتهم... وبيت القصيد أن كلا الزوجين يريد مشاهدة التلفزيون: فالزوج يريد متابعة مباراة كرة القدم. والزوجة تريد معرفة الأخبار، وكان الخلاف المر.

أما إنه لو طبقت الأولويات لما شعر الناس بالضيق وشغل الذهن بأمور صغيرة تافهة.

 

• أما (وداد) فلقد أصبحت حياتها على شفا الطلاق. وهي مصرة على أنها لا تعمل إلا المباح!

كانت (وداد) تبالغ في حب النوم، حتى إذا صحت فكرت متى تنام؟ وفشت العدوى فعمت اللامبالاة جميع أفراد الأسرة فابنها الأكبر أضحى تحصيله الدراسي سيئًا، فهو يهمل حتى إذا كانت ليلة الامتحان هرع إلى دفاتر زملائه يستعيرها، وفي غرفة الامتحان يستجدي المعلومات ممن حوله... وغير ذلك من نتائج الإهمال والتي اقتبسها الأولاد بالقدوة.

 

ضاق الأب ذرعًا بالوضع... حتى صحت المرأة في غفواتها وبدأت تنظم وقت استيقاظها، وجعلته في اليوم الأول مبكرًا ربع ساعة، ثم نصف ساعة وهكذا رويدًا رويدًا، انضبط موعد الاستيقاظ وأحسنت في استثمار الوقت لتكون القدوة لأبنائها في ذلك.

 

• وفي ظل التصحر في العلاقات، حتى العلاقات الأسرية فإننا نجد كثرة المشاكل والتي سببها السخافات في التعامل مع المباحات!

كأن يختلف الزوجان مثلًا في لون الأثاث، والنظرة الواعية ترى أنه اختلاف في أنه مباح وهنا يحس الاحتساب وترك الجدل للفوز بوعد الرسول صلى الله عليه وسلم: ((أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء ولو كان محقًا))[8].

 

• العمل الواحد في ميزان الشرع يختلف حسب حال المكلف وحسب نيته: وقد قال ابن القيم رحمه الله: (وههنا أمر يجب التفطن إليه، وهو أنه قد يكون العمل المعين أفضل منه في حق غيره. فالغني الذي بلغ له مال كثير ونفسه لا تسمح ببذل شيء منه، فصدقته وإيثاره أفضل له من قيام الليل وصيام النهار نافلة. والشجاع الشديد الذي يهاب العدو سطوته، فوقوفه في الصف ساعة وجهاده بأعداء الله، أفضل من الحج والصوم والصدقة والتطوع. والعالم الذي قد عرف السنة والحلال والحرام وطريق الخير والشر، فمخالطته للناس وتعليمهم ونصحهم في دينهم أفضل من اعتزاله وتفريغ وقته للصلاة وقراءة القرآن والتسبيح. وولي الأمر الذي قد نصبه الله للحكم بين عباده، جلوسه ساعة للنظر في المظالم وإنصاف المظلوم من الظالم وإقامة الحدود ونصر المحق وقمع المبطل، أفضل من عبادة سنين من غيره. ومن غلبت عليه شهوة النساء، فصومه له أنفع من ذكر غيره وصدقته)[9].

 

وقد دعا عليه السلام لأنس رضي الله عنه بكثرة المال، فبورك له به... وقال لثعلبة بن حاطب رضي الله عنه حين سأله الدعاء له بكثرة المال:

• ((قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه)).

وقال لأبي ذر رضي الله عنه: ((يا أبا ذر إني أراك ضعيفًا وإني أحب لك ما أحب لنفسي. لا تأمرن على اثنين ولا تولين مال يتيم)).

 

ومعلوم أن كلا العملين من أفضل الأعمال لمن قام فيه بحق الله. وقد قال عليه الصلاة والسلام، في الإمارة والحكم: ((إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن)).

وقال أيضًا: ((أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة)).

ثم نهاه عنها لما علم له خصوصية في ذلك من الصلاح). [10]

فاختلف الحكم باختلاف الأحوال.

 

(ولا ريب أن ما فيه ضرر في الدنيا مذموم إذا لم يكن نافعًا في الآخرة، كإضاعة المال والعبادات الشاقة التي لم يأمر الله بها ولا رسوله. وما فيه منفعة في الدنيا مذموم، إذا كان ضارًا في الآخرة، كنيل الملذات والشهوات المباحة، إذا حصل للعبد بها وهنًا وتأخيرًا في أمر الآخرة وطلبها. وما كان مضرًا في الدنيا والآخرة فهو شر وشدة... وما كان نافعًا في الآخرة فهو محمود، وإن كان ضارًا في الدنيا، كإذهاب النفوس والأموال في الجهاد في سبيل الله. وكذلك ما لم يكن ضارًا في الدنيا مثل كثير من العبادات. وما كان نافعًا في الدنيا والآخرة فهو محمود أيضًا)[11].

 

(بل إن الفعل الواحد في الظاهر يثاب الإنسان على فعله مع النية الصالحة، ويعاقب على فعله مع النية الفاسدة:

فمن ترك جميل الثياب بخلًا بالمال لم يكن له أجر. ومن تركه متعبدًا بتحريم المباحات كان آثمًا. ومن لبس جميل الثياب إظهارًا لنعمة الله واستعانة على طاعة الله كان مأجورًا. ومن لبسه فخرًا وخيلاء كان آثمًا فإن الله لا يحب كل مختال فخور)[12].

 

والمرأة الصالحة تعتني بمظهرها أمام المؤمنات، وأمام محارمها وبالحد الشرعي، ليكون لباسها نظيفا أنيقًا مرتبًا، من غير إسراف ولا مخيلة. لأن الإسراف في المباحات منهي عنه لقوله تعالى: ((والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قوامًا))[13].

 

هذا وإن بعض المباحات قد يكون موروثًا لبعض الناس أمرًا لا يختاره لنفسه بالنسبة إلى ما هو عليه من الخصال الحميدة، فيترك المباح لما يؤديه إليه: كما جاء أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لما عذلوه في ركوب الحمار في سيره إلى الشام، أوتي بفرس فهملج تحته، أخبر أنه أحس من نفسه فنزل عنه ورجع إلى حماره.

 

وكما جاء في حديث الخميصة ذات العلم حين لبسها النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبرهم أنه نظر إلى علمها في الصلاة فكاد يفتنه، وهو المعصوم صلى الله عليه وسلم، ولكنه علم أمته كيف يفعلون بالمباح إذا أداهم إلى ما يكره.

 

وكذلك قد يكون المباح وسيلة إلى ممنوع فيترك من حيث هو وسيلة كما قيل: إني لأدع بيني وبين الحرام سترة من الحلال ولا أحرمها.

وفي الحديث: ((لا يبلغ الرجل درجة المتقين حتى لا يدع ما لا بأس به حذرا لما به البأس)).

 

وهذا بمثابة من يعلم أنه إذا مر لحاجته على الطريق الفلانية نظر إلى محرم أو تكلم فيما لا يعنيه أو نحوه)[14].

 

(ومن زهد فيما يشغله عن الواجبات أو يوقعه في المحرمات فهو من المقتصدين أصحاب اليمين. ومن زهد فيما يشغله عن المستحبات والدرجات فهو من المقربين السابقين)[15].

 

(أما فضول المباح التي لا تعين على الطاعة، فإن عدمها خير من وجودها إذا كان مع عدمها يشتغل بطاعة الله...

وإن شغلته عن معصية الله كانت رحمة في حقه. وإن كان اشتغاله بطاعة الله خير من هذا وهذا.

 

وكذلك أفعال الغفلة والشهوة التي يمكن الاستعانة بها على الطاعة كالنوم الذي يقصد به الاستعانة على العبادة، والأكل والشرب والنكاح الذي يمكن الاستعانة به على العبادة إذا لم يقصد به ذلك كان ذلك نقصًا بالعبد وفوات حسنة وخير يحبه الله تعالى.

 

ففي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لسعد رضي الله عنه: ((إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله، إلا ازددت بها درجة ورفعة، حتى اللقمة تضعها في فيّ امرأتك)). وقال عليه السلام في الصحيح: (نفقة المسلم على أهله يحتسبها صدقة)[16].

 

ولقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: ((الخيل لثلاثة: هي لرجل أجر. ولرجل شر. وعلى رجل وزر: فأما الذي هي له أجر: فرجل ربطها في سبيل الله فأطال لها في مرح أو روضة. ورجل ربطها تعفيفًا وسترًا وتعففًا ثم لم ينس حق الله في رقابها وطورها فهي له ستر. ورجل ربطها فخرًا ورياء ونواء لأهل الإسلام فهي له وزر))[17].

 

ثم إن المؤاخذة رفعت عن الناسي والمكره والخاطئ كما جاء في الحديث الشريف: عن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه))[18].

 

ومن المعلوم أن النظر للأجنبية محرم لأنه وسيلة إلى الزنا، لكنه مباح بقصد النكاح لأنه وسيلة إلى مصلحة راجحة، وهي الألفة بين الزوجين، ودوام ذلك بينهما. كما قال عليه الصلاة والسلام للمغيرة لما خطب امرأة: ((انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما)) والحديث رواه النسائي في كتاب النكاح والترمذي وقال حديث حسن[19].

 

كما أن السمر بعد العشاء منهي عنه لأنه وسيلة إلى تفويت قيام الليل أو صلاة الفجر فإن عارضته مصلحة راجحة كالسمر للصائم أو لمصلحة من مصالح المسلمين لم ينه عنه)[20].

 

• يا أختي المؤمنة: يا من تراقبين الله في حركاتك وسكناتك، وتجهدين نفسك لتكوني ممن يعبد الله كأنه يراه...

إن واجهتك مشكلة فتحرزي لدينك. فالأوزار ثقيلة، والعقاب أليم. وحذار من حياة الغفلة واللامبالاة بحجة اللاهيات والتي أضحت مكرورة: ((أخطاؤنا يغفرها الله)).

 

فلا تساهل في الموبقات، ولا احتيال لاقتناص الملذات، ولا إسراف في المباحات. فالصادق الأمين عليه الصلاة والسلام قد حذرنا من مغبة ذلك بقوله: ((إياكم ومحقرات الذنوب فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن واد، فجاء ذا بعود، وجاء ذا بعود، حتى حملوا ما أنضجوا به خبزهم. وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه))[21].



[1]) الموافقات للشاطبي، جـ2، ص3-5، وينظر أيضًا مقاصد الشريعة للحمادي العبيدي، ص123، وقواعد الوسائل، ص186.

[2]) متفق على صحته.

[3] رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما عن زينب امرأة ابن مسعود، والحديث صحيح كما ذكر الألباني.

[4] الموافقات 68-74.

[5] الموافقات 68-74.

[6] الموافقات للشاطبي 71.

[7] تهذيب المدارج 117-118.

[8] حديث حسن كما قال الألباني: صحيح الجامع الصغير، جـ1/ 306.

[9] عدة الصابرين، 39، من كتاب كيف أخدم الإسلام، 62.

[10] الثبات والشمول في الشريعة الإسلامية، ص217، د. عابد السفياني، ط1، 1408هـ، مكتبة المنارة، مكة المكرمة.

[11] الفتاوى لابن تيمية رحمه الله، 20، 149.

[12] الفتاوى لابن تيمية رحمه الله، 22/ 139.

[13] الآية: 67 من سورة الفرقان.

[14] الموافقات للشاطبي رحمه الله، 1/ 76.

[15] الفتاوى لابن تيمية رحمه الله، ص20/ 151.

[16] الفتاوى10/ 461.

[17] متفق عليه.

[18] أخرجه الطبراني: وقال الألباني حديث صحيح 36، ينظر صحيح الجامع الصغير 1/ 659.

[19] قواعد الوسائل في الشريعة الإسلامية 248 د. مصطفى بن كرامة مخدوم، ط1/ 1420هـ الرياض.

[20] المصدر السابق، ص314، عن أعلام الموقعين 3/ 148.

[21] رواه أحمد والطبراني وصححه الألباني، ينظر صحيح الجامع الصغير، 1/ 532.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مقاصد الشريعة الإسلامية في أحكام الأسرة والنكاح
  • مقاصد الشريعة في القضاء والشهادة والعقوبات
  • مقاصد الشريعة في السياسة الشرعية
  • أصول الفقه ومقاصد الشريعة: علم واحد أم علمان؟
  • التنمية في ضوء مقاصد الشريعة
  • حماية الأسرة ورعايتها في الإسلام
  • الأسرة السعيدة
  • الأسرة ومقومات البيت المسلم
  • الأصل الأول لاستمداد الشريعة
  • الأسرة والحوار بين أفرادها

مختارات من الشبكة

  • الأسرة السعيدة بين الواقع والمأمول (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة فقه الأسرة: الخطبة (1) أسس بناء الأسرة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دور الأسرة في علاج وتدريب الطفل المعاق(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • فوائد تربوية لمائدة طعام الأسرة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • مشاهد التكريم للأسرة يوم القيامة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أسرار الأسرة والزواج من ناحية فقهية(مقالة - موقع أ. د. علي أبو البصل)
  • أسباب الفشل في بناء الأسر(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • ‏ آداب وأخلاق يجب مراعاتها في الأسرة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • أسباب الخلافات الأسرية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • وعي أسرة الطفل المعاق بمصادر المعرفة لحالته(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 


تعليقات الزوار
1- شكر
زائر - ناجيريا 10-06-2021 11:57 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله وأحسن إليكم

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب