• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الحادية عشرة: المبادرة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / تنمية المهارات
علامة باركود

كيف تصبح إنسانا فعالا وناجحا؟

عبدالمجيد قناوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/4/2016 ميلادي - 28/6/1437 هجري

الزيارات: 20525

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كيف تصبح إنسانًا فعالًا وناجحًا؟

 

منذ أقدم العصور والإنسان يبحث عن مقياس دقيق يقيس به نفسه بين الناس؛ حتى يكون على بيِّنة من اختيار صحبه، أو شريكة حياته، أو دائرة عمله.


ولو رجعنا إلى علماء النفس المعاصرين، لما وجدنا عندهم مقياسًا لتلك الأعراض أدق من مقياس ما يُسمى بـ: "الكياسة" أو "السلوك الذكي".


يقول دكتور اسمه "ويليام راملي":

الجميع يريدون النجاح والظفر في الحياة؛ البعض ينجحون، والأكثرية تفشل، فلماذا ينجح هؤلاء ويفشل أولئك؟

والشخص الكيِّس هو الذي يستطيع بسلوكه في بيئة معينة أن يحُلَّ المشاكل التي تعترضه في تلك البيئة.

والباحثون في دراسة البيئات وأسباب فشل الناس في حلِّها، خرجوا من دراساتهم الطويلة بأن الكياسة تقوم على ثلاث دعائم أساسية؛ وهي:

الأولى: رغبة الشخص في حل المشكلة.

الثانية: قابليته لحلِّها.

الثالثة: كفاءته لعلاج العلاقات الإنسانية المتصلة بتلك المشكلة، على تشابك تلك العلاقات وتعقيدها.


والإنسان منذ طفولته إلى مماته مولع بمقارنة نفسه والحكم عليها بسواه من البشر، وحتى يتسنى لك أن تفهم الناس من حولك في بيئة معينة؛ لا بد أن تحسن فَهمك لهم عامَّة؛ لأن طريقة فهمك للناس:

1- هي التي تُعيِّن وتُقرر مدى نجاحك في عملك مثلًا؛ وهل نحسن اختيار الإنسان المسؤول الذي يدفعنا إلى الأمام، أم نظل خاضعين للإنسان الذي يَكبِت ويميت المواهب، ويخمد جذوة الفلاح فيهم، ويدَّعي لنفسه كل ما يؤدونه من خير، ويفزعهم من العزل عند أقل هفوة؟


2- هي التي تُعيِّن وتُقرر مدى توفيقك في اختيار شريك حياتك، وتمتعك بحياة سعيدة؛ أم أنت من وَقود مَحاكِم الأحوال الشخصية الذين لا يُرجى لهم وفاق زوجي مهما بدلوا من أزواج؟


3- هي التي تُعيِّن وتُقرر مدى فلاحك في تخيُّر الصديق الذي يعينك على التقدم والتوفيق في بلوغ غاياتك من الحياة؛ أم أنت لا تختار إلا أصدقاء السرَّاء الذين تختفي آثارهم عند أول نكبة تُبتلَى بها؟

فعلى الإنسان أن يفكر؛ لأن التفكير هو طريق الفهم والتعلم.

 

الطريق إلى النجاح:

بالفقر أم بالغنى؟!

إن غريزة الاقتناء وحب الثراء أو الإثراء شيءٌ فطري في الإنسان، ولكن القِيَم الخلقية والعقائدية والتقاليد الإيجابية في الماضي كانت محافظة على جلالها وقدسيتها، وكان أكثر الناس يضعونها في مرتبة أعلى من المال؛ فلا يُضحُّون بها أو يَخرجون عليها مهما قَوِيت عوامل الإغراء، أو بلغت بهم الحاجة.


كان فلاسفة الشرق يميلون إلى تقديس النواحي الرُّوحية وعدم الاهتمام بالماديات الدنيوية، حتى جاءت حضارة الغرب تتغلغل، وانتشرت في جميع بلدان العالم حاملة معها التبشير بتقديس المادة ووضعها فوق كل اعتبار.


وفلسفة الزهد وعدم المبالاة بمطالب الحياة تضرُّ بالفرد والمجتمع، وتؤدي بهم إلى شلِّ الإنتاج، بل تجعلهم يموتون موتًا بطيئًا وهم مُسْتكِينون راضون، لا يفكرون في إصلاح حالهم، وتحسين بيئتهم وظروفهم، ورفع مستوى معيشتهم.


ولا شك أن الإسراف في تقديس المطامع المادية وعبادة المال من أهم عوامل الشقاء للفرد والأسرة والمجتمع، بل هو مبعث أغلب المشاكل الخطيرة التي يعانيها الإنسان؛ لأنها تهبط به إلى مستوى قريب جدًّا من الحيوان.


أما الفقر، فهو يبلِّد العقل، ويذل النفس، ويضعف الجسم (البدن)، والغنى يتيح الفرصة أمام المرء للنضوج والسُّمو والاستمتاع بالمساهمة في الخدمات الاجتماعية.


وهناك من يرى: "أنه من يُولد وفي فمه مِلعقة من ذهب، وحوله أكداس منه (الذهب)، فلا يُطلَب منه أدنى جهد لكي يعيش - يلقى عناءً كبيرًا في سبيل نمو شخصيته ونضوج عواطفه"؛ لأن نمو الشخصية يستلزم مواجهة الصعاب والتمرُّس بالمسؤوليات؛ ليصبح لديه "حاسَّة الحُكم" الصحيح على الأشياء بما يلزمها، وهذا يؤدي به إلى القيام بواجباته ومسؤولياته في البيت والعمل، ومواجهة الطوارئ والمفاجآت التي لا بد من لقائها من حين لآخر، مهما طال عمر الإنسان.


صحيح أن المال على الرغم من كل مساهماته الرائعة في حياة الإنسان، فإنه يستطيع أن يخيب الآمال إلى حدٍّ بعيد.


هذا الاستنتاج يتنافر مباشرة مع أحد أهم المبادئ المحورية التي تواجه سلوك البشر؛ وهو المبدأ القائل: "إننا كلَّما جمعنا مالًا أكثر، زادَتْ سعادتُنا".


والمُحزِن في الأمر أن الأشخاص الذين يفرطون في التخطيط لتحسين أوضاعهم المادية يعرِّضون أنفسهم للاستغلال والمذلَّة والانحراف؛ سعيًا وراء المال.


ومن البديهي أيضًا أن تؤدي بهم توقعاتُهم - وخاصة إذا كانت غير واقعية حول ما يمكن أن يوفِّره لهم المال - إلى الإحساس بمشاعر سلبية؛ مثل: الحسد، والحرمان، وخيبة الأمل.


وفي بعض الحالات القصوى يمكن أن يُودِي السعيُ وراء المال بحياة الكثير من الأشخاص، فهؤلاء الناس ينسون معنى:

 

الاسترخاء، والضحك والاستمتاع بالحياة، حتى ولو توصَّلوا إلى جمع الثروات؛ فـ:

 

 

يستطيع المال أن يكون أي شيء تريدُه، لكن ذلك يتوقف على شخصيتك وطريقة تفكيرك؛ من الممكن أن يصبح المال أصل كل الشرور، أو حلًّا لكل المشاكل، أو جمرة تحرق جيبك فتثقبه، أو وسيلة للتحرر.

إن "برنارد شو"[1] كان - فكريًّا - من اللادينيين المتسامحين مع الأديان، مِن أشهر مَن رفض جائزة نوبل حين قُدِّمت له؛ حيث قال: "إن هذا طوق نجاة يُلقى به إلى رجل وصل فعلًا إلى بر الأمان، ولم يعد عليه مِن خطر".


وقال: "إنني أغفر لنوبل أنه اخترع الديناميت، لكنني لا أغفر له أنه اخترع جائزة نوبل".


ويقول أيضًا: "إن النظرة العالمية إلى المال هي الحقيقة الوحيدة المُتفائلة في حضارتنا، المال هو أهم ما في الدنيا، إنه يُمثِّل الصحة والقوة والشرف والكرم والجمال، وأهم فضائله هي أنه يُحطِّم الإنسان الذليل تمامًا كما يرفع مقام الإنسان النبيل ويُقويه".


أما عن النجاح، فيقول:

ولقد عبَّر العلماء عن النجاح الحقيقي للمرء بأنه ليس فيما يبلغه دخله من عمله، أو مقدار رصيده في البنوك، وما يملك من عقارات، وعلَّلوا ذلك بأن عنصر الحظ يلعب دورًا هامًّا في كسب المال، وقد يكون على حساب الشرف والكرامة والأخلاق، بل أكَّدوا بأن:

 

 

 

 

ويَرَون أيضًا (أي العلماء) أن رجال الأعمال والمقاولين، بالرغم من تقدُّمهم ونجاحهم في أعمالهم، الكثيرُ منهم أشقياء وبعيدون عن سلامة النفس وسعادتها، وخاصة الذين ركَّزوا كل جهودهم على ناحية واحدة، وتركوا النواحي الأخرى، وهؤلاء يحسُّون بمرارة الحرمان والخيبة في نواحي الحياة الهامة الأخرى، حيث القليل منهم نجح في حياته كزوج، أو كوالد، أو كمواطن، أو كإنسان، فتجده يفشل فشلًا ذريعًا في جميع ميادين الحياة الأخرى.

 

ورجَّحوا السبب في ذلك إلى أن النجاح في هذه النواحي يستلزم كثيرًا من الصفات التي تعزز النجاح في ميادين العمل؛ لأن الشخص الذي ينجح في حياته الزوجية لا بد أنه قد نجح في تنمية شخصيته، وفهم نفسه، وعرف كيف يتحكم فيها، وهو جدير بأن ينجح كوالد، وما لم تعاكسه الظروف، يغلب عليه أن ينجح كإنسان.

ولقد ثبت أن:

وهذا ما يلاحظ عند أصحاب الملايين العِصاميين، حيث إنهم يتمتعون ببراعة حلِّ المشاكل على أنواعها.

 

 

 

وكما يقول الحكماء: "خير الأمور أوسطها".

وبعضهم ينشد فيقول:

عليك بأوساط الأمورِ فإنها ••• نجاة ولا تركب ذلولًا ولا صَعْبَا

 

ويقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الذي لا ريب فيه:

﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾ [البقرة: 143].


تحديد الأهداف:

الهدف أمل وغاية، محسوس ومرغوب فيه، إنه أكثر من حُلم يُراد تحقيقه، والحلم يعتمد على التمنِّي و(أين تريد أن تصل؟)، أما الهدف، فهو (كيف تصل؟)، وتعمل له للظفر به، فالفلكيُّ إذا سألته: ما هدفك؟ فيجيبك: "هدفي أن أصِل إلى كوكب المريخ عام 2019 م"، هدف محدد بالمكان والزمان، أما إذا سألته: "ما حلمك؟"، فيجيبك: "أريد أن أصِل إلى مجرات وأكتشف مجرات أخرى في الكون".

 

وبدون هدف - أو أهداف - يظل الإنسان تائهًا لا يدري ماذا يفعل، وماذا يريد، وإلى أين يتجه، والأهداف ضرورية للنجاح؛ فهي كالهواء للحياة، ولا يمكن للإنسان أن يبلغ غايته وينجح في حياته إذا لم تكن له أهداف معلومة ومُحدَّدة.

 

فالحياة الناجحة تستلزم تحديد الأهداف التي تشبع مطالب الطبيعة البشرية من جسم وعقل وروح، وهذه الشعب الثلاث - التي تعتبر من مكونات الإنسان الأساسية - لكل منها حاجات ولا بد من إشباعها، وإلا فالإنسان لا يمكنه الاستمرار سليمًا متوازنًا متكاملًا في شخصيته، على أن يطبقها كل حسب ظروفه وإمكانياته.

 

وهذه الأهداف لا تخرج عن نقاط ثلاث:

أولها: السعي إلى النجاح في الحياة العملية بدرجة جيد، وليس بالضرورة جيد جدًّا أو ممتاز، وهنا يجب استغلال طاقة المرء الطبيعية شبه كاملة، والأحسن أن تكون كاملة.

ثانيًا: الاستعداد والتهيؤ للحياة الزوجية وإنجاب الأولاد.

ثالثًا: محاولة فهم الوسط أو المحيط أو العالم الذي تعيش فيه، والقيام بدورك المنوط بك.


وبتحقيق هذه النقاط الثلاث، فإننا نُرضِي الجسد والعقل والروح، إذا اتخذنا لبلوغها الطُّرُق الصحيحة والوسائل المناسبة.

 

لكنْ - للأسف - الكثيرون يتجاهلون المحافظة على التوازن بين هذه المطالب؛ فيعيشون أشقياء، ويَطردون السعادة والنجاح، فنفسك إن لم تشغلها بالخير شغلتْك بالشر.

 

ولكي تظفر بالنجاح المرغوب في الحياة العملية؛ عليك أن تسعى أولًا للتمكن من جميع نواحي العمل الذي تقوم به، وما لم تعرف كيف تعامل الناس، فإن المهارة الفنية وحدها لن تُحقق لك ما تصبو إليه، إلا في نواحي العمل الروتيني، فسواء كنت تشغل وظيفة كبيرة أم صغيرة، فإنك تقضي أكثر أوقات عملك في الاتصال بالناس، وكلما أرضيتهم ونجحت في اكتساب قلوب أكبر عدد منهم، زاد احتمال نجاحك في عملك وحبك لهم.

 

والإنسان يستطيع أن يطمئنَّ إلى نجاحه في التعامل مع أي أحد من الناس إذا تذكَّر وعلِم أنهم بشر مثله، لهم نفس الغرائز والدوافع التي تكمن وراء الكثير من تصرفاته وميوله، لأنه من الصعب جدًّا أن تجد قوانين ثابتة وضابطة تصلح للتعامل مع جميع الناس، في مختلف الظروف والمناسبات.


والحياة جامعةٌ قاسية، إلا أنها تعلِّمك الكثير عن وسائل التعامل مع الناس؛ حيث لو اعتمدت على تجاربك وحدها، فإنك قد تصل إلى نتائج في النهاية، ولكن بعد أن تكون قد فقدتَ الكثير من الفرص، والكثير من الأصدقاء، ودفعتَ الثمن غاليًا من سلامك الداخلي.


ولو أنك عرفت نفسك جيدًا، وحرصت على أن تتصوَّر نفسك دائمًا في موضع الذين تتعامل معهم، وقدَّرت ظروفهم، لَكسبتَ قلوب الكثير من الناس، وذللتَ الكثير من المشاكل.


لذلك؛ فإذا أردتَ أيها الإنسان أن تعيش كما ينبغي فلا يكفي أن تعيش لنفسك فقط؛ وإنما يجب أن تعيش في انسجام مع المجتمع الذي تعيش فيه؛ لأنك جزء منه.

 

ولا تَعِش بالأحلام دون الأفعال؛ لأن الأحلام أشياء جميلة، ولكنها تبقى آمالًا، والذي يربط بين التفكير والعمل هو الذي تجده في الصفوف الأولى يعمل ويفعل؛ فالحياة فِكرٌ وعملٌ.

 

أيها الإنسان، فكِّر ثم اعمل، واستغل مواهبك وأَبرِزْها؛ حتى تَحيَا الحياة الجميلة الناجحة التي ترجوها، ويجب أن تشعر بأنه كما لك حقوق فعليك واجبات، وكفاك كذبًا على نفسك، وعلى الناس، وعلى المجتمع.

 

الانسجام:

أول ما يفعله الإنسان في هذا الموضوع أن يوفر الانسجام بين الجسم والعقل والروح، ويوزع اهتمامه بها ويرعاها بالعدل؛ لأن إهمال إحدى هذه القوى الثلاث أو كبتها سيؤدي إلى صراع نفسي يظهر بصور مختلفة ومعقدة.


فالذين يهملون الجانب الروحي، ويُوزعون كل جهودهم على الناحيتين الجسمية والذهنية - تراهم يحسُّون بشقاء داخلي، ونوبات من عدم الرضا، يَعجِزون عن معرفة أسبابها.


وإليكم ما ينبغي على المرء أن يُراعيه لتقوية هذا الجانب (الجانب الروحي):

1- يجب أن يواجه الإنسان الحقائق - التي لها صلة بعاداته وسلوكياته وتصرفاته - بصراحة وحزم.


2- يجب تجنُّب الحكم على الآخرين ونقدهم في حالةِ لم يستطع أن يعرف ظروفهم الداخلية.


3- ينبغي أن يقدِّس العقيدة التي يؤمن بها، وليَحرِص دومًا على اتِّباع ما تُمليه عليه وتوحي به تعاليمُها إليه في جميع سلوكياته وتصرفاته، على ألَّا يحاول أن يفرضها فرضًا على الآخرين، والإنسان المسلم مرجعيتُه قولُه تعالى - بعد: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم -: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ [البقرة: 256]، ﴿ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴾ [الكافرون: 6].

 

4- أن يبتعد عن الزهو والغرور؛ لأنهما يشلَّان الجانبَ الذهني ويُوقفان نموَّه، فإذا كان الإنسان يحسُّ أو يعتقد بأنه أرقى تفكيرًا وأكثر ذكاءً من رفاقه ومعاشريه، فيجب أن يتذكر دائمًا أن هناك مَن هو أرقى منه وأذكى منه، وهنا أيضًا الإنسان المسلم مرجعيته قوله تعالى - بعد: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم -: ﴿ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا ﴾ [الإسراء: 37].


5- الثقة بالنفس على الدوام، وإذا كنت أضعف ذكاء من مخالطيك، وجب عليك أن تفتش في داخلك عن صفات حسنة تبعثك على التشجيع، وستجد عندك ما يوازن هذا النقص، ويعيد إليك الثقة، فمِن نِعَم الله سبحانه وتعالى على الإنسان أنه حيث يوجد عَجْزٌ من ناحية، توجد عوامل أخرى تُعوِّض هذا العجز مِن نَوَاحٍ أخرى.


والآن أخي الكريم، أختي الكريمة، أيها الإنسان المسلم، نتأمل معًا هذه الآيات من كتاب الله سبحانه وتعالى، ولها علاقة بموضوعنا:

بعد: ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [الفاتحة: 1].

﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾ [النحل: 98].


أما بعدُ؛ فيقول الله تعالى في كتابه "القرآن الكريم":

• ﴿ وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا ﴾ [الفجر: 20].


 • ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ * قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [آل عمران: 14، 15].


• ﴿ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [التوبة: 34].


• ﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ﴾ [الكهف: 46].


• ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى * بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [الأعلى: 14 - 17].

  



[1] جورج برنارد شو(George Bernard Shaw):

(ولد في 26 يوليو 1856 - تُوفي في 2 نوفمبر 1950)، مؤلف أيرلندي شهير.

كان أحد مفكري ومؤسسي الاشتراكية الفابية، كانت تشغله نظرية التطور والوصول إلى "السوبرمان"، يعد أحد أشهر الكتاب المسرحيين في العالم، وهو الوحيد الذي حاز على جائزة نوبل في الأدب للعام 1925، وجائزة الأوسكار لأحسن سيناريو (عن سيناريو بيجماليون) في العام 1938.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • كيف تكون إداريا ناجحا؟
  • المربي الناجح
  • المعلم الناجح!!
  • لتكون ناجحا
  • صفات الإمام الناجح
  • كيف تصبح أستاذا ناجحا؟
  • كيف تكون ناجحا

مختارات من الشبكة

  • كيف تحول نفسك من إنسان سلبي إلى إنسان إيجابي؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • "كيف حالك" في كلام الفصحاء(مقالة - حضارة الكلمة)
  • كيف تختار المرأة زوجها وكيف يختارها؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كيف تشتري كتابا محققا؟ وكيف تميز بين تحقيق وآخر إذا تعددت تحقيقات النص؟(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • كيف أعرف نمط شخصية طفلي؟ وكيف أتعامل معها؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • كيف تبدأ الأمور وكيف ننجزها؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • كيف تنظر إلى ذاتك وكيف تزيد ثقتك بنفسك؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • السلوك المزعج للأولاد: كيف نفهمه؟ وكيف نعالجه؟ (3) صفات السن(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • السلوك المزعج للأولاد: كيف نفهمه؟ وكيف نعالجه؟ (2) الأساليب الخاطئة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • فلنتعلم كيف ندعو الله وكيف نسأله(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)

 


تعليقات الزوار
2- تشكرات
عبد المجيد قـناوي - الجزائر 28-06-2019 03:14 PM

هذا يُسعدني ، وشرف لي شكرًا سيدتي الفاضلة.

1- شكر
قوادري أم الوفاء - الجزائر 08-04-2016 01:06 PM

ما أروعها من كلمات..
أثلجت صدري..
بوركت سيدي الفاضل..

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب