• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الدكتور أحمد إبراهيم خضر / مقالات
علامة باركود

قصة الاستشهادية مارييل ديجوكييه

د. أحمد إبراهيم خضر

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 15/5/2013 ميلادي - 5/7/1434 هجري

الزيارات: 9703

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قصة الاستشهادية مارييل ديجوكييه

 

" مارييل ديجوكييه " : أول استشهادية أوروبية في العراق، أحدث استشهادُها دويًّا هائلاً ومُقلقًا في أوروبا، وأدَّى إلى اهتمامٍ متجددٍ بما يُسَمُّونه بظاهرة " اعتناق الأوروبيَّات البيضاوات للإسلام " .

 

أكدتِ الصحافة البلجيكية، أنَّه بالرغم من أنَّ " مارييل " نفَّذت أول عملية انتحارية ضد القوات الأمريكية في العراق، فإنَّ هناك حالات عديدة مشابهة في الماضي، تشير إلى أنَّ الكثير من الأوروبيات المسلمات أصلاً، أو اللاتي اعتنقن الإسلام، سلكْنَ نفس طريق " مارييل " ، لكنَّ اللافت للانتباه أنَّ الكثيرات منهنَّ بلجيكيات.

 

وصفتها الصحافة الغربية بأنَّها: امرأة شقراء، جميلة، عمرها ثمانية وثلاثون عامًا، وُلِدَت لأسرة كاثوليكية، في منزل متواضع، مبني بالطوب الأحمر، في ضاحية من ضواحي مدينة " تشارلروا " ببلجيكا، وهي مدينة منعزلة، اشْتَهرت بإنتاج الفحم والتعدين، كان والدها يعمل في إحدى شركاتها، وكانت والدتها تعمل في إحدى مدارس هذه المدينة.

 

وصفها جيرانها بأنَّها " فتاة صغيرة، فاتنة، مبتسمة دائمًا " ، اعتنقت الإسلام، وذهبتْ إلى العراق عن طريق سوريا، وفي التاسع من نوفمبر 2005 م، اتَّجهت إلى " بعقوبة " شمالي العراق، وارتدتْ حزامًا يحتوي على عبوة ناسفة، وهاجمتْ دوريَّة مِن الجنود الأمريكيين، وفجَّرَتْ حزامها الناسف واسْتُشْهِدَتْ، يدَّعي الأمريكيون بعد أن اكتشفوا أنَّها امرأة أوروبية بيضاء، أنَّ جنديًّا واحدًا قد أُصِيب، في حين ذكرتْ تقارير أخرى، أنَّ تسعة مِنَ الجنود الأمريكيين قد ماتوا، في نفس اليوم الذي فجَّرت فيه " مارييل " نفسها، كان زوجها يقوم - قبلها - بعمليةٍ جهادية، اكتشفها أحد جنود المارينز الأمريكيين قبل أن تتمَّ؛ فأطلق النار على رأسه، فأرْداه قتيلاً.

 

ومن المعلوم أن " مارييل " وزوجها كانا قد عقَدا النية على الاستشهاد سويًّا قبل انتقالهما من بلجيكا إلى العراق.

 

هزَّتْ هذه الواقعة أوروبا وخاصة بلجيكا وفرنسا وإيطاليا، وتحرَّكتْ أجهزة الشرطة والأمن والمخابرات فيها؛ فقد أثارت عملية " مارييل " المخاوف لظهور عنصر جديد - في العمليات الهجومية التي يُطلقون عليها بالإرهابية - لا يمتدُّ إليه الشك غالبًا، وهو " النساء الأوروبيات البيضاوات " .

 

كانت " ليليان " والدة " مارييل " شغوفة بابنتها الوحيدة، وبابنها الوحيد " جون بول " ، تقول " جبني بيجن " - وهي جارة وصديقة قديمة لـ " ليليان " -: " كانت مارييل وهي طفلة تقضي ليلتَي السبت والأحد في منزلي، كانت " ليليان " تحب ابنتها، واستأجرت لها يومًا صالة، أَحْيَتْ فيها حفل عشاء، دَعَتْ إليه الجيران والأصدقاء؛ لتحتفل بأول قُدَّاس عشاء رباني لـ " مارييل " ، هذا وقد أرسلها أبواها إلى أفضل مدرسة ثانوية قريبة، فكانت محط إعجاب مُدَرِّساتها، كانت بالنسبة إليهنَّ فتاة مهذبة جدًّا، ومهندمة جدًّا " .

 

عاشتْ " مارييل " فترة مراهقتها مثلما تعيش قريناتها، تركتِ المدرسة في سنِّ السادسة عشرة، وارتبطتْ بعَلاقات عديدة بأقرانها من جيرانها الشباب، وشُوهِدَتْ برُفقة صديق لها على دراجة بخارية، وهي ترتدي معطفًا أسود.

 

كانت تشرب كثيرًا، لكنَّ الشرطة لم تقبض عليها يومًا، بسبب السُّكْر أو غير السُّكْر، ومثل كلِّ المراهقات كانت متمردة على سلطة والديها، اللذين وَجَدَا صعوبة في التحكم في سلوكياتها، ورغم ذلك كانت والدتها تصفها بأنها لطيفة ومحبوبة.

 

شاهدها أحد جيرانها - " أندريه دورانج " - تَبِيْتُ يومًا على سُلَّم مكتب الحي في المدينة في الفضاء، هذا وكانت تختفي من منزلها، وتتركه لأيام عديدة على بُعْد مائة ميل منه، حاولت " مارييل " الالتحاق بعمل، فعُيِّنَتْ بائعة في أحد المخابز، وهي في السنة الثالثة في المدرسة الثانوية.


أحبَّتْ " مارييل " شقيقها " جون بول " بشدة؛ فقد كان شابًّا جذابًا محبوبًا من أبويه وجيرانه، تلتحق معه بأحد نوادي السيارات في المدينة، وذات يوم بينما " جون " يقود دراجة بخارية بسرعة، يقطع إحدى إشارات المرور؛ هنا تصدمه سيارة ويموت، وعُمْره أربع وعشرون سنة.


يتغيَّر حال " مارييل " تمامًا، ويُرْجِعُ الجيران اضطراب حياتها إلى وفاة شقيقها، فقد كانت أول مَنْ نقل الخبر لوالديها، ويرى الجيران أيضًا أنَّ الأسرة لم تتعافَ من هذه الصدمة إلى حين؛ حيث تصاب بالكآبة والحزن، فدائمًا تبدو حزينة، تقول لـ " أندريه " جارها: " إنه من غير العدل أنْ يموت شقيقها! ويا ليتها كانتْ هي التي ماتتْ بدلاً منه! " .

 

لم تستطع " مارييل " الانتظام في عملها، فتترك المخبز وتعمل في أحد المقاهي، وتحصل على إعانة حكومية، حينما يسترجع الجيران ذكرياتهم معها؛ يتذكرون كيف أنها كانت طيبة جذابة، تلعب بكرات الثلج، وتحلم بأنْ تصير مُدَرِّسة أو مُمَرِّضة، لكن حياتها ضاعتْ بسبب الرُّفقة السيئة، تلك التي ارتبطت بها في فترة طفولتها، هنا تترك " مارييل " منزل أسرتها في " تشارلروا " ، وتبدأ حياة جديدة.

 

تزوَّجتْ " مارييل " ثلاث مرات، وجميع مَنْ تزوجتهم كانوا مِن المسلمين؛ الأول رجل تركي يكبرها سنًّا، يعتقد الجيران أنَّه تزوجها؛ ليصحِّحَ - بزواجه منها - وَضْعَه القانوني في بلجيكا، طلِّقتْ منه بعد عامَيْن مِنَ الزواج، لم يهتم هذا التركي بأمر إسلامها؛ فبقِيت على دينها الأصلي، ثم تزوَّجتْ بعده من رجل جزائري، كان لهذا الرجل فضلُ اعتناقها دين الإسلام؛ فكانت تزور والديها بغطاء رأس، هنا تقول أمُّها لجيرانها: " إنها سعيدة؛ لأنَّ الإسلام ساعد ابنتها على التوقف عن شرب الخمر والمخدِّرات " .

 

وأخيرًا تتزوج من " عصام جوريس " ، وهو ابن رجل بلجيكي وأم مغربية؛ فتغيِّر اسمها من " مارييل " إلى " مريم " ، وينتقل الزوجان إلى " بروكسل " ، ثم إلى " المغرب " ، وهناك تتعلم العربية وتدرس القرآن، ثم تعود " مريم " إلى بلجيكا، وقد ارتدت غطاء رأس وعباءة طويلة، وتقيم في إحدى الشقق السكنية في حيٍّ للمهاجرين قُرْبَ محطة قطار " ميدي بروكسل " .

 

كانت " مريم " وزوجها يزوران والديها من حين لآخر، فيُصاب جيران والدتها بالدهشة؛ وهم يَرَوْنَ " مارييل " في زيِّها الإسلامي، لكنَّهم كانوا يعلمون بأنها سعيدة بهذه الحياة الجديدة، وإن كان ذلك لم يُسْعِدْ والديها!

 

في أحد الأيام تتقابل مع إحدى صديقاتها في أيام الدراسة عند موقف حافلات، لم تعرفها صديقتها؛ لأنها كانت ترتدي النقاب، لكن " مريم " تندفع إلى صديقتها، وترحب بها بشدة، وتسألها إنْ كانت لا تزال تعرفها، تقول الصديقة: " لقد كانتْ صدمة بالنسبة لي أنْ أرى " مارييل " بهذا الزي، لكنَّها - أيْ: " مارييل " - كانت سعيدة بحالها هذا " .

 

شَكَتِ الأم لصديقاتها من أنَّ ابنتها بدأتْ تأخذ بالتفسير الصارم للإسلام، وزوجها يُصِرُّ على أنْ يفرض قواعده الخاصة على والديها حينما كان يزورهما، كان يصرُّ على ألا يشربا الخمر في حضورهما، وألا يختلط الرجال بالنساء عند تناول الطعام، تعترض الأمُّ على ذلك، لكنَّ الزوج كان يصرُّ على الالتزام بقواعده هذه ذات الأصل الإسلاميّ.

 

السؤال الآن، لماذا اعتنقتْ " مارييل " الإسلام؟! وما الذي جعلها تقدم على ما يسمونه في الغرب " بالعمل الانتحاريّ " ؟! لقد تعددتْ وجهات النظر حول هذيْن السؤاليْن؛ فرجال المخابرات والشرطة والأمن في أوروبا يقولون الآتي:

1- إنَّ النساء الأوروبيات اللاتي يتزوَّجن من رجالٍ مسلمين، هُنَّ أكبر مصدر للتحوُّل إلى الإسلام في أوروبا، وهذا من شأنه أنْ يعقِّد الحرب الأوروبية على ما يُسَمَّى بالإرهاب.

 

ترى الشرطة الفرنسية أنَّ المسؤولين عن شؤون الإرهاب فيها، كانوا قد حذروا من ظاهرة اعتناق الأوروبيات للإسلام، اللاتي وإنْ قلَّتْ نسبتهن، إلا أنهنَّ يشكلْنَ جانبًا هامًّا مِن التهديد الإرهابي الذي تواجهه أوروبا.

 

يقول القاضي الفرنسي " جين لويس بروجوريه " : " إنَّ شبكة الإرهابيين في أوروبا، تعتمد على النساء القوقازيات للقيام بمهامّ لوجوستية لصالح الإرهابيين؛ وذلك لأنه يصعب الشك فيهنَّ، ويحتاج الأمر إلى بعض الوقت حتى تتحرك هؤلاء النسوة؛ ليَقُمْنَ بأنفسهن بأعمال إرهابية " . ويقول " باسكال مالهوس " رئيس الاستخبارات الفرنسية الوطنية، في حديث أدْلى به إلى جريدة " لوموند " : " صحيح أنَّ الشرطة منتبهة تمامًا، للتهديدات المحتملة من قِبَل الرجال ذوي الأصول الشرق أوسطية، لكنَّها متراخية تمامًا بالنسبة للنساء البيضاوات الأوروبيات " .

 

إنَّ ما يُسمونه بالإرهابيين، على حدِّ قول " ماجنوس رانستورب " ، خبير الإرهاب بكلية الدفاع الوطنيّ السويدية بستوكهولم: " يُمكنهم استخدام الأوروبيات في تحقيق أهدافهم، فهؤلاء النسوة أضَفن فوائد عملية لهم في مواقف أمنية مُحْكمة التدبير؛ لأنهن لا يجذبْنَ انتباه الشرطة في احتمال قيامهن بعمل إرهابيّ " .

 

2- التحقيقات التي أجرتها أجهزة الأمن الأوروبية، بَيَّنَتْ أنَّ النساء اللاتي قُبِضَ على أزواجهن بتهمة الإرهاب - يُرِدْنَ الجهاد والحرب المقدَّسة، ويبحثنَ عَمَّنْ يقوم بتدريبهن، وإمدادهنَّ بالسلاح والمتفجرات، أمَّا المحققون مع أعضاء تنظيم " هوفستاد جروب " الإسلاميّ، فيؤكدون أنَّ النساء اللاتي قبض عليهنَّ، مصمِّمات على الجهاد، ومواصلة السير في الطريق الذي بدأه الرجال، وضَرَبَ المحققون مثالاً بالفتاة الألمانية " مارتن فان دين أو إيفر " التي اعتنقتِ الإسلام وهي في المرحلة الثانوية، هذه الفتاة شديدة التطرف في نظر هؤلاء المحققين؛ فقد ضبطتْ معها رسالة وداع لأمِّها، سألتْ صديقتها أنْ تسلمها لها في حالة استشهادها، أو حدوث أي شيء لها.


3- ألقت السلطات البلجيكية القبض على زوجَيْنِ، كانا في طريقهما إلى العراق، متخذَيْن من " مارييل " وزوجها أسوة في ذلك.

 

4- إنَّ دوافع اعتناق الأوروبيَّات للإسلام رُوحية في الأصل، وإنَّ انجذابهنَّ للإسلام قائم على أنَّ الإسلام يُمثل بالنسبة إليهنَّ ثقافة غريبة، تختلف عن هذه الثقافة التي نشأْنَ فيها.

 

5- يقول " ألان جريجنارد " أقدم مسؤول في قسم محاربة الإرهاب في الشرطة البلجيكية: " إنَّ التحول إلى الإسلام عند البعض مِن الأوروبيَّات، هو فِعْلٌ سياسيّ، إنهنَّ يتمردْنَ على مجتمعاتهنَّ اللاتي لا يشعرن أنَّهنَّ ينتمِيْنَ إليها، إنهنَّ يبحثن عَن الشعور بالتضامن، وقد وَجَدْنَ ذلك في الإسلام، إنَّ الكثيرات منهن تزوَّجْنَ من رجالٍ متشدِّدين مِن الموجة الأولى مِن المهاجرين، الذين ذهبوا إلى الحرب في أفغانستان أيام حُكْم " طالبان " ، وهناك لحقتْ زوجاتهنَّ الأوروبيَّات بهنَّ، إنهنَّ يؤيدن مواقف أزواجهن المتشدِّدة، لكنَّهنَّ لم يقمن بأيِّ عمل مسلِّح، إنَّ " مارييل " هي الفتاة الأولى التي قامتْ بهذا العمل، ويمكن ألا تكونَ الأخيرة " .

 

6- يقول " كلود مونكييه " المسؤول في مركز الأمن والمخابرات الإستراتيجية الأوروبية، ومقرُّه " بروكسل " : " إنَّ مارييل " يمكن أنْ تكون نموذجًا يُحْتَذَى به، بالنسبة للعديد مِن المسلمين، إنها صورة تقليدية للمرأة التي تعتنق الإسلام، إنها كانت تعاني مِن مشاكل الخمر، حينما كانت صغيرة، لم يكنْ لديها أيّ عمل تتعيش منه، ولم تكنْ قريبة من والديها، ربما فكرتْ في أنَّ مستقبلها قاتم، أو أنه كانتْ تحت تأثير زوجها المسلم، لكنَّ الغريب في الأمر أنها فتاة أوروبية، وعلينا أنْ نتوقع العديد مِن الحالات مستقبلاً " .

 

أمَّا الخبراء الذين درسوا ظاهرة اعتناق الأوروبيَّات للإسلام، وما يُسمَّى بظاهرة " مارييل " ، فيرَوْنَ أنَّ إسلامهنَّ إنما هو ردُّ فعلٍ للتدنِّي الأخلاقيّ الأوروبيّ؛ ولأنهنَّ يبحثنَ عَن الإحساس بالانتماء والرعاية والمشاركة، تلك التي لم يَجِدْنَها إلا في الإسلام، وهناك أخريات جذبهنَّ المفهوم الإسلامي عن الأسرة والأُمومة؛ تقول " كارن فان نيويوكيرك " الخبيرة الألمانيَّة في هذا الموضوع: " إنَّ في الإسلام مساحة أكبر للأسرة والأمومة، وليست المرأة في الإسلام مجرد هدف جنسيّ " .

 

" سارة جوزيف " إنجليزيَّة الأصل، اعتنقت الإسلام، وأسَّستْ مجلة إسلاميَّة، أسْمَتْها " إيميل " . تقول سارة: " إنَّ النساء الأوروبيَّات يعتنقنَ الإسلام؛ لأنهنَّ يبحثنَ عن نمط حياة يحميهنَّ مِن المفهوم الغربيّ " للنسوية " ، وترى " سارة " أنَّ البعض منهنَّ يُعطين اعتناقهنّ للإسلام معنًى سياسيًّا، ولا يؤيد " استيفانو إليفي " الأستاذ بجامعة " بوردو " بإيطاليا رأي " سارة " ، ويقول في ذلك: " صحيح أنَّ الإسلام يُعطي روحانية للسياسة، لكنَّ هذه الفكرة فكرة رجولية نادرًا ما تستهوي النساء " .

 

تحدَّث الصحفي " بيتر فورد " ، في جريدة  " كريستيان ساينس مونيتور " ، عن فتاة تُدْعَى  " ماري فيلوت " اعتنقتِ الإسلام منذ عدة سنوات، وصفها " فورد " بأنها  " فتاة صغيرة، جميلة، رزينة، محتشمة " ، وقال عنها: " إنَّ ما كان يدور بخَلَدها مِن أسئلة روحية، لم تجدْ إجابة عنها في طفولتها الكاثوليكيَّة، وأنها رأتْ في الإسلام رسالة حُبٍّ، وتسامح، وسلام، وأنه دين يجذب إليه ذوي الجروح والآلام " .

 

سألتها زميلاتها عمَّا إذا كان اعتناقها للإسلام مرتبطًا بقصة عاطفية مع شابٍّ مسلم؟ فأجابتْ: " إنَّ أحدًا لن يصدِّق بأني اتخذتُ قراري - باعتناق الإسلام - بإرادتي الحُرَّة، إني دخلتُ الإسلام؛ لأنه دين يسير، وسهل، وواضح، وصارم في نفس الوقت، لقد كنتُ أبحث عن إطار عمل يحكم سلوكياتي، فالناس تبحث عن قواعد وسلوكيات يتبعونها في حياتهم، والمسيحية لا تقدِّم لهم هذه الأُطر المرجعية، التي تنظم وتحكم هذه السلوكيات، إني أحاول الالتزام بالتقاليد الإسلامية خطوة خطوة، وأشعر بأني لست مستعدة بعدُ لارتداء غطاء الرأس، لكنني أرتدي ملابس طويلة وفِضفاضة، لم أتعوَّد عليها من قبل " .

 

يرى الباحثون أنَّ نموذج  " فيلوت " يختلف عن نموذج " مارييل " ، ويضعون تفسيرًا خاصًّا لما يُسمونه بتطرُّف  " مارييل " ، يقول هؤلاء الباحثون:  " إنَّ الذين يدخلون الإسلام، يكونون في لهف إلى كلِّ شيء غريب في ديانتهم الجديدة، وقد يصلون إلى درجة مِنَ التقوى تفوق هؤلاء الذين وُلِدوا مسلمين، ويأخذون غالبًا بالأفكار والسلوكيات المطلقة في الإسلام، وهؤلاء هم الأسهل انقيادًا للتطرف " .

 

تقول " بتول التوما " المشرفة على برنامج المسلمين الجُدُد في المؤسسة الإسلامية بليسستر في " إنجلترا " : " المسلم الجديد لا يكون - عادة - واثقًا من معلوماته عن الإسلام؛ ولهذا يكون صيدًا سهلاً لمجموعة مختلفة مِنَ الناس؛ أفرادًا، أو أعضاءً في تنظيمات، هؤلاء المسلمون الجُدُد لديهم رغبة قوية في أنْ يحققوا الإسلام كاملاً في حياتهم، وأنْ يكونوا مقبولين فيه، هذه الرغبة تجعلهم مستعدين لفعل أيِّ شيء في صالح دينهم الجديد، إنهم يريدون في نفس الوقت إثبات ذواتهم، وهذا هو الذي يدفعهم إلى ما يُسميه هؤلاء الباحثون بالتطرف " .

 

وتعلق " التوما " على حالة " مارييل " ، فتقول: " إنَّ معتنقي الإسلام الجُدُد يبحثون عن الراحة والسلام في الإسلام، إنَّ " مارييل " كانت تُعاني من ماضٍ مُؤْلم مَشُوب بالخمر، والمخدِّرات، وعدم الاستقرار في العمل، وربما اقتنعتْ أنَّ فعلاً غائيًّا مثل الهجوم  " الانتحاريّ " التي قامت به - سيُعطيها أثمن فرصة للخلاص والغفران، إنَّ تحليلي لنهاية  " مارييل " هي أنها: امرأة كانت تبحث عن السلام الداخليّ لنفسها، فوقعت ضحية لأناس، استطاعوا استغلال ما كانتْ تبحث عنه لصالح أهدافهم " .

 

ورغم ما يبدو من ظاهر هذه التحليلات من معقولية، إلا أنَّها - في تصوُّرنا - إمَّا ناقصة أو فاسدة، ويفتقر معظمها إلى المعرفة الصحيحة عن الإسلام، التي وإنْ عرفها أصحاب هذه التحليلات، فلا بُدَّ وأنْ يدفعوها بما هو ضدها؛ فهذه التحليلات تقوم على الشُّبهة والهوى الذي لا بُدَّ وأنْ يُخْفِيا الصواب، ويَطمِسا وجه الحق معرفة وقَصْدًا.

 

وبعيدًا عن مثل هذه التحليلات، فإنَّ النظر في قضية اعتناق " مارييل واستشهادها " - كما نتصور - في ضوء الأُطر المعرفية العقدية، التي قدمها لنا علماء الإسلام، يأخذنا إلى طريق مختلف تمامًا، وذلك على النحو التالي:

أولاً: أسباب اعتناق الأوروبيَّات للإسلام: كثُرت الكتابات عن الأسباب التي تدفع النِّساء الأوروبيات إلى اعتناق الإسلام، وفي تصورنا أنَّ هذه الأسباب يمكن أنْ نسمِّيها كما في لغة الفقهاء بـ " الأسباب التابعة " ، أما أصلها، فنرده إلى قوله تعالى: ﴿ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَام ﴾ [الأنعام: 125].

 

بدليل أنَّ هذه الأسباب قد تكون ماثلة أمام الجميع، فيشرح الله صدور البعض، ويضيق صدور البعض الآخر؛ لأنها صدور مغلقة مطموسة، تجد العسر والمشقة في قبول الإسلام.

 

إنَّ تركيز هذه الكتابات وإبرازها على أنها أسباب اعتناق الناس للإسلام - يُدْخلها في دائرة ما يُسمِّيه  " المفكرون الإسلاميُّون " بـ " القضايا الذهنية " .

 

وفي ذلك يقول المفكرون الإسلاميون: " إنه لا بُدَّ من استخدام منطقة أخرى، من مناطق الإدراك البشري، وراء منطقة المنطق الذهني لفَهْم هذه الأمور " .

 

ومن ثَمَّ يمكن فَهْم أسباب اعتناق الإسلام في ضوء هذا التشابك بين مشيئة الله وقَدَره، وبين إرادة الإنسان وعمله، في محيطٍ لا يُدركه المنطق الذهني كله، على حدِّ قول المفكرين الإسلاميين، إنَّ اعتناق الناس للإسلام يرجع إلى تآلُف من نِسَبٍ دقيقة وغيبية، بين مشيئة الله المطلقة وسلطانها الفاعل، وبين اختيار العبد واتجاهه الإرادي، بلا تعارُض وتصادم بين هذه وتلك، فانشراح الصدر للإسلام حدث من صنع الله قطعًا، ولا يقع إلا بقدرٍ مِنَ الله يخلقه ويبرزه، وهو من إرادة الله بالعبد، ولكنَّها ليست إرادة القهر، ويجري قدر الله بإنشاء ما يترتب على استخدام العبد لهذا القدر، مِنَ الإرادة للهدى أو الضلال.

 

إنَّ هذا الفَهم لحقيقة اهتداء الناس للإسلام - كما بَيَّنَه المفكرون الإسلاميون - لا يستطيع الباحثون الغربيون أو العرب الوصول إليه، طالما أنَّ عقولهم وقفتْ عند حدود المنطق الذهنيّ.


ثانيًا: تفجير النَّفس فِعْلٌ انتحاري أم استشهاديّ؟ يُصِرُّ رجال الاستخبارات والشرطة الغربية ومعهمُ الباحثون في مجال ما يُسمَّى بـ " الإرهاب " ، على اعتبار ما فعلته " مارييل " أنه  " عمل انتحاريّ " ، لكنَّ هذا الفعل - من حيث أنه فعل - يمكن اعتباره في ضوء أحكام علماء المسلمين بأنه  " عمل استشهاديّ " ؛ يقول شيخ الإسلام  " ابن تيميه " في الفتاوى (ج 28 ص540): " روى مسلم في صحيحه، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قصة أصحاب الأخدود، ومنها أنَّ الغلام أمر بقتل نفسه؛ لأجل مصلحة ظهور الدين، ولهذا جوَّز الأئمة الأربعة أنْ ينغمس المسلم في صفِّ الكفار، وإنْ غلب على ظنه أنهم يقتلونه، إذا كان في ذلك مصلحة للمسلمين، فإذا كان الرجل يفعل ما يعتقد أنه يُقْتَل به لأجل مصلحة الجهاد، مع أنَّ قتله لنفسه أعظم من قتله لغيره، كان ما يُفضي إلى قتل غيره لأجل مصلحة الدين التي لا تحصل إلا بذلك، ودَفعِ ضرر العدو المفسد للدين والدنيا الذي لا يندفع إلا بذلك - أَولَى " .


أمَّا الإمام الشاطبي، فيقول في الموافقات (ج1ص 145): " الغازي إذا حَمَل وحده على جيش الكفار؛ فالفقهاء يفرِّقون بين أنْ يغلب على ظنه: السلامة، أو الهَلَكَة، أو يقطع بإحداها؛ فالذي اعتقد السلامة جائز له ما فعل، والذي اعتقد الهَلَكَة (من غير نفع) يُمْنع من ذلك، ويستدلُّون على ذلك بقوله تعالى: ﴿ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ﴾ [البقرة: 195].

 

ويشرح الشيخ " محمد الخضر حسين " ذلك بقوله: " في صحيح مسلم، أنَّ أبا أيوب الأنصاريّ - رضي الله عنه - ردَّ على مَنْ فهم أنَّ حَمْلَ الغازي الواحد على جماعة مِنَ العدو، مِنَ الإلقاء بالنفس إلى التهلكة، وبيَّنَ لهم أنَّ الإلقاء باليد إلى التهلكة الذي نزلتْ فيه الآية، هو ترْك الجهاد، والإقبال على الدنيا وعمارتها، والتحقيق أنه يجوز للواحد الحَمْل على الكتيبة، متى غلب على ظنِّه أنْ يكون لإقدامه أثرٌ نافع، كالفتك ببعض رجال العدو، أو إرهابهم، أو تشجيع غيره مِن المسلمين.

 

وهذه النقطة الأخيرة بالذات هي التي أكدتها الاستخبارات والشرطة الغربية، وهي السبب الأساس في القلق الذي انتابها من حادث  " مارييل " .

 

أما من حيث القائم بالفعل، ومدى جواز أنْ تقوم المرأة بعمل استشهاديّ، فإنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قال لعليٍّ بن أبي طالب وأبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح: ((... وجئتم تسألوني عن جهاد الضعيف، وجهاد الضعيف: الحج والعمرة، وجئتم تسألوني عن جهاد المرأة، جهاد المرأة: حُسْنُ التبعُّل لزوجها... )).

 

وقد أجاز بعض العلماء أنْ تقوم المرأة بهذا الفعل، لكنَّ علماء آخرين (في حدود هذا الجواز) قالوا: " إنَّ الأصل في المرأة أنها أمٌّ، وربَّة بيت، وعِرْض يجب أنْ يُصَان، وأنه إذا تعارض ذلك، مع عمل من الأعمال التي جعل الشرع لها القيام به مباحًا أو مندوبًا، فهذا الأصل أَولَى " ، وقد أوضحنا في مقالة منفصلة، كيف أنَّ قيام المرأة بمثل هذه الأعمال الاستشهادية - وإن كان جائزًا على حد قول بعض العلماء - فيه خسارة للمرأة والمجتمع معًا، فالمرأة يمكن أنْ تُنجب العديد مِنَ الرجال، الذين يمكن أنْ يكونوا ذخيرة لمثل هذه الأعمال الاستشهادية، على امتداد أجيال عدة؛ (انظر مقالتنا في هذا الموقع: الدفاع عن الأسرة والعِرْض أمْ مشاركة المرأة في القتال؟).


ثالثًا: الأسباب الكامنة وراء تفجير النفس: مرة أخرى نؤكد أنَّ تحليلات رجال الاستخبارات والشرطة الغربية، وخبراء ما يُسمَّى بالإرهاب - كما أشرنا إليها - وقفت عند حدود المنطق الذهنيّ، ولم تصل - في تصورنا - لفهْمٍ صحيح يُفسر إقبال الاستشهاديّ على قتل نفسه، لكنَّ محاولة تفسير ذلك في حدود الأطر المعرفية العقدية يُوَصِّلنا إلى نتيجة مختلفة أيضًا؛ يقول ابن القيم - يرحمه الله -: " كلّ أحد مطبوع على ألا يتركَ النفع العاجل واللذة الحاضرة، إلى النفع الآجل واللذة الغائبة المنتظرة، إلا إذا تبيَّن له فضل الآجل على العاجل، وقَوِيت رغبته في الأعلى الأفضل " ، ويقول كذلك: " لا تتم الرغبة في الآخرة إلا بالزهد في الدنيا، ولا يستقيم الزهد في الدنيا، إلا بعد نظرَيْن صحيحَيْن؛ الأول هو النظر في الدنيا، وسرعة زوالها، وفنائها، واضمحلالها، ونقصها، وألم المزاحمة والحرص عليها، وما في ذلك مِنَ الغصص، والنغص، والأنكاد، وآخر ذلك الزوال والانقطاع، مع ما يعقب ذلك مِنَ الحسرة والأسف، والنظر الثاني هو: النظر في الآخرة وإقبالها، ومجيئها، ودوامها، وبقائها، وشرف ما عليها مِنَ الخيرات والمسرات " .

 

ومن ناحية أخرى، فإنَّ العبد " إذا آمَنَ بالكتاب، واهتدى به مُجْمَلاً، وقبِلَ أوامره، وصدَّق أخباره؛ كان ذلك سببًا لهداية أخرى، تحصل له على التفصيل؛ فإنَّ الهداية لا نهاية لها، ولو بلغ العبد فيها ما بلغ، ففوق هدايته هداية أخرى، وفوق تلك الهداية هداية أخرى، إلى غير غاية، فكلما اتقى العبد ربه ارتقى إلى هداية أخرى " .

 

ومن ناحية ثالثة، فإنَّ " المطلب الأعلى موقوف حصوله على همة عالية، ونية صحيحة، فمَنْ فقدهما، تعذَّر عليه الوصول إليه، فإذا كانت الهمة عالية، تعلقت بهذا المطلوب الأعلى وحده دون غيره، وإنْ كانت النية صحيحة، سلك العبد الطريق الموصلة إلى هذا المطلب الأعلى، فإذا توحدت هِمَّته مع نيته، كان لا بُدَّ له مِنَ الوصول إلى مطلوبه " .

 

إنَّ هذا يعني أنَّ الذي دفع " مارييل " إلى هذا العمل الاستشهادي، قد لا يكون - فقط - هو البحث عن التطهير من الذنوب، والخلاص من الماضي، وما ارتبط به من خمر ومخدِّرات... إلى آخر ذلك، فلا شك أنها أُعلِمت بأن الإسلام يَجُبُّ ما قبله، إنه قد يكون " صحة النظر في حقيقة الدنيا، وحقيقة الآخرة، وتفضيل الآخرة عليها، مع علو الهمة، وصدق النية، فترتَّب على ذلك أن ارتقى بها الله - عزَّ وجلَّ - من هداية إلى أخرى، ومن أخرى إلى أعلى منها، حتى أوصلها إلى الجهاد والشهادة في سبيله " .

 

هذه هي قصة " مارييل " أو بالأحرى " مريم ديجوكييه "، كما أَسْمَتْ نفسها، أول استشهادية أوروبية في العراق، حاولنا فيها إلى جانب عرض أحداث وملابسات الاستشهاد، أنْ نُبَيِّنَ نقص وفساد كل رؤية أو إدراك بشريّ، يعتمد على المنطق الذهنيّ وحده، دون أنْ يأخذ في اعتباره الإطار المعرفي العقدي، الذي من شأنه أنْ يوجد مكانًا أفسح وأرحب، في فهْمِ النفس البشرية وسلوكياتها.

 

فإذا كان هذا المنطق الذهني وراء تحليلات وتفسيرات الخبراء والمحققين الغربيين، فكيف يكون الحال بالنسبة للعوام؟! هذه " ليليان " والدة " مارييل " تقول بعد أنْ أخبرتها الشرطة بالحادث: " لقد فقدتُ ابنتي، لم يَعُدْ عندي أطفال الآن " .

 

أمَّا الجيران فقدِ امتلأت أعينهم بالدموع - إِثْرَ سماع الخبر - وحاولوا معرفة لماذا اختارت هذه الفتاة الصغيرة التي لعبت مع أطفالهم، أنْ تنهي حياتها بما اعتقدوا أنه صورة وحشية باسم الجهاد؟

 

قالتْ واحدة مِنَ الجيران: " إني أشعر بأني مريضة كلما فكرتُ في ذلك، إنه شيء حزين لكلِّ صديقات مارييل القدامى، وأستطيع أنْ أتخيل كيف يكون الحال بالنسبة لوالديها " .

 

وقد نلتمس العذر لمثل هؤلاء الذين ما زالت صدورهم، حرجة ضيقة ترفض الإسلام، دون فهْمٍ لحقيقته، ولكن كيف نَعذِر مسؤول مسجد " مونسييه سير سامبل " ببلجيكا، وهو يقول عن الحادث وعن " مارييل ": " أنا لا أخاف من ردة فِعْل ضد المسلمين هنا، إنَّ لدينا علاقات محلية قوية مع البلجيكيين، إنَّ بلجيكا هي الملاذ بالنسبة لآلاف المهاجرين من شمال إفريقيا، إنَّ ما حدث لـ " مارييل " سببه مشاكلها الخاصة، وهؤلاء الذين دفعوها إلى مثل هذا الفعل ".

 

إنَّ مثل هذا التصريح من هذا المسؤول هو ثمن الوَلاء، الذي يجب أنْ يدفعه كلُّ مَنْ أراد الهجرة والبقاء بين ظهراني المشركين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الاستشهاد: ضوابط ومعايير لكل بحار قدير (1)

مختارات من الشبكة

  • قصة يوسف: دروس وعبر (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تعريف القصة لغة واصطلاحا(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • الابتلاء بالعطاء في ظلال سورة الكهف(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قصص فيها عبرة وعظة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ملخص لخصائص القصة الشعرية إلى عصر الدول المتتابعة(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • خصائص القصة الشعرية في النصف الأول من القرن التاسع عشر(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • فوائد القصص في المجال الإعلامي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • دروس وفوائد من قصة سيدنا شعيب(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أربعين ساعة بين الأمواج (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة عن قصة نبي الله سليمان والنملة (1)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب