• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / أ.د.سليمان بن قاسم بن محمد العيد / بحوث ودراسات
علامة باركود

الحكمة في الدعوة إلى الله

أ. د. سليمان بن قاسم بن محمد العيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 13/4/2013 ميلادي - 2/6/1434 هجري

الزيارات: 122349

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحكمة في الدعوة إلى الله


قال تعالى: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [النحل: 125]، وقال: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [يوسف: 108].

 

فضل الدعوة إلى الله:

• صاحبها أحسن الناس قولاً: قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [فصلت: 33].

 

• سبب في الخيرية: قال تعالى: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾ [آل عمران: 110].

 

• سبب في الفلاح: قال تعالى: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 104].

 

• من أخص صفات المؤمنين: قال تعالى: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾ [التوبة: 71].

 

• الأجر الكثير: قال - صلى الله عليه سلم - عن أبي مسعود الأنصاري: ((من دلَّ على خير فله، مثل أجر فاعله))؛ رواه مسلم.

 

معنى الحكمة:

الحكمة في اللغة: إصابة الحق بالعلم والعقل، والحكيم: المتقن، والحكيم من أسماء الله تعالى بمعنى: الذي لا يقول ولا يفعل إلا الصواب.

 

وفي الاصطلاح: الإصابة في سلوك الدعوة إلى الله - سبحانه وتعالى - فيما يتعلق بموضوعها ووسيلتها، وأسلوبها ووقتها، ونحو ذلك.

 

ما آثار الدعوة بالحكمة:

1- الاقتداء به: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21]، ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [يوسف: 108].

 

2- السلامة من الخطأ.

 

3- العصمة من الضلال والإضلال.

 

4- أدعى لاستجابة الناس.

 

مواقف من الحكمة في الدعوة:

الموقف الأول:

ما ورد في مسند الإمام أحمد: عن أبي أُمامة أن فتى من قريش أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إئذن لي في الزنا، فأقبل القوم عليه وزجَروه، فقالوا: مَه، مَه، فقال: اُدْنه، فدنا منه قريبًا، فقال: أتحبه لأُمك، قال: لا والله، جعَلني الله فداك، قال: ولا الناس يحبونه لأُمهاتهم، قال: أفتحبه لابنتك، قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداك، قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم، قال: أفتحبه لأختك، قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداك، قال: ولا الناس يحبونه لأخوَاتهم، قال: أتحبه لعمَّتك، قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداك، قال: ولا الناس يحبونه لعمَّاتهم، قال: أتحبه لخالتك، قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداك، قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم، قال: فوضع يده عليه، وقال: اللهمَّ اغفِر ذنبه، وطهِّر قلبه، وحصِّن فرْجَه، قال: فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء؛ رواه أحمد والطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح.

 

• الحوار العقلي.

 

• الرفق بالمدعو.

 

• تأنيسه وألفته.

 

• الدعاء له.

 

الموقف الثاني:

ما ورد في صحيح مسلم عن معاوية بن الحكم السُّلَمي، قال: بينا أنا أصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ عطَس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: واثُكْل أُميَّاه، ما شأنكم تنظرون إليّ، فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يُصَمِّتونني، لكني سكتُّ، فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبأبي هو وأمي، ما رأيت معلمًا قبله ولا بعده أحسن تعليمًا منه، فوالله ما كهَرني ولا ضربني ولا شتَمني، قال: إن هذه الصلاة لا يصلُح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن، أو كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم).

 

• الرفق بالجاهل.

 

• التعليم الواضح البيِّن.

 

• البعد عن الإيذاء بالقول أو الفعل.

 

الموقف الثالث:

ما ورد في صحيح البخاري عن سالم عن أبيه - رضي الله عنه - قال: كان الرجل في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى رؤيا قصَّها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتمنَّيت أن أرى رؤيا، فأقصَّها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكنت غلامًا شابًّا، وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرأيتُ في النوم كأن مَلَكين أخذاني فذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطويَّة كطي البئر، وإذا لها قرنان وإذا فيها أناس قد عرَفتهم، فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار، قال: فلقينا ملك آخر، فقال لي: لم تُرَع، فقَصَصْتها على حَفصة، فقصَّتها حفصة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: نِعم الرجل عبدالله لو كان يصلي من الليل، فكان بعدُ لا ينام من الليل إلا قليلاً.

 

• الثناء على المدعوين.

 

• ربط الثناء بالتوجيه الدعوي.

 

• عدم الإلزام بالفضائل.

 

• ترك مساحة من الاختيار.

 

الموقف الرابع:

ما ورد في صحيح مسلم عن أنس أن نفرًا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - سألوا أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - عن عمله في السر، فقال بعضهم: لا أتزوَّج النساء، وقال بعضهم: لا آكل اللحم، وقال بعضهم: لا أنام على فراش، فحمِد الله وأثنى عليه، فقال: ما بال أقوامٍ قالوا: كذا وكذا، لكني أُصلي وأنام، وأصوم وأُفطر، وأتزوج النساء، فمن رغِب عن سُنتي، فليس مني).

 

• التلميح لا التصريح.

 

• النصح الجماعي.

 

• التحذير من الخطأ.

 

الموقف الخامس:

ما ورد عند أحمد وأبي داود بسند صحيح، عن معاذ بن جبل أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ بيده، وقال: يا معاذ، والله إني لأحبك، والله إني لأحبك، فقال: أُوصيك يا معاذ، لا تَدَعنَّ في دُبر كل صلاة، تقول: اللهمَّ أعني على ذِكرك وشُكرك، وحُسن عبادتك).

 

• اغتنام الفرص الدعوة الفردية.

 

• الإيناس: وكذلك قوله لابن عمر في صحيح البخاري عن عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمَنكِبي، فقال: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل، وكان بن عمر يقول: إذا أمسيتَ، فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت، فلا تنتظر المساء، وخُذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك.

 

• إظهار محبة الداعي للمدعو.

 

الموقف السادس:

ما ورد في صحيح مسلم عن أبي صحيح مسلم، ج4/ص 1938.

 

أبو هريرة قال: كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة، فدعوتها يومًا، فأسمعتني في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أكره، فأتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أبكي، قلت: يا رسول الله، إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام، فتأبَى عليّ، فدعوتها اليوم، فأسمعتني فيك ما أكره، فادعُ الله أن يهدي أمَّ أبي هريرة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اللهمَّ اهدِ أمَّ أبي هريرة، فخرجتُ مستبشرًا بدعوة نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فلمَّا جئتُ، فصِرتُ إلى الباب، فإذا هو مُجاف، فسمِعت أمي خَشْف قدَمي، فقالت: مكانك يا أبا هريرة، وسمِعت خَضْخضة الماء، قال: فاغتسلت ولبِست دِرعها وعَجِلت عن خِمارها، ففتحت الباب: ثم قالت: يا أبا هريرة، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، قال: فرجعت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتيتُه، وأنا أبكي من الفرح، قال: قلت: يا رسول الله، أبشِر، قد استجاب الله دعوتك وهدى أمَّ أبي هريرة، فحمِد الله وأثنى عليه، وقال خيرًا، قال: قلت: يا رسول الله، ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين، ويُحببهم إلينا، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اللهم حبِّب عبيدك هذا - يعني أبا هريرة وأمه - إلى عبادك المؤمنين، وحبِّب إليهم المؤمنين، فما خُلِق مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبَّني.

 

جوانب الحكمة:

• الحرص على دعوة الأقربين.

 

• المواصلة في الدعوة.

 

• الاستعانة بالآخرين وبالأخص ذوي الفضل.

 

• الحرص على الدعاء بالهداية ولو لمشرك.

 

• مكانة الرسول - صلى الله عليه وسلم - التشويق.

 

الموقف السابع:

ما ورد في صحيح مسلم عن معاذ بن جبل، قال: كنت رِدفَ النبي - صلى الله عليه وسلم - ليس بيني وبينه إلا مؤخرة الرَّحل، فقال: يا معاذ بن جبل، قلت: لبَّيك رسول الله وسَعديك، ثم سار ساعة، ثم قال: يا معاذ بن جبل، قلتُ: لبَّيك رسول الله وسَعديك، ثم سار ساعة، ثم قال: يا معاذ بن جبل، قلت: لبَّيك رسول الله وسَعديك، قال: هل تدري ما حق الله على العباد؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإن حقَّ الله على العباد أن يعبدوه ولا يُشركوا به شيئًا، ثم سار ساعة، ثم قال: يا معاذ بن جبل، قلتُ: لبَّيك رسول الله وسعديك، قال: هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال ألا يُعذبهم))، وفي مسلم أيضًا حديث النعلين.

 

• لفت الانتباه.

 

• طرح السؤال.

 

• النداء.

 

الموقف الثامن:

ما ورد في صحيح البخاري عن أبي سليمان مالك بن الحويرث، قال: أتينا النبي - صلى الله عليه وسلم - ونحن شَبَبَة متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلة، فظنَّ أنا اشتقْنا أهلنا، وسألنا عمن تركنا في أهلنا، فأخبرناه وكان رقيقًا رحيمًا، فقال: ارجعوا إلى أهليكم فعلِّموهم ومُروهم، وصلُّوا كما رأيتموني أُصلي، وإذا حضرت الصلاة، فليؤذِّن لكم أحدكم، ثم ليؤمَّكم أكبركم).

 

• مراعاة أحوال المدعوين والرحمة بهم.

 

• الاهتمام بالأقارب.

 

• التوجيه إلى نقل الدعوة.

 

الموقف التاسع:

دعوة مصعب بن عمير لأهل المدينة.

 

جوانب الحكمة:

• الانتقال بالدعوة.

 

• الحرص على سادة القوم.

 

• مخاطبة العقل.

 

• عدم الإلزام إتاحة الفرصة للتفكير.

 

• الحرص على دعوة الأصحاب.

 

• الندب إلى مجالس الدعوة.

 

• اغتنام المكانة في تبليغ الدعوة.

 

الموقف العاشر:

دعوة معاذ بن عمر بن الجموح لوالده.

 

جوانب الحكمة:

الحرص على دعوة الوالد.

 

اتخاذ الأعوان.

 

الإقناع ببطلان المعتقد.

 

جوانب أخرى من الحكمة:

الحكمة في اختيار الموضوع.

 

الحكمة في خطاب المدعوين.

 

الحكمة في صيغة الكلام.

 

الحكمة في الوقت.

 

الحكمة في تحديد الهدف.

 

الحكمة في تحديد المراحل.

 

الحكمة في التخطيط.

 

الحكمة في الاستعداد للدعوة.

 

الحكمة في إنكار المنكر بحث لا يترتب عليه منكر أعظم أو مساوٍ له.

 

جوانب اغتنام الفرص في الدعوة:

روى البخاري ومسلم من طريق أبي وائل شقيق بن سلمة الأسدي الكوفي - رحمة الله - قال: "كان ابن مسعود - رضي الله عنه - يُذكرنا في كل خميس مرة"، فقال له رجل: "يا أبا عبدالرحمن، لوَدِدتُ أنك ذكَّرتنا كلَّ يوم"، فقال: "أما إنه يَمنعني من ذلك أني أكره أن أُمِلَّكم، وإني أتخوَّلكم بالموعظة الحسنة كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتخوَّلنا بها مَخافة السآمة علينا".

 

ومن الحكمة في الدعوة كذلك مراعاة بيئة كل مدعو، وضرْب الأمثال النافعة له من واقع بيئته، ولفْت نظر المدعوين إلى نِعَم الله عليهم، وإحسانه إليهم دون قسوة أو غِلظةٍ، بل يزن الكلام وزنًا، ويُقدره تقديرًا قبل أن يتكلَّم به، ثم يستشعر الداعية في نفسه موقف المدعو وكأنه هو، وأن مراده من دعوته إنما هو سعادته في الدنيا والآخرة.

 

ومن الحكمة كذلك تلوينها؛ فالسرية حين يغلب على الظن أن تنفع السرية والجهرية والليلية، حين تواتي الليلية والنهارية حين تواتي النهارية، وفي ذلك كله يذكر الله - تبارك وتعالى - حكمة نوح - عليه السلام - في دعوته إذ يقول: ﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا * فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا * وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا * ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا * ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا * فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 5 - 12].

 

ومن الحكمة في الدعوة أن يبدأ بالترغيب في الدنيا والتذكير بنعم الله على المطيعين، وفي ذلك يقول - تبارك وتعالى - في قصة نوح - عليه السلام -: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10، 12].

 

ويقصد بها وضع الشيء في موضعه، ومنها: ضبط النفس والحِلم، والأناة والتعامل بعقلانية، ومن الحكمة في الدعوة:

مراعاة المصالح والمفاسد، فدفع المفسدة مقدَّم على جلْب المصلحة، وعند تعارُض المصلحتين ينظر في أعلاهما، وعند تعارض المفسدتين يتجنَّب أعظمهما ضررًا، وهكذا، والداعية الموفقة هي التي تزن بهذا الميزان.

 

جوانب التبشير:

ولقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المثل الأعلى في حسن الدعوة إلى الله: قولاً، وعملاً، وسلوكًا، وكذلك كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا بعث داعيًا أمره بأحسن طرقها، فقد روى البخاري ومسلم من حديث أَبِي مُوسَى قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا بَعَثَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ فِي بَعْضِ أَمْرِهِ، قَالَ: ((بَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا، وَيَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا)).

 

كما روى أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا، وَسَكِّنُوا وَلَا تُنَفِّرُوا))؛ رواه البخاري، ومسلم.

 

وكذلك جرَّب عقلاء الدعاة - حتى ولو لم يكونوا مسلمين - هذه الطريقة - أعني: طريقة الحكمة في الدعوة - فنجحوا في نشر شرهم، فلقد أثر أن بوذا كان يبعث دعاته إلى نواحٍ متفرقة من بلاد الهند لبثِّ دعوته، وكان لا يبعث الداعية حتى يعقد له اختبارًا نفسيًّا؛ ليرى مقدار تغلغُل الفكرة في نفسه وصلاحيته للقيام بمهمة التبشير بها، ومن أمثلة هذا الاختبار أنه أراد أن يبعث داعية اسمه ((بورنا)) إلى قبيلة معروفة بالشراسة اسمها ((سرونا برانتا))، فقال بوذا للداعية: "إن رجال هذه القبيلة قُساة سريعو الغضب، فإذا وجهوا إليك ألفاظًا بذيئة خَشِنة، ثم غضبوا عليك وسبُّوك، فماذا كنت فاعلاً؟"، فأجاب بورنا: "أقول: لا شك أنهم قوم طيِّبون ليِّنو العريكة؛ لأنهم لم يَضرِبوا بأيديهم، ولم يَرجموني بالحجارة"، فقال بوذا: "فإن ضرَبوك بأيديهم ورمَوك بالحجارة، فماذا كنت قائلاً؟"، قال بورنا: "أقول: إنهم طيِّبون إذا لم يَضربوني بالسيوف"، قال بوذا: "فإن قاموا عليك بالسيوف، فماذا كنت فاعلاً؟" قال: "أقول: إنهم طيبون إذا خلَّصوا رُوحي من سجن هذا الجسد بلا كبيرة"، فقال له بوذا: "أحسنتَ يابورنا، إنك تستطيع أن تسكن في بلاد قبيلة سروانا برانتا، فاذهَب إليهم، وكما تخلَّصت فخلِّصهم، وكما وصلت إلى الساحل، فأوْصِلهم معك، وكما تفريت ففرهم"، فذهب بورنا، فاستجاب جميع أفراد هذه القبيلة لدعوته.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • رسالة في الدعوة إلى الله (نبذة)
  • الدعوة إلى الله في الحج
  • الدعوة إلى الله رؤية فكرية معاصرة
  • أهمية الدعوة إلى الله
  • أساليب الدعوة إلى الله
  • الدعوة إلى الله ( المفهوم والفضائل )
  • العلماء وحتمية الدعوة إلى الله
  • عندما تغيب الحكمة
  • الحكمة في معالجة المشكلات الدعوية: موقف حاطب بن أبي بلتعة
  • لماذا الدعوة إلى الله والحرص على هداية الناس؟
  • ثمار مراعاة الآخرين في الدعوة
  • أسلوب الكتمان في الدعوة إلى الله
  • فضل الدعوة إلى الله
  • الطلاب الوافدون وأثرهم في الدعوة
  • حكم الدعوة إلى الله
  • التلطف في الدعوة إلى الله

مختارات من الشبكة

  • الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحكمة من بعض أنواع النسخ(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حكمة الصيام (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحكم التكليفي والحكم الوضعي والفرق بينهما(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحري الحكمة في الدعوة (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر)
  • الحكمة أحد أساليب الدعوة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • جريمة من بدّل الحكمة من خلقه(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مدخل إلى علم الحكمة النبوية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بين يدي الحكمة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تعريف الباحثين والمتخصصين للحكمة(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
2- سؤال
أ.عهود - السعودية 03-03-2015 09:52 PM

ما شاء الله كلام جميل ومحنًك اسأل الله لكم المثوبة وأن يجعله من العلم النافع الذي ينتفع به إلى يوم القيامه آمين
السؤال:

ماهي جوانب الحكمة الموجودة في قصة دعوة موسى فرعون الى عبادة الله في قوله تعالى {وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَن جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِندِهِ وَمَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} القصص 37

جزى الله من أجاب على استفساري خير الجزاء ووالديه ومن أحب وشكرا .

1- حكمة النبي
hiba - ksa 22-02-2014 10:25 PM

ما شاء كلام جدا جميل

ولا غبار عليه

اللهم صل وسلم على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين 

سبحان الله كم صبر نبينا على الكفار والمنافقين واليهود..

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب