الرماني: دراية الفرد بإدارة موازنة الأسرة يؤثر في الاقتصاد الوطني

الرماني: دراية الفرد بإدارة موازنة الأسرة يؤثر في الاقتصاد الوطني

ازدحام أسواق الرياض الدائم.. هل نحن بحاجة إلى "ثقافة إنفاق"؟

تشهد أسواق الرياض دوما حركة كبيرة طوال أيام السنة، في الوقت الذي يرى فيه متخصصون أن المجتمع يحتاج إلى تعلم "ثقافة الإنفاق" والتخطيط السليم لموازنة الأسرة.

يرى الدكتور زيد بن محمد الرماني المستشار الاقتصادي وعضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود، الاقتصاد المنزلي له علاقة كبيرة بالاقتصاد الوطني الأم، وإن دراية الفرد باقتصاديات أسرته ومواردها البشرية والمالية والتخطيط السليم للإنفاق يؤثر بدوره في الاقتصاد الوطني، فالاقتصاد بمجمله ضروري لمواجهة أعباء الحياة نتيجة زيادة أسعار السلع المختلفة والخدمات، الأمر الذي يتطلب الانتفاع بالموارد المتاحة إلى أقصى حد وبطريقة سليمة.

ويشير إلى أنه "ينبغي مراعاة إمكانيات الأسرة واتباع نظام الإنفاق السليم، بحيث عدم زيادة مقدار المنفق على الدخل وتوزيع الدخل قدر الإمكان على أبواب الأنفاق".

ولفت الرماني إلى أن ربة المنزل هي التي تلعب دوراً مهماً في إدارتها للمصروفات بطريقة حكيمة، ذلك بتقدير دخل الأسرة وتنظيم ميزانيتها، بحيث توفر جميع حاجيات ومتطلبات الأسرة، وكذا تخصيص مبالغ مالية للتوفير والادخار لوقت الحاجة والطوارئ المفاجئة، وما وضع ميزانية إلا لضبط النفقات وتحديد الإيرادات، مع المراقبة الدقيقة للميزانية.

ويشير إلى أهمية الخطة والتخطيط، فكثيراً ما يكون لدى الفرد عديد من الأعمال التي تحتاج إلى إنجاز في وقت محدّد، وفي هذه الحالة وغيرها يكون التخطيط هو الحل، إذ يحدد الخطوات الواجب اتباعها للوصول إلى هدف معين، والوقت المطلوب وكذا طريقة تمكنه من تصوّر العقبات التي قد تصادفه، ففي إدارة الميزانية المالية للأسرة لابد من مرحلة التخطيط والتي يشترك فيها كل أفراد الأسرة، فبذلك يتحقق للأسرة إلى جانب الإدارة المالية، تكوين شخصيات قيادية ذات مسؤولية عالية.

ودعا إلى أهمية دراسة السوق الذي يلعب القطاع الخاص دوراً أكبر فعالية، لكي يسهم في مسيرة التنمية بشكل أكبر إيجابية، وبذلك نرفع مستوى الكفاية الإنتاجية عن طريق الاستفادة من عناصر الإنتاج، ولما كان السوق بمثابة المقياس الفعلي لتحديد مدى كفاءة العملية الإنتاجية، فإن دراسة السوق بغية التعرف على نوع المنتج المناسب لفئات المستهلكين يُعد مدخلاً علمياً لاتخاذ القرارات المتعلقة بالإنتاج والاستثمار، فتفهّم سلوك المستهلك يؤثر في نوع حاجات الأسرة ورغباتها، فهذا هو نقطة البدء بأي تخطيط اقتصادي.

وأشار الرماني إلى حاجة المستهلكين لإجراء البحوث والدراسات للتعرف على احتياجاتهم، ومن ذلك تقديم السلعة والخدمة المطلوبة في الوقت والمكان وبالسعر والجودة العالية، ثم نبّه على عملية الشراء بأنها ليست عملية سهلة بل تحتاج إلى تفكير ودراية، وما قرارات مثل كم من النقود مع الأسرة معدّة للشراء؟. وما نوعية الأطعمة ومن أي مكان تشترى وكيف تخزّن ؟ تؤثر من الناحية المالية في أفراد الأسرة، فلا بد من الخبرة والمقارنة بين الأثمان والأنواع، موضحاً أن التقدم التقني والاجتماعي والاقتصادي أدى إلى ظهور الأسواق المركزية التي سهّلت للمشتري اختيار احتياجاته.

ويؤكد أهمية تدريب الطفل في سن مبكرة من حياته على استعمال النقود وفي مستويات الدخل المختلفة، فهو بطبيعته مفطور على الجمع والتملك والادخار حسب بيئته الاجتماعية، فلا بد أن تكون المبالغ مناسبة لسنه وتعطى بانتظام مع مراقبة سلوكه، إذ إن ذلك يساعد على إدارة قيمة النقود وكيفية التصرف بها، ليدرك بعد ذلك أن السلع المختلفة لها أسعار مختلفة، والسلعة الواحدة لها أسعار متباينة، فهذا يساعد الأسرة على غرس العادات والاتجاهات السلوكية بأفرادها وإرساء مفهوم ترشيد الاستهلاك.