• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري / مقالات
علامة باركود

مكانة صلاة الجمعة في الإسلام وأحكامها وآدابها في القرآن والسنة (خطبة)

مكانة صلاة الجمعة في الإسلام وأحكامها وآدابها في القرآن والسنة (خطبة)
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/2/2025 ميلادي - 7/8/1446 هجري

الزيارات: 5043

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مكانةُ صلاةِ الجُمُعَةِ في الإسلام

وخصائها وأحكامها وآدابها في القرآن والسُّنة

 

إِنَّ الحمدَ للهِ نَحمَدُه ونستعينُه، مَن يَهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ لهُ، ومَن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ مُحمَّداً عبدُه ورسولُه، صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم.

 

أما بعد: فيا أيها الناسُ اتقوا الله تعالى واحْمَدُوه على هدايتكم لخيرِ يومٍ طَلَعَت عليه الشمس، قال صلى الله عليه وسلم: (أَضَلَّ اللهُ عنِ الجُمُعَةِ مَن كانَ قبلَنَا، فكانَ لليهُودِ يومُ السبتِ، وكانَ للنصارى يومُ الأحدِ، فجاءَ اللهُ بنا فهَدَانا اللهُ ليومِ الجُمُعَةِ) الحديثُ رواه مسلم.


قال ابنُ القيِّم: (إنهُ اليومُ الذي يُستَحَبُّ أنْ يُتفرَّغَ فيهِ للعبادةِ، ولهُ على سائرِ الأيامِ مَزِيَّةٌ بأنواعٍ من العباداتِ واجبةٍ ومُسْتحبَّةٍ.. فيومُ الجُمُعَةِ يومُ عبادةٍ، وهوَ في الأيامِ كَشهرِ رمَضانَ في الشهورِ، وساعةُ الإجابةِ فيهِ كَليلَةِ القَدْرِ في رمضانَ، ولهذا مَن صَحَّ لهُ يومُ جُمُعَتِهِ وسَلِمَ سَلِمَتْ لهُ سائرُ جُمْعَتِهِ) انتهى، والحديثُ عن يومِ الجُمُعَةِ وصَلاةِ الجُمُعَةِ وخُطْبَتِها عبرَ المسائلِ الآتية:

أولاً: يومُ الجُمُعَةِ يُسمَّى في الجاهليةِ يومَ العَرُوبةِ، وسُمِّي بالجُمُعَةِ لأنَّ خلْقَ آدم جُمِعَ فيهِ،قال صلى الله عليه وسلم: (بِهِ جُمِعَ أَبُوكَ أَو أَبُوكُمْ) رواه ابنُ خزيمةَ بسندٍ حَسَنٍ،ولأنَّ الصحابةَ بالمدينةِ اجتمَعُوا قبلَ هجرةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وصلَّى بهم مُصْعَبُ بنُ عمير، وسَمَّوْهَا جُمُعَة، وقد فُرضِتْ بمكَّةَ ولم يَتمكَّن النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم مِن فعلها.


ثانياً: مِنْ خَصَائصِ يومِ الجُمُعَةِ: أنهُ يومُ عيدٍ فيَحْرُمُ صَوْمُهُ مُنفرِداً، ويُستحبُّ صِيامُهُ مَعَ صيام يومٍ قبلَهُ أو بعْدَهُ، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (لا يَصُمْ أَحَدُكُم يومَ الجُمُعَةِ إلاَّ أنْ يَصُومَ قبلَهُ أو يَصُومَ بعدَهُ) رواه البخاري ومسلم، وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (خَمْسٌ مَنْ عَمِلَهُنَّ في يومٍ كَتَبَهُ اللهُ منْ أهلِ الجنَّةِ: مَنْ صامَ يومَ الجُمُعَةِ وراحَ إلى الجُمُعَةِ وشَهِدَ جَنازةً وأَعتَقَ رَقَبَةً) رواه أبو يعلى وصحَّحه الألباني، و (عنْ عبدِ اللهِ قالَ: كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يَصُومُ مِنْ غُرَّةِ كُلِّ شَهْرٍ ثلاثةَ أيَّامٍ، وقَلَّمَا كانَ يُفْطِرُ يومَ الجُمُعَةِ) رواه الترمذيُّ وصحَّحهُ ابنُ عبد البرِّ.


ومِن خصائصهِا: كراهةُ تخصيص ليلَتِها بالقيام: قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (لا تَخْتَصُّوا ليلَةَ الْجُمُعَةِ بقيامٍ من بينِ الليالي) رواه مسلم.


ومِن خصائصها: قراءة سورتي السجدة والإنسان في صلاة الفجر: فعن أبي هُريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ (أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ يَقْرَأُ في الصُّبْحِ يومَ الجُمُعَةِ: ﴿ بألم تَنزيلُ ﴾ في الركعةِ الأُولى، وفي الثانيةِ: ﴿ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ ﴾ رواه مسلم.


ومن خصائصها: فضلُ الْمَشي إليها مُبكِّراً، وغُسْلُ الْجَنابةِ يومَها، ومَسُّ الطِّيبِ والسِّواكِ: قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (مَنِ اغْتَسَلَ يومَ الجُمُعَةِ غُسْلَ الجَنابةِ ثمَّ راحَ فكأنما قَرَّبَ بَدَنةً، ومَن راحَ في الساعةِ الثانيةِ فكأنما قَرَّبَ بَقَرَةً، ومَن راحَ في الساعةِ الثالثةِ فكأنما قَرَّبَ كَبْشاً أَقْرَنَ، ومَن راحَ في الساعةِ الرابعةِ فكأنما قَرَّبَ دَجاجةً، ومَن راحَ في الساعةِ الخامسةِ فكأنما قَرَّبَ بَيْضَةً، فإذا خَرَجَ الإمامُ حَضَرَتِ الملائكةُ يَستمعُونَ الذِّكرَ) رواه البخاري ومسلم، وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إذا كانَ يومُ الجُمُعَةِ كانَ على كُلِّ بابٍ من أبوابِ المسجدِ ملائكةٌ يَكتُبُونَ الأوَّلَ فالأوَّلَ، فإذا جَلَسَ الإمامُ طَوَوُا الصُّحُفَ وجاءُوا يَستمعُونَ الذِّكْرَ، ومَثَلُ المُهَجِّرِ كَمَثلِ الذي يُهْدِي البَدَنَةَ، ثم كالذي يُهدي بَقَرةً، ثم كالذي يُهدي الكَبْشَ، ثم كالذي يُهدي الدَّجاجةَ، ثم كالذي يُهدي البَيْضَةَ) رواه مسلم، وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (لا يَغتَسِلُ رجُلٌ يومَ الجُمُعَةِ، ويَتَطَهَّرُ ما استطاعَ مِن طُهْرٍ، ويَدَّهِنُ مِن دُهْنِهِ، أوْ يَمَسُّ مِن طِيبِ بيْتِهِ، ثمَّ يَخرُجُ فلا يُفَرِّقُ بينَ اثنينِ، ثمَّ يُصلِّي ما كُتِبَ لهُ، ثمَّ يُنْصِتُ إذا تَكلَّمَ الإمامُ، إلاَّ غُفِرَ لهُ ما بينهُ وبينَ الجُمُعَةِ الأُخرى) رواه البخاري، وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (غُسْلُ يومِ الجُمُعَةِ على كُلِّ مُحْتَلِمٍ، وسِواكٌ، ويَمَسُّ مِنَ الطِّيبِ ما قَدَرَ عليهِ) رواه مسلم.


و(عن عَلْقَمَةَ قالَ: خرَجْتُ معَ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ يومَ الجُمُعَةِ، فوَجَدَ ثلاثةً قدْ سَبَقُوهُ، فقالَ: رابعُ أرْبَعَةٍ وما رابعُ أربَعَةٍ منَ اللهِ ببَعيدٍ، إني سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: «إنَّ الناسَ يَجلسُونَ في يومِ الزِّيارةِ في رَوْضَةٍ من رِياضِ الجنَّةِ، كُلُّ امرِئٍ في حَدِّ سُوقِ الجنَّةِ، ويَجْلِسُ أدناهُم يومَ القيامةِ، صَحَّ يومَ القيامةِ، على قَدْرِ رَوَاحِهِم إلى الجُمُعَاتِ، الأوَّلُ ثمَّ الثاني ثم الثالثُ ثم الرابعُ»، ومَا رابعُ أربَعَةٍ ببعيدٍ) رواهُ ابنُ أبي عاصمٍ وحَسَّنَهُ البوصيري.


ومِن فضائلِ الْمَشْيِ إلى الْجُمُعَةِ والاغتسالِ: قوله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (مَنْ غَسَّلَ واغْتَسَلَ يومَ الجُمُعَةِ، وبَكَّرَ وابْتَكَرَ، ومَشَى ولم يَرْكَبْ، فَدَنا من الإمامِ، واسْتَمَعَ ولم يَلْغُ، كان لهُ بكُلِّ خُطْوَةٍأَجْرُ سَنَةٍ، صِيَامِها وقيامِها) رواه أحمد وصحَّحه ابن خزيمة، قال السخاوي: (لا أَعْلَمُ حديثاً كَثيرَ الثوابِ مَعَ قِلَّةِ العَمَلِ أَصحَّ من حديثِ «مَن بَكَّرَ وابتَكَرَ») انتهى، وقال المباركفوري: (قالَ بعضُ الأئمَّةِ: لم نَسْمَعْ في الشريعةِ حديثاً صحيحاً مُشْتَمِلاً على مِثلِ هذا الثوابِ) انتهى.


ومِن خصائصهِ: أنه سَيِّدُ الأيامِ وأعظَمُهُ عندَ اللهِ تعالى، وأنَّ فيهِ ساعة إجابة:قالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إنَّ يومَ الجُمُعَةِ سَيِّدُ الأيامِ وأعْظَمُها عندَ اللهِ، وهُوَ أعظَمُ عندَ اللهِ من يومِ الأضحَى ويومِ الفِطْرِ، فيهِ خَمْسُ خِلالٍ: خَلَقَ اللهُ فيهِ آدَمَ، وأَهْبَطَ اللهُ فيهِ آدَمَ إلى الأرضِ، وفيهِ تَوَفَّى اللهُ آدَمَ، وفيهِ ساعةٌ لا يَسْأَلُ اللهَ فيها العَبْدُ شيئاً إلاَّ أَعْطَاهُ ما لم يَسأَلْ حَرَاماً، وفيهِ تَقُومُ الساعةُ، ما مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ، ولا سَمَاءٍ ولا أرْضٍ، ولا رِياحٍ ولا جِبالٍ ولا بَحْرٍ، إلاَّ وهُنَّ يُشْفِقْنَ من يومِ الجُمُعَةِ) رواهُ ابنُ ماجهَ وحَسَّنهُ العراقي.


ومِن خصائصها: عِظَمُ منزلةِ أهلِها يومَ القيامةِ: قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (تُحشَرُ الأيامُ يومَ القيامةِ على هيأَتِها، وتُحشَرُ الجُمُعَةُ زَهْراءَ مُنيرَةً، أَهلُها يَحُفُّونَ بها كالعَرُوسِ تُهْدَى إلى خِدْرِها، تُضيءُ لهم يَمْشُونَ في ضَوْئِها، ألوانُهُم كالثلْجِ بَياضاً، وريحُهُم كالْمِسْكِ، يَخُوضُونَ في جِبالِ الكافورِ، يَنظُرُ إليهمُ الثقَلانِ، لا يَطْرُفُونَ تَعجُّباً حتى يَدخلونَ الجنةَ، لا يُخالطُهُم أحَدٌ إلاَّ المؤذِّنونَ المُحْتَسبُون) رواه الطبراني وصحَّحه القرطبي.


ومن خصائصها: إكثارُ الصلاةِ والسلامِ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يومَ الجمعةِ وليلتِها، قالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إنَّ مِن أَفْضَلِ أيامِكُمْ يومَ الجُمُعَةِ، فأَكْثِرُوا علَيَّ من الصلاةِ فيهِ، فإنَّ صَلاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ) رواه أبو داود وصحَّحه ابنُ خزيمة.


ومِن خصائصها: قراءةُ سورةِ الكهفِ في يومها وليلتها، قال أبو سعيدٍ الْخُدْرِيِّ: (مَنْ قَرَأَ ‌سُورَةَ ‌الكَهْفِ ‌يَوْمَ ‌الْجُمُعَةِ، ‌أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ ما بَيْنَهُ وبَيْنَ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ) رواه أبو عُبيدٍ وحسَّنه ابنُ حَجَر، وقالَ أيضاً: (مَنْ قَرَأَ سُورَةَ ‌الكَهْفِ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ فيما بَيْنَهُ وبينَ البَيْتِ العَتِيقِ) رواه الدَّارميُّ وصحَّحهُ ابنُ باز.


ومن خصائصها: أن الصحابةَ على عهدِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كانوا يُؤخِّرون الغَدَاءَ والقيلولةَ يومَ الجُمُعةِ إلى ما بعدَ الصلاةِ، قال سهلُ بنُ سعدٍ: (ما كُنَّا نَقِيلُ ولا نَتَغَدَّى إلاَّ بعدَ الجُمُعَةِ) متفقٌ عليه.


ومِن خصائص الجمعة: أنه لا سُنَّةَ راتبة قبلَها، فإذا دَخَلْتَّ فيُسنُّ لكَ أن تُصلِّي تحيةَ المسجد، ثمَّ تُصلِّي ما كُتبَ لكَ، وأما السُّنةُ بعدَ الجمعةِ فهيَ أربعُ رَكَعَاتٍ في المسجدِ أو ركعتينِ في البيتِ، قالَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إذا صَلَّى أحدُكُمُ الجُمُعَةَ فلْيُصَلِّ بعدَها أرْبَعاً)، وقال ابنُ عمر: (فكانَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لا يُصلِّي بعدَ الجُمُعَةِ حتَّى يَنْصَرِفَ فيُصَلِّي ركْعَتَيْنِ في بَيْتِهِ) رواهما مسلم.

 

الخطبة الثانية

أمَّا بعدُ: ثالثاً: مِن آدابِ حُضورِكَ للجُمُعَةِ: أنْ تَجْلِسَ حيثُ وَجَدْتَّ المكان: قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (لا يُقِيمَنَّ أحَدُكُمْ أخاهُ يومَ الجُمُعَةِ ثُمَّ لْيُخَالِفْ إلى مَقْعَدِهِ فَيَقْعُدَ فيهِ، ولكنْ يَقُولُ: افْسَحُوا) رواه مسلم.


ومِن الآداب: ألاَّ تَتَخَطَّى رِقَابَ الناسِ ولا تُفرِّق بينهم: (جاءَ رَجُلٌ يَتَخَطَّى رِقَابَ الناسِ يومَ الجُمُعَةِ والنبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يَخْطُبُ، فقالَ لهُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: «اجْلِسْ فَقَدْ آذَيْتَ») رواه أبو داود وصحَّحه ابنُ الملقِّن.


ومن الآداب: أنْ تُنصِتَ للخُطبةِ وألاَّ تتحدَّثَ إلاَّ بالإشارةِ عندَ الحاجةِ: قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إذا قُلْتَ لصَاحِبِكَ يومَ الجُمُعَةِ: أَنْصِتْ، والإمامُ يَخْطُبُ فقَدْ لَغَوْتَ) رواه البخاري ومسلم، وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (ومَنْ مَسَّ الْحَصَى فَقَدْ لَغَا) رواه مسلم.


ومن الآداب: أن تتحوَّلَ إذا نَعِسْتَ من مكانِكَ، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إذا نَعَسَ أحَدُكُمْ يومَ الجُمُعَةِ فلْيَتَحَوَّلْ مِنْ مَجْلِسِهِ ذلكَ) رواه الترمذي وصحَّحه.


ومن أحكام الجُمُعةِ: خُطُورةُ التخلُّفِ عنها، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (لقدْ هَمَمْتُ أنْ آمُرَ رَجُلاً يُصَلِّي بالناسِ، ثُمَّ أُحَرِّقَ على رِجالٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الجُمُعَةِ بُيُوتَهُمْ) رواه مسلم.


قال ابن القيم: (أَجْمَعَ المسلمُونَ على أنَّ الجُمُعَةَ فَرْضُ عَيْنٍ) انتهى.


ومِن أحكامها: ألاَّ تُسافِرَ يومَ الجُمُعَةِ بعدَ النداءِ الثاني، قال ابنُ حزمٍ: (واتفَقُوا أن السَّفَرَ حَرَامٌ على مَنْ تلْزَمُهُ الجُمُعَةُ إذا نُودِيَ لَهَا) انتهى.


ومِن أحكامِها: تحريمُ البيعِ والشراءِ بعدَ النداءِ الثاني للجُمُعَةِ، لقولِ الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاَةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ﴾ [الجمعة:9].


ومِن أحكامها: أنَّ من لَم يُدْرِكْ ركعةً منها فيجبُ أن يُصليها أربعاً: قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (مَنْ أَدْرَكَ ركْعَةً منَ الصلاةِ فقدْ أَدْرَكَ الصلاةَ) متفقٌ عليهِ.


واشتَرَطَ بعضُ الفقهاءِ لصحَّةِ الجُمُعَةِ إدراكُ شيءٍ من الخُطْبَةِ، وقالوا: فإنْ لَمْ يُدرك شيئاً منها صلَّى أربعاً، قال النوويُّ: (وقالَ عَطَاءٌ وطاوُسٌ ومُجاهِدٌ ومَكْحُولٌ: مَنْ لَمْ يُدْرِكِ الخُطْبَةَ صَلَّى أَرْبَعاً، وحكَى أصحابُنا مِثْلَهُ عَنْ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رضيَ اللهُ عنهُ) انتهى.


عباد الله: مَعَ هذه الفضائل العظيمة إلاَّ أنكم تُلاحظون ضَعْفَ اهتمامِ كثيرٍ منَّا بالتبكيرِ لصلاةِ الجمعةِ، وقد كان العلماءُ والصالحونَ يُبكِّرونَ لصلاةِ الجُمُعَةِ بعدَ طُلوعِ الشمسِ، بلْ كانَ بعضُهُم يَمْكُثُ في المسجدِ بعدَ صلاةِ الفجرِ حتى يُصلِّي الْجُمُعَة.


رَزَقَنا الله وأبنائنا الْمُحافظةَ والتبكيرَ إلى الجُمُعَةِ والجَمَاعاتِ إنه سميعٌ مجيب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • فضائل ونوايا صلاة الجمعة
  • التبكير إلى صلاة الجمعة
  • أحكام وآداب صلاة الجمعة
  • قراءة سورة الجمعة والمنافقون في صلاة الجمعة
  • وجوب صلاة الجمعة والجماعة
  • حكم صلاة الجمعة إذا وافق يوم العيد يوم الجمعة
  • علم المواريث، وموضوعه، وثمرته، وحكم تعلمه، وأركانه، وشروطه، وأسبابه، وموانعه، والحقوق الواردة فيه (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • خطبة: مكانة صلاة الجمعة في الإسلام مع ذكر واجباتها وأحكامها وسننها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الصلاة ومكانتها في الإسلام ووجوب صلاة الجماعة(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • مكانة الصلاة في الإسلام وحكم تاركها(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • مكانة النبي صلى الله عليه وسلم ومكانة أتباعه في شعر الشاعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • خطبة الجمعة ومكانتها في الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مكانة معلم القرآن في الإسلام(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • الصلاة ومكانتها في الإسلام(مادة مرئية - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • الصلاة ومكانتها في الإسلام(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • مكانة المرأة في الإسلام: ستون صورة لإكرام المرأة في الإسلام (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مكانة العمل وآدابه في الإسلام (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب