• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الذب عن نبينا صلى الله عليه وسلم (خطبة)
    سعد محسن الشمري
  •  
    خطبة (أم الكتاب 1)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    خطبة صلاة الاستسقاء (4)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    سلسلة شرح الأربعين النووية: الحديث (41) «لا يؤمن ...
    عبدالعزيز محمد مبارك أوتكوميت
  •  
    الدعوات التي تقال عند عيادة المريض
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    الهمزة في قراءة { ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار } ...
    د. حسناء علي فريد
  •  
    تحريم تشبيه الله تبارك وتعالى بخلقه وضرب الأمثال ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    علة حديث: ((يخرج عنق من النار يوم القيامة له ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    خطبة: من تلعنهم الملائكة
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم بالسنوات الخداعات
    حسام كمال النجار
  •  
    السيرة النبوية وتعزيز القيم والأخلاق في عصر ...
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    وقفات تربوية مع سورة الكوثر (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    مناظرة رائعة بين عالم مسلم وملحد
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    إياكم ومحقرات الذنوب
    محمد أحمد عبدالباقي الخولي
  •  
    كلمتان حبيبتان إلى الرحمن
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    أحكام تكبيرة الإحرام: دراسة فقهية مقارنة (PDF)
    أ. د. عبدالمجيد بن محمد بن عبدالله ...
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. محمود بن أحمد الدوسري / خطب
علامة باركود

المسارعة إلى الخيرات (خطبة)

المسارعة إلى الخيرات (خطبة)
د. محمود بن أحمد الدوسري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/3/2023 ميلادي - 9/8/1444 هجري

الزيارات: 25449

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المُسَارَعَةُ إلى الخَيْرَاتِ


الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين، أمَّا بَعْدُ:

المُسَارَعَةُ إلى الخَيْرَات: هي المُبادَرَةُ إلى الطَّاعاتِ القَلْبِيَّةِ والقَولِيَّةِ والعَمَلِيَّةِ، والاسْتِكْثارُ منها، مع الرَّغبَةِ فيها، والسَّبْقِ إليها بِلا تَرَدُّدٍ، أو إِبْطَاءٍ.

 

وهُنَاكَ تَقَارُبٌ في المَعْنَى بين المُسَارَعَةِ، والمُسَابَقَةِ، والمُنَافَسَةِ: وأَصْلُ المُسابَقَةِ التَّقَدُّمُ في السَّيْرِ، ويُسْتَعارُ السَّبْقُ لإِحْرازِ الفَضْلِ والتَّبْرِيزِ، ومن ذلك قَولُه تعالى: ﴿ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ﴾ [الواقعة: 10]. أي: المُتَقَدِّمون إلى ثَوَابِ اللهِ وجَنَّتِهِ؛ بِالأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ. فالسَّابِقونَ في الخَيْراتِ؛ هُمُ السَّابِقون في الآخِرَةِ لِدُخولِ الجَّنَّاتِ في أعلى عِلِّيِّينَ، في المَنازِلِ العَالِياتِ، التي لا مَنْزِلَةَ فَوقَها.

 

وكُلُّ مُنافَسَةٍ إلى الخَيرِ فِيهَا سَبْقٌ: قال تعالى: ﴿ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ ﴾ [آل عمران: 114]. أي: يُبَادِرونَ إليها، فيَنْتَهِزونَ الفُرْصَةَ فيها. والمُنافَسَةُ: مُجاهَدَةُ النَّفْسِ لِلتَّشَبُّهِ بِالأَفاضِلِ، واللُّحوقِ بِهِمْ من غَيرِ إِدْخالِ ضَرَرٍ على غَيرِهِمْ. قال تعالى: ﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسْ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾ [المطففين: 26] أي: وفي ذلك النَّعِيمِ المُقِيمِ، الذي لا يَعْلَمُ حُسْنَهُ ومِقْدَارَه إلاَّ اللهُ جلَّ شأنه، فَلْيَتَسابَقِ المُتَسابقون، ولْيُبَادِروا إليه، بالأعمالِ الصَّالحةِ، فهذا أَولَى ما بُذِلَتْ فيه نَفائِسُ الأنْفاسِ، وأَحْرَى ما تَزاحَمَتْ - للوصول إليه - فُحُولُ الرِّجَاِلِ.

 

والمُسَارَعَةُ إلى الخَيْراتِ مَرَاتِبُ ودَرَجَاتٌ: ولمَّا قَسَّمَ اللهُ تعالى مَرَاتِبَ العِبادَ - المُسْتَجيبين لِدَعْوَةِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم - إلى ثَلاثِ مَرَاتِبَ؛ جَعَلَ مَرْتَبَةَ السَّابِقين بِالخَيْراتِ أَفْضَلَها؛ فقال سبحانه: ﴿ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ ﴾ [بِالمَعاصِي التي هِيَ دُونَ الكُفْرِ] ﴿ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ ﴾ [مُقْتَصِرٌ على ما يَجِبُ عليه، تَارِكٌ للمُحَرَّمِ] ﴿ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [أي: سَارَعَ فيها واجْتَهَدَ، فَسَبَقَ غَيرَه، وهو: المُؤدِّي لِلفرائِضِ، المُكْثِرُ من النَّوافِلِ، التَّارِكُ للمُحَرَّمِ والمَكْرُوهِ] ﴿ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ﴾ [فاطر: 32].

 

ومِنْ شَأْنِ المُؤْمِنِ ألاَّ يَتَباطَأَ عَنْ مَواطِنِ الخَيْرِ؛ قال تعالى: ﴿ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [آل عمران: 114]. فالمُسارَعَةُ في الخَيْراتِ نَاشِئَةٌ عن فَرْطِ الرَّغْبَةِ فيها، والحُبِّ لها، والسَّبْقِ إليها؛ لأنَّ مَنْ رَغِبَ في أَمْرٍ بَادَرَ إلى القِيامِ به.

 

وإلى هذه المَرْتبةِ دعا اللهُ تعالى المؤمنين فقال: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133].

 

والمُسَارَعَةُ إلى المَغْفِرَةِ والجَنَّةِ: هي المُبادَرَةُ إلى أَسْبابِهِما من فِعْلِ الحَسَناتِ، واجْتِنابِ السَّيِّئاتِ. وقال أيضًا: ﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الحديد: 21]. فأمَرَ بِالمُسابَقَةِ إلى مَغْفِرَتِه ورِضْوانِهِ وجَنَّتِهِ، ويكون ذلك بِالسَّعْيِ بِأَسْبابِ المغفرة؛ من التَّوبَةِ النَّصُوحِ، والبُعْدِ عن الذُّنوبِ ومَظانِّها، والمُسابَقَةِ إلى رِضْوانِ اللهِ بالعملِ الصَّالِحِ، والحِرْصِ على مَا يُرْضِي اللهَ على الدَّوام؛ من الإِحْسانِ في العِبادَةِ، والإِحسانِ إلى الخَلْقِ بِجَمِيعِ وُجوهِ النَّفْعِ.

 

وأمَرَ اللهُ المؤمنين إلى الاسْتِبَاقِ في الخَيْراتِ، فقال سبحانه: ﴿ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ﴾ [البقرة: 148]. قال السِّعدي رحمه الله: (والأَمْرُ بالاسْتِباقِ إلى الخَيْراتِ قَدْرٌ زائِدٌ على الأَمْرِ بِفِعْلِ الخَيْراتِ؛ فإنَّ الاسْتِباقَ إليها، يَتَضَمَّنُ فِعْلَها، وتَكْمِيلَها، وإيقاعَها على أَكْمَلِ الأحوالِ، والمبادرةَ إليها. ومَنْ سَبَقَ في الدُّنيا إلى الخَيْرات، فهو السَّابِقُ في الآخِرَةِ إلى الجَنَّاتِ، فالسَّابِقون أعلى الخَلْق دَرَجَةً.

 

والخَيْراتُ تَشْمَلُ: جَمِيعَ الفرائِضِ والنَّوَافِلِ؛ من صلاةٍ، وصيامٍ، وزَكَواتٍ وحَجٍّ، وعُمْرَةٍ، وجِهادٍ، ونَفْعٍ مُتَعَدٍّ وقَاصِرٍ...

 

ويُسْتَدَلُّ بهذه الآيةِ الشَّرِيفَةِ على الإِتْيَانِ بِكُلِّ فَضِيلةٍ يَتَّصِفُ بها العَمَلُ؛ كالصَّلاةِ في أوَّلِ وَقْتِها، والمُبادرةِ إلى إِبْرَاءِ الذِّمَّةِ؛ من الصِّيامِ، والحَجِّ، والعُمْرةِ، وإخْراجِ الزَّكاةِ، والإِتْيَانِ بِسُنَنِ العِبَاداتِ وآدابِها، فللهِ ما أَجْمَعَها وأنْفَعَها مِنْ آيَةٍ).

 

وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُوصِي أتْبَاعَهُ، ويَأْمُرُهُمْ بِالْمُبادَرَةِ خَشْيَةَ العَوائِقِ: فقال: «بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ [أي: ائْتُوا بِالعَمَلِ الصَّالِحِ، وابْتَدِروا إليه، قَبْلَ ظُهورِ المَانِعِ منه من الفِتَنِ]؛ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا» رواه مسلم. والمعنى – كما ذَكَرَ النَّوَوِيُّرحمه الله: (الْحَثُّ عَلَى الْمُبَادَرَةِ إِلَى الْأَعْمَال الصَّالِحَة قَبْل تَعَذُّرِهَا، وَالِاشْتِغَالِ عَنْهَا؛ بِمَا يَحْدُث مِنْ الْفِتَن الشَّاغِلَة الْمُتَكَاثِرَة الْمُتَرَاكِمَة، كَتَرَاكُمِ ظَلَامِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، لَا الْمُقْمِر).

 

وقال صلى الله عليه وسلم: «بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ سِتًّا [أي: أَسْرِعوا بِالأَعْمالِ الصَّالِحَةِ قَبْلَ ظُهورِ الآياتِ السِّتِّ]: طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، أَوِ الدُّخَانَ، أَوِ الدَّجَّالَ، أَوِ الدَّابَّةَ، أَوْ خَاصَّةَ أَحَدِكُمْ، أَوْ أَمْرَ الْعَامَّةِ» رواه مسلم. قال ابنُ رجبٍرحمه الله: (هذهِ الأشياءُ كُلُّهَا تَعُوقُ عَنِ الأَعْمَالِ؛ فَبَعْضُهَا يَشْغَلُ عَنْهُ في خَاصَّةِ الإِنسانِ: كَفَقْرِهِ، وَغِنَاهُ، وَمَرَضِهِ، وَهَرَمِهِ وَمَوْتِهِ. وَبَعْضُها عامٌّ: كَقِيَامِ السَّاعَةِ، وَخُرُوجِ الدَّجَّالِ، وكذلكَ الفِتَنُ المُزْعِجَةُ).

 

وقد فَهِمَ السَّلَفُ الصَّالِحُ مَنْزِلَةَ المُسَابَقَةِ، وأَهَمِّيَّةَ المُسَارَعَةِ، وفَضِيلَةَ المُنَافَسَةِ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍرضي الله عنه: (إِنَّ لِلْقُلُوبِ شَهْوَةً وَإِقْبَالًا، وَإِنَّ لِلْقُلُوبِ فَتْرَةً وَإِدْبَارًا، فَاغْتَنِمُوهَا عِنْدَ شَهْوَتِهَا وَإِقْبَالِهَا، وَدَعُوهَا عِنْدَ فَتْرَتِهَا وَإِدْبَارِهَا). وقال أحمدُ بنُ حَنْبَلٍرحمه الله: (كُلُّ شَيْءٍ مِنْ الْخَيْرِ يُبَادَرُ بِهِ).

 

وقال ابنُ الجَوْزِيِّ رحمه الله: (البِدَارَ البِدَارَ يا أَرْبَابَ الفُهُومِ؛ فإنَّ الدُّنيا مَعْبَرٌ إلى دَارِ إِقامَةٍ، وسَفَرٌ إلى المُسْتَقَرِّ، والقُرْبِ من السُّلْطانِ ومُجاوَرَتِه. فتَهَيَّئوا لِلْمُجالَسَةِ، واسْتَعِدُّوا لِلْمُخاطَبَةِ، ولا يَشْغَلَنَّكُمْ عن تَضْمِيرِ الخَيْلِ [أي: تَدْرِيبِها على الجَرْيِ حتى تَخِفَّ، ويَذْهَبَ شَحْمُها الزَّائِدُ] تَكَاسُلٌ، ولْيَحْذَرِ المُسَابِقُ مِنْ تَقْصِيرٍ لا يُمْكِنُ اسْتِدْراكِه). وقال أيضًا: (فَكَمْ يُضَيِّعُ الآدَمِيُّ من سَاعَاتٍ يَفُوتُهُ فيها الثَّوابُ الجَزِيلُ! وهذه الأيَّامُ مِثْلُ المَزْرَعَةِ، فكَأَنَّه قِيْلَ للإِنْسَانِ: كُلَّمَا بَذَرْتَ حَبَّةً، أَخْرَجْنا لَكَ أَلْفَ كُرٍّ [الكُرُّ: مِكْيَالٌ ضَخْمٌ]، فَهَلْ يَجوزُ لِلعَاقِلِ أَنْ يَتَوَقَّفَ فِي البَذْرِ ويَتَوانَى؟!).

 

الخطبة الثانية

الحمد لله.. أيها المسلمون.. خُذُوا حِذْرَكُمْ؛ فإنَّ الكَسَلَ فِي أَداءِ القُرُبَاتِ مِنْ أَفْعَالِ المُنافِقِينَ: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء: 142]. فهذا تَحْذِيرٌ للمؤمنين مِنَ التَّثَاقُلِ والتَّبَاطُؤِ في فِعْلِ الخَيْراتِ؛ فإِنَّهُ مِنْ أَخْلاقِ المُنافِقِينَ.

 

والمُسَارَعَةُ إلى البَاطِلِ، والأَفْعَالِ القَبِيحَةِ مِنْ أَفْعَالِ الكُفَّارِ والمُنافِقِينَ: قال تعالى: ﴿ وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ ﴾ [مِنْ شِدَّةِ رَغْبَتِهِمْ فِيهِ، وحِرْصِهِمْ عَلَيْهِ] ﴿ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [آل عمران: 176] وهذا مِنْ هَوانِهِمْ على اللهِ، وسُقُوطِهِمْ مِنْ عَينِه، وإِرادَتِهِ - تبارك وتعالى - ألاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ نَصِيبًا فِي الآخِرَةِ مِنْ ثَوابِه.

 

ومِنْ صُوَرِ المُسَابَقَةِ فِي الخَيْرَاتِ: عن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قال: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَتَصَدَّقَ فَوَافَقَ ذَلِكَ عِنْدِي مَالاً، فَقُلْتُ: "الْيَوْمَ أَسْبِقُ أَبَا بَكْرٍ - إِنْ سَبَقْتُهُ يَوْمًا"، قَالَ: فَجِئْتُ بِنِصْفِ مَالِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا أَبْقَيْتَ لأَهْلِكَ؟» قُلْتُ: "مِثْلَهُ"، وَأَتَى أَبُو بَكْرٍ بِكُلِّ مَا عِنْدَهُ، فَقَالَ: «يَا أَبَا بَكْرٍ! مَا أَبْقَيْتَ لأَهْلِكَ؟»، قَالَ: "أَبْقَيْتُ لَهُمُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ"، قُلْتُ: "وَاللَّهِ لاَ أَسْبِقُهُ إِلَى شَيْءٍ أَبَدًا". صحيح - رواه الترمذي.

 

ومِنْ صُوَرِ المُسَابَقَةِ فِي الخَيْرَاتِ: قولُه صلى الله عليه وسلم: «يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ» قَالُوا: وَمَنْ هُمْ، يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «هُمُ الَّذِينَ لاَ يَكْتَوُونَ، وَلاَ يَسْتَرْقُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ». فَقَامَ عُكَّاشَةُ رضي الله عنه فَقَالَ: "ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ"، قَالَ: «أَنْتَ مِنْهُمْ». فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: "يَا نَبِيَّ اللَّهِ! ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ"، قَالَ: «سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ» رواه مسلم.

 

ومِنْ صُوَرِ المُسَابَقَةِ فِي الخَيْرَاتِ: قولُه صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ؛ فَلْيَقْرَأْهُ مِنَ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ» يعني: عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ رضي الله عنه. فَذَهَبَ عُمَرُ رضي الله عنه إِلَيْهِ؛ لِيُبَشِّرَهُ. فقَالَ ابنُ مَسْعُودٍ: "قَدْ سَبَقَكَ أَبُو بَكْرٍ". فقال عُمَرُ: "إِنْ يَفْعَلْ؛ فَإِنَّهُ سَبَّاقٌ بِالْخَيْرَاتِ، مَا اسْتَبَقْنَا خَيْرًا قَطُّ إِلَّا سَبَقَنَا إِلَيْهَا أَبُو بَكْرٍ". صحيح - رواه أحمد.

 

ومِنْ ثَمَراتِ المُسَابَقَةِ إلى الخَيْراتِ: أنَّ فيها مَرْضَاةً للربِّ تعالى. وهي دليلٌ على قُوَّةِ الإيمان. والمُسَابَقَةُ تُوجِدُ في النَّفْسِ نُمُوًّا مُطَّرِدًا في المُنافَسَةِ؛ لِلوصُولِ إلى أَعْلَى الدَّرَجاتِ. وفيها عَظِيمُ الأَجْرِ لأهلِها المُتَسابِقِين والمُتَنَافِسِين في الخَيْرات. ومِنْ أَعْظَمِ ثَمَراتِها: الفوزُ بِأَعْلَى الدَّرَجاتِ في جَنَّاتِ النَّعِيم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • المسارعة إلى الخيرات
  • صور رائعة من المسارعة إلى الخيرات
  • المسارعة إلى الخيرات (خطبة)
  • خطبة عن المبادرة والمسارعة إلى الخيرات
  • المسارعة إلى الخيرات (خطبة)
  • استدراك الخيرات (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • خطبة: الخير فيما اختاره الله وقسمه لكل عبد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: العدل ضمان والخير أمان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة صلاة الاستسقاء (5)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • رفقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • واجبنا نحو الإيمان بالموت (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الذب عن نبينا صلى الله عليه وسلم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة (أم الكتاب 1)(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • خطبة صلاة الاستسقاء (4)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: من تلعنهم الملائكة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات تربوية مع سورة الكوثر (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح بمسجد بلدة بالوس الأمريكية
  • مدينة كلاغنفورت النمساوية تحتضن المركز الثقافي الإسلامي الجديد
  • اختتام مؤتمر دولي لتعزيز القيم الأخلاقية في مواجهة التحديات العالمية في بلقاريا
  • الدورة العلمية الثانية لتأهيل الشباب لبناء أسر مسلمة في قازان
  • آلاف المسلمين يشاركون في إعادة افتتاح أقدم مسجد بمدينة جراداتشاتس
  • تكريم طلاب الدراسات الإسلامية جنوب غرب صربيا
  • ختام الندوة التربوية لمعلمي رياض الأطفال المسلمين في البوسنة
  • انطلاق سلسلة محاضرات "ثمار الإيمان" لتعزيز القيم الدينية في ألبانيا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 24/4/1447هـ - الساعة: 8:53
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب