• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    علامات الساعة (1)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    تفسير: (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان ...
    تفسير القرآن الكريم
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري / مقالات
علامة باركود

النفخ في الصور: تعريفه، أدلته، وقته، عدده، مدته، كيفيته، أحداثه (خطبة)

النفخ في الصور: تعريفه، أدلته، وقته، عدده، مدته، كيفيته، أحداثه (خطبة)
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 25/11/2019 ميلادي - 27/3/1441 هجري

الزيارات: 101701

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

النَّفْخُ في الصُّور

تعريفه، أدلته، وقته، عدده، مُدَّته، كيفيته، أحداثه

 

الحمدُ للهِ الذي قهرَ بالموتِ العباد، وأذلَّ به رقابَ أهلِ التجبُّرِ والعِناد، فسبحانه مِنْ إلهٍ تفرَّدَ بالعَظَمةِ والبقاءِ والإيجادِ، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أقواله ولا في أفعاله، فهو الْمُنزَّهُ عن الصاحبةِ والأولاد، وأشهد أنَّ نبيَّنا محمداً عبدُه ورسولُه وصفيُّه وخليلُه النبيُّ الهادِ، الذي أرسلَهُ رحمةً للعالمين فأظهر الحق وأباد الفسَاد، صلَّى اللهُ وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وأنصاره وأحزابه الأئمة الأمجاد، صلاةً وسلاماً دائمين ما دامت السماوات والأرضُ والبياض والسواد.


أما بعدُ:

فيا أيها الناسُ اتقوا الله ﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ﴾ [الملك: 2].


أيها المسلمون:

فإنَّ من أُصولِ أهلِ السُّنةِ والجماعةِ الإيمانَ باليومِ الآخرِ وما يجري فيه مِمَّا صَحَّ بهِ الخبرُ عن اللهِ ورسولِه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، قال تعالى: ﴿ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ﴾، وقال: ﴿ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾ [النساء: 136]، ألاَ وإنَّ مِنْ أولِ أحداثِ اليومِ الآخرِ وبداياتهِ: النفخَ في الصُّور: نفخةُ الصَّعْقِ الْمُؤذنةِ بانتهاءِ الدُّنيا، ثمَّ نفخةُ البعْثِ التي يقومُ الناسُ فيها للحسابِ والجزاءِ، وما يَعْقُبُه من دُخولِ الناسِ الجنةَ والنارَ، فما النفخُ في الصور؟ وما اسمُ الْمَلكِ الذي سينفُخُ فيه؟ وما وقتُه وكيفيتُه؟ وكم عدد النفخات؟ وما الْمُدَّة التي تكون بينها؟ وما الحوادث التي ستقعُ بينها؟.


عبادَ اللهِ:

النَّفْخُ مَعْرُوفٌ ومعلومٌ وهو نفخُ الرِّيحِ والْهَواءِ منَ الفَمِ أو غيرِه، قال ابنُ فَوْرَكٍ: (النفخُ في الصُّورِ كالنفخ في البُوقِ، والصُّورُ: قَرْنٌ يُنفخ فيه فيخرُجُ من جوفهِ صوتٌ عظيمٌ يَميلُ العبادُ إليهِ، لأنه كالدَّاعي إلى نفسهِ) انتهى، و (جاءَ أعرابيٌّ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ: ما الصُّورُ؟ قالَ: قَرْنٌ يُنْفَخُ فيهِ) رواه الترمذيُّ وحسَّنهُ، وقالَ ابنُ مسعودٍ رضيَ اللهُ عنهُ: (ثمَّ يَقُومُ مَلَكُ الصُّورِ بينَ السَّمَاءِ والأرضِ، فيَنْفُخُ فيهِ، والصُّورُ قَرْنٌ، فلا يَبْقَى للهِ خَلْقٌ في السَّماواتِ ولا في الأرضِ إلاَّ ماتَ إلاَّ مَنْ شَاءَ رَبُّكَ، ثمَّ يكُونُ بينَ النَّفْخَتَيْنِ ما شاءَ اللهُ أنْ يَكُونَ) رواه البيهقيُّ وقوَّى إسنادَهُ ابنُ حجر.


والصُّورُ موجودٌ الآن، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: («كيفَ أَنْعَمُ وقَدِ التَقَمَ صاحِبُ القَرْنِ القَرْنَ، وحَنَى جَبْهَتَهُ وأَصْغَى سَمْعَهُ، يَنْتظِرُ أنْ يُؤْمَرَ أنْ يَنْفُخَ فَيَنْفُخَ»، قالَ المسلمونَ: فكيفَ نقُولُ يا رسولَ اللهِ؟ قالَ: «قُولُوا: حَسْبُنا اللهُ ونِعْمَ الوكيلُ، تَوَكَّلْنَا على اللهِ رَبِّنا») رواه الترمذيُّ وحَسَّنه.


قال القاضي عياض: (مَعْنَاهُ: كيفَ يَطِيبُ عَيْشي وقَدْ قَرُبَ أنْ يَنْفُخَ في الصُّورِ) انتهى.


وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إنَّ طَرْفَ صاحِبِ الصُّورِ مُذْ وُكِّلَ بهِ، مُسْتَعِدٌّ يَنْظُرُ نَحْوَ الْعَرْشِ، مَخَافَةَ أنْ يُؤْمَرَ قبْلَ أنْ يَرْتَدَّ إليهِ طَرْفُهُ، كأَنَّ عَيْنَيْهِ كَوْكَبَانِ دُرِّيَّانِ) رواه الحاكم وصحَّحه وقال الذهبيُّ: (صحيحٌ على شرطِ مسلم)، وحسَّنه ابنُ حجر.


ودلَّ الحديثان على أنَّ اسمَ الْمَلك الذي يَنْفُخُ في الصور: صاحبُ القَرْنِ، وصاحبُ الصُّورِ، واشتُهِرَ بين أهلِ العِلْمِ بأنَّ اسمَهُ إسرافيل، قال القرطبيُّ: (قال علماؤُنا: والأُمَمُ مُجْمِعُون على أنَّ الذي يَنْفُخُ في الصُّورِ إسرافيل عليه السلام) انتهى.


أيها المسلمون:

ولقد أخبرَنَا رسولُنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بأن وقتَ النفخِ في الصُّور لا يكونُ إلاَّ في يوم الجمعة، ولكنْ: أيَّ جُمُعة؟ لا يعلمُ ذلكَ إلاَّ الله وحده، وأخبرنا رسولُنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بوقتِ النفخ من يومِ الجمعة، وهو من طلوع الفجر إلى طلوعِ الشمسِ، فإذا طلعتِ الشمسُ يوم الجمعةِ كعادتها من المشرِقِ أَمِنَ الناسُ من قيامِ الساعةِ إلى الجمعة القادمة، وهكذا، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (ولا تَقُومُ السَّاعةُ إلاَّ في يَوْمِ الْجُمُعَةِ) رواه مسلم، وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (مِنْ أفضلِ أيَّامِكُمْ يومُ الجُمُعَةِ، فيهِ خُلِقَ آدَمُ، وفيهِ قُبضَ، وفيهِ النَّفْخَةُ، وفيهِ الصَّعْقَةُ، فأَكْثِرُوا علَيَّ منَ الصَّلاةِ فيهِ، فإنَّ صلاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ علَيَّ، فقالُوا: يا رسولَ اللهِ، وكيفَ تُعْرَضُ عليكَ صلاتُنَا وقَدْ أَرِمْتَ؟ يَعْني وقدْ بَلِيتَ، قالَ: إنَّ اللهَ عزَّ وجَلَّ حَرَّمَ على الأرضِ أنْ تَأْكُلَ أجْسَادَ الأنبياءِ صَلَوَاتُ اللهِ عليهِمْ) رواه الإمام أحمد وصحَّحه ابنُ خزيمةَ وابنُ حبان والحاكم والذهبي.


وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (خَيْرُ يومٍ طَلَعَتْ فيهِ الشَّمْسُ يومُ الجُمُعَةِ، فيهِ خُلِقَ آدَمُ، وفيهِ أُهْبِطَ، وفيهِ تِيبَ عليهِ، وفيهِ ماتَ، وفيهِ تَقُومُ الساعةُ، وما مِنْ دابَّةٍ إلاَّ وهِيَ مُصِيخَةٌ يومَ الجُمُعَةِ مِنْ حينِ يُصْبَحُ حتَّى الشَّمْسَ شَفَقَاً مِنَ الساعةِ إلاَّ الجِنَّ والإنسَ، وفيها ساعةٌ لا يُصَادِفُهَا عبْدٌ مُسْلِمٌ وهوَ يُصلِّي يَسْأَلُ اللهَ شَيْئاً إلاَّ أعْطَاهُ إيَّاهُ) رواه الحاكم وصحَّحه ووافقه الذهبي، قالَ ابنُ عبدِ البَرِّ: (وأمَّا قولُهُ: «وما مِنْ دابَّةٍ إلاَّ وهي مُصيخةٌ»، فالإصاخةُ الاستماعُ، وهو هَهُنا: استِمَاعُ حَذَرٍ وإشْفَاقٍ، وخشْيَةِ الفَجْأَةِ والبَغْتَةِ) انتهى، وقال الصنعانيُّ: (أي: تَرْقُبُ قيامها وتُصغي آذانها إلى سماع أشراطِها، خوفاً من وُقوعِها وظُهورِ آياتِ اللهِ، ولعلَّ واللهُ أعلمُ أنها تُصيخُ انتظاراً لطُلُوع الشمس من مغربها، لأنه أولُ الآيات، وأنها إذا طَلَعت كذلك كانَ منَ الأفزاعِ والأصواتِ ما تَفْزَعُ كُلَّ سَمْعٍ) انتهى.

(إلاَّ الجِنَّ والإنسَ): استثناهم من كُلِّ دابةٍ لأنَّ غالبهم غافلون عن ذلك.


عباد الله:

وأما عدد النفخات، فقيل نفختان: نفخة الصعق، يُصعَقُ بسببها جميعُ الخلائقِ ممن كتب الله عليه الصعق، ونفخة البعث: يَبعث الله بها من صعق من خلقه، قال تعالى: ﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ﴾، وقال صلى الله عليه وسلَّم: (فَيَبْقَى شِرَارُ الناسِ في خِفَّةِ الطَّيْرِ وأحلامِ السِّبَاعِ، لا يَعْرِفُونَ مَعْرُوفاً ولا يُنْكِرُونَ مُنْكَراً، فيَتَمَثَّلُ لَهُمُ الشَّيطانُ فيقُولُ: أَلا تَسْتَجيبُونَ؟ فيقُولُونَ: فَمَا تَأْمُرُنا؟ فيَأْمُرُهُمْ بعبادةِ الأوثانِ، وهُمْ في ذلكَ دَارٌّ رِزْقُهُمْ، حَسَنٌ عَيْشُهُمْ، ثمَّ يُنْفَخُ في الصُّورِ، فَلا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ إلاَّ أَصْغَى لِيتاً وَرَفَعَ لِيتاً، قالَ: وأَوَّلُ مَنْ يَسْمَعُهُ رَجُلٌ يَلُوطُ حَوْضَ إِبِلِهِ، قالَ: فَيَصْعَقُ ويَصْعَقُ النَّاسُ) رواه مسلم، قال النووي: (قالَ العُلَماءُ: معناهُ يكُونُونَ في سُرْعَتِهِمْ إلى الشُّرُورِ وقَضَاءِ الشَّهَواتِ والْفَسَادِ كَطَيَرَانِ الطَّيْرِ، وفي العُدْوَانِ وظُلْمِ بَعْضِهِمْ بَعْضاً في أَخْلاقِ السِّبَاعِ العاديةِ، قولُهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: «أَصْغَى لِيتاً ورَفَعَ لِيتاً».. وهي صفحةُ العُنُقِ، وهي جانبُهُ، وأصغى أَمَالَ) انتهى.


وذهَبَ شيخ الإسلام ابنُ تيميةَ إلى أنها ثلاث نفخات: نفخة الفزع، قال تعالى: ﴿ وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ ﴾، وهو فَزَعُ حياةِ الناس وليس بالفزع الأكبر، ونفخة الصعق، ونفخة البعث، والله أعلم.


الخطبة الثانية:

إنَّ الحمدَ للهِ، نَحمَدُه ونستعينُه، مَن يَهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ محمداً صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عبدُهُ ورسولُهُ.


أمَّا بعدُ: (فإنَّ خَيْرَ الحديثِ كِتابُ اللهِ، وخيرُ الْهُدَى هُدَى مُحمَّدٍ، وشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثاتُها، وكُلُّ بدعَةٍ ضَلالَةٌ)، و (لا إيمانَ لِمَن لا أَمانةَ لَهُ، ولا دِينَ لِمَنْ لا عَهْدَ لَهُ).


أيها المسلمون: وأمَّا عن الْمُدَّة التي تكونُ بين النفختين، فعنْ أبي هُريرةَ رضي الله عنه قالَ: (قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: «ما بينَ النفخَتَيْنِ أرْبَعُونَ» قالُوا: يا أبا هُريرةَ أربعُونَ يَوْماً؟ قالَ: أَبَيْتُ، قالوا: أربعونَ شَهْراً؟ قالَ: أَبَيْتُ، قالوا: أربعونَ سَنَةً؟ قالَ: أَبَيْتُ، «ثمَّ يُنْزِلُ اللهُ من السَّماءِ ماءً، فيَنْبُتُونَ كَمَا يَنْبُتُ الْبَقْلُ» قالَ: «وليسَ من الإنسانِ شَيْءٌ إلاَّ يَبْلَى، إلاَّ عَظْماً واحداً، وهوَ عَجْبُ الذَّنَبِ، ومنهُ يُرَكَّبُ الخلْقُ يومَ القيامةِ») رواه مسلم، فاللهُ أعلَمُ بها، أأربعين يوماً، أم أربعين جمعة، أم أربعين شهراً، أم أربعين سنة، واشتُهرَ عن الصحابةِ أنها أربعونَ سَنَةً، قال أنسٌ رضيَ الله عنه: (تُبْعَثُ الخلائِقُ يومَ القيامةِ وإنَّ السَّماءَ لَتَطِشُّ بالْمَطَرِ، وذلكَ أنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ إذا أَمَرَ إسرافيلَ أنْ يَنْفُخَ في الصُّورِ نَفْخَةَ الصَّعْقِ وهيَ النفخةُ الأُولى، فيَمُوتُ أهلُ السماواتِ السَّبْعِ والأرضينَ السَّبْعِ وما بينهُنَّ، ثمَّ يَمُوتُ جِبريلُ ومِيكائِيلُ وإسرافيلُ ومَلَكُ الْمَوْتِ، فتَمْكُثُ الخلائِقُ مَوْتَى ما بينَ النفختَيْنِ أربَعُونَ عَاماً) رواه الدينوري وقال مُحقِّقُه: (رجالُه ثقاتٌ).

 

وأما عن كيفية النفخ في الصور: فيكون مع النفخ الأول في الصور نَقْرٌ فيهِ، قال تعالى: ﴿ فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ ﴾، وبيَّنَ القرطبيُّ الحكمة من ذلك فقال: (فإذا نُفخَ فيه للإصعاقِ جُمعَ بينَ النفخِ والنَّقْرِ، لتكون الصيحة أهدَّ وأعظم) انتهى، ويكون في النفخة الأولى نوع طُولٍ، وبداية أمرها لا يسمعها كلُّ الناس، بل بعضهم، فأولُ أمرِها لا يكادُ يَسْمَعُها الناسُ إلا بالاستماع لها، ثم لا تزال تعظم النفخة، ويزداد الصوت، فإذا تكاملت النفخة صُعِقَ الناسُ من صوتها أو سماعهم آخر أمرهم، قال صلى الله عليه وسلم: (ثمَّ يُنْفَخُ في الصُّورِ، فلا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ إلاَّ أَصْغَى لِيتاً ورَفَعَ لِيتاً، قالَ: وأَوَّلُ مَنْ يَسْمَعُهُ رَجُلٌ يَلُوطُ حَوْضَ إِبلِهِ، قالَ: فَيَصْعَقُ ويَصْعَقُ النَّاسُ) رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: (ولَتَقُومَنَّ الساعةُ وقدْ نَشَرَ الرجُلانِ ثَوْبَهُما بينهُمَا فلا يَتَبَايَعَانِهِ، ولا يَطْوِيانِهِ، ولَتَقُومَنَّ الساعةُ وقدِ انْصَرَفَ الرجُلُ بلَبَنِ لِقْحَتِهِ فلا يَطْعَمُهُ، ولَتَقُومَنَّ الساعةُ وهوَ يَلِيطُ حَوْضَهُ فلا يَسْقي فيهِ، ولَتَقُومَنَّ الساعةُ وقد رفَعَ أحَدُكُمْ أُكْلَتَهُ إلى فيهِ فلا يَطْعَمُهَا) رواه البخاري.


وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (تقُومُ الساعةُ والرَّجُلُ يَحْلُبُ اللِّقْحَةَ فمَا يَصِلُ الإناءُ إلى فيهِ حتى تَقُومَ، والرَّجُلانِ يَتَبايَعَانِ الثوبَ فَمَا يَتَبايَعَانِهِ حتى تقُومَ، والرَّجُلُ يَلِطُ في حَوْضِهِ فما يَصْدُرُ حتى تقُومَ) رواه مسلم.


وأما النفخةُ الثانية: فكَمَا أخبَرَ اللهُ عنها بقوله: ﴿ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ﴾، فبمجرد النفخة الثانية يقومُ الناسُ لربِّ العالمين، قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: (قولُهُ تعالى: ﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ ﴾، ذكَرَ جَلَّ وعَلا في هذهِ الآيةِ الكريمةِ النَّفْخَةَ الأخيرَةَ، والصُّورُ قَرْنٌ من نُورٍ يَنْفُخُ فيهِ الْمَلَكُ نفْخَةَ البَعْثِ، وهيَ النفخةُ الأخيرةُ، وإذا نَفَخَها قامَ جميعُ أهلِ القُبُورِ مِنْ قُبُورِهِم أحياءً إلى الحِسابِ والجَزَاءِ) انتهى.

 

وأمَّا عن الحوادثِ بينَ النفختين: فقد قالَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (ثمَّ يُنْفَخُ في الصُّورِ فلا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ إلاَّ أَصْغَى لِيتاً ورَفَعَ لِيتاً، قالَ: وأَوَّلُ مَنْ يَسْمَعُهُ رجُلٌ يَلُوطُ حَوْضَ إِبلِهِ، قالَ: فَيَصْعَقُ، ويَصْعَقُ الناسُ، ثمَّ يُرسلُ اللهُ - أوْ قالَ يُنْزِلُ اللهُ - مَطَراً كأنهُ الطَّلُّ أوِ الظِّلُّ - نُعْمانُ الشَّاكُّ - فتَنْبُتُ منهُ أجسادُ الناسِ، ثمَّ يُنفخُ فيهِ أُخْرَى فإذا هُمْ قِيامٌ يَنظُرُونَ، ثمَّ يُقالُ: يا أيها الناسُ هَلُمَّ إلى رَبِّكُمْ، ﴿ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ ﴾ رواه مسلم، ومعنى الطَّل، قال النووي: (كَمَنِيِّ الرِّجَالِ) انتهى، فبين النفختين يُنزلُ اللهُ مَطَراً ضعيفاً صغيرَ القَطْرِ، فيَنبُتُ الناسُ من هذا المطَرِ كما يَنْبُتُ البَقْلُ، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (وليسَ مِن الإنسانِ شيءٌ إلاَّ يَبْلَى إلاَّ عَظْماً واحِداً، وهوَ عَجْبُ الذَّنَبِ، ومنهُ يُرَكَّبُ الخلْقُ يومَ القيامةِ) رواه مسلمٌ، فيُصبحُ الناسُ أجساداً بلا أرواح، حتى يأذن اللهُ بالنفخ في الصورِ النفخة الثانية، فتُعادُ كل رُوح إلى بدنها الذي كانت فيه في الدنيا، إلاَّ الأنبياء عليهم السلام، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: (إنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ حَرَّمَ على الأرضِ أجْسَادَ الأنبياءِ) رواه أبو داود وصحَّحهُ النووي.

اللهمَّ أنتَ المؤمنُ فآمنَّا ووالدينا وأهلينا يومَ الدِّينِ، آمين.

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • النفخ في الصور
  • الإيمان بالنفخ في الصور
  • الإيمان بالنفخ في الصور
  • النفخ في الصور
  • النفخ في الصور يوم القيامة
  • كم عدد مرات النفخ في الصور
  • خطبة مختصرة عن النفخ في الصور

مختارات من الشبكة

  • النفخ في الصور: تعريفه، أدلته، وقته، عدده، مدته، كيفيته، أحداثه(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • خصائص الجمعة وحديث "ما من دابة إلا وهي مصيخة تنتظر النفخ في الصور يوم الجمعة"(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • الدار الآخرة ( النفخ في الصور ) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مسائل في البعث: النفخة الأولى(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • تفسير: (فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • في نفخ الصور(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الانتحار في ضوء السنة النبوية: دراسة حديثة تحليلية (التعريف، الحكم، الصور، الأسباب، العلاج) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • القذف: تعريفه، حكمه، عقوبته في الدنيا والآخرة، صوره، كيفية التوبة منه (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • السنة وتحديد وقت النفخ في روح الجنين (WORD)(كتاب - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب