تفسير سورة لقمان للناشئين (الآيات 1 - 28)

تفسير سورة لقمان للناشئين

( الآيات 1 - 28)

معاني مفردات الآيات الكريمة من (1) إلى (11) من سورة «لقمان»:

﴿ الكتاب الحكيم ﴾: القرآن الكريم المشتمل على الحكمة والنزل بحكمته.

﴿ يوقنون ﴾: يؤمنون إيمانًا قويًّا راسخًا.

﴿ يشترى ﴾: يفضل ويختار.

﴿ لهو الحديث ﴾: الباطل الذي يلهي عن الحق.

﴿ سبيل الله ﴾: دينه والمراد الإسلام.

﴿ مهين ﴾: مذل.

﴿ ولَّى مستكبرًا ﴾: أعرض متكبِّرًا.

﴿ وقرًا ﴾: صممًا.

﴿ رواسي ﴾: جبالاً ثابتة.

﴿ أن تميد بكم ﴾: حتى تميل بكم ويختل توازنها.

﴿ وبث فيها ﴾: ونشر فيها.

﴿ دابة ﴾: كل ما يدب على الأرض من إنسان وغيره.

﴿ زوج ﴾: ذكر وأنثى من النبات.

﴿ كريم ﴾: طيب كثير النفع.

﴿ الذين من دونه ﴾: غير الله من الآلهة المزعومة.

﴿ مبين ﴾: واضح.

1 - تتحدث الآيات عن القرآن الكريم فتصفه بأنه كتاب حكيم؛ لأنه يشتمل على العقيدة الصحيحة، والمبادئ القويمة، وأن من يستهين بالقرآن، ويختار اللهو والأحاديث الباطلة ليبعد الناس عن الحق، فهو من الظالمين المستحقين للعذاب المهين.

2 - ثم تسوق بعض آثار قدرة الله في الكون: فقد خلق السموات على سعتها، وما ينتشر فيها من الكواكب والنجوم التي تسبح في أفلاكها من غير اضطراب، أو اصطدام مع كثرتها وضخامتها، وقد رفعها بغير عمد تسندها، كما جعل في الأرض جبالاً ثوابت تحفظ توازن الأرض، ونشر فيها الحيوان بأنواعه المختلفة، وأنزل المطر من السماء، فأنبت به صنوفًا من النبات بهيجة متعددة المنافع.

دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (1) إلى (11) من سورة «لقمان»:

1 - القرآن الكريم كتاب حكيم؛ لأنه يشتمل على العقيدة الصحيحة، والمبادئ القويمة، والخلق الفاضل، والحكمة البالغة، وهو هداية ورحمة لمن يؤمنون به وينتفعون بما فيه.

2 - يؤتي الله الحكمة من يشاء من عباده ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا فليشكر شكرًا كثيرًا.

3 - إقامة الصلاة، والمحافظة عليها، وإيتاء الزكاة من علامات الإيمان بالله واليوم الآخر، ودليل الهداية، وطريق إلى الفلاح والنجاح.

4 - المسلم لا يضيِّع وقته في ما لا يفيد، وهو حريص على ما ينفعه في الدنيا والآخرة.

معاني مفردات الآيات الكريمة من (12) إلى (19) من سورة «لقمان»:

﴿ وهنًا على وهن ﴾: ضعفًا على ضعف.

﴿ فصاله ﴾: فطامه.

﴿ جاهداك ﴾: بذلا أقصى ما في وسعهما لحملك على الشرك فلا تطع.

﴿ من أناب إليّ ﴾: من رجع إلى ربه، وتاب إليه، وسلك طريق الاستقامة.

﴿ مثقال حبَّةٍ من خردل ﴾: وزن حبة من الخردل، وهو حب أسود صغير يضرب به المثل في الصغر.

﴿ عزم الأمور ﴾: الأمور التي يجب الحرص عليها، والتمسُّك بها.

﴿ لا تصعِّر خدك للناس ﴾: لا تمل وجهك عن الناس، ولا تشمخ بأنفك عليهم تعاليًا وتفاخرًا.

﴿ ولا تمش في الأرض مرحًا ﴾: ولا تمشِ في الأرض معجبًا بنفسك مشي الخيلاء والبطر والغرور.

﴿ مختال ﴾: معجب بنفسه. فخور: كثير الفخر والتباهي.

﴿ واقصد في مشيك ﴾: توسط في المشي فلا تبطئ ولا تسرع.

﴿ اغضض ﴾: اخفض من صوتك ولا ترفعه عاليًا مزعجًا.

﴿ أنكر الأصوات ﴾: أقبح الأصوات وأوحشها.

1 - تعرض الآيات قصة لقمان - الحكيم - ونصائحه لابنه.

2 - ثم تتابع الآيات وصايا لقمان لابنه، فيذكره بأن الله عليم بكل شيء، حتى إن الحسنة أو السيئة التي يفعلها الإنسان مهما تكن من الصعر وفي أخفى مكان، كقلب الصخرة، أو في السموات أو في الأرض، فإن الله يظهرها ويحاسب عليها، ثم يأمره أن يحافظ على الصلاة، وأن يدعو الناس إلى كل خير، وينهاهم عن كل شر، وأن يحتمل ما يصيبه من الأذى والشدائد والمكروه.

3 - ثم ينهاه عن التكبُّر، والإعجاب بالنفس والتباهي على الناس؛ لأن الله لا يحب المتكبرين المختالين الفخورين، ويأمره أن يحفظ على نفسه وقارها واتزانها، فيتوسط في مشيه بين الإسراع والإبطاء، وأن يخفض من صوته؛ لأن رفع الصوت بدرجة مزعجة ينفر الناس ويؤذيهم، كما تنفرهم أصوات الحمير.

دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (12) إلى (19) من سورة «لقمان»:

1 - ضرورة رعاية الآباء لأبنائهم، وحسن توجيههم ونصحهم، وإعطائهم خلاصة تجاربهم في الحياة؛ ليسيروا على بصيرة ووعي، مع استخدام أفضل الطرق للنصيحة والتوجيه.

2 - الشرك بالله من أكبر أنواع الظلم؛ لأنه تسوية بين المستحق للعبادة وغير المستحق لها.

3 - ضرورة الإحسان إلى الوالدين، وحسن معاملتهما، وطاعتهما في غير معصية الله.

معاني مفردات الآيات الكريمة من (20) إلى (28) من سورة «لقمان»:

﴿ سخَّر ﴾: هيَّأ وذلل.

﴿ لكم ﴾: لمنافعكم ومصالحكم.

﴿ أسبغ ﴾: أتمَّ وأوسع.

﴿ يجادل في الله ﴾: ينكر وجوده، وصفاته، ودينه.

﴿ السعير ﴾: النار الموقدة.

﴿ ومن يسلم وجهه إلى الله ﴾: ومن يجعل نفسه خالصة لله، ويفوِّض أمره كله لله.

﴿ العروة ﴾: حلقة الحبل، والمقصود العهد الذي لا نقض له.

﴿ الوثقى ﴾: القويَّة. عاقبة الأمور: مصيرها.

﴿ بذات الصدور ﴾: بما في داخلها من نيَّات حسنة وسيئة.

﴿ عذاب غليظ ﴾: عذاب شديد.

﴿ يمده ﴾: يزيده وينصب إليه.

﴿ سبعة أبحر ﴾: مملوءة ماء.

﴿ ما نفدت ﴾: ما انتهت، وما فنيت.

﴿ كلمات الله ﴾: مقدوراته، وعجائبه، أو معلوماته.

1 - تتجه الآيات بالخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتهوِّن عليه أمر الكفار، وتطمئن قلبه إلى أن مصيرهم إلى الله يوم القيامة، وهو عليم بخفايا النفوس، وسوف يجازي الناس على أعمالهم بالعدل.

2 - ثم تسجل الآيات تناقض الكفار الغريب، فهم إذا سئلوا: من خلق السموات والأرض؟ أجابوا: بأنه الله، ثم هم مع ذلك يشركون معه آلهة أخرى.

3 - ثم تؤكِّد الآيات عظمة الله، وحكمته، وسعة علمه سبحانه وتعالى فتذكر أن أشجار الأرض لو تحوَّلت كلها أقلامًا للكتابة بها، وصارت مياه البحار «حبرًا» تكتب به أحكام الله، وتدبيره لشؤون خلقه، وما يعلمه سبحانه وتعالى لفنيت الأقلام وانتهت، ونفد «الحبر» كله قبل أن تنفد وتنتهي كلمات الله (لأنه لا نهاية لها).

4 - إن الله سبحانه وتعالى قادر عظيم القدرة، وقد بدأ خلق الناس، وسوف يبعثهم يوم القيامة كما خلقهم أول مرة.

دروس مستفادة الآيات الكريمة من (20) إلى (28) من سورة «لقمان»:

1 - من الأسباب التي دعت الكثيرين إلى الكفر بما أنزل الله اتباعهم ما ورثوه من آبائهم وأجدادهم من عبادات باطلة، وعادات سيئة؛ لذلك يجب على الإنسان أن يفكر، ولا يقلد الآخرين تقليدًا أعمى، ولا يتبع الشيطان الذي يدعو دائمًا حزبه إلى عذاب السعير.

2 - علم الله سبحانه وتعالى وكلماته، وحكمته، وتدبيره لشؤون خلقه لا حدود لها، ولا تنقضي، ولا تنفد.