حوار مع الدكتور يشار شريف أوغلو - نائب مفتي اليونان

حوار مع الدكتور يشار شريف أوغلو

"نائب مفتي اليونان"

♦ المؤسسات الدينيَّة في اليونان وأوروبا عامةً لا توفي بما يحتاج إليه المسلمون.

♦ المسلمون يتأثَّرون بالحملات المناهضة لتشويه الإسلام.

♦ لا يوجد دعمٌ مالي من الدول الإسلامية الكبيرة للمسلمين باليونان.

شارك الدكتور يشار شريف أوغلو نائب مفتي اليونان - في المؤتمر العالمي للفتوى، الذي أقيم في مصرَ، حيث قال: إن اليونان بها مدارس خاصة يتمُّ تعليم الدين الإسلامي فيها بكل ما يشتمل عليه من عبادات، ومعاملات، إضافةً إلى مقررات ومواد الدولة التي تعلِّم اللغة العربية كمادة مستقلَّة للمسلمين.

وعبَّر عن استيائه الشديد من التعدِّي على المساجد التي تتمتع بحُرمةٍ لا تقل عن حُرمة الكعبة المشرَّفة.

وأضاف: إن المسلمين يتأثَّرون بعمليات التشويه التي يقوم بها بعض الذين يدَّعون الإسلام، وهم في الحقيقة يُسيئون إليه؛ مما يُؤثِّر سلبيًّا على باقي المسلمين في مختلف أنحاء العالم.

أهلًا ومرحبًا بكم في المؤتمر العالمي للفتوى بمصر، في البداية نودُّ أن نتعرف إلى عدد المسلمين في اليونان إذا كانت هناك إحصائيَّات رسميَّة أو تقريبيَّة؟

الدكتور يشار شريف أوغلو: في الحقيقة المسلمون في اليونان ينقسمون إلى قسمين: قسم من بقايا الدولة العثمانية، وهم مُتمركزون في شمال اليونان على حدود بلغاريا وتركيا وبحر إيجه، وهؤلاء يبلغ عددُهم 150 ألف مسلم تقريبًا، حيث لا يوجد تَعدادٌ رسمي لهم.

وهناك مسلمون مهاجرون، قادمون من مختلف الدول؛ بسبب سوء الأحوال الاقتصادية في بلادهم، ويتمركزون في أثينا، وتقدَّر أعدادُهم بحوالي نصف مليون مسلم، ونحن المسلمين في اليونان لنا مساجدُنا، ومدارسنا، ودار إفتاء خاصة بنا.

ما رأيكم في دور المؤسسات الإسلامية في إنماء الإسلام وتعاليمه في بلاد الأقليَّات المسلمة؟

الدكتور يشار شريف أوغلو: في الحقيقة نحن لنا في اليونان أوقافٌ، ولنا مدارس خاصة، يتمُّ تعليم الدين الإسلامي فيها بكل ما يشتمل عليه من عبادات، ومعاملات، إضافةً إلى مقرَّرات الدولة، ولكن المؤسسات الدينية في اليونان - وفي أوروبا عامةً - لا توفي بما يحتاج إليه المسلمون؛ فهذه المؤسسات قد تَنقسِمُ فيما بينها أو تختلِفُ، كما اختلفت أصولُها في العالم الإسلامي، حيث يؤثِّر هذا الاختلاف في المؤسسات الدينية في اليونان وفي جميع الدول الأوروبية.

إذا تحدَّثنا عن اللغة العربية وموقفِها في بلادكم، هل هناك تعاملٌ بين المسلمين باللغة العربية في اليونان؟

الدكتور يشار شريف أوغلو: المسلمون في اليونان يقرؤون القرآن الكريم باللغة العربية، ويعرفون كيفيَّة أداء الصلوات، ولكنهم يقرؤون الكتب الفقهية المترجمة عن العربية، بالإضافة إلى أن اللغة العربية يتمُّ تدريسُها وتعليمها كمادة مقرَّرة على الطلاب في المدارس.

ما رأيكم في ظاهرة التعدي على المساجد في مختلف أنحاء العالم؟

الدكتور يشار شريف أوغلو: في الحقيقة هذه مأساة؛ فكلُّ إنسانٍ يجب أن يشعر بالأمان والاستقرار في المسجد أكثر مما يكون في بيته، قد لا يأمن على روحه في بيته، ولكن يجب أن يأمن على روحه وعلى ماله وعلى عِرضه وهو في المسجد.

هل يتأثَّر المسلمون في اليونان ببعض الحملات المناهضة للإسلام، وحملات التشويه والتمييز التي يتعرَّض لها المسلمون في دول الأقليَّات المسلمة؛ كما في باقي دول أوروبا، وبعض الدول الإفريقية؟

الدكتور يشار شريف أوغلو: في الحقيقة لا أعرفُ عن أوروبا عامة، لكن كوني من اليونان أستطيعُ القول أن المسلمين يؤمنون إيمانًا كاملًا بأن ما يحدث من بعض الذين يدَّعون الإسلام، ويقومون بأعمال عنف وتمييز - ليس من الإسلام في شيء، ولكن المشكلةَ كيف ينظر غيرُ المسلمين لهذا الأمر؟ فهذه إساءة كبيرة للإسلام والمسلمين في كل أنحاء العالم، وهم يتساءلون: هل هذا هو دينُكم، وهل يأمركم بذلك؟ وبالطبع يتأثَّر المسلمون بما يحدث من حملات مناهضة لتشوية صورة الإسلام.

هل هناك دعمٌ مُقدَّم لكم من دول الأغلبية الإسلاميَّة؟ وهل هذا الدعم على المستوى المطلوب؟

الدكتور يشار شريف أوغلو: قد يكون هناك بعض المساعدات لبناء مدرسةٍ أو شيء من هذا، لكن كإيرادٍ رسمي من العالم الإسلامي في هذه الدولة، أو من هذه المؤسسة من الدولة الفلانيَّة من المؤسسة الفلانية عندنا - غير موجود في اليونان.

إذا أردنا الحديثَ عن التنشئة الاجتماعيَّة للطفل المسلم في بلاد الغرب فهل يحتاج الطفلُ المسلم إلى نمط معيَّن في الكلام؟ وما دورُكم أنتم - كمنظمات إسلاميَّة - في تنشئة الطفل المسلم بعيدًا عن النمط الغربي؟

الدكتور يشار شريف أوغلو: في الحقيقة أسئلتُكم طيَّبة، ولكنها تحتاج إلى محاضرات؛ فنحن عندنا مدارس يتمُّ فيها تعليم الدين الإسلامي، وعندنا أيضًا دوريَّات في المساجد لتربية الطفل وإرشاده إلى أن ينتهيَ من الابتدائية، وهذا أمرٌ سهل وميسور، ثم تختلِفُ الأمور في المرحلة الإعدادية؛ لأنه يبدأُ في الذَّهاب إلى مدرسة بعيدةٍ عن مسكنه أو قريته، بعد أن كان في مدرسة داخليَّة في المرحلة الابتدائية، ومن ثَمَّ يختلطُ بالناس من حوله، خاصةً عند بلوغه سنَّ المراهقة، وإذا بلغ سنَّ المراهقة، فيبدأ ينفتِحُ على العالم من حوله؛ فيرى الأشياء المحرَّمة؛ كالخمور، والعُراة، حتى تصبحَ هذه الأشياء مألوفةً له، حيث إنه يراها ويسمع عنها كلَّ يوم، وفي الجامعة يبدأ الشاب - إن صحَّ التعبير - في التحرُّر أكثر، وهنا نحن لا نستطيع السيطرة عليه بالشكل المطلوب، على الرغم من المحاولة قدرَ المُستطاع.

في النهاية نودُّ أن نشكر حضرتكم على سَعَة صدركم لهذا الحديث.

الدكتور يشار شريف أوغلو: شكرًا لكم.