• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مفهوم الفضيلة لغة واصطلاحا
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (7)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    خطبة أحداث الحياة
    الشيخ إسماعيل بن عبدالرحمن الرسيني
  •  
    {هماز مشاء بنميم}
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    الإيمان بالقرآن أصل من أصول الإيمان
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أسباب اختلاف نسخ «صحيح البخاري»
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    خطبة: اشتداد المحن بداية الفرج
    يحيى سليمان العقيلي
  •  
    خطبة: إن الله لا يحب المسرفين
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    فضل عشر ذي الحجة (خطبة)
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    فصلٌ: فيما إذا جُهل حاله هل ذُكر عليه اسم الله أم ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    خطبة (المروءة والخلق والحياء)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    تساؤلات وإجابات حول السنة
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    الأيام المعلومات وذكر الله (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    من تجاوز عن المعسر تجاوز الله عنه
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الدرس التاسع عشر: الشرك (2)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    الحذر من استبدال الأدنى بالذي هو خير
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ
علامة باركود

حوادث دمشق اليومية (5)

د. محمد مطيع الحافظ

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/7/2015 ميلادي - 22/9/1436 هجري

الزيارات: 5575

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حوادث دمشق اليومية (5)


السبت 5 حزيران 1909م

[ملاحَقة أعضاء الجمعية المحمَّدية] (ص: 4)

أرسل يوم الخميس صالح أفندي العرجاوي مِن زعماء الجمعية المحمَّدية، وفي صبيحة ذاك النهار أَقلعت الباخرة "عبدالحميد" من بيروت تقلُّ الزعماء الثلاثة الذين كانوا أُرسلوا مِن دمشق، ولا تزال الحكومة هنا تأخذ إفادات المتَّهمين بزعامة هذه الجمعية، وهي تُطلقهم بعد أخذ إفاداتهم، وبعضهم ركنوا إلى الفرار، والحكومةُ تتأثَّرهم وتطلبهم في المظانِّ التي اختبؤوا فيها أو هرَبوا إليها.


الأحد 6 حزيران 1909م

[جمعية وردة دمشق الخيرية] (ص: 4)

تقصد هذه الجمعية إعانة الفقير، ومساعدة الأرملة، ومعالجة الضعيف البائس، أما خلاصة قوانينها فهي: (أولاً) إسداءُ الخير والإحسان لكل مُحتاج بقدر الإمكان، بقطع النظر عن المذاهب والأديان والمسكن.


(ثانيًا) الائتلاف والاتحاد بين السوريِّين بدمشق الشام.


(ثالثًا) لا تتداخل الجمعية بالأمور الدينية، ولا السياسية مُطلقًا، وقد عَيَّنت الجمعية لمن أراد الدخول بها عُضوًا عاملاً أو إكراميًّا قرشين ونصفًا عن كل شهر، وخصَّصت أيضًا لمعالَجة الفقراء الدكتور الفاضل يوسف أفندي كحيل، فوعد حضرته بمُعالجة الفقراء بأجرة مُتهاوِدة للغاية، فشكرت الجمعية همَّته ومحبَّته للفقير، وتُعطي الجمعية أيضًا لكل فقير ثمن الأدوية - على اختلاف أسعارها - على نفقتها الخاصة.


فعلى ذلك رأيتُ من الواجب عليَّ أن أنشر هذه الأسطر على صحيفة جريدة المُقتبس الغراء، شاكرًا بذلك همَّة أصحاب الغيرة والشهامة الوطنية، رئيس وأعضاء الجمعية الذين شرَعوا في تأسيس هذه الجمعية الخيرية، ومؤملاً من كل وطني أن يبادِر لمساعدة هذه الجمعية الخيرية بقدر الإمكان، ومَنْ أراد الدخول بها بصفة عضو عامل أو إكرامي عليه أن يُخابر بذلك هذا الداعي في محل الخواجات سكاف بالمرجة، أو الخواجا عبده أبو شنب في محلة باب توما؛ حيث تطرح لديهما قوانين الجمعية مفصَّلة تمامًا، والله لا يضيع أجر المحسنين.

خليل إبراهيم حموي

 

الاثنين 7 حزيران 1909م

[سقوط صاعقة بالقرب من قرية الشفونية] (ص: 3)

جاءنا مِن دوما أنه انقضت صاعقة بالقرب من قرية الشفونية[1]، فأودت برجلين، وأصابت عن بُعد صبيًّا في العاشرة، فأثَّرت في صحته، وبات على خطر.


الثلاثاء 8 حزيران 1909م

[مزاد لبيع ثلاث ثكنات عسكرية وغيرها] (ص: 2)

تألَّفت لجنة برئاسة صفوت بك، قوامها كل من أحمد أفندي الدالاتي، ومحمود أفندي الخاص، لبيع الثلاث ثكن القديمة في دمشق مع المستشفى العسكري والحدائق الخاصة بالعسكرية، وقد وضعت بالمزاد، لتباع لمن يدفع القيمة العالية، ثم يضم ما يحصَّل منها من المال على ميزانية الدولة، كما هو جارٍ في جميع أنحاء السلطنة من بيع الأملاك الأميرية وتوريدها للخزينة.


[القبض على مُجرم] (ص: 2)

بينا كان أمس عثمان أفندي أحد أفراد البوليس سائرًا في باب الجابية، شاهد أمين الأسود المحكوم عليه مع أنيس أحد أفراد الجندرمة، فخف ليساعد الجندرمة على إلقاء القبض على الشقي، فما كان من هذا إلا أن ضربه بخنجر كان بيده في ظهره، فأطلق البوليس عليه عيارًا ناريًّا أصاب محمد بن محيي الدين حامد مِن قبر عاتكة في فخذه، ثم جاء على الأثر عدد من رجال الدرك والشرطة وتأثَّروا الضارب أمين الأسود فقبضوا عليه.


السبت 20 حزيران 1909م

[المطالبة بإتمام طريق دمر والهامة] (ص: 3)

كثرت شكوى المصطافين والمتنزهين، بل وجمهور الأهلين مِن البطء في إنشاء طريق دمر والهامة، وهو المتنزه الوحيد لدمشق، في الحقيقة فقد كان الفعلة يشتغلون فيه ساعات معدودة منذ أيام، فانقطعوا الآن عن العمل؛ لأن النافعة هنا أعلمتهم أنها لا تدفع إليهم المقاوَلة قبل أن يأتيها أمر النظارة في الآستانة، وما ندري متى يصدر الأمر، وهلا أنصفت إدارة النافعة في دمشق المُقاوِلين ورحمت الأهلين، فدفعت للمُقاولين على الحساب، أو تعهَّدت لهم بالدفع ليُتمُّوا رصف طريق هو مقصد كل دمشقي؛ حتى لا يطول العمل، فيتعطل الناس عن اجتيازه طوعًا أو كرهًا، ويأتي الشتاء فلا تُرصف هذه الكيلومترات القليلة من طريق بسيط.


الأربعاء 16 حزيران 1909م

[حديث مع أحد المصريين] [الحياة في دمشق] (ص: 1)

قابلتُ أحد المصريِّين القادمين إلى دمشق؛ لترويض النفس، أو هربًا من حرِّ القاهرة، فأحببت أن أستطلع رأيه في حضارة مدينتِنا من باب العلم؛ لمَعرفة ما يقوله الغريب فينا، قال:

بارحتُ القاهرة وكلي آمال أن أرى سورية المشهورة بطيب الهواء، وعذوبة الماء، وما عليه أهلها مِن الذَّكاء الفطري، ولأختبرها بعد الدستور، ولما وصلتُ مدينة بيروت رأيتُها مدينة تجارية يحقُّ لها أن تُدعى "تاج سورية"؛ لموقعها التجاري، ووجدت أهلها على غاية من النشاط، كأن نفوسهم فطرت على حب التقدم والارتفاع، وقلوبهم تتقدم غيرة على الوطن، فاستبشرت بمستقبلها خيرًا عظيمًا، وبعد أن سرحتُ الطرف فيها بضعة أيام عزمتُ على السفر لزيارة دمشق، وكنت متشوقًا لرؤيتها؛ لمكانتها التاريخية، وجمال مناظرها الطبيعية، ولما سار القطار من بيروت أخذتُ أُسرح طرفي أثناء الطريق في تلك المناظر الجميلة، وعندما وصلنا الزبداني وأخذ القطار يؤم دمشق شعرت بلَطافة الهواء، وازدياد جمال المناظر التي يدهش لها الرائي، ويرقص قلبه بها مسرة وابتهاجًا، وأينما حولت وجهك فلا تجدُ غير غياض نضرة من الأثمار والفواكه، ومروجًا خضراء، وأشجارًا مُثمرة تَحمل ما طاب على اختلاف أنواعه وتعدُّد أصنافه، وترى بَرَدَى بعد اختلاطه بماء الفيجة يخترقها، وماؤه يتلألأ كاللُّجين.

نهر بردى وشارع الرئيس شكري القَوتلي


وما أنسى ولا أنسى في حياتي عذوبةَ ماء الفيجة، على برودته التي تَزيد عن الماء المثلج، وكيف ينعش النفوس ويُحيي الأفئدة، فقلتُ في نفسي: إذا كانت ضواحي دمشق بهذه المثابة، فكم يكون جمال تلك المدينة يا ترى؟ وقد توفرت فيها المياه الغزيرة، والهواء العليل، والجو الجميل، فيا ليتني كنت دمشقيًّا؛ لأتمتَّع أبدًا بما حوت من ضروب الجمال.

منظر جسر لقناة ماء الفيجة


ولما بلغت موقفَ البرامكة تغيَّرت أفكاري؛ لأني رأيت المحطة حقيرة لا تَصلح لمدينة كدمشق تحوي ثلث مليون من السكان، ووجدت الناس تَموج فيها موج البحر، والشمس تَلفح وجوههم، والغبار يُعمي عيونهم، وهو يتصاعد إلى عنان السماء، والصياح فيها يصمُّ الآذان، وقد اختلط الحابل بالنابل، كأن القيامة قامت، ولم أرَ فيها أثرًا للترتيب، وعاينت الحمالين والحوذيِّين، وهم بلا إشارات أو أعداد متسلسلة تُوضع على أيديهم؛ ليهتدي بها المسافر فيما إذا فرَّ أحدهم، أو أتى بحركة مخلة، فيخبر البوليس عنه، وعندها يسهل القبض عليه، كما هي العادة في البلاد المتمدِّنة، وعند خروجي مِن المحطَّة رأيت المركبات مرصوصة بلا انتظام، واقفة ذات اليمين وذات الشمال، والوصول إلى إحداها أمنَع مِن عُقاب الجو، فلا تجد إلا خيولاً جامحة، وضوضاء شديدة، والحوذية يَصيح بعضهم في وجه صاحبه؛ ليفسح له طريقًا، وهي لا ترى منفذًا لها، كأنَّ تلك الساحة التي تجتمع فيها هذه المركبات منبع الفوضى ومبعث الخلل، ولا تجد بوليسًا في تلك الساعة ليمنع المخاصمات والملاكمات، وحاملو أمتعة الركاب لا يتوصَّلون لوضع ما يَحملونه لتلك العجلات إلا بشق الأنفس وعرَق الجبين، وما وصلت الفندق حتى هنأتُ نفسي ألف مرة على الخلاص من ذاك الازدحام الهائل.


وفي أثناء إقامتي في دمشق لا تمرُّ ليلة مِن الليالي إلا وأسمع فيها طلقات العيارات النارية تَخترق الفضاء، فارتعدت فرائصي لأول وهلة، وفارَقني لذيذ الرقاد، ولم يسكن رَوْعي حتى استجلَيت الحقيقة، وعلمتُ أن سبب ذلك هو نُزول أثمان الأسلحة والخرطوش، وتهاون إدارة البوليس في إلقاء القبض على مَن يُطلِق تلك العيارات النارية حُبًّا في راحة الأهلين، فما أحرى دائرة البوليس أن تمنَع إطلاق الرصاص في الفضاء، وأن تعيِّن بوليسًا يقف بالمحطة المذكورة؛ ليدفع فوضى وقوف المركبات، ويأمُر حوذيِّيها بأن يقفوا بعجلاتهم صفًّا صفًّا مُتراصَّات، كما هي العادة في مصر، التي هي مِن البلاد الشرقية، ولا يَخفى أنَّ وجود البوليس في محطات السكك الحديدية في المدن من ألزم اللزوميات.


وفي ثاني يوم مِن وصولي إلى دمشق خرجت من الفندق قاصدًا الفرجة على شوارع المدينة، ولما انتهيت إلى ساحة دار الحكومة رأيتُ مَركبات الترامواي واقفة في طريق المارِّين عند منتهى شارع السنجقدار، على أنَّ الساحة متَّسعة، وكان الأجدر بشركة الترامواي أن تجعل موقف مركباتها في مُنتصَف الساحة؛ كيلا تُضيِّق العبور على المارين!

ساحة المرجة، وفي اليسار دائرة البلدية، وفي اليمين دائرة العدلية في أوائل القرن العشرين


وأعجب من هذا سير العشرات من الحمير والدواب في الشوارع العامَّة بلا أعنَّة، وهي تركض كالبرق الخاطف، والناس يتزاحَمون بالمناكب؛ هربًا من طريقها؛ خشية أن يصابوا بأذاها، فهلا يوجد طريقة لمنع هذا الضرر عن العباد؟ ولا يكلِّف الحكومة منع هذه العادة الوحشية سوى التشديد على سائقي الدواب، والتنبيه عليهم، فيما أحسب؛ كأن لا يجوز لأحدهم سوق أكثر من ثلاثة حمير، مع وجوب وضع أعنَّة لها، وهو أمر قريب المنال، ولكن قاتَلَ اللهُ الإهمال!


أردتُ في بعض الأيام وضع رسالة في إدارة البريد، فسألت عن محلها، وكنت حينئذ أمام صيدلية البلدية، فقال لي أحد المارِّين: إنها في هذه الحارة، وأشار إليَّ بإصبعه، ولما كان منظر هذه الحارة كئيبًا، وهي قديمة العهد، ظننتُه مازحًا، فاستعدته الجواب، فأكَّد لي قوله، فقلتُ له: كيف يكون هذا موضعها، وإدارة البريد ينبغي أن تكون على الشوارع في أهمِّ بقعة مِن المدينة؟! فقال: إن إدارتها آيلة للسقوط، فاستأجَرَت هذه الدار مؤقتًا ريثما تجدد إدارتها القديمة، وكان في وسعها أن تَستأجِرَ محلاًّ على الشارع، وربما يكون لها عذر، فدخلتُ ووضعت فيها رسالتي، فلمحتُ أن أعمالها ليست على ما يُرام، فقلت بنفسي: أحشفًا وسوء كيلة؟


وبعدها دخلت إدارة البوليس لأرى سير أعمالها، فرأيتُ غوغاء وضوضاء، فشعرتُ مِن خلال أشغالها كأني أسمع جعجعة ولا أرى طحنًا.


كما أني دخلتُ دائرة العدلية لأشاهد ما فيها من إقامة العدل، فتنقَّلتُ في غرف مَحاكمها، فلم أرَ فيها ما يسرُّ، وهي في حاجة شديدة إلى الإصلاح.

ساحة المرجة: البلدية في يسار الصورة، والعدلية في يمينها


وعند المساء قصدتُ المرجة التي هي متنزَّه الدمشقيين، فرأيتُها تسرُّ الناظرين بجمالها الطبيعي، غير أنها - ويا للأسف - خالية من الترتيب والانتظام، حتَّى إنه لا يوجد فيها قهوة تستحقُّ الجلوس فيها، وقهاويها أشبه بعشش الفلاحين بمصر، ولو نظمَت فيها قهوة واحدة وجعلت القيمة ضعفَي الثمن الحالي، لاستفاد صاحبها، وسُرَّ مواطنوه.


ولقد استغربت جلوس النساء حوالي سواقي المرجة يفترشن الأرض الرطبة، ويأكلن المآكل الثقيلة، ويشربن من تلك السواقي القذرة، ولولا جودة هواء المدينة لانتشرتِ الأمراض وعزَّ زوالها، وإني لأشكر الحكومة كثيرًا لاهتمامها بجلب ماء عين الفيجة بقساطل حديدية إلى داخل المدينة، وهي مَأثُرة تُمدح عليها من جميع الأهلين.


أما شوارع مدينة دمشق فرأيتُها في أشد الحاجة إلى الترميم والإصلاح، وظننت لأول وهلة أن ليس في المدينة دائرة بلدية، بل إنَّ الأهلين هم القائمون بنظافتها، ومن موجبات الأسف أني مررتُ بشارعَي مدحت باشا وسوق الجديد (الحميدية) راكبًا في إحدى المركبات، فرأيتها تهوي بي وتصعد، مما أزعجني وكدرني، على أن تمهيد أرضهما لا يكلِّف البلدية إلا قليلاً من المال، وهي تستطيع تسويتَهما مهما كانت فقيرة، أمَّا إذا كانت لا تحب أن تعمل عملاً ما غير جلوس أعضائها على مقاعدهم، فلتأمر أصحاب الحوانيت بأعمالها، فلا يخص الواحد أكثر من بضعة قروش.


ومررتُ في أحد الأيام مرتين في سوق الدرويشية قبل الغروب وبعده، فظننتُ أن فيه معرضًا للرياضة والقفز، والمأكولات والفواكه؛ لأني رأيت خلقًا كثيرًا هذا يقفز وذاك يَصطدم برفيقه، وآخر مُهرولاً، وغيره راكضًا، وما لبثتُ قليلاً حتى أدركت سِرَّ تلك الحركات المختلفة، وفهمتُ أسبابها عندما شاهدت الترامواي والعربات والدواب تتزاحَم على العبور، والناس يفرُّون مِن وجوهها؛ محافَظةً على حياتهم، ومما يزيد في الطنبور نغمة، شَغْل الأرصفة بأطباق بائعي الثمار والخبز وغيرها، وهي تعد بالعشرات، ولا تسمَع إلا أصواتًا منكَرة على نغمات نفير الترامواي والعجلات، وأسواط الحوذية صاعدة على خيولهم تَزيد المارِّين طربًا وأشجانًا، ولو صادفت عدم وجود الأطباق تجاه بعض الدكاكين، فيكون أصحابها تاركين دكاكينهم مُشتغلين بصناعاتهم المختلفة على الأرصفة، فلا تَرى إلا خرَّاط الكراسي يُداعب المارِّين، بدفع آلته الطويلة وجذبها، فيَمنعهم عن المرور، ومثله الحداد والنحَّاس يَطرقون بمطارقهم، وإلى جانبهم بعض مَصنوعاتهم، ومثل ذلك قُلْ عن باقي الحِرَف الأخرى، والناس يتألَّمون ويتضجَّرون، ولا مِن مُجيب!


وعندما عُدت بعد الغروب من ذلك الشارع، رأيتُ القهاوي مُنتشرةً على الأرصفة، ونصَب أصحابها المقاعد والكراسي، وعلَّقوا المصابيح والناس جالسون عليها، وصاروا سدًّا منيعًا في طريق المارِّين، فكان الواجب على البلدية أن تمنَعَ شغل هذه الأرصفة؛ إذ تَستجلب المناطيد الهوائية على نفقتها لركوب المارين، وربما تراني - أيها الصديق - أكثرت مِن انتقاد ما رأيته في دمشق، ومتى أمعنت النظر فيما قلتُه لك، تجدني لم أنتقد إلا الأشياء الطفيفة التي لا تَحتاج الحكومة أو البلدية لإزالتها عناءً أو مشقةً، بل يكفيها قليل مِن الاهتمام براحة الأهلين.


أما أهالي دمشق من حيث المجموع، فإني وجدتُهم أذكياء، متوقِّدي الذهن، قريبين للإصلاح إذا قادهم المنوِّرون إلى الترقي والتقدم، ولولا تواكلهم واعتمادهم على الحكومة في كل شيء مِن ضروب الارتقاء، لمشوا خطوة واسعة في المدنية والحضارة، وسبقوا أكثر الشعوب الحية، فحبذا لو تنبهوا واعتمدوا على أنفسهم بعد الآن، فلا يمضي وقت طويل إلا وهم في مقدمة الولايات العثمانية، فأسأل الله لهم مستقبلاً زاهرًا بمنِّه وكرمه.


هذا ما قاله ذلك المصري، أنقله إلى قرَّاء المقتبس؛ ليحيطوا به علمًا، وعسى أن تَنتبه دائرتا البوليس والبلدية وتَسعيا في إزالة ما اشتكى منه هذا المصري؛ فإن أقواله يردِّدها لسان كل دمشقي، والله الهادي إلى سواء السبيل.

أحمد حلمي خيمي

باب توما في العشرينيات، ويلاحظ وجود المئذنة التي هدمت في العهد الفرنسي

محطة الحجاز، بُنيَت في عهد السلطان عبدالحميد ووالي دمشق حسين ناظم باشا وتصميم المهندس الإسباني فرناندو دي أرنادا سنة 1907م

الجامع الأموي

القشلة الحميدية، أمر ببنائها السلطان عبدالحميد (جامعة دمشق الحالية)

منظر عام لدمشق مأخوذ من الصالحية

منظر عام لدمشق


الخميس 17 حزيران 1909م

[الوفد الدمشقي لتهنئة السلطان] (ص: 2)

تقرَّر أن توفد دمشق ستة من أعيانها لرفع عبارات التهنئة عن أهل سورية إلى السلطان محمد [رشاد] الخامس بجلوسه السعيد على العرش العثماني؛ وهم: الشيخ عبدالرزاق البيطار[2]، وعبدالرحمن بك اليوسف[3]، وعطا أفندي الكيلاني[4]، وخليل أفندي الأيوبي[5]، وجبران أفندي لويس، وعجاج[6] آغا شمدين.


وسيغادرون دمشق يوم الخميس القادم في الغالب ليُرافقوا الوفد الحلبي مِن رياق، ومنها إلى بيروت ليركبوا البحر.

الشيخ عبدالرزاق البيطار


[الطرق التي استخدمتها] (ص: 2]

جاءنا من شركة ماء عين الفيجة أنَّ المبلغ المستحق لها من المجلس البلدي هو اثنا عشر ألف ليرة عثمانية، لا ألفا ليرة، كما ذُكر في المقتبس، وأن الشركة قد عهدت بتبليط الطرُق التي مدَّت فيها قساطلها وإرجاعها إلى هيئتها الأصلية، كما هي مقاولتها إلى مقاولين، وشرطت عليهم التبليط تحت قبول البلدية، ووفقًا للقوانين المرعية بالبلدة، ولما أتموا أعمالهم استرحمت الشركة من هيئة البلدية تعيين لجنة لاستلام التبليط، حتى إذا لزم الإصلاح شيء منه يُصلح قبل محاسبة المقاولين المذكورين.

باب مدخل المبنى في شارع النصر


[الاعتداء على أديب الطرابلسي] (ص: 3)

بينا كان أديب بن عمر الطرابلسي من محلة الشاغور قاعدًا في القهوة، حضر موسى أمين دلول وضربه بخنجر، فجرَحه في وجهه؛ لأنه طلب منه خفارة ولم يَدفع له، وفرَّ هاربًا.


[مشاجرة في حي العمارة] (ص: 3)

تشاجَر زكي بن عبدالجواد السرميني من محلة العمارة مع أسرته؛ لأنها مانعة له من التوجه إلى مصر، فأخذته الحدَّة، وتناول المسدَّس، وضرب به نفسه، فأصابه الرصاص في فخذه الأيمن، ثم نفذ إلى رِجْل عمه حمزة بن محمود نوفلة فجرَحه جرحًا جزئيًّا.


السبت 19 حزيران 1909م

[تجريد أحمد رفيق باشا من رتبته] (ص: 2)

جُرِّد أول أمس الفريق الأول أحمد رفيق باشا من رتبتِه، وسلَّمتْه العسكرية للملَكية؛ ليُنفى إلى رودس؛ إذ قد ثبت أنه كان جاسوسًا، وكان سُجن من أجل ذلك نحو خمسة أشهر في ثكنة دمشق عقيب الانقلاب العثماني الأول، وسيُرسَل هذين اليومين إلى منفاه.


وأخبرنا مَن يعرفه أن تَقدُّمَه كان سريعًا جدًّا؛ لأن أترابه ما زالوا في رتبة قول أغاسي.


[وقفة جريئة من الدمشقيين ضد الاتحاديين] (ص: 2)

جاءنا من صاحب الإمضاء ما نصُّه:

نقلتُم في العدد 143 من جريدتكم عن جريدة (طنين) ما كتبته عن أهل الرجعة في دمشق، وما لأهل بيروت من الفضل، وما فعله أهل دمشق عند ظهور الحركة الرجعية في الآستانة، وإنا نشارك (طنين) بالثناء على ما أتاه أهل بيروت من الغيرة للمحافظة على الدستور، مما يخطه لهم التاريخ بمداد الثناء، وأما أهل دمشق فنحن لا نشكُّ في أن ضعف السياسة التي أظهرها ناظم باشا قوَّى ساعد الارتجاعيِّين فيهم، ومهما حملنا سياسته على حسن القصد، فلا يسعنا أن نُخليه من اللوم في تركه حبل الارتجاعيين على غاربهم، حتى تمكَّنوا من إغراء السذَّج والبسطاء في دمشق، وأساؤوا سمعة هذه المدينة العظيمة، التي هي مِن أهم المدن السورية، والتي عُرف أهلها منذ القديم بحسن الأخلاق، والاشتغال بالتجارة والصناعة، دون السياسة، ولولا نفر مِن عشاق القديم فيهم - ممَّن أغراهم السلطان المخلوع بالأباطيل، فأغرَوْا غيرهم - لكانوا أشد الناس إخلاصًا للحكومة الدستورية؛ لأنَّ مصالحهم التجارية والزراعية تقضي عليهم بالإخلاص للحكومة العادلة، التي يتوقَّف عليها الأمن والراحة في البلاد، وما أحوج مدينة صناعية تجارية كدمشق إلى الأمن والعدل وانتظام أمور الحكومة، وسيرها على مقتضى الشرع والقانون!


وفي اعتقادنا أن ناظم باشا[7] لو أخذ بالحزم في قطع دابر تلك الحركة الارتجاعية التي قام بها بضعة أفراد قبل أن تسري روحها إلى العامة على غير علم بحقيقة ما يسوقهم إليه الارتجاعيون - لما تفاقم أمرها إلى الحد الذي جعل سمعة هذه المدينة الطيبة ملطَّخًا بهذا العار الذي يرمينا به الآن كل إخواننا العثمانيُّون، حتى صرنا - واخجلتاه - مضغة في أفواههم أجمعين، واللهُ يشهد أن المسؤول عن ذلك كله أولئك النفر الذين أغراهم السلطان المخلوع بمِنَحِه ورُتَبِه، والدمشقيون بريئون من هذه الوصمة التي تصمهم بها الجرائد التركية أخذًا بالظواهر، ولا حول ولا قوَّة إلا بالله.


وكذلك نقلتم عن جريدة الأحوال البيروتية: أن أسباب منع [جريدة] المؤيد من الدخول إلى البلاد العثمانية كانت مبنية على طلب ناظم باشا والي سورية، بناءً على المظاهرة التي قام بها الدمشقيون ضد المؤيد، والحقيقة أن خروج المؤيد عن حد اللياقة وتطرُّفه في نشر الأخبار الملفَّقة عن الانقلاب الأخير أوجد استياءً في الدوائر العالية في الآستانة، فاجتمع على عقبه العثمانيُّون في مصر، وأرسلوا إلى الآستانة تلغرافًا بطلب منع دخول المؤيد إلى الممالك المحروسة العثمانية، فصدَر الأمر بالمنع، فنرجو الله أن يجعل هذه العِبَر كافيةً بعد الآن لردع أهل الأغراض عن إيذاء هذه الحكومة الدستورية بالقول والفعل، وأن يُبرهِنَ إخوانُنا الدمشقيون بإخلاصهم للدستور على أنهم كانوا غير مؤيِّدين لأهل الرجعة الذين غشوهم بالتمويه عليهم باسم الشرع، والسلام على المُصلِحين.

القاهرة ع. ع.

 

[إشاعة كاذبة في إرسال عدد من الفيلق الثالث لإسكات المؤيدين للسلطان عبدالحميد] (ص: 3)

نفت (صباح) ما شاع مِن أنه تقرر إرسال عشرة توابير من الفيلق الثالث إلى الشام لقطع دابر الحركات.


[الطلب بوضع حائط بين النهر والجسر] (ص: 3)

كان على ضفَّة الجسر الأبيض في طريق الصالحية حائط حاجز بين الجسر والنهر، وقد أزيل ذلك الحائط منذ مدة، وإلى الآن لم يرجع كما كان، والمحلُّ المذكور هو موقف الترام والعربات وازدحام الناس، وقد رأيتُ رجلاً عاجزًا سقط في النهر من شدة الزحام؛ لعدم وجود الحاجز، ولولا أن انتشله الناس وأخرَجوه بكل مشقَّة، لقُضي عليه، فنَلفِت أنظار البلدية لوضع حاجزٍ بين النهر والجسر لمَنعِ هذه الأحوال.


[المطالبة بتغيير اسم سوق الحميدية[8]] (ص: 3)

يتحدَّث كثير من الوطنيين بتغيير اسم شارع الحميدية باسم شارع محمود شوكت؛ حتى لا تردد الأمة كل يوم إلا اسم مَن أحسن إليها، وقد سبق الشرف لدمشق بأن كان لها شارع عظيم سمته في زمن الاستبداد باسم مُنشئه المرحوم مدحت باشا، فعقلاء دمشق اليوم يُحبُّون أن يكون تناسب في أسماء شوارعهم، فيُسمى الشارع بشارع محمود شوكت، كما سُمي الشارع المقابل له شارع [سوق] مدحت باشا، ولعلَّ البلدية تعاون على ذلك إجابةً لرغبة البلدة.


[الترام يدهس طفلاً] (ص: 3)

دهس الترامواي أمام باب القلعة حقي بن يوسف المهاجر وعمره خمس سنين، وهو في حالة خَطِرة، فقبض على السائق محمد سعيد بن علي قسومة.

سوق الحميدية في بدايات القرن العشرين، قبل اكتمال سقفه


المدخل الغربي لسوق الحميدية في أول القرن العشرين


سوق الحميدية حديثًا

 

الأحد 27 حزيران 1909م

[المتابعة لإنشاء الخط البرقي إلى مكة المكرمة] (ص: 3)

يعرف القوم أن السلك البرقي بين دمشق والمدينة المنورة قد أنشئ بإعانة المتبرِّعين، وأنه زاد بعد إنجازه إلى المدينة والوقوف به عندها دون أن يتَخطاها إلى مكة المكرمة مبلغ ألف وثمانمائة ليرة، جُعلت في البنك مدةَ ولايتكم الأولى[9] على سورية، فهل هي باقية إلى الآن هناك أم أين صُرفت؟ أفيدونا مأجورين؛ لأنَّ الأُمَّة تُحبُّ أن تعرف كيف تُصرَف الأموال التي تجود بها.


[المطالبة بتنفيذ قانون المشرَّدين] (ص: 3)

أذكِّر والي سورية بقانون المتشرِّدين؛ لكثرتهم هذه الأيام في الحاضرة، كما نُشاهدهم في الأسواق رجالاً ونساءً يحملون الطبل والزَّمر، ويتجولون من محل إلى آخر ويزعجون الأهالي، ويدخلون مخازن التجار، ولا يتركون رجلاً إلا ويأخذون الصدقة منه، فإلى متى ونحن نيام نسمع جعجعةً ولا نرى طحنًا؟!


الاثنين 28 حزيران 1909م

[تخريج أول دفعة من الأطباء من المعهد الطبي بدمشق] (ص: 3)

نال أمس شهادة الطب من المدرسة[10] الطبية الملَكية في دمشق حضرات الدكاترة الأفندية: نور الدين محمد علي من دمشق، وإبراهيم مصطفى من دمشق، ورشدي أديب من دمشق، ونور الدين محمود من عكا، وحمدي أمين من دمشق، وأديب سعد الدين من دمشق، واستفان ميلو من الآستانة، ومحمد خليل من صفد، وزكي أمين من القدس، ومصطفى كامل من جوروم، وهؤلاء الدكاترة العشرة هم أول صنف تخرَّج مِن هذه المدرسة الطبية.


وقد أقسموا كلُّهم الأيمانات على الطريقة الطبيَّة ليَخدموا الوطن والإنسانية خدمةً صادقةً، فنقدِّم لهم تهانينا، ونرجو الله أن يكثر في دارسينا من أمثالهم؛ لتقرَّ بنجاحهم عيون الأوطان، ويخدموا بمعارفهم كل إنسان.


وهنا لا يسعنا إلا الثناء الطيب على أساتذة المدرسة وعُمدتِها ومديرها، وما يبذلونه من الهمة لترقيتها؛ بحيث تضاهي بالعلم والعمل والمدارس الراقية في الآستانة وبيروت، ونحمد كل من سعى من صميم الأحرار في بقاء هذه المدرسة لدمشق موردًا عذبًا يستقي منه طلاب علوم الأبدان.


[سرقة النقود من الشيخ خيرو البيطار] (ص: 3)

بينا كان الشيخ خيرو ابن الشيخ سليم البيطار[11] ذاهبًا إلى محطة الميدان، ليَركب القطار إلى حوران، فتَّش نفسَه فلم يجد محرمة كان وضع بها دراهم تَربو على المائتي ليرة إنكليزية، فأخبَرَ القوميسر، ففتَّش جميع مَن في المحطة والقطار فلم توجد، عوَّضه الله خيرًا.


الأحد 4 تموز 1909م

[حفلة أدبية في المدرسة العثمانية] (ص: 2)

أقامت المدرسة العثمانية[12] أمس حفلة أدبية دعت إليها جمهورًا من أهل المدنية على اختلاف طبقاتهم، فألقى تلاميذُها خُطبًا ومقالات وقصائد ومحاضَرات، وسُئلوا في العلوم التي يدرسونها، فكانت أجوبتهم تقول بلسان حالها: إن أطفال اليوم أرقى من شيوخ أمس، اللهم إذا تخرجوا في مدرسة كهذه تُرضع الفضيلة، وتهذب النفوس على حبِّ الآداب، لا زالت عامِرة، والشُّكر الكثير لما يَبذله أساتذة هذه المدرسة ومديرها.

غلاف كتاب جمعية العلماء بدمشق


[لجنة تخمين الأملاك التي يُراد استملاكها على جانبَي نهر بَرَدَى] (ص: 2)

تألَّفت لجنة لتخمين الأملاك التي يُراد نزع ملكيتها الواقعة على جانبَي الطريق الممتد من السروجية إلى القصاع مارًّا بالقبارين والعمارة ومسجد الأقصاب، وقوام هذه اللجنة: عبدالله أفندي الكزبري، سليم أفندي قصاب حسن، كمال أفندي المهايني، محمد علي بك بوظو من أعضاء البلدية، ومصطفى أفندي دياب، ورشيد أفندي الدوه جي، وأحمد أغا الشهبندر، من أصحاب الخِبرة، ويحيى أفندي الأسطواني من المحكمة الشرعية، وفائز أفندي من الدفتر الخاقاني، والمسيو فيكتور ويزازد مِن مهندسي الشركة، ويرافق اللجنة فريد أفندي وأنس بصفته مترجمًا، وقد باشرت اللجنة أعمالها.


[الطلب من محكمة الاستئناف نشر صورة الأدلة في مقتل الخادمة] (ص: 2)

لامَنا كثيرون على سكوتِنا عن تبرئة ابن أحد الأغنياء الذي اتُّهم أنه قتل خادمة في بيت أبيه، وأتى فعلاً مُنكَرًا، ورأى أغلب الناس أن الجرم ثابت عليه، علمًا أننا نقول: كيف يَجوز لنا الاعتراض على حكم أصدرته أعلى محكمة في دمشق في قضية شغلتها الأيام؟! وغاية ما نقول في هذا الباب: هو أننا نطلب إلى محكمة الاستئناف أن تَنشر صورة الأدلة التي بنَتْ عليها التبرئة؛ ليطمئنَّ الجمهور، كما فعلت محكمة استئناف ولاية بيروت في دعوة تماثلها، بناءً على طلب صحافتها.


[مقتل عبده بك بوظو] (ص: 2)

بينا كان عبده بك بوظو بن محمد بك بوظو خارجًا من بيتٍ في الصالحية، صادَف في سوق الجمعة حسن بن أحمد المغربي الدلال، فاقترب منه ليُقبِّل شاربه محوًا لضغائن وقعت بينهما منذ أسبوعين تقريبًا، فتماسَكا، وذهَبا في شارع الشيخ عبدالغني النابلسي، فلحقهما اثنان من الخفراء، ولما رأياهما قد ابتعَدا عادا إلى مكانهما، وكان ذلك في الساعة الخامسة من الليل، ولما كان أحد أفراد الضابطة [الشرطة] مارًّا قبيل الفجر، وجد عبده بك قتيلاً، وقد أُلقي القبض على المتَّهم.


[احتراق بضائع في قطار السكة الحجازية] (ص: 3)

بينا كان قطار السكة الحجازية ذاهبًا من دمشق إلى حيفا، التهبَت بالقرب من محطة خبب إحدى عجلات القِطار، وكانت مشحونةً أقمشةً وبضائعَ وخرطوشًا، والتهبَت من الحرارة التي سرت إليها مِن القاطرة، ويُقدِّرون القيمة بنحو خمسمائة ليرة، ويُبالغ بعضهم بأنها أكثر.

شارع النصر بدمشق أول القرن العشرين


الاثنين 5 تموز 1919م

[الطلب بامتياز مياه الحمَّة المعدنية] (ص: 3)

جاءنا من محمد رياض المصري يقول: إنه لم يكد يطلع على ما ورد في جريدة المقتبس بشأن ينابيع المياه المعدنية الحارة في جهة محطة (الحامة) [الحمَّة] على طريق السكة الحديدية الحجازية، ومنافع هذه المياه، حتى كان ذلك سببًا في أنه قدم طلبًا لجانب ولاية سورية بدمشق لأخذ امتياز بها، حتى إذا تحقَّق هذا الأمل عندئد يشرع بحول الله وقوته ثم مساعدة أهل الغيرة والحمية في تأليف شركة عثمانية، كما ذكر ذلك في التماسه الذي قدمه للولاية، لتقوم بإنشاء حمامات وفنادق في تلك الأنحاء، تشمل ما تَستلزمه راحة زائريها، شأن الينابيع المعدنية، وقد أجابت الولاية ملتمسَه بتاريخ 11 حزيران سنة 1325هـ، نمرة 311 بما يُحقِّق الآمال إن شاء الله.


وقال: إنه قصد هاتيك الينابيع وزارَها، وعمل رسمًا كروكيًّا عنها، أبان فيه موضع هاتيك الينابيع وما حولها من المباني والأنهار، وغير ذلك مما يستلزمه البيان والعمل، وأخذ من مائها لتحليلها بمعرفة أهل الاختصاص لمعرفة ما فيها من المزايا، هذا وقد تحقق مكانة مياه هاتيك الينابيع عند الرومانيين من وجود آثارهم المحيطة بالينبوع الحار الذي درجة حرارته 48 سنتغراد؛ إذ إن هذه المباني الأثرية على شكل حمام مِن مُتعلِّقات هذه الينابيع، لا سيما وأن قرية مكيس الشهيرة التي هي من آثار الرومانيين قريبة من هذه الينابيع.


وفقه الله للقيام بهذا العمل النافع لأهل هذه البلاد.


[مشاجرة عمال القطن] (ص: 3)

تجمهَر بعض حاكة القطن من أهل الشاغور على أبناء حرفتِهم من أهل الخراب، فجرَح رضا الريحاوي عباسَ النوري.


[تأليف لجنة للاعتراف بالمدارس التابعة للأوقاف] (ص: 3)

تألَّفت لجنة في نظارة المعارف للنظر في ترقية المدارس الابتدائية التابعة للأوقاف.



[1] الشفونية: من قرى غوطة دمشق الشرقية؛ (غوطة دمشق 13، 162).

[2] الشيخ عبدالرزاق بن حسن البيطار الميداني الدمشقي، عالم كبير، ضليع في الأدب والتاريخ، عارف بالموسيقا، ولد بدمشق سنة 1335هـ، له نظم، اشتغل بالأدب مدة، وكان من دعاة الإصلاح، وقورًا، حسن المفاكهة، من كتبه (حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر)، حققه سبطه الشيخ محمد بهجة البيطار، وله رسائل في الأدب والتاريخ، توفي سنة 1335هـ / 1916م؛ (الأعلام 3 / 351).

[3] تقدمت ترجمته.

[4] عطا الله بن سعيد بن محمد الكيلاني: من أعيان دمشق رئيس البلدية، عضو مجلس الشورى، توفي 1339هـ / 1919م؛ (المعجم الجامع لتاريخ الأسر الدمشقية لمحمد مطيع الحافظ).

[5] خليل بن محمد علي بن عطا بك الأيوبي، من وجهاء دمشق، عضو المجلس البلدي، ثم عضو استئناف الحقوق والجزاء، أصدر جريدة الشرق اليومية بدمشق، توفي سنة 1337هـ / 1918م.

[6] عجاج آغا ابن خالد آغا شمدين: من أعيان حي الأكراد، مدير ناحية مجدل شمس في الجولان، توفي سنة 1335هـ / 1916م.

[7] لقد كان ناظم باشا واليًا واعيًا، يعرف الأمور ومجرياتها وخطرها، ويعلم علم اليقين خبايا الاتحاديين وعقائدهم ودسائسهم؛ فلهذا بقي مُخلِصًا للسلطان عبدالحميد، حتى بعد خلِعه، وناظم باشا يعلَم خبث الاتحاديين وبطشهم، ومع ذلك كان موقفه وقفةَ الشجاع.

[8] هذه المطالبة بتغيير اسم سوق الحميدية إلى محمود شوكت - وهو من الاتحاديين - لم تُنفَّذ، وبقي اسم السوق على حاله حتى عصرنا الحاضر، ويعود تاريخ إنشاء سوق الحميدية إلى سنة 1195هـ بعهد والي دمشق محمد باشا العظم، وكان يبدأ من سوق الأروام في الغرب إلى قرب العصرونية من الشرق، وفي سنة 1301هـ بُني القسم الشرقي من السوق، الذي امتد حتى سوق المسكية، وكان ذلك في عهد الوالي راشد باشا، وفي عهد السلطان عبدالحميد، وسُمي باسمه؛ (خطط دمشق؛ للعلبي: 458)، وفي عام 1302 جُدِّد وسقف في عهد الوالي حسين ناظم باشا بسقف حديديٍّ توتياء بدلاً من الخشبي؛ (دمشق تاريخ وصور للشهابي).

[9] إشارة إلى مدة ولاية حسين ناظم باشا الأولى بدمشق.

[10] تقدَّم التعريف بالمعهد الطبي.

[11] الشيخ خيرو ابن العلامة الشيخ سليم البيطار: عالم فاضل صالح، توفي سنة 1368هـ / 1949م، ودفن بمقبرة البوابة؛ (المعجم الجامع للأسر الدمشقية).

[12] المدرسة الكاملية (العثمانية بدمشق)، وسُميت بـ: "العثمانية بدمشق" تمييزًا لها عن العثمانية ببيروت، التي أنشأها أحمد عباس الأزهري.

أسسها الشيخ محمد كامل القصاب سنة 1323هـ، وحظيَتْ بنُخبة ممتازة من شباب العرب الناهضين لبثِّ أهدافهم، وخدمة بلدهم، وتحقيق رسالتهم، فوجدوا في زعيمهم الشيخ كامل القصاب ما لا يجدون في غيره؛ حميةً ووعيًا وإقدامًا وجرأةً، ورباهم على حب العربية وخدمتها وإتقانها وحب بلادها، مع الأخلاق العربية الكريمة المتينة، وكان المثل الأعلى الذي تنشده البلاد في صاحب المدرسة.

فمن هؤلاء الذين درَّسوا فيها: عبدالوهاب الإنكليزي، وعبدالرحمن الشهبندر، وعارف الشهابي، وشكري العسلي، وصالح قنباز، وسليم الجندي، ورشيد بقدونس، وأسعد الحكيم، وسعيد العاص، وغيرهم من الأعلام، وكان والي دمشق حينئذٍ إسماعيل فاضل باشا مسلمًا ديِّنًا يحب العرب، فكان يزور المدرسة تباعًا حتى صار له بها ولوع، وعليها عطف، وخطت المدرسة برسالتها خطوات إلى الأمام بتشجيعه، ويَذكر الشيخ أبو الحسن (وهو ابن الشيخ كامل القصاب) أنه حين كان تلميذًا فيها خرج مع طلاب المدرسة وأساتذتها في مظاهرة كبرى يَرتدون الألبسة العربية (العباءة والعُقُل)، ويُنشِدون في أسواق دمشق بكل حماسة النشيد المشهور: (نحن جند الله شبان البلاد).

وكان الشيخ محمد كامل القصاب ينتقي للتعليم فيها القديرين مِن أهل الإخلاص عن العربية وبلادها ولغتها، وكان معلموها مِن الرعيل الأول من زعماء البلاد وأحرارها، واشتهرت المدرسة بتمثيل الروايات باللغة الفصحى والإقبال عليها، وكان يضع هذه التمثيليات، وكلها وطنية، أو يُترجمها أساتذة أكْفاء؛ كالأستاذ الدكتور أسعد الحكيم، والأمير عارف الشهابي، الذي ترجم عن التركية روايته (طارق بن زياد وفتح الأندلس)، ومُثِّلت في المدرسة، وكانت حدثًا هزَّ البلد في العهد التركي.

ثم خلف الوالي الفاضل والٍ من حلب مُستترِك، اسمه: عارف المارديني، حارب المدرسة؛ تقرُّبًا
إلى الحكام الأتراك، دُعي يومًا إلى حضور تمثيلية بعنوان: (الحق والباطل)، فاستاء مما فيها مِن عيب للحكام، وإثارة للمحكومين، فانسحب قبل انتهاء الحفلة، وقال لمؤسِّس المدرسة الذي خرَج لوداعه: (إني مستعد لكل مساعدة)، ثم قدم وشاية إلى وزارة المعارف في الآستانة لمُحاكَمة مؤسِّس المدرسة، فلما أعلنت الحرب العالمية الأولى سنة 1914م شُغلوا عنه.

ولمحمد مطيع الحافظ كتاب: جمعية العلماء بدمشق برئاسة الشيخ كامل القصاب، طبع بدار طيبة بدمشق سنة 2015م، ففيه بيان تفصيلي عن المدرسة، وعن الجمعية، وعن أعمال الشيخ محمد كامل القصاب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حوادث دمشق اليومية (1)
  • حوادث دمشق اليومية (2)
  • حوادث دمشق اليومية (3)
  • حوادث دمشق اليومية (4)
  • حوادث دمشق اليومية (7)
  • حوادث دمشق اليومية (8)
  • حوادث دمشق اليومية (9)
  • حوادث دمشق اليومية (10)
  • حوادث دمشق اليومية (11)

مختارات من الشبكة

  • حوادث دمشق اليومية (14)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حوادث دمشق اليومية (13)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حوادث دمشق اليومية (12)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حوادث دمشق اليومية (6)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الإيمان وأثره في الوقاية من حوادث السير(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة حوادث الزمان(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • أحكام حوادث الطائرات في الفقه الإسلامي(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة حوادث الدهور(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • صياغة شرعية لأحكام ضمان المتلفات في حوادث السير(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن محمد بن سعد آل خنين)
  • مخطوطة العقيق اليماني في حوادث ووفيات المخلاف السليماني(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 25/11/1446هـ - الساعة: 8:19
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب