• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: اشتداد المحن بداية الفرج
    يحيى سليمان العقيلي
  •  
    خطبة: إن الله لا يحب المسرفين
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    فضل عشر ذي الحجة (خطبة)
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    فصلٌ: فيما إذا جُهل حاله هل ذُكر عليه اسم الله أم ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    خطبة (المروءة والخلق والحياء)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    تساؤلات وإجابات حول السنة
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    الأيام المعلومات وذكر الله (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    من تجاوز عن المعسر تجاوز الله عنه
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الدرس التاسع عشر: الشرك (2)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    الحذر من استبدال الأدنى بالذي هو خير
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    خطبة: اغتنام عشر ذي الحجة خير الأيام
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    إعلام النبلاء بفضل العلم والعلماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تفسير: (فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    التحذير من الإسراف والتبذير
    الشيخ صلاح نجيب الدق
  •  
    استحباب أخذ يد الصاحب عند التعليم والكلام والمشي
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    مفهوم الخصائص لغة واصطلاحا وبيان أقسامها
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم / سير وتراجم وأعلام
علامة باركود

من الموصل الزاهرة إلى ديار بكر العامرة

أ. د. عماد عبدالسلام رؤوف

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 15/9/2014 ميلادي - 20/11/1435 هجري

الزيارات: 13180

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من الموصل الزاهرة إلى ديار بكر العامرة


من العلماء العراقيين الذين تركوا لنا وصفًا ممتعًا لبعض ما قاموا به من أسفار: السيد حسن حسني الموصلي، قاضي الموصل في تضاعيف القرن الثالث عشر للهجرة (التاسع عشر للميلاد)، وصاحب التآليف المتنوعة، ومنها كتابه المخطوط الذي دون فيه أخبار رحلته إلى ديار بكر، وهي الرحلة التي اتخذناها موضوعًا لبحثنا هذا.

 

سيرته:

هو السيد حسن حسني القاضي بن السيد محمد بن إسماعيل بن محمد بن درويش بن عبدالله الفخري الأعرجي الموصلي.

 

ولد في الموصل سنة 1247هـ/1831م في أسرة عريقة[1]، شريفة النسب، تولت نقابة الأشراف في الموصل نحوًا من تسعة قرون، وساعدت هذه البيئة التي جمعت بين العلم وشرافة النسب على تنشئته نشأة علمية رفيعة، حتى إنه لم يكد يبلغ العشرين من عمره حتى لفت نبوغه في الأدب والتأليف والتدريس أنظارَ معاصريه، وأثار اهتمامهم، وليس أدل على ذلك مما ذكره العلامة السيد محمود أبو الثناء الآلوسي مفتي بغداد وعالمها وأديبها حين نزل الموصل سنة 1267هـ/1850م في طريق رحلته إلى إستانبول، والتقى بالمترجَم هناك، إذ قال: "وأعجبني فتى ذو فطنة وقادة، يدعى (حسن أفندي قاضي زاده)، ولقد رأيته أحد الأفاضل الأكياس، الذين لهم من نقود الأدب دون الذهب أكياس، قد حل من رتب المعارف المحل الأسمى، ودل عرفانه على أن الاسم عين المسمى، وهو من سادة لا شك في صحة نسبهم، وقادة لا شبهة لأحد في سمو مرتبتهم، بهم يفخر الفخر، وبنورهم يكتحل طرف الفجر، قد عرجوا إلى سماء انحط عنها زحل، وتبوؤوا مقاعد صدق ما نال غيرهم من تبوأها.. ودأب هذا الفتى من بينهم التأليف والتدريس، والاستغناء بحمياهما عن حميا منادمة الجليس، ولا يزال يمد إلى اكتساب الفضل ذراعًا، ويطول كل يوم على من يروم مطاولته باعًا، ويلوح لي من أسارير جبين فضله أنه سيكون رأس قومه وأهله، وأنه ستنتهي إليه رئاسة العلماء، ويتقوم به أود الطلبة في الموصل الحدباء"[2].

 

وكان تفاؤل السيد الآلوسي بمستقبل جليسه السيد حسن حسني في موضعه تمامًا؛ إذ سرعان ما ذاع خبر نبوغه وعلمه، فقلد المناصب الشرعية، وتنقل قاضيًا بين الموصل وديار بكر والسليمانية والمدينة المنورة والشام، ثم عهد إليه بمنصب (مفتش الأوقاف الهمايونية) في إستانبول، ونال درجة (قاضي العسكر)، وأنعم عليه السلطان العثماني برتبة (صدور عظام)، وهي لا تمنح إلا لكبار العلماء في الدولة، ورشح لمنصب (شيخ الإسلام) وهو في السبعين من عمره، إلا أنه توفي قبل نيله هذا المنصب الرفيع، وذلك سنة 1317هـ/1899م، فدفن في إستانبول رحمه الله تعالى[3].

 

وأثنى عليه السيد عبدالرزاق البيطار في ترجمته إذ قال: "عالم الأوان ومصنفه، ومقرِّط البيان ومشنفه، بتآليف كأنها الخرائد، وتصانيف أبهى من القلائد، حلى بها من الزمان جِيدًا عاطلًا، وأرسل بها غمام الإحسان هاطلًا، ووضعها في فنون مختلفة وأنواع، وأقطعها ما شاء من إتقان وإبداع، واستوى من الأدب على علاه، وخاض لجرده حتى وصل إلى منتهاه، فلا غرو أنه قطب مدار العلوم، وفلَك إشراق المنطوق والمفهوم".

 

آثاره:

من مؤلفاته التي وصلتنا، أو وصلنا خبرها، ما يأتي:

1- تنوير البرهان في علم المنطق، وهو شرح كتاب (البرهان في علم الميزان)، تأليف أبي الفتح إسماعيل بن مصطفى الكلنبوي الرومي الحنفي (المتوفى سنة 1205هـ/1790م)، فرغ من شرحه والتعليق عليه سنة 1295هـ/1878م؛ وذلك استجابة لبعض طلبته وزملائه، وقد أهداه إلى السلطان عبدالحميد الثاني، وطبع في مطبعة الشركة المرتبية لأرتين أصادوريان سنة 1317هـ، مذيلًا بتقاريظ عدد من العلماء العراقيين آنذاك، معظمهم من الموصليين، هم:

• عبدالله أفندي العمري.

• الحاج يونس أفندي المكنى بكمال الدين مفتي الموصل.

• شيخ الطريقة القادرية في الموصل السيد محمد أفندي الشهير بالقادري.

• صالح أفندي الموصلي الشهير بدباغ زاده، رئيس التجارة في الموصل الحدباء.

• مفتي الشام محمود أفندي الشهير بحمزاوي زاده.

• سليم أفندي الدمشقي الشهير بعطار زاده.

• محمد أفندي شعار زاده الموصلي.

 

ويقع الكتاب المهم في 278 صفحة من القطع الكبير، مع 10 صفحات للتقاريظ.

 

2- شرح الرائية في الحضرة الطائية، لم يطبع.

 

3- فتح الرحمن في تفسير القرآن، في مجلدين، وصل فيه إلى تفسير سورة الأنعام، أظهر فيه علمًا غزيرًا، واطلاعًا واسعًا، وقد قرَّظه كبار علماء زمانه، منهم الشيخ عبدالرزاق البيطار، ووصفه بقوله: "إنه التفسير الوحيد [الذي] يحق له أن يكون من منظوم التفاسير بيت القصيدة"، لم يطبع[4].

 

4- ديوان شعر لم يطبع[5].

 

5- من الموصل الزاهرة إلى ديار بكر العامرة، في وصف رحلته إلى ديار بكر، وهو موضوع بحثنا هذا.

 

شعره:

أشاد المطران سليمان الصائغ[6] بشعره في الترجمة الموجزة التي أوردها له، فقال: "كان له يد طولى في النظم"[7]، ولكنه ذكر بأنه لم يعثر على شيء من شعره، وقد عثرنا على نماذج منه أوردها الشيخ عبدالرزاق البيطار[8]، كما وردت نماذج منه في آخر كتاب رحلته الذي نعرِّف به الآن.

 

فمن شعره يمدح القسطنطينية:

قَلُوص تخب البِيد من أرض موصل ** إلى موصل الآمال نبغي هجوعها

وتسكن إن وافت بروجًا ترفعت  ** بإبصار قصر شاد سمكًا تروعها

فيحلو بها مر الفيافي لراكب  ** وثيق بمِهطال يروي ربوعها

وتذهله النعماء عن حب موطن  ** تصورها يهدي إليه بديعها

بقسطنطينية الدنيا وسرة أرضها  ** يضيء لها قصد السرى ولموعها

 

وقوله في الشيب:

وقائلٍ: هل علاك الشيبُ من كِبَرٍ  ** أم من همومٍ توالت مالها طبُّ؟

أجبتهُ: من بني الأوغادِ ما حملَت   ** أكبادنا من كلامٍ أسرعَ الشيبُ

 

وقوله في الحكمة[9]:

دعِ الحوادث تجري كيفما قدرت  ** ولا تباين محرومًا من الوسنِ

ولا تنَمْ طاويًا منها على أملٍ  ** فالحال باقٍ على ما مر من زمنِ

ما دام تسمو لتام الطبع في رتبٍ  ** ولا تمايز بين القبح والحسنِ

 

المخطوطة:

تقع مخطوطة الرحلة في 63 ورقة، متوسطة المساحة، في كل ورقة منها 14 - 15 سطرًا، مكتوبة بخط المؤلف نفسه، وهو خط نسخ معتاد.

 

وأول المخطوط: "لما لعبت بمجمتع محكم شملي، وفرقته يد حوادث الدهر الخوان، وحالت المنية دون المنية..".

 

وآخره: "فليكن هذا آخر ما أردناه، فنسأل الله تعالى أن يغفر لنا ما وقع لنا فيها من نقص أو زيادة أو زلل، ويجعلها من نافع العمل، ويعصمنا من الخطأ في أقوالنا وأفعالنا، ومن شوائب الخلل".

 

وفي آخر المخطوط جملة من تقريظات لبعض علماء الموصل وأدبائها، تشمل الأوراق 64 - 68. هي على الترتيب:

• عبدالله العمري الموصلي في 17 صفر سنة 1286هـ.

• السيد مصطفى كامل القاضي بالموصل.

• السيد محمد نوري الموصلي خادم الطريقة العلية القادرية.

• محمد شاكر الآمدي.

• داود النقشبندي الخالدي، وختمه المؤرخ في سنة 1255.

• مصطفى وفي جميل زاده.

 

يلي ذلك منتخبات شعرية بخط المؤلف، تشغل الأوراق 69 - 71، وقصيدة لـ: (السيد شهاب)، أرسل بها إلى المؤلف بمناسبة توليه نيابة لواء السليمانية، مطلعها:

إن الهُمام الذي كنا نلوذ به  ** إذا أحاطت بنا الأرزاء والمحنُ

وافى وأقبل والإقبال يقدمه   ** في يوم يمن به قد سالم الزمنُ

فخري أصل به قطر العراق حوى ** فخرًا به حسدته الشام واليمنُ

 

وكانت هذه النسخة الفريدة محفوظة في خزانة الأستاذ المحامي حازم[10] بن فؤاد المفتي - رحمه الله تعالى - في داره في شارع طه ببغداد، وقد أطلعني عليها سنة 1978مشكورًا، بناءً على طلبي لإعداد هذا البحث، ولا أدري مصيرها الآن.

 

الرحلة:

ليس في الرحلة ما يحدد وقت القيام بها، لكننا نرى أنها حدثت قبل عام 1286هـ/1869م، بدليل أن ثمة تقريظًا في آخر مخطوطتها، كتبه عبدالله العمري الموصلي، أحد معاصري المؤلف، تاريخه 17 صفر سنة 68 (أي 1286هـ)، وقد ذكر المؤلف أثناء سفره إلى ديار بكر أنه مر في طريقه بموكب نامق باشا، ونامق باشا هذا من الولاة العثمانيين الذين تكرر شغلهم منصب ولاية بغداد غير مرة؛ إذ تولاها سنة 1286هـ/1851م وعزل عنها في السنة نفسها، ثم تولاها سنة 1278هـ/1861م حتى عزله سنة 1284هـ/1867م، فيكون المؤلف قد قام برحلته هذه في أحد هذه التواريخ، ولعل ذلك في آخرها، حين كان الوالي المذكور يغادر أرض العراق في طريقه إلى القسطنطينية.

 

ويفهم مما أورده المؤلف في صدر كتاب رحلته أنه غادر الموصل إلى ديار بكر على إثر تكليفه بشغل وظيفة نائب القاضي هناك، ويبدو أن تكليفه هذا جاء موافقًا لحالته النفسية الصعبة؛ حيث كان يمر بأزمة حادة إثر وفاة أخ له، كما أن حياته في الموصل لم تكن تخلو من منغصات بعض الخصوم والحاسدين، وهو ما كان يزيد من آلامه واكتئابه، ويقوي رغبته في مغادرتها.

 

وصف المؤلف شروعه في رحلته فذكر أنه ترك أهله وعياله وولده، ولم يصطحب معه إلا قلة من خلصائه، يقول: "فشددت حزام العزم ممتطيًا متن فرسي، مستصحبًا بعض إخواني وخدامي، وجعلت الرضاء بالقضاء مطيتي، والتوكل على ربي إمامي".

 

وبعد أن عبروا دجلة على بعض السفن، أخذوا يحثون السير حتى وصلوا إلى قرية تلكيف[11]، إحدى أكبر القرى في سهل الموصل الشرقي، فقال يصف هذه البلدة عند نزوله بها: "فبينما نحن سائرون، ونحث بالمسير الخيل مُجدِّين، إذ ظللتنا سحابة كادت تغرقني بها طل وبلِها مع الأصحاب، فجعلنا المنزل، ولم تكن النية ذلك، قرية تلكيف، وأنخنا بها الركاب، وهي أعظم قرية في الموصل، محكَمة، عالية البنيان، تنوف على ألف بيت[12]، وأهلها نصارى، وغالبهم كلدان، هواؤها لطيف بالغاية، وماؤها بدرجة النهاية، وهي من الأوقاف الراجعة إلى الحضرة الجرجيسية[13]، وليس لأهلها من الزراعة إلا الحبوبات الديمية؛ لعدم وجود ماء يجري فيها من نهر وعَين، بل قلة مائها هو من عيبها المزري بها الشين، وإلا لكانت لقلادة قرى الموصل بمنزلة العين، وأبنيتها من الجص والمرمر والحجارة نظير بلدتنا الموصل، وشبهها شكلاً وإدارة، نزلنا عند كبيرهم وهو مختار القرية منصور، فرحب بنا وسُرَّ غاية السرور، وأكرمنا إكرامًا ما فيه من قصور، غير أني بتُّ فيها - لأنها أول ليلة في الغربة - بليلةِ أرقٍ، وقلب خفق، كقلب الفطيم قلق، والليلة بأنواع المزن والغيوم مظلمة، ولمع بروقها يكاد أن يشق القلب ويكلِمَه".

 

تلكيف


ثم انطلقوا مع صباح اليوم التالي مجدين السير وسط أراض موحلة كالأنهار، وطرق وعرة، حتى وصلوا بعد عشر ساعات إلى قرية (سُمّيل)[14]، ومنها قصدوا قصبة زاخو، حيث وصلوها قريب المغرب، ونزلوا في بيت الآغا شمدين[15]، وكان هذا من كرام أعيانها ووجهائها، وبعد أن قَضَوُا الليل في ضيافته، توجهوا في صباح اليوم التالي لإكمال طريق رحلتهم، مودعين من قِبَل مفتي البلدة وجماعة من أهلها، إلى "ما وراء الكُبري[16] عند الفصيل".

 

زاخو (صورة قديمة)

 

وكان سيرهم بعد تلك الرحلة محفوفًا بالمخاطر والمتاعب؛ حيث كان عليهم عبور النهرين، المسمى أحدهما بالهيزل، والآخر بالخابور، ولما لم تكن فيه سفينة لعبورهم لارتفاع مناسيب مياههما في فصل الربيع، اضطروا إلى خوضهما أو السباحة فيهما، وكان وصولهم إلى قرية (الديرونة[17]) في وقت العشاء من ذلك اليوم، فباتوا ليلتهم في بيت كبير القرية، وأهلها من النصارى.

 

وقبل طلوع الشمس من اليوم التالي، ركب القوم خيولهم ميممين شطر الجزيرة؛ أي جزيرة ابن عمر، وهي المنزل الخامس من منازل الطريق، ويبعد عن الديرونة زهاء اثنتي عشرة ساعة، وفي أثناء سيرهم، التقوا صدفة بقائم مقام زاخو يقود أتباعه متوجهين إلى قصبة زاخو لاستقبال "رأس العساكر العثمانية الشاهانية نامق باشا"، وقد أصلح لأجله وعر الطريق؛ "فصار لطفًا بعابري السبيل"، ودعا القائممقام المؤلف وصحبه للنزول في داره عند مرورهم بالجزيرة.

 

ونظرًا لارتفاع مناسيب دجلة آنذاك، وعدم وجود جسر عليه، فقد عبر القوم النهر بواسطة (الظروف) وهي القِرَبُ المنفوخة، وعند نزولهم في القصبة نزلوا في دار القائممقام الكائنة في مكان مرتفع من سراي الحكومة، وبعد ليلة لقي فيها الجميع من كرم الضيافة ما أراحهم وأرضاهم، انطلقوا قاصدين المنزل السادس من منازل الطريق، وهي قرية لم يذكر اسمها في رحلته، ويصف المؤلف هذا الطريق وصفًا ممتعًا، فذكر أنه يسمى (الديربون)، وأن اجتيازه استغرق اثنتي عشرة ساعة بسير الخيل، وهو طريق وعر، يصعب السير فيه بسبب غزارة مياه الأمطار، ورخاوة الأرض، وكثرة الحجارة، ولم يكن نزول المؤلف ورفاقه في المنزل المذكور مريحًا بأي حال، ولكنهم اضطروا إلى قضاء الليل هناك اضطرارًا.

 

قال يصف البلدة: "فبعد أن عبرنا الماء على ظروف، مملوءة من الخوف؛ لأنه قد زاد وقتئذ وامتلأ فيضًا، ولم يقدروا أن يشدوا عليه نطاق جسره لذلك ورفضوه رفضًا، لكن سلامة العبور بعناية القدير تغني عن محكم الجسور، فنزلنا المنزل المذكور، وهو في محل مرتفع من سراي الحكومة.. والجزيرة المذكورة بلدة وخيمة الهواء، لكنها لكونها تشرب من دجلة وعليها عذبةُ الماء، وهي على غربتها[18] بموضعها القديم؛ لكونه قد تلاشى يحتاج إلى عمارة وترميم، وهي هلالية الشكل، وأكثر أبنتيها من الحجارة، وسرايها كبير، لكن أكثره خالٍ من العمارة، يسكن فيه القائممقام ومن معه من العساكر، وهو أثر عظيم من آثار الملوك الأول، يدل على عظيم هممهم وقوتهم في ذلك العمل".

 

العبور على الرمث (الكلك) في منطقة الجزيرة

(صورة قديمة)

 

وفي اليوم التالي توجهوا قاصدين المنزل السابع، وهو قرية تبعد عن المنزل السابق بنحو اثنتي عشر ساعة بسير الخيل أيضًا، تدعى (عموط).

 

ومن عموط توجه الركب إلى ماردين، فمروا في طريقهم بموضع يسمى (العقبة)، وحينما وصلوا ماردين نزلوا في خان هناك، ثم انتقلوا بعد ذلك إلى دار بعض أعيان البلدة، حيث التقى المؤلف برجل عالم أديب يدعى الملا مسعود، وهو - كما وصفه - فاضلٌ عالم، له نظم ونثر يشهدان له بحسن اطلاعه، وقد قرض المؤلفَ إحدى منظوماته، ونقل شيئًا منها في رحلته.

 

وبعد قضاء يومين في ماردين، ارتحل الركب إلى ديار بكر، حيث استقبلهم هناك وفد يتقدمه (سلامي أفندي) من كبار موظفي المدينة، وأنزلهم في داره حيث قام بضيافتهم وخدمتهم، وشغل المؤلف في الأيام الأولى من إقامته باستقبال علماء ديار بكر ووجهائها، وذكر أسماء طائفة منهم، وترجم لبعضهم، منهم المفتي عبدالغني أفندي، ومحمد أفندي الشهير بعرب زاده، وخوجه عباس، وهو من العلماء الصلحاء، وبهرام مخدوم متصرف شهرزور عمر باشا، وهو من أعضاء مجلس إدارة الولاية، وينتمي إلى بيت عريق في ديار بكر، يدعى (كوراني زاده)، ومنهم أيضًا محمد آغا بن حاجي جرجيس الحامل لرتبة (سر بوابين الركاب)، رئيس مجلس التجارة في الولاية، وجميل باشا عضو مجلس إدارة الولاية، وسعيد أفندي مكتوبي (كاتب الإنشاء) في الولاية، ومعاونه عزة بك الدفتردار.

 

وفي وصف المؤلف لمدينة ديار بكر فوائد متنوعة؛ فهو يشير إلى واليها السابق ويثني على واليها المعاصر له، ويصف عمرانها متطرقًا إلى الحديث عن أسوارها وموقعها، والمواد المستعملة في بنائها، ومورد أهلها، ونبذة عن تاريخها، ومعنى اسمها، وارتباطاتها الإدارية، ومدى اتساعها، وجامعها الكبير، وتاريخه، وقبور بعض الصحابة والأولياء المدفونين فيها، ومواقعها.

 

قال يصف مدينة ديار بكر[19]: "وأما البلدة فسورها شامخ حصين، وبناؤها محكَم بصخور الحجارة متين، والمياه تجري في غالب منازلها وأزقتها، والطيور تغرد على أشجارها، وتشدو بأنواع الألحان على لغتها، وهي حسنة المبنى والموقع، على أكمة في محل مرتفع، قد طفح من مياهها الحياض، ودجلة في الجانب الشرقي منها في انخفاض، غير أن الحجر فيها كقلب الغريب أسود[20]، وفيما يشربون من مائها نوع ما من ثقل يوجد[21]، وكأنهم رفضوا عذب مائها ولم يشربوه، ورجحوا ما عندهم من ماء الحموات مع معرفتهم خفة ذلك وشربوه، لوقوع النهر المذكور من دجلة في خفض، وفي جره ونقله إليهم نصب، وفي الرفع تعب، أوجبهم إلى الرفض، مع أن نقله على ذي الطبع السليم والعقل المستقيم يكاد يكون بمنزلة الفرض..

 

سور آمد (ديار بكر)

 

وسورها الموجود - على ما يقال - من بناء الرومانيين[22]، وأهلها اليوم أكثرهم إسلام، وقريب من أن تنصفهم النصارى[23]، على تعدد مذاهبهم وتنوع رؤسائهم، من المطارين والقسيسين، وفيهم بيوت قليلة من اليهود ينقصون عن سبعين[24]، لكنهم - كما هو حالهم المنصوص عليه المعلوم منه الذلة والمسكنة - لا يعدون، وطبعهم سقيم مذموم، واشتهارها في هذه الأزمان بديار بكر، وفي الحقيقة هو اسم للقطر التي هي فيه، وسببه أنه كان ينزله بكر بن وائل بن قاسط بقومه وتابعيه، وفي التعريبات[25]: ربما سميت إيالت ديار بكر باشوية بغداد[26]، وكانت إيالة الجزيرة وديار بكر، وهي ما بين دجلة والفرات، تسمى عند اليونانيين[27] ميسوبوتاميا، والآن من فضل المولى المنان ضم إليها السلطان، أعني سلطاننا الموفق عبدالعزيز[28]، لما صدرت إرادته بجعلها ولاية معمورة العزيز، وسماعًا مع المعمورة المذكورة ومتعلقًا بها ولاية ديار بكر[29]، وهي من نهاية المعمورة إلى حدود الموصل طولًا من ذلك القطر، وجعل عليها ذا الدرجة [30] درويش باشا".

 

وبعد أن أثنى على الوالي المذكور الثناء الجميل، قال واصفًا المدينة: "وأما جوامعها فمحكَمة عامرة، وبالجماعات مُنْغصَّة[31]، وبتسبيحهم نائرة، منائرها تسر الناظرين من بعيد، وتأخذ لحسنها لنظر القريب والبعيد، ومن أكبرها وأجملها للشعار جامعها الكبير الشبيه بالجامع النوري[32]، وياله [من] جامع شهير، وهو حافل بالمصلين، وللجماعة في الأوقات الخمس يكاد قبل أن يُرى تعشقه أذن السامع، فيه سر يحس الداخل فيه من تفريج ونشاط وخشوع لمصليه، منارته لحُسن هيئتها شاسعة جدًّا، وقد بلغت من الحسن والإحكام حدًّا، وبانيه - جزاه ربُّه - أحكم في وقته بنيانه وأرصَن، وأسس قواعده وشيَّد قواعده وأتقن، وصحنُ حوشه في السعة من جانب مفروش بالحجارة، محاطًا بعالي الأبنية من كل جانب، فيه بِركة تتدفق بزلال الماء كبيرة، أما حوضه فحُفيرةُ عمقِه تزيد على ذراعين، وماؤه يجري لصفائه كاللُّجين، وسطوحه مطلية بالرصاص، عالية مشيدة، وموقعهُ معجبٌ للنواظر قريبة كانت أو بعيدة، ويُنقل متواترًا طبق ما ذكر بعض المؤرخين، أنه كان قبل الفتح كنيسة[33]، وبدلت هيئته بعده بالجامع، عناية من الناصر المعين، ويا له من أثر باقٍ مدى الأزمان.

 

وفاتحها - على الأصح - هو أبو عبيدة رضي الله عنه[34] وعمَّن تبعه، وفيها قبور كثير من الصحابة ممن تبعه وأتى معه، ومنهم الذين لم يألوا جهدًا في خدمة من وجب بالنص له بالسمع والطاعة[35]، ومرقده في جوار الجامع الواقع في رأس السوق[36]، تزوره الخاصة والعامة ويتبركون به، ويقصده من فج مشوق.. ومنهم سليمان بن خالد، رضي الله عنه[37] وعن أبيه، ومرقده - رضي الله عنه - متصل بسراي الحكومة عند الجامع الشهير بجامع سليمان، وفي الجامع الكبير المذكور، مدرسة عالية، لطيفة ريقة سامية، وفيها من الكتب شيء كثير؛ من آلة وحديث وفقه وتفسير، ومدرسها الذي مر ذكره الخواجة عرب زاده، وله اعتبار بالتدريس يفُوق على أمثاله بالزيادة، وأما غيرها من المدارس فأكثرها عن التدريس أفئدتها في خلاء، ووجود من يشار إليه بالبنان في هذه الأطراف قليل من صفِّ العلماء".

 

وقد تناول المؤلف، في رحلته، نُبذًا من إجاباته على استفسارات لبعض العلماء، ونماذج من الرسائل المتبادلة بينه وبين أصدقاته في الموصل، وفيها ما يوضح طبيعة العلاقات الأدبية بين مثقفي ذلك العصر وأدبائه، ويبين سعة علم المؤلف وثقافته وحسن ترسله وجمال عبارته، ومن أولئك العلماء: الشيخ محمد القادري النوري، ومحمد أفندي النقشبندي الخالدي، وعبدالحافظ أفندي بصيري زاده، وغيرهم، وفي تلك المراسلات مواعظُ وحِكم واستطرادات أدبية.

 

وأسلوب المؤلف في كتابة رحلته هذه أدبيٌّ ممتعٌ، فيه من وضوح العبارة وحسن التصوير ما يستحق التقدير، ولا يخلو أسلوبه، بوجه عام، من عبارات مسجوعة، وأشعار قليلة مختارة.



[1] آل القاضي فرع من أسرة نقباء الموصل العلويين أبناء النقيب الزاهد محمد أبي البركات الأعرجي الحسيني الذي استوطن الموصل وعين نقيبًا لأشرافها سنة 431هـ/ 1039م، وبقيت نقابة العلويين تنتقل بين أولاده وأحفاده أكثر من تسعة قرون، وهم اليوم في الموصل: آل المفتي، وآل الفخري، وآل العبيدي، وآل النقيب، وآل الحافظ، وآل العريبي.

حازم المفتي: نقباء الموصل العلويون (مطبوع على الاستنسل)، وقد فصل الأستاذ السيد وليد النقيب في تاريخ هذه الدوحة وتفرعاتها، وترجم لأعلامها في كتابه: (نقباء الموصل غصن الإباء) في خمسة مجلدات كبار، بغداد 2012.

[2] غرائب الاغتراب، بغداد 1327، ص63.

[3] سليمان الصائغ: تاريخ الموصل ج2 ص269- 270 وحازم المفتي: نقباء الموصل العلويون، مطبوع على الإستنسل.

[4] حلية البشر ص527.

[5] المصدر نفسه.

[6] تاريخ الموصل ج2 ص269 - 270.

[7] المصدر نفسه ج2 ص270.

[8] حلية البشر ص527.

[9] مخطوطة الرحلة.

[10] توفي في 1 أيلول سنة 1985م.

[11] بلدة قديمة عامرة في شمال الموصل، أهلها من النصارى الكلدان، وهي مركز ناحية باسمها، ويذهب باحثون إلى أن معنى اسمها (تل الحجارة)؛ لوقوعها عند تل أثري، جوانبه مرصوفة بحجارة ضخمة، ربما كان من حصون الآشوريين؛ كوركيس عواد: قرى شرق الموصل، مجلة سومر، العدد 15، السنة 1961.

[12] يشير المنشي البغدادي، وكان قد زار تلكيف في مطلع القرن الثالث عشر للهجرة (19م)، إلى أن بيوتها كانت تبلغ ثلاثة آلاف بيت من النصارى؛ رحلة المنشي البغدادي، ترجمها عن الفارسية عباس العزاوي، ص80.

[13] أي إنها كانت وقفًا على جامع التبي جرجيس، أحد أقدم جوامع الموصل وأشهرها؛ ينظر كتابنا: الموصل في العهد العثماني، فترة الحكم المحلي، النجف 1975، ص75.

[14] قرية قديمة نشأت عند تل أثري، ذكرها ياقوت الحموي باسم (سمويل)، تبعد عن مدينة دهوك بنحو 16 كم، وهي اليوم بلدة كبيرة نامية، وتعد مركز قضاء باسمها.

[15] هو جَدُّ الأسرة المعروفة بآل شمدين آغا في زاخو، وقد نال ابنه يوسف رتبة (باشا)، وخلفه في أسرته حازم بك الذي شغل عدة مناصب في الحكومة العراقية، فصار نائبًا، ثم عينًا، ثم وزيرًا، وتوفي سنة 1954.

[16] الكُبري: تركية بمعنى الجسر، يريد به جسر زاخو الحجري الشهير، المسمى أيضًا بالجسر العباسي، واليوم يعرف بجسر دلال.

[17] قرية أخذ اسمها من (دير داوون)، وعن العلاقة بينها وبين ديرأبون، التي سيرد ذكرها فيما يأتي، وتقع في النهاية العربية من جبل بيخير، على بعد 6 كم من دجلة، ينظر جان فييه: آشور المسيحية، ترجمة نافع توسا، بغداد 2023، ح2 ص778.

[18] كذا في الأصل.

[19] هي آمد القديمة (Amida) عند الرومان، وقد عرفت باسم ديار بكر نسبة للإقليم الذي تقع فيه؛ ينظر ليسترنج: بلدان الخلافة الشرقية ص140.

[20] كذا هي العبارة في الأصل، وقد اشتهرت آمد أو ديار بكر بحجارتها السود، حتى عرفها الأتراك باسم (قره آمد)؛ أي: آمد السوداء.

[21] كذا هي العبارة في الأصل، وقد أشار عدد من السياح والرحالين إلى عذوبة المياه المتدفقة من عيون المدينة؛ ينظر ليسترنج ص141.

[22] من المرجح أن الإمبراطور قسطنطين هو أول من سورها سنة 349م، ثم جدد سورها وأحكم استحكاماتها الإمبراطور جستنيان؛ شمس الدين سامي: قاموس الأعلام ص 3023.

[23] نقل هذا من كتاب (التغريبات الشافية لمريد الجغرافية)، تأليف: رفاعة رافع الطهطاوي، وقد نقل أبو الثناء الآلوسي هذا النص في (غرائب الاغتراب) ص92، ونص الأصل: "وأهلها أربعون ألفًا، منهم نحو عشرين ألفًا نصارى".

[24] كان عدد سكان ديار بكر في أواخر القرن الثالث عشر للهجرة (19م) نحو (25000 نسمة)، منهم (20000) من المسيحيين، و(850/ من الأرمن، والباقون من السريان والكلدان واليهود؛ سامي: قاموس الأعلام ص2202.

[25] يقصد كتاب (التعريبات الشافية) للطهطاوي، وقد تقدم.

[26] كانت ولاية بغداد تشمل في العصر العثماني، لا سيما منذ منتصف القرن الثاني عشر (18م)، ماردين ونصيبين، أما ديار بكر فلم يؤثر أنها ضمت لإدارة ولاية بغداد.

[27]في الأصل (البوتيين)، وما أثبتناه من (التعريبات الشافية) الذي ينقل منه.

[28] حكم من 1277 إلى 1293هـ/ 1861 - 1876م.

[29] كانت ديار بكر تتألف من ثلاثة سناجق، هي ديار بكر نفسها، وماردين، وأرغني، في حين كانت معمورة العزيز تتألف من ثلاثة سناجق، هي خربوت، وملاطية، ودرسيم، وقد ربطت الولايتان ببعضهما البعض في عهد السلطان عبدالعزيز.

[30] كأنه أراد: ذا الدرجة الرفيعة أو نحو ذاك.

[31] يريد: غاصة.

[32] أشهر جوامع الموصل، أنشأه نور الدين زنكي في المدة من 566 إلى 568هـ، وشيد فيه مئذنة عالية، اشتهرت بالحدباء؛ لانحناء فيها نحو الشرق، ما تزال قائمة، وأضاف إليه مدرسة، ووقف عليه أوقافًا، منها: قرية العقر وقسيارية عند الجامع، وأرض خيرات الجمس في الموصل، حدده ووسعه والي الموصل الحاج حسين باشا الجليلي سنة 1146هـ، وأضيفت إليه سنة 1963 أربع مآذن صغيرة في أركانه الأربعة؛ ينظر سعيد الديوه جي: جوامع الموصل في مختلف العصور، بغداد 1963، ض3.

[33] هذا هو الجامع الكبير في ديار بكر، ويُعَد من أقدم المساجد في الأناضول، كان أصله معبدًا رومانيًّا، ثم تحول إلى كنيسة، ثم أقام المسلمون بعد فتحهم المدينة في جزء من هذه الكنيسة مسجدًا صغيرًا، وفي سنة 483هـ/ 1091 أمر السلطان ملكشاه السلجوقي بإعادة بنائه ليكون مسجدًا جامعًا، وهو يشبه المسجد الأموي بدمشق، وأُعِيد بناؤه سنة 510هـ/ 1117م بعد أن أصابه الخراب بسبب الزلزال الذي داهم المدينة سنة 508هـ/ 1115م، وما زال عامرًا.

[34] الصحيح أن الذي فتحها صلحًا هو الصحابي عياض بن غنم، وذلك في أوائل سنة 20 هـ.

[35] يشير المؤلف هنا إلى المقبرة المعروفة بمقبرة الصحابة، الكائنة قرب جامع سليمان بن خالد بن الوليد رضي الله عنه في محلة السور؛حيث تتفق المأثورات المتواترة على أنها تضم سبعة وعشرين من قبور الصحابة.

[36] هو من القبور المدعاة، وقد دفن أبو عبيدة في عمواس، قرب بيت المقدس، على أرجح الروايات، وقيل: إن قبره في (فحل) أو في (بيسان)، وكلاهما في نواحي الأردن؛ ينظر: الإصابة ج4 ص13، وأسد الغابة ج3 ص86.

[37] استشهد سليمان بن خالد بن الوليد في أثناء فتح آمد (ديار بكر).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أضواء على انتفاضة الموصل المنسية سنة 1839 م
  • دور الجماهير في صمود الموصل سنة 1156هـ /1743م
  • مدينة الموصل بين شاهد ومشهود
  • رفقا بأهل الموصل الحدباء
  • الموصل في عيد الموت

مختارات من الشبكة

  • قصص الأطفال في الموصل (1968 - 2000) دراسة فنية(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • الدرس النحوي في الموصل(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • غرف الجنة: وصفها والطريق الموصل إليها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أبو يعلى محدث الموصل وصاحب المسند(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الموصل للأغراض في مداواة الأمراض(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • رسالة في غلاء الموصل سنة 1297هـ / 1878م(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • من تاريخ الخدمات النسوية العامة في الموصل(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • سليمان الصائغ مؤرخا ( تاريخ الموصل أنموذجا )(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • وصف جنات النعيم والطريق الموصل إليها(كتاب - موقع الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله)
  • الأديب الطبيب محمد أمين بك آل ياسين المفتي الموصلي(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 


تعليقات الزوار
1- توفير عرض الدراسة بصيغة pdf
محمد الرحال - العراق 04-09-2015 03:37 PM

الاخوة الاعزاء السلام عليكم
هل بالامكان توفير رابط لهذه الدراسة المهمة بصيغة pdf مع الشكر الجزيل.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 25/11/1446هـ - الساعة: 8:19
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب