• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المنة ببلوع عشر ذي الحجة (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    أهمية التعلم وفضل طلب العلم
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    حديث: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، ...
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    حقوق المسنين (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة النصر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    المرأة في الإسلام: حقوقها ودورها في بناء المجتمع
    محمد أبو عطية
  •  
    مفهوم الفضيلة لغة واصطلاحا
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (7)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    خطبة أحداث الحياة
    الشيخ إسماعيل بن عبدالرحمن الرسيني
  •  
    {هماز مشاء بنميم}
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    الإيمان بالقرآن أصل من أصول الإيمان
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أسباب اختلاف نسخ «صحيح البخاري»
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    خطبة: اشتداد المحن بداية الفرج
    يحيى سليمان العقيلي
  •  
    خطبة: إن الله لا يحب المسرفين
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    فضل عشر ذي الحجة (خطبة)
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    فصلٌ: فيما إذا جُهل حاله هل ذُكر عليه اسم الله أم ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / طب وعلوم ومعلوماتية
علامة باركود

الطب الشعبي بين الفكر والممارسة العلاجية ( الأعشاب )

الطب الشعبي بين الفكر والممارسة العلاجية ( الأعشاب )
د. سعيدي نصر الدين

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/5/2014 ميلادي - 11/7/1435 هجري

الزيارات: 20928

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الطب الشعبي بين الفكر والممارسة العلاجية

(الأعشاب)


إن الأعشاب والنباتات سبقَت الإنسان بوجودها على وجه الأرضية، وشاءت مشيئة الله أن جعل المرض والصحَّة في كفَّة، وفي أخرى جعل من النبات الغذاء والدواء[1]، فصارَت باب النجدة للعديد مِن العِلَل التي تُصيب الإنسان والحيوان معًا، يقول أحمد قدام في كتابه "قاموس الغذاء والتداوي بالنباتات"[2]: "البصلة بذاتها صيدليَّة كاملة"؛ فالحيوان الذي لا يعقل ولا يُفكِّر، غريزيًّا يَهتدي إلى أصناف من النباتات التي تَشفيه.


أما الإنسان فتارة يَستفيد من التَّجربة والمُلاحَظة الميدانية نتيجة الاحتِكاك بالبيئة، وأخرى يَستلهِمها من العقيدة الدينية.


وما قصة الكلب الذي ذكره أمين روحية في كتاب: "التداوي بالأعشاب"[3]، إلا مثال حي من بين العديد من الأمثلة التي لا تُعدُّ ولا تُحصى، والتي استفاد الإنسان منها عن طريق الملاحظة؛ إذ من الغريزة عند بعض الحيوانات أنها لما تمرَض تتداوى بما هو موجود في بيئتها، فتفطَّن الإنسان للظاهرة وأخذ منها العِبرة، يَذكُر أمين روحية في كتابه أنه: "لاحظ كلبًا داخل مزرعة بجنوب إفريقيا، وهو يَطوف مُهرْوِلاً مُنتقلاً من عشب إلى آخر، يشمُّه ثم يَنصرِف، إلى أن وقف عند عشب وأخد يأكُل منه، وعلى وجهِه ملامح الامتِعاض، وبعد أن أكل خرَج مُسرعًا، فسأل الكاتبُ خبيرًا زراعيًّا كان موجودًا بالمزرعة عن هذا التصرُّف، أجابه بأن النبتة سامة، وأعراض التَّسمُّم بها القيء والإسهال، فالكلب ما أكل منها إذًا إلا وهو بحاجة إلى مُسهِّل ينظِّف أمعاءه، وقد ميَّزها عن باقي الأعشاب الكثيرة بالغريزة، فعرف كيف يَستفيد منها[4]، أتذكَّر في نفس الموضوع ما ذكره لي أحد الفلاحين القاطنين ببلدية تلمسان، وبالضبط بِوادِ الشولي، أن الخنزير بالمنطقة لَمَّا يُجرح ويَسيل دمه، يتوجه نحو الأماكن الموجود بها نبتة مقرمان Aunée visqueuseغريزيًّا، فيتمرَّغ فيها، فيشفى ويُقطَع النزيف حينها.


فالله - سبحانه وتعالى - ترك الإنسان العاقل يَهتدي إلى النباتات الشافية من الأمراض بنفسه، عن طريق الملاحظة والتَّجارب، والدِّراسة....، وتارةً بالاستِلهام من العقيدة والسنَّة؛ كقوله تعالى: ﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الطور: 19]، وقوله تعالى: ﴿ وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلاً ﴾ [الإنسان: 17]، وقوله تعالى: ﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 35].

 

ومرجعيَّة القول تَكمن في أن تاريخ العلاج بالنباتات والأعشاب الطبيَّة عبر العصور يؤكد ويدل على تفاعل الإنسان مع المُحيط الطبيعي، وما المخطوطاتُ المكتوبة على أوراق البردي، التي وجدت في قبور الفراعنة مُدوَّنًا عليها وصفات عديدة تخصُّ أسرار الأعشاب الطبية، إلا إحدى الدلائل عن الموضوع، نفس الشيء نجده لدى قدماء الهنود واليونان؛ إذ عرف عنهم استعمال الأعشاب للتداوي مند القدم الغابر؛ إذ تُطالعنا في القرنين الرابع والخامس قبل الميلاد الحضارة اليونانية - وعلى رأسها مَشاهير؛ كأبقراط وثيوفراستوس وديسقوريدس وبلينوس.... - بمؤلفات غزيرة، ظلَّت تُمثِّل المصدر الأساسي لهذا العلم، حتى جاء العرب المسلمون وتوسَّعوا فيه، وفي مقدِّمتهم الرازي، وابن سينا، وأنطاكي، وابن البيطار....، بينما في أوروبا كان الاعتقاد بالأرواح الشرِّيرة والخرافات وآلهة الأمراض وآلهة الشفاء مُنتشرًا[5].


 

وفي نفس الفترة نجد الرهبان في أوروبا قد احتكَروا مهنة التداوي بالأعشاب وزراعتها، فاشتهر العديد منهم في الطب؛ من بينهم الراهبة هيلديكارد، ومؤلفاتها التي سمَّتها (الفيزيكا) physica، وهو كتاب مشهور جدًّا في الطب والأعشاب آنذاك، وكلنا يعرف الرَّاهب المؤسِّس لعلم الوراثة، مندل [6] Mendel (1865)، بتجاربه على نبتة البزلاء haricots، وما قدَّمه للبشرية في فك مفاهيم وتصحيح فكرٍ خاطِئ عن الأمراض الوراثية، التي كانت لها تأويلات واعتقادات طالما عانى منها الإنسان.


وبعد اكتشاف الطباعة في القرن الخامس عشر للميلاد، كَثُرت المؤلفات عن التَّداوي بالأعشاب، وعم انتشار هذه المؤلفات، بحيث كان لا يخلو منها بيت من البيوت في أوروبا آنذاك، وقد ظلَّ التداوي بالأعشاب حتى ذلك التاريخ مستندًا إلى التجارب والنتائج فقط، دون الاهتمام بالبحث العِلمي؛ فكان الأطباء يُمارسون مهنة جمع الأعشاب، وتحضير الدواء منها، وعلاج المرضى بأنفسهم حتى سنة 1224م؛ حيث افتتحت أول صيدلية نباتية في العالم في إيطاليا، وأصدر القيصر فيها مرسومًا خاصًّا يَحصر مهمة تحضير الأدوية من الأعشاب على الصيادلة فقط، على أن يبقى للطبيب مهمَّة تحديد المرض، وتحديد مقدار ما يجب أن يُستعمَل من الأعشاب ممزوجًا، وكيفية استعمالها، وبعد أن ازدهرت الكيمياء في بداية القرن التَّاسع عشر للميلاد، وأصبح باستطاعتها تحليل الأعشاب لمعرفة المواد الفعَّالة فيها، كان من المأمول أن تكون هذه الأدوية الصِّناعية أفضل فعالية من الأعشاب؛ لأنها خلاصة المواد الفعالة في الأعشاب، ولكن التجارب أثبتت فيما بعد أن ما خلقه من أعشاب أفضل فعالية من إنتاج المصانع الكيماوية؛ لِما لها من تأثيرات جانبية، وفي بعض الأحيان يكون للدَّواء الكيميائي أضرار جانبية أكثر من المرض نفسه، وعاد الغرب مرة أخرى إلى الأعشاب والنباتات الطبية، ولكن هذه المرة بأسلوب عِلمي بحْت ومُنفتِح جدًّا.


وإثر انتقال بذور التجارب العربية والإسلامية في مجال طب الأعشاب إلى الغرب، أصبَحَ الاهتمام بهذا العلم الشُّغل الشاغل للباحثين الغربيِّين، حتى إنه خلال النِّصف الثَّاني من القرن التاسع عشر الميلادي أصبح علم الصيدلة النباتية "فارما كوجنوزي Pharmacognosie" فرعًا علميًّا قائمًا بحد ذاته من الفروع العِلمية الصيدلانية الأخرى، وإلى هذه اللحظة يوجد العديد من المستحضرات الدوائية العالمية والمحلية التي نستهلكها، ذات مصادر عشبية [7]، ولكن - مع الأسف - الجانب التجاري طغى، فصار الصيدلي بائع أدوية كيميائية فقط؛ (استُنتج من الدراسة الميدانية الخاصة بدراستنا في رسالة ماجستير الموسومة بعنوان: "التداوي بالأعشاب بين التقاليد والتَّحديات الطبية المعاصرة بين الثابت العلمي والطب البديل، دراسة ميدانية بمنطقة تلمسان الجزائر).


فالصيادلة في الجزائر، وفي مكان الدراسة بالضبط (تلمسان)، نادرًا ما يهتمون بالأعشاب ومستحضراتها، ما عاد اثنان من بين 400 صيدلي[8]موجود بولاية تلمسان.


حصل أن جاء أشخاص حلوا مكانهم في هذا المجال، وسمَّوا أنفسهم تسميات غريبة؛ من ضمنها: طب الأعشاب، الطب النبوي، الطب البديل، العشاب، الطب الصيني، الطب الشعبي.... وأسماء كثيرة، وهكذا، فقد دمَّروا معالم الطب والصيدلة بالخرافات والدجل، فمَن هبَّ ودبَّ صار عارفًا بالأعشاب، وراح يَنعت الوصفات، ويُحضِّر الخلطات بعيدًا عن التراث الموروث[9]، وأصول استعمال الأعشاب في أغراضها الحقيقية، فأدَّت هذه الخرافات إلى ضرر الناس ماديًّا ومعنويًّا، وصار الأطباء والصيادلة لا يَثقون بهؤلاء المُعالِجين الشعبيين في أغلب الأحيان، وأخذوا يَرفضون ويُشكِّكون في أغلبية الوصفات العُشبية، ونسوا ما تعلموا في الجامعات عن الأعشاب وأصل الأدوية الكيميائية، مع العلم بأن كثيرًا من هذه الأعشاب إذا ما أخذت بالجرعة الملائمة وفي الوقت الملائم ومن الشَّخص الملائم (العالم بأمورالأعشاب) وللمرض الملائم، يكون أحيانًا أفضل من الأدوية الكيماوية المصنَّعة بكثير[10]، هذه الخلاصة استنتجتها من تحليل استمارة الدراسة الميدانية الخاصة برسالتنا المذكورة أعلاه.


وحتَّى اليوم تَفتقِد الجزائر دراسات جامعية متخصِّصة في طب الأعشاب، لتخرج أطباء قادرين على منافسة الطب المعاصر، حسب الثابت العِلمي، بدون جدل، بل يكونون قادرين على رفع التحديات الحالية، واكتشاف أدوية عشبية جديدة، قد تكون علاجًا لأمراض العصر الفتاكة.


علمًا أن الموروث الشعبي[11] في الموضوع، وغنى مناطقِنا بالأعشاب الطبيَّة يَضعنا في مقدمة الدول التي تزخر بمادة خام كبيرة وخصبة تَنتظر من يُفجِّرها.


فجامعة تلمسان إلى يومنا هذا - ورغم ما يعرف عنها مِن تقدم في ميدان الطب على المستوى الوطني والدولي - لا زالت مدرجات كُليَّتِها تفتقد هذا التخصُّص.


بينما في بريطانيا ودول أوروبية وآسيوية وأمريكية، توجد مؤسَّسات وطنية للمُعالِجين بالأعشاب، وهم صيادلة أو أشخاص لهم علاقة بالطب درَسوا الفارما كوجنوزي Pharmacognosy (علم الأعشاب والنباتات) بشكل موسَّع ومُباشر، على سبيل المثال: نجد ببريطانيا جمعية اسمها: National Institute of Medical Herbalists وهي جمعية مُعترَف بها رسميًّا وفي العالم، تشرف على تدريس وتمرين المُعالِجين بالأعشاب ضمن برنامج يمتد إلى أربع سنوات يَدرسون فيها الفارما كوجنوزي Pharmacognosie (علم النباتات والأعشاب)، وPharmacologie الفارماكولوجي (علم الدواء)، والفيسيولوجي Physiologie(علم أعضاء الجسم)، علم التشريح Anatomie، والباثولوجي Pathologie، (علم الأمراض) والمايكروبيولوجي microbiologie (علم الكائنات الحية الدقيقة).


والخلاصة أنه من البديهي أن جسم الإنسان يتوافق بشكل كبير مع الأعشاب إذا قورن بالأدوية الكيميائية؛ فقد عِشنا مع النباتات جنبًا إلى جنبٍ على مدى زمن طويل، وقد تكيَّف جِسمنا كله وبخاصة جهازنا الهضمي معها؛ فهي بمعنى آخر لا تُثير حساسيات أو أعراضًا جانبية؛ لأنها مألوفة، فالخطُّ الفاصل بين الأدوية والأغذية في النباتات ليس باديًا؛ إذ ما نأكله غالبًا وبشكل يومي هو في حد ذاته دواء وعلاج، مثل ذلك البصل والليمون والشعير...، هل هي أغذية أم أدوية؟ يُذكر في الحديث النبوي الشريف أن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا أمته إلى الاستفادة من فوائد الحلبة قائلاً: ((لو تعلم أُمتي ما في الحُلبةِ لاشتروا ولو بوزنها ذهباً))[12].

 

إن الإنسان منذ القِدَم استعمل "الصيدلة الطبيعية" أو الأرض التي أودع الله - سبحانه وتعالى - فيها هذا المخزن العلاجي، وقد ربط الإنسان العلاقة بين النباتات البرية التي تغطي وجه الأرض، وبين الأمراض التي يُصاب بها؛ فاستعمل هذه الأعشاب أو أجزاء منها في التداوي من العلل؛ كالجذور والأوراق والثمار والبذور التي تعرَّف عليها خلال التجوال والترحال، ومراقبته للحيوانات التي تأكل هذه الحشائش، فلاحَظَ أن لبعضها القدرةَ على شفائه بإذن الله.


مثال عن العلاج بالأعشاب: الحبة السوداء؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عليكم بالحبَّة السوداء؛ فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام))، والسام: الموت؛ ثبت في الصحيحين من حديث أبي سلَمة عن أبي هريرة رضي الله عنه.


وهي كثيرة المنافع، وتُستخدَم على عدة أشكال لعلاج الربو واعتلال البطن وغيره، ولكن لا يَنبغي الإسراف في تناولها وأخذها بكميات كبيرة، فقد تؤدِّي إلى أضرار جانبية، وأما الأعشاب الأخرى كالزنجبيل والشِّيح والحلبة وغيرها التي غالبًا ما تُستخدم على شكل مشروب، فلها فوائد كثيرة، وتُستخدَم في علاج أمراض الكبد والمعدة وغيرها[13].


وروى مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله تعالى)).


أما في الثقافة الشعبية بتلمسان، فإن بعض الأعشاب يَحظى بمكانة كُبرى في العلاج لا جدل فيها، وهي ذات مرجعية فِكرية مُسبقة في كل الممارسات الطبية الشعبية؛ كالحلحال، العرعار، الشيح، الحرف، الدفلة... كقولهم:

• اسأل المجرِّب ولا تسَأل الطبيب (للتأكيد على أهمية التجربة).

 

• سقسي[14] لمجرِّب ولا اسقسي الطبيب (اسأل المجرب ولا تسأل الطبيب).

 

• العرعار ما إيخلي عار (أي: إن نبات العرعار يعالج به كل الأمراض).

 

• الحلحال يداوي كل حال (أي: نبتة الحلحال يعالج بها كل حالات الأمراض).

 

• الشيح ما يترك ريح (أي العلاج بالشِّيح لا يترك الغازات في البطن).

 

• كل الحرف ونقز الجرف (نقز باللهجة المحلية معناه: اقفز من أعلى الجرف، وهو الصخرة، بمعنى آخر: ارتمِ من مكان عالٍ ولو تكسرت العظام، فإن نبتة الحرف تَجبرها).

 

• القمح والزيت عمار البيت.

 

• لا يغرك نوار الدفلة في الواد عامل ضلايل ولا يغرك زين طفلة حتى تشوف لفعايل. (أي لا يغرك زهر نبتة الدفلة، فإنها سامة، رغم جمالها...).

 

• قهوة العشية خير من نعجة مشوية (العشية معناه المساء).

 

• الخبز والما يقلع الغمة (أكل الخبز والماء يبعد الهم أو الغبن).

 

• أتاي بلا شيبة وبلا نعناع بناقس منو قاع؛ أي: (شرب الشاي بدون نعناع وشيبة[15] لا جدوى منه).

 

المراجع:

1-: قاموس الغذاء والدواء بالنباتات؛ أحمد قدامة، دار النفائس، ط: 5، بيروت، لبنان.


2- 5 - 6-7: القرآن الكريم.


3- أحمد قدامة: قاموس الغداء والتداوي بالنباتات، دار النفاس، بيروت، 1990م، ط2 (ص:).


4- أمين روحية: التداوي بالأعشاب، دار القلم، بيروت، لبنان، الطبعة السابعة 1983.


5- عبداللطيف الهرماسي: مفهوم المقدس بين دعاوى الكونية وخصوصية الإنسان الدينية، مجلة الفكر العربي المعاصر، عدد: 132.


6- : فوزي العنتيل: بين الفلوكلور والثقافة الشعبية، القاهرة: الهيئة المصرية للكتاب، 1899، (ص: 35)، (ص: 191).


7- le corps humain:p.Vincent librairie vuibert paris 1978 p247.


8- Liberté Algérie Jeudi, 21 Mars 2013 , Édition N°6260.


9- سعيدي محمد: ظاهرة زيارة الأولياء والأضرحة في منطقة تلمسان وأبعادها الاجتماعية والثقافية، ط: CRASC، 1996.


10- فوزي العنتيل: بين الفلوكلور والثقافة الشعبية، القاهرة: الهيئة المصرية للكتاب، 1899، (ص: 35)، (ص: 191).


11- القداحي (فرح الحميد): الشفاء بالحبة السوداء، دار الإسراء، القاهرة، ط:

1- ابن قيم الجوزية.

2- صحيح مسلم.

3- صحيح مسلم.



[1] قاموس الغذاء والدواء بالنباتات؛ أحمد قدامة، دار النفائس، ط 5، بيروت، لبنان.

[2] أحمد قدامة: قاموس الغذاء والتداوي بالنباتات، دار النفائس، بيروت: 1990م ط2.

[3] أمين روحية: التداوي بالأعشاب، دار القلم، بيروت، لبنان، الطبعة السابعة: 1983.

[4] نفس المصدر أمين رويحة (ص: 9 - 10).

[5] عبداللطيف الهرماسي: مفهوم المقدس بين دعاوى الكونية وخصوصية الإنسان الدينية، مجلة الفكر العربي المعاصر، عدد 132.

[6] le corps humain:p.Vincent librairie vuibert paris 1978 p247.

[7] مثل دواء: (Biocaluptol) و(Hederal)؛ للسعال.

[8] Liberté Algérie Jeudi, 21 Mars 2013 , Édition N°6260.

[9] سعيدي محمد: ظاهرة زيارة الأولياء والأضرحة في منطقة تلمسان وأبعادها الاجتماعية والثقافية، ط: CRASC، 1996.

[10] أضرار الأدوية الكيميائية، مثل: corticoïdes et anti- inflammatoires.

[11] فوزي العنتيل، بين الفلوكلور والثقافة الشعبية، القاهرة: الهيئة المصرية للكتاب، 1899، (ص: 35)، (ص: 191).

[12] مجمع الزوائد 5/44.

[13] القداحي (فرح الحميد) - الشِّفاء بالحبة السوداء - دار الإسراء، القاهرة ط: 1.

[14] سقسي باللَّهجة المحلية: اسأل.

[15] الشيبة هي نبتة ذات منافع كثيرة إذا عرف استعمالها، وهي Absinthe.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الطب والعلوم
  • الأعشاب: تركيبها وفصائلها

مختارات من الشبكة

  • استخدام الطب الشعبي(استشارة - الاستشارات)
  • مخطوطة مقتدى الشروح في الطب (شرح الموجز في علم الطب لعلي بن أبي الحزم)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • رعاية الفكر في مواجهة الفكر(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مقاصد الشريعة بين الفكر الأصولي والفكر الحداثي (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • العلاج الشعبي بين الاعتقاد والممارسة ( دراسة ميدانية )(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • بين فكر الأزمة وأزمة الفكر(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • إنجازات المسلمين في مجال الطب ( في طب العيون )(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مفهوم الثقافة في الفكر العربي والفكر الغربي (PDF)(كتاب - ثقافة ومعرفة)
  • ثراء الفكر وفكر الثراء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إنجازات المسلمين في مجال الطب ( الابتكارات )(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 


تعليقات الزوار
1- ال‎ pharmacognosy
Ali Farag - مصر 09-12-2015 12:39 PM

طبعا ال‎ pharmacognosyلا تقل أهمية عن باقي أقسام الصيدلة بل بالعكس لها الدور الأكبر فى العلاج الآمن

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 25/11/1446هـ - الساعة: 8:19
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب