• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    فضل عشر ذي الحجة (خطبة)
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    فصلٌ: فيما إذا جُهل حاله هل ذُكر عليه اسم الله أم ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    خطبة (المروءة والخلق والحياء)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    تساؤلات وإجابات حول السنة
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    الأيام المعلومات وذكر الله (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    من تجاوز عن المعسر تجاوز الله عنه
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الدرس التاسع عشر: الشرك (2)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    الحذر من استبدال الأدنى بالذي هو خير
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    خطبة: اغتنام عشر ذي الحجة خير الأيام
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    إعلام النبلاء بفضل العلم والعلماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تفسير: (فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    التحذير من الإسراف والتبذير
    الشيخ صلاح نجيب الدق
  •  
    استحباب أخذ يد الصاحب عند التعليم والكلام والمشي
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    مفهوم الخصائص لغة واصطلاحا وبيان أقسامها
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    خطبة: عشر ذي الحجة فضائل وأعمال
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    علام يقتل أحدكم أخاه؟! خطورة العين وسبل الوقاية ...
    رمضان صالح العجرمي
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ
علامة باركود

منارة جامع إشبيلية: الخيرالدا (2/4)

د. جاسم العبودي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/8/2009 ميلادي - 9/8/1430 هجري

الزيارات: 43658

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

منارة جامع إشبيلية (الخيرالدا) 2- بناء منارة جامع إشبيلية:
كان الموحِّدون قد اتَّخذوا في قصبة إشبيلية جامعًا صغيرًا، فضاق بهم عند استيطانِهم، وترادفِ وفودِ الموحدين عليهم[1]، وكان أيضًا جامع إشبيلية المعروف بجامع العَدَبَّس قد ضاق بأهلها[2]، فأمر السلطان أبو يعقوب ببناء الجامع الكبير الجديد بإشبيلية وصوْمعته سنة 572/ 1176، حسب صاحب كتاب "الحلل المَوشِيَّة"[3].

ولكن المؤرخ ابن صاحب الصَّلاة - وهو شاهد عيان ومعاصر للأحداث - يؤكِّد أنَّ أبا يعقوب ابتدأ "باختِطاط موضع هذا الجامع[4] ... وأنفذ أمره ببنائه في شهر رمضان من سنة 567" هـ، فهدمت الديار في داخل القصبة له[5].

وأمَّا المنارة فقد "أمر ببنائها عند وصوله إلى إشبيلية في غزوته إلى شَنْتَرِين [6] Santarén في الثالث من صفر من عام 580/ 1184"[7]، تكون في اتِّصال السور مع الجامع المذكور، تجاوز في ارتفاعها صومعة جامع قرطبة[8].

 

الخيرالدا



لقد أثار ابتكار منارة جامع قرطبة بتفافيحها[9] الثلاثة إعجاب مؤرخي الأندلس وغيرهم، فقد أطرى عليها كثيرًا ابن بَشْكُوال في القرن 12 الميلادي، وهي وإن كانت من اختراع عرفاء المهندسين المسلمين، لا تَخلو من مسحة رومانيَّة، ولكن لا يُمكن القول: إنَّها "هي عمل روماني أكثر منه إسلامي"، كما زعم [10] Ambrosio de Morales بعد ابن بشكوال بأربعة قرون في ثنائه عليْها.



الخيرالدا



فكانت خلال قرنين مصدرًا ومثالاً احتذاه مهندسو الموحِّدين في منارات إشبيلية ومراكش والرباط فيما بعد[11]، ولو أن المَرَّاكُشِي يؤكِّد أنَّ مئذنة مسجد حسَّان في الرباط "على هيئة منار الإسكندرية"[12].

 

الخيرالدا
 

 وقد كلف ببناء جامع إشبيلية الكبير وصومعته "شيخ العُرفاء[13] أحمد بن باسُه[14]، وأصحابه العُرفاء البنَّاؤون من أهل إشبيليَّة، وجميع عرفاء أهل الأندلس، ومعهم عرفاء البنَّائين من أهل مَرَّاكش ومدينة فاس وأهل العُدوة"[15].



الخيرالدا



ولما فتح ابن باسه أساس هذه المنارة، وافق بئرًا معينة للماء، فرَدَمَها بالأحجار والجيار، وبلط فوق الماء حتَّى أمن قعود الأساس، ثمَّ بناها "بالحجر المُسمَّى الطَّجُون[16] العادي المنقول من سور قصر ابن عَبَّاد"[17].

 

الخيرالدا



وقد توقَّف بناؤها بسبب وفاة أبي يعقوب على أثر جرحه في الغارة على شنترين، إلى أن وصل من مراكش أبو بكر بن زُهْر نائبًا عن الخليفة الجديد أبي يوسف يعقوب المنصور، في عام 584/ 1188[18]، فأمر "بإعادة بناء الصَّومعة المذْكورة، وبناء ما اختلَّ في الجامع، فشرع فيها بعمل العريف علي الغُماري، بالآجرِّ الذي هو حدّ من بناء الحجر المذكور"[19].
 


داخل الخيرالدا



ويظهر جليًّا أنَّ العريف عليًّا الغُماري قد ناب هذه المرَّة عن شيخ العرفاء ابن باسُه لوفاته[20]، وقد استمرَّ الغماري في ذلك أعوامًا، "يعمل في الصومعة أحيانًا، ويسافر عن إشبيلية إلى مراكش فيتعطَّل، ثم يعود البناء في الصومعة، وفيه لازم الجلوس بنفسِه على البنَّائين في المُدد التي كان يعاود فيها البناء"[21].

 

الخيرالدا



ويرى ابن صاحب الصَّلاة أنَّ يعقوب المنصور عقب انتِصاره الباهر على الفونسو الثامن  Alfonso VIII، ملك قِشْتالةَ Castilla، في غزوة الأَراك [22] Alarcos، وصل إلى إشبيليَّة، فأمر في مدَّة إقامته بها "بعمل التفافيح الغريبة الصنعة، العظيمة الرفعة، الكبيرة الجِرْم، المذهبة الرسم، الرفيعة الاسم والجسم"[23].

 

منارة الكتبية في مراكش
 

وابن أبي زرع يوافق ابن صاحب الصَّلاة في السياق ويخالفه في الفحوى، عندما ذكر أنَّ يعقوب المنصور بعد معركة الأراك، سار بجيوشه في بلاد النصارى "حتَّى وصل إلى إشبيلية فدخلها وشرع في بناء جامعِها ومنارها العظيم"[24].

وهذا غلط من أبي زرع؛ لأنَّه يوحي أن يعقوب المنصور هو الذي شرع في بناء الجامع، ويتعارض مع ما ذكره شاهد العيان والمعاصر للأحداث: ابن صاحب الصلاة، كما أشرنا إلى ذلك سابقًا.

وممَّا يعزِّز غلط ابن أبي زرع: أنَّه في مكان آخَر أكَّد ما ذكرهُ ابن صاحب الصلاة، حيث يقول: "وفي سنة 567 شرع أمير المؤمنين يوسف في بناء الجامع المكرم بإشبيلية"[25].

 

وقد اختلط أيضًا تأريخ عمل التفافيح على ابن أبي زرع وابن عذاري[26]، فهو عند الأوَّل في صفر سنة 593، وعند الثَّاني في شوَّال من نفس السنة، وكلاهما يتعارضان مع ما ذكره ابن صاحب الصَّلاة آنفًا.

وكان وزن الذَّهب الذي طُليت به هذه التَّفافيح الثَّلاثة الكبار والرَّابعة الصغرى "سبعة آلاف مثقالاً كبارًا يعقوبيَّة"[27]، عمِلها المهندسون بين يدي أمين المخزن وحضوره، وقد ركبت في عمود عظيم من الحديد، أصله في بنيان أعلى صومعة الصَّومعة، زنة العمود - كما يقول ابن صاحب الصَّلاة - مائة وأربعون رُبعًا من حديد[28].

ويختلف الأمر كثيرًا عند ابن أبي زرع، حيث يقول: "وعمل التفافيح.. لا أعرف لها قدرًا، إلاَّ أنَّ الوسطى منها لم تدخل على باب المؤذن، حتَّى قلع الرخام من أسفله[29]، وزنة العمود الذي ركبت عليه أربعون رُبعًا من الحديد، وكان الَّذي صنعها ورفعها في أعلى المنار المعلم أبو الليث الصفار، مُوِّهَت تلك التفافيح بمائة ألف دينار ذهبًا"[30].

وقد بلغ وزن هذا الذهب وقيمته حدًّا كبيرًا، فاق ما أنفق في تفافيح جامور صوامع أخر، فالجامع الذي بناه السلطان أبو الحسن المريني حِذاءَ ضريح أبي مدين شُعيب بن الحسين[31]، في القرن الثامن الهجري، كانت له صومعة في غاية الحسن، "وقد ذُهِّبت - كما يقول ابن مرزوق - تفافيح جامورها بثلاثمائة وسبعين دينارًا ذهبًا"[32].

ولم يكن عمل التَّفافيح اختراعًا جديدًا، حاز فيه يعقوب المنصور القدح المعلَّى - وإن هلَّل له كثيرٌ من المؤرخين - فقد سبقه إلى ذلك عبدالرحمن الناصر - كما ذكرنا سابقًا [33] - عندما بنى صومعة جامع قرطبة في سنة 340/ 951، وبعده بأربع سنوات الأمير أحمد بن بكر الزناتي، عندما شرع في بناء صومعة القرويين، في يوم الاثنين غرة رجب من سنة 344 هـ، "حيث ركب على رأس المنار تفافيح صغارًا مموَّهة بالذهب، وركب في أعلاها سيف إدريس بن إدريس الذي بنى المدينة تبرُّكًا به"[34].

وقد استمرَّ هذا التقليد فيما بعد في أماكن عدَّة من بلدان المغْرب العربي، كالجامع الكبير في تِلِمْسان وجامع أبي مدين[35].

ولما كملت هذه التفافيح سُترت بالأغشية من شقاق الكتَّان، ثم رفعت بالهندسة إلى الصومعة، في احتفال بهيج، بمحضر الخليفة يعقوب المنصور وابنه ولي عهده النَّاصر لدين الله وبنيه، وأشياخ الموحِّدين وحاشيته، وقاضي إشبيلية وأهل الوجاهة فيها، وذلك في يوم الأرْبعاء، عقب ربيع الآخر سنة 594/ 10 آذار 1198[36]، ثم كُشفت عن أغشيتها "فكادت تغشي الأبصار من تألُّقها بالذَّهب الخالص الإبريز وبشعاع روْنقِها"[37].

حقًّا إنَّها كانت - كما يصفها المقري - "عظيمة القدر"، "ليس في بلاد الإسلام أعظم بناء منها"[38].

 

فابتنيت الأسواق حوالي الجامع المذكور، بعد هدم الديار والحوانيت والفنادق المضيقة عليه، فنما الخراج من ذلك نموًّا كبيرًا، وعمر الجامع بالصلوات، فضخم شأنه، وعظم مكانه عند أهل إشبيلية، والذين ما انفكُّوا معجبين بهذه التفافيح وإشعاعها، الَّذي كان يسطع على غابات زيتون الشَّرَف[39] وفحص إشبيلية وما يحيط بها.

وقد ازدهرت إشبيليَّة في عصر الولاة، واستقرَّت بها أُسرات عربية، مصريَّة وشاميَّة، وعلى الأخصِّ يمانية[40]، وكانت من الكُورِ المُجَنَّدة، فقد نزلها جُنْدُ حِمْص سنة 125/ 742 - 3، ولِواؤُهُم في المَيمَنةِ بعد لِواء جند دِمَشقَ.
 

منارة حَسّان في الرباط



وفي عهد الأُمويين كانت إشبيلية من أعظم مدن الأندلس بعد قرطبة، مدينة عظيمة، على بعد ستين ميلاً من المحيط الأطلنطي، تمتاز بموقِعِها الإستراتيجي على الضفة اليُمنى للوادي الكبير [41] Guadalquivir، وبيسر ارتباطها عن طريق البرِّ والنهر بسائر مدن الأندلس، وسهولة اتِّصالها بسواحل العُدْوَة، عظيمة الشأن، طيِّبة المكان، لها كور جليلة ومدن كثيرة وحصون شريفة، بلغت اثني عشر إقليمًا[42]، تاجها إقليم الشَّرَفِ[43]، وفي عنقها سِمْطُ النهر الأعظم، الذي هامَ في حسنه الشُّعراء، وأسهب في وصفه الكتَّاب.


Giralda, Kansas City



ولم تهنأ إشبيليَّة طويلاً في أيَّام عرْسِها الإسلامي، ففي سنة 230/ 844 هاجمها البرابرة المُجُوس[44] من شمال أوروبا؛ لتفوُّقها الحضاري وازدهارِها العمراني، فبنى عبدالرحمن بن الحكم (المعروف بالأوسط) (206 - 238/ 822 - 852) سور إشبيليَّة لحمايتها من أي هجوم آخر، وشيَّد فيها جامعها، وهو من عجيب المباني، اليوم تقوم في مكانه كنيسة السَّلْبَادور [45] El Salvador، وأضاف إليه صَومعة بديعة الصنعة.

 

"Giraldilla "de Lebrija



في يوم الاثنين لخمس خَلَوْنَ من جمادى الأولى سنة إحدى وثلاثمائة، 7 كانون الأول 913، هدَّمَ ابن السليم سورها[46] قصدَ إخضاعها لقرطبة، وقد ذكر البكري أنَّ سور إشبيلية قد بُنِي بالتُّراب للمرَّة الثالثة، بعد سقوط الخلافة (422/ 1030)[47].

ثمَّ تناثر سلك الخلافة الأمويَّة بقرطبة، فغيَّرت الفتنة[48] رسوم ذلك العمران، فصار أكثرُها خلاء يندب ساكنيه، وتبع ذلك قيام دويلات الطوائف، ورغم ذلك علا نجْم إشبيلية، وشهدت في عصر بني عَبَّاد[49] ازدهارًا لم تشْهده من قبل، فأصبحت قاعدة بلاد الأندلُس، عندما اختارها آل عبّاد[50] عاصمة لهم.

 


Wrigley Building Tower, Chicago



ولقد نشطت كثيرًا تِجارتُها في عصر المُرابطين[51]، فكانت "مدينة عامرة، بها أسواق قائمة، وتِجارات رابحة، وأهلها ذوو أموال عظيمة"[52]، رغْم أنه توالى عليها ثمانيةَ عشرَ واليًا خلال ستَّة وخمسين عامًا[53].

وسرْعان ما بلغت أوْج ازدِهارها عندما هجر الموحِّدون قرطبة[54] واختاروها مقرًّا لإقامتهم، فكانت مدينتُهم الأثيرة؛ لذا خصُّوها بالإعمار والتسكين.

فتحوَّلت في عهد واليها الموحّدي أبي يعقوب يوسف، منذ سنة 551/ 1156 إلى سنة 558/ 1163، إلى مدينتِه المفضَّلة، وعاصمته الثَّانية بعد مَرَّاكُش عندما أصبح خليفة، فَمَصَّرها وأمر ببناء سورِها من جهة الوادي من ماله بعد أن هدَّمَهُ السيل[55] في عام أربعة وستين وخمسمائة / 1168 - 9، "وبناه بالحصى والجيار"[56].

وقد قام بأعمال جليلة، فأصلح العُدْوة وأمَّنها، وخصَّ الأندلس في إمارته وخلافته، ففي يوم السبت أوَّل يوم[57] من المحرَّم سنة 567 "عقد جسرًا على واديها بالقنطرة[58] العظيمة الهندسة، لعبور النَّاس عليْها من أهلِها وأهل الشَّرَف إليْها لعمارتِها وحاجاتِهم ومرافقهم، ولإجازة العساكر للغزْو عليْها، ... ما لَم يتقدَّم قبله لملك في الأندلس ... وسَبَّلها على المسلمين للعبور عليها في مصالحهم دون قبالة"[59]، كما يقول ابن صاحب الصَّلاة[60].

 

Freedom tower, Miami



فكملت في اليوم السَّابع من صفر سنة 567 هـ، وكان يومًا حفيلاً من قرع الطبول[61]، وكان أوَّلُ عسكر جاز عليها إلى طرِيانَة Triana، بعد ثلاثة أيَّام من افتِتاحها عسكرَ الموحدين، يحمل ميرة إلى بطليوس Badajoz من القمح والشعير والآلات[62].

وابتنى قَصَبَتَها الدَّاخلية والبرَّانيَّة (الخارجيَّة)[63]، وابتنى أيضًا الزلاليق لأبْواب إشبيلية، والقناطر حول المدينة من كل جانب[64]، وفي شهر صفر سنة 567 هـ أمر ببناء قُصوره المعروفة بالبحيرة[65] خارج باب جَهْوَر من إشبيلية[66]، ثمَّ أمر الخليفة أبو يعقوب المهندس الحاج يعيش[67] بإيصال المياه إلى قصوره والبحيرة، لشرب الناس ومرافقهم، فأجراه بكمال الهندسة والتدبير، عبر قناة رومانية بعد إصلاحها، من الوادي يقرب قلعة جابر Alcalá de Guadaira لمسافة 15 كم تقريبًا[68].

فتكاثر النَّاس، ونَما الخراج، حتَّى وصفها الزُّهْري "بعروس بلاد الأندلس"[69]، وابتنيت الأسواق والحوانيت، وعرفت بحسن المباني، وتزْيين الخارج والدَّاخل منها، "وكوْن أكثر ديارِها لا تخلو من الماء الجاري والأشْجار المتكاثفة"، وكوْن ضفتي نهرها الأعظم "مطرزتين بالمنازه والبساتين والكروم والأنشام"، وقد سُعِدَ هذا الوادي بكوْنِه لا يخلو من مَسرَّة وطرب، وأمَّا علماؤها في كل صنف، حتى إن الشَّقُنْدِي ردَّدَ قول عامَّتها: "لو طُلِبَ لبن الطير في إشبيلية وُجِدَ"[70].
 
 


 

[1]   ابن صاحب الصلاة، المن بالإمامة: 510-511. 
[2]   عن جامع العدبس، ينظر: L. Torrés Balbás, "La primitiva mezquita mayor de Sevilla", al-Andalus, XI (1946), pp. 425-439.
[3]   P. Melchor M. Antuña, Sevilla y sus momentos árabes, pp. 39-40؛ الحلل الموشية: 39. 
[4]   ينظر بوش بيلا عن جامع إشبيلية الكبير: Bosch Vilá, Historia de Sevilla: La Sevilla islámica, 712-1248, Sevilla 1984. 
[5]   ابن صاحب الصلاة، المن بالإمامة: 509، 511؛ الناصري، الاستقصا، الدار البيضاء 1954: 3/ 151. 
[6]   تقع شنترين شمال لَشْبُونَة، على جبل شاهق، بينها وبين بطليوس، كما يقول الحميري أربع مراحل. ينظر: الإدريسي، مسالك الأندلس في القرن الثاني عشر الميلادي، دراسة وتحقيق وترجمة وملاحظات جاسم العبودي، حيثُ ضم أغلب المصادر العربية والإسبانية، وهو:
Al-Idrīsī, Los caminos de al-Andalus en el siglo XII. Estudio, edición, traducción y anotaciones por Jasim Alubudi, C.S.I.C., 1989, p. 175.
[7]   ابن صاحب الصلاة، المن بالإمامة: 516، 517. 
[8]   ذكر ابن بشكوال أطوال صومعة جامع قرطبة ومراكش (المقري، نفح الطيب: 1/ 562-3)، وأضاف أنَّ عبدالرحمن النَّاصر أمر بهدم الصَّومعة الأولى (أي صومعة هشام الأوَّل) سنة 340 هـ، وأقام مكانَها هذه الصَّومعة البديعة، ثم أضاف قائلاً: "وخبر هذه الصومعة مشهور في الأندلس، وليس في مساجد المسلمين صومعة تعْدِلها"، ويعلق ابن سعيد على كلامه هذا فيقول: قال ابن بشكوال هذا لأنَّه لم يرَ صومعة مراكش ولا صوْمعة إشبيلية، اللتين بناهما المنصور ... فهما أعظم وأطول" (المقري، نفح الطيب: 1/ 562؛ ولاحظ كذلك 1/ 548-552 و 559 ففيها وصف دقيق لهذه الصومعة).
وسرعان ما تحوَّلتْ - على إثر سقوط قرطبة سنة 1236 م - إلى برج للنَّواقيس، الأمر الذي أحدث فيها تغييرات جسيمة، كما تعرَّضت أيضًا فيما بعد إلى أضرار فادحة خاصَّة الجزء الأعلى منها، كالإعْصار المصحوب بزلزال سنة 1589 م، ينظر:
Madrazo, España, sus monumentos y artes, naturaleza e historia: Córdoba, pp. 195-6, 350-1.
ولتقويتها فقد هدم ما تبقَّى من الجزء الأعلى منها، وكسي القسم السفلي منها من الداخل والخارج، ما بين 1593 و 1653 م، ببِناء من الحجر، وبقي هذا الجزء مخفيًّا، إلى أن كشفت مجموعة من التنقيبات الحديثة برئاسة المعماري فليس هرناندث 22 مترًا من هذه المنارة، من طول 34 م كان في القرن العاشر. ينظر:
E. Lévi-Provençal, España musulmana, Madrid 1973, IV, pp. 465-471; Creswell, Early Muslim Architecture, II, p. 141; Morales, Las antigüedades de las ciudades de España, X, pp. 54-55; F. Hernández Giménez, El alminar de 'Abd al-RaÊmān III en la mezquita de Córdoba, Granada 1975; R. Castejón, Guía de Córdoba, pp. 38-42, 62-73.
[9]   عن وصف التفافيح ينظر: المَقري، نفح الطيب: 1/ 562-3؛ الحميري، الروض المعطار، ط. ليفي بروفنسال: 155 ذكر أنها خمس تفافيح؛ ومن الترجمة الفرنسية 187. 
[10]   Morales, Las antigüedades de las ciudades de España, X, pp. 54. 
[11] E. Lévi-Provençal, España musulmana, p. 465; R. Arié, España musulmana, 426. 
[12]   المراكشي، المعجب، تحقيق الرعيان والعلمي، الدار البيضاء 1978: 384. 
[13]   كلمة العريف انتقلت نفسها وبنفس المعنى للغة الإسبانية. 
[14]   هو أكبر معماري الأندلس في زمن الموحدين، كان مقيمًا في إشبيلية، ومنها توجه إلى جبل طارق سنة 555 هـ ثم إلى قرطبة، وأغلب الظَّن أنَّه هو الذي أشرف على بناء جامع حسان في مدينة الرباط والكتبية في مراكش، للتَّشابُه بين منارتهما ومنارة جامع إشبيلية، وإن كان هذا يحتاج إلى مزيد من الأدلة.
ينظر: ابن صاحب الصلاة، المن بالإمامة: 509؛ Melchor M. Antuña, Sevilla y sus momentos árabes, p. 115-7.
[15]   ابن صاحب الصلاة، المن بالإمامة: 510. 
[16]   لم أعثر على مدْلول هذه الكلمة، وظني أنه يعني بها الآجر (الطابوق) المفخور ربما بالنار. ملشور اعتبرها مصحَّفة وترجمها "بأضراس السبع"، وويثي ميرندا في ترجمته "للمن بالإمامة" (ص 201) نقل الكلمة نفسها، وقد ذكر ابن صاحب الصلاة أنواعًا عديدة من مواد البناء، حيث يقول: "وحصن الجامع بالأدراج من جهة الغرب، وسطح حواليه بالحجر الكدّان"، "وصنع في داخل المسقف شمسيات من زجاج وسطحه بالآجر" (ص 518-9)؛ وفي ترميم مسجد ابن عَدَبَّس يقول: "وبنوا له أبراجًا من الحجر العادي من جهة حائطه الغربي، وسطحوا صحنه بالآجر المحكوك الحسن الصنعة، وتابعوا أقواسه بالجبس والجيار" (ص 523)؛ "المسجد الجامع الكبير في إشبيلية أسسه من الماء بالآجر والجيار والحصى والأحجار" (ص 511)؛ وقد واصل ابن باسه البناء حوالي قصور البحيرة في إشبيلية "بالحيطان المبنية بالجيار والرمل والحصى من جهاتها" (ص 502)؛ وفي مكان آخر يقول: "ودواب أمير المؤمنين وعبيده ينقلون عليها الأحجار والآجر والجيار" (ص 503). 
[17]   ابن صاحب الصلاة، المن بالإمامة: 518. 
[18]   ابن عذاري (البيان المغرب، قسم الموحدين: 221 - 2) - وإن كانت تواريخ الحوادث عنده متضاربة كما سنرى - ذكر أنَّ يعقوب المنصور، لما دخل إشبيلية يوم الثلاثاء السابع والعشرين من شعبان سنة 591 هـ "أكَّد العزم في بناء الجامع الكبير وتتمييم منارته". 
[19]   ابن صاحب الصلاة، المن بالإمامة: 518. 
[20]   عبدالعزيز سالم، المساجد والقصور في الأندلس: 41. 
[21]   ابن صاحب الصلاة، المن بالإمامة: 519. 
[22]   جرت يوم الأربعاء التاسع من شعبان سنة 591 هـ/ 19 تموز 1195، يبدو لي أنَّ ابن زرع أكثر دقَّة من ابن صاحب الصلاة وغيره في ضبط الأسماء قريبة من لفْظِها الإسباني، وعلى الأرْجَح أنَّه كان ينقل عن مصدر له اطِّلاع بهذه اللغة، فقد كتب غزوة الأراك بدلاً من الأرك، والفونسو بدلا من أذفونش أو الفنس عند ابن صاحب الصلاة وغيره.
ينظر: ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، دار المنصور، الرباط 1973: 220 - 229؛ ابن عذاري، البيان المغرب، قسم الموحدين: 218 - 221؛ المقري، نفح الطيب: 1/ 446. 
[23]   ابن صاحب الصلاة، المن بالإمامة: 519. 
[24]   ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، دار المنصور، الرباط 1973: 229. 
[25]   ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، دار المنصور، الرباط 1973: 211. 
[26]   يقول ابن أبي زرع (الأنيس المطرب: 129): "ثم دخلت سنة 592، فيها خرج أمير المؤمنين إلى غزوته الثالثة ... إلى أن يقول: فدخل إشبيلية في غرة صفر من سنة 593، فأخذ في إتمام بناء الجامع وتشْييد مناره، وعمل التفافيح من أملح ما يكون ومن أعظمه".
وأمَّا ابن عذاري (البيان المغرب، قسم الموحدين: 227-8) فذكر أنَّ يعقوب المنصور: "دخل إشبيلية صدر شوال (من عام 593 هـ) وأكَّد في تتميم ما بقي بالجامع المكرم من الأطراف وإكمال فحل المنار". 
[27]   ابن صاحب الصلاة، المن بالإمامة: 520. 
[28]   ابن صاحب الصلاة، المن بالإمامة: 519. 
[29]   نجد نفس التَّعبير تقريبًا - كما سنرى فيما بعد - في المدونة الأولى لتأريخ إسبانيا العام للفونسو العالم، وهذا ما يعزِّز ما ذكرناه سابقًا، أنَّ ابن أبي زرع ينقل عن مصدر له اطلاع باللغة الإسبانية. 
[30]   ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، دار المنصور، الرباط 1973: 229؛ ابن صاحب الصلاة، المن بالإمامة: 519، ملاحظة رقم 3 عن شخصية أبي الليث الصفار. 
[31]   عن ترجمته، ينظر: المقري، نفح الطيب: 7/ 136-144. 
[32]   ابن مرزوق، المسند الصحيح الحسن في مآثر ومحاسن مولانا أبي الحسن، تحقيق ماريا خيسوس بغييرا، الجزائر 1981: 404. ليفي بروفنسال في مقالته عن المسند جعلها 350 دينارا ذهبا، ينظر: Levi Provençal, "Le Musnad de ' Ibn Marzuk", Hespéris, V, 1925, p. 67. 
[33]   تنظر ص 7 ممَّا سبق، ملاحظة رقم 2.
يقول المقري (نفح الطيب: 1/ 548): وفي رأس منارة جامع قرطبة "تفافيح ذهب وفضة، ودور كل تفاحة ثلاثة أشبار ونصف، فاثنتان من التفافيح ذهب إبريز، وواحدة فضة، وتحت كل واحدة منها وفوقها سوسنة قد هُندِسَت بأبدع صنعة، ورمانة ذهب صغيرة على رأس الزج، وهي إحدى غرائب الأرض". 
[34]   وقد فرغ من بنائها وتشييدها في شهر ربيع الآخر سنة 345. ينظر: ابن أبي زرع، الأنيس المطرب: 57. 
[35]   يقول ابن مرزوق (المسند: 402، 403) عن الجامع الكبير: "ورأيت العمود الذي تركب فيه التفافيح، وهو من حديد يشبه أن يكون صاريًا". 
[36]   ابن صاحب الصلاة، المن بالإمامة: 520. 
[37]   ابن صاحب الصلاة، المن بالإمامة: 521. 
[38]   المَقري، نفح الطيب: 1/ 208، 4/ 129. 
[39]   يقول البكري (جغرافية الأندلس: 114) عن الشرف: "ويطل على إشبيلية جبل الشرف، وهو شريف البقعة كريم التربة دائم الخضرة، فراسخ في فراسخ طولاً وعرضًا، لا تكاد تشمس منه بقعة لالتفاف زيتونه واشتباك غصونه".
وقال بعض من وصف إشبيلية (المَقري، نفح الطيب: 1/ 159): "وإقليم الشرف على تل من تراب أحمر، مسافته أربعون ميلاً في مثلها، يمشي السائر في ظل الزيتون والتين".
وقال (المَقري، نفح الطيب: 1/ 208): "ولو لم يكن لها من الشرف إلا موضع الشرف المقابل لها المطل عليها المشهور بالزيتون الكثير الممتد فراسخ في فراسخ لكفى... وعسل الشرف يبقى حينًا لا يترمَّل ولا يتبدل، وكذلك الزيت والتين". 
[40]   عبدالعزيز سالم، المساجد والقصور في الأندلس، الإسكندرية 1986: 71.
[41]   يسمَّى أيضًا النهر الكبير، الوادي، النهر الأكبر، نهر قرطبة، النهر الأعظم ... إلخ. ينظر: ابن صاحب الصلاة، المن بالإمامة، تحقيق عبدالهادي التازي، بغداد 1979: 230، 496، المَقري، نفح الطيب: 1/ 157، 159، 208؛ M. Drain, R. Lhenaff, J.R. Vanney: Le Guadalquivir. Introduction géographique, Paris 1971; J. Vallvé, La división territorial de la España musulmana, C.S.I.C. Madrid 1986, pp. 125-132.
وعن كلمة "الوادي" في المصادر اللاتينية والرومانسية، ينظر: E. Terés, "La voz árabe al-wādī reflejada en documentos latinos y romances", al-Andalus, XLII; 1977, pp. 25-59. 
[42]   ينظر عن الأقاليم: البكري، جغرافية الأندلس وأوروبا: 115؛J. Vallvé, La división, p. 322; R. Valencia, Sevilla musulmana ..., Madrid, 1988, 32-49. 
[43]   هي المرتفعات الواقعة شمال إشبيلية على بعد 3 كم منها، وكان من أهم أقاليم إشبيلية ازدهارًا وأكثرها سكَّانًا، ولاسيما في العصر الموحدي، وقد وردت هذه التسمية في المصادر الإسبانية للقرن الثالث عشر الميلادي. ينظر: البكري، جغرافية الأندلس وأوروبا: 108، ملاحظة رقم 1؛ A. Herrera, El Aljarafe sevillano durante el antiguo régimen, Sevilla 1980. 
[44]   المجوس أو النورمان هم سكان اسكندنافية (الدانمرك والسويد والنرويج) وقد هاجموا الأندلس عدَّة مرَّات. ينظر: ابن حيّان، المقتبس، ط. بيروت 1965: 244، 249-252؛ العذري، نصوص عن الأندلس، تحقيق عبدالعزيز الأهواني، مدريد 1965: 98-100؛ R. Dozy, "Les normands en España", en Recherches 3, Amsterdam, 1965, II, pp. 250-267; E. Lévi-Provençal, España musulmana, IV, pp. 144-150. 
[45]   ينظر كتاب الباحثة الفرنسية رايكل آريه: Arié, España musulmana, Barcelona 1984, p. 214. 
[46]   ابن الأبار، الحلَّة السيراء، تحقيق حسين مؤنس، القاهرة 1963: 1/ 252-3، ابن عذاري، البيان المغرب، تحقيق كولان وليفي بروفنسال، بيروت 1980: 2/ 130-131، 163-4. 
[47]   البكري، جغرافية الأندلس وأوروبا: 114. 
[48]   E. Lévi-Provençal, España musulmana, IV, pp. 144-457-487; J. Vallvé y J. Bosch en: Actas de las Jornadas de cultura árabe e islámica, 1978, 183-204. 
[49]   ينظر عن بني عباد: الحلل الموشية، تحقيق سهيل زكار وعبدالقادر زمامة، الدار البيضاء 1979: 91 - 97، عبدالسلام بن محمد الطوق، بنو عباد في إشبيلية، تطوان 1365 هـ-1946، صلاح خالص، إشبيلية في القرن الخامس الهجري، بيروت 1965. 
[50]   انظر مقالنا عن المعتضد بالله في: الموسوعة الإسلامية، Islam Ansiklopedisi اسطنبول، 2006، المجلد 31، ص 385.
[51]   ينظر عن المرابطين: محمد بن عبود، مباحث في التاريخ الأندلسي ومصادره، الرباط 1989؛ ومقال حسين مؤنس: Husayn Monés, "Les almoravides. Esquisse historique", en RIEI, XIV, 1967-1968, pp. 49-102. 
[52]   المقري، نفح الطيب: 1/ 158-9، الحميري، الروض المعطار، تحقيق ليفي بروفنسال، القاهرة 1937: 19. 
[53]   ابن عذاري، البيان المغرب، تحقيق إحسان عباس، بيروت 1980: 105-108. 
[54]   عن الموحدين ينظر: محمد المنوني، العلوم والآداب والفنون على عهد الموحدين، الرباط 1977؛ والكتاب القيم لِويثي ميراندا: A. Huici Miranda, Historia política del imperio Almohade, Tetuán, 1957, 2 tomos. 
[55]   لوقوع إشبيلية على الوادي الكبير، كانت تتعرَّض على الدوام لسيول جارفة، فمنها سيل 429 هـ، وسيل 574، وسيل 597، ينظر: ابن عذاري، البيان المغرب، قسم الموحِّدين، تحقيق الكتاني وابن تاويت ومحمد زنيبر وعبدالقادر زمامة، بيروت 1985: 140، 239، الحميري، الروض المعطار: 21، وقد تعرَّض لهذه السيول في أغلب أنهار الأندلس حتَّى سنة 439 هـ المستعْرب الإسباني خواكين بالبيه في كتابه القيم: التقسيمات الإقليمية للأندلس، وهو: p. 160-3   Vallvé, La división territorial de la España Musulmana. 
[56]   ابن صاحب الصلاة، المن بالإمامة، بغداد 1979: 230. 
[57]   ابن صاحب الصلاة، المن بالإمامة، بغداد 1979: 486. 
[58]   ورد وصف دقيق لهذه القنطرة - وهو يتفق مع وصف ابن صاحب الصلاة هنا - في تأريخ إشبيلية للمؤرخ الإسباني مورغادو (ص 29) وهو: Alonso de Morgado, Historia de Sevilla, Sevilla 1587، وكذلك في المدونة الأولى لتأريخ إسبانيا العام للفونسو العاشر (ص 760-2) وهي: Primera Crónica General de España, R. Menéndez Pidal, Madrid 1977.   
وقد نقله عنهما المستعرب ملشور أنطونيا في كتابه: إشبيلية وآثارها العربية، وهو: P. Melchor M. Antuña, Sevilla y sus momentos árabes, El Escorial, 1930, pp. 61-83. 
[59]   انتقلت هذه الكلمة نفسها إلى اللغة الإسبانية والفرنسية. 
[60]   ابن صاحب الصلاة، المن بالإمامة: 231؛ R. Arié, España musulmana, p. 215.
[61]   ابن صاحب الصلاة، المن بالإمامة: 496. وقد ذكر ابن صاحب الصلاة في الصفحة التالية (497) أن يوم إكمالها هو الثامن من صفر من سنة 567 هـ. 
[62]   ابن صاحب الصلاة، المن بالإمامة: 497؛ R. Arié, España musulmana, p. 215.
[63]   على الأرجح مكان القصبتين اللَّتين بناهما القيصر واللتين كانتا تعرفان بالأخوين. راجع: البكري، جغرافية الأندلس وأوروبا: 108؛ الحميري، الروض المعطار، ط. ليفي بروفنسال: 18. 
[64]   ابن صاحب الصلاة، المن بالإمامة: 231-2. 
[65]   أكد المؤرخ مورغادو في كتابه "تأريخ إشبيلية" (ص 48) مكان هذه البحيرة، ينظر: عبدالعزيز سالم، المساجد والقصور في الأندلس: 122-3. 
[66]   ابن صاحب الصلاة، المن بالإمامة: 499. 
[67]   الحاج يعيش مهندس مالقي، اشتهر في عهد الموحدين، وقد كانوا يلجؤون إليه في كل المشاريع الهامَّة، فهو الذي صنع مقصورة المسجد الجامع بمراكش بحركات هندسية عجيبة، وهو الذي بنى حصن جبل الفتح بأمر عبدالمؤمن، وصنع بأعلى الجبل رحى تطحن الأقوات، وهو الذي نقل المياه إلى قصور البحيرة في إشبيلية سنة 567 هـ. ينظر: ابن صاحب الصلاة، المن بالإمامة: 131؛ الحلل الموشية: 144، 155. 
[68]   ابن صاحب الصلاة، المن بالإمامة: 504؛ R. Arié, España musulmana, p. 215.
[69]   الزهري، كتاب الجعرافية، دمشق 1968، رقم 230؛ المقري، نفح الطيب: 1/ 208؛ ذكر بلاد الأندلس، تحقيق لويس مولينا، مدريد 1983: 67-8 من الترجمة. 
[70]   المَقري، نفح الطيب: 1/ 462، 3/ 212-4. وهذه من رسالة الشقندي في الدفاع عن فضائل الأندلس، وقد ترجمها غارثيا غومث للإسبانية تحت عنوان: E. García Gómez, Elogio del Islam Español, Madrid- Granada, 1934. 

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • منارة جامع إشبيلية: الخيرالدا (1/4)
  • منارة جامع إشبيلية: الخيرالدا (3/4)
  • منارة جامع إشبيلية: الخيرالدا (4/4)
  • الحدباء

مختارات من الشبكة

  • العلم الشرعي منارة للطريق ونور للقلوب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مسجد الأحمد منارة إسلامية حية في سان كريستوبال(مقالة - المسلمون في العالم)
  • منارات في طريق الهداية (PDF)(كتاب - موقع أ.د. عبدالله بن عمر بن سليمان الدميجي)
  • دلائل الهدى: منارات على درب الإسلام (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • رسميا بناء أول مسجد بقبة ومنارة في سيستو ميلانو(مقالة - المسلمون في العالم)
  • منارات في طلب العلم (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منارات في طريق الدعوة (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • وصايا لقمان: منارات الهدى ومصابيح الدجى(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • منارات قرآنية: (ولا تمنن تستكثر)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الأمل منارة الإبداع ووقوده ( قصيدة )(مقالة - حضارة الكلمة)

 


تعليقات الزوار
1- remerciemment
aya - cmarrod 26-05-2015 12:02 AM

c est tres tres tres jolie merci ah plus tot beaucoup

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 24/11/1446هـ - الساعة: 12:14
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب