حوار مع الأستاذ خالد الوافي مدير برنامج شباب مكة في خدمتك

حوار مع  الأستاذ خالد الوافي

مدير برنامج شباب مكة في خدمتك

برنامج

" شباب مكة .. في خدمتك "

نموذج للاستفادةمن طاقات الشباب

ممّا لا شكّ فيه أنّ تعويد الشباب تخصيص جزء من أوقاتهم وطاقتهم الجسدية والفكرية لممارسة بعض الأعمال التطوعية من شأنه أن ينمي عندهم حسّ المسؤولية، فتُصقَل شخصياتُهم وتبرز مواهبهم وقدراتهم. ولتحقيق هذا الغرض بات من الضروري وجود برامج ومشاريع وأنشطة هادفة تهتمّ بهذا الجانب. وبرنامج «شباب مكة في خدمتك» واحد من هذه البرامج..

وللتعرّف من كثب لهذا البرنامج التقت مجلة منبر الداعيات بمدير برنامج «شباب مكة في خدمتك» الأستاذ خالد بن عبد الله الوافي..

فإلى الحوار:

منبر الداعيات: حبذا لو تُعرفوننا على برنامج شباب مكة في خدمتك؟

أ. خالد الوافي: هو برنامج اجتماعي تثقيفي وتفاعلي يعتمد على البناء القيمي، ويستهدف شريحة الشباب، ويبني قدراتهم ومميزاتهم ويهيئهم مجتمعياً؛ ليتبنوا مشاريع ميدانية بناءة وفق القيم الإسلامية الفاعلة؛ ليصبحوا أنموذجاً حضارياً يخدم سكان مكة والوافدين إليها.

منبر الداعيات: كم عدد الموظفين الذين يشرفون على هذا البرنامج؟ وما هي الأقسام التي يشغلونها فيه؟!

أ. خالد الوافي: يعمل في برنامج شباب مكة في خدمتك 18 موظفاً إدارياً، وكلٌّ منهم ولله الحمد ذو كفاءة جيدة ويحمل روحاً للعمل الجماعي وهمّاً لوضع بصمة له في تاريخ هذه المدينة المقدسة، ويشمل البرنامج عدداً من الأقسام الإدارية: التقنية، والتوظيف، والمركز الإعلامي، وقسم المتابعة والتقارير، والمالية، والعلاقات العامة، وفريق (مبادرون) للعمل التطوعي، وغيرها من الأقسام التي تشكل بمجموعها خليّة واحدة تقدم الخدمات بشكل تكاملي، وهذا أحد الأهداف التي تسعى إدارة البرنامج إلى تعزيزها بين شركائها. أما بالنسبة لأعضائنا الذين يباشرون تقديم الخدمات في الميدان فيزيدون عن 1400 شاب في كل موسم.

منبر الداعيات: ما هي الأهداف التي يسعى برنامج شباب مكة في خدمتك لتحقيقها؟

أ. خالد الوافي:

♦ تعزيز ثقافة خدمة المجتمع المكي والوافدين إلى مكة في الشباب لتصبح شرفاً يتنافسون فيه.

♦ تحقيق معاني الأخوة الإيمانية مع الوافدين لإبراز الصورة المشرقة للمجتمع المكي.

♦ إطلاع الشباب على الجهود الكبيرة التي تُبذل من المؤسسات الحكومية والأهلية في بناء حضارة البلد الحرام وحفظ مقدراته وأمنه، لتتضافر جهودهم مع الجهود الموفقة للدولة في معالجة أبرز المشاكل.

♦ تبنّي برامج ترفع من همة الشباب لتجعلهم أهل نخوة وشهامة دائمي الصلة بالحرم حتى يصبح ذلك سمتاً تُستهجن مخالفته.

منبر الداعيات: ما الأنشطة والبرامج والفعاليات التي يقدّمها برنامج شباب مكة في خدمتك؟ وكم عدد المستفيدين منها؟!

أ. خالد الوافي: خدمة الطائفين، وذلك بتهيئة عدد من الشباب للقيام بتطويف كبار السن وأصحاب الاحتياجات وتسعيتهم مجاناً بعربات الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام، خلال ساعات الذروة، وتوفير بعض احتياجاتهم خلال الطواف كالشمسية وأكياس وضع الأحذية والمناديل.

الإسعافات الأولية، حيث يتم التعاون مع هيئة الهلال الأحمر السعودي بالحرم في إسعاف المصابين وتوجيه عدد من شباب مكة المدربين لنقل المصابين إلى المراكز الصحية الموجودة داخل الحرم أو إلى مستشفى أجياد عند الحاجة.

التوعية بحق الطريق، وذلك بالتعاون مع الأمن الوقائي بشرطة العاصمة المقدسة لتوفير عدد من الشباب لمساندة الشرطي في منع الافتراش في الطرقات المزدحمة ومنع الظواهر السلبية لئلا تعرقل حركة المارة ومنعاً من حصول تزاحم يؤدي إلى سقوط البعض بسبب التكدس.

التعاون مع شرطة مرور مكة المكرمة في تنظيم حركة السير ووقوف السيارات في المواقف المخصصة.

رعاية المرضى الحجاج، وذلك بزيارتهم في أربع مستشفيات، ومواساتهم بتوفير احتياجاتهم من دواء واتصال بذويهم، وذلك بالتعاون مع وزارة الشؤون الصحية وجمعية زمزم.

ويقدّم البرنامج كذلك الأنشطة التالية: إرشاد الحجاج التائهين في المنطقة المركزية، سقيا زمزم وخيمة الوفادة المكية، نشاط العيد ومعايدة المرضى وكبار السن، الاحتفاء بوفد الرحمن، توصيل أهل مكة للحرم، حملات مواساة الأيتام والأطفال المعاقين، وتفطير صائم، وغيرها.

وقد بلغ عدد المستفيدين من أنشطة البرنامج منذ انطلاقه في عام 1426هـ إلى موسم رمضان 1434هـ أكثر من أربعة ملايين مستفيد، ولله الحمد والمنّة.

منبر الداعيات: ما الجديد في هذه السنة من الأنشطة التي ستقدمونها لحجاج بيت الله الحرام؟

أ. خالد الوافي: برنامج شباب مكة في خدمتك في الحقيقة هو برنامج متجدّد ويسعى إلى تطوير أنشطته وفعالياته، واستطعنا ولله الحمد أن نطوّر جهازاً إلكترونياً يقوم على جلب بيانات الحاج التائه عبر ارتباط النظام الإلكتروني بوزارة الحجّ وعدد من الجهات الحكومية لتسهيل إيصال الحاجّ إلى مقرّ إقامته؛ حيث يعمل مجموعة من شباب مكة في خدمة إرشاد الحجاج التائهين في المنطقة المركزية بعد تدريبهم على المواقع التي يحتاجها الحجاج غالباً، وذلك بالتعاون مع وزارة الحج. هذا إضافة إلى نشاط الإرشاد المكاني حيث يتمّ إرشاد الزوار والمعتمرين داخل أروقة الحرم المكي إلى أماكن المراكز الصحية في الداخل أو الأبواب أو غيرها مما يحتاجه ضيوف الرحمن داخل الحرم وليس في الساحات.

منبر الداعيات: هل جهودكم تشمل مكة أم فقط محصورة بالمسجد الحرام؟

أ. خالد الوافي: أنشطة وحملات البرنامج تنطلق من الحرم المكي الشريف وتمتد لتغطي أجزاء كبيرة من مكة المكرمة، فنقيم حفلات الاحتفاء بوفد الرحمن في مقرّات سكنهم بالشراكة مع جمعية مراكز الأحياء، وكذلك حملات فريق العمل التطوعي بالبرنامج كإجلال وذلك بأخذ العجزة وكبار السن من دار الرعاية الاجتماعية ومساعدتهم لأداء العمرة. والبرنامج ولله الحمد يشارك في العديد من الأحداث الاجتماعية والثقافية على مستوى منطقة مكة، كالزواج الجماعي السنوي في مكة وندوة العمل التطوعي بجامعة أم القرى، ومؤتمر(المجتمع المسلم، الثوابت والمتغيرات) برابطة العالم الإسلامي، وبرلمان عكاظ للشباب، وغيرها.

منبر الداعيات: ما المعوِّقات التي تواجهكم؟

أ. خالد الوافي: في الحقيقة.. الجهات الشريكة للبرنامج تبذل كل ما بوسعها لتسهّل لبرنامج شباب مكة في خدمتك تنفيذ أنشطته وفعالياته بالشراكة معها، الحكومية منها والخيرية، واسمح لي أن أبدّل كلمة (عائق) بـ(أُمنية)؛ إذ إن البرنامج يتمنى أن تتسع أنشطته ليتمكن من احتواء آلاف المتطوعين من شباب مكة الذين يودون المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن ونيل الأجر المضاعف في مكة المكرمة، ولكن محدودية الأنشطة والعدد تحول دون ذلك، وأبشرهم بالحصول على مثل أجر الذين يشاركون من الشباب، فالأعمال بالنيات، واللهَ أسألُ للجميع التوفيق والسداد.

منبر الداعيات: هل يختلف برنامج شباب مكة في خدمتك عن البرامج التطوعية الأخرى؟

أ. خالد الوافي: نعم، يختلف برنامج شباب مكة في خدمتك عن البرامج التطوعية الأخرى، حيث إنه ينطلق من خلال البناء القيمي للشاب من حيث استقامة سلوكه، واستيعابه لثقافة التعظيم ومكانة وحرمة هذا البلد الطاهر، إضافة إلى إبراز دور الشاب المكي في تطهير البلد الحرام وخدمة الوافدين وإحياء روح التعاون والمواساة بين أفراد المجتمع المكي بإيجاد الشراكة والتكامل بين الجهات المعنية بخدمة المسجد الحرام والوافدين إليه. وقد سعى البرنامج إلى تنمية مهارات الشباب الاجتماعية في التواصل وغيره ليكون قادراً على المجانسة ومخالطة الناس أثناء العمل، ويظهر تطبيق الشاب للقيم الإسلامية التفاعلية كقيمة المواساة في إسعاف المرضى، وقيمة البذل في إرشاد التائه. كما أن البرنامج لم يغفل ضرورة تعزيز حس الانتماء لبلاد الحرمين من خلال تعظيم أقدس بقعة في هذا الوطن وغرس الشعور بأهمية الحرص على مصلحة البلد الحرام باعتباره بلداً مقدساً، وزوال مظاهر سوء التعامل مع الممتلكات العامة فيه.

في ختام الحوار نشكر ضيفنا الأستاذ خالد عبدالله الوافي على هذا الحوار، متمنين لأسرة برنامج شباب مكة في خدمتك مزيداً من التقدم والازدهار.

تُنشر بالتعاون مع مجلة (منبر الداعيات)