• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مفهوم الفضيلة لغة واصطلاحا
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (7)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    خطبة أحداث الحياة
    الشيخ إسماعيل بن عبدالرحمن الرسيني
  •  
    {هماز مشاء بنميم}
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    الإيمان بالقرآن أصل من أصول الإيمان
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أسباب اختلاف نسخ «صحيح البخاري»
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    خطبة: اشتداد المحن بداية الفرج
    يحيى سليمان العقيلي
  •  
    خطبة: إن الله لا يحب المسرفين
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    فضل عشر ذي الحجة (خطبة)
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    فصلٌ: فيما إذا جُهل حاله هل ذُكر عليه اسم الله أم ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    خطبة (المروءة والخلق والحياء)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    تساؤلات وإجابات حول السنة
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    الأيام المعلومات وذكر الله (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    من تجاوز عن المعسر تجاوز الله عنه
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الدرس التاسع عشر: الشرك (2)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    الحذر من استبدال الأدنى بالذي هو خير
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم / سير وتراجم وأعلام
علامة باركود

سير من أعلام المدرسة الحديثية البغدادية المعاصرة

عبدالقادر مصطفى المحمدي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 25/8/2013 ميلادي - 18/10/1434 هجري

الزيارات: 18721

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سير من أعلام المدرسة الحديثية البغدادية المعاصرة


توطئة

إنّ الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأنّ محمدًا عبده ورسوله.

 

أما بعد:

فمن المعلوم أنّ مدينة السلام (بغداد)كان لها الدور الأكبر في نشر العلوم والثقافة في العالم، قال الخطيب البغدادي وهو يصف أقاليم الأرض، "العراق سرة الدنيا.. وفيه بغداد صفوة الأرض ووسطها"[1].

 

وروى الخطيب بسنده عن يونس بن عبد الأعلى، قال: قال لي محمد بن إدريس: يا يونس دخلت بغداد؟ قلت: لا. قال: يا يونس ما رأيت الدنيا، ولا رأيت الناس. " [2].

 

وقد برع فيها أهل اللغة، والأدب، والفقه، والسياسة، والرياضيات، والفلك، والطب، ونال فيها علم الحديث النبوي -رواية ودراية- الحظ الأفر، فظهر فيها علماء أفذاذ، حفظة ونقدة، حفظوا سنة نبيهم من الدخلة والمنتحلين والباطنيين، فغربلوا الرويات، وميزوا الصحيح من السقيم، فكان الناس عيال على أهل العراق عامة في التفتيش عن الأسانيد والتنقيب عن الرواة، وقد نصَّ يحيى القطان أنّ عامر الشعبي الكوفي ت(103هـ) هو أوّل من فتش عن الرجال[3]. وكذا الإمام محمد بن سيرين البصري ت(110هـ)، وشعبة بن الحجاج الواسطي ت(160هـ) [4]، وسفيان الثوري الكوفي ت(161هـ)، ويحيى بن سعيد القطان البصري ت (198هـ)، وعبد الله بن المبارك البصري ت (198هـ)، وعلى بن المديني الكوفي ت(234هـ)، ودرّة العراق محمد بن عبد الله بن نمير (234هـ)، أما البغاددة: فمن أجلهم: أحمد بن نصر الخزاعي البغدادي، المصلوب ت(231هـ)، ويحيى بن معين البغدادي ت(233هـ)، وأحمد بن حنبل البغدادي(241هـ)، وأحمد بن منصور الرمادي البغدادي ت(265هـ)، وصالح بن محمد (جزرة) البغدادي ت(293هـ) وعباس بن محمد الدوري البغدادي ت(371هـ)، والحافظ علي بن عمر الدارقطني البغدادي ت(385هـ)، والخطيب البغدادي ت(463هـ)، وغيرهم خلق كثير.

 

فكانت بغداد مستقر العلماء، وموطن الصالحين والأولياء، وحسب بغداد أن أخرجت لنا إمام الزهد والعلم والورع في زمانه، أحمد بن حنبل، وإمام الجرح والتعديل يحيى بن معين، وإمام التزكية والورع بشر بن الحارث الحافي رحمهم الله جميعًا، وغيرهما كثير.

 

فكان لزاما ً على العلم أنْ يدخل بغداد وينهل من علمائها، ويدرس في حلقاتها، ويعرض علمه بين يدي أجلة العلماء كيما يثق الناس بعلمه، ويتلقاه الناس بالقبول.

 

قال الحسن بن عرفة: " من لم يوثقه أهل بغداد فقد سقط، هم جهابذة العلم"[5].

 

قال الخطيب معقبًا: " فأهل بغداد موصوفون بحسن المعرفة والتثبت في أخذ الحديث وآدابه وشدة الورع في روايته، اشتهر ذلك عنهم وعرفوا به"[6].

 

وكنت أحبّ أن أترجم -في هذا المؤتمر المبارك- لأعلام بغداد من المحدثين المتقدمين كالإمام ابن معين وأحمد... رحمهما الله تعالى بيد أن هذا المحور-في المؤتمر- يلزمنا بالمعاصرين، وهي خطوة ممتازة يحتاجها طلبة العلم، وهو منهج أئمة التراجم والسير فهم يؤرخون لأعلام زمانهم، وغالبا ما يترجمون لأنفسهم، ومن هذا المنطلق آثرت أن أترجم لأشهر أعلام المدرسة الحديثية البغدادية من المعاصرين، ولضيق الوقت قصرت على أهم ثلاثة من هؤلاء الاعلام فابتدأت بشيخ مشايخنا العلامة عبد الكريم أبي الصاعقة رحمه الله، ثم ثنيت بشيخنا صبحي السامرائي، وختمت بأستاذنا المحقق الدكتور بشار عواد معروف.

 

ومما يعرفه أهل التراجم والسير أنّ ترجمة الأعلام المعاصرة تعتمد على كتب التراجم وعلى المشافهات إن أمكن، لذا اعتمدت في ترجمة شيخ مشايخنا العلامة عبد الكريم أبي الصاعقة البغدادي على ما سمعته من سيرته من تلميذه النجيب شيخنا المحقق صبحي السامرائي، ومن تلميذه الشيخ ابراهيم منير المدرس، وعلى كتاب (تاريخ علماء بغداد في القرن الرابع عشر الهجري) لأستاذنا يونس ابراهيم السامرائي -رحمه الله- وهو أول من ترجم له على حد علمي، ثم على ما وجدته في بعض المقالات التي نشرت على الساحة العنكبوتية، وأفضلها كتاب(نعمة المنان) للشيخ محمد غازي البغدادي، وهو ثبت شيخنا العلامة صبحي السامرائي البغدادي، كون المترجِم لم يدرك عصره.

 

وأما في ترجمة شيخنا ومجيزنا العلامة السيد صبحي السامرائي البغدادي فقد اتصلت به هاتفيًا وأخبرته فأذن لي بالترجمة له، فاعتمدت في الترجمة على سماعنا منه أولًا، ثم على ما سمعناه من اصدقائه وطلابه، وكذا على ثبته (نعمة المنان).

 

وفي ترجمة استاذنا ومجيزنا العلامة النقاد بشار عواد معروف العبيدي البغدادي، فقد اعتمدنا على سماعنا منه أولًا، ثم أتصلت به في عمّان أرسلت له الترجمة فأقرها ومهرها بمهره.

 

وأخيرًا أقول: هذا جهد المقل، وبضاعة مزجاة، أسأل الله تعالى أن نكون قد وفقنا في سير هؤلاء الجهابذ، رحم الله مشياخنا وأجزل لهم العطاء في الدارين. والحمد لله رب العالمين

 

المبحث الأول

ترجمة الشيخ العلامة عبد الكريم صاعقة -رحمه الله تعالى-:

أولًا: الأسرة والمولد:

عبدالكريم بن السيد عباس آل الوزير، اليماني، البغدادي، العلامة، الشَّيخ الفطن الأريب ذو السمت البَهي والذكاء، والأَدب الظَّاهر، والحفظ الباهر، والفطنة النقادة، والقريحة المنقادة، رحمه الله تعالى.

 

ولادته: ولد الشيخ رحمه الله تعالى ببغداد، بمحلة باب الأزج "باب الشيخ" حاليًا سنة: 1285هـ-1867م. [7].

 

نسبه: الحسني الشيخلي الأزجي، أصله يماني[8]، لقبه: أبو الصاعقة، وقيل: لقب به نسبة الى مجلته (الصاعقة) [9]، نزحت عائلة الشيخ رحمه الله وهي من الأشراف الحسنية من اليمن قبل قرنين من الزمن إلى حماة، ومن ثمَّ استقرت في بغداد[10]. ووالده: الحاج السيد عباس الشيخلي من أعيان بغداد، وهو تاجر سجاد[11]معروف وله مجلس أدب يحضره أكابر علماء بغداد وأعيانها.

 

ثانيًا: نشأته:

كان الشيخ رحمه الله وحيد والده[12]، لذا أولاه والده عناية مميزة، إذ طاف به على علماء بغداد وقتئذٍ، فترعرع بين كتاتيب بغداد إلتزم بداية حياته العلمية حلقة ومجلس علامة بغداد حينها (نعمان خير الدين الآلوسي) فتعلم القراءة والكتابة والخط وتلاوة القرآن الكريم[13].

 

ثالثًا: مذهبه الفقهي:

ابتدأ الشيخ كغيره من طلبة العلم آنذاك حياته العلمية من الحلقات العلمية في المساجد، فأخذه أبوه إلى علامة بغداد ومحدثها الشيخ الفقيه نعمان أفندي ابن أبي الثناء الآلوسي المفسر، في مدرسة الشيخ عبد القادر الجيلي رحمه الله تعالى، وهو حنفي المذهب فتتلمذ الشيخ الصاعقة على يديه ونهل من معينه الصافي، فجمع له من شيخه الألوسي، سلامة المعتقد، وفقه وأصوله وعلم حديث، "كان يستظهر الكتب الستة سندًا ومتنًا، وله مؤلفات تدل على غزارة علمه وصحة عقيدته لا يزال أكثرها مخطوطًا معرضًا للتلف أو السرقة "[14].

 

أما عن مذهبه الفقهي فلم أقف عليه، فلعله كان على طريقة ابن تيمية رحمه الله، ومن قبله من أهل الحديث، فهو كان متأثرا جدًا بشيخ الاسلام، علما أنه كان يبجل أئمة المذاهب مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد، بيد أنه كان يولي مذهب الشافعي اهتمامًا خاصًا فكان "يعجبه علم الشافعي ودقة استنباطه المسائل" [15].

 

رابعًا: شيوخه، وتلامذته:

حظى الشيخ عبد الكريم رحمه الله تعالى بجلة من علماء العراق يندر أن يجتمع لأحد في العراق في زمانه وبعده إلى يوم الناس، فمن أجلهم[16]:

1- الشيخ شاكر ابن أبي الثناء محمود أفندي الآلوسي.

 

2- علامة العراق الأديب العلامة السيد محمود شكري الآلوسي (ت 1342هـ).

 

3- الشيخ الفقيه نعمان أفندي بن أبي الثناء الآلوسي المفسر(ت 1371هـ).

 

4- الشيخ محمد بن أحمد العسافي النجدي البغدادي.

 

5- الشيخ العلامة الأديب محمد بهجت الأثري البغدادي.

 

6- الشيخ الأستاذ عبد اللطيف ثنيان.

 

7- الشيخ الشيخ أحمد شاكر الالوسي.

 

8- الشيخ عبد السلام الشواف النجدي البغدادي.

 

9- الشيخ الأديب الشاعر يوسف حسن أبي إسماعيل بن قاضي القضاة في خانفور محمد حسن الخانفوري الهزاروي البنجابي.

 

10- الشيخ بدر الدين الحسيني الغزي، محدث المسجد الأموي.

 

11- الشيخ محسن السبيعي اليماني.

 

12- الشيخ الفقيه المحدث عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ، وهو من اقرانه.

 

13- الشيخ المحدث الشيخ شعيب بن عبد الرحمن المغربي المكي.

 

14- الشيخ زين الفرقدين حسين بن محسن الانصاري السبيعي.

 

أما تلامذته[1]:

1- الشيخ محدث بغداد شيخنا أبو عبد الرحمن السيد صبحي البدري البغدادي.

 

2- الشيخ الداعية عدنان بن عبد المجيد الطائي.

 

3- الأستاذ الدكتور الشيخ عزت بن خليل العزيزي الأردني.

 

4- الشيخ الداعية الشهيد –بإذن الله- عبد الخالق عثمان.

 

5- الشيخ محمد سعيد العزاوي المعروف بـ(الجركجي).

 

6- الشيخ صالح عبد الله سرية الفلسطيني.

 

7- الاستاذ عبد الحميد نادر.

 

8- الأستاذ الداعية أبو معاذ عبد الحميد الأعظمي (رحمه الله).

 

9- الحاج صبري الكركوكلي.

 

10- الأستاذ الداعية الشيخ عبد الرزاق العاني.

 

11- الملا صبحي الكرخي.

 

12- الشيخ أبو عذراء عبد الرزاق البريد.

 

13- الشيخ الفاضل أبو محمد نوري القاسم.

 

14- آخر تلامذته الأستاذ عبد القادر قرأ الجزء الأول من صحيح البخاري وما أتمه حتى توفي الشيخ رحمه الله وأتم الباقي على الشيخ صبحي في جامع اللآصفية وقد درس في الأزهر.

 

خامسًا: شجاعته وورعه:
كان الشيخ داعية إلى الله تعالى، آمرًا بالمعروف ناهيا عن المنكر، فذكر غير واحد من تلامذته عنه: "أنّه كان جالسًا في مقهى البيروتي يحث النّاس ويدعوهم فبلغ بهم الحماس أنّ خرجوا في مظاهرة حتى وصلت أمام القشلة، وهي ديوان الحكم ومركز الوالي، هاتفًا بسقوط الأتراك وإقامة دولة إسلامية، وتدرس القرآن باللغة العربية. فأصدرت الأوامر بإلقاء القبض عليه فهرب إلى حلب، فوجد جبارًا من جبابرة الأرض هو الظالم جمال السفاح فخطب في الناس يحرضهم على ظلمه وعدوانه فأمر بإعدامه ففر بدينه إلى نجد"[18].

وذكر الشيخ السامرائي قصة خروجه من بغداد تختلف عنها فقال: "اضطهد أيام الاتحاديين في أواخر الحكم العثماني لاتباعهم السياسة العنصرية، وحربهم للغة العرب ودعا على صفحات جريدته (الصاعقة) إلى وحدة المسلمين بقيادة العرب إذ أنه كان يعتقد بإمامة العرب السياسية، لذلك هرب إلى نجد، ثم الحجاز أيام الشريف حسين، والتقى بأكابر العلماء هناك... " [19]. وبقي هناك قرابة العامين.

 

والتوفيق بينهما أنه خرج في تلك المظاهرة المشهودة ثم كتب في مجلته (الصاعقة) فحدث ما حدث والله أعلم. ومما يذكر في شجاعته: كلامه مع الملك فيصل حول إشراف أولي الأمر على صلاة الجماعة والوعظ داخل الجيش مقارنة بالسعودية أغضبت الملك فنقل الشيخ إلى مسجد الحيدر خانة [20].

 

وكذا لما ورد مكة وجد بعض غلاة الصوفية آنذاك في الحرم المكي يذكرون بطريقة بدعية منكرة، فكانوا يرقصون ويقومون بالأوراد البدعية. فأنكر عليهم الشيخ، وحاربهم وعاونه في ذلك رفاقه عمر حمدان وشعيب المكي ووافقهم بأمر من الشريف حسين. وفي يوم كان في مجلس أحد أفراد عائلة آل الشيخ الحاكمة فأنكر عليه اتخاذه النساء جوارٍ من غير حرب، فكاد هذا الرجل أن يقتله حتى أجاره أحد أحفاد آل الشيخ، ونصح الشيخ أن لا يبقى فخرج إلى الكويت[21].

 

وروى الشيخ عدنان الأمين قال: "جئت ذات يوم إلى مسجد عثمان أفندي ففتح الشيخ الباب، وبدأت أدرس وأقرأ درسي في (تجريد البخاري) وكان الدرس في أبواب الشفعة، فلما قرأت حديث سعد... جهش الشيخ بالبكاء حتى أشفقت عليه"[22]. وعاش الشيخ رحمه الله عيشة الكفاف، براتب يسير، فنقل تلامتذه الشيخ أن راتبه يكفيه لأكله وشربه وشراء الكتب وتربية القطط داخل المسجد الذي هو فيه.

 

وذكر أن الشيخ رفض عرضًا مغريًا قدمه له أمير الكويت حين زار العراق عام (1952)، ولم يذكر طبيعة ذلك العرض، ولكن في الغالب يكون مبلغًا ماليًا أو وظيفة في الكويت، ونحوها.

 

سادسًا: رحلاته في طلب العلم:

ذكرنا قريبًا أنه رحمه الله فرّ متسللًا من العراق، وذلك عام 1923م لما طلب فيها فخرج الى حلب الشهباء فالتقى هناك بشيخه العلامة بدر الدين الحسيني الغزي، محدث المسجد الأموي، وغيره من أكابر علماء الشام.

 

ثم خرج إلى مكة المكرمة فالتقى بشيخ مشايخنا العلامة المحدث المجيز عمر بن حمدان المحرسي التونسي رحمه الله تعالى، والعلامة المحدث الشيخ شعيب بن عبد الرحمن المغربي المكي، والعلامة الفقيه المحدث عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ.

 

ثم رحل الشيخ عبد الكريم رحمه الله إلى الهند والتقى بها أكابر أهل العلم كما أخذ عن العلامة زين الفرقدين حسين بن محسن الانصاري السبيعي.

 

سابعًا: محاولة اغتيال الشيخ:

لما خرج الشيخ رحمه الله إلى الكويت بعد فراره من بلاد الحرمين الشريفين، أرسلت إليه السلطات العثمانية من يقتله، فرأى القاتل رجلًا فشبّه له بالشيخ الصاعقة فقتله، وأنجى الله الشيخ.

 

ثامنًا: جريدته الصاعقة:

أنشأ الشيخ جريدته الغراء (الصاعقة) [23] التي ارتبطت به وارتبط بها، حتى أنه عرف بها (أبو الصاعقة)، فكان العدد الأول منها في (8/ 5/1911)، وكان هو المحرر ورئيس التحرير وصاحب الامتياز الوحيد فيها، وقد صدرت منها أعداد قليلة حيث أقفلتها السلطات العثمانية آنذاك، لأنه كان يكتب بقوة ووضوح، وبلسان لاذع لمنهج الحكام آنذاك.

 

والذي يبدو أن جريدة (الصاعقة) لم تحصل على موافقة رسمية من السلطة، ولم يكن بمقدور الشيخ الحصول على ذلك، لمعارضته للسلطة من جهة، ولكونه يمثل تيارًا سلفيًا من جهة ثانية، كما ذكر سليمان الفيضي في مذكراته قال: " وفي آب / 1910 ثم صدرت جريدة الرصافة لصاحبها صادق الأعرجي صدرت عوضا عنها جريدة الصاعقة التي كان يملك إمتيازها عبد الكريم الشيخلي وغضب الوالي على هذا التحايل فأوعز إلى بعض السوقة والرعاع بتقديم الشكاوى على الأعرجي وأوقفه في السراي فتجمهر خلق كثير احتجاجا على توقيفه وأمطروا استانبول بالبرقيات الشديدة اللهجة وأطلق سراحه "[24].

 

واسم الجريدة يدل على معناها (صاعقة)، فكانت بحق صاعقة على رؤوس المفسدين.

 

تاسعًا: وظائفه[25]:

قال الدكتور يونس رحمه الله: "كان رحمه الله ورعًا زاهدًا في الوظيفة فلم يقبل سوى وظيفة الإمامة والخطابة... " [26]. وهذا فيه اشارة إلى أنه قد عرضت عليه وظائف فرفضها.

 

بيد أنّ الأخ مرشد الحيالي قال: "لم يتم تعينه في وظيفة حكومية لموقف الحكومة العثمانية منه "[27].

 

1- إمام وخطيب في مسجد المهدية قرب محلة الفضل بجانب الرصافة ببغداد عام (1921).

 

2- إمام وخطيب مسجد عثمان أفندي الواقع في سوق الصاغة قرب سوق الوراقين "السراي"، وهي خلف مكتبة المثنى الآن، بجانب الرصافة ببغداد.

 

3- إمام وخطيب جامع صدر الدين من 1937-1948م.

 

عاشرًا: صفاته:

قال شيخنا صبحي السامرائي: " كان الشيخ عبد الكريم الصاعقة رحمه الله مهيب الجانب غيورًا لله شديد الغضب لدين الله محاربًا للبدع والخرافات والأهواء شديد التمسك بكتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - كثير الصلاة والصيام والعبادة، عفيف النفس سخيًا كريمًا محبًا للعلم وطلبته، حريصًا على الدرس صبورًا على الفتيا رحمه الله وجعله في جنات النعيم، وكان في درسه حافظًا للمتن مستظهرًا للشرح، غالبًا ما يمسك بأصل كتابه عندما يقرأ الطالب ومع أحد الشروح كالفتح وغيرهـ وكذلك يحضر بين يديه أحد كتب الرجال مثل ميزان الاعتدال للذهبي -"[28].

 

أحد عشر: بعض آرائه الفقهية[29]:

كان -رحمه الله- يرى المسح على ظاهر الخفين مع باطنهما، وأنه يرى جواز المسح على الجوربين بدون شرط سوى إدخالها طاهرتين، وكان يرى كفر تارك الصلاة- الكفر الأكبر المخرج من الملة- وفي ذلك قصة، أن رجلا أتاه قد طلق امرأته ثلاثا بمجلس واحد فسأله الشيخ (قبل الجواب، هل تصلي؟) فقال: نعم. فقال له: "راجع زوجتك ولا تعد لمثلها، ولو كنت لا تصلي فأنت كافر فلا تحاسب بشيء ". وكان يرى وجوب قراءة الفاتحة للمأموم وإن جهر الإمام، -وهو قول بعض الصحابة والفقهاء- وأن المطلق ثلاث طلقات بمجلس واحد يقع طلقة واحدة-وهي فتيا شيخ الاسلام ابن تيمية-، وكان يرى جواز الأخذ من اللحية. وقد أفتى أهل بغداد بحرمة الصلاة في جامع عبد القادر الكيلاني، وجامع معروف الكرخي وجامع موسى الكاظم وغيرها، لأنها قبور للمسلمين بنيت عليها المساجد واتخذها الناس آلهة من دون الله.

 

إثنا عشر: وصيته ووفاته:

أوصى الشيخ رحمه الله تعالى بوقف مكتبته[30] على جامع الدهان[31]، في الأعظمية، وكتب حجة الوقفية بحضور القاضي الشرعي وشهد على الوصية تلميذاه: الشيخ عدنان، والشيخ نوري، وأعطاهما مالًا ورثه من ابن عم له "4000" دينارًا وأمرهما أن تُدفع زكاته وتوزع على فقراء أهل السنة، وإيداع الباقي، وأوصى بكتب المنطق التي عنده أن تحرق لأنها كتب ضلال واشترط في وصيته أن تكون مكتبة عامة يقصدها طلاب العلم[32].

 

وأصيب الشيخ رحمه الله بورم في رأسه أدى إلى وفاته عام 1379هـ، الموفق: 7/ 12/ 1959م، بعد رحلة دامت اثنتين وتسعين عامًا قضاه بين الوحيين (الكتاب والسنة)، تعليمًا ودفاعًا عنهما.

 

ولم يترك العلم والفتيا في آخر لحظاته فكان يسأله طلابه وهو على فراش موته ويجيبهم رحمه الله.

 

يقول الدكتور يونس: "لم يتغير تفكيره ولم ينس شيئا، وكان يجيب المسائل وهو على فراش الموت من غير ملل ولا ضجر"[33]. وذكر صاحب نعمة المنان أن تشيعه كان مهيبًا، فقال: " وحضر جنازته حشد كبير من الناس، وصلي عليه في جامع الدهان. وكانت جنازة من جنائز أهل السنة، فكانت كما قال الإمام أحمد: " يا أهل البدع بيننا وبينكم الجنائز[34] ". [35]،. ودفن رحمه الله في مقبرة الغزالي[36].

 

ثلاثة عشر آثاره: له مؤلفات قيمة منها[37]:

1- أصول الحديث.

2 - رسالة في مختلف الحديث.

3- رسالة في أصول الفقه.

4- معارضة الحنفية لأقوال خير البرية - صلى الله عليه وسلم -.

5- مجموعة إجازاته العلمية

6- فتاوى فقهية بالدليل.

7- نظرات في التفسير.

 

قلت: عرضت هذه الترجمة على تلميذه النجيب شيخنا صبحي السامرائي فأقرها ووافق عليه.

 

رحم الله علامتنا الكبير، وجمعنا الله به مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه الكرام.

 

المبحث الثاني

الشيخ صبحي السامرائي حفظه الله

أولًا: الأسرة والمولد[38]:

هو أبو عبد الرحمن، صبحي بن جاسم بن حميد بن حمد بن صالح بن مصطفى بن حسن بن عثمان بن دولة بن محمد بن بدري البدري، السامرائي، البغدادي. المحقق المتقن، كريم اليد، طيب الخلق والمعشر، الداعية.

 

وأمه: بنت عبد الكريم (ولادتها ببغداد عام 1910م) ابن حافظ بن محمد بن حسن بن عسّاف بن حسين بن بدر المثنى بن بدري.

 

• ولادته: ولد ببغداد سنة1355هـ-1936م، في محلة العاجلين قرب محلة العمّار جانب الرصافة ببغداد.

 

• نشأته: نشأ الشيخ في اسرة كريمة متدينة، إرسله أبوه إلى المسجد ليحفظ القرآن الكريم، فدرس الشيخ مبادئ التجويد على الشيخ الملا كاظم أحمد الشيخلي الحنفي إمام وخطيب جامع السيد سلطان علي، وهو أول شيخ له، ثم دخل المدرسة الابتدائية، وأكمل الدراسة الثانوية، ودخل كلية الشرطة، وتخرج فيها عام 1951م، وتدرج حتى وصل إلى رتبة عقيد في الشرطة ثم أحيل على التقاعد سنة 1977م.

 

ومنصبه هذا كان مرموقًا جدًا في ذاك الوقت، ولكنه لم يصرفه عن طلب العلم فهو لزم شيخه عبد الكريم صاعقة، واختص به حتى كان فيه أوّل، ولا يقدم عليه أحد.

 

ثانيًا: شيوخه، وتلامذته[39]: أما شيوخ الشيخ صبحي فمن أجلهم:

1- الشيخ محدث العراق السيد عبد الكريم بن السيد عباس آل الوزير الحسني الشيخلي الأزجي الملقب بأبي الصاعقة.

 

2- العلامة المحدث والفقيه الإمام البحر عبيد الله بن العلامة عبد السلام المباركفوري الرحماني صاحب "مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح".

 

3- الشيخ المحدث الفقيه المحقق حبيب الرحمن الأعظمي الهندي (1319 - 1412هـ).

 

4- الشيخ المحدث الورع الإمام الرباني محمد الحافظ بن عبد اللطيف بن سالم التجاني القاهري المالكي.

 

5- محدث تونس الشيخ محمد الشاذلي الشيخ محمد الصادق النيفر التونسي المالكي (1418هـ).

 

6- الشيخ الأديب الفقيه السيد شاكر بن السيد محمود الحسيني البدري السامرائي ثم البغدادي.

 

7- الشيخ محمد عبد الوهاب البحيري المصري.

 

8- الشيخ المحدث محمد التهامي مسند المغرب.

 

9- الشيخ محمود المفتي الباكستاني.

 

10- الشيخ المسند السيد محمود نور الدين البريفكاني الكردي.

 

وأما تلامذته[40]: فللشيخ طلبة منتشرون في أصقاع الدنيا، أكثر من أنْ أسردهم في هذا السفر الصغير، ولكن أذكر أشهرهم، فمن خارج العراق.

1- الدكتور يوسف بن عبد الرحمن المرعشلي.

 

2- الشيخ الدكتور عبد الملك بن عبد الله بن دهيش.

 

3- الشيخ عبد الله العقيل.

 

4- الشيخ بدر بن طامي العتيبي.

 

5- الشيخ عبد الله بن ناجي المخلافي.

 

6- الشيخ محمد بن ناصر العجمي.

 

وأما من العراق: فمنهم:

1- أبو عبد الله بسام عصام الحسيني المشايخي البغدادي.

2- أبو محمد جاسم محمد عبد الله القادري.

3- أبو أحمد جهاد حسن الداودي البغدادي.

4- أبو الحسنات حسنين سلمان الربيعي البغدادي.

5- أبو عبد الرحمن رياض حسين الطائي.

6- أبو محمد رياض هاشم العاني الأعظمي.

7- أبو أحمد صادق جعفر العجلي.

8- أبو حذيفة طه علي داود العبيدي الكركوكي.

9- عبد الجبار رهيف الطائي البغدادي.

10- عدنان عبد المجيد الأمين وهو قرينه في طلب العلم.

11- د. فهمي أحمد القزاز.

12- د. أبو حارث، ماهر ياسين الفحل.

13- د. محمد حازم بن محمد نوري.

14- أبو الطيب محمد غازي داود القرشي البغدادي.

15- د. مصطفى اسماعيل الأعظمي.

16- د. مظفر شاكر الحياني.

17- د. منذر داود محمود الأزجي البغدادي.

18- العبد الفقير إلى رحمة الرحمن عبد القادر مصطفى المحمدي كاتب هذا السفر.

 

وللشيخ طلبة في بلاد الله الواسعة شرقًا وغربًا.

 

رابعًا: مذهبه الفقهي:

سبق وأن ذكرنا أنّ أوّل مشايخه كاظم الشيخلي كان حنفيًا، فتمذهب أولًا على المذهب الحنفي، وهو المذاهب السائد آنذاك، ثم صحب شيخه الصاعقة فتأثر، والذي يظهر لي من خلال كلام شيخنا صبحي أنّه شافعي المذهب، والله أعلم.

 

خامسًا: سمته وأخلاقه[41]:

عرف الشيخ بين كل طلابه بكرمه وجوده، فبالكاد تجد منزله يخلو من طلبة العلم، وما من طالب علم في الحديث وغيره إلاّ وانتفع من الشيخ صبحي ومكتبته العامرة. وقد انتفع الشيخ من عمله في جامعة الإمام محمد بن سعود، ومن رحلته فحصل على نسخ من المخطوطات الفريدة، فصوّر ما استطاع من ذلك، ومما يشهد له أنه بذلها بين يدي طلبة العلم، فلم أرَ أو اسمع في زماننا من جاد لطلبة العلم ما جاد به شيخنا فلم يبخل وكان بإمكانه أن يكون تاجرًا لو اراد أن يبيعها، ولكن جوده وكرمه وخلقه منعه من ذلك، وقد سمعت كبار علماء العراق يثنون على صنيعه كشيخنا الفاضل هاشم جميل، واستاذنا الدكتور بشار عواد، والشيخ حارث الضاري، وغيرهم، "فكوّن مكتبته هي الوحيدة في العراق جمعت نفائس المصورات من المخطوطات من مكتبات العالم فمن الظاهرية إلى مكتبات تركيا إلى دار الكتب المصرية إلى المغرب إلى برلين إلى جستربتي إلى برنستون، ناهيك عن مخطوطات الأوقاف ببغداد ومخطوطات الرافضة بالنجف وغيرها من المكتبات وغالب المخطوطات مفهرسة من الشيخ وله تعليقات وتنبيهات تدل على صبره وحرصه في تحصيله العلم. كما إن مكتبته جمعت درر المطبوعات في الحديث، والفقه، والأصول والنحو، والعقائد، والتفسير، والتاريخ، والأدب وله مصورات من انفس كتب الأنساب"[42].

 

وتميز الشيخ بتواضعه مع طلابه، فعلى هيبته وجلالة قدره لا يجد طالب العلم بينه وبين الشيخ أي حاجز يمنعه من سؤاله.

 

ومن أهم ميزات الشيخ حفظه الله تعالى التزامه بموعد درسه، فكان لا يتخلف ولا يتكلف الحضور إلى درسه في جامع البنية وهو يبعد كذا كيلو متر عن مسكنه، علمًا أنه يأتي الى طلابه بعد انتهاء محاضراته في كلية العلوم الإسلامية أو الجامعة الاسلامية.

 

ومن ملامح شخصية الشيخ أنه حاد الطبع سريع الغضب (لله تعالى)، وأخاله ورثها من شيخه أبي الصاعقة رحمه الله، وهو من أجل شيوخه.

 

سادسًا: رحلاته[43]: لشيخنا صبحي حفظه الله رحلات متعددة إلى بلاد مختلفة، منها:

1- فسمع من الشيخ المسند السيد محمود نور الدين البريفكاني الكردي. في محافظة دهوك في شمال العراق.

 

2- ورحل إلى مكة المكرمة، وسمع بها من المحدث والفقيه الإمام عبيد الله بن العلامة عبد السلام المباركفوري الرحماني صاحب "مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح". وحصل على إجازة منه في الثلاثين من شهر صفر عام ألف وأربعمائة وتسع للهجرة، وسمع بها من شيخه المحدث الفقيه المحقق حبيب الرحمن الأعظمي الهندي (1319 - 1412هـ) وأجازه إجازة عامة في رمضان سنة ألف وثلاثمائة وإحدى وتسعين.

 

3- ورحل شيخنا إلى مصر الكنانة، وسمع بها من العلامة المحدث الورع الإمام الرباني محمد الحافظ بن عبد اللطيف بن سالم التجاني القاهري المالكي. وقرأ عليه في داره في الحلمية وفي زاويته بالمغربلين.

 

4- ورحل الشيخ إلى تونس وسمع بها من محدث تونس الشيخ محمد الشاذلي الشيخ محمد الصادق النيفر التونسي المالكي (1418هـ). وأجازه إجازة عامة في تونس في شهر شعبان سنة 1405هـ.

 

5- ورحل إلى المغرب وسمع بها من الشيخ العلامة المحدث محمد التهامي مسند المغرب. وأجازه مشافهة سنة 1972م.

 

سابعًا: وظائفه:

مر بنا قبل أنّ الشيخ تقلد وظيفة مرموقة في سلك الشرطة، ثم تقاعد منها عام 1977م.

ثم اشتغل بعدها الشيخ بالإمامة والخطابة، في مساجد عدة، منها:

1- خلف شيخه الصاعقة في التدريس في جامع الآصفية.

 

2- إمام وخطيب جامع الخاصكي (حسبةً).

 

3- إمام وخطيب جامع المرادية (حسبةً).

 

4- تعيّن إمامًا وخطيبًا في جامع 12 ربيع الأول، وهو آخر مساجد عمل به حتى خرج منه في عام 2006م ورحل إلى لبنان بسبب الظرف الطائفي الذي حلّ بالبلد.

 

التدريس الاكاديمي (في داخل العراق):

1 - درّس مادة الحديث ومصطلحه وعلوم القرآن والتجويد وفقه الحديث في كلية العلوم الإسلامية جامعة بغداد.

 

2 - درّس مادة الحديث ومصطلحه وعلوم القرآن والتجويد وفقه الحديث والأديان والفقه المقارن في المعهد العالي لإعداد الأئمة والخطباء في بغداد (كلية الإمام الأعظم الآن).

 

3- درّس مادة الحديث ومصطلحه وعلوم القرآن والتجويد وفقه الحديث في الجامعة الإسلامية ببغداد (العراقية حاليا)، وتشرفت بالدراسة عليه.

 

خارج العراق:

1 - درّس الحديث في المسجد الحرام بمكة المكرمة.

2 - حاضر في جامعة الإمام محمد بن سعود في مخطوطات الفقه وأصوله على مذهب السادة الحنابلة.

3 - حاضر في جامعة الإمام عبد العزيز.

4 - حاضر في كلية العلوم الأثرية بجهلم- باكستان.

 

عضويته في الجامعات والجمعيات:

1 - عضو فخري في جامعة أهل الحديث أو الجامعة السلفية -بنارس- الهند.

 

2 - عضو مركز البحث العلمي في المملكة العربية السعودية، وقد حدثني الشيخ أن فترة مقامه في مكة ومركز البحوث أخصب وأنشط فترة في حياته.

 

الدروس العلمية خارج الإطار الأكاديمي[44]:

1 - درّس مادة الحديث في مدرسة التربية الإسلامية.

2 - درّس العلوم الشرعية في جامع 12 ربيع الأول في الرصافة.

3 - درّس الحديث ومصطلحه في جامع الحاج محمود البنية في الكرخ، لعدة سنوات وتشرفتُ بالدراسة عليه.

4 - درّس بعض كتب الحديث في جامع المرادية برصافة بغداد..

5 - درّس الحديث ومصطلحه في جامع برهان الدين ملا حمادي في الكرخ. وتشرفت بحضور غالب هذه الدروس.

6 - درّس الحديث ومصطلحه وفقه السادة المالكية في المركز الثقافي السوداني ببغداد.

 

ثامنًا: مصنفاته[45]:

عرف الشيخ - حفظه الله تعالى - بالتحقيق وبرع به منذ دهر، وله تحقيقات نافعة ماتعة كثيرة، رفدت المكتبة الاسلامية، منها:

1- ما لا يسع المحدث جهله لأبي حفص عمر الميانشي.

 

2- الخلاصة في أصول الحديث للطيبي.

 

3- علل الترمذي الكبير بترتيب أبي طالب القاضي (بالمشاركة) مع أبي المعاطي النوري ومحمود محمد الصعيدي. وكان الشيخ رحمه الله غير راضٍ عنه أولًا لما فيه من التحريف، وقد طبع طبعة جديدة.

 

4- شرح علل الترمذي لابن رجب الحنبلي.

 

5- مجموعة رسائل في الحديث: (تسمية فقهاء الأمصار من الصحابة فمن بعدهم للنسائي والطبقات للنسائي وتسمية من لم يرو عنه غير راو واحد للنسائي مختصر نصيحة أهل الحديث للخطيب البغدادي وكتاب الرحلة في طلب الحديث للخطيب البغدادي والإجازة للمعدوم والمجهول للخطيب البغدادي).

 

6- مراسيل ابن أبي حاتم الرازي، باعتناء وتقديمه.

 

7- المدرج إلى المدرج للسيوطي.

 

8- تذكرة المؤتسي فيمن حدّث ونسي للسيوطي.

 

9- رواية الأكابر عن الأصاغر للباغندي (لم يطبع).

 

10- رواية الأقران لابن حيويه، (لم يطبع).

 

11- تصحيفات المحدثين للعسكري.

 

12- تاريخ التصحيف للعسكري (لم يطبع).

 

13- الكمال في تاريخ علم الرجال وهو في الجرح والتعديل: تأليف (لم يطبع).

 

14- تاريخ الثقات لأبي حفص عمر بن شاهين.

 

15- الكامل في الضعفاء لابن عدي الجرجاني، حققه ونشرت منه المقدمة فقط.

 

16- كتاب الضعفاء والمتروكين لأبي الحسن الدراقطني.

 

17- أحوال الرجال لأبي إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجُوزجاني.

 

18- الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث لسبط ابن العجمي.

 

19- ذيل على ميزان الاعتدال لأبي الفضل العراقي.

 

20- تهذيب الأجوبة لابن حامد الحنبلي.

 

21- سؤالات المروذي والميموني وصالح لأحمد.

 

22- سؤالات أبي القاسم البغوي لأحمد.

 

23- سؤالات الآجري لأبي داود بالاشتراك مع محمود خليل وأبي المعاطي (لم يطبع).

 

24- سؤالات إسحاق بن منصور الكوسج لأحمد وإسحاق بن راهويه، (لم يطبع).

 

25- بحر الدم لابن عبد الهادي، تحقيقه (لم يطبع).

 

26- فن تخريج الأحاديث، بحث نشر في مجلة الرسالة الإسلامية عدد 25 - 26 عام 1325هـ ذكر ذلك العلامة الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد في كتابه عن التخريج.

 

27- تخريج أحاديث المنهاج للبيضاوي تأليف الإمام العراقي.

 

28- تخريج أحاديث المواقف للسيوطي.

 

29- تخريج أحاديث العقائد للسيوطي.

 

30- تخريج حديث أبي عمير، تحقيقه (لم يطبع).

 

31- تخريج الأحاديث الواردة في كتاب الإمام محمد بن عبد الوهاب في رده على الرافضة، (لم يطبع).

 

32- موافقة الخُبْر الخَبَر في تخريج أحاديث المنهاج والمختصر. بالاشتراك مع الشيخ حمدي السلفي.

 

33- الأحكام الوسطى لعبد الحق الأشبيلي. بالاشتراك مع الشيخ حمدي السلفي.

 

34- انتقاض الاعتراض للحافظ ابن حجر. بالاشتراك مع الشيخ حمدي السلفي.

 

35- اختلاف الفقهاء لمحمد بن نصر المروزي.

 

36- شعار أصحاب الحديث لأبي أحمد الحاكم.

 

37- كتاب الأشربة للإمام أحمد بن حنبل.

 

38- مسند عبد الله بن المبارك.

 

39- المنتخب من مسند عبد حميد، بالاشتراك مع محمود محمد خليل الصعيدي.

 

40- مسند المقلين من الأمراء والسلاطين لتمام الرازي.

 

41- فضائل الكتاب الجامع لأبي عيسى الترمذي لعبيد بن محمد الإسعردي.

 

42- بستان المحدثين للشاه عبد العزيز الدهلوي مترجم للعربية(لم يطبع).

 

43- مجموعة إجازاتي في السنة المشرفة، تأليفه، وهو ثبت الشيخ المختصر (لم يطبع).

 

44- حاشية عل الرسالة المستطرفة. تأليفه(لم يطبع).

 

أما الكتب التي لم تتم بعد:

1 - شرح سنن ابن ماجه القزويني.

 

2- لطائف المنن في زوائد المستدرك على الصحيحين والسنن.

 

والشيخ الآن يقطن بيروت منذ سنة 2006م لمّا خرج مكرهًا من بلده، عجلّ الله رجوعه إلينا، ومتعنا به، وآخر لقائي به في بيروت العام المنصرم 2011م وهو بعافية، ولله الحمد.

 

قلت: عرضت هذه الترجمة على شيخنا صبحي السامرائي فاقرنا عليها ووافق على نشرها.

 

المبحث الثالث

الدكتور بشّار عوّاد معروف العبيدي - حفظه الله-:

أولًا: الأسرة والمولد:

بَشّار بن عَوّاد بن معروف بن عبد الرزاق بن محمد بن بكر العُبَيْديُّ البَغْداديُّ الأعظميُّ. ولد في غرة شعبان سنة 1359هـ 4/9/ 1940[46]م، في بلدة الأعظمية.

 

وُلِدَ شيخنا لأبوين عَربيين صَلِيبةً ينتميان إلى قبيلة العُبَيْد الحميرية، أكبر قبائل العراق وأشهرها، نزحت إليه من اليمن السعيد في مُدَدٍ متفاوتة، ومساكنها في الجزيرة بين دجلة والفرات ولا سيما في بَريّة سِنْجار والحَوِيجة المعروفة باسمهم اليوم ((حَوِيجةُ العُبَيْد))[47]. وهما من عشيرة ((ألبو عِلِي))[48]، وهي من كبار عشائر العُبيد عددًا وأوسعهم انتشارًا في جميع أنحاء العراق.

 

وكان السلطان العثماني مراد الرابع - رحمه الله - قد استعان بهذه العشيرة القوية على إخراج الفرس من بغداد وتحرير العراق منهم سنة 1048هـ، وأسكن طائفة منهم في ((الأعظمية)) لحماية مرقد الإمام أبي حنيفة من عبثهم، فمعظم سكنة الأعظمية منهم[49].

 

أما والدة استاذنا فهي:

الحاجة رضِيّة بنت أحمد الصالح يرحمها الله، من أشهر عوائل الأعظمية، عمها جعفر الصالح - رحمه الله - كان رئيس البلد في العهد العثمان وهي أكبر خالات الشاعر المشهور وليد الأعظمي رحمه الله، تعرف بالتقوى والصلاح، أخبرني الدكتور بشار أن قلبه شغف بالقرآن وتلاوته، رحمها الله تعالى.

 

وأستاذنا ذو شخصية متميزة، له نظرة الموضوعية، وهو مجد في البحث العلمي، نقاد للروايات والنصوص، مدقق، مستحضر في تراجمه حال الرجل باستيعاب -غالبا-، وحينما ينقل كلام علماء الجرح والتعديل، لا ينقله هكذا بل يفسر، ويجمع، وينقد، ويعلق.

 

ثانيًا: النشأة والتعليم:

نشأ استاذنا نشأة اسلامية منذ نعومة اظفاره، إذ اعتنى به والده المحامي عواد معروف فأقرأه القُرآن في صغره، ودخل المدرسة الابتدائية سنة 1947، والثانوية سنة 1954، وتخرج فيها بتفوق سنة 1960، والتحق بقسم التاريخ في كلية الآداب بجامعة بغداد وتخرج فيه سنة 1964.

 

أخبرني استاذي أنّه حاز المرتبة الأوّلى على القسم للسنوات الأربع، ونال من أجل ذلك جائزة المجمع العلمي العراقي. وفي تلك المدة تعلّم على عدد من علماء العراق البارزين منهم: عَمّه الدكتور ناجي معروف الذي كان من رجالات العهد الهاشمي البارزين في العراق، والدكتور عبد العزيز الدوري، والدكتور صالح أحمد العلي، وأولوه عناية خاصة. ثم التحق سنة 1964 طالبًا في دراسة الماجستير في دائرة التاريخ والآثار بجامعة بغداد، واختار كتاب ((التكملة لوفيات النقلة)) للحافظ زكي الدين المنذري (دراسة وتحقيق) موضوعًا لهذه الدراسة بإشراف الأستاذ الدكتور جعفر حسين خصباك[50].

 

واتصل آنذاك اتصالًا قويًا بالعلاّمة المحقق الدكتور مصطفى جواد - رحمه الله - فلازمه ودرس عليه علم تحقيق النصوص، وترك بصمات واضحة في شخصية استاذنا، ظهرت بجلاء في تحقيقه لكتاب ((التكملة))سنة 1967م، ومنح مرتبة الامتياز، قال لي استاذنا: "وهو أوّل من حصل على هذه المرتبة في تاريخ الدراسات العليا في العراق". وفي أثناء ذلك حصل على منحة من جامعة هامبورك الألمانية لتعلم اللغة الألمانية ليعيّن معلمًا للغة العربية في الجامعة المذكورة، وتعلمها سنة 1965م.

 

وفي سنة 1967م قبل طالبًا للدكتوراه في قسم اللغات الشرقية في كلية الآداب بجامعة القاهرة، وأعدّ رسالةً بعنوان ((الحضارة الإسلامية في ظل الدولة السامانية)) بإشراف الأستاذ الدكتور يحيى الخشاب - رحمه الله - لكنه لم يناقش هذه الرسالة لعدم تمكنه من الإقامة في القاهرة بسبب وفاة والده سنة 1968م وتحمله المسؤولية العائلية، وعودته إلى مهنته في زراعة الأرض.

 

وفي سنة 1976م نال مرتبة الدكتوراه من كلية الآداب بجامعة بغداد عن رسالته ((الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام))[51].

 

ثالثًا رحلاته، وكبار مشايخه وتلامذته:

عني شيخنا بدراسة الحديث النبوي الشريف منذ شبابه، ولا سيما علم التراجم والرجال والعلل، فطاف البلاد طلبًا للسماع، ومن رحلاته:

1- رحل إلى مكّة وسمع بها من العلامة المحدث الشريف أبو محمد بديع الدين شاه الراشدي المكي بما تضمنه " ثبت الإجازة" بالرواية عنه.

 

2- ورحل إلى الهند، وسمع بها من محدث الهند غير مُدَافع الإمام العلامة المحدث المحقق المدقق الشيخ حبيب الرحمن بن محمد صابر الأعظمي، وقد أجازه بجميع ما يجوز له وعنه روايته، وبما تحويه "رسالة الأوائل" للشيخ سعيد سنبل.

 

3- ورحل إلى باكستان بصحبة صديقه الشيخ عبد الفتاح أبي غدة، وسمعا بها من العلامة المحدث محمد مالك الكاندهلوي، شيخ الحديث بدار الحديث الأشرفية بلاهور من بلاد باكستان، وفي هذه الرحلة أجازه الشيخ أبو غدة -رحمه الله- بجميع ما تجوز لها روايته.

 

وسمع (باقليم السند) من العلامة الفهامة الشيخ محمد عبد الحليم بن عبد الرحيم الحبشتي نزيل السند صاحب كتاب "البضاعة المزجاة لمن طالع المرقاة في شرح المشكاة، فقد أجازني بجميع ما تجوز له روايته عن شيوخه، وسمع بها من العلامة الشيخ محمد حسين أحمد المعروف بالمدني رئيس المدرسين بدار العلوم الديوبندية وغيره بما تضمنه كتاب "الكلام السديد في تحرير الأسانيد"، وسمع بها من العلامة الشيخ المولوي محمد أمين بن محمد عبد الرحيم الجيفوري بجميع مروياته عن شيوخه، وفي مقدمتهم الشيخ المكرم محدث العصر محمد يوسف البنوري قال لي الدكتور بشار: "تحصَّرت من أجل الرحلة إليه، فلم يكتب لي ذلك".

 

وسمع بها من العلامة الشيخ محمد أنور البذخشاني وقرأ عليه بمنزله بمدينة كراتشي من بلاد باكستان.

 

وقد أجازه كذلك صديقه المحقق شيخنا العلامة حمدي عبد المجيد السلفي –حفظه الله-.

 

أما تلامذته: فهم كثر في العراق ومصر وبلاد الحرمين، والهند والباكستان، وغيرها، وأذكر منهم على سبيل الذكر لا الحصر، ممن أجازهم الدكتور:

1- استجازه عشرات من طلبة في رحلاته المتعددة إلى مصر الكنانة، منهم: الشيخ الداعية الدكتور محمد اسماعيل المقدّم، والشيخ الدكتورأحمد معبد عبد الكريم، والشيخ صلاح فتحي هلل.

 

2- الشيخ الدكتور أبو عبد الله، عزيز رشيد الدايني رحمه الله، رفيقي في طلب العلم تقبله الله في الشهداء.

 

3- الشيخ الدكتور، أبو حسناء رائد يوسف العنبكي، وهو من أكثر من لازم الدكتور.

 

4- الشيخ الدكتور مصطفى اسماعيل العبيدي، وهو كذلك ممن لازم الدكتور.

 

5- الشيخ الدكتور أبو محمد، مهدي رزاك شاهين، وهو من خيرة طلبة العلم لكنه مغمور.

 

6- الشيخ شيروان الكردي تقبله الله في الشهداء، وهو من تلامذة الدكتور القدماء، وكثيرًا ما أثنى عليه خيرًا.

 

7- الشيخ الدكتور ياسر احسان النعيمي.

 

8- الشيخ الدكتور، أبو حارث، ماهر ياسين فحل.

 

9- الشيخ الدكتور أبو فاروق، نصير الشهرباني.

 

10- الشيخ عمر مكي، وهو ممن لازم الدكتور في عمّان.

 

11- العبد الفقير إلى ربه كاتب هذه السطور، أبو ذر عبد القادر مصطفى المحمدي.

 

رابعًا: وظائفه التي شغلها:

في سنة 1962م دخل أستاذنا سلك الخدمة المدنية في الحكومة العراقية، إذ عيّن بالتاريخ المذكور كاتبًا في المكتبة المركزية بجامعة بغداد، ثم انتقل منها للعمل في مكتبة معهد الدراسات الإسلامية العليا بجامعة بغداد أيضًا -1963م)، ونقل إلى وظيفة معاون ملاحظ في المكتبة المذكورة (1964م)، ثم تفرّغ للدراسة العليا (1965 - 1967م)، وعيّن مساعد باحث في كلية الشريعة بجامعة بغداد سنة 1967م، ثم عيّن معيدًا في الكلية المذكورة في السنة نفسها، ومحاضرًا في كلية الإمام الأعظم وكلية الدراسات الإسلامية والجامعة المستنصرية (1967 - 1969م)، ثم مدرسًا في قسم التاريخ بكلية الآداب (1970 - 1974م)، ثم أستاذًا مساعدًا (1974 - 1980م). ثم نال مرتبة الأستاذية (بروفسور) سنة (1981م). وتولى رئاسة قسم التاريخ بكلية الآداب (1980- 1981م)، ثم أستاذًا متفرغًا للبحث العلمي في مركز إحياء التراث العلمي العربي بجامعة بغداد. وأشرف في أثناء ذلك على عدد كبير من رسائل الماجستير والدكتوراه. وتولى على مدى ثلاث سنوات (1989 - 1992م) رئاسة ((جامعة صدّام للعلوم الإسلامية)) حيث أشرف على تأسيسها ووضع مناهجها وبرامجها، وإقامة قواعدها على وفق الأسس الإسلامية الصحيحة القائمة على الكتاب والسنة والابتعاد بها عن الحزبية من كل نوع.

 

وهذه الجامعة تشرّفتُ بالدراسة فيها عام 1991 -2001م، وكان أوّل دروس تتلمذت بها على أستاذنا الدكتور متعنا الله به، وهذه الجامعة بحق تعد أعظم صرحٍ أكاديمي شرعي أسّس في العراق في العصر الحديث، وهي الجامعة الاسلامية الوحيدة (لأهل السنة والجماعة) لو قدّر لهذا الصرح الاستمرار، إذ أسّسها استاذنا على قواعد ومناهج رائعة، وجمع لها أساتذة وعلماء ندر أن يجتمع مثلهم في جامعة واحدة، وكان على رأسهم أستاذنا المحقق المتَرْجَم –حفظه الله- وشيخنا المحقق صبحي السامرائي، وأستاذنا الفقيه الأصولي هاشم جميل، وأستاذنا الفقيه أبو اليقظان الجبوري-رحمه الله، واستاذنا النحوي الفذ معن العجلي، واستاذنا النحوي عدنان محمد سلمان الدليمي، وغيرهم كثير جدًا، لا يتسع المقام لذكرهم، وضمّت طلاب من أصقاع الدنيا من العراق، والسعودية، والكويت، والأردن، وسوريا، وماليزيا، وقرقيزيا، ومن غالب جمهوريات روسيا الأخرى، ومن الباكستان، وأذربيجان...، فكنّا في سكن الطلبة آنذاك نحيا حياة السلف الأوّل، فملأ طلابها الجامعات في العالم، فكانت شوكة في عيون أهل البدع والزيغ، ولا زال يتآمر عليها من يتآمر حتى حلّ بها ما حلّ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

 

ثم كاد باستاذنا بعض النّاس ممن ضلّ الوفاءُ طريقَ قلبه!فوشيَ به إلى صدام يومئذٍ أنّه - سلفي-، وأنّه حول الجامعة إلى مرتع خصب لهذا الفكر.. وهذه لوحدها في العراق في زمن صدام، قد توصل صاحبها إلى المشنقة دون ريبٍّ، ولكنّ الله سلّم، ولمّا كان الدكتور معروفًا بمواقفه القوية والواضحة تجاه الفرس الصفويين، لم ينس له صدام - وهذه من المفارقات - مواقفه ضد إيران إبان الحرب العراقية الإيرانية فشفعت له، ووضح له الدكتور الأمر، ومن يقف ورآءه، فطلب منه صدام الرجوع إلى الجامعة، ولكنّ الدكتور أبى أن يعود، فطلب الإعفاء والتقاعد. ثم خرج إلى عمّان الأرن، وعيّن سنة 1992 - 1994 أستاذًا للحديث والتفسير في جامعة عمان الأهلية. وأستاذًا في جامعة البلقاء التطبيقية منذ سنة 2004م، ثم أستاذًا للحديث في جامعة العلوم الإسلامية العالمية.

 

خامسًا: عضويته في الجمعيات العلمية:

اختير أستاذنا منذ سنة 1981م خبيرًا في المجمع العلمي العراقي، وانتخب سنة 1986م عضوًا عاملًا فيه، ثم انتخب عضوًا في مجمع اللغة العربية الأردني سنة 1988م، وعضوًا في مجمع اللغة العربية بدمشق سنة 2002م.

 

وفي الرابع من ربيع الآخر سنة 1409هـ الموافق للرابع عشر من تشرين الثاني سنة 1988م صدرت الإرادة الملكية الهاشمية في عمّان بمنحه شهادة العضوية في المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية ((مؤسسة آل البيت)) تقديرًا لمكانته الفكرية وللجهود التي قدمها في بناء الحياة الثقافية الإسلامية المعاصرة، وانتخب منذ سنة 1992م عضوًا في مجلس المجمع. وفي سنة 1987م انتخب عضوًا في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في القاهرة. وفي سنة 1988م اختير عضوًا في هيئة أمناء المعهد الإسلامي العالي للدراسات الإسلامية العليا في الولايات المتحدة (كولومبيا - ماريلاند). وفي سنة 1989م انتخب عضوًا في المجلس الأعلى العالمي للمساجد في مكة المكرمة.

 

سادسا: المؤتمرات العلمية: للدكتور مشاركات كثيرة في مؤتمرات علمية دولية قدّم فيها بحوثًا منها:

المؤتمر الدولي للتاريخ والآثار (بغداد 1973م)ومؤتمر ابن عساكر (دمشق 1979م). وندوة دراسة جنوب الجزيرة العربية (كيمبرج 1981م)، ومؤتمر تعريب العلوم (دمشق 1982). والمؤتمر الإسلامي الشعبي الأول في بغداد (1983م). ومؤتمر اتحاد الجمعيات الإسلامية في كندا (جنيف 1983). ومؤتمر أسلمة المعرفة (ماليزيا 1983)، والندوة الإسلامية في الباكستان (إسلام آباد 1984م)، والندوة الإسلامية العالمية (داكار 1985م) والمؤتمر الإسلامي الشعبي الثاني (بغداد 1985)، حيث انتخب سكرتيرًا عامًا للجنة المتابعة المنبثقة عن هذا المؤتمر ثم أمينًا عامًا له. [52].

 

سابعًا: آثاره العلمية:

يعد استاذنا الدكتور بشار من أنشط من كتب في العالم الإسلامي! نعم، هناك من ألّف وحقّق أكثر منه، ولكن في ميزان الاتقان والضبط فله قصب السبق، ومن أهم ما ميّز عمّل أستاذنا الدكتور أنه جمع بين العلم الشرعي والأكاديمي وبرع في الجمع بينهما، فالمعلومة يصل إليها بمسار واضح ودقيق، فلله درّه!

 

أ- الكتب المؤلفة: ومن تصانيفه الماتعة:

1- أثر الحديث في نشأة التاريخ عند المسلمين.

2- المنذري وكتابه التكملة.

3- تواريخ بغداد التراجمية. بغداد 1974م.

4- الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام.

5- ضبط النص والتعليق عليه.

6- الإسلام ومفهوم القيادة العربية للأمة الإسلامية.

7- علي والخلفاء.

8- البيان في حكم التغني بالقرآن.

9- المنتقى من حديث المصطفى.

10- الحقوق في الإسلام.

11- وقال ربكم ادعوني استجب لكم.

12- في تحقيق النص.

13- تحقيق النصوص بين اخطاء المؤلفين وإصلاح الرواة والنساخ والمحققين.

 

ومن مؤلفاته التي شاركه فيها غيره:

1- المسند الجامع لأحاديث الكتب الستة ومؤلفات أصحابها الأخرى وموطأ مالك ومسانيد الحميدي وأحمد بن حنبل وعبد بن حميد وسنن الدارمي وصحيح ابن خزيمة، بمشاركة الأخوة: السيد أبي المعاطي محمد النوري ((رحمه الله))، ومحمود محمد خليل، وأحمد عبد الرزاق عيد، وأيمن إبراهيم الزاملي. وهو أضخم موسوعة حديثية نُظِّمت على أحدث الطرائق العلمية في اثنين وعشرين مجلدًا.

 

2- تحرير تقريب التهذيب للحافظ ابن حجر العسقلاني بالمشاركة مع شيخنا العلامة الشيخ شعيب الأرنؤوط.

 

3- موسوعة أقوال يحيى ابن معين في رجال الحديث وعلله.

 

4- حضارة العراق.

 

5- حاضر العالم الإسلامي.

 

6- رحلة في الفكر والتراث.

 

7- تاريخ العراق.

 

8- الإسلام والمستقبل.

 

ب- الكتب المحققة: برع أستاذنا في التحقيق كما برع في التأليف، ولا أدلَّ من تحقيقاته الماتعة، وهي كثيرة ومتوافرة بين أيدي طلبة العلم، ومنها:

1- كتاب الوفيات لأبي مسعود الحاجي ((ت 566هـ))، بمشاركة الدكتور أحمد ناجي القيسي.


2- أهل المئة فصاعدًا، للحافظ الذهبي.

 

3- ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد، لابن الدبيثي ((ت 637هـ)).

 

4- مشيخة النعال البغدادي ((ت 659هـ)) بمشاركة عمه العلامة الدكتور ناجي معروف - رحمه الله (طبعه المجمع العلمي العراقي سنة 1975).

 

5- تهذيب الكمال في أسماء الرجال، للحافظ المزي ((ت 742هـ)).

 

6- سير أعلام النبلاء، للحافظ الذهبي.


7- معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار، للحافظ الذهبي.


8- الموطأ للإمام مالك بن أنس، برواية أبي مصعب الزهري.


9- تفسير الطبري من كتابه جامع البيان عن تأويل آي القرآن، تحقيق وتهذيب (بالمشاركة).

 

10- وجيز الكلام في الذيل على دول الإسلام، للسخاوي ((ت 902هـ))، (بالمشاركة).

 

11- الموط-أ، للإمام مالك بن أنس، برواية يحيى بن يحيى الليثي ((ت 234هـ)).

 

12- الجامع الكبير، للإمام أبي عيسى الترمذي.

 

13- سنن ابن ماجه القزويني.

 

14- كتاب الحوادث، لمؤلف من القرن الثامن الهجري (وهو الكتاب المسمى وهمًا بالحوادث الجامعة والتجارب النافعة، والمنسوب لابن الفوطي)، (بالمشاركة).

 

15- حياة الصحابة، للكاندهلوي ((ت 1384هـ)).

 

16- تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف، للإمام المزي ((ت 742هـ)).

 

17- تاريخ مدينة السلام، للحافظ أبي بكر الخطيب البغدادي ((ت 463هـ)).

 

18- تاريخ الإس-لام ووفيات المشاهير والأعلام، للحافظ شمس الدين الذهبي (ت 748هـ).

 

19- معجم شيوخ تاج الدين السبكي (825 صفحة) (بالمشاركة)

 

20- صلة التكملة لوفيات النقلة، لعز الدين الحسيني (ت695هـ).

 

21- العبر وديوان المبتدأ والخبر، لابن خلدون (ت808هـ).

 

22- تاريخ علماء الأندلس (ت 403هـ)، لابن الفرضي.

 

23- المستملح من كتاب التكملة، للذهبي.

 

24- جذوة المقتبس في تاريخ علماء الأندلس، للحميدي (ت 488هـ). (بالمشاركة).

 

25- الطبقات الصغير (بالمشاركة).

 

26- فهرسة ابن خير الإشبيلي.

 

27- الصلة في تاريخ أئمة الأندلس لابن بشكوال.

 

28- عيون الإمامة ونواظر السياسة، لأبي طالب المرواني.

 

29- جنة الرضا في التسليم لما قدّر الله وقضى، لابن عاصم الغرناطي، (بالمشاركة)

 

30- المعجم في أصحاب القاضي الإمام أبي علي الصدفي، لابن الأبار.

 

31- التكملة لكتاب الصلة، لابن الأبار.

 

ج- وله أبحاث علمية رصينة، وهي كثيرة جازوت الأربعين، نشرت في مجلات:

معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية، ومجلة المجمع العلمي العراقي، ومجلة كلية الآداب بجامعة بغداد، ومجلة كلية الدراسات الإسلامية ببغداد، ومجلة كلية الشريعة ببغداد، ومجلة المورد العراقية، ومجلة الأقلام ببغداد، ومجلة التراث السورية بدمشق، ومن هذه البحوث:

1- مظاهر تأثير علم الحديث في علم التاريخ عند المسلمين - الأقلام البغدادية) السنة الأولى، العدد الخامس، (بغداد 1965م).

 

2- الغزو المغولي كما صوره ياقوت الحموي (الأقلام: السنة الأولى، العدد الثاني عشر بغداد 1965م).

 

3- شهدة بنت أحمد (مجلة بغداد 1967م).

 

4- كتب الوفيات وأهميتها في دراسة التاريخ الإسلامي (مجلة كلية الدراسات الإسلامية العدد الثاني - بغداد 1968م).

 

5- المستدرك على معجم البلدان لياقوت الحموي (مجلة كلية الشريعة العدد الثالث، بغداد 1968م).

 

6- معاجيم الشيوخ والمشيخات وأهميتها في دراسة التاريخ الإسلامي (مجلة الأقلام البغدادية 1969م).

 

7- من هو مؤلف تاريخ بُخارى (مجلة الأقلام البغدادية 1970م).

 

8- رشيد الدين ابن المنذري (الرسالة الإسلامية بغداد 1970م - العدد 46).

 

9- تاريخ ابن الفرات (نقد) (مجلة المورد، السنة الأولى - العددان 1 - 2 - بغداد 1971).

 

10- أصالة الفكر التاريخي عند العرب (بحث ألقي في المؤتمر الدولي للتاريخ المنعقد ببغداد في آذار؛ مارس 1973، ثم نشرته وزارة الإعلام العراقية.

 

ثامنًا مذهبه الفقهي:

كان الدكتور يميل إلى مذهب أبي حنيفة أولًا، وطالما سمعت منه في دورسه، يقول ذلك، ثم رأيته بعد ذلك ميالًا لمذهب أهل الحديث، ويظهر ذلك بوضوح في تحقيقه لجامع الترمذي، وتحقيقاته الأخرى، فهو يرجح ما صحّ في الباب الفقهي من الأحاديث، غير ملتزم بمذهب معين، بل رأيته أحيانًا كثيرة يميل إلى ترجيحات شيخ الإسلام ابن تيمية ويقدمها على غيرها، والله أعلم.

 

تاسعًا: همته وفطنته، وتواضعه:

يمتاز استاذنا بفطنة عالية وذكاء حاد، وهمّة لا أجد لها نظيرا اليوم، فهو يجلس يقرأ ويبحث ويحقق مايقرب من ثلثي يومه!كنت أذهب إليه أحيانًا الساعة الثامنة مساءً أقرأ عليه بعد انتهاء عمله في مؤسسته البشارية - هكذا كنت أسميها- وذهاب طلابه الآخرين الذين يتعلمون عنده، وأجده كما كنت أجده في أوّل النهار!لم يكل ولم يمل، بل أشعر أنه لا يريد ترك قلمه وقرطاسه.

 

ولابد من الاشارة إلى ما افتراه المغرضون وتعلق به الحاسدون زاعمين أنّه لا يعمل شيئًا، وأنّ طلابه هم من يحقق ويشتغل! وهذا والله محض افتراء، فاستاذنا كان يعمل بيديه ويجلس أمامنا الساعات الطوال يحقق ويكتب، والغريب أن من يثير ذلك ليس كبير أحد، وإنما الكسالى الذين لاينتجون ولا يكتبون اللهم إلاّ صفحات رسائلهم الجامعية أو قريب منها، لذا فالرجل محقق كبير وعالم بالعلل والرجال منقطع النظير في هذه الازمنة التي نطقت فيها رويبضات لا يعرفون من العلم إلا اسمه! وكل منصف يعرف إنه عالم متقن لصنعة الحديث، في مصاف العلامة الألباني رحمه الله، ونظرائه.

 

وغالب من تكلم فيه إنما تكلم بناء على بعض كلام شيخنا المحقق صبحي السامرائي -حفظه الله-، وقد جرى بينهما ما يجري بين الأقران-يغفر الله للجميع-[53]، ومن باب الإنصاف أنا سمعت الدكتور بشار يثني على الشيخ صبحي السامرائي في أكثر من محفل.

 

وكان الدكتور يبجّل الشيخ الألباني كثيرًا، والشيخ ابن باز وابن عثيمين وكذا شيخه وصديقه أبا غدة، وصديقه الشيخ شعيب الأرنووط، وشيخه وصديقه الشيخ حمدي السلفي، ويبجل الشيخ سعيد حوّى -رحمه الله-والشيخ حوّى يبجله ويثني عليه.

 

أما تواضعه: فكل من يعرف الدكتور يعرف أدبه الرفيع وتواضعه الشديد، وله على تواضعه هيبة العلم ووقاره. ومن تواضعه: أنّه كان يأبى أن يدرسنا حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا ونحن جلوس على أرض مسجد الجامعة -ويومها كان رئيسًا للجامعة- وهذا الأمر وإن كان معتدًا في مساجد العراق، ولكنه غريب بالنسبة للجامعات الأكاديمية، ويدلّ على تعظيمه حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان يتعامل مع طلابه بنفس الأب والصديق.

 

ومن أميز صفاته أنّه كان شجاعًا لا يخفي اعتقاده ورأيه، فمثلا: كنا نسمع منه دومًا عبارة: ( أنا سلفي)، ويثني على (الشيخ محمد عبد الوهاب، وابن باز، والألباني.. وغيرهم) في مجالسه العامة ومناقشاته العلمية في الجامعة الاسلامية -حتى بعد خروجه منها-ولا يبالي بالغلاة أو العصاة أو السلطات، وهذه في ذاك الوقت مجازفة خطيرة، وكان يعيب على الطلبة عدم الرجوع والانتفاع من مؤلفات الشيخ الألباني -رحمه الله تعالى-وهذا في وقت لا يجرأ أحد على ذكر الشيخ الألباني إلا ذامًا له!

 

وهو الآن يقطن عمّان الأردن، وآخر مرة زرته فيها عام 2010م، وهو بصحة وعافية، متعنا الله بعلمه وعمره.

 

قلت: وعرضت هذه الترجمة على استاذنا الدكتور بشار عواد معروف حفظه الله، وأقرها وامهرها بمهره.

 

الخاتمة

بعد هذه الرحلة اللطيفة مع نخبة من أعلام المدرسة الحديثية البغدادية في القرن الرابع عشر ندرك بجلاء أهمية دراسة تراجم وسير الأعلام، ولازال أئمتنا وعلماؤنا يتعاهدون هذا الفنّ ويولونه جلّ اهتمامهم لمعرفتهم بحقة ونفعه، فمن باب الأمانة الشرعية، وحفظًا لسنة نبينا، لابد من كتابة تراجم الأعلام الذين بذلوا أوقاتهم وأعمارهم في خدمة هذا العلم، ولكي تتواصل الاجيال، جيلًا بعد جيلٍ فلابد من تسطير تراجم الإعلام، والتاريخ إن لم يكتبه المنصفون كتبه غيرهم ممن قد يحرف الحقائق ويدلس الأخبار، وفي هذا خيانة لابنائنا من بعدنا.

 

ولذا أشدد على اهمية كتابة تاريخ الأعلام في حياتهم، والاهتمام بسير العلماء من محدثين وفقهاء ولغويين وأدباء، فكم من علمٍ رحّال كان أمة لوحده فلما رحل اندثر أثره، وجهل دوره، وإن كان ذلك لا يضره أو يضيره ما دام ربّ العزة يذكره، ولكن الفائدة المبتغاة أنما هي للأحياء من الناس، ومن هنا أنا عزمت على جمع تراجم السادة المحدثين والمشتغلين بهذا العلم من أهل القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين، وهذا من توفيق الله تعالى ومن ثمار هذا المؤتمر المبارك.

 

أهم المصادر:

♦ تاريخ علماء بغداد في القرن الرابع عشر الهجري، يونس الشيخ ابراهيم السامرائي، مطبعة وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، بغداد 1982م.

 

♦ تاريخ مدينة السلام (بغداد)، أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي (المتوفى: 463هـ)، تحقيق: الدكتور بشار عواد معروف، دار الغرب الإسلامي – بيروت، الطبعة الأولى، 1422هـ - 2002 م.

 

♦ الثقات، محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن مَعْبدَ، التميمي، أبو حاتم، الدارمي، البُستي (المتوفى: 354هـ)، طبع بإعانة: وزارة المعارف للحكومة العالية الهندية، تحت مراقبة: الدكتور محمد عبد المعيد خان مدير دائرة المعارف العثمانية، دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند.

 

♦ ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل (مطبوع ضمن كتاب «أربع رسائل في علوم الحديث»، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي، تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة، دار البشائر – بيروت، الطبعة الرابعة، 1410هـ، 1990م.

 

♦ سؤالات السلمي للدارقطني، محمد بن الحسين بن محمد بن موسى بن خالد بن سالم النيسابوري، أبو عبد الرحمن السلمي (المتوفى: 412هـ)، تحقيق: فريق من الباحثين بإشراف وعناية د/ سعد بن عبد الله الحميد ود/ خالد بن عبد الرحمن الجريسي، الطبعة الأولى، 1427هـ.

 

♦ سير أعلام النبلاء، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (المتوفى: 748هـ)، تحقيق: مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، الطبعة الثالثة، 1405هـ / 1985م.

 

♦ معرفة أنواع علوم الحديث، ويُعرف بمقدمة ابن الصلاح، عثمان بن عبد الرحمن، أبوعمرو، تقي الدين المعروف بابن الصلاح (المتوفى: 643هـ)، تحقيق: نور الدين عتر، دار الفكر- سوريا، دار الفكر المعاصر - بيروت، 1986م.


♦ مذكرات سليمان الفيضي، تحقيق باسل سليمان الفيضي، ط- الرابعة شركة مطبعة البغدادية المحدودة.

 

♦ ميزان الاعتدال في نقد الرجال، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (المتوفى: 748هـ)، تحقيق: علي محمد البجاوي، دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت - لبنان الطبعة الأولى، 1382 هـ - 1963 م.



[1] تاريخ بغداد 1/320 بتصرف يسير.

[2] تاريخ بغداد 1/347. ونقل مثله عن شعبة 1/346.

[3] ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل ص172.

[4] قال ابن حبان في الثقات 6/446: " هو أوّل من فتش بالعراق عن أمر المحدثين وجانب الضعفاء والمتروكين حتى صار علما يقتدى به ثم تبعه عليه بعده أهل العراق". وأصل القول هو لصالح جزرة ينظر مقدمة ابن الصلاح ص338.

[5] تاريخ بغداد 1/345.

[6] المصدر نفسه.

[7] تاريخ علماء بغداد في القرن الرابع عشر الهجري، د. يونس السامرائي ص437، ونعمة المنان ثبت شيخنا صبحي السامرائي، تأليف محمد غازي البغدادي ص22، وعلامة العراق عبد الكريم الصاعقة سيرة ودعوة، مرشد الحياني، مقال منشور على موقع معهد القراءات القرانية، ص1.

[8] تاريخ علماء بغداد ص437، ونعمة المنان ص22، وعلامة العراق عبد الكريم الصاعقة ص1.

[9] تاريخ علماء بغداد ص437.

[10] تاريخ علماء بغداد ص437، ونعمة المنان ص22، وعلامة العراق ص1.

[11] أهل العراق يسمونها بلهجتهم: (زوالي).

[12] نعمة المنان ص23.

[13] تاريخ علماء بغداد ص437.

[14] نعمة المنان ص 24.

[15] تاريخ علماء بغداد ص439.

[16] ينظر: تاريخ علماء بغداد ص437-438، ونعمة المنان ص23، وعلاّمة العراق ص18.

[17] نعمة المنان ص29، وعلامة العراق ص10.

[18] نعمة المنان ص26.

[19] تاريخ علماء بغداد ص439.

[20] المصدر نفسه.

[21] نعمة المنان ص24.

[22] نعمة المنان ص38.

[23] ذكر الشيخ محمد غازي في نعمة المنان ص58، أنّ الشيخ أنشأ الجريدة بعد عودته من رحلته إلى نجد، والصحيح أنه أنشأها قبل رحلته لأنه رحل عام 1923م.

[24] مذكرات سليمان الفيضي، ص95، ونعمة المنان ص27.

[25] تاريخ علماء بغداد ص 438، ونعمة المنان ص 27، وص5.

[26] تاريخ علماء بغداد ص438.

[27] علامة العراق ص5.

[28] نعمة المنان ص31.

[29] ينظر: تاريخ علماء بغداد ص440، ونعمة المنان ص38، وص

[30] ذكر اسماءها: الأخ مرشد الحيالي، في مقال له بعنوان: ( مكتبة الشيخ عبد الكريم الصاعقة رحمه الله)، نشره على موقع الألوكة بتاريخ 24/ذي القعدة/1430هـ

[31] ينظر: تاريخ علماء بغداد ص438.

[32] ينظر: نعمة المنان ص38، ومكتبة الشيخ عبد الكريم الصاعقة.

[33] تاريخ علماء بغداد ص440.

[34] ذكرها الدارقطني، سؤالات السلمي (437)، وسير أعلام النبلاء 11/341.

[35] نعمة المنان ص38.

[36] ينظر: تاريخ علماء بغداد ص 440، ومرشد ص 17.

[37] ينظر: تاريخ علماء بغداد ص440، ونعمة المنان ص38-39. وذكر أبو عمر الدوسري على ملتقى أهل الحديث قصة عجيبة، في تشييع الشيخ الصاعقة: "وكان تشييعه بسيطاً ومختصراً بحيث لم يحضر لدفنه كثير من التلامذة والأحباب لظروف البلد السياسية والمضطربة عام ( 1959م )"؟وهو بخلاف المشهور عن تلك الحادثة.

[38] وينظر: تاريخ علماء بغداد ص285، نعمة المنان ص9.

[39] وينظر: تاريخ علماء بغداد ص286.

[40] ينظر: نعمة المنان ص17.

[41] ينظر: تاريخ علماء بغداد ص288، نعمة المنان ص11.

[42] نعمة المنان ص12.

[43] ينظر: نعمة المنان ص76.

[44] ينظر: نعمة المنان ص9.

[45] ينظر: تاريخ علماء بغداد ص287-288، نعمة المنان ص14.

[46] قال استاذنا: "وجدته مقيداً بخط والدي - رحمه الله -".

[47] ما يزال أصل قبيلة العُبيد موجود في اليمن بكثرة.

[48] هكذا يلفظها أهل العراق بكسر العين المهملة واللام، والنسبة إليها عند عامة الناس: ((إعْلِوِي)).

[49] ما تزال محلة في ((الأعظمية)) تعرف باسم محلة ((الشيوخ)) نسبة إلى شيوخ العُبيد.

[50] هو مؤرخ عراقي غير مرضي بين طلبة العلم لآراء غريبة !ولكنه أول في تاريخ الفرق والأديان، وقد سمعته ييكثر من الثناء على استاذنا الدكتور بشار أكثر من مرة لما درسنا في الجامعة الاسلامية عام 1991م.

[51] حدثني استاذي د بشار أنه كتب هذه الأطروحة في أربعة أشهر: أيلول - كانون أول سنة 1975، ونالت بحمد الله ومَنِّه رضا أهل العلم وأثنوا عليها الثناء الحسن. وقد أثنى الشيخ عبد الفتاح أبو غدة في تقديمه لرسالة الذهبي ص149: ((ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل)) فقال: ((وخير كتاب وقفت عليه للمعاصرين ترجم للحافظ الذهبي وعَرَّف به وبمؤلفاته: كتاب ((الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام))، للعلامة (كذا) المحقق الدكتور بشّار عوّاد معروف، البغدادي، المطبوع بالقاهرة سنة 1976م. بمطبعة عيسى البابي الحلبي، وقد بَلَّغ فيه آثار الذهبي ومؤلفاته من كتب وأجزاء ورسائل إلى 214 أثر، مع الإشارة إلى مواضع ذكرها من الكتب، ومواضع وجودها في المكتبات، ومنه استفدت معرفة هذه الرسالة وموضعها، فجزاه الله تعالى عني وعن العلم خيراً، فمن أراد التوسع في معرفة الإمام الذهبي، فليرجع إلى هذا الكتاب النفيس)).

[52] وكان أستاذنا من المؤسسين للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، وقد انتخب رئيساً للجنة النشر والإعلام في المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، وعضواً في رئاسة المجلس المذكور الذي اتخذ القاهرة مقراً له. وحضر منذ سنة 1983م أكثر من ثمانين مؤتمراً إسلامياً رسمياً وشعبياً أسهم فيها إسهاماً فاعلاً وشارك في صياغة قرارات وتوصيات العديد منها.

[53] قال الحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال 1/111، في ترجمة ابي نعيم الأصفهاني: " كلام الأقران بعضهم في بعض لا يعبأ به، لا سيما إذا لاح لك أنه لعداوة أو لمذهب أو لحسد، ما ينجو منه إلا من عصم الله، وما علمت أن عصرا من الأعصار سلم أهله من ذلك، سوى الأنبياء والصديقين، ولو شئت لسردت من ذلك كراريس".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • منهج المدرسة العلمية في الإصلاح المعاصر
  • منهج المدرسة الروحية ( الصوفية ) في الإصلاح المعاصر
  • المؤلفات الحديثية أقسامها وأمثلة عليها
  • جمعية الدفاع المقدس السرية في بغداد
  • الروزجاري في اللغة العامية البغدادية

مختارات من الشبكة

  • سير من أعلام المدرسة الحديثية البغدادية المعاصرة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • سير أعلام النبلاء: سيرة محمد بن سيرين(مادة مرئية - موقع موقع الأستاذ الدكتور سعد بن عبدالله الحميد)
  • مجموع الأثبات الحديثية لآل الكزبري الدمشقيين وسيرهم وإجازاتهم(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • سير أعلام النبلاء: سيرة الربيع بن خثيم وعبدالرحمن بن أبي ليلى(مادة مرئية - موقع موقع الأستاذ الدكتور سعد بن عبدالله الحميد)
  • سير أعلام النبلاء: سيرة صديق بن حسن خان (2)(مادة مرئية - موقع موقع الأستاذ الدكتور سعد بن عبدالله الحميد)
  • سير أعلام النبلاء: سيرة صديق بن حسن خان خان (1)(مادة مرئية - موقع موقع الأستاذ الدكتور سعد بن عبدالله الحميد)
  • سير أعلام النبلاء: سيرة أبي وائل شقيق بن سلمة(مادة مرئية - موقع موقع الأستاذ الدكتور سعد بن عبدالله الحميد)
  • سير أعلام النبلاء: سيرة مسروق بن الأجدع(مادة مرئية - موقع موقع الأستاذ الدكتور سعد بن عبدالله الحميد)
  • سير أعلام النبلاء: سيرة إبراهيم بن يزيد النخعي(مادة مرئية - موقع موقع الأستاذ الدكتور سعد بن عبدالله الحميد)
  • سير أعلام النبلاء: سيرة علقمة بن قيس(مادة مرئية - موقع موقع الأستاذ الدكتور سعد بن عبدالله الحميد)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 25/11/1446هـ - الساعة: 8:19
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب