• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: اشتداد المحن بداية الفرج
    يحيى سليمان العقيلي
  •  
    خطبة: إن الله لا يحب المسرفين
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    فضل عشر ذي الحجة (خطبة)
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    فصلٌ: فيما إذا جُهل حاله هل ذُكر عليه اسم الله أم ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    خطبة (المروءة والخلق والحياء)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    تساؤلات وإجابات حول السنة
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    الأيام المعلومات وذكر الله (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    من تجاوز عن المعسر تجاوز الله عنه
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الدرس التاسع عشر: الشرك (2)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    الحذر من استبدال الأدنى بالذي هو خير
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    خطبة: اغتنام عشر ذي الحجة خير الأيام
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    إعلام النبلاء بفضل العلم والعلماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تفسير: (فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    التحذير من الإسراف والتبذير
    الشيخ صلاح نجيب الدق
  •  
    استحباب أخذ يد الصاحب عند التعليم والكلام والمشي
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    مفهوم الخصائص لغة واصطلاحا وبيان أقسامها
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / تقارير وحوارات
علامة باركود

الأستاذ الدكتور عبدالرحمن العدوي في ضيافة شبكة الألوكة

جمال سالم

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/4/2013 ميلادي - 6/6/1434 هجري

الزيارات: 7511

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حوار مع الأستاذ الدكتور عبدالرحمن العدوي

عميد كلية الدعوة بجامعة الأزهر الأسبق

♦ هذه أخلاق الحرب التي نتحدَّى أن تَصِل إليها أرقى الجيوش.

♦ هذه الوصايا السامية للرسول والخلفاء الراشدين لقادة الجهاد.

♦ الأسرى في ديننا لهم مكانة خاصَّة تفوق القوانين الدولية بمراحل.

♦ هذه الأسس النبيلة التي أمرنا الله بها في التعامل مع غير المسلمين.


لم يتعرَّض مصطلح إسلامي للظلم والتزييف من الأعداء أو من بعض المنتسبين للإسلام، مثلما تَعرَّض مفهوم "الجهاد"، حتى يَصِفه الأعداء بالدموية والوحشيَّة والبربرية، وفي نفس الوقت تقوم حَفْنة من المسلمين بقتل الأبرياء من المسلمين وغير المسلمين باسم الجهاد، من هنا تأتي أهمية الحوار مع المفكِّر الإسلامي الدكتور عبدالرحمن العدوي؛ العميد الأسبق لكلية الدعوة، وعضو هيئة كبار العلماء، وعضو مجمع البحوث الإسلاميَّة بالأزهر، الذي وضَع النقاط على الحروف في هذه القضية الحساسة، فماذا قال؟!


كيف خلَط الإعلام الغربي بين الجهاد والإرهاب وجعلهما وجهين لعملة واحدة؟

عبدالرحمن العدوي: نحن الآن في زمن اختلطت فيه المفاهيم؛ فسمِّي الجهاد إرهابًا، وسمِّي البغي عدلاً، ولبِس الباطل ثوبَ الحق، وانطلقت أبواق الدعاية في القنوات الفضائية تُمجِّد طغيان الأقوياء، وتلصق التهم بالضعفاء، وكان لِزامًا والحالة هذه أن نذكّر الناس بموقف الإسلام المفترى عليه من الأحداث، ونبيِّن موقفَه من قضية السلام؛ فمثلاً لفظ الإسلام مأخوذ من مادة السلام؛ لأن الإسلام والسلام يلتقيان في توفير الطمأنينة والأمن وصيانة الحرمات، والله تعالى من أسمائه "السلام" ورسول الإسلام يدعو الناس إلى السلام الذي يجمع القلوب على المحبة فيقول: ((ألا أدلُّكم على شيء، إذا فعلتموه تَحاببتُم، أفشوا السلام بينكم)).


ويقول أولَ قدومه إلى المدينة المنورة: ((أيها الناس، أطعموا الطعام، وأفشوا السلام، وصِلوا الأرحام، وصلُّوا بالليل والناس نيام))، وفي الحديث الشريف أيضًا: ((إن الله جعل السلام تحية لأمتنا، وأمانًا لأهل ذمتنا)).


وفي مَيدان الحرب والقتال إذا أجرى إنسان كلمة "السلام" على لسانه وجَب الكفُّ عن قتاله؛ يقول الله تعالى: ﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا ﴾ [النساء: 94].


افتراء وكذب:

ولكن الأعداء يتَّهِمون المسلمين ودينهم بأنهم أعداء البشرية؟

عبدالرحمن العدوي: هذا افتراء وكذِب بلا دليل؛ لأن الفيصل عندنا النصوص الشرعية وتطبيقها على أرض الواقع، وأوامر الله للمسلمين التي تدعوهم ابتداء إلى إقامة علاقتهم مع الناس على أساس أنهم من أب وأم واحدة، وأن تنوُّعهم إلى أجناس وشعوب للتعارف وتبادُل المنافع والتعاون في الحياة.


معاملة غير المسلمين:

هل هذا التوجيه الإلهي للمسلمين في التعامل مع غيرهم عام بالعلاقة بينهم وبين غير المسلمين؟

عبدالرحمن العدوي: بالطبع لا؛ حيث ينقسِم غير المسلمين في علاقتهم بالمسلمين إلى قسمين، أولهما: هم الذين يعيشون مع المسلمين في سلام ومودة، ولم يحدُث منهم اعتداء على المسلمين، ولم يقاتلوهم، وهؤلاء لهم من المسلمين البر والتعاون على الخير؛ وفي ذلك يقول الله تعالى: ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [الممتحنة: 8]، ومن مقتضيات هذه العلاقة: المسالمة والمعاشرة الجميلة والمعاملة بالحسنى، وإقامة العدل وتبادُل المصالح وتقوية الصلات الإنسانية، وثانيهما: هم الذين اعتدوا على المسلمين وقاتَلوهم وحارَبوهم في دينهم وشرَّدوهم من أوطانهم، واستولوا على حقوقهم وطارَدوهم في حياتهم، وعاوَنوا أعداء المسلمين ضدهم، فهؤلاء يجب قتالهم وعدم الخضوع لهم، وعدم الرضا بما يفعلونه بالمسلمين، وفي ذلك يقول الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الممتحنة: 9].

 

لا دموية ولا عدوان:

يوجِّه أتباع القسم الثاني تحديدًا اتهام للمسلمين بأنهم دمويون وإرهابيون ويبدؤون دائمًا بالعدوان، وإذا ردوا العدوان فإنه يكون أضعافًا مضاعفة، فما ردُّ فضيلتكم عليهم؟

عبدالرحمن العدوي: يأمر الإسلام أتباعه بالعدل؛ فمن العدل أن يواجَه الاعتداء بمِثله؛ حتى لا تقوم للظلم والبغي قائمة؛ فقد شرع الله ردَّ العدوان بمِثله بقوله تعالى: ﴿ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ [البقرة: 190]، وشرع الإسلام قتال الذين يقاتلون المسلمين، وأعتقد أنه من مثالية الإسلام أن ينهى المسلمين عن الاعتداء في القتال، وأن تكون الحرب ضرورة تُقدِّرها بقدْرها، فلا يُقتَل غير المُقاتلين ولا تُهدَم الدُّور، ولا تُقطَع الأشجار، ولا تُخرَّب البلاد، ولا تقتل امرأة ولا صبي، ولا شيخ كبير ولا راهب في صومعته؛ فذلك من الاعتداء الذي نهى الله عنه محذِّرًا بأنه لا يحب المعتدين.


نموذج عملي:

قد يقول قائل: هذه مثالية ليس لها تطبيق على أرض الواقع؟

عبدالرحمن العدوي: نهى الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك بشكل عملي؛ فعن عثمان بن بريدة، عن أبيه، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أمَّر أميرًا على جيش أو سرية أوصاه في خاصَّته بتقوى الله، ومن معه من المسلمين خيرًا، ثم قال: ((اغزوا، ولا تَغدُروا، ولا تُمثّلوا، ولا تقتلوا وليدًا)).


جهاد الإرهاب:

لا توجد كلمة تَعرَّضت لظلم والتحريف مثل الجهاد، الذي يُعَد أمرًا محمودًا في الإسلام، أما عند الأعداء فهو إرهاب؛ استنادًا إلى بعض التصرفات غير المسؤولة التي يقوم بها بعض المسلمين، فما هي الضوابط الشرعية للجهاد؛ لنَرُد به على مَن يَظلِمونه من غير المسلمين وبعض المنتسبين للإسلام؟

عبدالرحمن العدوي: شرَع الإسلام الجهادَ وفرضه عندما تتوفَّر الأسباب الداعية إليه، وجعله في مواجهة المعتدين بقدر الضرورة دون تَجاوزٍ، ببشاعة القتل وسفْك الدماء وتخريب العمران دون داعٍ لذلك؛ ولهذا فقد عرّفه الفقهاء بأنه في الشرع: هو بذْل الجهد في قتال الأعداء في حدود ما شرع الله وأمَر.


أما حكم الجهاد، فهو فرْض كفاية، إذا قام به مَن يكفي، سقَط عن الباقين، ومعنى فرْض الكفاية: أنه إذا لم يَقُم به مَن يكفي أثِم الناس كلهم، وإن قام به مَن يكفي سقَط عن سائر الناس، لهذا فالخطاب في ابتدائه يتناول الجميع كفرض الأعيان، ثم يختلفان في الأداء؛ ففرض الكفاية يَسقُط بفعل بعض الناس له، وفرْض الأعيان لا يسقط عن أحد بفعل غيره.


فرضية الجهاد:

هذا يتطلَّب أن نسأل: متى يكون الجهاد فرْض عين؟

عبدالرحمن العدوي: يكون الجهاد فرْض عين في ثلاثة مواضع: أولها: إذا التقى الزحفان وتقابَل الصفَّان، حَرُم على مَن حضر الانصراف، وتعيَّن عليه المَقام، وثانيها: إذا نزل الأعداء ببلد، تعيَّن على أهله قتالهم وقتْلهم، وثالثها: إذا استنفر الإمام قومًا لزِمهم النفير معه.


صفات المجاهد:

ولكن مَن الذي يجاهد؟

عبدالرحمن العدوي: أمرُ الجهاد موكولٌ إلى الإمام واجتهاده، ويَلزَم الرعية طاعته فيما يراه من ذلك؛ فهو الذي يُحدِّد وقته، ومكان البَدء بالقتال، وما يُرتَّب على ذلك، ويُخطِّط ويُعيِّن قيادات الجيش ويُعطيهم أوامره، وهم مكلَّفون بطاعته لا يتصرَّف أحد منهم بغير ما لديه من الأمر، إلا أن يواجِه موقفًا مفاجئًا ليس فيه أمر ولا نهي، فيجب عليه بما له من القيادة أن يواجِه هذا الموقف بما يحفظ على الجند حياتهم وقوتهم، وبما يَصُد عنهم عدوَّهم ويُوهِن من عزْمه وقوته، ويُحبِط كيده وخُطته، ولا ينتظر في ذلك أمر الإمام إذا كان الانتظار يُفوِّت المصلحة، ويُعرِّض المقاتلين للنيل منهم.


ضوابط الجهاد:

في ظل الاتهام الظالم للإسلام بالوحشيَّة والدموية نجد أبلغ وأقوى دليل للرد على هذا الاتهام، التعرُّفَ على أخلاقيات الجهاد في الإسلام، فما هي؟

عبدالرحمن العدوي: القتال في الإسلام ضرورة تُقدَّر بقدْرها، لا يجوز التجاوز عن قَدْر الضرورة فيه؛ لأن المسلمين لا يسعون للحرب، ولا يَحرصون على خوض غِمارها ومآسيها، وإذا فُرِضت عليهم لم يتوسَّعوا في النكاية بأعدائهم، ولم يتجاوزوا حدودَ ما تحتاجه الحرب للوصول إلى تحقيق الأغراض المشروعةِ التي دعت إليها؛ ولهذا قال تعالى:﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((يا أيها الناس لا تتمنَّوا لقاء العدو واسألوا الله العافية، فإذا لقيتُموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف)).


أخلاق حربية نبيلة:

إذا أردنا في نقاط محدَّدة التعرف على أخلاق الحرب في الإسلام؛ حتى نُقدِّمها لمن يرتكبون في حقِّنا أبشعَ جرائم القتل في حروب ظالمة، ومع هذا يتَّهِمون دينَنا بالوحشيَّة في الحروب؟

عبدالرحمن العدوي: أهم أخلاق الحرب يمكن إيجازها في نقاط، أهمها:

• عدم تجاوزِ الحد الذي تحتاجه الحرب.

• عدم قتال الذين لم يُقاتلوا المسلمين ولا يريدون محاربتَهم؛ لقوله تعالى: ﴿ إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا ﴾ [النساء: 90].


• إذا مال العدو إلى السِّلم فعلى المسلمين أن يُوقِفوا الحربَ، ويستجيبوا لدعوة السلام حتى ولو خشي المسلمون أن يكون جُنوحه للسِّلم خداعًا ومكرًا مع وجوب الحَذَر والاستعداد؛ لقول الله تعالى: ﴿ وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [الأنفال: 61].


• إذا خشي المسلمون أن يَنقُض أعداؤهم ما بينهم وبين المسلمين من المعاهدات، فلا يُعاجِلوهم بالحرب إلا بعد إبلاغهم بما عزموا عليه؛ لقوله تعالى: ﴿ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ﴾ [الأنفال: 58].


• إذا وقعت الحربُ فلا يقتل المسلمون من أعدائهم إلا الذين يقاتلونهم، ويَدخل في هذا التحريم ارتكاب المناهي من: التمثيل بالجثث والغُلُول، وقتْل النساء والصبيان والشيوخ، وقتل الحيوان في غير مصلحة، وقد نفَّذ الرسول - صلى الله عليه وسلم - هذه الأخلاق وأوصى بها جيوشه، وكذلك فعل الخلفاء الراشدين وحكام المسلمين الملتزمين بتعاليم دينهم.


معاملة الأسرى:

إذا كانت هذه الأخلاق قبل وأثناء الحرب، فماذا عن الأسرى الذين في أيدي المسلمين، خاصة أن سجون الأعداء مليئة بالأسرى المسلمين الذين يُعامِلونهم معاملة غير آدمية، في مخالفة صريحة لكل المواثيق الدولية؟

عبدالرحمن العدوي: أمر الإسلام بمعاملة الأسرى بشكل يفوق كلَّ المواثيق الدوليَّة، حيث جعل الأسرى يتصرَّف الحاكم في شأنهم بما يراه مصلحة للمسلمين من المنِّ أو إطلاق السراح بغير مُقابِل، أو الفِداء بالمال، أو تبادُل الأسرى، أو قتْل مَن يرى ضرورة قتْله؛ لارتكابه جرائم حرب أثناء القتال، ويكون ذلك بالنسبة لأفراد حدثتْ منهم هذه الجرائم، وليس لجميع الأسرى.


الأصل في معاملة الأسرى في الإسلام المعاملة الإنسانية الرحيمة، وقد امتدح الله الذين يَبَرُّون الأسرى ويُطعِمونهم؛ فقال تعالى: ﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ﴾ [الإنسان: 8، 9].


ما الحكمة من هذه الأخلاق السامية في الحروب مع الأعداء، وكذلك مع الأسرى؟

عبدالرحمن العدوي: الحرب في الإسلام لردِّ العدوان، وفي نفس الوقت تقديم الإسلام لغير المسلمين بهذه السلوكيات السامية التي تُساعِد المسلمين على التمكين في الأرض عندما يرى الأعداء مِثلَ هذه الأخلاق الفريدة؛ فقال تعالى: ﴿ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴾ [الحج: 41].

 

بطاقة تعريفية بفضيلة الأستاذ الدكتور: عبدالرحمن العدوي:

♦ من مواليد مدينة طنطا 1923م.

 

♦ حفِظ القرآن في العاشرة من عمره.

 

♦ التَحق بالمعهد الأحمدي بمدينته 1933م.

 

♦ حصَل على الشهادة العالية من كلية الشريعة بجامعة الأزهر 1946م.

 

♦ عُيِّن مديرًا عامًّا لوزارة الأوقاف المصرية 1963م.

 

♦ حصَل على الدكتوراه في الفقه المقارن مع مَرتبة الشرف الأولى 1978م.

 

♦ عمِل مستشارًا للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة خلال الفترة 1977- 1985م.

 

♦ عمِل أستاذًا ثم عميدًا لكلية الدعوة الإسلامية جامعة الأزهر.

 

♦ ألَّف أكثر من خمسة عشر مؤلَّفًا في التفسير والفقه المقارن، والتراجِم.

 

♦ أنشَأ ويَرأَس المركز الإسلامي لدار الأرْقَم بمدينة نصر منذ عام 1992م وحتى الآن، وكذلك أنشأ ويَرأَس مركز دار الأرقم بالقاهرة الجديدة حاليًّا.

 

♦ عُيِّن عضوًا بمجلس الشعب المصري عام 2000م.

 

♦ انتُخِب وكيلاً للجنة الدينية بالإذاعة والتلفزيون المصري.

 

♦اختيرَ عضوًا لمجمع البحوث الإسلامية عام 1992م حتى الآن.

 

♦ عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر حتى الآن.

 

♦ شارَك في كثيرٍ من المؤتمرات العالمية في العالم العربي والإسلامي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حوار مع الشيخ الداعية يوسف بن عبدالله الصيني حول أوضاع المسلمين في الصين
  • حوار مع أمين المجلس الأعلى للأئمة في البرازيل لـ"مداد"
  • حوار مع الأستاذ فريد البيدق حول الأدب الإسلامي
  • حوار مع الأستاذ الدكتور مازن المبارك
  • حوار مع رئيس جمعية التنمية الإسلامية في الفلبين

مختارات من الشبكة

  • الإعلامي الأستاذ خالد عبدالله في ضيافة شبكة الألوكة (الحلقة الثانية)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الإعلامي الأستاذ خالد عبدالله في ضيافة شبكة الألوكة (الحلقة الأولى)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حوار شبكة الألوكة مع الشاعر الإسلامي الأستاذ طاهر العتباني(مقالة - حضارة الكلمة)
  • حوار شبكة الألوكة مع الداعية الأستاذ أبي إسلام أحمد عبدالله(مقالة - المسلمون في العالم)
  • حوار شبكة الألوكة مع الأستاذ "إبراهيم أنور إبراهيم" عن جمهورية باكستان(مقالة - المسلمون في العالم)
  • حوار شبكة الألوكة مع الأستاذ فايز الفايز حول (البوسنة والهرسك)(مقالة - المسلمون في العالم)
  • حوار شبكة الألوكة مع الشاعر الأستاذ/ علي المطيري(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الأستاذ الشيخ عبدالرحمن الباني نموذج عن صحابة رسول الله(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • المدرب الأستاذ عبدالرحمن الحمد في لقاء بعنوان: ( مهارات التواصل الاجتماعي الناجح )(مقالة - موقع ثلاثية الأمير أحمد بن بندر السديري)
  • الأستاذ الدكتور محمد الهدلق(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 25/11/1446هـ - الساعة: 8:19
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب