• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    فصلٌ: فيما إذا جُهل حاله هل ذُكر عليه اسم الله أم ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    خطبة (المروءة والخلق والحياء)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    تساؤلات وإجابات حول السنة
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    الأيام المعلومات وذكر الله (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    من تجاوز عن المعسر تجاوز الله عنه
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الدرس التاسع عشر: الشرك (2)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    الحذر من استبدال الأدنى بالذي هو خير
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    خطبة: اغتنام عشر ذي الحجة خير الأيام
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    إعلام النبلاء بفضل العلم والعلماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تفسير: (فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    التحذير من الإسراف والتبذير
    الشيخ صلاح نجيب الدق
  •  
    استحباب أخذ يد الصاحب عند التعليم والكلام والمشي
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    مفهوم الخصائص لغة واصطلاحا وبيان أقسامها
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    خطبة: عشر ذي الحجة فضائل وأعمال
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    علام يقتل أحدكم أخاه؟! خطورة العين وسبل الوقاية ...
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    أحكام القذف - دراسة فقهية - (WORD)
    شهد بنت علي بن صالح الذييب
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / فكر
علامة باركود

المنهج السلفي ودوره في إحياء معالم الإسلام

المنهج السلفي ودوره في إحياء معالم الإسلام
الشيخ عاطف عبدالمعز الفيومي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/4/2013 ميلادي - 27/5/1434 هجري

الزيارات: 8198

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المنهج السلفي ودوره في إحياء معالم الإسلام


بعد الذي بيناه سابقًا من حقائق المنهج السلفي وموقف المخالفين له، نقف هنا مع طبيعة الدور الذي يجب في سبيل تمكين الله لهذا الدين من جديد، فمنذ قرون قريبة منا، تعرضت مسيرة الحياة الإسلامية إلى ضروب وأنواع من الخلل، ونالها الوهن والخور، وسيطر عليها الضعف والعجز، والركون الكبير إلى الترف واللهو، والركون إلى متاع الحياة الدنيا والتجارات والأموال، كما أصابتها أدواء أخرى في جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغير ذلك، مما أودى بأمتنا إلى أودية من التيه والبعد عن منهج الله تعالى وشريعته، وتحكيم سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، التي ظلت طيلة عشرة قرون تحكم الحياة الإسلامية في كل مناحي الحياة.


وكما قال أبو الحسن الندوي رحمه الله:

"وكاد يحجب توحيد الإسلام النقي حُجُبٌ من الشرك والجهل والضلالة، وطرأت على النظام الديني بدع شغلت مكانًا واسعًا من حياة المسلمين وشغلتهم عن الدين الصحيح، وعن الدنيا وميزة المسلمين بين أمم الأرض وفضلهم إنما هو من هذا الدين الذي جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - وميزة هذا الدين وإعجازه في صحته وحفظه، لأنه يمتاز بأنه وحي الله وشريعته ووضعه المعجز وشرعه الحكيم ﴿ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيد ﴾ [فصلت: 42]فإذا عملت فيه عقول الناس ودخلت فيه أعمال الناس وأهواؤهم لم يكن له على الأديان التي حرفها أهلها، والنظم التي نسجتها أيدي الناس إلا بمقدار ما فيه من الوحي المحفوظ والعلم المعصوم، ولم يكن ضامنًا لسعادة الدنيا والآخرة، ولم يكن حقيقًا بأن تخضع له العقول وينجذب إليه الناس"[1].

 

1- أسباب ضعف الأمة الإسلامية:

وحقيقة الأمر أن الوهن والضعف والتخلف الذي أصاب الأمة الإسلامية كانت له عدة أسباب وعوامل كان من أبرزها وأهمها فيما يبدوا لي في هذا التاريخ:

أولًا: سوء الفهم للإسلام وعقيدته وشريعته وأحكامه: وهذا الداء العضال دب في الأمة الإسلامية منذ العصور الأولى للإسلام، حيث كان من أول من وقع فيه الخوارج الذين خرجوا على خلافة سيدنا على رضي الله عنه وكفروه وادعوا بأنه حكم الرجال في دين الله، وقد ناظرهم ابن عباس رضي الله عنهما وأقام عليهم الحجة وبين لهم جهلهم الكبير بحقيقة الاستدلال وفهم الكتاب والسنة، ثم جاءت القدرية من بلاد العراق، وتبرأ منهم ابن عمر - رضي الله عنهما -، والشيعة الذين خالفوا كثيرًا في حق الموالاة والنصرة والثأر الذي زعموا للحسين رضي الله عنه، ثم المعتزلة والمرجئة والجهمية والصوفية وغيرهم من هذه الفرق والمذاهب التي وقعت بسبب سوء الفهم فيما وقعت فيه من البدع والأهواء والضلالات.


قال ابن القيم رحمه الله تعالى:

"وهل أوقع القدرية والمرجئة والخوارج والمعتزلة والجهمية والروافض وسائر طوائف أهل البدع إلا سوء الفهم عن الله ورسوله..إلخ".


وقد تأثر المسلمون كثيرًا على طول الزمان بأفهام مغلوطة وقاصرة عن فهم حقائق الإسلام كما جاءت في الكتاب والسنة، ففهموا العقيدة على أنها لا تعني سوى القول باللسان، وأنه يكفيهم أن يقولوا لا إله إلا الله موقنة بها قلوبهم دون اعتبار لأي عمل في ظواهرهم يثبت انتمائهم لهذه الكلمة، وفهموا الإيمان بالقدر على أنه اتكال على عفوا الله وكرمه، وأنه ترك للسعي والتعمير في الأرض لأن الدنيا آخرتها فناء، والسعادة الأبدية إنما تكون حقيقة في دار الجزاء والنعيم، فلا داعي إذًا للعمل والتعمير والبناء، وفهموا أن السياسة الإسلامية الشرعية لا تعني سوى إدارة الحكم والسلطان فحسب، وفهموا أن قول الحق لا يعني إلا الخطابة والوعظ والتعليم العلم الشرعي، وتركوا الساسة والحكام والظالمين يفعلوا ما شاءوا دون حسيب أو رقيب يردعهم عن طغيانهم وظلمهم، إلا قلة قليلة من الصادقين من أهل العلم والصدع بالحق وكما قال الدكتور محمد قطب: اختزلوا مفاهيم الإسلام الكبيرة في أشياء محدودة.


ومن هنا تركت الأمة ميادين الحياة كلها إلا قليلًا مما كانت عليه، وتكاسلت وتأخرت عن دورها الرائد في قيادة العالم كما كانت في القرون السالفة، في حين أن أوروبا وما جاورها بدأت في يقظة سريعة بعد طول سبات وجهل، بدأت في خطوات تسعى نحو الحضارة المادية والمدنية، تسابق الريح والعواصف.


فجاءت الكارثة لما تحولت عندها دفة القيادة من أهل العلم وأصحاب الوحي الرباني، الذين فتحوا الدنيا شرقًا وغربًا، وملكوها قرونًا وأحقابًا من الزمان، وبرعوا في كل ميادين الحياة والعلوم، تحولت إلى الرجل الغربي الذي لا يعرف من دنياه سوى الطعام والشراب والشهوة، ولا شاغل له سوى المادة واللهث وراء الثروات، وما أودى بالأمة إلا سوء فهمها لحقيقة رسالتها التي ابتعثها الله تعالى من أجلها من إقامة العبودية لله تعالى وإعمار الأرض، فتركت العالم والعلم وانشغلت بالشهوات والكراسي والسلطان، واتكلت على سعة عفو الله ومغفرته.


ثانيًا: التآمر الصليبي واليهودي ضد العالم الإسلامي: وهذا سيأتي معنا بيانه في المعلم التالي بإذن الله تعالى.


2- ضوابط إحياء معالم الإسلام:

ومن هنا فأي محاولة تقوم بها الدعوة الإسلامية اليوم، ستكون محاولة عسيرة ومهمة كبيرة، وما ذلك على الله بعزيز، فالمهمة إذًا أمام دعاة الإسلام تبدأ من هنا من إحياء معالم الشريعة الإسلام وفق الكتاب والسنة ومنهج وفهم سلف الأمة، وتربية الناس عليها من جديد صافية نقية بعيدًا عن سوء الفهم لها، وعن مؤامرات التشكيك والنيل منها، وإن الواجب على دعاة الإسلام إعادة المفاهيم الحقيقية للإسلام في قلوب وأذهان المسلمين، وضابط ذلك في أمرين:

الأول: الفهم الصحيح للإسلام: لأن إعادة المفاهيم الصحيحة الحقيقية للإسلام تعني الشيء الكثير، إنها تعني أن يفهم الناس حقيقة كلمة التوحيد وما اشتملت عليه من معاني ومقتضيات ضبطها أهل العلم، وأنها قول واعتقاد وعمل، وأنها دنيا وأخرى، وأنها عبادات وأخلاق، وأنها معاملات وآداب، وأنها سياسات واقتصاد، وأنها ثقافة وعلوم.


وأنها تعني أن الحكم لله وحده لا للقوانين الغربية ولا الوضعية، وأنها تعني أن الحياة كلها لله وحده كما قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 162].


وإنها تعني أن تثق الأمة بمنهج الله تعالى وصلاحيته الخالدة على مر الزمان والعصور، وأن منهج الله لن يصل إليه عقل بشري في رقيه ومثاليته وكماله، فتعمل الأمة وتعمر وتبني وتصلح ما أفسدته في أيامها الأخيرة، وإنها تعني أن تفهم الأمة غايتها في هذه الحياة الدنيا وأنهم دعاة لله وحده وعبوديته وحده لا شريك له.


وإنها تعني إعادة دفة القيادة إلى رجالها وفرسانها، الذي ساسوا الدنيا بالعدل والحق، ونشروا فيها الأمن والسلام. كما ذكرت كتب التاريخ أن سعد ابن أبي وقاص أرسل ربعي بن عامر رسولًا إلى رستم قائد الجيوش الفارسية وأميرهم، فدخل عليه وقد زينوا مجلسه بالنمارق والزرابي والحرير، وأظهر اليواقيت واللآلئ الثمينة العظيمة، وعلى تاجه وغير ذلك من الأمتعة الثمينة، وقد جلس على سرير من ذهب. ودخل ربعي بثياب صفيقة وترس وفرس قصيرة ولم يزل راكبها حتى داس بها على طرف البساط، ثم نزل وربطها ببعض تلك الوسائد وأقبل عليه سلاحه ودرعه وبيضته على رأسه، "فقالوا له: ضع سلاحك، فقال: إني لم آتكم وإنما جئتكم حين دعوتموني فإن تركتموني هكذا وإلا رجعت. فقال رستم: ائذنوا له فأقبل يتوكأ على رمحه فوق النمارق فخرق عامتها. فقالوا له: ما جاء بكم؟ فقال: الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام"[2].

 

كما أن الفهم الصحيح للإسلام يعني الوقوف أمام المذاهب والفرق التي دبت فيها البدع والأهواء وفي مقدمتها الشيعة والصوفية وأصحاب المدرسة العقلانية والخوارج، الذين ساهموا كثيرًا في تشويه صورة الإسلام الصحيحة، كما كانت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم جميعًا.


والمنهج السلفي تصدى لكثير من انحرافاتهم وبدعهم التي شوهوا بها صورة الإسلام الصحيحة، وأزاح الشبهات التي تعلقوا بها، وهم مع ذلك لا يزالون يخالفون منهج الكتاب والسنة ومنهج السلف، بل ويتصدون لهم بالعداء والتنقيص، ولكن هيهات هيهات. فالله تعالى يأبى إلا أن يظهر الحق والدين، وإن طال الزمان وتشعبت الفتن كما أخبر بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله، لا يضرهم من كذبهم، ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك" وفي لفظ: "ولا تزال عصابة" وفي لفظ: "ولا تزال طائفة" وهو في الصحيحين.


كما أن الفهم الصحيح للإسلام يعني حصر منهج التلقي بعيدًا عن هذه الفرق والمذاهب المخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة، فالاستدلال الصحيح لا بد أن ينبني على منهج صحيح لا لبس فيه ولا غموض، ولا تشبيه فيه ولا تأويل يخالف ولا تعطيل، وهذا الحصر في منهج التلقي يعني ثلاثة أمور ضرورية:

الأول: تعظيم نصوص الوحيين الكتاب والسنة.


والثاني: الاستدلال بالأحاديث الصحيحة الثابتة في السنة النبوية.


والثالث: الفهم الصحيح لهذه النصوص، وهذه الثلاثة لا تراها مجتمعة إلا في منهج أهل السنة والجماعة المتبعين لها، القائمين بما فيها، دون إفراط ولا تفريط، ولا جور ولا تأويل باطل، فهم أسعد الخلق بالأدلة الشرعية منهجًا وشريعة وأخلاقًا.


كما أن الفهم الصحيح للإسلام يقطع شوطًا طويلًا من التربية والإعداد لجيل النصر والتمكين، لأنه يقضي في سرعة كبيرة على كل خلل عقدي أو تعبدي أو سلوكي وأخلاقي، فالإنسان إنما تصدر أعماله على وفق ما لديه في نفسه وقلبه وعقله من اعتقادات وتصورات حول المنهج الإسلامي أو غيره، فإذا فهم الإسلام الفهم الصحيح الذي لا يعتريه النقص ولا البدع، ولا خالطته الأهواء ولا الانحرافات، فعندها لا نحتاج الجهد الكبير الذي يأخذه من يحتاج في تربيته إلى اقتلاع ما يحمل سلفًا من مقررات واعتقادات وتصورات تخالف المنهج الإسلامي الصحيح، وعندها تكون الأمة الإسلامية التي تريد التمكين والنصر، في حالة تؤهلها لهذا الوعد الرباني النبوي بإقامة الدين واستخلافهم لقيادة العالم من جديد، ونشر رسالة الإسلام والسلام والأمن والأمان، ولكنها السنن.


الثاني: شمولية الإسلام:

فالعودة للإسلام تعني كل الإسلام، فليس للإنسان أن يقف من الإسلام موقف الانتقاء والاختيار، فيأخذ ما يشاء ويدع ما يشاء، ويقبل ما يشاء ويرد ما يشاء، كلا، إنما الإسلام يؤخذ كله جملة واحدة بلا تبعيض ولا تفريق بين أصوله وشرائعه وأحكامه، كما قال تعالى: ﴿ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 85] . وقال تعالى أيضًا: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴾ [البقرة: 208] أي في الإسلام جميعًا.


لأن الإسلام دين شامل كامل لكل مناحي الحياة البشرية، وفيه السعادة لمن سلك الطريق إليه، وأذعن له، وآمن به، فهو دين عقيدة وإيمان، ودين معاملات وأخلاق، ودين سياسات واقتصاد، ودين ثقاقة وعلوم، ودين دنيا وأخرى، ليس فيه نقص في أي جوانبه، وليس في قصور في أحكامه وتشريعاته، وليس فيه تغليب لجانب على جانب. كلا إنه دين الشمولية الواسعة، والوسطية الهادية، والعقيدة الصحيحة، والعبادة االمزكية، والأخلاق الكاملة، فمن أراد السعادة استمسك بحبله، واعتصم بمنهاجه كما أخبر سبحانه بقوله: ﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ﴾ [طه: 123]. وقوله تعالى: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [الأنعام: 153].


لقد استطاعت المذاهب الغربية والعلمانية أن تؤثر على كثير من المسلمين بما تحمله من هدم صريح للدين الإسلامي لأصوله وثوابته، والعمل على فصل عقدية الإسلام وتشريعاته عن قيادة الحكم والسياسة والاقتصاد، وحصر هذا الدين في المساجد والصلاة والتلاوة والذكر فحسب، وحاولت إقناع الجماهير بعدم صلاحية الإسلام لهذا الزمان فتأثر الكثير ووقعوا في الشرَك الذي نصب للأمة كلها، وكان من آثار ذلك:

• عزل الدين عن القيادة والسلطان والحكم وإصدار التشريعات التي تحكم الأمة الإسلامية من مصادرها الأصلية الكتاب والسنة والإجماع والقياس، وتم بالفعل إلغاء الخلافة الإسلامية نهائيًا من تركيا، وتم قطع الصلة بها مع الإسلام والعالم الإسلامي، حتى قال العميل مصطفى كمال: "نحن لا نريد شرعًا فيه قالوا وقالوا ولكن نريد شرعًا فيه قلنا ونقول"[3].

 

• كما تم إهمال العلوم الشرعية المستمدة من الكتاب والسنة في كل مجالات التربية والثقافة وجعلها في الدرجة الدنيا في ذيل القائمة، مع الإعلاء من شأن الثقافات المخالفة لهذا المنهج الإسلامي وإجلال أصحابها والنفخ الدائم فيهم، وجعلهم في مثابة الفاتحين والمجددين.


• وفي الجانب الأخلاقي فتحوا الطريق أمام نشر الفساد وتدمير مقومات المجتمع المسلم ونشر ثقافة العري والتبرج والإباحية، من خلال المجون والسقوط ودور السينما والمسارح وغير ذلك من وسائل الإعلام المكتوب والمقروء والمسموع والمرئي على حد سواء. والعمل على اختلاق قضايا مزعومة للمرأة والضرب على هذا المنوال، إلى غير ذلك من الآثار والبلايا التي نزلت في جسد أمة الإسلام والتوحيد، والتي عملت مدرسة العلمانية وجنودها من خلالها على تخريب العقل المسلم، وتخريب العقيدة والأخلاق في قلوب الأمة، ولكن أنى لهم ذلك والله غالب على أمره مهما طال الزمان[4].

 

فالواجب على دعاة الإسلام إحياء معالم الإسلام ومعانيها الصحيحة الشاملة في القلوب، بدًا من الجانب العقيدي، والتعبدي، والتشريعي، والأخلاقي وغيرها، حتى تنبني دعوة الإسلام من جديد في نفوس المسلمين، وحتى تتم الدعوة مسيرتها إلى حيث يشاء الله تعالى لها.



[1] ماذا خسر العالم (124وما بعدها).

[2] البداية والنهاية (ج7/40).

[3] الإسلام والخلافة. علي الخربوطلي (285).

[4] للاستزادة حول موضوع العلمانية يراجع كتاب العلمانية للشيخ سفر الحوالي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • المنهج السلفي بين العداء والمضاء
  • المنهج السلفي منهج حياة شامل
  • المنهج السلفي ودوره الإصلاحي
  • تمهيد لقواعد المنهج السلفي في الفكر الإسلامي

مختارات من الشبكة

  • المنهج السلفي معالم على طريق الدعوة والتمكين (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • المنهج السلفي وطريق التمكين وموقف المخالفين (3)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المنهج السلفي وطريق التمكين وموقف المخالفين (4)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مدلول المنهج والتواصل والحوار اللغوي والاصطلاحي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قرأت لك: المنهج السلفي للدكتور مفرح القوسي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مقدمة في قواعد المنهج السلفي في الفكر الإسلامي(مقالة - موقع أ. د. مصطفى حلمي)
  • المنهج السلفي وطريق التمكين وموقف المخالفين (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المنهج السلفي وطريق التمكين وموقف المخالفين (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قواعد المنهج السلفي في الفكر الإسلامي "بحوث في العقيدة الإسلامية" (PDF)(كتاب - موقع أ. د. مصطفى حلمي)
  • شرح كتاب المنهج التأصيلي لدراسة التفسير التحليلي (المحاضرة العاشرة: أضواء على المنهج العقدي في وصايا لقمان)(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)

 


تعليقات الزوار
1- ليعود الاسلام كما كان
زوزي - السعودية 08-04-2013 05:38 PM

لن يصلح الآخرين إلا بما صلح به الأولين جزاك الله خيرا مقالة جميلة

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 24/11/1446هـ - الساعة: 12:14
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب