جولة في المناطق السياحية اليابانية

في صباح يوم مشرق جميل بدأنا بصحبة بعض الإخوة المرافقين لنا من شبابنا السعودي الذي يدرس في اليابان لزيارة برج طوكيو الشهير وهو برج مرتفع يشبه برج إيفل في باريس ولكنه أعلى وأجمل، وقد أفاد المرشد إلى أنه استخدم في بنائه حوالي 500 طن من الصلب والحديد، وفيه معارض ومتاحف، ويقال إنه أعلى برج في العالم، ولا غرو فاليابان دولة صناعية قادرة على تقليد كل شيء وتترجمه إلى ما هو حسن ورائع.

وبعد جولة في البرج خرجنا منه وكان ممتلئاً بالزوار، ثم أخذنا نتجول في شوارع طوكيو ذات الحيوية والحركة ليلاً ونهاراً.

وبعد جولة في ربوع العاصمة خرجت إلى  بعض مناطق السياحة، حيث تكثر في اليابان الينابيع الحارة ذات المياه المعدنية التي تتدفق مياهها نحو سطح الأرض، ويقصدها السياح للترويح عن النفس والمرضى للتداوي، ومن أشهر تلك الينابيع (ينبوع إيكاو) القائم في القرية التي سمي باسمها وتقع على سفح تل قرب العاصمة طوكيو، وقد أقيم فيها فنادق مدت إليها مياه ذلك الينبوع بأنابيب من الخيزران، وزرعت على جميع حماماتهم المزودة بأحواض يستقي منها النـزلاء بعد ملئها بالماء الساخن، وبعد إضافة شيء من الماء البارد إليه؛ لأن درجة حرارة تلك المياه مرتفعة. وبالإضافة إلى جبل (فوجي) الذي يعتبر أهم معلم سياحي ومن المناطق التي تشتهر بجمالها الطبيعي وبغابات أشجار الصنوبر الشريط الساحلي الواقع شمال مدينة (كيوتر) وهناك مجموعة جزر (ماتسوشيما) وتوجد بحيرات رائعة الجمال تكتنفها الغابات من كل جانب وتقع على ارتفاع 1269 متراً عن سطح البحر، حيث يتدفق منه شلال (كيجون)، وتعتبر هذه المنطقة من أكثر المناطق جذباً للسياح، ولاسيما في فصل الصيف، وهناك يشاهد المرء الريف الجميل والبيوت المصنوعة من الخشب ذات الطابع المميز المزخرف وأكثر البيوت من الخشب لكثرة الزلازل والبراكين التي تحدث في اليابان وتؤدي إلى هدم البيوت وإحراق المزارع والأشجار والمباني.

وتعتبر اليابان أغنى دولة بالغابات في العالم؛ إذ تغطي حوالي 68% من مساحتها العامة، ويستفيدون من أخشابها في سد حاجة الصناعات المختلفة، كما شاهدت على سفوح الجبال الأعشاب والأزهار الرائعة، ويقول المرافقون بأنها أسهمت في تنمية ذوق الشعب الياباني وجعله في طليعة الشعوب عناية بزراعة الأزهار وتنسيقها.

ولقد سألت عن عدم وجود الحيوانات البرية رغم الطبيعة الجبلية والغابات؛ فقيل لي إن البراكين التي ثارت - ولا يزال بعضها ثائراً - قضت على الحيوانات البرية بحممها المحرقة وبرمادها المدمر.

ومما يلاحظ توفر الكهرباء وذلك لغناها بالأنهار ذات الغزارة الدائمة والانحدار الشديد.

وفي شوارع المدن المختلفة يلاحظ المرء مكاتب الشركات الصناعية الضخمة التي لفتت أنظار العالم إليها، مثل شركات: (ميتسوبيشي)، و(تويوتا)، و(سوزوكي)، و(ميتسوي)، و(سوميتومو)، وغيرها. بالإضافة إلى مئات المصانع الصغيرة المقامة في البيوت والقرى، ولقد أقيمت حول المصانع بيوت للسكن ومطاعم ونواد وحدائق ومدارس وعيادات أطباء ومصحات.

وأهم صناعات اليابان تتركز في أربع مدن كبرى موجودة في وسط جزيرة (هونشو)؛ وهي: طوكيو، ويوكوهاما، وناغويا، ويوكوسوكا.

كما شاهدنا ناقلات النفط العملاقة في أرصفة بناء السفن وفي عدد من المناطق قامت صناعات القاطرات والسكك الحديدية التي يبلغ طولها أكثر من 40 ألف متر؛ حيث تؤمن النقل الرخيص للأشخاص والبضائع والألمونيوم والنحاس.

كما تتركز صناعة الأجهزة الكهربائية والإلكترونية ولاسيما «المذياع والتلفاز والحاسوب وأجهزة الهاتف والغسالات والبرادات وغيرها» في مدن طوكيو، ويوكوهاما، وكيوتو، وكوبي.

كما تشتهر بصناعة الطائرات وقطع غيارها في مدينتي طوكيو وكوبي، وهناك مدن أخرى تشتهر بصناعة الأدوية والمنسوجات المختلفة مثل مدينة (أوساكا - وكوبي).

وعلى جانب ذلك ورغم قلة مساحة الأرض فهم يعملون على توسيع رقعة الأرض الزراعية عن طريق زيادة المدرجات الجبلية وتحويلها إلى أرض زراعية، ورغم ظروفها المختلفة فقد ظلت في طليعة الدول التي يحقق ميزانها التجاري الربح الدائم.

المصدر: من كتاب "رحلتي إلى اليابان" لعبدالله بن حمد الحقيل.