• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: اشتداد المحن بداية الفرج
    يحيى سليمان العقيلي
  •  
    خطبة: إن الله لا يحب المسرفين
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    فضل عشر ذي الحجة (خطبة)
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    فصلٌ: فيما إذا جُهل حاله هل ذُكر عليه اسم الله أم ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    خطبة (المروءة والخلق والحياء)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    تساؤلات وإجابات حول السنة
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    الأيام المعلومات وذكر الله (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    من تجاوز عن المعسر تجاوز الله عنه
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الدرس التاسع عشر: الشرك (2)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    الحذر من استبدال الأدنى بالذي هو خير
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    خطبة: اغتنام عشر ذي الحجة خير الأيام
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    إعلام النبلاء بفضل العلم والعلماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تفسير: (فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    التحذير من الإسراف والتبذير
    الشيخ صلاح نجيب الدق
  •  
    استحباب أخذ يد الصاحب عند التعليم والكلام والمشي
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    مفهوم الخصائص لغة واصطلاحا وبيان أقسامها
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / فكر
علامة باركود

نحن أولى بإسرائيل عليه السلام منهم (9)

نحن أولى بإسرائيل عليه السلام منهم (9)
أ. حسام الحفناوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 26/12/2011 ميلادي - 30/1/1433 هجري

الزيارات: 4708

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نحن أولى بإسرائيل عليه السلام منهم (9)


التَّسْمِية بالدَّوْلة اليهودية في المِيْزان:

يَرِد على مَنْ يَتَبَنَّى هذا الطَّرْح: أن كثيرًا من القائمين على تلك الدَّعْوة، والمُتَوَلِّيْن كِبْرَها، والمُتَصَدِّيْن للذَّبِّ عنها باللسان، والسِّنان، ليسوا ممن يَحْمِل المُعْتَقَد اليهودي، وإن وَرِثوه عن آبائهم، وأجدادهم، ولا تُعَدُّ الأَيْدويولوجية اليهودية مُرْجِعِيَّة فِكْرِيَّة لهم، وإن تَشَدَّقُوا ببعض النُّصُوص التَوْراتِيَّة، والتَّلْمُوْدِيَّة التي تَخْدِم مَصالِحهم السياسية، وإنما هم ثُلَّةٌ من العلْمانِيِّين اللَّادِيْنِيِّين، الذين يُمَثِّل الانتساب لليهودية لهم مَحْض انتماء قومي، ولا تُشَكِّل الجامعة اليهودية لهم أَزْيَد من مَنْظُومة سياسية، تُحَقِّق لهم مَآرب دُنْيَوِيَّة، كالسُّلْطة السِّياسِيَّة، والهَيْمَنَة العَسْكَرِيَّة، والسَّطْوَة الاقتصادية.

 

وقد تناول الدكتور عبد الوهاب المَسِيري[1] في مَوسوعته[2] الإشْكالية التي تواجه الباحثين المعاصرين في وَضْع تَعْريف لليهودي في العَصْر الحاضِر، وذلك عقب ظهور الأفكار التَّحَرُّرِيَّة، والمناهج اللَّادِيْنِيَّة في أوروبا في العُصور المُتأخِّرة، والتي كان ظهور الحَرَكة الصِّهْيَوْنِيَّة ثَمَرة من ثَمَرات ظُهورها، فقال بعد أن أَوْضَح أن كلمة يهودي قد صارت عَلَمًا على كل من يَعْتَنِق الدِّيانة اليهودية في أي زمان ومكان بغَضِّ النَّظَر عن انتمائه العِرْقي أو الجُغْرافِي: المسألة ليست بهذه البَساطة، فكلمة يهودي مُتَّسِعة الدّلالة، تختلف دلالَتُها باختلاف الزَّمان والمكان.

 

ومع أن الشَّرْع اليهودي قد عَرَّف اليهودي بأنه من وُلد لأم يهودية أو تَهوَّد[3]، فإن الشَّرْع الإسلامي لم يَقْبل في جميع مَراحله التاريخية بهذا التَّعْرِيف العِرْقِي[4]، فكان يُعرِّف اليَهودي تعريفًا دينيًا وحَسْب، أي أنه عرَّفه بأنه من يَعْتَنِق اليهودية، سواء كان من الحاخاميين[5]، أو القُرَّائين[6]، أو السَّامِرِيِّين[7]، وثمة اختلاف جَوْهَرِي بين التعريفين، فأحدهما عَقائدي مَحْض، والآخر دِيْنِي عِرْقِي، وبالتالي تنشأ مُشْكلة مَنْ هو اليهودي؟ وهل اليهودي هو الذي يعتقد أنه كذلك من مَنْظور يهودي؟ أم أنه اليهودي الذي نُسَمِّيه نحن كذلك انطلاقًا من عقيدتنا؟

 

أما في العالم الغربي، فقد مَرَّت الكلمة بعِدَّة تطورات دلالية، ففي العالم الهِيلِيني[8]، والدولة الرُّومانية، كانت كلمة يهودي تُشير إلى الفرد في الإثنوس - أي القوم - اليهودي، وكانت مسألة العقيدة ثانوية، وفي العصور الوسطى الكارولينجية[9] في الغرب، حتى القرن الحادي عشر الميلادي، أصبحت كلمة يهودي تعني الانتماء إلى الجماعة اليهودية، كما كانت مرادفة لكلمة (تاجر)، وبعد القرن الحادي عشر الميلادي، أصبحت كلمة (يهودي) مرادفة لكلمة (مُرابِي)، ولم تتخلص اللغات الأوربية تمامًا من تلك التَّضْمينات التي كانت تُحمِّل كلمة يهودي معنى قَدْحِيًّا، مثل بخيل، أو غير شريف، أو عبد للمال، وغير ذلك من المعاني التي ارتبطت بأعضاء الجماعات اليهودية، نظرًا لاضطلاعهم بدور الجماعة الوظيفية الوسيطة، التي هي مَحَطُّ كراهية أعضاء المجتمع المُضيف، وهذا ما كان يعنيه ماركس حينما تَحدَّث عن انتشار العلاقات الإنتاجية الرأسمالية في المجتمع بوصفه (تهويد المجتمع)، ويساوي الفكر الاشتراكي الغربي - خصوصًا كتابات فورييه - بين اليهودي والمُرابِي، وفي اللغة الإنجليزية، ارتبطت الكلمة باسم يهوذا Judas الإسقريوطي، الذي باع المسيح بحفْنة قطع من الفِضَّة[10].

 

ولذا، أسقط بعض اليهود في القرن التاسع عشر الميلادي مصطلح (يهودي)، واستخدموا مصطلحات مثل (عبراني)، و(إسرائيلي)، و(موسوي)، حتى أصبحت كلها مُترادِفة، ولكن حدث تَراجُع عن ذلك بعد الحرب العالمية الثانية، وأصبح مصطلح (يهودي) أكثر شيوعًا، وكثير من المعاجم الأوربية لا تورد الآن المعاني القَدْحِيَّة لكلمة (يهودي)، بل وتُوْصِي بعدم استخدامها. ويُلاحَظ أن كلمة (يهودي) بدأت منذ القرن التاسع عشر الميلادي تحمل إيحاءات بالقَداسة، مع بَعْث أُسطورة اليهودي التَّائِه[11]، وإعطائها مَضْمونًا إيجابيًا.



[1] لكلام الدكتور المسيري قيمة كبرى في هذا الباب، مع ضرورة التنبه إلى عدم انضباط المفاهيم الشرعية لديه، فالرجل قد قضى أغلب حياته في التيار اليساري، مع ميول إسلامية في فترة متأخرة، لا ترقى لجعله في مصاف الإسلاميين، فليتنبه لهذا من أدرجه في جملتهم؛ لما رآه من نبوغه في مجال فضح اليهود؛ فإن كثيرًا من القوميين العرب لهم جهود كبيرة جدًا في هذا المجال، ولكن النضال ضد الظلم، والكفاح ضد الاستعمار، وغيرها من المبادئ والشعارات، لا قيمة لها في ميزان الشرع الشريف إذا كان صاحبها فساد المعتقد.

[2] استفدنا منها كثيرًا في معرفة تاريخ الحركة الصهيونية، ومذاهب الفرق اليهودية، ومعاني الألفاظ العبرية؛ لشمولها في الباب، مع التحفظ على بعض تعبيرات المؤلف، وربما التصرف اليسير في بعضها إن لزم الأمر دون إخلال بالمعنى، ولم يتوفر لنا للأسف نسخة مطبوعة منها؛ كي نستطيع الإحالة عليها.

[3] لا شك في بلوغ الدكتور المسيري رتبة كبرى في معرفة عقائد اليهود، وتاريخهم، وطوائفهم المختلفة، إلا أن نسبة هذا التعريف للشَّرع اليهودي بإطلاق غريبة في الحقيقة، فكيف يكون المسلم، أو النصراني، أو البوذي، أو الهندوسي، أو الملحد يهوديًا في الشريعة اليهودية إذا كانت أمه يهودية؟ كما أن حد الردة ثابت في التوراة، فمن ولد لأبوين يهوديين، وترك اليهودية، فهو مرتد عن اليهودية، ومستحق للقتل في التوراة الموجود بين أيدي اليهود إلى اليوم.

[4] الخلل في العبارة ظاهر، فالشريعة الإسلامية لا تتطور عبر الزمن، ولا تتغير بتغير العصور، والظاهر أنه يقصد إظهار موقف فقهاء المسلمين على مر العصور من اليهود، بالرغم من وقوع تطورات كبيرة في آراء الفرق اليهودية ومعتقداتها في العصور الإسلامية.

[5] الحاخاميون: تمثل هذه الطائفة شكل العقيدة اليهودية السائد بين معظم الجماعات اليهودية في العالم ابتداءً من حوالي القرن التاسع الميلادي وحتى نهاية القرن الثامن عشر، وهم يسمون أيضا باليهود التلموديين، واليهود الكلاسيكيين، واليهود الربانيين، واليهود الأرثوذكس، وغير ذلك من التسميات، وهم لم يسموا أنفسهم بالحاخاميين، وإنما استخدمت طائفة اليهود القُرَّائين هذا المصطلح عنهم؛ ليؤكدوا أن النسق الديني الذي يؤمن به الفريق الديني المعادي لهم - وهم الحاخاميون - لا يتمتع بالمطلقية، وإنما هو ثمرة جهود الحاخامات - والحاخام تعني الفقيه - الذين فسروا التوراة التي تمثل الشريعة المكتوبة، وابتدعوا الشريعة الشفوية المسماة بالتوراة الشفوية، أو التلمود، وجعلوها الأساس الذي تستند إليه رؤيتهم الدينية، والمحور الذي تدور حوله، وذلك تمييزًا لها عن اليهودية التوراتية - إن صح التعبير - والتي تستند إلى التوراة وحسب، ولكن تحوُّل طائفة القرائين إلى جماعة دينية هامشية، جعل مصطلح اليهودية الحاخامية يرادف اليهودية.

واليهودية السائدة في إسرائيل على المستوى الرسمي هي اليهودية الحاخامية التلمودية، وهو ما يسبب كثيرًا من المشاكل لأعضاء الجماعات الدينية أو الإثنية اليهودية الأخرى، مثل: الفلاشاه، والسامريين، وجماعة بني إسرائيل - وهم طائفة من يهود من الهند - فهذه الطوائف، وغيرها لا تعترف بالتلمود، ولا تعرفه أصلًا.

وكان لليهود الحاخاميين لهم السلطة على بقية طوائف اليهود في كثير من البلاد التي عاشوا فيها؛ تبعًا لغلبتهم العددية، وكانت مكانة هذه الطائفة التي تمثل العمود الفقري لليهودية في العالم قد ضعفت، وتزلزلت عقب نشوب معركة فكرية بين يعقوب أمدن وجوناثان إيبيشويتس، وكلاهما كان من كبار العلماء الحاخاميين التلموديين في القرن الثامن العشر الميلادي، مما أدى لضعف نفوذ هذه الطائفة، والتخلص من قيودها، فتمهد الطريق أمام الحركة التنويرية اليهودية، والتي كان ظهور الحركة الصهيونية ثمرة من ثمراتها.

[6] القرّاؤون: فرقة يهودية، أسسها عنان بن داود في العراق في القرن الثاني الهجري الثامن الميلادي، وانتشرت أفكارها في كل أنحاء العالم، وكانوا يسمون بالعنانية نسبةً إلى مؤسس الفرقة، ويبدو أن ظهور هذه الفرقة يعود إلى عدة أسباب وعوامل داخل التشكيل الديني اليهودي وخارجه، ومن أهمها انتشار الإسلام في الشرق الأدنى، مما شكل تحديًا حقيقيًا للفكر الديني اليهودي، وبخاصة بعد أن غلبت عليه النزعة الحلولية الموجودة داخله، فانشقوا عن اليهودية الحاخامية، وقد وُصفوا بأنهم بروتستانت اليهودية؛ لما عرف من نشوء المذهب البروتستانتي النصراني كمذهب إصلاحي تحت تأثير الانتشار الإسلامي، وذلك السبب المذكور في نشوء تلك الفرقة ظاهر في تأثر القرّائين بالعقائد الإسلامية، وتأثر مؤسس الفرقة عنان بن داود بأصول الفقه على مذهب أبي حنيفة، وقد وضع القراؤون أصولًا للتفسير يظهر فيها تأثير الفكر الإسلامي، وحاولوا تطهير تصوُّرهم للإله من أية بقايا وثنية، أو طبائع بشرية، وقد هاجم القراؤون التلمود، وهدموه، وفندوا تراثه الحاخامي باعتباره تفسيرًا من وضع البشر، ويمثل رفضهم للشريعة الشفوية (التلمود) رفضًا للنزعة الحلولية، التي ترى أن الإله يحل بشكل دائم في الحاخامات، ومن ثم يتساوى الاجتهاد الإنساني والوحي الإلهي، فكان القراؤون يرون التمسك بالنص التوراتي المكتوب، واشتد الصراع بينهم وبين والحاخاميين، إلى حد أن كل طائفة قامت بتكفير الأخرى، وإعلان نجاستها، وحرمانها من رحمة الإله.

ويُقال: إن يهود الخزر اعتنقوا يهودية قرّائية، وأنهم انتشروا في شرق أوربا بعد سقوط مملكة الخزر، ومن المعروف في التاريخ الحديث أن القياصرة الروس عاملوا القرائين معاملة تختلف عن الحاخاميين، وحرص القراؤون على وضع الحواج بينهم وبين الحاخاميين في نظر الحكومة القيصرية، وحينما ضمت القوات الألمانية القرم وأجزاء أخرى من أوربا إبان الحرب العالمية الثانية، قرَّر النازيون أن القرّائين يتمتعون بسيكولوجية عرْقية غير يهودية؛ فلم تُطبق عليهم القوانين التي طُبِّقت على الحاخاميين، بل ربما تعاونوا مع النازيين، وكان القراؤون من المعادين للدولة الصهيونية عند انشائها، ولكن المواقف السياسية التي انتهجتها بعض الحكومات العربية من جهة - والمبنية على عدم إدراك الاختلافات بين الحاخاميين والقرّائين - والدعاية الصهيونية من جهة أخرى، جعلت معظمهم يهاجر من البلاد العربية إلى الدولة المسماة بإسرائيل، ولا زالت المشاكل بينهم وبين الحاخاميين بداخل المستوطنات المشتركة بينهم.

[7] السامريون: هم سكان مدينة السامرة القديمة، وهي مدينة نابلس الحالية، ويطلقون على أنفسم (بنو إسرائيل)، أو (بنو يوسف)، باعتبار أنهم من نسل يوسف عليه السلام، كما يسمون أنفسهم حفظة الشريعة، باعتبار أنهم انحدروا من صلب يهود السامرة، الذين لم يرحلوا عن فلسطين عند تدمير المملكة الشمالية عام 722 ق.م، فاحتفظوا بنقاء الشريعة اليهودية على حد زعمهم.

وقد امتزجوا بالعديد من الأمم التي أسكنها الآشوريون في السامرة وحولها بعد تهجير أعداد كبيرة من اليهود عن تلك البقاع، مما نتج عنه حدوث اختلاف في العقائد والتصورات عن بقية اليهود، ولكن الانشقاق النهائي للسامريين عن بقية اليهود قد حدث في عام 432 ق.م.

والكتاب المقدَّس عند السامريين هو أسفار موسى الخمسة، ويُضاف إليها أحيانًا سفر يشوع بن نون، وهو في عقيدتهم منزل من عند الله، وهم لا يعترفون بأنبياء اليهود، ولا بكتب العهد القديم، بل إن أسفار موسى الخمسة المتداولة بينهم تختلف عن الأسفار المدونة في نحو ستة آلاف موضع، وهم ينكرون الشريعة الشفوية (التلمود)، ويأخذون بظاهر نصوص التوراة.

ويُعَدُّ السامريون جماعة شبه منقرضة، وهم أصغر جماعة دينية في العالم، فعددهم لا يتجاوز خمسمائة، يعيش بعضهم في نابلس، ويعيش البعض الآخر في إحدى ضواحي تل أبيب.

وقد نشبت صراعات دينية بين أعضاء الفرق اليهودية الكثيرة، وخصوصًا هذه الفرق الثلاث المذكورة؛ بحيث كان لكل فرقة دينية معبدها، وحاخامها، وتنظيماتها.

[8] المراد بالعالم الهيليني عصر الحضارة الإغريقية اليونانية، ذات الصبغة الوثنية.

[9] قامت مملكة الكارولنجيين الفرنجة رسميًا بتتويج بابا روما زكريا الملك بيبين الثالث الملقب بالقصير - والذي خلف أباه شارل مارتل في رئاسة بلاط الميروفنجيين - ملكًا على الفرنجة في عام 751م، مُنَحِّيًا الملك الميروفنجي شيلدريك الثالث آخر ملوك الميروفنجيين، ودخلت هذه الدولة في حلف مع البابوية بروما، وبلغت أوج قوتها وتوسعها في زمان شارلمان ابن بيبين القصير، والذي يلقبه الأوروبيون بشارل العظيم، وقد شملت مملكة الفرنجة في عصره إلى جانب فرنسا مساحات شاسعة من ألمانيا، وشمال إيطاليا، وبلجيكا، وسويسرا الحاليتين، ومواضع أخرى، وتوجه البابا إمبراطورًا رومانيًا مقدسًا على حد وصفهم.

وكان عصر الأسرة الكارولينجية الذي استمر من 751 إلى 987م، وما حدث فيه من إصلاحات اقتصادية، وساسية، وتعليمية، وغيرها منطلقًا لحضارة أوروبا في العصور الوسطى. انظر: حضارة أوروبا في العصور الوسطى للدكتور محمود سعيد عمران (ص15-29)، وتاريخ أوروبا في العصور الوسطى لسعيد عبد الفتاح عاشور (ص155-173)، وتاريخ أوروبا الحديث لجفري براون (ص117-123).

[10] وفقًا لما يزعمه النصارى من تسليم يهوذا الإسقريوطي للمسيح عليه السلام، وفرق بين خيانته للمسيح عليه السلام، ورغبته في تسليمه، وبين القبول بوقوع التسليم، وهو ما لم يحصل؛ لأن الله تعالى رفع المسيح عليه السلام إليه، ونجاه منهم.

[11]اليهودي التائه: شخصية أسطورية في التراث الشعبي الغربي، وهو إسكافي يهودي يُدعَى كارتافيلوس، طلب منه المسيح عليه السلام، وهو يحمل صليبه - حسب زعمهم - جرعة ماء ليروي بها عطشه، ولكن الإسكافي ضربه بدلًا من أن يسقيه، وقال له: فلتسرع يا يسوع، ماذا تنتظر؟ فأجاب المسيح: أنا ذاهب، ولكنك ستنتظر حتى أعود، فحَلَّت على اليهودي لعنة، جعلته يجوب بقاع الأرض إلى أن يعود المسيح مرة أخرى، ومن هنا سُمِّي باليهودي التائه.

وقد بدأت الأساطير المستوحاة من هذه الشخصية الغريبة في الظهور في القرن الثالث عشر الميلادي، وتحولت إلى إحدى الصور الإدراكية النمطية، التي يدرك العالم الغربي اليهود من خلالها، ومن الكتب الأولى التي أشارت إليه كتاب زهور التاريخ للراهب الإنجليزي روجر من وندوفر عام 1228م، وكانت الشائعات تظهر من آونة لأخرى، ومن مكان لآخر أن اليهودي التائه قد شُوهد يتجول في هذا المكان أو ذاك بلحيته الطويلة البيضاء، وعيونه اللامعة الشريرة، وعصاه الطويلة، وكانت آخر مرة قيل إنه شُوهد فيها خلال القرن التاسع عشر.

وقد ظل اليهودي التائه رمزًا للشعب اليهودي، هذا الشعب الشاهد الذي يقف خارج التاريخ شاهدًا مقدَّسًا على التاريخ من وجهة نظر اليهود، منبوذًا من الجميع، ومن وجهة نظر المعادين لليهود شعبًا عضويًا منبوذًا. وأساس هذه الصورة هو اشتغال أعضاء الجماعات اليهودية بالتجارة، والربا كجماعة وظيفية وسيطة، ووقوفهم خارج العملية الإنتاجية على هامش المجتمع، وانتقالهم من بلد إلى بلد بسبب طردهم، أو سعيًا وراء الربح، وقد تحوَّل اليهودي التائه إلى رمز للإنسان المغترب، الذي يرفضه المجتمع بسبب تميُّزه، ويتعاطف معه المثقفون الثائرون على مجتمعاتهم، وهو الأمر الذي أدَّى إلى خلق جوٍّ من التعاطف الرومانسي مع اليهود.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • نحن أولى بإسرائيل عليه السلام منهم (1)
  • نحن أولى بإسرائيل عليه السلام منهم (2)
  • نحن أولى بإسرائيل عليه السلام منهم (3)
  • نحن أولى بإسرائيل عليه السلام منهم (4)
  • نحن أولى بإسرائيل عليه السلام منهم (5)
  • نحن أولى بإسرائيل عليه السلام منهم (6)
  • نحن أولى بإسرائيل عليه السلام منهم (7)
  • نحن أولى بإسرائيل عليه السلام منهم (8)
  • نحن أولى بإسرائيل عليه السلام منهم (10)
  • نحن أولى بإسرائيل عليه السلام منهم (12)
  • نحن أولى بإسرائيل عليه السلام منهم (13)

مختارات من الشبكة

  • نحن أولى بإسرائيل عليه السلام منهم (11)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الصياد: كن صيادا من أولي الألباب، لا من أولي الهباب(مقالة - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • الخطبة النبوية الأولى في عاصمة النور واللحظات الأولى لقدوم الموكب النبوي للمدينة(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • نحن أولى بسليمان عليه السلام منهم (3)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نحن أولى بسليمان عليه السلام منهم (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نحن أولى بسليمان عليه السلام منهم (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الخليل عليه السلام (6) {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • المرحلة الأولى في قصة إبراهيم عليه الصلاة السلام(مقالة - موقع د. محمد منير الجنباز)
  • تذكرة أولي الألباب ببعض خصائص النبي الأواب صلى الله عليه وسلم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مشروعية إطالة الركعة الأولى والحكمة منه وما يقاس عليه(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- بوركت
رفيقة - مصر 27-12-2011 09:52 AM

بارك الله فيك وفى جهودك ونفعك ونفع بك الإسلام والمسلمين

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 24/11/1446هـ - الساعة: 12:14
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب