• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الحج: أسرار وثمرات (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل بعض أذكار الصباح والمساء
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    المال الحرام
    د. خالد النجار
  •  
    نصائح متنوعة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    قصة موسى عليه السلام (خطبة)
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    خطبة: لا تغتابوا المسلمين (باللغة البنغالية)
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    مفهوم المعجزة وأنواعها
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (8)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الشافي، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    موانع الخشوع في الصلاة
    السيد مراد سلامة
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (11)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    شموع (107)
    أ.د. عبدالحكيم الأنيس
  •  
    المنة ببلوع عشر ذي الحجة (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    أهمية التعلم وفضل طلب العلم
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    حديث: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، ...
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / ثقافة عامة وأرشيف
علامة باركود

النخل رمز الكرم والعطاء الإلهي

د. عبدالفتاح مصطفى

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 31/8/2011 ميلادي - 1/10/1432 هجري

الزيارات: 60910

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

النخل في العالم العربي

رمز الكرم والعطاء الإلهي

 

إنَّ أغلب الدول الإسلاميَّة تنتشر فيها صَحراوات شاسعة، يمكن استثمارُها من خِلال توظيف زراعتها بالنخيل كموردٍ غذائي مُتاحٍ وبشكلٍ مخطَّط، ومن خِلال تَوطِين البدْو ومواجهة مشكلات المياه والتصحُّر، ونقص الخِبرات والتكنولوجيا، ولا بُدَّ من التوسُّع في زراعة الصحاري، والبدء بمهمَّةٍ جديدةٍ، وعزمٍ لا يعرف الملل؛ حتى نقتطع من صَحارِينا المتاخمة بعضَ الأراضي لنُعِيد إليها خُصوبَتها ونماءها.

 

ولا نَنسى أنَّ هناك نُظُمًا مختلفةً تُتِيح الاستفادة الوفيرة من أرض الصحراء بكلِّ بلدان العالم العربي والإسلامي.

 

النخلة شجرة التمر، وسيِّدة الشجر، والجمع نخْل ونخِيل، ويُقال: نخْلات، والنخل اسمٌ يُذكَّر ويؤنَّث فنقول: هو النخل، وهي النخل، أمَّا النخيل فمؤنثة.

 

ها هو ذا جذع النخلة يَتطاوَل باسقًا في زُرقَة السماء الرائعة؛ يقول الله - تعالى -: ﴿ وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ ﴾ [ق: 10].

 

وها هو ذا سعف النخل يتشكَّل أطباقًا ليُظلِّل الصحراء العربيَّة بأحلى الألوان وأرقِّ الطُّيوف، ويُظِلُّ البشر والإنسان تحت جُذوعِه.

 

النخلة أمنٌ وأمانٌ، مِعطاءة كريمة، وهي المثل للكرم العربي نفسه؛ قال - تعالى -: ﴿ وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأنعام: 141].

 

والنخيل من أقدم الشجر الذي عرَفَه الإنسان، ويُقال بأنَّ عمر شجرة النخيل يربو على مائة وخمسين عامًا، وأنَّ الجزيرة العربية والخليج العربي موطنها الأصلي، ومنه انتقلت إلى بابل بالعراق القديم، وقد أدخَلَ العرب هذه الشجرة إلى إسبانيا.

 

في التمر مادَّة قابضة تساعد على الولادة ومنع النزيف بعدها:

ويقول ابن وحشية - أقدم مُؤرِّخي العرب في علوم الزراعة، والمتوفَّى في النصف الأخير من القرن الرابع الهجري - في كتاب "الفلاحة"، والذي أسهب في الحديث عن فلاحة الأرض وإصلاح الزرع والشجر والثمار ودفْع الآفات عنها، وتحدث فيها عن أنواع النبات المختلفة؛ كالأشجار والحبوب والأزهار، وكيفيَّة زرعها وريِّها وتسميدها - يقول ابن وحشية: "وإنَّه يحتمل أنْ تكون جزيرة حرقان الواقعة على الخليج العربي بالبحرين هي الموطن الأصلي الذي نشَأَتْ فيه نخلة البلح ومنه انتقلت إلى بابل".

 

تاريخ مشتركٌ بين العرب والنَّخل، بل كما تغنَّى العربي في ناقته وفي صَحرائه تغنَّى بنَخلِه ونَخِيله، تغنَّى بها طَلْعًا - وهو أوَّل التمر - ثم غنَّاها وهي خَلال - وهو ما اخضرَّ من التمر - ثم شدا بها بُسْرًا ثم رطبًا ثم تمرًا؛ يقول امرؤ القيس واصفًا شعر المرأة مثل قنو النخيل:

وَفَرْعٍ يَزِينُ المَتْنَ أَسْوَدَ فَاحِمٍ
أَثِيثٍ كَقِنْوِ النَّخْلَةِ الْمُتَعَثْكِلِ

 

أمَّا زهير بن أبي سُلمَى فيقول:

وَهَلْ يُنْبِتُ الْخَطِّيَّ إِلاَّ وَشِيجُهُ
وَتُغْرَسُ إِلاَّ فِي مَنَابِتِهَا النَّخْلُ

 

وواكَبَ النخل مسيرةَ الإبداع الشعري؛ فمن بُطون الجاهليَّة حتى عصرنا الحاضر والنخل مادَّةٌ أثيرةٌ عند شُعَراء العربية؛ يقول أحمد شوقي أمير الشعراء:

أَهَذَا هُوَ النَّخْلُ مَلْكُ الرِّيَاضِ
أَمِيرُ الحُقُولِ عَرُوسُ العِزَبْ
طَعَامُ الفَقِيرِ وَحَلْوَى الغَنِيِّ
وَزَادُ الْمُسَافِرِ وَالْمُغتَرِبْ

 

ويدعو الشاعر العربي عبدالرحمن رفيع في قصيدةٍ أخرى إلى أهميَّة زراعة النخيل، وإلى كون النِّفظ مادَّة غير مُتجدِّدة ولها عمرٌ افتراضي تنتهي بعده، أمَّا زراعة النخيل فهي العَطاء المتجدِّد المُتَزايِد، ولا بُدَّ أنْ نتمسَّك بنخلنا الغالي، ويقول في خِتام قصيدةٍ تحت عنوان (زرعوا البحرين):

ما في أحلى من النخيل
ولا أكرم منها شيء كان
وفي ساعة الجود مثل الخود
تعطينا اللؤلؤ والدان
سلمى وحلاو واخنيزي
أغنى من الدر والمرجان

 

النخلة شجرة العرب المباركة:

لعلَّ أحدث البحوث العلميَّة عن الرُّطَب تقول: إنَّ فيه مادَّةً قابضة للرَّحِم تُساعِد على الولادة، وتُساعِد على منْع النزيف بعد الولادة، وإنَّ فيه مادَّة مُليِّنة، ومعلومٌ طبيًّا أنَّ المليِّنات النباتيَّة تُفِيد في تسهيل وتأمين عمليَّة الولادة بتنظيفها للقولون.

 

كما أنَّ سكَّر البلح وهو سكَّر خماسي "بنتوز" مفيدٌ جدًّا لحالات الصداع؛ ممَّا يُذكِّرنا بأنَّ المسلمين منذ ظهور الإسلام يُقبِلون على التمر في السحور والإفطار؛ ولذا فإنَّ النخل والتمور غذاء كامل يحتوي على نسبةٍ تتراوح بين 70 و80 بالمائة من السكريَّات، كما تحتوي على كميَّات مهمَّة من الأملاح المعدنيَّة؛ كالحديد والبوتاسيوم، والمنجنيز والكالسيوم، والكلور والماغنسيوم.

 

ويُعتَبر النخل مدخلاً أساسًا للعديد من الصناعات؛ سواء كان ذلك من ثمره أو كربه أو سعفه أو ليفه، وهو مادَّة أوليَّة لصِناعة السكر السائل والدبس والخل والكحول والخمائر وصناعة العلف النخيل في العالم، وينتجون أكثر من 80 بالمائة من الإنتاج العالمي للتمور، وتمتَلِك العراق وحدَها أكثر ممَّا تمتكله جميعُ الدول العربيَّة مجتمعةً.

 

وجاء في الكتب التي تُحصِي النخيل أنَّ عدد نخيل العالم 88.5 مليون نخلة موزعة على الشكل التالي:

40 مليون نخلة في العراق، 10.5 مليون نخلة في الجزائر، 10.5 مليون نخلة في إيران، 10.5 مليون نخلة في السعودية، 9 ملايين نخلة في ليبيا، 8 ملايين نخلة في مصر، 2 مليون نخلة في الهند، 2 مليون نخلة في بلوخستان، مليون نخلة في المغرب، 0.5 مليون نخلة في أمريكا، 0.5 مليون نخلة في إفريقيا.

 

وفي سيناء وحدَها مليون نخلة تتركَّز في مدينة الشيخ زويد ورفح وبئر العبد ورابعة ورمانة، والغريب أنَّ غابات النخيل بمنطقة المساعيد بمدينة العريش تبعد 10 أمتار عن شاطئ البحر المالح، وهي معجزة إسلامية؛ حيث إنَّ هناك نظرية زراعية توجد المياه العذبة مع النخلة، وفي تلك المنطقة التي سمَّاها الفاتح العربي عمرو بن العاص (المساء عيد) بمناسبة فتحه مصر، وعسكر جنوده العَطشَى، فحفروا فخرجت مياه عذبة، وتُسمَّى حتى اليوم بالتميلة، وكان أبناء سيناء وحتى عام 67 يشربون منها ويطهون ويغسلون ملابسهم، ويقال: إنَّ بركة الفتح هي سبب انتشار النخيل في تلك المنطقة، وهي حتى اليوم مَزارٌ دِيني.

 

ويَخاف السيناوي من قطع شجرة النخيل، بل ينظُر لها بنوعٍ من التكريم، وتعيش النخلة عمرًا طويلاً إذا قِيستْ بعمر الإنسان؛ فهي تعيشُ لأحفادِ الأحفاد، وتُزرَع في سيناء على شكل موارس، وهي من نوعي الجياني والمجهل، والأولى كبيرة وأكثر جودةً في التسويق المحلي والعالمي، وتُزرَع بواسطة زارعي النخل المتخصِّصين عن طريق النواة، أو عن طريق الفسائل وتُسمَّى العلول، وكل نخلة تبعد عن الأخرى 6 أمتار، وتحتاج التسميد كلَّ عامين تقريبًا، ولكن بعد أنْ قلَّتْ قيمتها الاقتصادية، وانتشر العمران، وأهملت ثروة النخيل في كلِّ أنحاء مصر، خصوصًا أنها تحتاج لمتخصِّصين في تقليم الجريد والزيادات من النخلة لتهذيبها وزيادة طرحها، ورغم انتشار النخيل الجديد المهجَّن القادم من إسرائيل والذي ينتج في العام التالي - إلا أنَّ الخوف كلَّ الخوف أنْ يحمل تهديدًا لنخيلنا البلدي الأصلي، والذي يحتاج من كلِّ المسؤولين بوزارة الزراعة والري والمرافق والتعمير إلى تكثيف مشاتله والانتقاء لنوعيَّاته، وإحْلاله في كلِّ الطرق والحدائق العامَّة والخاصَّة، هو وكلُّ الأشجار المثمرة الأخرى من برتقال وليمون ومانجو وتفاح... بدلاً من تلك الأشجار العقيمة عريضة الورق كثيرة الفروع، والتي انتشرت بشكلٍ واسع وكبير، وتأخُذ نفس العناية من المياه والري والتقليم، فلماذا لا تعودُ لأشجارنا المثمرة مكانتها بروائحها العَطِرَة وبعطائها الدائم صيفًا وشِتاء؟!

 

التراجُع في الدخول النفطيَّة يتطلَّب تخطيطًا متكاملاً لاستِزراع ملايين النخيل في الأراضي العربية:

ويزيد عدد مصانع التمور في العالم العربي عن 40 مصنعًا، ولقد أوصى المؤتمر العربي الأول للنخيل والتمور الذي عُقِدَ عام 1981م باعتماد يوم 15 سبتمبر من كلِّ عام يومًا للنخيل والتمور في الدول العربية، وقد أقرَّتْ جامعة الدول العربيَّة هذه التوصية، وكلَّفت الأمانة العامَّة للاتِّحاد العربي للصناعات الغذائيَّة، وهي الجهة التي دعَتْ المؤتمر لتوجيه مزيدٍ من العناية للحِفَاظ على هذه الثروة القوميَّة وتطويرها، ووضعَتْ مشروعًا لدراسة الجدوى لمشروع التمور المُقتَرَح في إمارة رأس الخيمة.

 

وقد حظيَتْ شجرة النخيل في الكويت باهتمام الكويتيين، ويُقال: إنَّ (الفحيحيل) سُمِّيت بهذا الاسم نسبةً إلى فحل النخل، وقد أسَّس حوالي 1400 مواطن في منتصف عام 1982م أوَّل شركة كويتيَّة لزراعة النخيل، وهناك تخطيطٌ خليجي لمشروع زراعة ثلاث ملايين نخلة منها 2 مليون نخلة في الإمارات ومليون في الكويت.

 

وكانت النخلة وما تزال هي الشجرة الأولى التي تُنتِج الغذاء للمواطن السعودي، وتحتلُّ زراعة النخيل مكانةً مرموقة بين المحاصيل الزراعيَّة في المملكة، (حيث تُقدَّر المساحة المزروعة بـ57 ألف هكتار، حيث يزرع فيها تقريبًا تسعة ملايين نخلة)، وتُقدِّم الحكومة العديد من الحوافز سواء لزراعة الفسائل، أو تنمية النخيل القائم، أو تشجيع الصناعات القائمة على التمور، وغير ذلك.

 

ولعلَّ من أبرز ما تَمَّ على صعيد الاهتمام بالنخيل هو ندوة النخيل الأولى التي عُقِدتْ في رحاب واحة الإحساء؛ وذلك بهدف إيجاد الحلول التي قد تُواجِه زراعة هذه الشجرة، وزيادة الرُّقعة المزروعة بها، والتعرُّف على ما توصَّل إليه الخُبَراء والمعنيُّون في كلِّ ما من شأنه المحافظة عليها، وتصنيع منتجاتها والاستفادة المُثلَى من خيراتها وبحث اقتصاديَّاتها وتسويقها، وعقدت هذه الندوة في الثلاثين من جمادى الأولى عام 1402هـ)، وطرح فيها 128 بحثًا من 22 دولة وانتهت الندوة إلى توصيات عديدة مهمَّة.

 

إنَّ التراجُع في الدخول النفطيَّة كثروةٍ غير متجدِّدة وضرورات الأمن الغذائي تتطلَّبان تنسيقًا وتخطيطًا خليجيًّا متكاملاً على صعيد استِزراع ملايين النخيل في الأراضي العربيَّة؛ حيث تجود زراعتها عن طريق شركاتٍ تُسهِم فيها كلُّ الدول العربيَّة المهتمَّة، ولقد جاء قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربيَّة ليخطو خطوةً كبيرةً على طريق حلِّ العقَبات التنظيميَّة والتنسيقيَّة في مجال الاهتِمام بهذه الثروة الكبيرة؛ لذا يجب أنْ يولي المجلس جانبًا من اهتمامه لهذه المسألة، ولا سيَّما وأنَّ الظروف مواتيةٌ تمامًا لإيلاء هذه المسألة المزيدَ من الاهتمام.

 

فالحاجة ماسَّة لتنظيم عمليَّة تصدير وتبادُل "الفسائل" بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مع بقيَّة دول العالم العربي التي تَجُود أراضيها بعَطاء النخيل وبما يضمن استمرارَها، ويجب أنْ تُعطَى الأولويَّة الآن لقِيام مركز أبحاثٍ حديثٍ يُشرِف على عمليَّة تطوير زراعة النخيل، خاصَّة وأنَّ العلم قد تقدَّم بشكلٍ كبير في هذا المجال.

 

ويمكن تشبيه النخلة بالإنسان؛ فهي ذات جذع منتصب، ومنها الذكَر والأُنثى، وإنها لا تُثمِر إلا إذا لُقِّحتْ، وإذا قُطِع رأسها ماتتْ، وإذا تعرَّض قلبها لصدمةٍ قويَّة هلكتْ، وإذا قُطِعَ سعفها لا تستطيع تعويض مفاصله، والنخلة مُغشَّاة بالليف الشبيه بشَعرِ الجسم في الإنسان أيضًا، وهناك نخلةٌ تحمل أزهارًا ذكرية وتُسمَّى النخلة الذكَر أو الفحل، ونخلة أخرى تحمل أزهارًا أنثوية وتُسمَّى النخلة الأنثى وهي التي تُثمِر، فشجرة النخل صِنوان، ولقد وُجِدَ بالملاحظة أنَّ رأس الشجرة الفحل يكون عادةً كبيرًا، وكثيفَ السعف، أمَّا كربها فتكون عريضة وجذعها غليظًا، أمَّا الشجرة الأنثى فيكون رأسها في الأغلب صغيرًا ومتناسقًا، وجذع الأنثى رشيقًا باسقًا.

 

ولكي تُثمِر الشجرة الأنثى يجبُ تلقيح أزهارها الأنثويَّة بحبوب اللقاح الموجودة في الأزهار الذكريَّة عندما تتفتَّح الأكمام وينشقُّ غلافه الخارجي، وهناك طرقٌ مختلفة لإجراء عمليَّة التلقيح، إمَّا صناعيَّة أو طبيعيَّة.

 

ومن الطُّرق الطبيعيَّة للتلقيح نقلُ حُبوب اللقاح بواسطة الرِّياح؛ قال - تعالى -: ﴿ وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ ﴾ [الحجر: 22]، وكذلك نقلُ حبوب اللقاح بواسطة الحشرات كالنحل وغيره.

 

أمَّا التلقيح الجيِّد فيتمُّ بواسطة الإنسان وبطُرُقٍ صناعيَّة مُبتَكرَة، وتتطوَّر باستِمرار، ويتكاثَر النخيل إمَّا:

1- بطريقة النوى (زرع البذور)، وهي طريقة غير جيدة وتتأخَّر من 12 - 15 سنة.

2- بطريقة الفسائل، والفسيلة هي خلفة كوَّنها شجرة النخيل الصغيرة في العمر، وتكون قُرب جِذع النَّخِيل أو حولَه، والنخلة تُنتِج تلك الفسائل أو الفراخ عندما يكون سنُّها ما بين 6 - 12 سنة.

3- طريقة التكاثر الخضري.

 

لقد أثبتت التجارب أنَّ زراعة سعف من شجرة النخيل البالغة في وسط غذائي معيَّن وتحت ظروف مناسبة، يمكن أنْ تساعد على نموِّ حُبَيبات كرويَّة داخل أنسجة السعفة، وعند بلوغ تلك الحبيبات صفات معيَّنة وحجمًا مناسبًا تنقل إلى وسطٍ غذائي مناسب، فتنتج بعضها ما يُسمَّى كنبًا Callus، ثم تزرع تلك الكنب في وسط غذائي مناسب فتنمو، وبعد بلوغها صفات معيَّنة تنقل إلى التربة فتنمو وتُصبِح فيما بعدُ شجرة نخيل.

 

حقًّا إنها شجرة الأرض العربيَّة الطيِّبة، وعلينا أنْ نُعِيد لشجرة النخيل قِيمتَها الغذائيَّة والصناعيَّة؛ فالنخلة رمز الإيثار والعطاء والاستمراريَّة، إنها تُمثِّل عطاء جيلٍ لآخَر، إنها الروح، والوعد، والعطاء، إنها فاكهة وغذاء ودواء وشراب وحلوى، إنها خير البلاد ومادَّة الحياة وعماد التجارة - كما قيل - فعلينا أنْ نهتمَّ بها لأنها جزءٌ من أنفسنا، واهتمامنا بها اهتمامٌ بماضينا وحاضرنا ومستقبلنا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • نخلة التمر في المصادر العربية
  • النخلة وثمرتها
  • صورتان للبخل والكرم للعريان بن سهلة الجرمي
  • الكرم والتواضع عند ابن تيمية

مختارات من الشبكة

  • تحت سعف النخل(مقالة - حضارة الكلمة)
  • زكاة ثمرة النخل (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الزومان)
  • أحكام النخل(مقالة - موقع الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الزومان)
  • النخل والبلح (قصيدة للأطفال)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • توالي المنح في أسماء تمار النخل ورتبة البلح(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • تسمية الشيء باسم فعله أو ما يقع عليه الفعل(مقالة - حضارة الكلمة)
  • من باع نخلا تشقق طلعه(مقالة - موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك)
  • المسيح ابن مريم عليه السلام (10)(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • حديث: رخص في بيع العرايا في خمسة أوسق(مقالة - موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك)
  • حديث: من ابتاع نخلا بعد أن تؤبر(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)

 


تعليقات الزوار
1- رائع
باهي - سوريا 15-02-2015 10:55 PM

شكرا لكم على الاهتمام بهذا الموضوع

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 26/11/1446هـ - الساعة: 15:30
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب