• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    شموع (107)
    أ.د. عبدالحكيم الأنيس
  •  
    المنة ببلوع عشر ذي الحجة (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    أهمية التعلم وفضل طلب العلم
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    حديث: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، ...
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    حقوق المسنين (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة النصر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    المرأة في الإسلام: حقوقها ودورها في بناء المجتمع
    محمد أبو عطية
  •  
    مفهوم الفضيلة لغة واصطلاحا
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (7)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    خطبة أحداث الحياة
    الشيخ إسماعيل بن عبدالرحمن الرسيني
  •  
    {هماز مشاء بنميم}
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    الإيمان بالقرآن أصل من أصول الإيمان
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أسباب اختلاف نسخ «صحيح البخاري»
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    خطبة: اشتداد المحن بداية الفرج
    يحيى سليمان العقيلي
  •  
    خطبة: إن الله لا يحب المسرفين
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    فضل عشر ذي الحجة (خطبة)
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ
علامة باركود

مدينة الخليل تئن من التهويد

أحمد محمود أبو زيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/5/2008 ميلادي - 13/5/1429 هجري

الزيارات: 13794

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

• الخليل كانت أول أهداف عمليات الاستيطان الصهيوني، وقامت خطة الاستيطان على أساس تطويقها ومحاصرتها، والاستيلاء على قلبها.
• أقامت سلطات الاحتلال الصهيوني أحزمة استعمارية حول المدينة، ويوجد اليوم أكثر من 20 مستعمرة مقامة على أراضيها التي صادرتها إسرائيل لهذا الغرض.
• مستعمرة "كريات أربع" في الخليل خرج منها المستوطن الصهيوني المتطرف "باروخ جولدشتاين" الذي ارتكب مذبحة الحرم الإبراهيمي في منتصف رمضان عام 1414هـ.
• أقدمَ مجموعةٌ من المستوطنين اليهود على تمزيق المصاحف وإلقائها تحت أقدامهم في المسجد الإبراهيمي.
• مخططات صهيونية تستهدف تحويل الحرم الإبراهيمي إلى كنيس يهودي وتهجير الفلسطينيين من البلدة القديمة بالخليل.
• هدم المنازل الأثرية في الخليل، الذي يعد اعتداء صارخًا على التراث الإنساني.
• 400 مستوطن صهيوني في الخليل يتحكمون في حياة وسلوك قرابة 130 ألف فلسطيني.
• قوات الاحتلال تجبر السيدات على الخضوع لتفتيش كامل في غرف خاصة، وتقوم بملاحقة المصلين بالرصاص والغاز السام خاصة أيام الجمعة.


•     •     •     •     • 


مدينة الخليل وما تحويه من مقدسات إسلامية وعربية، تعرضت خلال سنوات النكبة الصهيونية –وما زالت تتعرض- لمجموعة من المخططات والسياسات الإسرائيلية التي استهدفت تهويد البلدة القديمة وتحويلها إلى حي يهودي، والسيطرة على الحرم الإبراهيمي الشريف وتحويله إلى كنيس يهودي، وتهجير الفلسطينيين من أرضهم وديارهم.

وتحتل مدينة الخليل المرتبة الثانية من حيث الأهمية والقداسة بعد مدينة القدس، وهي من أقدم مدن العالم، وتاريخها يعود إلى 5500 عام، فمنذ حوالي سنة 3500 قبل الميلاد هاجرت قبائل عربية كنعانية من الجزيرة العربية إلى فلسطين، وبنت عدداً من القرى في منطقة الخليل، وفي وقت لاحق دمج أربع من هذه القرى الواقعة على تلال الخليل لتكون مدينة ذات نظام سياسي واجتماعي واحد، واتخذت المدينة الموحدة من تل الرميدة مركزاً لها، وازدهرت ازدهاراً ملحوظاً بعد توحيدها وعرفت باسم (قرية أربع) نسبة إلى ملكها العربي الكنعاني أربع المنتمي إلى قبيلة العناقيين، ثم باسم (حبرون) أو (حبري).

وعندما نزلها سيدنا إبراهيم عليه السلام منذ نحو 3800 سنة، سميت بالخليل نسبة إليه (خليل الرحمن)، وتضم رفاته ورفات زوجته سارة، وعائلته من بعده إسحق ويعقوب ويوسف ولوط ويونس، كما تضم الكثير من رفات الصحابة وفي مقدمتهم شهداء معركة أجنادين. وعندما احتلها الصليبيون عام 1099م أطلقوا عليها اسم "إبراهام" ثم عادت إلى اسمها الخليل بعد جلاء الصليبيين عنها.
وتقع الخليل على بُعد 36 كم للجنوب من القدس، على هضبة ترتفع 940م عن سطح البحر، يربطها طريق رئيس بمدينتي بيت لحم والقدس، وتقع على الطريق الذي يمر بأواسط فلسطين رابطة الشام بمصر مروراً بسيناء، وموقعها المتوسط جعلها مركزاً للتجارة منذ القدم، إذ عُرفت بأنها مدينة تحيط بها الأراضي الزراعية، واشتهرت بزراعة العنب الذي يحتل المكان الأول بين أشجارها المثمرة، كما تزرع التين واللوز والمشمش والزيتون وتزرع فيها الحبوب والخضراوات.

وهذه الخصائص المميزة للموقع ساعدت على خلق المدينة وتطورها ونموها، حيث تقع الخليل في جنوب غرب الضفة الغربية، وهذا الموقع جعل الخليل في موقع متوسط نسبياً بالنسبة لفلسطين إلا أنها أقرب إلى الشمال الشرقي منه من الجنوب الغربي وقد أنشئت المدينة على سفحي جبل الرميدة وجبل الرأس.

• الخليل عبر التاريخ:

وأما عن التطورات السياسية التي مرت بها الخليل، فقد حكمت المدينة من قبل الكنعانيين فيما بين 3500-1200 ق.م، ووفد إليها النبي إبراهيم عليه السلام في القرن التاسع عشر ق. م، ثم خضعت المدينة لحكم العبرانيين الذين خرجوا مع موسى من مصر وأطلقوا عليها اسم "حبروت" و"حبرون" اسم يهودي يعني عصبة –صحبة- أو اتحاد، ثم اتخذها داود بن سليمان قاعدة له لأكثر من سبع سنين، وأقام الرومان كنيسة على مقبرة النبي إبراهيم وعائلته في عهد الإمبراطور يوستنياتوس (527-565م) ولكنها هدمت من قبل الفرس بعد ذلك سنة 614م.

ثم خضعت الخليل للحكم الإسلامي عام 638م، وكان الاهتمام بالمدينة لأهميتها الدينية، فبنى الأمويون سقف الحرم الحالي والقباب الواقعة فوق مراقد إبراهيم ويعقوب وزوجاته، كما قام الخليفة العباسي المهدي (774-785م) بفتح باب السور الحالي من الجهة الشرقية، كما بني العباسيون المراقي الجميلة من ناحيتي الشمال والجنوب، وكذلك القبة التي تعلو ضريح يوسف عليه السلام، وفي عهد الدولة الفاطمية خصوصاً في عهد المهدي افتتح مشهد الخليل مع تزيين الأخيرة بالفرش والسجاد.

وقد وصفت الخليل في عدد من كتب الرحالة مثل كتاب المسالك والممالك للإصطخري الذي ألفه عام 951م وفتوح البلدان للبلاذري، وكتاب أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم للمقدسي عام 985م وغيرها.

وفي عام 1099م سقطت الخليل في يد الصليبيين وأطلقوا عليها اسم "إبراهام"، وفي عام 1168م أصبحت مركزاً لأبرشيه وهي كلمة يونانية تعني المجاورة، وهي من اصطلاحات المسيحيين الكنائسية، واستعملها العرب لدار المطران أو الأسقف، وفي سنة 1172م بنيت كنيسة على موقع الحرم الإبراهيمي الشريف، وإلى الغرب منها شيدت القلعة، ولكن بعد معركة حطين سنة 1187م استطاع القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي أن يحررها من الصليبيين ويحول كنيستها إلى جامع وهو الحرم الحالي.

وتعرضت الخليل للغزو المغولي المدمر كغيرها من المدن الفلسطينية، ودخلت تحت الحكم المملوكي واستمر حتى عام 1516م، وقد اهتم بها سلاطين المماليك فأصبحت مركزاً للبريد خاصة مصر وغزة وغور الصافي والشويك.

وفي عام 1517م خضعت الخليل للحكم العثماني، ومن أهم الأحداث التي تعرضت لها في أثناء الحكم العثماني وقوعها في يد إبراهيم باشا المصري، في عام 1831 – 1840م. ثم خضعت كغيرها من المدن الفلسطينية للانتداب البريطاني عام 1917م وارتبط اسمها بظروف الحرب العالمية الأولى وانتصار الخلفاء على الدولة العثمانية.

فالقوّات البريطانية احتلّت الخليل في ديسمبر 1917م، خلال الحرب العالمية الأولى، وبقيت المدينة جزءًا من الانتداب البريطاني على فلسطين من 1922م حتى 1948م.

وفي 1949م سيطرت الأردن على الخليل وبقية الضفة الغربية، حتى يونيو 1967م بعد حرب الأيام الستّة بين إسرائيل والدول العربية، إذ سيطرت القوّات الإسرائيلية على الضفة الغربية، واحتلت الخليل والقدس.

وقد أقامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أحزمة استعمارية حول المدينة، كما استعمرت قلب مدينة الخليل، وأقاموا مستعمرات داخل الأحياء العربية منها (بيت رومانو)، و(هداسا "الدبويا")، الحي اليهودي (تل الرميدة) على مشارف مدينة الخليل إلى الشرق مباشرة، كما تعد مستعمرة (كريات أربع) من أكبر المستعمرات التي أقامتها إسرائيل، ويوجد اليوم في الخليل أكثر من (20) مستعمرة مقامة على أراضيها التي أخذتها سلطات الاحتلال لهذا الغرض.

• تهويد مدينة الخليل:

وهكذا تعرضت مدينة الخليل -شأنها شان مدينة القدس- لجريمة التهويد بكل عناصرها، إذ كانت من أول أهداف عمليات الاستيطان الصهيوني في الضفة الغربية بعد احتلالها عام 1967م، وكان أول قرار للحكومة الصهيونية –بعد قرار ضم القدس واقعيا في 28 من يونيه 1967م– هو إقامة نواة استيطانية في موقع استراتيجي هام على مشارف مدينة الخليل على الطريق الموصلة إلى القدس يسمونه "كفار عصيون"، وذلك في 27 من سبتمبر 1967م، وقد وقع الاختيار على مدينة الخليل لأنها في نظر اليهود توازي في أهميتها مدينة القدس بحجة أنها كانت فيما مضى أول عاصمة لمملكة داود، وأن فيها قبورَ عدد من الأنبياء وأزواجهم.

وقد قامت خطة الاستيطان في المدينة وما حولها على أساس تطويقها ومحاصرتها، وكذلك الاستيلاء على قلبها، وإقامة حي يهودي فيه بحجة إعادة بناء الحي الذي كان قائما في المدينة وجرى تدميره في عام 1929م.

وفي أوائل إبريل 1968م توجهت مجموعات من المستوطنين الصهاينة المتعصبين ضمت ثلاثين عائلة من جماعة "جوش أمونيم" بقيادة الحاخام "موشيه ليفنجر" إلى مدينة الخليل، واتخذوا من فندق هناك مكانًا لإقامتهم، تمهيدًا لإقامة مستوطنات لهم في المدينة.

وقد زار "إيجال ألون" وزير العمل آنذاك –وهو صاحب مشروع ألون لتوطين المستوطنين الجدد– المدينة وانتهت الزيارة بفرض الأمر الواقع وإقامة وحدات سكنية لهم قرب مقر الحاكم العسكري في مدينة الخليل، وذلك في مطلع عام 1969م.

وفي 21 من أغسطس 1970م أصدر الحاكم العسكري قرارًا صادَرَ بموجبه أراضي مساحتها 1200 دونم (300 فدان) شمالي شرقي مدينة الخليل، حيث بدأ بإقامة مستعمرة "كريات أربع"، وبعد ثلاث سنوات أعلنت سلطات الاحتلال أن لكل إسرائيلي الحقَّ في شراء منزل في كريات أربع، واستمرت هذه المستعمرة الاستيطانية في التوسع حتى بلغت عام 1981م (1975 فدانًا)، وبلغ عدد الوحدات السكنية بها أكثر من 2500 وحدة سكنية، وافتتحت فيها أول محكمة إسرائيلية تقام في مستوطنات الضفة الغربية، وهي محكمة صلح كريات أربع التي يحاكم أمامها الإسرائيليون المستوطنون بقانون غير القانون المطبق على الفلسطينيين في باقي أراضي الضفة.

وهذه المستعمرة هي التي خرج منها المستوطن الصهيوني المتطرف "باروخ جولدشتاين" الذي ارتكب مذبحة الحرم الإبراهيمي في منتصف رمضان عام 1414هـ (1994م)، في أثناء صلاة الفجر في المسجد، وهي المذبحة التي أكدت خطورة المستوطنات الصهيونية في مدينة الخليل وغيرها من مناطق الضفة وغزة، وأن هذه المستوطنات ما هي إلا قنابل موقوتة زرعتها إسرائيل لكي تقوم بعملها في ممارسة العنف والإرهاب ضد الفلسطينيين.

• مسلسل من الانتهاكات:

وتمثلت أبرز الاعتداءات الصهيونية على مدينة الخليل ومساجدها في الآتي:
1- أعمال هدم المنازل الأثرية في البلدة القديمة، وما يمثله من اعتداء على التراث الإنساني.

2- تركز مجموعة من البؤر الاستيطانية اليهودية بالخليل في البلدة القديمة؛ حيث يسكنها ما لا يزيد عن 400 مستوطن، وهؤلاء يتحكمون في حياة وسلوك قرابة 130 ألف فلسطيني.

3- منذ ما يقرب من عامين أعطى رئيس الوزراء الإسرائيلي إريل شارون الضوء الأخضر لتوسيع الاستيطان اليهودي في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، وقال إنه يتعين استغلال الوضع لفرض أمر واقع يسمح بإقامة تواصل ميداني بين مستوطنة "كريات أربع" والمستوطنات اليهودية في الخليل والحرم الإبراهيمي. 

4- إن قوات الاحتلال تجبر السيدات في أحيان كثيرة على الخضوع لتفتيش كامل في غرف خاصة.

5- ملاحقة القوات الإسرائيلية المصلين بالرصاص والغاز السام خاصة أيام الجمعة بدعوى منع التجوال، مما يؤدي إلى وقوع إصابات بين المصلين الذين لا يستطيعون مغادرة المسجد إلى بيوتهم إلا بعد ساعات طويلة من الانتظار.

6- تحاصر القوات الإسرائيلية الخليل، وتقوم بعمليات اجتياح للمدينة بحثا عن ناشطين، وتحكم قبضتها على المدينة منذ أن بدأت الانتفاضة، وتقول: إن هذه الإجراءات مطلوبة لمنع العمليات الفلسطينية ضد الإسرائيليين.

7- قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بهدم عشرات المنازل والأبنية وسط مدينة الخليل يرجع تاريخ بنائها إلى العصر المملوكي والعثماني؛ وذلك لشق طريق استيطاني يربط مستوطنة كريات أربع بالحرم الإبراهيمي. عملا بالقرار العسكري الإسرائيلي رقم (2/61/ت) الصادر في 29-11-2002، والذي يقضي بهدم مبان تاريخية في البلدة القديمة من مدينة الخليل لإقامة شارع بطول 730 متر، وبعرض 12 مترا، يربط الحرم الإبراهيمي الشريف بمستوطنة كريات أربع.
ومن جهته حذر "مصطفى النتشة" رئيس بلدية الخليل من العواقب الوخيمة للقرار العسكري الإسرائيلي، موضحًا أنه يدخل ضمن مخطط إسرائيلي لإفراغ البلدة القديمة وتهجير سكانها العرب والاستيلاء على ممتلكاتهم لتهويد المدينة.

8- استولت مجموعات من المستوطنين في 11 من إبريل عام 2004م على مسجد "الأقطاب" في البلدة القديمة في مدينة الخليل على مرأى ومسمع من قوات الاحتلال الإسرائيلي؛ وقاموا بإخراج محتويات المسجد وتمزيق المصاحف، وأدخلوا مجموعة من الأسرَّة وبعض الأثاث إليه، لتحويله إلى ثكنة لهم.

9- في منتصف أغسطس 2004م، أقدم مجموعة من المستوطنين اليهود على تمزيق المصاحف وإلقائها تحت أقدامهم في المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل، وقد استغل هؤلاء المستوطنون إغلاق الحرم أمام المصلين المسلمين والسماح لليهود فقط بأداء الطقوس فيه بحجة الاحتفال بأحد أعيادهم، وقاموا بتمزيق عشرات المصاحف الموجودة داخل الحرم الإبراهيمي الشريف في حراسة قوات الاحتلال. 

• تهويد الحرم الإبراهيمي:

وإذا نظرنا إلى الحرم الإبراهيمي باعتباره درة مدينة الخليل وأهم الآثار الإسلامية فيها نجد له تاريخا طويلا من الثبات في وجه الصهاينة الذين استهدفوا تغيير معالمه وهويته ولم يتركوا هذا الحرم الخليلي على حاله كمسجد إسلامي تاريخي يضم قبور عدد من الأنبياء، فقد تعرض -مثله مثل المسجد الأقصى في القدس- للكثير من الاعتداءات الصهيونية التي استهدفت تخريبه وتهويده وانتزاعه من أيدي المسلمين وتحويله إلى معبد يهودي.

فمنذ احتل اليهود أرض فلسطين وهم يوجهون أنظارهم تجاه الحرم القدسي والحرم الإبراهيمي، ويخططون للسيطرة عليهما وتهويدهما واقتلاعهما من جذورهما العربية والإسلامية، حتى لا يظل للمسلمين روابط دينية تربطهم بأرض فلسطين.

ولقد ظل الحرم الإبراهيمي يحتفظ بخصائصه كمسجد إسلامي عريق يضم قبور عدد من الأنبياء حتى العصر الحديث عندما حلت النكبة الصهيونية بأرض فلسطين إذ بدأ اليهود يتوجهون إلى الحرم أفرادًا وجماعات للزيارة عقب هزيمة 1967م، ثم اتخذت هذه الزيارات طابعًا رسميًّا في يونيو 1972م عندما سمحت السلطات الصهيونية لليهود رسميا بأداء الصلوات في الحرم بشكل غير تظاهري وفي غير أوقات صلاة المسلمين.

وفي 27 من أغسطس 1972م نظم الحاخام مائير كاهانا -مؤسس حركة كاخ- صلاة تظاهرية هو ومائة من أتباعه بالقرب من الحرم الإبراهيمي، بعد أن دخلوا المدينة بشكل استفزازي.

وقررت سلطات الاحتلال السماح لليهود بالصلاة في الحرم في أوقات صلاة المسلمين، وقام الحاخام المتعصب كاهانا بأداء الصلاة بشكل جماعي هو وجماعته لأول مرة مساء 17 من سبتمبر 1972م.

وفي 11 من نوفمبر 1972م قرر الحاكم العسكري لمدينة الخليل زيادة ساعات الصلاة المخصصة لليهود في الحرم الإبراهيمي، وإدخال عدد من الكراسي لجلوسهم وخزانتين لحفظ التوراة، ومنذ ذلك الوقت يجري تقليص الساعات المسموح بها للمسلمين، ومُنِع المسلمون من الصلاة على موتاهم في الحرم.

كما قامت السلطات الصهيونية خلال هذه المدة بإغلاق البوابة الرئيسة للحرم ونسف الدرج المؤدي إليها، وبدلت من ترتيبات الحرم الداخلية، ووضعت ستائر بحجة الحجز بين الفرق اليهودية المختلفة داخل الحرم، وتقليص الحيز المخصص للمسلمين إلى منطقة تمتد بين المحراب والمنبر بعرض 5 أمتار وطول 25 مترا.

واستمر اليهود في استفزاز المصلين المسلمين بأداء الصلوات بأصوات مرتفعة في أثناء صلاة المسلمين، ثم باستعمال البوق اليهودي المشهور داخل المسجد، ولم يمر ذلك دون مقاومة كبيرة من المسلمين، ولكن الجيش الإسرائيلي كان يحمي العصابات اليهودية التي تواصل الاستفزاز.

وفي 2 من أكتوبر 1976م تسلل أربعة من الشبان اليهود وتسلقوا السور إلى داخل الحرم، ومزقوا كل المصاحف فيه وداسوها بأقدامهم، وقد أدى ذلك إلى وقوع اشتباكات عنيفة بين أهالي مدينة الخليل وبين المستوطنين الصهاينة، فرض على أثرها منع التجول بالمدينة، وتمكن اليهود خلاله من تحطيم وسرقة معظم أثاث الحرم، ومن بين المسروقات ساعات وكتب ومصاحف إسلامية ذات قيمة تاريخية ومفاتيح مقامات الأنبياء وسجاد عجمي أثري عمره عدة قرون.

وفي 19 من يناير 1979م وافقت الحكومة الصهيونية على توصية "عيزرا وايزمان" وزير الدفاع آنذاك بالسماح لليهود بإقامة الصلاة في المكان الذي بقي للمسلمين ليؤدوا صلاتهم فيه، وبذلك وصلت المؤامرة على الحرم الإبراهيمي إلى أقصاها، ودنس اليهود بأقدامهم الملوثة بدماء البشر كلَّ شبر في الحرم الشريف الذي يضم بين جنباته قبور الأنبياء إبراهيم وإسحق ويعقوب.

وقد نجح اليهود إلى حد كبير في مخططهم بشأن الحرم الإبراهيمي، ففي 29 من أغسطس 1994م قامت إسرائيل بإجراءات لتقسيم الحرم الإبراهيمي إلى قسمين، بحيث يصبح الجزء الأكبر لليهود، ويضم قبر إبراهيم وقبر يعقوب عليهما السلام، ويصبح الجزء الأصغر للمسلمين، ويضم قبر إسحق عليه السلام.

وقامت السلطات الصهيونية بتركيب بوابات حديدية ضخمة وأجهزة تفتيش وكاميرات مراقبة داخل الحرم الإبراهيمي لمنع حدوث أي اتصال بين المسلمين واليهود.

وكان هذا التقسيم بمثابة استفزاز واضح لمشاعر جميع المسلمين في العالم، وانتهاك صارخ لقرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية، إذ ترتب عليه إقامة معبد يهودي على مساحة 60% من الحرم الإبراهيمي، وترك 40% فقط للمسلمين، مع أن الحرم وقف إسلامي خالص للمسلمين لا يشاركهم فيه اليهود.

وهذه السلسلة من الاعتداءات الشنيعة في حق الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة من مدينة الخليل تأتي ضمن محاولات سلطات الاحتلال لتحويله إلى كنيس يهودي، تمشيا مع أطماع المتطرفين من اليهود والمستوطنين.

فقد حاولت قواتُ الاحتلال الإسرائيلي منعَ رفع الأذان بالحرم الإبراهيمي عشرات المرات في السنوات الأخيرة، من بينها أكثر من 30 مرة في مايو 2004م، لكن أهالي المدينة يتحدون الاحتلال، ويقومون برفع الأذان في الشوارع، وتحويلها إلى ساحات للصلاة.

وقد أكد الشيخ تيسير التميمي قاضي القضاة وخطيب المسجد الإبراهيمي "أن إسرائيل تحاول إجبار أكثر من 40 ألف مواطن فلسطيني على ترك منازلهم في البلدة القديمة بالخليل في وقت يجري فيه الحديث عن هدم عدد كبير من المنازل في حي تل الرميدة الأثري بهدف إقامة الجدار العنصري لتقسيم المدينة".

وأوضح التميمي "أن المصلين ورواد المسجد يتعرضون يوميا إلى عمليات إذلال وضرب وتنكيل"، مشيرًا إلى أن "اليهود يقذفون المصلين بالمواد الحارقة ويحاولون إحراق المنبر، وإدخال الكلاب للحرم ومنع رفع الأذان".

وقد بات الوصول إلى الحرم الإبراهيمي متعذرًا ومرتبطًا بطريق طويل، فلا تدخل إليه إلا عبر الكثير من الحواجز والبوابات الإلكترونية والشوارع البعيدة الضيقة، وهناك العشرات من المنازل الفلسطينية أصبحت خالية، والعشرات الأخرى يهددها خطر الإخلاء.

كما تم إضافة عدسات التصوير والأضواء الكاشفة ووضعت على مداخله الحواجز العسكرية والبوابات الإلكترونية وأخذ اليهود يفتشون المصلين ويرفعون أقنعة النساء وينتهكون حرمة المسلمين. 

• المراجـع:

1- مدينة الخليل في الضفة الغربية - موقع فلسطين أرض التاريخ على الإنترنت - 22 سبتمبر 2004م.
2- مدينة الخليل وقراها – موقع المركز الفلسطيني للإعلام - 21 سبتمبر 2004م.
3- يهود يمزقون المصاحف بالحرم الإبراهيمي - الخليل- قدس برس- إسلام أون لاين.نت/ 18-8-2004م.
4- مدن فلسطينية .. مدينة الخليل - موقع بوابة فلسطين – 20 سبتمبر 2004م.
5- الحرم الإبراهيمي يستجير في ذكرى مذبحته - فلسطين - سليمان بشارات - ياسر البنا - إسلام أون لاين.نت/ 9-11-2003م.
6- مدينة الخليل - موقع مركز المعلومات الوطني الفلسطيني – 15 سبتمبر 2004م.
7- الخليل.. قبضة إسرائيلية وفلسطينيون في العراء - الخليل – وكالات - إسلام أون لاين.نت/ 14-2-2003م.
8- إسرائيل تدمر آثار المماليك والعثمانيين بالخليل - الخليل (الضفة الغربية)- عوض الرجوب - إسلام أون لاين.نت/ 10-12-2002م.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • ما يحدث الآن في فلسطين ودور الدعاة
  • دور الوقف الإسلامي في الحيلولة دون تهويد فلسطين
  • الخليل أرض العنب والرجال ( قصيدة )
  • خطط تهويد الأقصى وما حوله

مختارات من الشبكة

  • مسابقة معرفة النبي صلى الله عليه وسلم بمدينة مدينة "بخشيساراي"(مقالة - المسلمون في العالم)
  • نهاية الملتقى الأول للشباب بمدينة خاركيف وافتتاح مركز إسلامي بمدينة تشيرنفتسي(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الجالية الإسلامية بمدينة "إيردراي" تفتتح أول مسجد بالمدينة(مقالة - المسلمون في العالم)
  • المدينة المنورة: أمير المدينة يرعى الحفل الختامي لمسابقة الأمير نايف لحفظ الحديث النبوي(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • المدينة النبوية: مركز بحوث ودراسات المدينة يقدم مكتبة رقمية وأفلاما مرئية عن تاريخها وحضارتها(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • إعادة النظر في كتاب أصوات المدينة: اللسانيات الاجتماعية الحضرية أو لسانيات المدينة؟ - لويس جان كالفي(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • إسبانيا: مؤتمر مدينة الزهراء والمدن الإسلامية تراث عالمي(مقالة - المسلمون في العالم)
  • فرنسا: عمدة مدينة شيل يرفض بناء مسجد بمدينته(مقالة - المسلمون في العالم)
  • فرنسا: إدانة عمدة مدينة ويسو لحظره الحجاب بالمدينة(مقالة - المسلمون في العالم)
  • كوسوفو: اختيار مدينة بريزرن من بين أجمل المدن في العالم(مقالة - المسلمون في العالم)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 26/11/1446هـ - الساعة: 15:30
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب