علم المنطق ميزان العقول للشيخ محمد حسين النجار

علم المنطق ميزان العقول للشيخ محمد حسين النجار

صدر حديثًا كتاب "علم المنطق ميزان العقول"، تأليف: الشيخ "محمد حسين النجار"، سلسلة "نوادر مصورة"، نشر: "دار الظاهرية للنشر والتوزيع" بالكويت.

وصدر هذا الكتاب في طبعته الأولى عام 1938م، والكتاب أعجوبة في عرضه وإيجازه وتنظيمه لعلم المنطق، ويتضمن جداول نافعة وتطبيقات شاملة.

ويعرف علم المنطق ويُعَرَّف بأنه: "آلةٌ قانونيةٌ تعصم مراعاتُها الذهنَ عن الخطأِ في الفكر"، ويطلق على علم المنطق تسميات عدة، منها: فن النظر، وميزان العقول، ومعيار العلم. فهو في الحقيقة مجموعة من القوانين العقلية التي إن راعاها الإنسان في التفكير استطاع أن يصل إلى النتائج الصحيحة الخالية من الخطأ.

وهو بهذا الاعتبار علم لا يُذَّم؛ فالعلوم لا تذم من حيث هي علوم، إنما تذم باعتبار استعمالاتها واستخداماتها، وليست كل قواعد وقوانين المنطق بديهية، بل منها ما هو بدهي ومنها ما هو نظري يحتاج إلى تأمل وتنبيه، وقد استخدمه المسلمون كأحد العلوم المساعدة أو علوم الآلة التي تستخدم في مناظراتهم مع أهل الديانات الأخرى والفلاسفة وأهل الكلام من الفرق الباطنية، وذلك للوصول إلى القواعد العقلية التي ينطلقون منها لتحديد معايير الحق والباطل.

قال الشيخ الدمنهوري: "واعلم أن هذا الخلاف في تعلم المنطق إنما هو بالنسبة للمنطق المشوب بكلام الفلاسفة؛ كالذي في طوالع البيضاوي، وأما الخالص منها؛ كمختصر السنوسي، والشمسية، والسلَّم فلا خلاف في جواز الاشتغال به، بل لا يبعد أن يكون الاشتغال به فرض كفاية؛ لتوقف معرفة الشبه عليه، ومن المعلوم أن القيام به فرض كفاية".

وجاء كتاب الشيخ "محمد حسين النجار" لتعلم أصول المنطق وضوابطه بأيسر طريقة، وفي صورة مشجرات تسهل على الطالب الأزهري تحصيله، حيث عرض قواعده منظمة مذللة ميسرة بعيدة عن الحشو، منزهة عن التعقيد.

وبين الشيخ "محمد حسين النجار" أنه لم يجمع في كتابه مباحث المنطق كلها، بل تعمد ترك بعض المباحث الشائكة، لأنه رمى من كتابه أن يهيئ للقارئ إلمامة سريعة بهذا الفن، يستطيع بعدها أن يبني من فوقها وأن يتوغل إن شاء في رياض الكتب الأزهرية فضفاضة المباحث.

وقد قسم كتابه لقسمين رئيسين: القسم الأول في التصورات، والقسم الثاني في التصديقات.

حيث بيَّنَ في القسم الأول تعريف علم المنطق وموضوعه وفائدته.

ثم شرع في بيان أنواع العلم: التصور البديهي والنظري، والتصديق البديهي والنظري.

ثم أنواع الدلالة: غير اللفظية، واللفظية، واللفظية الوضعية وأقسامها.

وبيان تقسيم اللفظ إلى مفرد ومركب، وتقسيم اللفظ المفرد باعتبار مفهومه، وصورته، ومعناه.

ثم تقسيم المركب إلى: مركب تام، ومركب غير تام.

وبين تقابل الألفاظ: النقيضان، والضدان، والمتضايفان.

والنسبة بين الكليين: المترادفان، والمتساويان، والمتباينان.. إلخ.

وبيان المراد بالكل والكلية، والجزء والجزئية.

ثم شرع في بيان الكليات الخمس: الجنس، والنوع، والفصل، والخاصة، والعرض العام.

ثم وضح تعدد الأجناس: الجنس البعيد، والمتوسط، والقريب.

وتعدد الأنواع: النوع العالي، والمتوسط، والسافل.

وتعدد الفصول: الفصل القريب، والفصل البعيد.

ثم بين التعريف وأقسامه، وعرَّفَ الحد التام والناقص، والرسم التام والناقص، والتعريف اللفظي والتعريف بالمثال.

وما هي شروط التعريف، وما المراد بالتعريف الناقص.

ثم بيان أقسام التقسيم: القسمة الثنائية، والقسمة التفصيلية.

ووضع الكاتب بابًا في بيان أمثلة لبعض ما سبق، كما لم يخل هذا القسم من وضع بعض التطبيقات على ما جاء فيه.

أما القسم الثاني فقد بين فيه التصديقات فشرح فيه القضية ومعناها، وأقسامها: القضية الحملية، والشرطية المتصلة، والمنفصلة.

ثم شرع في بيان أقسامها، فبين القضية الحملية: أجزاؤها؛ الموضوع، والمحمول.

ثم بين أقسام القضية الحملية: شخصية، وكلية، وجزئية، ومهملة، ثم شرع في بيان سورها.

ثم بين القضية الشرطية: أجزاؤها؛ المقدم، والتالي.

ثم بين أقسام القضية الشرطية المتصلة: لزومية واتفاقية، وسورها.

ثم بين أقسام القضية الشرطية المنفصلة: مانعة جمع وخلو، مانعة جمع، مانعة خلو.

ثم بين المراد بالتناقض: تعريفه وكيفيته، وبيان مفهوم تناقض القضايا، وشروط التناقض.

وشرع في بيان المراد بالعكس المستوي؛ عكس الحمليات، وعكس الشرطيات.

وعكس النقيض الموافق، والمخالف.

ثم بين القياس؛ أجزاؤه وإنتاجه، وأقسامه: الاقتراني والاستثنائي.

ثم شرع في أشكال القياس: الأول والثاني والثالث والرابع، وبيان شروط كل شكل، وأضربه المنتجة.

وحال النتيجة في الأشكال كلها، ووضح القياس الاستثنائي وكيفية إنتاجه.

ثم شرع في بيان لواحق القياس؛ القياس المركب: موصول النتائج، ومفصول النتائج.

ثم وضَّحَ الاستقراء التام والناقص، وبيَّنَ أقسام الحجة: البرهان والجدل والخطابة والشعر والسفسطة.

ثم وضح صور الخطأ في البرهان: خطأ المادة، وخطأ الصورة، وأسباب الوقوع في الخطأ.

ووضع أيضًا مراجعة للقسم الثاني، وبعض التطبيقات عليه.

ثم وضع كلمة ختامية في نهاية ملخصه لعلم المنطق.

والكتاب في تقسيمه وترتيبه أشبه بمذكرة حسنة العرض والترتيب يهدف لتحبيب دراسة علم المنطق في أذهان الطلبة الأزهريين، وحسن تقديمه لهم.