المنتخب من الملخص في علم الحديث لرضي الدين الطبري

المنتخب من الملخص في علم الحديث لرضي الدين الطبري

صدر حديثًا كتاب "المنتخب من الملخص في علم الحديث"، تأليف: "رضي الدين إبراهيم بن محمد الطبري الشافعي المكي" (ت 722 هـ)، تحقيق: د. "حميد بن بوشعيب العقرة"، نشر: "دار ابن عفان للنشر والتوزيع" و"دار ابن القيم للنشر والتوزيع".

وهذا الكتاب الموجز للعلامة إمام المقام بالمسجد الحرام "رضي الدين أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الطبري المكيّ"، "يشتمل على عيون من علم الحديث، ونُبذٍ من مصطلحات أهله في القديم والحديث، مما لا بد منه، ولا غنى للمحدث عنه، جمعه المؤلف تبصرةً للمُبتدي، وتذكرةً للمنتهي، حاويًا لأكثر الفروع والأصول، مُرتَّبًا على مقدمةٍ ومؤخرةٍ وفصولٍ" كما وصفه مؤلفه في بداية الكتاب.

لذا يعد هذا المنتخب خلاصة موجزة ومركزة لمن يريد الإلمام بعلم مصطلح الحديث، ومقدمة ضرورية لطالب علم الحديث، وتكمن أهمية هذا المنتخب في أهمية الأصل، حيث انتخبه مصنفه من كتابه "الملخص في معرفة علم الحديث"، والذي لخّص فيه كتاب ابن الصلاح الشهير "معرفة أنواع علم الحديث"، فهو انتخاب من "الملخّص"، كما نصّ على ذلك "التّجيبي".

ولأهمية هذا الكتاب، اعتنى بدراسته وتحقيقه الدكتور "حميد بن بوشعيب العقرة" فعمل على ضبط نصه وترجم للمصنف، ووصف الكتاب ونسخه وخرّج النصوص، وقابل نسخ الكتاب وحرص على توثيق المعلومات.

وجاءت مباحث الكتاب على النحو التالي:

مقدمة في ذكر بعض ما يرغب في طلب العلم.

الفصل الأول: في معرفة الحديث الصحيح، والحسن، والضعيف.

الفصل الثاني: في معرفة المسند، والمرفوع، والموقوف، والمتصل، والمقطوع.

الفصل الثالث: في أنواع الحديث الضعيف.

الفصل الرابع: في معرفة التدليس، والاعتبار، والمتابعة، والشاهد، وزيادة الثقة، والأفراد.

الفصل الخامس: فيمن تقبل روايته، ومن ترد، وفي ألفاظ الجرح والتعديل.

الفصل السادس: في أقسام طرق تحمل الحديث.

الفصل السابع: في كتابة الحديث وضبطه.

الفصل الثامن: في صفة رواية الحديث وشرط أدائه.

الفصل التاسع: في آداب المحدث وطالب الحديث.

الفصل العاشر: في الإسناد العالي والمسلسل.

الفصل الحادي عشر: في المشهور من الحديث، والغريب، والعزيز.

الفصل الثاني عشر: في معرفة أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -.

الفصل الثالث عشر: في معرفة التابعين.

خاتمة: في ذكر نبذ من وفيات الصحابة والتابعين وحفاظ الحديث.

ورضي الدين الطبري يعد من جملة كبار المحدثين والحفاظ، وصفه "الذهبي" في "معجم الشيوخ الكبار" فقال: "...طلب الحديث، وسمع ونسخ الأجزاء، وطال عمره وبعد صيته وانفرد بأشياء عن ابن الجميزي وابن أبي حرمي والمرسي، وروى الكثير، وحدث أزيد من خمسين سنة".

وقال "حاجي خليفة" في ترجمته: "إمام المقام [بالمسجد الحرام] المتوفى بمكة في ربيع الأول سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة عن ست وثمانين سنة. قرأ وسمع من الكبار وتفرد في آخر عمره برواية "البخاري". أخذ عنه اليافعي وقال: إنه شيخ المحدثين في زمانه على الإطلاق وله "الجنة مختصر شرح السنة" وكان فقيها عالما بالعربية، أمّ في المقام أكثر من خمسين سنة، ولم يكن له رحلة".

ووصفه "صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي" في "أعيان العصر وأعوان النصر" فقال: "كان متواضعًا وقورًا، محبًا للرواية صبورًا، متألهًا ذا دين متين، وعزم ثابت. تأيد باليقين. لم يكن بين عينيه وبين الكعبة حاجب، يقوم للصلاة مندوبًا وقلبه من الخشوع واجب، قل أن ترى العينُ مثله، أو تمل النظر إذا رأت شكله، لازم إمامة ذلك المقام، وأمن بذلك الحرم الشريف حلول الانتقام، تزدحم الصفوف خلفه إذا أم، وتحسب أنه القمرُ في الدجا إذا تم، ولم يزل على ذلك إلى أن نزل إلى البرزخ، وأعماله ترقى عليين وتشمخ".

والمحقق د. "حميد بن بوشعيب العقرة" ولد عام 1973 م بالدار البيضاء:

• حاصل على الإجازة من الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، كلية الحديث الشريف.

• حاصل على الماجستير في الحديث وعلومه من المغرب.

• حاصل على الدكتوراه في الحديث، بتحقيق رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام للفاكهاني المالكي.

• ويعمل الآن مدرسًا لمادة التربية الإسلامية بالتعليم الثانوي بالمغرب. وبالضبط بالثانوية التأهيلية ابن الياسمين بالدار البيضاء، الحي الحسني.

وهو من المهتمين بتحقيق التراث، ومن الكتب التي قام بتحقيقها:

• "الزيادات على المؤتلف والمختلف" للمستغفري.

• كتاب "المنتخب من الملخص في علوم الحديث" لرضي الدين الطبري.

• كتاب "الأجوبة الموعبة عن الأسئلة المستغربة" لابن عبد البر.

• "حكم السنة والكتاب في وجوب هدم الزوايا والقباب" للشيخ النتيفي البيضاوي.

• كتاب "نظر الأكياس في الرد على جهمية البيضاء وفاس" للشيخ النتيفي البيضاوي.