• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: اشتداد المحن بداية الفرج
    يحيى سليمان العقيلي
  •  
    خطبة: إن الله لا يحب المسرفين
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    فضل عشر ذي الحجة (خطبة)
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    فصلٌ: فيما إذا جُهل حاله هل ذُكر عليه اسم الله أم ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    خطبة (المروءة والخلق والحياء)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    تساؤلات وإجابات حول السنة
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    الأيام المعلومات وذكر الله (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    من تجاوز عن المعسر تجاوز الله عنه
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الدرس التاسع عشر: الشرك (2)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    الحذر من استبدال الأدنى بالذي هو خير
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    خطبة: اغتنام عشر ذي الحجة خير الأيام
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    إعلام النبلاء بفضل العلم والعلماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تفسير: (فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    التحذير من الإسراف والتبذير
    الشيخ صلاح نجيب الدق
  •  
    استحباب أخذ يد الصاحب عند التعليم والكلام والمشي
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    مفهوم الخصائص لغة واصطلاحا وبيان أقسامها
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / فكر
علامة باركود

لن تضيع القدس

لن تضيع القدس
د. شريف فوزي سلطان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 26/10/2023 ميلادي - 11/4/1445 هجري

الزيارات: 3341

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لن تضيع القدس


اليهود عنوان الخيانة والغدر:

متى وفَى اليهود بعهدٍ على مرِّ التاريخ؟

نقض اليهود العهد مع رب الأرض والسماء! نقض اليهود العهد مع الأنبياء!

 

هل ينقض اليهود العهود مع الأنبياء، ومع رب الأرض والسماء، ثم يوفون العهود مع الحكماء والزعماء؟

الحرب والصراع بين اليهود اللئام وبين أهل الإسلام ليست حربًا سياسية أو اقتصادية أو على أرضٍ أو وطن! لا والله، وإنما هي حرب دينٍ وعقيدة.

 

أَعلنها صريحةً مدوية رئيس وزراء إسرائيل في اللحظات الأولى لميلاد دولة إسرائيل حين قال: قد لا يكون لنا في فلسطين حقٌّ من منطلق سياسي أو قانوني؛ ولكنْ لنا في فلسطين حق من منطلق وأساس ديني؛ فهي أرض الميعاد التي وعدنا الله، وإنه يجب الآن على كل يهوديٍّ أن يهاجر إلى أرض فلسطين، وعلى كل يهوديٍّ لا يهاجر اليوم إلى إسرائيل بعد إقامتها أن يعلم أنه مخالفٌ للتوراة، وأنه يكفر كل يومٍ بالدين اليهودي... ثم قال: لا معنى لفلسطين بدون القدس، ولا معنى للقدس بدون الهيكل، ولا معنى لقيام دولة إسرائيل بدون فلسطين!

 

وها هو رابين قد أعلنها كذلك قائلًا: لقد ماتت عملية السلام!

 

فهل يصدِّق المسلمون ذلك؟

قال الله تعالى: ﴿ ‌وَلَنْ ‌تَرْضَى ‌عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴾ [البقرة: 120]، وقال تعالى: ﴿ ‌وَلَا ‌يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 217]، وقال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ ‌بَعْضُهُمْ ‌أَوْلِيَاءُ ‌بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [المائدة: 51]، وقال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا ‌بِطَانَةً ‌مِنْ ‌دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [آل عمران: 118]، وقال تعالى: ﴿ ‌وَدَّ ‌كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ﴾ [البقرة: 109]، وقال تعالى: ﴿ أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا ‌نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [البقرة: 100]، وقال تعالى: ﴿ ‌فَبِمَا ‌نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ ﴾ [المائدة: 13]؛ أي: على خيانةٍ بعد خيانة، وخيانتهم لا تنتهي، وظلمهم وتعديهم لا ينقضي!

 

منذ أول لحظة هاجر فيها النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، وقام عبدالله بن سلام -حبر اليهود الكبير- فنظر إلى وجه النبي صلى الله عليه وسلم، فعرف أنه ليس بوجه كذَّاب، فشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، ثم قال: يا رسول الله، اليهود قومٌ بُهت، أهل ظلم، ينكرون الحقائق، فاكتم عنهم خبر إسلامي، وسلهم عني، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم بطون اليهود، وقال: ((ما تقولون في عبدالله بن سلام؟)) قالوا: سيدُنا وابن سيدنا، وحَبرُنا وابنُ حبرِنا، فقام عبدالله بن سلام إلى جوار رسول الإسلام، وقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، فردوا جميعًا على لسان رجلٍ واحدٍ قائلين: سفيهُنا وابنُ سفيهنا، وجاهلُنا وابن جاهلِنا[1].

 

فمتى يفيق النائمون؟!

متى يفهمون الحقائق، ويعلمون العقائد، ويفقهون الشواهد؟!

متى تعلم الأمة قول الله: ﴿ وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ ‌مَا ‌تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 145].

 

متى ستستجيب الأمة لقول ربها: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا ‌تَتَّخِذُوا ‌عَدُوِّي ‌وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ ﴾ [الممتحنة: 1].

إن حال أمتنا حال عجيبة ‌
وهي ‌لعمر ‌الله ‌بائسة كئيبة
يجتاحها الطوفان
طوفان المؤامرة الرهيبة
ويخطط المتآمرون كي
يغرقوها في المصيبة
ويحفرون لها قبورًا
ضمن خطتهم رهيبة
قالوا: السلام، قلت:
يعود الأهل للأرض السليبة
وسيلبس الأقصى
غدًا أثوابًا قشيبة
فإذا سلامهم هو التنازل
عن القدس الحبيبة
فبئس سلامهم إذًا،
وبئست هذه الخطط المريبة
فالمسجد الأقصى
بالدماء له ضريبة

 

المسجد الأقصى:

1. الأرض المباركة: التي قال الله تعالى فيها: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي ‌أَسْرَى ‌بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ ﴾ [الإسراء: 1].

 

2. مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم: ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لَمَّا ‌كَذَّبَتْنِي ‌قُرَيْشٌ قُمْتُ فِي الْحِجْرِ، فَجَلَّى اللهُ لِي بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَطَفِقْتُ أُخْبِرُهُمْ عَنْ آيَاتِهِ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ)).

 

3. أول قبلةٍ للمسلمين، وثاني مسجدٍ وُضع في الأرض:

في صحيح مسلم، عن البراء بن عازب، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‌نَحْوَ ‌بَيْتِ ‌الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، ثُمَّ صُرِفْنَا نَحْوَ الْكَعْبَةِ)).

 

وعن أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال: قلت: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ مَسْجِدٍ ‌وُضِعَ ‌فِي ‌الْأَرْضِ ‌أَوَّلُ؟ قَالَ: ((الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ)) قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: ((الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى)) قُلْتُ: كَمْ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: ((أَرْبَعُونَ سَنَةً))[2].

 

4. أحد المساجد الثلاثة التي يُشدُّ إليها الرحال:

ففي صحيح البخاري، قال صلى الله عليه وسلم: ((‌لَا ‌تُشَدُّ ‌الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى الله عليه وسلم، ومسجد الأقصى))[3].

 

5. الصلاة فيه تمحو الخطايا:

عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((‌لَمَّا ‌فَرَغَ ‌سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ مِنْ بِنَاءِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، سَأَلَ اللَّهَ ثَلَاثًا: حُكْمًا يُصَادِفُ حُكْمَهُ، وَمُلْكًا لَا يَنْبَغِي لَأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ، وَأَلَّا يَأْتِيَ هَذَا الْمَسْجِدَ أَحَدٌ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ فِيهِ، إِلَّا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ))، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَمَّا اثْنَتَانِ فَقَدْ أُعْطِيَهُمَا، وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ أُعْطِيَ الثَّالِثَةَ))[4].

 

6. لا يأتيه الدَّجَّال:

كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَنْذَرْتُكُمُ الْمَسِيحَ وَهُوَ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ)) قَالَ: أَحْسِبُهُ، قَالَ: الْيُسْرَى، يَسِيرُ مَعَهُ جِبَالُ الْخُبْزِ وَأَنْهَارُ الْمَاءِ، عَلَامَتُهُ يَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، يَبْلُغُ سُلْطَانُهُ كُلَّ مَنْهَلٍ، ‌لَا ‌يَأْتِي ‌أَرْبَعَةَ ‌مَسَاجِدَ: الْكَعْبَةَ، وَمَسْجِدَ الرَّسُولِ، وَالْمَسْجِدَ الْأَقْصَى، وَالطُّورَ[5].

 

فهل يفرط المسلمون في أقصاهم؟ هل يتنازلون عن مسرى نبيهم، وأولى قبلتهم؟ هل يتهاونون في عقائدهم ومقدساتهم؟

 

كيف نستردُّ القدس؟

لن تُردَّ القدس بالخطب الرنانة، والمؤتمرات الكلامية الفارغة فقط! وإنما:

1. تُرد القدس باسم الإسلام، باسم العقيدة، بالعودة الصادقة الجادة إلى دين الله عز وجل، كما قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ ‌يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [الأعراف: 128].

 

واقرأ قول الله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ ‌كَتَبْنَا ‌فِي ‌الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ﴾ [الأنبياء: 105]، وما جاء معلَّقًا بوصف، فإنه يوجد بوجوده، وينتفي بانتفائه، فإذا كُنا عبادًا صالحين كما وصف الله، ورثناها بيسرٍ وسهولة، وإذا كنا غير ذلك، فمهما ملأْنا الدنيا بالاحتجاجات والمظاهرات والخطب، فلن نرثها أبدًا، وكما قال صلى الله عليه وسلم: ((إِذَا تَبَايَعْتُمْ ‌بِالْعِينَةِ [الربا]، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ [كناية عن الانشغال بالدنيا]، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ))[6].

 

وقال صلى الله عليه وسلم: ((‌يوشك ‌أن ‌تتداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها))، فقال قائل: أمِن قلَّة نحن يومئذٍ؟ قال: ((بل أنتم يومئذٍ كثير؛ ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن))، قيل: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: ((حب الدنيا وكراهية الموت))[7].

 

فحب الدنيا والانشغال بها يُنسي الآخرة والعمل لها، فيَكره الإنسان الموت، ويَطرده من ذهنه، وكأنه يعيش في الدنيا أبدًا.

 

ولهذا قال الله: ﴿ قُلْ ‌مَتَاعُ ‌الدُّنْيَا ‌قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا ﴾ [النساء: 77].

 

2.كما يجب أن نتحد، وأن تتحد قادةُ العرب على كلمةٍ سواء، يجب توحيد الصف، يجب تحقيق الإخاء، يجب نبذ الفرقة، فالفرقة شر، والخلاف هزيمة، قال تعالى: ﴿ وَلَا تَنَازَعُوا ‌فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ﴾ [الأنفال: 46].

 

فاليهود ما تلاعبوا بالأمة إلا يوم أن علموا أنها مبعثرة متشرذمة ضعيفة، والعدو لا يحترم إلا القوي.

 

3. كما يجب أن نلجأ إلى الله ونستجير به، ونرفع أيديَنا إليه:

فمن منا يدعو الله في كل سجدة أن يُحرر الأقصى، وأن يعيد المجد إلى هذه الأمة؟

 

الدعاء سهام الليل، وهو أعظم سلاحٍ نحارب به العدو، مع الأخذ بالأسباب التي ذُكرت.

 

فاصدقوا الله تعالى في الدعاء، وتضرعوا إلى رب الأرض والسماء، وسيُحوِّل الله بالدعاء قلوبًا، وسيُغيِّر الله به أحوالًا.

 

كان عمر رضي الله عنه، يقول: "لَسْتُمْ تُنْصَرُونَ بِكَثْرَةٍ، وَإِنَّمَا تُنْصَرُونَ مِنَ السَّمَاءِ"، وَكَانَ يَقُولُ: "إِنِّي لَا أَحْمِلُ هَمَّ الْإِجَابَةِ، وَلَكِنْ هَمَّ الدُّعَاءِ، فَإِذَا أُلْهِمْتُمُ الدُّعَاءَ، ‌فَإِنَّ ‌الْإِجَابَةَ ‌مَعَهُ"[8].

 

وسيُهزم اليهود:

سيهزم اليهود، وسيعلو دين الله، بنا أو بغيرنا، قال صلى الله عليه وسلم: ((لَيَبْلُغَنَّ ‌هَذَا ‌الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللهُ بِهِ الْإِسْلَامَ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللهُ بِهِ الْكُفْرَ))[9].

 

وقال صلى الله عليه وسلم: ((لَا تَقُومُ السَّاعَةُ ‌حَتَّى ‌يُقَاتِلَ ‌الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ، حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ))[10].

 

فاللهم هيئ لهذه الأمة أمر رشد، يُعَزُّ فيه أهل طاعتك، ويُذلُّ فيه أهل معصيتك، ويؤمرُ فيه بالمعروف، ويُنهى فيه عن المنكر.

 

اللهم عليك باليهود، وأتباع اليهود، وأعوان اليهود، اللهم أحصهم عددًا، واقتلهم بِددًا، ولا تُبْقِ منهم أحدًا.

 

اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.



[1] رواه البخاري.

[2] متفق عليه.

[3] متفق عليه.

[4] صحيح سنن ابن ماجه.

[5] أخرجه أحمد، وانظر الصحيحة.

[6] صحيح سنن أبي داود.

[7] صحيح سنن أبي داود.

[8] الداء والدواء.

[9] أخرجه أحمد، والطبراني والحاكم، وانظر الصحيحة.

[10] متفق عليه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • القدس عنواني (قصيدة)
  • القدس (نشيد للأطفال)
  • تهويد القدس (خطبة)
  • مرثية القدس (قصيدة)
  • القدس.. والفتوحات

مختارات من الشبكة

  • القدس وآفاق التحدي (5)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مخططات السيطرة على أرض الأقصى قديما وحديثا(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • لماذا تبكون القدس؟ هكذا ضاعت، وهكذا تعود(مقالة - المسلمون في العالم)
  • عرض كتاب : معاناة القدس والمقدسات تحت الاحتلال الإسرائيلي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • القدس وآفاق التحدي (2)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • القدس: المكان والمكانة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مخطوطة باعث النفوس إلى زيارة القدس المحروس (النسخة 5)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • نكبات أصابت الأمة الإسلامية وبشائر العودة: نكبة القدس سنة 626 هـ(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • نشيد القدس (قصيدة للأطفال)(مقالة - موقع أ. محمود مفلح)
  • مولاتي مدينة القدس الشريف(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 24/11/1446هـ - الساعة: 12:14
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب