• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مفهوم الفضيلة لغة واصطلاحا
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (7)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    خطبة أحداث الحياة
    الشيخ إسماعيل بن عبدالرحمن الرسيني
  •  
    {هماز مشاء بنميم}
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    الإيمان بالقرآن أصل من أصول الإيمان
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أسباب اختلاف نسخ «صحيح البخاري»
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    خطبة: اشتداد المحن بداية الفرج
    يحيى سليمان العقيلي
  •  
    خطبة: إن الله لا يحب المسرفين
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    فضل عشر ذي الحجة (خطبة)
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    فصلٌ: فيما إذا جُهل حاله هل ذُكر عليه اسم الله أم ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    خطبة (المروءة والخلق والحياء)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    تساؤلات وإجابات حول السنة
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    الأيام المعلومات وذكر الله (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    من تجاوز عن المعسر تجاوز الله عنه
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الدرس التاسع عشر: الشرك (2)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    الحذر من استبدال الأدنى بالذي هو خير
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم
علامة باركود

سلسلة نبلاء الأعلام: أبو عبيدة بن الجراح

سلسلة نبلاء الأعلام: أبو عبيدة بن الجراح
د. علي أحمد عبدالباقي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 26/10/2019 ميلادي - 26/2/1441 هجري

الزيارات: 17162

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة نبلاء الأعلام (1)

أبو عبيدةَ بنُ الجرّاح[1]


هو: عامرُ بنُ عبد الله بنِ الجرّاح بنِ هلال بن أُهَيْب – ويقال: وُهَيْب - بن ضَبَّة بن الحارث بن فِهر بن مالك بن النَّضر بن كِنانة بن خزيمة بن مُدْرَكة بن إلياس بن مُضر بن نِزار بن مَعَدِّ بن عدنان، القرشي، الفهري، المكي، يجتمعُ في النَّسبِ هو والنَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في فِهر.

 

قال ابن الأثير: «اشتهر بكنيتِه ونسبِه إلى جده، فيقال له: «أبو عبيدة بن الجراح»[2].

 

ولادته:

لم تذكرِ المصادر سنةَ ولادته، لكن تكادُ تتفقُ على أنَّه – رضي الله عنه - توفي سنةَ ثماني عشرةَ من الهجرة، وهو ابن ثمانٍ وخمسين سنةً، وعلى ذلك فإنَّ ولادتَه كانت قبل الهجرةِ بنحوِ أربعين سنةً. وروى ابن سعد عن أبي بكر بن عبد اللهِ بن أبي سبرة، عن رجالٍ من قوم أبي عُبيْدةَ: «أنَّ أبا عبيدة بن الجرَّاح شهد بدرًا وهو ابنُ إحدى وأربعين سنةً، ومات في طاعونِ عَمَواس سنة ثمانِي عشرةَ في خلافة عمرَ بنِ الخطَّابِ، وأبو عبيدة يوم مات ابن ثمانٍ وخمسين سنةً، وكان يصبغ رأسه ولحيته بالحنَّاء والكَتَمِ»[3].

 

أسرته:

وُلِد أبو عبيدةَ لأسرةٍ قرشيَّة؛ فأبوه عبد الله بن الجرّاح الفِهريُّ القرشيُّ، كما سبق ذكره، زعم الواقديُّ أنَّه مات قبل الإسلام[4]. وقِيل: قتلَه أبو عُبيْدةَ بنفسِه يومَ بدرٍ، قال ابنُ الأثير: «لما كان أبو عبيدة ببدر يوم الوقعة، جعل أبوه يتصدَّى له، وجعل أبو عبيدة يَحيُد عنه، فلمّا أكثر أبوه قَصْدَهُ، قتله أبو عبيدة، فأنزل اللهُ تعالى: ﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ ﴾ [المجادلة: 22]. وكان الواقدي يُنْكرُ هذا، ويقولُ: توفي أبو أبي عُبيْدةَ قبلَ الإسلامِ، وقد ردَّ بعضُ أهلِ العلم قولَ الواقدي»[5].

 

وهذه القصة رواها الطبراني في «المعجم الكبير» عن أبي يزيد القراطيسي، عن أسد بن موسى، عن ضمرة، عن عبد الله بن شَوْذب قال: جعل أبو أبي عبيدة يتصدى لأبي عبيدة يوم بدر، فجعل أبو عبيدة يحيد عنه، فلما أكثر قصَدَه أبو عُبيْدةَ فقتلَه، فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ فيه هذه الآية حين قَتَل أباه: ﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ... ﴾ الآية[6].

 

وهي روايةٌ مرسلةٌ لا تطمئنُّ النَّفسُ إلى صحَّتِها؛ فعبدُ الله بنُ شَوْذب من كبارِ أتباعِ التّابعين، توفي سنةَ 156هـ، ولم يلق أحدًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسأفردُ بحثًا مستقلًّا لتخريجِ هذه القصَّةِ والكلامِ على أسانيدِها، وأنقل كلامَ أهل العلم في الحكم عليها، إن شاء الله.

 

وأمُّه أميمة بنتُ غَنْم بن جابر بن عبد العزى بن عامرة بن عميرة[7]. قال خليفة بنُ خيّاطٍ: « امرأةٌ من بني الحارث بنِ فِهر، أدركتِ الإسلامَ وأسلمتْ»[8].

 

أولاده:

قال ابن سعد: «كان لأبي عُبيْدةَ من الولد: يزيدُ، وعميرٌ، وأمُّهُما: هندُ بنتُ جابرِ بن وهب بن ضِباب بن حُجير بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي فدَرَج[9] ولد أبي عبيدة بن الجراح فليس له عقب»[10]. وقال مصعب الزبيري في نسب قريش: «وقد انقرض ولد أبي عبيدة بن الجراح وإخوته»[11].

 

صِفتُه الخِلْقِيَّة:

نقل ابنُ سعدٍ عن مالك بن يَخَامِر الحمصي – تابعيٌّ مخضرم - أنَّه وصف أبا عبيدة بن الجرَّاحِ فقال: «كان رجلًا نحيفًا، معْرُوقَ الوجه، خفيفَ اللِّحْية، طُوَالًا، أَجْنأ، أثرم الثَّنِيَّتَيْنِ»[12].

 

وقال ابن الأثير: «كان أهتمَ، وسببُ ذلك أَنَّهُ نزع الحلقتينِ اللتين دخلتا في وجه رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم من المِغْفر يوم أُحدٍ، فانتُزِعتْ ثَنيَّتاه فحسَّنَتا فاه، فما رُئيَ أهتمٌ قطُّ أحسنَ منه»[13].

 

مكانته وفضائله:

كان أبو عُبيْدةَ بنُ الجرّاح أحد السابقين الأولين إلى الإسلام، وهو أحدُ العشرةِ المشهود لهم بالجنّة، أسلم على يد أبي بكرٍ الصديق في الأيام الأولى للإسلام قبل أن يدخل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم دارَ الأرقم بن أبي الأرقم، وهاجر الهجرتين.

 

قال يزيدُ بن رُومان: انطلق عثمان بن مظعون وعُبَيدة بن الحارث بن المطلب، وعبد الرَّحمنِ بن عوف، وأبو سلمة بن عبد الأسد، وأبو عُبَيدة بن الجراح، حتَّى أتوا رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فعرض عليهم الإسلام، وأنبأهم بشرائعه، فأسلموا جميعا في ساعة واحدة، وذلك قبل دخول رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دار الأرقم، وقبل أن يدعو فيها[14].

 

لمَّا هاجر إلى المدينة نزل على كلثوم بن الهدم[15]، وقيل: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سالم مولى أبي حذيفة. وقال الواقدي: آخى بينه وبين محمد بن مسلمة[16]. وقال ابن الأثير: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي طلحة الأنصاري[17]. وقال صدقة بن سابق، عن محمد بن إسحاق: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن معاذ[18].

 

وشهِد مع رسول الله صلى الله عليه وسلَّم بدرًا والمشاهد كلَّها، غير ما أرسله فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من البعوث والسَّرايا.

 

دفاعه عن رسول الله يوم أحد:

روى ابن المبارك في كتاب الجهاد رقم (91) – وعنه أبو داود الطيالسي في «مسنده» رقم (6) - عن إسحاقَ بن يحيى بن طلحة بن عبيد اللهِ، قال: أخبرني عيسى بن طلحة، عن أمِّ المؤمنين عائشةَ رضي اللهُ عنها قالت: كان أبو بكرٍ رضي اللهُ عنه إذا ذُكر يوم أحدٍ بكى، ثمَّ قال: ذاك كلُّه يوم طلحة، ثمَّ أنشأ يحدِّث، قال: كنت أوَّلَ من فاء يوم أُحدٍ فرأيتُ رجلًا يقاتل مع رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دونه، وأراه قال: يحميه، قال: فقلتُ: كن طلحة حيث فاتني ما فاتني، فقلت: يكون رجلًا من قومي أحبَّ إليَّ وبيني وبين المشرق رجل لا أعرفه، وأنا أقربُ إلى رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم منه، وهو يخطف المشي خطفًا لا أخطفه، فإذا هو أبو عبيدة بن الجرَّاح، فانتهينا إلى رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقد كُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ، وشُجَّ في وجهه وقد دخل في وجنتيه حلقتان من حِلَقِ المغفرِ، فقال رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «عليكما صاحبكما»، يريد طلحةَ، وقد نزف، فلم يُلْتَفَتْ إلى قوله، وذهبتُ لأنزع ذاك من وجهه، فقال أبو عُبَيْدَةَ: أقسمتُ عليك بحقِّي لما تركتني، فتركته فكره أن يتناولهما بيده، فيؤذيَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأزَّمَ عليهِما بفيه فاستخرج إحدى الحلقتينِ، ووقعتْ ثَنِيَّتُه مع الحلقةِ، وذهبتُ لأصنع ما صنع فقال: أقسمت عليك بحقِّي لما تركتني قال: ففعل مثل ما فعل في المرَّة الأولى فوقعتْ ثَنِيَّتُهُ الأخرى مع الحلقةِ فكان أبو عبيدة من أحسن النَّاسِ هَتْمًا فأصلحنا من شأن النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ثمَّ أتينا طَلْحَةَ في بعضِ تلك الجفار فإذا به بضعٌ وسبعون أو أقلُّ أو أكثر بين طعنةٍ ورميةٍ وضرْبةٍ وإذا قد قُطِعَتْ إِصْبَعُه فأصلحنا من شأنه»[19].

 

قصة بعثه مع أهل اليمن يعلمهم القرآن:

كان أبو عبيدة مِن أحبِّ أصحابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قلبه، وقد روى الإمام أحمد في «مسنده» والترمذي في «جامعه» وغيرهما عن عبد الله بن شقيق، قال: قلت لعائشة: أيُّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحبَّ إلى رسول الله؟ قالت: أبو بكر. قلت: ثم من؟ قالت: عمر. قلت: ثم من؟ قالت: ثم أبو عبيدة بن الجرَّاح. قلت: ثم من؟ قال: فسكتَتْ[20]. لذلك لمَّا قدم أهلُ اليمنِ على رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قالوا له: ابعثْ معنا رجلًا يُعَلِّمْنا السُّنة والإسلام قال فأخذَ بيدِ أبي عُبَيْدةَ فقال: «هذا أمينُ هذه الأمَّةِ»[21].

 

قال حذيفة بن اليمان: جاء أهلُ نَجْرَانَ إلى رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالوا: يا رسولَ اللهِ ابعثْ إلينا رجلًا أمينًا فقال: «لأبعثنَّ إليكم رجلًا أمينًا، حَقَّ أمينٍ، حقَّ أمينٍ»، قال فاسْتشرفَ لها النَّاسُ قال: فبعث أبا عُبَيْدةَ بنَ الجرَّاحِ. رواه البخاري ومسلم في «صحيحيهما» من حديث محمد بن جعفر، عن شعبة، عن أبي إسحاق السَّبيعيِّ، عن صِلةَ بنِ ظُفَر، عن حذيفة[22]. وروى البخاري القصَّة أطولَ من هذا من طريق إسرائيلَ بنِ أبي إسحاق السَّبِيعيِّ، عن أبيه بهذا الإسناد عن حذيفة قال:

«جاء العَاقِبُ والسَّيِّدُ، صاحبا نَجْرَانَ، إلى رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يريدانِ أن يلاعِناه، قال: فقال أحدُهما لصاحبِه: لا تفعلْ، فوالله لئنْ كان نبيًّا فلاعنَّا لا نُفْلِحُ نحن، ولا عقبُنا من بعدنا، قالا: إنَّا نعطيك ما سألتنا، وابعثْ معنا رجلًا أمينًا، ولا تبعثْ معنا إلَّا أمينًا. فقال «لأبعثنَّ معكم رجلًا أمينًا حَقَّ أمينٍ»، فاستشرف له أصحابُ رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: «قُمْ يا أبا عُبَيْدةَ بنَ الجرَّاحِ» فلمَّا قام، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «هذا أمينُ هذه الأمَّةِ»[23].

 

وقد بقيت هذه المكانة لأبي عبيدة في نفوس الصحابةِ بعد لحوقِ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى؛ فقد كان أبو بكر رضي الله عنه يراه أهلًا للخلافة، وعزم على بيعته وأشار به يوم السقيفة. قال الحافظ ابن حجر في «الإصابة»: «سيَّره أبو بكرٍ رضي الله عنه إلى الشام أميرًا، فكان فتحُ أكثر الشام على يدِه»[24].

 

وكذلك عمر بن الخطاب كان يراه أهلًا للإمارة فعزل خالد بن الوليد، وأمَّره على جند الشام، بل كان يراه أهلًا للخلافة، وقال عندما حضرته الوفاة: «لو أدركتُ أبا عبيدة بن الجراح لاسْتخلفتُه وما شاورتُ، فإن سُئلتُ عنه، قلتُ: استخلفتُ أمينَ الله، وأمينَ رسولِه»[25].

 

وفاته:

اتَّفق المؤرِّخون على أنَّه مات سنةَ ثمانِ عشرة في طاعون عَمَواس - و«عَمَواس» قريةٌ بالشام بين الرَّملة وبيتِ المقدس - وهو ابن ثمانٍ وخمسين سنةً.

 

وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يريد أن يستبقيه، قال أبو موسى الأشعري:

«كنَّا مع أبي عُبيْدةَ بنِ الجرّاح وإنَّ الطاعون وقع بالشام، وإنَّ عمرَ كتب إليه: إذا أتاك كتابي هذا فإنِّي أعزمُ عليك: إن أتاك مُصبِحًا لا تُمسي حتى تركبَ، وإن أتاك مُمسيًا، فلا تُصبحْ حتى تركبَ؛ فقد عرضتْ لي حاجةٌ إليك، ولا غنى بي عنك.

 

فلمّا قرأ أبو عُبيْدةَ الكتاب، قال: قد عَرَفنا حاجتَه؛ إنَّ أمير المؤمنين أرادَ أن يستبقيَ من ليس بباقٍ! فكتب إليه: إنِّي في جُندٍ من المسلمين، وأنا لا أرغبُ بنفسي عنهم، فحلِّلني من عزيمتِك يا أمير المؤمنين.

 

فلمّا قرأ - رضي الله عنه - الكتاب بكى، فقيل له: أتوفيَ أبو عُبيْدةَ؟ قال: لا، وكأنْ قدِ»[26].

 

رضي الله عن أبي عبيدة بن الجراح، وصلى اللهُ وسلَّم وبارك على سيد ولد آدم وعلى آله وصحبِه أجمعين!



[1] أهم مصادر الترجمة: «الطبقات الكبير» لابن سعد (3/ 379 – 384)، و«الاستيعاب» لابن عبد البر (ص 511 - 512)، و«أسد الغابة» لابن الأثير (3/ 128 - 130)، و«تاريخ دمشق» لابن عساكر (25/ 435 – 491)، و«تهذيب الكمال» للمزي (14/ 52 - 57)، و«سير أعلام النبلاء» للذهبي (1/ 5 - 23)، و«الإصابة في تمييز الصحابة» لابن حجر (5/ 508 - 515).

[2] « أسد الغابة» (3/ 128).

[3] «الطبقات الكبير» (3/ 383).

[4] «الإصابة» (5/ 508 – دار هجر).

[5] «أسد الغابة» (3/ 128).

[6] «المعجم الكبير» (1/ 154 – 155 رقم 360). ورواه الحاكم في «المستدرك» (3/ 264)، وأبو نعيم في «الحلية» (1/ 101)، والبيهقي في "السنن الكبير" (18/ 91)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (25/ 446 ، 447) كلهم من طريق أسد بن موسى به. وقال البيهقي: «هذا منقطع».

[7] انظر: «الطبقات الكبير» لابن سعد (3/ 379)، و«نسب قريش» لمصعب الزبيري (1/ 445).

[8] «طبقات خليفة» (ص28).

[9] أي: توفوا، وانقطع نسلهم.

[10] «الطبقات الكبير» (3/ 379).

[11] « نسب قريش» (ص 445).

[12] «الطبقات الكبير» (3/ 383).

[13] « أسد الغابة » (3/ 128).

[14] «الطبقات الكبير» (3/ 379)، و«تاريخ دمشق» (25/ 444) و«تهذيب الكمال» (14/ 55 - 56).

[15] «الطبقات الكبير»، لابن سعد (3/ 379).

[16] المصدر السابق (3/ 379).

[17] «أسد الغابة» (3/ 129).

[18] «تاريخ دمشق» (25/ 446)، ونقله المزي في «تهذيب الكمال» (14/ 54).

[19] ومن طريق ابن المبارك أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 266)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 174)، والبيهقي في دلائل النبوة (3/ 263)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (25/ 74). وقال الحاكم: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرطِ الشَّيْخين، ولم يُخرِّجاه.

ورواه ابن سعد في «الطبقات الكبير» (3/ 380)، والبزار في «مسنده» (1/ 132 رقم 63)، والحاكم في «المستدرك» (3/ 27)، وابن حبان في «صحيحه» رقم (6980) من طرق عن إسحاق بن يحيى بن طلحة به.

قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم أنَّ أحدًا رواه عن النَّبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلَّا أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ، ولا نعلم له إسنادًا غير هذا الإسنادِ، وإسحاق بن يحيى قد روى عنه عبد اللهِ بن المباركِ وجماعة، واحتمل حديثه وإن كان فيه، ولا نعلمُ شاركه في هذا الحديث غيره». وإسناده ضعيف، لضعف إسحاق بن يحيى.

[20] أخرجه أحمد في «المسند» (6/ 218)، والترمذي في جامعه (3657)، وابن ماجة في «سننه» (102)، من طرق عن سعيد بن إياس الجريري، عن عبد الله بن شقيق به.

[21] «صحيح مسلم» (7/ 129 ح 2419) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.

[22] «صحيح البخاري» (3745)، و«صحيح مسلم» (7/ 129 ح 2420).

[23] «صحيح البخاري» (4380).

[24] «الإصابة في تمييز الصحابة» (5/ 509).

[25] أخرجه ابن سعد في «الطبقات الكبير» (3/ 382)، والإمام أحمد في «فضائل الصحابة» (1285)، والحاكم في «المستدرك» (3/ 268)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (25/ 461).

[26] أخرجه سعيد بن منصور في «سننه» (4/ 291 رقم 6450)، والطحاوي في «شرح معاني الآثار» (4/ 305)، والشاشي في «مسنده» (618)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (25/ 484).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • نظرات جديدة في كتاب (الأعلام) للزركلي (1)
  • البيان في ضبط نسبة الأعلام
  • من الدرر البازية: تراجم مختصرة لبعض الأعلام
  • أبو عبيدة بن الجراح
  • الطبعة الثالثة من كتاب " الأعلام لـ خير الدين الزركلي "

مختارات من الشبكة

  • شرح رفع الملام عن الأئمة الأعلام (السلسلة الكاملة)(مادة مرئية - موقع موقع الأستاذ الدكتور سعد بن عبدالله الحميد)
  • كلام المؤرخ ابن طولون عن شيخه السيوطي في (ذخائر القصر في تراجم نبلاء العصر)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • غزوة ذات السلاسل وغزوة الخبط(مقالة - موقع د. محمد منير الجنباز)
  • أقوال الحافظ الذهبي النقدية في علوم الحديث من كتابه سير أعلام النبلاء(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • ما لا يسع القارئ جهله في التجويد: الكتاب الثالث من سلسلة تيسير علم التجويد والقراءات (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • سلسلة: (شرح منظومة الزمزمي في علوم القرآن)(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة: أبو عبيدة بن الجراح أمين الأمة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الصحابي أبو عبيدة بن الجراح(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • أبو عبيدة عامر بن الجراح (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 25/11/1446هـ - الساعة: 8:19
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب