• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الحج: أسرار وثمرات (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل بعض أذكار الصباح والمساء
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    المال الحرام
    د. خالد النجار
  •  
    نصائح متنوعة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    قصة موسى عليه السلام (خطبة)
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    خطبة: لا تغتابوا المسلمين (باللغة البنغالية)
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    مفهوم المعجزة وأنواعها
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (8)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الشافي، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    موانع الخشوع في الصلاة
    السيد مراد سلامة
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (11)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    شموع (107)
    أ.د. عبدالحكيم الأنيس
  •  
    المنة ببلوع عشر ذي الحجة (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    أهمية التعلم وفضل طلب العلم
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    حديث: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، ...
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم
علامة باركود

من سيرة خالد بن الوليد رضي الله عنه

من سيرة خالد بن الوليد رضي الله عنه
عبدالله بن عبده نعمان العواضي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/9/2019 ميلادي - 11/1/1441 هجري

الزيارات: 12417

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من سيرة خالد بن الوليد رضي الله عنه

 

كان يوم فتح مكة يومًا عظيمًا من أيام الإسلام، وزمنًا مشرقًا في أفق الزمان، ففي هذا اليوم المجيد هُدمت الأوثان والأصنام، ومُزقت عقيدة الاستسقام بالأزلام من البيت الحرام، وطهرت مكة وما حولها مِن دنس الشرك والوثنية، وأعلنتْ أم القرى مدينة خالية من معبودات الجاهلية، وعُمِّرت بتوحيد الله رب البرية.

 

ومن نظر في القرآن الكريم وجَد كثرة الحديث عن بطلان عبادة الأصنام، وتتابُع الدعوة إلى توحيد الله تعالى، ونبذ كل معتقد يباين ذلك، وكان من ضمن تلك الآلهة المعبودة من دون الله تعالى عند أهل مكة: العزى؛ يقول ربُّنا تبارك وتعالى: ﴿ أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى * أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثَى * تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى * إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى ﴾ [النجم: 19-23]؛ قال ابن كثير: العُزَّى من العزيز، وكانت شجرة عليها بناء وأستار بنخلة، وهي بين مكة والطائف، كانت قريش يعظمونها، كما قال أبو سفيان يوم أحد: لنا العزى ولا عزَّى لكم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قولوا: الله مولانا، ولا مولى لكم)، وروى البخاري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من حلف، فقال في حلفه: واللات والعزى، فليقل: لا إله إلا الله، ومن قال لصاحبه: تعال أقَامرْك، فليتصدَّق)، وهذا محمول على مَن سبق لسانه في ذلك، كما كانت ألسنتهم قد اعتادته في زمن الجاهلية، هذه الثلاثة التي نص عليها في كتابه العزيز، وإنما أفرد هذه بالذكر - يعني العزى - لأنها أشهر من غيرها؛ قال ابن إسحاق في السيرة: وقد كانت العرب اتخذت مع الكعبة طواغيتَ، وهي بيوت تُعظمها كتعظيم الكعبة، بها سدنة وحجَّاب، وتُهدي لها كما يهدى للكعبة، وتطوف بها كطَوْفَاتِها بها، وتنحر عندها، وهي تعرف فضل الكعبة عليها؛ لأنها كانت قد عرفت أنها بيت إبراهيم عليه السلام، ومسجده، فكانت لقريش وبني كنانة العُزَّى بنخلة، وكانت سدنتها وحجابها بني شيبان من سليم حلفاء بني هاشم [1].

 

ولخمس بقين من رمضان من السنة الثامنة عقب فتح مكة، بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خالد بن الوليد رضي الله عنه لهدم العزى فهدَمها [2].

 

وقال ابن الكلبي: كان الذي اتخذ العزى ظالم بن أسعد، وكانت بوادٍ من نخلة، وكانت أعظم الأصنام عند قريش، وكانوا يزورونها، ويهدون لها ويتقربون عندها بالذبح، وكانت قريش قد حمت لها شعبًا من وادي حراض يقال له: سقام، يضاهون به حرم الكعبة، وكانت قريش تخصها بالإعظام؛ فلذلك يقول زيد بن عمرو بن نفيل - وكان قد تألَّه في الجاهلية وترك عبادتها وعبادة غيرها من الأصنام -:

تركتُ اللاتَ والعزى جميعًا
كذلك يفعل الجلد الصبورُ
فلا العزى أدينُ ولا ابنتيها
ولا صنمي بني غنمٍ أزور..

 

فلما كان عام الفتح دعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم خالد بن الوليد، فقال: انطلق إلى شجرةٍ ببطن نخلة، فاعضدها، فانطلق خالد فلما رآه سادنها دبية قال دبية للعزى:

أعزاء شدي شدةً لا تكذبي
على خالدٍ ألقي الخمار وشمري
فإنك إلا تقتلي اليوم خالدًا
تبوئي بذلٍّ عاجلًا وتنصري

 

فقال خالد:

يا عز كفرانك لا سبحانك

إني رأيت الله قد أهانك

 

ثم ضربها ففلق رأسها، فإذا هي حممة، ثم عضد الشجرة، وقتل دبية السادن. ثم أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأخبره، فقال: تلك العزى، ولا عزى بعدها للعرب، أما إنها لن تعبد بعد اليوم [3].

 

وفي الوقت نفسه من رمضان من ذلك العام بعث رسول الله عليه الصلاة والسلام عمرو بن العاص لهدم سواع برهاط من بلاد هذيل، وبعث سعد بن زيد الأشهلي لهدم مناة، وكانت بالمشلل للأوس والخزرج وغسان [4].

 

شذرات من سيرة خالد بن الوليد رضي الله عنه:

إن خالد بن الوليد نموذج فريد من الرجال النبلاء الذين نقشوا بأفعالهم الجليلة أسماءهم في جدار الزمان، وأبقوا الثناء عليهم مشرقًا في ذاكرة الخلود، سنوات قليلة من حياة العظمة أدخلت خالدًا رضي الله عنه خالدًا كاسمه في تاريخ العظماء؛ ليبقى مدرسة متقدمة تتخرج من عبقريتها عقول كبيرة، وتنهل من آثار أعمالها العسكرية الفذة الأجيال تلو الأجيال.

 

لقد كان أبو سليمان رضي الله عنه مثالًا للقائد المحنك الذي يتقن فن القيادة، ويجيد رسم خطط الحرب، ويعرف كيف يديرها، وكان قدوة حسنة للرجل الكبير الذي يتواضع للحق وينحني له، ويدع صلف الكبرياء، ويستجيب لداعي العقل الحصيف، ودعوة الدين الحنيف.

 

وكان نموذجًا مضيئًا للقائد المؤمن الذي يطلب أجره من الله فحسب، ويحتسب عمله عنده، ولا يبحث عن الرتب العسكرية وترقياتها، ويحرص على التمسك بالمرتبة التي وصل إليها، ولم يكن يستغل مركزه للوصول إلى طاعة أهوائه، وتلبية حاجات شهواته.

 

وكان سيفًا صقيلًا على هامات الباطل، رفع الله به راية الحق، وأزاح عن امتداد نور الإسلام حجبًا كثيفة من الظلم والظلمات كانت تقف أمامه، حتى وصل بسنابك خيل الإسلام إلى بلاد الروم والفرس.

 

دعونا نقترب من حياته قليلًا؛ لنعرف هذا الرجل العظيم الذي أطلَّ على الدنيا مولودًا في مكة، واحتضنت جسده الطاهر ميتًا بقعةٌ من بقاع الشام.

 

اسمه ونسبه رضي الله عنه:

هو القائد العظيم والصحابي الجليل: خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبدلله بن عمرو بن محزوم القرشي المخزومي سيف الله أبو سليمان، أحد الشجعان المشهورين، لم يقهر في جاهلية ولا إسلام، كان أحد أشراف قريش في الجاهلية [5].

 

إسلامه رضي الله عنه:

اختلف في وقت إسلامه وهجرته؛ فقيل: في سنة سبع بعد خيبر، وقيل: قبلها، وقيل: في أول يوم من صفر سنة ثمان [6]، ورجَّح ابن حجر أنه أسلم بين الحديبية والفتح [7].

 

تخصصه رضي الله عنه:

كان قائدًا عسكريًّا من الطراز الأول في الجاهلية والإسلام، وكانت خططه الحربية وتكتيكاته العسكرية سببًا من أسباب النصر في معاركه.

 

ففي الجاهلية كانت إليه القبة وأعنَّة الخيل، فأما القبة فإنهم كانوا يضربونها ثم يجمعون إليها ما يجهزون به الجيش، وأما الأعنة فإنه كان يكون المقدم على خيول قريش في الحروب [8].

 

شهد مع كفار قريش الحروب إلى عمرة الحديبية، وموقفه في قلب دفة المعركة في أُحد معلوم، وفي الإسلام كان له القدح المعلَّى في فتوحاته ومعاركه، كما سيأتي.

 

ولانشغاله بهذا التخصص لم يروِ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الأحاديث إلا القليل؛ كحديث أكله الضب في بيت خالته ميمونة رضي الله عنها على سفرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [9]، وحديثه القائل فيه: "ندقَّ في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف، فما صبرت معي إلا صفيحة يمانية" [10].

 

حتى لقد قال: "لقد شغلني الجهاد عن تعلُّم كثير من القرآن"[11].

 

بعض مهماته العسكرية الإسلامية رضي الله عنه:

لقد كان لسيف الله خالد جهد عظيم في الحروب والبعثات العسكرية التي أرسله بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم أبو بكر رضي الله عنه من بعده، فكان سهمهما الذي لا يخيب، وسيفهما الذي لا يفل، ورمحهما النافذ إلى أكباد الباطل.

 

ومن تلك المهمات:

*قيادة المسلمين في غزوة مؤتة بعد القادة الثلاثة: زيد وجعفر وابن رواحة، وكان ذلك اليوم هو يوم خالد على الحقيقة، فعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نعى زيدًا وجعفرًا وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم، فقال: (أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها ابن رواحة فأصيب)، وعيناه تذرفان (حتى أخذها سيف من سيوف الله، حتى فتح الله عليهم) [12].

 

وعن قيس بن أبي حازم قال: سمعت خالد بن الوليد يقول: "لقد انقطعت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف، فما بقي في يدي إلا صفيحة يمانية"[13].

 

♦ شهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتح مكة وحنين والطائف، فأبلى فيها بلاءً حسنًا، وجُرح في حنين، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في رحْله بعدما هُزمت هوازن ليعرف خبره ويعوده، فنفث في جرحه فانطلق.

 

♦ بعثه رسول الله لهدم العزى، كما تقدم.

 

♦ بعثه رسول الله إلى أكيدر دومة، فأخذوه فأتوا به فحقن له دمه، وصالحه على الجزية.

 

♦ أرسله أبو بكر إلى قتال أهل الردة، فأبلى في قتالهم بلاءً عظيمًا، وقتل على يده أكثر أهل الردة، ثم ولَّاه حرب فارس والروم، فأثر فيهم تأثيرًا شديدًا، وفتح دمشق؛ قال ابن كثير: "وقد استعمله الصِّديق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على قتال أهل الردة ومانعي الزكاة، فشفى واستشفى، ثم وجهه إلى العراق، ثم أتى الشام فكانت له من المقامات ما ذكرناها مما تقر بها القلوب والعيون، وتتشنف بها الأسماع".

 

♦ وبعثه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سنة عشر إلى بلحارث بن كعب، فقدم معه رجال منهم، فأسلموا ورجعوا إلى قومهم بنجران.

 

♦ بعثه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى اليمن قبل عليٍّ رضي الله عنه، وهي مهمة دعوية [14].

 

مناقبه رضي الله عنه:

أولًا: تلقيب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم له بسيف من سيوف الله:

عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نعى زيدًا وجعفرًا وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم، فقال: (أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها ابن رواحة فأصيب)، وعيناه تذرفان (حتى أخذها سيف من سيوف الله، حتى فتح الله عليهم) [15]، ومن ذلك اليوم عرف بهذا اللقب الشريف.

 

وعن أبي هريرة قال: (نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منزلًا، فجعل الناس يمرون، فيقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من هذا يا أبا هريرة؟ فأقول: فلان، فيقول: نعم عبد الله هذا، ويقول: من هذا؟ فأقول: فلان فيقول: نعم عبد الله هذا، حتى مر خالد بن الوليد فقال: من هذا؟ فقلت: هذا خالد بن الوليد، فقال: نعم عبد الله خالد بن الوليد سيف من سيوف الله) [16].

 

ثانيًا: دفاع رسول الله عنه حينما قيل عنه: إنه منع الزكاة:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالصدقة، فقيل: منع ابن جميل وخالد بن الوليد وعباس بن عبدالمطلب، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (وأما خالد فإنكم تظلمون خالدًا؛ قد احتبس أدراعه وأعتاده في سبيل الله...) [17].

 

قال النووي: "قال أهل اللغة: الأعتاد: آلات الحرب من السلاح والدواب وغيرها، والواحد عتاد - بفتح العين - ويجمع أعتادًا وأعتدة، ومعنى الحديث: أنهم طلبوا من خالد زكاة أعتاده ظنًّا منهم أنها للتجارة، وأن الزكاة فيها واجبة، فقال لهم: لا زكاة لكم عليَّ، فقالوا للنبي صلى الله عليه و سلم: إن خالدًا منع الزكاة، فقال لهم: إنكم تظلمونه؛ لأنه حبسها ووقفها في سبيل الله قبل الحول عليها، فلا زكاة فيها، ويحتمل أن يكون المراد: لو وجبت عليه زكاة لأعطاها ولم يشح بها؛ لأنه قد وقف أمواله لله تعالى متبرعًا، فكيف يشح بواجب عليه؟"[18].

 

وعلى كلا الاحتمالين، ففي هذا ثناء من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على خالد رضي الله عنه.

 

ثالثًا: ثناء رسول الله عليه بكونه فتى العشيرة:

قال أبو عبيدة رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (خالد سيف من سيوف الله عز وجل، ونعم فتى العشيرة) [19].

 

رابعًا: دعاء رسول الله له بالنصر:

عن أبي قتادة الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اللهم هو سيف من سيوفك فانصُره) [20].

 

خامسًا: ثناء كبار الصحابة عليه:

عن هشام بن عروة عن أبيه قال: حرق خالد بن الوليد ناسًا من أهل الردة، فقال عمر لأبي بكر: أتدع هذا الذي يعذب بعذاب الله؟! فقال أبو بكر: لا أشيم - لا أغمد - سيفًا سله الله على المشركين) [21].

 

وقال فيه عمر رضي الله عنه - وكان ابن خاله -: وهل قامت النساء عن مثل خالد، وقال فيه أيضًا لَما علم أن نسوة بني المغيرة اجتمعن يبكين عليه: "وما عليهنَّ أن ينزفنَ مِن دموعهنَّ على أبي سليمان، ما لم يكن نقعًا أو لقلقة"، والنقع: التراب على الرأس، واللقلقة: الصوت.

 

ولما مات استرجع عمر وقال: "كان والله سدادًا لنحور العدو، ميمون النقيبة"، وقال كذلك: "رحم الله أبا سليمان، ما عند الله خير له مما كان فيه، ولقد مات سعيدًا، وعاش حميدًا"[22].

 

وفاته رضي الله عنه:

مات على فراشه سنة إحدى وعشرين بحمص، ودفن في قرية على ميل من حمص، وما زال قبره معلومًا إلى اليوم هناك، وغلط من قال: إنه مات بالمدينة، ولما مات لم يوجد له إلا فرسه وغلامه وسلاحه، وقال: إذا أنا مت فانظروا في سلاحي وفرسي، فاجعلوه عدة في سبيل الله.

 

ومن أقواله في مرض موته: "لقد شهدت مائة زحف أو زهاءها، وما في جسدي موضع شبر إلا وفيه ضربة أو طعنة أو رمية، ثم ها أنا ذا أموت على فراشي كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء"، وقال أيضًا: "ما ليلة يهدى إليَّ فيها عروس، أو أبشر فيها بغلام بأحب إليَّ من ليلة شديدة الجليد في سرية من المهاجرين أصبح بهم العدو" [23].

 

فرحمة الله على أبي سليمان، ورزق الأمة بأمثاله.



[1] تفسير ابن كثير (7/ 455) بتصرف.

[2] تاريخ الأمم والرسل والملوك، الطبري (2/ 163)، مغازي الواقدي (ص: 7)، السيرة النبوية، لابن كثير (3/ 711).

[3] الأصنام، لابن الكلبي (ص: 3-4).

[4] مغازي الواقدي (ص: 7)، السيرة النبوية، لابن كثير (3/ 711)، عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير؛ لابن سيد الناس (2/ 208).

[5] الاستيعاب في معرفة الأصحاب، لابن عبدالبر (2/ 427)، البداية والنهاية، لابن كثير (7/ 113)، الإصابة في تمييز الصحابة، لابن حجر (2/ 251).

[6] الاستيعاب في معرفة الأصحاب، لابن عبدالبر (2/ 427)، البداية والنهاية، لابن كثير (7/ 113)، الإصابة في تمييز الصحابة، لابن ح جر(2/ 251).

[7] فتح الباري، لابن حجر (7/ 101).

[8] الاستيعاب في معرفة الأصحاب، لابن عبدالبر (2/ 427).

[9] صحيح البخاري (5/ 2060) (5076)، صحيح مسلم (3/ 1543) (1945).

[10] صحيح البخاري (4/ 1555)(4017).

[11] الإصابة في تمييز الصحابة، لابن حجر (2/ 255).

[12] رواه البخاري (3/ 1372) ( 3547 ).

[13] تقدم تخريجه.

[14] الإصابة في تمييز الصحابة، لابن حجر (2/ 252-253)، البداية والنهاية، لابن كثير (7/ 114) (5/ 105)، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، لابن عبدالبر (2/ 428-229).

[15] رواه البخاري (3/ 1372) ( 3547 ).

[16] رواه الترمذي (5/ 688) (3846)، وقال ابن حجر: رجاله ثقات، الإصابة في تمييز الصحابة، لابن حجر (2/ 252).

[17] رواه البخاري (2/ 534) ( 1399 )، ومسلم (2/ 676) (983).

[18] شرح النووي على مسلم (7/ 56).

[19] رواه أحمد (28/ 27) (16823)، وهو حسن.

[20] رواه أحمد (37/ 258)(22566 )، وهو صحيح.

[21] مصنف عبدالرزاق (5/ 212) ( 9412 ).

[22] البداية والنهاية، لابن كثير (7/ 116-118).

[23] فتح الباري، لابن حجر (7/ 101)، البداية والنهاية، لابن كثير (7/ 114- 117)، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، لابن عبدالبر (2/ 430)، الإصابة في تمييز الصحابة، لابن حجر (2/ 254- 255).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • من وحي عبقرية خالد بن الوليد ( مسرحية من فصل واحد )
  • سرية خالد بن الوليد إلى بني جذيمة
  • خالد بن الوليد رضي الله عنه
  • العناية في اختيار القادة: خالد بن الوليد رضي الله عنه أنموذجا
  • خالد بن الوليد (قصيدة)
  • خالد بن الوليد.. عبقري العسكرية الإسلامية
  • على خالد بن الوليد فلتبك البواكي (خطبة)
  • البطل الصنديد خالد بن الوليد (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • مقتطفات من سيرة خالد بن الوليد(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • الأباطيل في المسيرة الجهادية لخالد بن الوليد رضي الله عنه(كتاب - موقع د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر)
  • خالد بن الوليد رضي الله عنه(مادة مرئية - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • خالد بن الوليد رضي الله عنه(مقالة - ملفات خاصة)
  • سيف الله المسلول: خالد بن الوليد رضيَ الله عنه(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • غزوة خالد بن الوليد بني جذيمة(مقالة - موقع د. محمد منير الجنباز)
  • حدث في 18 رمضان(مقالة - ملفات خاصة)
  • خالد بن الوليد (قصيدة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • قصة خالد بن الوليد مع (سبايا عين التمر)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • المجاهد خالد بن الوليد(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 26/11/1446هـ - الساعة: 15:30
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب