كتاب " فريق عمل ناجح " نبذة وتعريف

كتاب

"فريق عمل ناجح"

نبذة وتعريف

بسم الله، والحمد لله، وأصلِّي وأسلم على نبينا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه ومن والاه، وبعد:

فالنجاح في العمل أمنيةٌ مشروعة، يسعى لتحقيقها الناس كافةً، والنَّجاح يحتاج إلى عمل، وليس أي عمل؛ إنما هو العمل بجد ومثابرة وإصرار، ثم إنه يحتاج إلى تخطيط علميٍّ ودقيق من أجل ألا تتبعثرَ الجهود، فتفقد قيمتها، ثُمَّ إنَّ التخطيط يحتاج إلى إيمان بالأهداف، مع تصوُّر واضح عنها، ثم إنه يحتاج إلى عون الآخرين تكاملًا وتضامنًا.

ويمكن تعريف العمل الناجح بأنه: ما تقوم به مجموعةٌ متكاملةٌ ومتعاونةٌ ومتماسكةٌ، تُعرف في عالم الأعمال ب (فريق عمل)، وتحقِّق النتائج المخطَّط لها، فمِن رَحِمِ هذه الأسس والمسمَّيات وُلِد هذا الكتاب بفضل الله تعالى (فريق عمل ناجح.. خصائصه وأسس بنائه).

وهذه طبعته الثانية، صدرت هذا العام 2017 م، حيث طبعته دار المعراج الدمشقية، ورقم الكتاب الدولي ISBN هو: 13:9789933586010وعدد صفحاته: 136 صفحة ، وكانت دار النهضة في دمشق قد طبعت طبعته الأولى عام 2009 م.

لقد وضع الكتاب قواعدَ النجاح لمسارات الارتقاء لأي فريق عمل، مبتدئًا برئيس الفريق، وأهميته، ودوره، والتزاماته، وعَلاقاته، وصلاحياته، ثم بأعضاء الفريق، ودورهم، ومهام عملهم، وعَلاقاتهم فيما بينهم، وما بينهم وبين رئيس الفريق، ثم عرَّج الكتاب على منظومة العمل التي يسير وَفْق آليتِها فريقُ العمل، وكيف تؤسس؟ وعلى أي قواعد تُبنى؟ وكيف تكون منهجيتها؟

لقد جاء الإسلام بأنظمة وتشريعات عظيمة للدَّفع تجاه العمل الجماعيِّ المتكامل، وأسس بنائه، وهيَّأ الوسائل والمتطلَّبات اللازمة، ووضع المعالم البيِّنة التي هي بمثابة مشاعل يهتدي بها العاملون في فريق عمل ناجح.

غير أن الإسلام لم يترك الأمر على عواهنه، فيجعل الفريق أمام مفترقات متعدِّدة ومتنوعة، تجعل الاختيار معجزًا، والتطبيق مستحيلًا، بل وضع الخطوط العريضة، ووضع أصولًا للعمل من واقع ما يحتاج إليه الفرد، وما يحتاج إليه فريق العمل من أجل الارتقاء والنجاح، يقول الله تعالى: ﴿ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ﴾ [المائدة: 48]، ووضع نظامًا متقنًا للعمل وَفْق المنهاج الذي أقرَّه الإسلام، بما في ذلك النظام الرقابي الدقيق، فيقول تعالى: ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [التوبة: 105].

أمام هذا الأصل الإسلاميِّ العظيم والرصين[1]، فقد جئتُ بما ورد من سياسات وأنظمة العمل في فريق ناجح من مصادر عربية، وأخرى غربية، واستخرجتُ جذورها الإسلامية من سنة رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم؛ لتكون رسالتنا بما نؤمن ونعمل به في أن الإسلام نظام كامل ومتكامل، وهو عقيدة سليمة، ومنهج حياة، وطريقٌ للارتقاء والنجاح.

ولقد أسس هذا الكتاب للقواعد التي يجب أن تُؤخذ بنظر الاعتبار في بناء الفريق الناجح وعمله، وبيَّن خصائصه ومميزاته، واستدلَّ بما جاء في سنة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم باعتباره أفضل من قاد مجموعةً من الناس عبر التاريخ، وكما أنه وضع القواعد المثالية لقيادة فريق، وطبَّقها على أرض الواقع، فكان التطابق رائعًا بين المبادئ النظرية، والممارسات والتطبيقات العملية، وإنَّ أهم الأسس على الإطلاق في بناء الفريق الناجح هو الأساس الإيمانيُّ القائم على محبة الله جل جلاله، ومخافته ومراقبته، والالتزام بما أمر، والانتهاء عما نهى.

أما محتوى مواضيع الكتاب، وهي العناوين الرئيسة والفرعية، فقد كانت:

• التمهيد.

• لماذا فريق عمل؟

• عناصر الفريق.

• رئيس الفريق.

• مواصفات رئيس الفريق.

• مهام رئيس الفريق.

• حالة متفرِّدة ومثالية لقيادة فريق.

• أعضاء الفريق وما يتعلق بهم.

• الشروط اللازمة للتعبئة الذاتية.

• وظيفة الفريق.

• مشاكل تعيق عمل الفريق.

• آفات في طريق فريق العمل.

• مفترق طرق.

• أمور مهمة للفريق.

هذا ما استطعت أن أنجزه، وأقدِّمه في هذا المجال الواسع، فإن كان التوفيق والتسديد من نصيبي، فذلك بفضل ربي سبحانه وتعالى، لا إله إلا هو، وسع كل شيء علمًا، فله الحمد، وإن لم يكن ذلك، فمن نفسي ومن الشيطان.

والحمد لله رب العالمين.