• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    فضل عشر ذي الحجة (خطبة)
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    فصلٌ: فيما إذا جُهل حاله هل ذُكر عليه اسم الله أم ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    خطبة (المروءة والخلق والحياء)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    تساؤلات وإجابات حول السنة
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    الأيام المعلومات وذكر الله (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    من تجاوز عن المعسر تجاوز الله عنه
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الدرس التاسع عشر: الشرك (2)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    الحذر من استبدال الأدنى بالذي هو خير
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    خطبة: اغتنام عشر ذي الحجة خير الأيام
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    إعلام النبلاء بفضل العلم والعلماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تفسير: (فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    التحذير من الإسراف والتبذير
    الشيخ صلاح نجيب الدق
  •  
    استحباب أخذ يد الصاحب عند التعليم والكلام والمشي
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    مفهوم الخصائص لغة واصطلاحا وبيان أقسامها
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    خطبة: عشر ذي الحجة فضائل وأعمال
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    علام يقتل أحدكم أخاه؟! خطورة العين وسبل الوقاية ...
    رمضان صالح العجرمي
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / عالم الكتب
علامة باركود

عرض كتاب: دراسة في الشعر النبطي

عرض كتاب: دراسة في الشعر النبطي
محمود ثروت أبو الفضل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/8/2016 ميلادي - 7/11/1437 هجري

الزيارات: 43596

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عرض كتاب: دراسة في الشعر النبطي


♦ اسم الكتاب: دراسة في الشعر النَّبطي (تطوره. أنواعه. ألحانه. أوزانه. أغراضه).  ♦ المؤلف: حمد حسن الفرحان النعيمي.  ♦ مراجعة: حمد محسن النعيمي - عبدالله الزوايدة.  ♦ سنة النشر: 2007 م.  ♦ دار النشر: مطبوعات المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث (قطر).  ♦ الطبعة: الأولى.  ♦ صفحات الكتاب: 111.♦ اسم الكتاب: دراسة في الشعر النَّبطي (تطوره. أنواعه. ألحانه. أوزانه. أغراضه).

♦ المؤلف: حمد حسن الفرحان النعيمي.

♦ مراجعة: حمد محسن النعيمي - عبدالله الزوايدة.

♦ سنة النشر: 2007 م.

♦ دار النشر: مطبوعات المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث (قطر).

♦ الطبعة: الأولى.

♦ صفحات الكتاب: 111.

 

 

يُعدُّ الشِّعر النَّبطي من الفنون الأدبيَّة الشعبية التي تَحظى بتقدير ورَواج في شِبه الجزيرة العربيَّة، ويتداول نَظْمه وإلقاءه العديدُ من شعراء الخليج العربي والعراق وسوريا، وهو فنٌّ محلِّي دارِج يَعتمد على التفاعل بين الشاعِر والمتلقِّي، ويخاطب الحسَّ الشعبي من خلال جموع الجماهير التي تَرى في عاميَّة ألفاظه وبساطتها متنفَّسًا للتذوُّق بديلًا عن جزالة ألفاظ شِعر الفصحى وصعوبة معانيه، وقد تطوَّر الشِّعر النَّبطي عبر العصور ليحوز مكانةً لائقة بين غيره من فُنون الشِّعر رغم معارضة الكثير من النقَّاد له باعتباره أدبًا دارجًا لا يرقى لمرتبة الشِّعر الفصيح، بل إنَّ البعض اعتبره من البِدَع التي ابتُدعت للقضاء على شِعر الفصحى؛ وبالتالي على اللُّغة العربيَّة التي هي لغة القرآن الكريم، ودسيسة روَّج لها البعضُ من أجل تفكيك أوصال لغتنا العربيَّة وتدميرها، والحقُّ أنَّ الشعر النَّبطي يَستقي معظمَ قواعده وأصولِه من شعر الفُصحى - كما يبيِّن الكاتب في دراسته - ويحافِظ على معظم أصولها وثوابتها، اللهمَّ إلَّا في دراجة ألفاظه وعاميَّتها، ويمكن اعتباره نوعًا من الفنون الشعبيَّة الفلكلورية التي تستمدُّ أصالتَها من انتقالها الشفهي - عبر العصور - بين عوامِّ الناس وبُسطائهم كفنِّ الموال والواو والأهازيج الشعبيَّة في مصر، والأزجال والموشحات والقصيد في بلاد الأندلس القديم والمغرب العربي.

 

ورغم أنَّ الشعر النَّبطي يقوم على اللَّحن، ويعدُّ نوعًا من الأساليب المولَّدة في الشعر، فإنَّنا نرى أنَّ سيادة الفصحى لم تنفِ اللَّهجات القبليَّة، ولم تقضِ قضاءً تامًّا على الدارجات، فسيادة الكيان اللُّغوي العربي ضمَّ واشتمل - بالضرورة الحياتية - على عاميات عربية متنوعة، بل إنَّنا نجد التَّبسُّط في شيوع اللَّحن في العربيَّة، وغزو العامِّيات لشعر الفصحى - قد بدأ منذ عهدٍ مبكِّر؛ حيث يورد "ابن قتيبة" في "الشعر والشعراء" العديدَ من النَّماذج الشعريَّة لشعراء مولدين أمعنوا في الشِّعر المرتجل وإقحام ألْفاظ عاميَّة في أشعارهم؛ ومن أبرزهم "بشار بن برد"، الذي أمعَن في التحرُّر من الشِّعر القديم واستخدم أحيانًا ألفاظًا وعبارات شعبيَّة وأساليبَ نبطية في بعض قصائده، ورغم أنَّ موجبات التغيير الكبيرة قد طورَت الشِّعر العربي القديم، وقامَت بتغييرات كثيرة في الأسلوب والمعاني والألفاظ، فإنَّ هذا لم يقلِّل من قيمة القصيدة الموزونة، وأتاح الفرصةَ للفنون الشعبيَّة للانتشار جنبًا إلى جنب مع الفنون العربية الأصيلة.

 

يضع الكاتب "حمد حسن الفرحان النعيمي" في كتابه "دراسة في الشعر النَّبطي" أطروحةً نقديَّة استقصائيَّة حول فنِّ الشِّعر النَّبطي، وأصوله، وتطوُّره، وأنواعه، وأغراضِه، وأوزانه، وألحانه...، ووضح الكاتب غايتَه من هذه الدراسة بقوله: "سندرس الشعرَ النَّبطي، دراسةً موضوعيَّة، تحليلية علميَّة، بعيدةً كلَّ البعد عن الغرض والهوى؛ وإنَّما غايتنا الوصول إلى لبِّ الموضوع، وبيان فائدة الشِّعر النَّبطي، أو عدم فائدته..."؛ صـ 7.

 

والكاتِب هو الشاعر "حمد بن حسن الفرحان النعيمي"، ولد في أربعينيات القرن في المملكة العربيَّة السعودية، وانتقل مع أسرته صغيرًا إلى قطَر حيث نشأ وترعرَع بها، أتمَّ دراستَه الأساسيَّة وعمِلَ بعد تخرُّجه في الثمانينيات في إدارة الثقافة والفنون بوزارة الإعلام القطريَّة، وعُني بالشِّعر النَّبطي ودراسته وتدوينه وتأليفِه، وكانت له إسهامات كبيرة للتعريف بهذا الشِّعر وتوثيقه والبحثِ في أصوله؛ حيث جمع وشرح وحقَّق العديدَ من دواوين الشِّعر النَّبطي للعديد من شعراء قطر القدامى والمحدَثين؛ مثل: تحقيق "ديوان الكبيسي"؛ للشاعر محمد بن عيسى بن سلوم الكبيسي، وتحقيق وشرح "ديوان ابن المحرول"؛ للشاعر سعيد المحرول، وتحقيق وشرح "ديوان آل عفيشة"، وتحقيق وشرح "ديوان الشاعر"؛ للشاعر عبدالله بن سعد المسند المهندي...، وغيرها، وتوفِّي عام 1995 إثْر سكتة قلبيَّة مفاجئة رحمه الله.

 

وصف الكتاب:

قام الكاتِب بالتَّصدير لكتابه بمدخل تقديمي مختصَر عن الشِّعر النَّبطي وضرورةِ الاهتمام به كتراثٍ شفهي فلكلوري، لا يضاد الفُصحى، بل يعمل معها في سبيل تقديم الأدَب للناس من أجل إيصال رسالةٍ ما، وبيَّن هدفَه من وضعه الدِّراسة، وضرورة الاهتمام بتوثيق الشِّعر النَّبطي وتوظيفه حياتيًّا، يقول الشيخ عبدالله بن محمد بن خميس في كتابه "الأدب الشعبي في جزيرة العرب" واصفًا "الشعر النَّبطي": "إنَّ شعرًا وأدبًا يعبِّر عن حياة أمَّة، ويحفظ تاريخَ أجيال، ويرويه كثيرٌ من العرب ويتأثَّرون به، ويتنافسون فيه ما يزيد على خمسة قرون - لَجَدير بأن يَحتضِنَه الفِكر العربي، ويدرسه دراسةً شاملة، ويَستخرج من كنوزه ومخبآته، ما ظلَّت المكتبة العربيَّة فقيرةً إليه".

 

وضَع الكاتِب التفسيرَ اللغوي والجغرافي لكلمة "نبط" وارتباطها بتسمية "الشعر النَّبطي"، ثمَّ استفاض في فصول الكتاب في بيان بداياتِ الشِّعر النَّبطي وتطوُّره، وبيان أنواعه وخصائصه، وأوزانِه وأغراضه.

 

وجاءت عناوين فصول الكتاب كالتالي:

1 - معنى كلمة نَبَط.

2 - تسمية الشعر النَّبطي.

3 - بداية الشعر النَّبطي.

4 - تطور الشعر النَّبطي.

5 - البلاغة في الشعر النَّبطي.

6 - أنواع الشعر النَّبطي:

• القصيدة.

• الشيلة (الرزيفة).

• التغرودة.

• الموال الزهيري.

• الألفية.

• العوبال.

• الترمل (الرملة).

7 - ألحان الشعر النَّبطي:

• السامري.

• الهجيني.

• المسحوب.

• الصخري.

• الفراقي.

• اللحن.

8 - خصائص الشعر النَّبطي.

9 - علاقة الشعر النَّبطي بشعر الفصحى.

10 - أوزان الشعر النَّبطي.

11 - أغراض الشعر النَّبطي.

 

وختَم الكاتِب دراستَه بتعقيبٍ طرَح فيه بعضَ الآراء التي تتعلَّق بضرورة المحافظة على ذلك الفنِّ من الضياع والاندثار، ووجوب توثيقه؛ حيث يرى أنَّ الاهتمام بالشِّعر النَّبَطي لا يقلِّل مطلقًا من قيمة الفصحى أو يؤثِّر عليها، ثمَّ وضع الكاتب في نهاية كتابه فهرسًا بالمراجع التي عاد إليها أثناء وضعه دراسته.

 

بداية الشعر النَّبطي:

بدأ الشعر النَّبطي - كما يرجِّح الكاتب - منذ أمَدٍ بعيد مع اتِّساع الفتوح الإسلامية، واختلاطِ الأمصار، وغلبَة لسان العجم على اللِّسان العربي، ومن ثمَّ انتشار اللَّحن والتوليد في الكلام، ولم يدوِّن دارسو الشِّعر أغلب هذه المقطوعات، حتى ولو استشهادًا على انحلال الشِّعر وضعفه، ووردَت في بعض الكتب إشارات متفرِّقة عنه كما في "المستطرف" للأبشيهي؛ حيث أورده تحت اسم "الفراقيات"؛ وهو لحن من ألحان الشِّعر النَّبطي، كما ذكره ابن خلدون أيضًا في "تاريخه"، وقال: إنَّ أهل المغرب يسمُّونه "الأصمعيات" نسبة إلى الأصمعي راويَة العرب، وأهل المشرق يسمُّونه "البدوي" ويلحنون فيه ألحانًا بسيطة، وذكر قصيدةً لسعدى ابنة الزناتي خليفة، أمير زناتة؛ ترثيه بعد مقتلِه على يد ذياب بن غانم؛ حيث يتَّضح فيها أنَّ الشاعر النَّبطي اعتادَ ذكر اسم الشاعر في مطلع القصيدة، ثمَّ بعد ذلك يَنسب أبياتها:

تقول فتاةُ الحيِّ سعدى وهاضها
لها في ظعون الباكرين عويل
أيا سائلي عن قبر الزَّناتي خليفة
خذِ النَّعتَ منِّي لا تكون هبيل
تراه العوالي الواردات وفوقه
منَ الرَّبط عيساوي بناه طويل
أراه يميل الغور من سائر النَّقا
به الوادي شَرْقِي واليراع دليل
أيا لهف كبْدي على الزناتي خليفة
وقد كان لاعْقابِ الجياد سليل
قتيل فتى الهيجا ذياب بن غانم
جراحُهْ كأفواه المزاد تَسيل
فيا جارنا ماتَ الزَّناتي خليفةٌ
فلا ترحَل الَّا أن يريدَ رحيل
بالامْسِ رحلناك ثلاثين مرَّة
وعشرًا وستًّا في النهار قليل

 

ومعظم النَّماذج التي أورَدها ابنُ خلدون من شِعر بني هلال الذين عاشوا بالمغرب في القرن الخامس الهجري جيِّدة قويَّة السَّبك، وابتعادها عن الإعراب واضِح؛ ممَّا يرجح معه أنَّها ليست بالمحاولات الأولى، رغم أنَّ ابن خلدون يسمِّي هؤلاء العرب بالعرب المستعجمة؛ لكثرة توليدِهم الألفاظ، وعدمِ إقامتهم إعراب العربيَّة، ونجد أنَّ اللَّحن شاع في العربية منذ النصف الثاني من القرن الأول الهجري، ولكنَّه لم ينتشِر في البادية ويصِل إليها إلَّا في نهاية القرن الثاني الهجري؛ ممَّا يرجح معه أنَّ بدايات الشعر النَّبطي تعود للقرن الثاني الهجري؛ لشيوع ظاهرة اللَّحن في النَّظم واللغة بشكل عام.

 

خصائص الشعر النَّبطي وعلاقته بالفصحى:

الشِّعر النَّبطي له طريقة خاصَّة في الإلقاء، لا تَعتمد على قواعد النَّحو، ولا يمكن إلقاؤها بالفصحى وإلَّا اختلَّ الوزن، فهناك حروف في بداية الكلام ساكِنة على خلاف المتعارف من أنَّ اللغة العربيَّة لا تبتدئ بساكن وإنما تَنتهي بالسكون، وهناك كثير من التَّحريف والتصحيف في كثير من مواضعه، وهناك بعض الكلمات قد أخذَت على سبيل المجاز من الفصحى، وبعضها يَعكس عكس معناه في الفصحى، ككلمة "نضو" التي تَعني في الفصحى: "المهزول من الإبل"، وعند أهل النبط: "القوي المسبوق من الإبل"، وكلمة "العيس" أخذت على سبيل المجاز؛ فالعيس بالفصحى تَعني: "الإبل البيض"، أمَّا عند شعراء النَّبط، فتعني: الإبل بجميع أنواعها، وأيضًا هناك طريقة خاصَّة في نطق الحروف، ومن أهمِّها لفظ حرف القاف جيمًا معجمة أو كافًا أعجميَّة كقولك: "قال"، فتلفظها: "كال"، ورغم عاميَّة ألفاظ الشِّعر النَّبَطي وخروجه في شكله العام عن قواعد النَّحو، إلا أنه لم يَخرج عنها كلِّية أو يخلع جلده منها تمامًا، فنجد على سبيل المثال أبياتًا نبطية نقرؤها كما لو أنَّها فَصيحة تمام الفصاحة، كقول الشاعر عبدالمحسن الهزاني:

خليليَّ قُوما في دجى اللَّيلِ بعدما ♦♦♦ جفا النَّوم عيني والبرايا هَواجعُ

 

ومثل هذا البيت للشَّاعر إبراهيم بن جعيثن ملغزًا فيه للقلم:

ثم افتَنى عن سائرٍ ما يَهتدي ♦♦♦ وهْو الذي تُهدى الورى مِن رسمِه

 

ومثل قول الشاعر راشد الخلاوي:

ولا يَدَ إلَّا ويَدُ الله فوقها ♦♦♦ ولا غالبٌ إلَّا له الله غالبُه

 

ويقول الشاعر أبو حمزة العامري:

تَأْبى عن الطَّمع الزَّهيد نفوسُنا
وفروجنا تأْبى عنِ الفَحشاء
فشهرتُ رأسَ الرمح ثمَّ ركزْتُه
في المهرة المقذولةِ الشَّقراء

 

ويقول الشاعر زامل الحسيني:

فما الحمدُ إلَّا من قديمٍ غريزة ♦♦♦ لنا دون كلِّ العالمين سناهُ

 

ونجد أنَّ شُعراء النَّبَط اقتفوا أثَر وطريق شُعراء الفُصحى في أشعارهم، ونسجوا على منوالها، وضمنوا قصائدَهم بعض حِكَمهم وأفكارهم وأذكارِهم؛ ومن أمثلة ذلك قول محمد بن جاسم بن عبدالوهاب الفيحاني يقول:

على دارٍ كما بالكفِّ شامَهْ ♦♦♦ وحيٍّ ناح بِهْ بومَهْ وهامَهْ

 

يحاكي قولَ طرفة بن العبد البكري:

لِخولةَ أطلال ببرقَة ثَهْمدِ ♦♦♦ تلوحُ كباقي الوشْمِ في ظاهِر اليدِ

 

وقول الشاعر محمد بن لعبون:

ضحكتي بينهُمُ وأنا صَغير ♦♦♦ ما سوت بكيتي يوم الوداع

 

يحاكي قول أبي العلاء المعري:

إنَّ حزنًا في ساعة الموتِ أضعا ♦♦♦ فُ سرورٍ في ساعةِ الميلادِ

 

وأيضًا قول ابن لعبون:

أمي وابوي اللي رموني بالأسباب ♦♦♦ يا ليتها بعد الحمال اسقطت به

 

يحاكي قول المعري:

هذا جَناه أبي عليْـ ♦♦♦ ـيَ وما جنَيتُ على أحَد

 

وقول حميدان الشويعر:

أنا أدرى بعلم اليوم وأمسٍ بما جرى ♦♦♦ وباكر بغيب والأمور وقوع

 

يحاكي قولَ زهير بن أبي سلمى:

وأعلم علمَ اليوم والأمس قبلَه ♦♦♦ ولكنَّني عن علمِ ما في غدٍ عَمي

 

ويبدو تأثُّر شُعراء النَّبط بشعراء الفُصحى الأقدمين واضحًا للغاية في جُلِّ شعرهم، وهذه أبيات للشاعر حمد بن علي بن مايقة الحبابي يَذكر فيها حشدًا من الشُّعراء الأماجد في الفصحى:

صناديد لهم باب النَّشيد
تفتَّح واستحلُّوا مغلقاتِهْ
الاخْطَل والفرزْدق مع جريرٍ
والاعْشى والذي سوَّى سواتِهْ
وابن ثابت وأبي سلمى زهير
وعمرٍو والضليلِ ومبكياتِهْ
وعنتر مَن هوى عبلةْ وقيس
هوى ليلى مسوِّي بهْ شراتِهْ
وذي الرمة والأقرع مع جميل
ومن قولهْ تسبَّب في وفاتِهْ
وبشار بن بردٍ والمهلهلْ
ومَن سمي الفحل بمقدماته
وحاتم والنوابغ وابن حلزهْ
وطرفة واطراف المعاني طراته
وأنا قصدي هو الشِّعر الفصيح
لهم فضْلُ القديمِ وسابقاتِه

 

أغراض الشعر النَّبطي:

طَرَق شُعراء النَّبَط كافَّةَ المواضيع والأغراض التي طرَقها شعراء الفصحى؛ من وصف ومدْح، ورثاء ووطنيات واجتماعيات، وذكر الأطلال والنصائح، والأمثالِ والحكم، وابتدعوا غرضًا جديدًا سموه: (المداعبات) أو (الردِّيات)، وبعضهم يسمِّيه: (المشاكاة)؛ وهو ما يعرف اليوم بالمساجلات أو الإخوانيات.

 

تقييم الكتاب:

وضع الكاتِبُ في كتابه وصفًا قيِّمًا للشعر النَّبَطي: تعريفه وأصوله، وبداياته وتطوره عبر القرون، وأنواعه وأوزانه التي استقاها من الفُصحى، وكذلك أغراضه التي وافقَت أغراض قصائد كِبار الشعراء في العصر الجاهلي وما تلاه من العصور الإسلاميَّة، وقد راعى الكاتِب الموضوعيَّةَ في العرض، وتنوُّع الأبيات التي اختارها بعناية من مخزون التراثِ النَّبطي، وطرح في خاتمة كتابه بعضَ الآراء الجديرة بالملاحظة والدِّراسة؛ ومن أهمها:

1 - ضرورة التنبيه على أنَّ الشعر النَّبطي لم ينشَأ لمحاربة الفُصحى أو مزاحمتها، بل إنَّه سار جنبًا لجنب معها، واتَّخذ من كلِّ طُرق شعر الفصحى وأساليبه مرجعًا له، والشِّعر النَّبطي وشعر الفُصحى لا يفصل بينهما إلا اللَّحن، أمَّا باقي مكونات الشِّعر النَّبطي فقد استقاها جملة من الفصحى.

 

2 - يجب رعاية الشِّعر النَّبَطي بالحفاظ عليه من الضَّياع والاندِثار، ويجب الحِفاظ عليه من التحريف والتصحيف؛ فهو جزء من تُراث الأمَّة البدويَّة، يساعدنا في التعرُّف على كثير ممَّا خفِيَ عنَّا من دقائقها.

 

3 - يجب أن تُحفظ القصيدة النَّبطية بشكلها الموروث، وألَّا يَدخل عليها التغيير بأيِّ حجَّة، وألَّا يكون صياغتها وإنشادها بالعاميَّة وسيلة للمتهافتين على التَّجريب فيها؛ فهو فنٌّ له أصوله وقواعده، لا يعبث بها أيُّ عابثٍ جاهل.

 

4 - يجب أن يُشجَّع الشعر النَّبطي، وأن يوضَع في إطاره السَّليم؛ فكثير ممَّن لم يكملوا تعليمَهم لديهم موهبة الإلقاء الفِطري له؛ لذا يَنبغي الاهتمام بهذا النِّتاج الفطري من مواهب شعراء النبط، وأن يشجَّع أصحاب الإنتاج فيه؛ لنستزيد من إنتاجهم وتجاربهم الشعريَّة.

 

5 - يجب أن يَدرس المتخصصون الشعرَ النَّبطي دراسةً موضوعية متوسعة، وأن يستنبطوا ألفاظه وغرائبه، وضرورة تَسهيلها للجمهور، وأن يَدرسوا مصطلحاته ومعانيه، وأغراضه وتطورها عبر الزَّمن، ويا حبَّذا لو كانت هناك دراسات أكاديمية جادَّة بأسلوب علمي تَفي بالغرض.

 

6 - حبَّذا لو أمكن أن يُدرَّس الشِّعر النَّبَطي في الجامعات المتخصصة، وبالأقسام الأدبيَّة بها، كجزء من فلكلور وتراث الأمَّة الشفهي الذي يَجب الحفاظ عليه من الاندِثار، وللحفاظ على اللَّهجات المحلية المحاكية التي تَسير جنيًا لجنب مع الفُصحى وتدخل في تكوينها في بعض الأحيان، كما لاحظنا في تطوُّر اللغات وتأصُّلها.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • عرض كتاب: الطريق إلى الامتياز (لامحدودية الدعم والعطاء)
  • عرض كتاب: تقدم الأمة الإسلامية‏..‏ تقدم للإنسانية للأستاذ الدكتور: ‏عبدالحليم عويس
  • عرض كتاب: الظاهرة الجمالية في الإسلام
  • عرض كتاب: رسالة في الطريق إلى ثقافتنا
  • عرض كتاب: نحو ثقافة للريادة في القرن الواحد والعشرين
  • اشتقاق أسماء الله لابن النحاس تحقيق محمد الطبراني

مختارات من الشبكة

  • الشعر في ديوان جولة في عربات الحزن(مقالة - حضارة الكلمة)
  • فلسفة الإيقاع في الشعر العربي (عرض ونقد)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • عرض بحث: التصريع في وسط القصيدة (نماذج من الشعر الجاهلي)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • مفهوم الشعر عند قدامة من خلال كتابه نقد الشعر(مقالة - حضارة الكلمة)
  • لماذا الشعر النبطي تجاوز الشعر الفصيح؟(مقالة - حضارة الكلمة)
  • كتاب: النظرية الجمالية في العروض عند المعري ـــ دراسة حجاجية في كتاب "الصاهل والشاحج" للناقدة نعيمة الواجيدي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • المسائل النحوية في كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح لابن الملقن (723 - 804 هـ) جمعا وعرضا ودراسة(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • عرض كتاب: الصحافة المهاجرة دراسة وتحليل - للدكتور حلمي القاعود(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • عرض كتاب : دراسات في الطفولة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • عرض كتاب (علم التجويد - دراسة صوتية ميسرة) للدكتور غانم قدوري الحمد(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 24/11/1446هـ - الساعة: 12:14
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب