جد بالقريض ( قصيدة )

د. محمد بن سعد الدبل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/11/2013 ميلادي - 7/1/1435 هجري

الزيارات: 10174

جد بالقريض

جُدْ بِالْقَرِيضِ شَوَارِدًا وَنَشِيدَا

وَانْظِمْهُ دُرًّا بِالرِّقَاعِ نَضِيدَا

لَهْفِي عَلَى ذِيكَ الْمَوَاقِفِ حَلَّهَا

صَرْفُ الزمن مُبَخْتَرًا وَمَشِيدَا

مِنْ بَعْدِمَا كَانَتْ غَرَائِسَ جَنَّةٍ

أَضْحَتْ عَلَى مَرِّ الزَّمَانِ حَصِيدَا

أَدْعُوكَ بَحْرَ الشِّعْرِ مِنْ حَرِّ الْجَوَى

نَاجِ الْفُؤَادَ مَقَالَةً وَشُرُودَا

لِأَصُوغَ مِنْ وَتَرِ الْقَرِيضِ قَصِيدَةً

فَتَجِيءَ مِنْ بَعْدِ النَّحِيبِ قَصِيدَا

مَرْحَى الْخُطُوبِ وَإِنْ تَعَاظَمَ أَمْرُهَا

لَا ضَيْرَ فَاثْبُتْ فِي الظُّنُونِ صُمُودَا

حَسْبُ الْقَوَافِي أَنْ تَنُوطَ بَدَائِعًا

مِنْ جَلَّ مَا نَطَقَ اللِّسَانُ مُعِيدَا

وَلَقَدْ عَهِدْتُكَ فِي الْمَطَامِحِ مُبْرَزًا

لَمْ تَذْكُرَنَّ مَقَالَةً تَقْلِيدَا

ارْفَعْ مَنَارَكَ فَالظَّلَامُ مُخَيِّمٌ

وَالزَّنْدُ يَقْدَحُ فِي الظَّلَامِ صَلُودَا

وَارْبَأْ بِنَفْسِكَ عَنْ مَقَالَةِ حَاقِدٍ

فَلَرُبَّ حِقْدٍ قَدْ حَبَاكَ صُعُودَا

وَحَذَارِ أَنْ يَتَصَوَّح الْعُودُ الَّذِي

أَبْقَتْهُ أَسْفَارُ الْقَرِيضِ خُلُودَا

اهْتُفْ بِنَا لَحْنًا يَهِيمُ صَبَابَةً

وَامْلَأْ فِجَاجَ الْكَائِنَاتِ قَصِيدَا

كَمْ لِلْقَوَافِي حِينَ تُنْشِدُ رَوْعَةً

دَوَّتْ مَوَاضِيكَ الْعِجَابُ شُهُودَا

ارْفَعْ لِحَاضِرِكَ الطَّرِيفِ مَكَانَةً

لِيَكُنْ تَلِيدُكَ فِي الْحَيَاةِ حَمِيدَا

مَا عَاشَ مَنْ لَمْ تَعْتَرِضْهُ رَوَازِئٌ

فَمِنَ الرَّوَازِئِ نَسْتَهِلُّ جُهُودَا

وَكَذَاكَ صَرْفُ الدَّهْرِ عَانَاهُ الْأُلَى

شَرِبُوا كُؤُوسَ السَّلْسَبِيلِ صَدِيدَا

دُونَ الْمَقَاصِدِ لِلْعُلُوِّ شَوَامِخٌ

فَاعْلُوا الشَّوَامِخَ فِي الْمُضِيِّ صُعُودَا

وَلِرَائِدِي قِمَمِ الْكَمَالِ عَزَائِمٌ

تَعْلُو الصُّخُورَ وَلَوْ يَكُنَّ رُيُودَا

فَإِلَى مَتَى نُحْيِي تُرَاثَ أَمَاجِدٍ

سَادُوا فَعَاشُوا فِي الْحَيَاةِ أُسُودَا

أَوْدَتْ بِنَا الْأَيَّامُ فِي أَعْقَابِهِمْ

فِرَقًا تَشُنُّ ضَغَائِنًا وَحُقُودَا

إِنْ كَانَ هَذَا فِي الْحَيَاةِ طَرِيقَنَا

فَقُلِ: السَّلَامُ، وَكَرِّرَنْهُ مَزِيدَا

وَانْحَبْ مَوَاضِي الْقَوْمِ حُزْنًا وَأَسًى

وَاسْكُبْ دُمُوعَ الْمُقْلَتَيْنِ غُمُودَا

فَلَرُبَّ دَمْعٍ لِلشِّفَاءِ مُقَرِّبٍ

وَيَكُونُ دَاءٌ لِلشِّفَاءِ مُعِيدَا

أضف تعليقك:	إعلام عبر البريد الإلكتروني عند نشر تعليق جديد
الاسم
البريد الإلكتروني	(لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق	رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي