• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل معاوية والرد على الروافض
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    ما جاء في فصل الشتاء
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرحمن، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    اختر لنفسك
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون (خطبة) - باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل / خطب منبرية
علامة باركود

لا تقدموا بين يدي الله ورسوله

لا تقدموا بين يدي الله ورسوله
الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/1/2013 ميلادي - 26/2/1434 هجري

الزيارات: 73136

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ الله وَرَسُولِهِ

 

الحمد لله العليم الحكيم؛ أتقن ما صنع، وأحكم ما شرع، وأعطى كل شيء خلقه ثم هدى، نحمده على هدايته، ونشكره على رعايته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ لا حكم لأحد مع حكمه، ولا أمر بعد أمره، تفرد بالخلق فكان له الحكم ﴿ أَلَا لَهُ الخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ ﴾ [الأعراف:54] وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ إمام المرسلين، وسيد ولد آدم أجمعين، وطاعته طاعة لله تعالى ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ ﴾ [النساء:80] صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

 

أما بعد:

فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، واستسلموا لأمره، وتمسكوا بحبله، والتزموا دينه، واسلكوا سبيله، وجانبوا سبل الأهواء فإنها تسير بأصحابها إلى الضلال والانحراف، وتهوي بهم إلى الهلاك والعذاب ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [الأنعام:153].

 

أيها الناس:

لن يعظم الله تعالى من لم يعظم أمره سبحانه، ولن يوقره تعالى من لم يوقر شريعته عز وجل، ولن يقدره حق قدره من لا يستسلم لحكمه، ولا يخضع لشرعه. ومن حكَّم أهواء الناس على الشرع فهو جاهل بربه، مزر بعقله، مغتر ببشر مثله، وأنى لمقارنة شرع الخالق بهوى المخلوق، كمن سوى بين الرب والعبد، تعالى ربنا عن ذلك علوا كبيرا.

 

وكل تقدم بين يدي الله ورسوله فهو من الاستهانة بالله تعالى وبرسوله صلى الله عليه وسلم؛ ولذا نهى الله تعالى المؤمنين عنه ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ الله وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الحجرات:1] قال العلامة أبو بكر ابن العربي رحمه الله تعالى قوله تعالى ﴿ لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ [الحجرات: 1] أصل في ترك التعرض لأقوال النبي صلى الله عليه وسلم، وإيجاب اتباعه، والاقتداء به.

 

وهذه الآية العظيمة نزلت في إثر مناقشة جرت بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا أَرَدْتَ إِلَّا خِلاَفِي، قَالَ عُمَرُ: مَا أَرَدْتُ خِلاَفَكَ، فَتَمَارَيَا حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا، فَنَزَلَ فِي ذَلِكَ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ الله وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الحجرات:1] رواه البخاري، قال التابعي الجليل ابْن أَبِي مُلَيْكَةَ رحمه الله تعالى: كَادَ الخَيِّرَانِ أَنْ يَهْلِكَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ.

 

وهذا القول من هذا التابعي يدل على خطورة التقدم بين يدي الله ورسوله؛ لأن في التقدم على رسول الله تقدم على الله تعالى، والتقدم عليه سبحانه إشراك لغيره معه في حكمه، وقد قال سبحانه ﴿ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف:26] ونظير هذه الآية آيات أخرى كثيرة نحو ﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى الله وَالرَّسُولِ ﴾ [النساء:59] ﴿ إِنِ الحُكْمُ إِلَّا لله ﴾ [الأنعام:57] ﴿ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى الله ﴾ [الشُّورى:10].

 

إن الكبير في قومه يكره تقدمهم عليه، ويرى أن ذلك من الاستخفاف به؛ فالأمير يرفض تقدم رعيته عليه، والمدير يأبى تقدم موظفيه عليه، وكل من له ولاية لا يقبل تقدم أهل ولايته عليه، هذا في المخلوق مع المخلوق، فكيف بالمخلوق مع خالقه سبحانه وتعالى؟!

 

إنه أمر للمؤمنين بما وصف الله تعالى به الملائكة بقوله سبحانه ﴿ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنبياء:27] ويا له من شرف عظيم للمؤمنين أن يؤمروا بما اتصف به الملائكة المقربون فيمتثلوا. فلا يسبق العبد المؤمن إلهه سبحانه في أمر أو نهي، ولا يفتات عليه في قضاء أو حكم، ولا يتجاوز ما يأمر به وما ينهى عنه، ولا يجعل لنفسه إرادة أو رأيا مع خالقه؛ تقوى منه وخشية، وحياء منه وأدبا.

 

قال ابن القيم رحمه الله تعالى: والقول الجامع في معنى الآية: لا تعجلوا بقول ولا فعل قبل أن يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يفعل... أي: لا تقولوا حتى يقول، ولا تفعلوا حتى يأمر... والتَّقَدُّمُ بَيْنَ يَدَيْ سُنَّتِهِ بَعْدَ وَفَاتِهِ، كَالتَّقَدُّمِ بَيْنَ يَدَيْهِ فِي حَيَّاتِهِ.

 

وللسلف أحوال عجيبة في العمل بهذه الآية، وفي التأدب مع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاستسلام له، وعدم المنازعة فيه.

 

كان عمر رضي الله عنه لا يرى التمتع في الحج، ويرى أن من أحل التحلل الأول لا يحل له الطيب، وخفي عليه فعل النبي صلى الله عليه وسلم، فكان ابنه عبد الله وحفيده سالم يقولان بخلاف قول أبيهما عمر؛ لئلا يقدما على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم قول أحد ولو كان أباهما، ولو كان عمر الذي يجري الحق على لسانه، ويفر الشيطان من أمامه؛ حتى قال حفيده سالم:"فَسُنَّةُ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَقُّ أَنْ نَأْخُذَ بِهَا مِنْ قَوْلِ عُمَرَ"رواه أحمد.

 

وحدث أبو هريرة بحديث فأورد عليه رجل أمثلة متكلفة فقال أبو هريرة «يَا ابْنَ أَخِي، إِذَا سَمِعْتَ حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا تَضْرِبْ لَهُ مَثَلًا» رواه الترمذي.

 

وحدث ابن عمر بحديث عدم منع النساء من المساجد إن أردن الصلاة فيها، فقال ابنه بلال: وَاللهِ لَنَمْنَعُهُنَّ، قال سالم: فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ الله: فَسَبَّهُ سَبًّا سَيِّئًا مَا سَمِعْتُهُ سَبَّهُ مِثْلَهُ قَطُّ وَقَالَ:"أُخْبِرُكَ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقُولُ: وَالله لَنَمْنَعُهُنَّ"رواه مسلم.

 

ومن عجيب أمر الصحابة في توقير النبي صلى الله عليه وسلم، وتعظيم أقواله أنهم يكرهون أن يُقرن بقوله قول غيره من الناس ولو كان قولا صحيحا، حدث عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الحَيَاءُ لاَ يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ» فَقَالَ بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ: "مَكْتُوبٌ فِي الحِكْمَةِ: إِنَّ مِنَ الحَيَاءِ وَقَارًا، وَإِنَّ مِنَ الحَيَاءِ سَكِينَةً" فَقَالَ لَهُ عِمْرَانُ: «أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتُحَدِّثُنِي عَنْ صَحِيفَتِكَ» رواه البخاري.

 

وقال ابن عباس رضي الله عنهما: أما تخافون أن تعذبوا أو يخسف بكم، أن تقولوا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال فلان.

 

قارنوا هذا بحال زنادقة العصر وهم يتعقبون على النبي صلى الله عليه وسلم، ويردون قوله، ودعا بعضهم إلى تصحيح دينه، عاملهم الله تعالى بما يستحقون هم ومن وراءهم.

 

هذا؛ وسبب تعظيم الصحابة لقول النبي صلى الله عليه وسلم، وكراهيتهم أن يقرن قول غيره من الناس بقوله هو أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يقول إلا حقا، وأما غيره فيقول حقا وباطلا، وصوابا وخطأ، قال الله تعالى ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النَّجم:3-4].

 

وسار أئمة السلف على هذا المنهج الذي رسمه الصحابة رضي الله عنهم في تعظيم السنة، وعدم التقدم على النبي صلى الله عليه وسلم لا في قول ولا فعل، فالتابعي الكبير سَعِيد بْن الْمُسَيِّبِ رحمه الله تعالى رَأَى رَجُلًا يُصَلِّي بَعْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ أَكْثَرَ مِنْ رَكْعَتَيْنِ يُكْثِرُ فِيهَا الرُّكُوعَ، وَالسُّجُودَ فَنَهَاهُ، فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، يُعَذِّبُنِي اللهُ عَلَى الصَّلَاةِ؟ قَالَ:"لَا وَلَكِنْ يُعَذِّبُكَ عَلَى خِلَافِ السُّنَّةِ "

 

وإشعار الهدي ثابت بالسنة، وحدث وكيع بن الجراح رحمه الله تعالى بما ورد فيه، فقَالَ رجُل: فَإِنَّهُ قَدْ رُوِيَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ أَنَّهُ قَالَ: الإِشْعَارُ مُثْلَةٌ، قَالَ أبو السائب: فَرَأَيْتُ وَكِيعًا غَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا، وَقَالَ: أَقُولُ لَكَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقُولُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ، مَا أَحَقَّكَ بِأَنْ تُحْبَسَ، ثُمَّ لَا تَخْرُجَ حَتَّى تَنْزِعَ عَنْ قَوْلِكَ هَذَا "رواه الترمذي.

 

وكتب عمر بن عبد العزيز إلى الناس: إنه لا رأي لأحد مع سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

وجاء رجل إلى الإمام مالك رحمه الله تعالى فسأله عن مسألة فأجابه مالك بحديث، فأراد الرجل أن يورد على الحديث إيرادا فقطع مالك قوله وقرأ ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور:63].

 

وحدث الإمام الشافعي رحمه الله تعالى بحديث فقال له رجل: تأخذ به يا أبا عبد الله؟ فقال: أفي الكنيسة أنا؟ أو ترى على وسطي زُنَّارا؟ نعم أقول به، وكلما بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم قلت به.

 

وكان المحققون من علماء المذاهب الفقهية يتركون قول إمامهم إذا خالف السنة، مع شدة محبتهم لإمامهم، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم أحب إليهم منه، وهم مأمورون باتباعه وطرح ما خالفه مهما كان وزن قائله، ففي الأجناس الربوية جعل مالك البر والشعير شيئا واحدا، وهذا مخالف لظاهر الحديث، فساق المفسر القرطبي قول مالك وهو إمامه ثم تعقبه فقال: قلت: وإذا ثبتت السنة فلا قول معها.

 

وذكر ابن القيم بعض القواعد التي تخالف الحديث ثم قال: فلعمر الله لهدم ألف قاعدة لم يؤصلها الله ورسوله أفرض علينا من رد حديث واحد.

 

فهؤلاء أئمة الإسلام من عهد الصحابة رضي الله عنهم فمن بعدهم، يطرحون أقوال الرجال الأعلام لأجل السنة، ويُعَظِّمون قول النبي صلى الله عليه وسلم وفعله، ويُعْظِمون التقدم عليه للنهي الوارد في ذلك، وهذا النهي قد ذيل بقول الله تعالى ﴿ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الحجرات:1] فالتقدم على سنة النبي صلى الله عليه وسلم ليس من التقوى في شيء، والله تعالى سميع لمن يفوه بذلك، عليم بمن يفعله، وهذا تهديد بليغ للزجر عن التقدم على سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فيا لسعادة من امتثل ذلك، ويا شقاء من عارضه.

 

﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب:36].

 

بارك الله لي ولكم في القرآن...


 

الخطبة الثانية

الحمد لله حمدا طيبا كثيرا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.

 

أما بعد:

فاتقوا الله تعالى وأطيعوه ﴿ وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ * وَأَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [آل عمران:131-132].

 

أيها المسلمون:

دلت النصوص الكثيرة من الكتاب والسنة، ثم أقوال الصحابة والتابعين، والأئمة المتبوعين، والعلماء المحققين على أن التقدم على الله تعالى، وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم خطر كبير يؤدي بصاحبه إلى الفتنة وترك الدين، وإبدال غيره به.

 

ودلت دلائل الواقع الكثيرة على أن كثيرا من الناس يقعون في هذه الكبيرة من الذنوب، بسبب الجهل أو الهوى. والإعلام المنحرف الذي تشرب النفاق حتى تخمر به يجرئ الناس على هذا الحمى العظيم للشريعة، ويحثهم على رد ما ثبت بالكتاب والسنة، ويعلمهم التقدم على الله ورسوله؛ حتى صارت الواجبات والمحرمات ألعوبة يتقاذفها المنافقون والسفهاء عبر الصحف والفضاء؛ فيحلون المحرمات، ويسقطون الواجبات، بمحض الأمزجة والأهواء.

 

ويرهبون من يرد الناس إلى الكتاب والسنة بمصطلحات محدثة كالتشدد والانغلاق والتطرف والإرهاب، ويسوغون أفعالهم الشنيعة بتغير الزمان، ولزوم تجديد الإسلام، وكأن خالق الزمان الأول ليس هو خالق الزمان الحاضر!!

 

يفعلون ذلك لتطويع الإسلام لليبرالية الغرب الزائفة الزائلة، وهي الفكرة التي تترنح ولمّا تبلغ ربع عمر الإسلام الذي كتب الله تعالى له البقاء إلى آخر الزمان.

 

لقد رأينا في هذا الزمن من يرفض شريعة الإسلام، ومن يناضل ضد تحكيمها، ومن يسود الصحف بالتحذير منها، ومن ينبزها بالظلامية والانغلاق. ورأينا عمائم منتسبة للعلم والدعوة تنقض عرى الشريعة عروة عروة؛ إرضاء للبشر من دون الله تعالى، وقرأنا لأسافل الناس وهم يتمندلون بالشريعة، ويردون السنة. وكل أولئك يُنسبون للإسلام، ويدعون الإيمان، وهم يرفضونه داعين إلى شرائع الطاغوت.

 

ورأينا بعض المنتسبين للفكر والثقافة يجعلون سيادة البشر فوق سيادة الله تعالى، ويتقدمون على الله ورسوله فيقدمون أقوال فقهاء القانون الوضعي على الكتاب والسنة وأقوال فقهاء الشرع، ويَطَّرِحون ما جاء به الوحي من أخبار الغيب، والمبتدأ والمنتهى، ويلهثون خلف أفكار الفلاسفة والملاحدة، وتحليلات المهووسين بأحفورات المغارات ورسوم الأمم الغابرة؛ فيا خيبة الأعمار التي تضيع في الوهم والظن حين تركت اليقين والوحي.. أولئك قوم شقوا في الدنيا في غير ما طائل، وشقاء الآخرة أشد وأبقى، نعوذ بالله تعالى من الخذلان، ومن التقدم على الله ورسوله، ونسأله سبحانه الثبات على الحق، وهداية الخلق، والموافاة على السنة..





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله
  • فوائد محبة الله ورسوله
  • كفر شاتم الله ورسوله ودينه
  • الإيمان بالله ورسوله أساس الهداية والفلاح
  • كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم
  • الله ورسوله .. نوران لقلبي (قصيدة)
  • معنى النهي عن التقدم بين يدي الله ورسوله
  • لا تقدموا أمر المخلوق على أمر الخالق
  • لا تقدموا بين يدي الله ورسوله
  • بغض ما يبغضه الله ورسوله من الإيمان

مختارات من الشبكة

  • شرح حديث: لا تقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين(مقالة - ملفات خاصة)
  • تقدموا فائتموا بي وليأتم بكم من بعدكم(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • لا تقدموا رمضان بصيام يوم أو يومين(مقالة - ملفات خاصة)
  • تفسير: (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تركيا: مليون و160 ألف تركي تقدموا للحج هذا العام(مقالة - المسلمون في العالم)
  • وجوب التسليم للرسول صلى الله عليه وسلم، والحذر من الاعتراض على سنته، وقول الله تعالى: لا تقدموا بين يدي الله ورسوله(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • حائرة بين من تقدم لي وبين شاب آخر(استشارة - الاستشارات)
  • تفسير آية: (لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فوائد من حديث: (كنت أنام بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- إعجابي
عبد الحليم أبو يوسف - اليمن 08-02-2013 11:08 AM

أنا من المعجبين بخطب الشيخ حفظه الله ومن المتابعين لها بشكل شبه دائم

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب