• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ دبيان محمد الدبيان / بحوث ودراسات
علامة باركود

تعريف الفطرة

تعريف الفطرة
الشيخ دبيان محمد الدبيان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 2/2/2012 ميلادي - 9/3/1433 هجري

الزيارات: 321889

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تعريف الفطرة

 

تعريف الفطرة من حيث اللغة:

جاء في اللسان: فَطَرَ الشيء يَفْطُرُه فَطْرًا فانْفَطَر.

 

وفَطَّره: شقه، وتَفَطَّر الشيء: تشقق، والفَطْر: الشق، وجمعه فُطُور. وفي التنزيل العزيز: ﴿ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ ﴾ [الملك: 3] [1].

 

وأصل الفَطْر: الشق، ومنه قوله - تعالى -: ﴿ إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ ﴾ [الانفطار: 1] [2]؛ أي: انشقت. وفي الحديث: "قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى تَفَطَّرت قدماه؛ أي: انشقتا. يقال: تَفَطَّرت وانْفَطَرت بمعنى. وفي التنزيل العزيز:﴿ السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ ﴾ [المزمل: 18][3]، كما قالوا: سيف فطار: فيه صدوع وشقوق. قال عنترة:

وَسَيْفِي كالعَقِيقَةِ وَهْوَ كِمْعِي ♦♦♦ سِلاَحِي لاَ أَفَلَّ ولا فُطَارَا[4]

وجاء في كتاب العين: الفُطْر: ضرب من الكَمْأة.

 

والفُطْرُ: شيء قليل من اللبن يحلب ساعتئذٍ تقول: ما احتلبناها إلا فُطْرًا. قال المرار:

عَاقِرٌ لَمْ يُحْتَلَبْ مِنْهَا فُطُرْ

 

وفَطَرْت الناقة: أفْطِرُها فَطْرًا؛ أي: حلبتها بأطراف الأصابع.

وفطر ناب البعير: طلع.

وفَطَر الله الخلق؛ أي: خلقهم وابتدأ صنعة الأشياء، وهو فاطر السموات والأرض.

 

والفطرة: التي طبعت عليها الخليقة من الدين، فطرهم الله على معرفته بربوبيته، ومنه حديث: ((كل مولود يولد على الفطرة، حتى يكون أبواه يهوِّدانه وينصِّرانه ويمجِّسانه))[5].

 

اختلف العلماء في تعريف الفطرة:

فقال بعضهم: الفطرة: الخلقة، والفاطر: الخالق.

 

فكأن معنى: ((كل مولود يولد على الفطرة))؛ أي: على خلقة يعرف بها ربه، إذا بلغ مبلغ المعرفة سالمًا في الأغلب خلقة وطبعًا، مهيأ لقَبول الدين، كما خلق أعينهم وأسماعهم قابلة للمرئيات والمسموعات، فما دامت على ذلك القبول، وعلى تلك الأهلية، أدركت الحق ودين الإسلام.

 

وقيل: معنى الفطرة هي الابتداء، وفطر الله الخلق؛ أي: بدأهم، ويقال: أنا فطرت الشيء؛ أي: أول من ابتدأه.

 

فيكون المراد: البداءة التي ابتدأهم عليها؛ أي: على ما فطر الله عليه خلقه من أنه ابتدأهم للحياة والموت، والشقاء والسعادة، وإلى ما يصيرون عليه عند البلوغ من ميولهم عن آبائهم واعتقادهم. وذلك ما فطرهم الله عليه مما لا بد من مصيرهم إليه، فقد يفطر على الكفر، وقد يفطر على الإيمان[6].

وقيل: الفطرة هي السنة [7].

 

وقيل: الفطرة هي الإسلام. قال ابن عبدالبر: وهو المعروف عند عامة السلف من أهل العلم بالتأويل [8]. ونسبه ابن عبدالبر والقرطبي إلى أبي هريرة، وابن شهاب وغيرهما[9].

 

وقيل: الفطرة المقصود بها ما أخذ الله من ذرية آدم من الميثاق قبل أن يخرجوا إلى الدنيا يوم استخرج ذرية آدم من ظهره، فخاطبهم: ﴿ ألست بربكم قالوا بلى ﴾[10]، فأقروا له جميعًا بالربوبية عن معرفةٍ منهم، ثم أخرجهم من أصلاب آبائهم مخلوقين مطبوعين على تلك المعرفة، وذلك الإقرار. قالوا: وليست تلك المعرفة بإيمان، ولا ذلك الإقرار بإيمان، ولكنه إقرار من الطبيعة للرب، فطرة ألزمها قلوبهم، ثم أرسل إليهم الرسل، فدَعَوهم إلى الاعتراف له بالربوبية، فمنهم من أنكر بعد المعرفة؛ لأنه لم يكن الله - عزَّ وجلَّ - ليدعو خلقه إلى الإيمان به، وهو لم يعرفهم نفسه[11].

 

فتلخص من هذا أن الخلاف في الفطرة على النحو التالي:

قيل: الفطرة: الخلقة، والسلامة، والتهيؤ للقبول.

وقيل: الفطرة: البداءة.

وقيل: الفطرة الإسلام.

وقيل: الفطرة: السنة.

وقيل: الفطرة: الميثاق والعهد المأخوذ على ذرية آدم.

وإليك أدلة كل قول، وما يمكن أن يناقش به.

دليل من قال: الفطرة: الخلقة:

 

استدلوا بقوله - تعالى -: ﴿ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الأنعام: 14][12].

وقوله - تعالى -: ﴿ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي ﴾[يس: 22][13]؛ أي: خلقني.

 

وأصحاب هذا القول أنكروا أن يفطر المولود على كفر وإيمان، أو معرفة أو إنكار، قالوا: وإنما يولد المولود على السلامة في الأغلب خلقة وطبعًا، وبنية ليس معها إيمان ولا كفر، ولا إنكار ولا معرفة، ثم يعتقدون الكفر أو الإيمان بعد البلوغ إذا ميزوا، واحتجوا بقوله في الحديث: ((كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء - يعني: سالمة - هل تحسون فيها من جدعاء؟ - يعني: مقطوعة الأذن -))، فمثلوا قلوب بني آدم بالبهائم؛ لأنها تولد كاملة الخلق، ليس فيها نقصان، ثم تقطع آذانها بعدُ وأنوفها، فيقال: هذه بحائر، وهذه سوائب. فكذلك قلوب الأطفال في حين ولادتهم ليس لهم كفر حينئذٍ ولا إيمان، ولا معرفة ولا إنكار، كالبهائم السالمة، فلما بلغوا استهوتْهم الشياطين، فكفر أكثرهم، وعصم الله أقلهم، ولو كان الأطفال قد فطروا على شيء على الكفر أو الإيمان في أولية أمرهم، ما انتقلوا عنه أبدًا، ومحال أن يعقل الطفل حال ولادته كفرًا أو إيمانًا، والله - سبحانه وتعالى - يقول: ﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا ﴾ [النحل: 78][14]، فمن لا يعلم شيئًا، استحال منه كفر وإيمان، أو معرفة أو إنكار.

 

قال ابن عبدالبر: هذا القول أصح ما قيل في معنى الفطرة التي يولد الناس عليها، والله أعلم؛ وذلك أن الفطرة السلامة والاستقامة؛ بدليل حديث عياض بن حمار عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حاكيًا عن ربه - عزَّ وجلَّ -: ((إني خلقت عبادي حنفاء))؛ يعني: على استقامة وسلامة، والحنيف في كلام العرب: المستقيم السالم. وإنما قيل للأعرج: أحنف؛ على جهة الفأل، كما قيل للقفر: مفازة.

 

دليل من قال: الفطرة: البداءة، والفاطر البادئ:

الدليل الأول:

(438-2) استدلوا بما روى الطبري في تفسيره، قال: حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا يحيى بن سعيد القطان، عن سفيان، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، قال: سمعت ابن عباس يقول: كنت لا أدري ما فاطر السموات والأرض حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما لصاحبه: أنا فطرتها؛ يقول: أنا ابتدأتها[15].

 

[ابن وكيع ضعيف، لكنه قد توبع، وباقي الإسناد رجاله ثقات إلا إبراهيم بن مهاجر، فإنه صدوق، في حفظه شيء][16].

 

الدليل الثاني:

(439-3) واحتجوا بما رواه مسلم في صحيحه، قال: حدثنا عبدالله بن مسلمة بن قعنب، حدثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن رقبة بن مَسْقَلَةَ، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الغلام الذي قتله الخضر طُبع كافرًا، ولو عاش لأرهق أبويه طغيانًا وكفرًا))[17].

 

وفي صحيح البخاري: عن ابن عباس أنه كان يقرأ: أما الغلام فكان كافرًا وكان أبواه مؤمنين[18].

 

فهنا أطلق على الغلام أنه كافر، وهذا باعتبار أنه فطر أول ما فطر على الكفر، فكان ابتداء خلقه أن يكون كافرًا، فهو صائر إليه لا محالة.

 

الدليل الثالث:

(440-4) ما رواه مسلم، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، عن طلحة بن يحيى، عن عمته عائشة بنت طلحة، عن عائشة أم المؤمنين قالت: دعي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى جنازة صبي من الأنصار، فقلت: يا رسول الله، طوبى لهذا، عصفور من عصافير الجنة؛ لم يعمل السوء ولم يدركه. قال: ((أو غير ذلك يا عائشة؛ إن الله خلق للجنة أهلاً خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم، وخلق للنار أهلاً خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم))[19].

 

وردَّه ابن عبدالبر، فقال: إن أراد هؤلاء أن الله خلق الأطفال، وأخرجهم من بطون أمهاتهم؛ ليعرف منهم العارف ويعترف، فيؤمن، وينكر منهم المنكر، فيكفر، كما سبق له القضاء، وذلك حين يصح منهم الإيمان والكفر، فذلك ما قلنا. وإن أرادوا أن الطفل يولد عارفًا مقرًّا مؤمنًا، وعارفًا جاحدًا كافرًا في حين ولادته، فهذا يكذبه العيان والعقل.

 

وقال ابن عبدالبر: "وهذا المذهب - يعني: هذا القول - شبيه بما حكاه أبو عبيد عن عبدالله بن المبارك، أنه سئل عن قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((كل مولود يولد على الفطرة))، فقال: "يفسره الحديث الآخر حين سئل عن أطفال المشركين، فقال: ((الله أعلم بما كانوا يعملون))"[20].

 

(441-5) قال ابن عبدالبر: حدثنا عبدالوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا محمد بن الجهم، قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا موسى بن عبيدة، قال:

 

سمعت محمد بن كعب القرظي في قوله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ * فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ ﴾[الأعراف: 29، 30][21].

 

قال: من ابتدأ الله خلقه للضلالة، صيره إلى الضلالة، وإن عمل بأعمال الهدى، ومن ابتدأ الله خلقه على الهدى، صيره الله إلى الهدى، وإن عمل بأعمال الضلالة، ابتدأ خلق إبليس على الضلالة، وعمل بعمل السعادة مع الملائكة، ثم رده الله إلى ما ابتدأ عليه خلقه من الضلالة، وكان من الكافرين، وابتدأ خلق السحرة على الهدى، وعملوا بعمل الضلالة، ثم هداهم الله إلى الهدى والسعادة، وتوفاهم عليها مسلمين[22].

 

وردَّه ابن عبدالبر، فقال: ليس في قوله: ﴿ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ﴾ [الأعراف: 29] [23] دليل على أن الطفل يولد حين يولد مؤمنًا أو كافرًا؛ لما شهدت به العقول أنه في ذلك الوقت ليس ممن يعقل إيمانًا ولا كفرًا.

 

ومن الحجة أيضًا قوله - تعالى -: ﴿ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾[الطور: 16][24].

وقوله - تعالى -: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ﴾ [المدثر: 38] [25].

ومن لم يبلغ وقت العمل، لم يرتهن بشيء.

وقال - تعالى -: ﴿ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ﴾ [الإسراء: 15] [26].

 

ولما أجمعوا على دفع القود والقصاص والحدود والآثام عنهم في دار الدنيا، كانت الآخرة أولى بذلك.

 

وقال القرطبي: قال شيخنا أبو العباس: من قال: هي سابقة السعادة والشقاوة، فهو إنما يليق بالفطرة المذكورة في القرآن؛ لأن الله - تعالى - قال: ﴿ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ﴾ [الروم: 30] [27]، وأما في الحديث فلا؛ لأنه قد أخبر في بقية الحديث بأنها تبدل وتغير[28].

 

دليل من قال: الفطرة: السنة:

الدليل الأول:

(442-6) ما رواه البيهقي، قال: أخبرنا أبو عبدالله الحافظ، نا أبو عبدالله محمد بن يعقوب إملاء، ثنا حامد بن أبي حامد المقري، ثنا إسحاق بن سليمان، ثنا حنظلة بن أبي سفيان، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من السنة قص الشارب، ونتف الإبط، وتقليم الأظفار)).

 

قال البيهقي: رواه البخاري في الصحيح، عن أحمد بن أبي رجاء، عن إسحاق بن سليمان اهـ [29].

أراد البيهقي أصل الحديث، وإلا فلفظ البخاري: ((من الفطرة))[30]، وهو المحفوظ[31].

 

الدليل الثاني:

(443-7) ما رواه أبو عوانة في مسنده، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن أبي رجاء المصيصي، قال: ثنا وكيع بن الجراح، قال: ثنا زكريا بن أبي زائدة، عن مصعب بن شيبة، عن طلق بن حبيب، عن ابن الزبير، عن عائشة، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((عشر من السنة: قص الشارب، وإعفاء اللحى، والسواك، والاستنثار بالماء، وقص الأظفار، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء - يعني الاستنجاء بالماء)).

 

قال زكريا: ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة[32].

[المحفوظ أنه من قول طلق، ورفعه شاذ، كما أن المحفوظ أن الأثر بلفظ: "عشر من الفطرة"، وليس "عشر من السنة"][33].

 

قال أبو عمر بن الصلاح: "هذا فيه إشكال؛ لبعد معنى السنة عن معنى الفطرة في اللغة[34]، قال: فلعل وجهه أن أصله سنة الفطرة، أو أدب الفطرة، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه" اهـ.

 

وإذا قلنا: إن المراد بالفطرة: السنة، فإن السنة معناها الطريقة؛ أي: إن معنى ذلك: من سنن الأنبياء والمرسلين وطريقتهم.

 

دليل من قال: الفطرة هي الإسلام:

الدليل الأول:

قوله - تعالى -: ﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الروم: 30][35].

 

قال ابن عبدالبر: قد أجمعوا في قول الله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ﴾ [الروم: 30][36]، على أن قالوا: فطرة الله دين الله الإسلام.

 

ثم قال: وذكروا عن عكرمة ومجاهد والحسن وإبراهيم والضحاك وقتادة في قوله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ﴾ [الروم: 30]قالوا: دين الله الإسلام، ﴿ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ﴾ [الروم: 30] قالوا: لدين الله[37].

 

الدليل الثاني:

(444-8) ما رواه البخاري، قال: حدثنا عبدان، أخبرنا عبدالله، أخبرنا يونس، عن الزهري، أخبرني أبو سلمة بن عبدالرحمن، أن أبا هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء؟))، ثم يقول أبو هريرة - رضي الله عنه -: فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم[38].

 

ولما كان الإسلام هو دينَ الفطرة، لم يحتج أن يقول: فأبواه يسلمانه.

 

وتعقبه ابن عبدالبر، فقال: يستحيل أن تكون الفطرة المذكورة في قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((كل مولود يولد على الفطرة)) الإسلامَ؛ لأن الإسلام والإيمان قول باللسان، واعتقاد بالقلب، وعمل بالجوارح. وهذا معدوم من الطفل، لا يجهل بذلك ذو عقل[39].

 

الدليل الثالث:

(445-9) ما رواه البخاري، قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة، عن سليمان قال: سمعت زيد بن وهب قال:

 

رأى حذيفة رجلاً لا يتم الركوع والسجود، قال: ما صليت، ولو متَّ مت على غير الفطرة التي فطر الله محمدًا - صلى الله عليه وسلم - عليها[40].

 

مت على غير الفطرة؛ أي: على غير الدين والملة والإسلام.

 

قال ابن حجر: قال الخطابي: الفطرة الملة أو الدين. قال: ويحتمل أن يكون المراد بها هنا السنة، كما جاء ((خمس من الفطرة...)) الحديث. ويكون حذيفة قد أراد توبيخ الرجل ليرتدع في المستقبل، ويرجحه وروده من وجه آخر بلفظ: "سنة محمد"[41].

 

الدليل الرابع:

(446-10) ما رواه مسلم، قال: حدثني أبو غسان المسمعي ومحمد بن المثنى ومحمد بن بشار بن عثمان - واللفظ لأبي غسان وابن المثنى - قالا: حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن مطرف بن عبدالله بن الشخير، عن عياض بن حمار المجاشعي، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ذات يوم في خطبته: ((ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا، كل مال نحلته عبدًا حلال، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمتْ عليهم ما أحللتُ لهم، وأمرتْهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانًا...)) الحديث، قطعة من حديث طويل[42].

 

فقوله: "حنفاء"؛ أي: مسلمين.

 

قال ابن عبدالبر: ومما يدل على أن الحنفية الإسلام قول الله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [آل عمران: 67] [43].

 

وقوله - سبحانه -: ﴿ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الحج: 78][44] [45].

 

وإنما سمي إبراهيم حنيفًا؛ لأنه كان حنَفَ عما كان يعبد أبوه وقومه من الآلهة، إلى عبادة الله وحده؛ أي: عدل عن ذلك ومال. وأصل الحنف ميل من إبهامي القدمين، كل واحدة منهما على صاحبتها.

 

قال الأوزاعي: سألت الزهري عن رجل عليه رقبة، أيجزئ عنه الصبي أن يعتقه، وهو رضيع؟

قال: نعم؛ لأنه ولد على الفطرة؛ يعني: الإسلام.

ورده ابن عبدالبر، وقال: إنما أجزأ عتقه في الرقاب الواجبة عند من أجازه؛ لأن حكمه حكم أبويه[46].

 

الدليل الخامس:

(447-11) ما رواه أحمد، قال: حدثنا يونس، حدثنا أبان، عن قتادة، عن الحسن، عن الأسود بن سريع، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث سرية يوم حنين، فقاتلوا المشركين فأفضى بهم القتل إلى الذرية، فلما جاؤوا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما حملكم على قتل الذرية؟))، قالوا: يا رسول الله، إنما كانوا أولاد المشركين. قال: ((أوَهل خيارُكم إلا أولادُ المشركين، والذي نفس محمد بيده ما من نسمة تولد إلا على الفطرة حتى يعرب عنها لسانها))[47].

[رجاله ثقات، وإسناده منقطع، لم يسمع الحسن من الأسود، وقتادة مدلس] [48].

 

دليل من قال: الفطرة: الميثاق والعهد:

(448-12) دليلهم ما رواه أحمد، قال: ثنا حسين بن محمد، ثنا جرير - يعنى: ابن حازم - عن كلثوم بن جبر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أخذ الله الميثاق من ظهر آدم بنعمان - يعني: عرفة - فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها، فنثرهم بين يديه كالذر، ثم كلمهم قبلاً قال: ﴿ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ﴾ [الأعراف: 172، 173][49][50].

[قال النسائي: الحديث غير محفوظ[51]، ورجح ابن كثير وقفه][52].

 

قال ابن عبدالبر: قد قال هؤلاء: ليست تلك المعرفة بإيمان، ولا ذلك الإقرار بإيمان، ولكنه إقرار من الطبيعة للرب، فطرة ألزمها قلوبهم، فكفونا بهذه المقالة أنفسهم.

 

الراجح من هذه الأقوال:

أن الفطرة في قوله: ((كل مولود يولد على الفطرة))؛ أي: على خلقة يعرف بها ربه، إذا بلغ مبلغ المعرفة سالمًا في الأغلب خلقة وطبعًا، مهيأ لقبول الدين. وهذا الذي رجحه ابن عبدالبر.

 

قال القرطبي: "وإلى ما اختاره أبو عمر واحتج له، ذهب غير واحد من المحققين، منهم ابن عطية في تفسيره في معنى الفطرة، وشيخنا أبو العباس.

 

قال ابن عطية: والذي يعتمد عليه في تفسير هذه اللفظة أنه الخلقة والهيئة التي في نفس الطفل معدة ومهيأة لأن يميز بها مصنوعات الله تعالى، ويستدل بها على ربه، ويعرف شرائعه، ويؤمن به، فكأنه - تعالى - قال: أقم وجهك للدين الذي هو الحنيف، وهو فطرة الله الذي على الإعداد له فطر البشر، لكن تعرضهم العوارض، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه))، فذكر الأبوين إنما هو مثال للعوارض، التي هي كثيرة، وقال شيخنا في عبارته: "إن الله - تعالى - خلق قلوب بني آدم مؤهلة لقبول الحق، كما خلق أعينهم وأسماعهم قابلة للمرئيات والمسموعات، فما دامت باقية على ذلك القبول، وعلى تلك الأهلية، أدركت الحق ودين الإسلام، وهو الدين الحق، وقد دل على صحة هذا المعنى قوله: ((كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء؟)) يعني: أن البهيمة تلد ولدها كامل الخلقة، سليمًا من الآفات، فلو ترك على أصل تلك الخلقة لبقي كاملاً بريئًا من العيوب، لكن يتصرف فيه فيجدع أذنه، ويوسم وجهه، فتطرأ عليه الآفات والنقائض، فيخرج عن الأصل، وكذلك الإنسان، وهو تشبيه واقع، ووجهه واضح[53].



[1] الملك: 3.

[2] الانفطار: 1.

[3] المزمل: 18.

[4] اللسان (5/ 55).

[5] العين (7/ 417،418)، وقال في المغرب (ص: 363): "(الفَطْر): إيجاد الشيء ابتداء وابتداعًا. ويقال: فطر الله الخلق فطرًا: إذا ابتدعهم. و(الفطرة): الخلقة، وهي من الفطر، كالْخِلْقَة من الخلق في أنها اسم للحالة، ثم إنها جعلت اسمًا للخلقة القابلة لدين الحق على الخصوص. وعليه الحديث المشهور: ((كل مولود يولد على الفطرة))، ثم جعلها اسمًا لملة الإسلام نفسها؛ لأنها حالة من أحوال صاحبها، وعليه قوله: قص الأظفار من الفطرة".

وقال في المصباح المنير (ص: 477): (ف ط ر) فطر الله الخلق فطرًا؛ أي: خلقهم. والاسم: الفِطْرَة بالكسر. قال - تعالى -: ﴿ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ﴾ [الروم: 30]... إلخ ما ذكره.

[6] المنتقى شرح الموطأ (2/ 33)، فتاوى السبكي (2/ 361)، طرح التثريب (7/ 226).

[7] المجموع (1/ 338)، نيل الأوطار (2/ 310).

[8] التمهيد (18/ 72).

[9] التمهيد (18/ 76)، والجامع لأحكام القرآن (14/ 25).

[10] الأعراف، آية: 172.

[11] طرح التثريب (7/ 227، 228).

[12] الأنعام، آية 14.

[13] يس، آية: 22.

[14] النحل، آية: 78.

[15] تفسير الطبري (7/ 158).

[16] تابع محمدُ بن بشار ابنَ وكيع، كما في التمهيد (18/ 78)، فقد رواه من طريقه، قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان به.

وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان (2/ 258) من طريق أبي عبيدة، حدثني يحيى بن سعيد القطان به.

وإليك أهم ما قيل في إبراهيم بن مهاجر:

قال أحمد: ليس به بأس. وكذا قال الثوري. الجرح والتعديل (2/ 132).

وقال النسائي: ليس بالقوي. الضعفاء والمتروكين (7).

وقال في موضع آخر: لا بأس به. تهذيب الكمال (2/ 211).

وقال ابن عدي: أحاديثه صالحة، ويحمل بعضها بعضًا، وهو عندي أصلح من إبراهيم الهجري، وحديثه يكتب في الضعفاء. الكامل (1/ 213).

وقال عبدالرحمن بن أبي حاتم سمعت أبي يقول: إبراهيم بن مهاجر ليس بقوي، هو وحصين بن عبدالرحمن، وعطاء بن السائب قريب بعضهم من بعض، فمحلهم عندنا محل الصدق، يكتب حديثهم، ولا يحتج بحديثهم. قلت لأبي: ما معنى لا يحتج بحديثهم؟

قال: كانوا أقوامًا لا يحفظون، فيحدثون بما لا يحفظون، فيغلطون، ترى في حديثهم اضطرابًا ما شئت. الجرح والتعديل (2/ 132).

وسأل الحاكم الدارقطني قلت: فإبراهيم بن مهاجر؟ قال: ضعفوه، تكلم فيه يحيى بن سعيد وغيره. قلت: بحجة؟ قال: بلى، حدث بأحاديث لا يتابع عليها، وقد غمزه شعبة أيضًا. تهذيب التهذيب (1/ 146).

وقال يحيى القطان: لم يكن بالقوي. الجرح والتعديل (2/ 132).

وقال يحيى بن معين: ضعيف الحديث، كما في رواية عباس الدوري عنه. المرجع السابق.

وفي التقريب: صدوق، لين الحفظ.

[17] صحيح مسلم (2661).

[18] صحيح البخاري (3401).

[19] صحيح مسلم (31 - 2662)

[20] التمهيد (18/ 79)، ونقله العراقي في طرح التثريب (7/ 226، 227).

[21] الأعراف، آية: 29، 30.

[22] التمهيد (18/ 78).

[23] الأعراف: 29.

[24] الطور، آية: 16.

[25] المدثر، آية: 38.

[26] الإسراء، آية: 15.

[27] الروم: 30.

[28] تفسير القرطبي (14/ 27).

[29] سنن البيهقي (1/ 149).

[30] قال البخاري (5890): حدثنا أحمد بن أبي رجاء، حدثنا إسحاق بن سليمان، قال: سمعت حنظلة، عن نافع، عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من الفطرة: حلق العانة، وتقليم الأظفار، وقص الشارب)). اهـ، هذا لفظ البخاري.

وتبع النوويُّ البيهقيَّ، فقال في المجموع (1/ 338): "في صحيح البخاري عن
ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من السنة: قص الشارب، ونتف الإبط، وتقليم الأظفار))" اهـ.

هكذا نسب النووي هذا اللفظ إلى البخاري كما نسبه البيهقي، ولم أجده فيه بهذا اللفظ. قال الحافظ في الفتح (10/ 339): "وقد تبعه شيخنا ابن الملقن على هذا - أي: على نسبة هذا اللفظ للبخاري - قال الحافظ: ولم أرَ الذي قاله في شيء من نسخ البخاري، بل الذي فيه من حديث ابن عمر بلفظ "الفطرة"، وكذا من حديث أبي هريرة، نعم وقع التعبير بالسنة موضع الفطرة في حديث عائشة عند أبي عوانة في رواية أخرى، وفي رواية أخرى بلفظ الفطرة كما في رواية مسلم والنسائي وغيرهما " اهـ، ولم يقف الحافظ على لفظ البيهقي.

[31] انفرد بهذه اللفظة حامد بن أبي حامد المقري، فرواه عن إسحاق بن سليمان، عن حنظلة بن أبي سفيان، عن نافع، عن ابن عمر.

وقد رواه أحمد في مسنده (2/ 118)، والبخاري في صحيحه (5888) ثنا أحمد بن أبي رجاء، كلاهما روياه عن إسحاق بن سليمان به، بلفظ: "من الفطرة"، وروايتهما أرجح بدون شك.

أولاً: لأن أحمد بن حنبل لا يعدله من خالفه، ولا يقاربه في الحفظ.

وثانيًا: ولكون لفظ: "من الفطرة" هو لفظ البخاري، أعلى الكتب صحة، متنًا وإسنادًا بلا منازع.

وثالثًا: وجود المتابعات لأحمد والبخاري، ولم يتابع البيهقي على لفظه، فقد رواه جماعة عن حنظلة بن أبي سفيان، موافقين لرواية أحمد والبخاري، وإليكهم:

الأول: عبدالله بن وهب، كما في سنن النسائي الصغرى (1/ 15) رقم 12، والكبرى أيضًا (1/ 66) رقم 12.

الثاني: مكي بن إبراهيم. كما في صحيح البخاري (5888)، ومسند عبدالله بن عمر - للطرسوسي (ص: 44) رقم 80. سنن البيهقي (3/ 243)، وشعب الإيمان - للبيهقي (5/ 221) رقم 6441.

الثالث: الوليد بن مسلم، كما في صحيح ابن حبان (5478).

[32] مسند أبي عوانة (1/ 190،191).

[33] سيأتي تخريجه في كتاب السواك، كما أن لفظة: "عشر من السنة" انفرد بها أحمد بن محمد بن أبي رجاء المصيصي عن وكيع.

وتابعه أبو بشر، عن طلق بن حبيب، قال: "عشرة من السنة: السواك، وقص الشارب..." وذكر الحديث. كما عند النسائي في الصغرى (5042)، والكبرى (9288).

وقد رواه جماعة عن وكيع، ولم يذكروا ما ذكره ابن أبي رجاء، وإليك بعض من وقفت عليه منهم:

الأول: إسحاق بن راهويه كما في مسنده (2/ 97)، ومسند أبي يعلى (4517). والنسائي في المجتبى (5040)، والكبرى (9286).

الثاني: أبو بكر بن أبي شيبة كما في المصنف (5/ 227) رقم 25505، وصحيح مسلم (56-261)، وابن ماجه (293)، والبيهقي في السنن الكبرى (1/ 36).

الثالث: قتيبة، كما في مسلم (56 - 261) والترمذي (2757).

الرابع: زهير بن حرب، كما في مسلم (56 - 261).

الخامس: يحيى بن معين، كما في سنن أبي داود (53)، والبيهقي في السنن الكبرى (1/ 52).

السادس: هناد، كما في سنن الترمذي (2757).

السابع: يوسف بن موسى كما في صحيح ابن خزيمة (88).

الثامن: محمد بن إسماعيل الحساني، كما في سنن الدارقطني (1/ 94).

[34] المعنى اللغوي للفطرة: قال في المغرب (ص: 363): "(الْفَطْر) إيجاد الشيء ابتداء وابتداعًا. ويقال: فطر الله الخلق فطرًا: إذا ابتدعهم. و(الفطرة): الخلقة، وهي من الفطر، كالْخِلْقَة من الخلق في أنها اسم للحالة، ثم إنها جعلت اسمًا للخلقة القابلة لدين الحق على الخصوص. وعليه الحديث المشهور: ((كل مولود يولد على الفطرة))، ثم جعلها اسمًا لملة الإسلام نفسها؛ لأنها حالة من أحوال صاحبها، وعليه قوله: قص الأظفار من الفطرة".

وقال في المصباح المنير (ص: 477): (ف ط ر) فطر الله الخلق فطرًا؛ أي: خلقهم. والاسم: الفِطْرَة بالكسر، قال - تعالى -: ﴿ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ﴾ [الروم: 30]... إلخ ما ذكره.

[35] الروم، آية: 30.

[36] الروم، آية: 30.

[37] التمهيد (18/ 75).

[38] صحيح البخاري (1359)، ورواه مسلم بنحوه (2658).

[39] التمهيد (18/ 77).

[40] صحيح البخاري (791).

[41] فتح الباري (2/ 275). وقد أخرجه البخاري بلفظ: "السنة" كما قال الحافظ، في صحيحه (389)، قال: أخبرنا الصلت بن محمد، أخبرنا مهدي، عن واصل، عن أبي وائل، عن حذيفة: رأى رجلاً لا يتم ركوعه ولا سجوده، فلما قضى صلاته قال له حذيفة: ما صليت. قال: وأحسبه قال: لو متَّ مت على غير سنة محمد - صلى الله عليه وسلم.

[42] صحيح مسلم (2865).

[43] آل عمران، آية: 67.

[44] الحج: 78.

[45] التمهيد (18/ 75).

[46] التمهيد (18/ 77).

[47] مسند أحمد (3/ 435).

[48] جاء في كتاب العلل - ابن المديني - (ص: 55) رقم 63: "وسئل - يعني: علي بن المديني - عن حديث الأسود - وهو ابن سريع -: "بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية فأكثروا القتل"؛ أخرجه الإمام أحمد، فقال: إسناد منقطع؛ رواية الحسن عن الأسود بن سريع، والحسن عندنا لم يسمع من الأسود؛ لأن الأسود خرج من البصرة أيام علي، وكان الحسن بالمدينة. فقلت له: المبارك - يعني ابن فضالة - يقول في حديث الحسن، عن الأسود: أخبرني الأسود. فلم يعتمد على المبارك في ذلك... إلخ، وقد نقله ابن أبي حاتم في المراسيل (ص: 39).

قلت: وافق المبارك بن فضالة يونس بن عبيد، عن الحسن، قال: حدثنا الأسود. أخرجه النسائي في الكبرى (8616)، والحاكم (2/ 123) من طريق هشيم، عن يونس به.

وأخرج الطحاوي في مشكل الآثار (1394) والبخاري في التاريخ الكبير (1/ 445) من طريق يحيى السري بن يحيى، عن الحسن، قال: حدث الأسود بن سريع - هذا لفظ الطحاوي، ولفظ البخاري، قال: حدثنا الأسود بن سريع.

وكذلك روى الطحاوي في مشكل الآثار (1396) من طريق الأشعث بن عبدالملك، عن الحسن، أن الأسود بن سريع حدثهم... وذكر نفس الحديث.

فهنا ظاهره أن الحسن قد حدثه الأسود، وقد ذهب إلى ذلك الطحاوي في مشكل الآثار (4/ 15).

وجزم البزار أن الحسن لم يسمع من الأسود، فقال كما في نصب الراية (1/ 90): "وكذلك قال - أي: الحسن - حدثنا الأسود بن سريع، والأسود قدم يوم الجمل فلم يره، ولكن معناه حدث أهل البصرة"؛ اهـ. وممن نص على أن الحسن لم يسمع من الأسود علي بن المديني، كما في ثقات ابن حبان (3/ 8)، والمعرفة والتاريخ (2/ 54)، وابن منده كما في تهذيب الكمال (3/ 222)، ورجحه الحافظ في التهذيب (1/ 295).

تخريج الحديث:

الحديث أخرجه الطبراني في الكبير (833)، والحاكم في المستدرك (1/ 123)، والبيهقي في السنن (9/ 130) من طريق يونس بن محمد المؤدب، عن أبان به.

وأخرجه أحمد (3/ 435) ثنا إسماعيل، قال: أنا يونس، عن الحسن، عن الأسود به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1160)، والنسائي في الكبرى (8616) والدارمي (2463)، والطبراني في الكبير (829،832)، والحاكم (2/ 123)، من طرق، عن يونس بن عبيد به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1162)، والطحاوي في مشكل الآثار (1397) من طريق شيبان، عن قتادة به.

وأخرجه أحمد (4/ 24) حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا السري بن يحيى، حدثنا الحسن به.

ومن طريق السري أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 445)، والصغير (1/ 89)، والطحاوي في مشكل الآثار (1394،1395)، وابن حبان (132).

وأخرجه عبدالرزاق في المصنف (20090) عن معمر، عمن سمع الحسن، يحدث عن الأسود بن سريع.

وأخرجه ابن أبي شيبة (6/ 484) رقم 33131 حدثنا عبدالرحيم بن سليمان، عن إسماعيل، عن الحسن به.

وأخرجه أبو يعلى في مسنده (924) والطبراني في الكبير (828) من طريق شيبان بن فروخ، حدثنا أبو حمزة العطار إسحاق بن الربيع، حدثنا الحسن ببعضه.

وأخرجه الطحاوي (1396) والطبراني (830) من طريق الأشعث بن عبدالملك، عن الحسن به.

وأخرجه الطبراني في الكبير (826) من طريق المبارك بن فضالة.

وأخرجه الطبراني (831) من طريق عمارة بن أبي حفصة، عن الحسن به.

وأخرجه الطبراني (834) من طريق المعلى بن زياد، عن الحسن به.

[49] الأعراف (172، 173).

[50] مسند أحمد (1/ 272).

[51] السنن الكبرى (11191).

[52] تفسير ابن كثير (2/ 263).

والحديث فيه كلثوم بن جبر:

قال أحمد بن حنبل: كلثوم بن جبر ثقة. الجرح والتعديل (7/ 164).

وقال يحيى بن معين أيضًا: ثقة. المرجع السابق.

وقال النسائي: ليس بالقوي. تهذيب التهذيب (8/ 396).

وقال ابن سعد: كان معروفًا، وله أحاديث. الطبقات الكبرى (7/ 244).

ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يروي المراسيل. الثقات (7/ 356).

وقال العجلي: ثقة. معرفة الثقات (2/ 228).

قلت: وقد روى له مسلم.

وفي التقريب: صدوق يخطئ. وباقي رجال الإسناد ثقات.

تخريج الحديث:

أخرجه ابن أبي عاصم في كتاب السنة (1/ 89) رقم 202 ثنا سليمان بن عبدالجبار، ثنا حسين بن محمد المروزي، به مرفوعًا.

وأخرجه النسائي في التفسير (211)، وفي الكبرى (11191)، أنا محمد بن عبدالرحيم، أنا الحسين بن محمد به. قال النسائي: وكلثوم هذا ليس بالقوي، وحديثه ليس بالمحفوظ. اهـ

وأخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (9/ 110) حدثني أحمد بن محمد الطوسي، قال: ثنا الحسين بن محمد به. وأخرجه أيضًا في تاريخه (1/ 134) بالإسناد نفسه.

وأخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 544) من طريق جعفر بن محمد الصائغ، حدثنا الحسين بن محمد به، وصححه، وأقره الذهبي.

ورواه الحاكم في المستدرك أيضًا (2/ 27،28) من طريق وهب بن جرير بن حازم، عن أبيه، به،

وقد أعله الحافظ ابن كثير في الوقف.

فقد رواه عن كلثوم موقوفًا كلٌّ من ربيعة بن كلثوم، وحماد بن زيد، وعبدالوارث، وابن علية، كلهم رووه عن كلثوم، عن سعيد، عن ابن عباس.

فقد رواه الطبراني (9/ 111) من طريق عبدالوارث، ثنا كلثوم بن جبر به موقوفًا.

وأخرجه الطبراني (9/ 111) من طريقين، عن ابن علية، قال: ثنا كلثوم بن جبر به موقوفًا.

وقد رواه ابن سعد (1/ 29)، من طريق حماد بن زيد، عن كلثوم به موقوفًا.

وأخرجه الطبراني (9/ 110،111) من طريق ربيعة بن كلثوم، عن أبيه به موقوفًا.

ورواه عن سعيد بن جبير موقوفًا عطاء بن السائب، وعلي بن بذيمة، وحبيب بن أبي ثابت.

فقد أخرجه الطبراني (9/ 111) من طريقين، عن عمران بن عيينة، قال: أخبرنا عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس موقوفًا عليه.

ورواه الطبراني أيضًا (9/ 111) من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس موقوفًا عليه.

وأخرجه الطبراني أيضًا (9/ 111) من طريق علي بن بذيمة، عن سعيد به موقوفًا.

وقال ابن كثير: (2/ 263)، "روى هذا الحديثَ النسائيُّ في كتاب التفسير من سننه وابن جرير وابن أبي حاتم من حديث حسين بن محمد به، إلا أن ابن أبي حاتم جعله موقوفًا" حتى قال: "ورواه عبدالوارث، عن كلثوم بن جبر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فوقفه. وكذا رواه إسماعيل بن علية، ووكيع، عن ربيعة بن كلثوم بن جبر، عن أبيه به. وكذا رواه عطاء بن السائب، وحبيب بن أبي ثابت، وعلي بن بذيمة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. وكذا رواه العوفي وعلي بن أبي طلحة، عن ابن عباس. فهذا أكثر وأثبت" اهـ.

يعني: كونه موقوفًا، وإذا كان الراجح وقفه كما هو ظاهر من البحث، هل مثله مما يقال بالرأي، أو أن له حكم الرفع؟ فيه تأمل.

وله شواهد:

الأول: ما رواه مالك في الموطأ (2/ 898)، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عبدالحميد بن عبدالرحمن بن زيد بن الخطاب، أنه أخبره، عن مسلم بن يسار الجهني، أن عمر بن الخطاب سئل عن هذه الآية: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ﴾ [الأعراف: 172]، فقال عمر بن الخطاب: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُسْأل عنها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله - تبارك وتعالى - خلق آدم، ثم مسح ظهره بيمينه، فاستخرج منه ذرية، فقال: خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون، ثم مسح ظهره، فاستخرج منه ذرية، فقال: خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون))، فقال رجل: يا رسول الله، ففيمَ العمل؟ قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة، فيدخله به الجنة، وإذا خلق العبد للنار، استعمله بعمل أهل النار، حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار، فيدخله به النار)).

ومن طريق مالك أخرجه أبو داود (4703)، والترمذي (3075) وابن أبي عاصم (196)، والنسائي في الكبرى (11190)، وابن حبان (6166)، والبغوي في شرح السنة (77).

وإسناده ضعيف، وفيه انقطاع.

أما ضعف إسناده، ففيه: مسلم بن يسار:

قال العجلي: بصري تابعي ثقة. معرفة الثقات (2/ 279).

ذكره ابن حبان في الثقات (5/ 390).

وحسَّن الترمذي حديثه هذا كما في سنن الترمذي (3075)؛ ولكن تحسين الترمذي ذهاب منه إلى ضعف إسناده؛ لأن الحسن عنده هو الحسن لغيره.

وذكره البخاري، وسكت عليه. التاريخ الكبير (7/ 276).

وأخرج له مالك في موطئه، مع شدة مالك، وتنقيته للرجال.

وأخرج ابن حبان حديث سليمان بن يسار في صحيحه (6166)، فهو ذهاب منه إلى توثيقه.

وقال يحيى بن معين، وابن عبدالبر: مجهول، كما في التمهيد (6/ 4،5).

وفي التقريب: مقبول. أي حيث توبع، وإلا فليِّن.

وأما الانقطاع، فإن مسلم بن يسار لم يسمع من عمر.

قال الترمذي: هذا حديث حسن، ومسلم بن يسار لم يسمع من عمر. وقد ذكر بعضهم في هذا الإسناد بين مسلم بن يسار وبين عمر رجلاً. سنن الترمذي (3075).

ونقل ابن كثير كلام الترمذي، وقال: كذا قاله أبو حاتم وأبو زرعة. وزاد أبو حاتم: وبينهما نعيم بن ربيعة، وهذا الذي قاله رواه أبو داود، ثم ساق إسناده. اهـ تفسير ابن كثير (2/ 263).

قلت: قد اختلف في وصله وإرساله.

فرواه مالك، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عبدالحميد بن عبدالرحمن بن زيد بن الخطاب، عن مسلم بن يسار، عن عمر مرسلاً.

ورواه عمر بن جعثم القرشي، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عبدالحميد بن عبدالرحمن بن زيد بن الخطاب، عن مسلم بن يسار، عن نعيم بن ربيعة، عن عمر، كما في سنن أبي داود (4704)، والطبري في تفسيره (9/ 113،114)، عن محمد بن مصفى، عن بقية، عن عمر بن جعثم به.

ورواه خالد بن أبي يزيد أبو عبدالرحيم الحراني كما في التمهيد (6/ 4،5) من طريق أحمد بن عبدالملك بن واقد، ومحمد بن وهب، فرقهما، عن محمد بن سلمة، عن أبي عبدالرحيم، عن زيد بن أبي أنيسة به موصولاً.

وتابعهما على ذكر نعيم، يزيد بن سنان، كما في السنة لابن أبي عاصم (201)، ومحمد بن نصر، في الرد على ابن محمد بن حنيفة، كما في النكت الظراف (8/ 113)، كلاهما من طريق محمد بن يزيد بن سنان، عن أبيه به.

فأيهما أرجح: رواية مالك المنقطعة أم رواية أبي عبدالرحيم، ويزيد بن سنان، وعمر بن جعثم القرشي الموصوله؟

اختلف في ذلك: فرجح الدارقطني الرواية الموصولة.

قال في العلل (2/ 222) حين سئل عن هذا الحديث: "يرويه زيد بن أبي أنيسة، عن عبدالحميد بن عبدالرحمن بن زيد بن الخطاب، عن مسلم بن يسار، عن نعيم بن ربيعة، عن عمر حدث عنه كذلك يزيد بن سنان أبو فروة الرهاوي، وجود إسناده ووصله. وخالفه مالك بن أنس، فرواه عن زيد بن أبي أنيسة، ولم يذكر في الإسناد نعيم بن ربيعة وأرسله من مسلم بن يسار، عن عمر. وحديث يزيد بن سنان متصل، وهو أولى بالصواب والله أعلم. وقد تابعه عمر بن جعثم، فرواه عن زيد بن أبي أنيسة، كذلك قاله بقية بن الوليد عنه" اهـ.

وقال الحافظ بن كثير (2/ 264): "الظاهر أن الإمام مالك إنما أسقط ذكر نعيم بن ربيعة عمدًا؛ لما جهل حال نعيم، ولم يعرفه؛ فإنه غير معروف إلا في هذا الحديث، ولذلك يسقط ذكر جماعة ممن لا يرتضيهم، ولهذا يرسل كثيرًا من المرفوعات، ويقطع كثيرًا من الموصولات. والله أعلم.

ورجح بعضهم الرواية المنقطعة؛ رواية مالك.

قال ابن عبدالبر في التمهيد (6/ 5،6): "زيادة من زاد في هذا الحديث نعيم بن ربيعة ليست حجة؛ لأن الذي لم يذكرها أحفظ، وإنما تقبل الزيادة من الحافظ المتقن، وجملة القول في هذا الحديث أنه حديث ليس إسناده بالقائم؛ لأن مسلم بن يسار، ونعيم بن ربيعة جميعًا غير معروفين بحمل العلم" اهـ.

وسواء اعتبرنا زيادة نعيم بن ربيعة من المزيد في متصل الأسانيد أم لا، فالحديث بكل أحواله ضعيف، كما قال ابن عبدالبر، ومع ضعفه إلا أنه صالح في الشواهد، فيكون شاهدًا لحديث ابن عباس المتقدم.

الشاهد الثاني: حديث أبي هريرة:

رواه الترمذي، قال: حدثنا عبد بن حميد، حدثنا أبو نعيم، حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لما خلق الله آدم، مسح ظهره، فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصًا من نور، ثم عرضهم على آدم، فقال: أيْ رب، من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك، فرأى رجلاً منهم، فأعجبه وبيص ما بين عينيه، فقال: أي، رب من هذا؟ فقال: هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك، يقال له: داود، فقال: رب، كم جعلت عمره؟ قال: ستين سنة، قال: أي رب، زده من عمري أربعين سنة، فلما قضي عمر آدم جاءه ملك الموت، فقال: أوَلم يبقَ من عمري أربعون سنة؟ قال: أوَلم تعطها ابنك داود؟ قال: فجحد آدم، فجحدت ذريته، ونسي آدم، فنسيت ذريته، وخطئ آدم، فخطئت ذريته)).

قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم.

وليس في الحديث موضع الشاهد، وهو أخذ العهد والميثاق، المذكور بقوله - تعالى -: ﴿ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى ﴾ [الأعراف: 172].

تخريج الحديث:

الحديث أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (1/ 27)، والطبري في تاريخه (1/ 155)، والحاكم في المستدرك (2/ 585-586) من طريق هشام بن سعد به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح، على شرط مسلم، ولم يخرجاه. وأقره الذهبي.

وصححه ابن منده كما في الرد على الجهمية (49).

وقد اختلف في إسناد هذا الحديث:

فرواه أبو نعيم، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. كما في إسناد الترمذي.

ورواه ابن وهب، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، فجعل بدلاً من أبي صالح عطاء بن يسار. كما في العلل لابن أبي حاتم (2/ 88).

جاء في العلل (2/ 88): "قلت لأبي زرعة: أيهما أصح؟ - يعني: حديث ابن وهب أم حديث أبي نعيم - قال: حديث أبي نعيم أصح، وهم ابن وهب في حديثه.

ورواه أبو خالد الأحمر، واختلف عليه فيه:

فرواه الحاكم (1/ 46) من طريق مخلد بن مالك، عن أبي خالد الأحمر، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن أبي هريرة.

ورواه الطبري في تاريخه (1/ 155)، من طريق أبي خالد الأحمر، حدثني محمد بن عمرو عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.

ورواه أيضًا، من طريق أبي خالد، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.

فهذه ثلاثة اختلافات في طريق أبي خالد الأحمر.

وجاء الحديث من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة، ولكن ليس فيه أيضًا موضع الشاهد، وهو مسح ظهر آدم، وإخراج ذريته من ظهره، وأخذ الميثاق عليهم. وفي إسناده الحارث بن عبدالرحمن بن أبي ذباب، صدوق يهم.

فقد أخرج الترمذي في سننه (3368) قال: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا صفوان بن عيسى، حدثنا الحارث بن عبدالرحمن بن أبي ذباب، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لما خلق الله آدم ونفخ فيه الروح، عطس، فقال: الحمد لله، فحمد الله بإذنه، فقال له ربه: يرحمك الله يا آدم، اذهب إلى أولئك الملائكة إلى ملأ منهم جلوس، فقل: السلام عليكم، قالوا: وعليك السلام ورحمة الله، ثم رجع إلى ربه، فقال: إن هذه تحيتك وتحية بنيك بينهم، فقال الله له، ويداه مقبوضتان: اختر أيهما شئت، قال: اخترت يمين ربي، وكلتا يدي ربي يمين مباركة، ثم بسطها، فإذا فيها آدم وذريته، فقال: أي رب، ما هؤلاء؟ فقال: هؤلاء ذريتك، فإذا كل إنسان مكتوب عمره بين عينيه، فإذا فيهم رجل أضوءهم - أو من أضوئهم - قال: يا رب، من هذا؟ قال: هذا ابنك داود، قد كتبت له عمر أربعين سنة، قال: يا رب، زده في عمره، قال: ذاك الذي كتبت له، قال: أي رب، فإني قد جعلت له من عمري ستين سنة، قال: أنت وذاك، قال: ثم أسكن الجنة ما شاء الله، ثم أهبط منها، فكان آدم يعد لنفسه، قال: فأتاه ملك الموت فقال له آدم: قد عجلت؛ قد كتب لي ألف سنة، قال: بلى، ولكنك جعلت لابنك داود ستين سنة، فجحد، فجحدت ذريته، ونسي، فنسيت ذريته. قال: فمن يومئذٍ أمر بالكتاب والشهود)).

قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من رواية زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة عن النبي
- صلى الله عليه وسلم - اهـ.

وفي هذا الحديث أن عمْر داود كان أربعين سنة، ووُهب له ستون سنة.

بينما في الحديث السابق، أن عمره كان ستين سنة، ووُهب له أربعون.

والحديث أخرجه الطبري في تاريخه (1/ 155) وابن خزيمة في كتاب التوحيد (ص:67)، وابن حبان (6167)، والحاكم في المستدرك (1/ 64) (4/ 263) وابن أبي عاصم في السنة (206) من طريق الحارث بن عبدالرحمن به عن أبي ذباب به.

الشاهد الثالث: حديث أنس بن مالك:

حدثنا قيس بن حفص، حدثنا خالد بن الحارث، حدثنا شعبة، عن أبي عمران الجوني، عن أنس يرفعه: ((إن الله يقول لأهون أهل النار عذابًا: لو أن لك ما في الأرض من شيء، كنتَ تفتدي به؟ قال: نعم، قال: فقد سألتك ما هو أهون من هذا وأنت في صلب آدم: أن لا تشرك بي، فأبيتَ إلا الشرك))، وهو في صحيح مسلم (2805).

قال القاضي عياض في شرحه لصحيح مسلم (8/ 337): وأنت في صلب آدم، قال: "هذا تنبيه على ما جاء في قوله - تعالى -: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى ﴾ [الأعراف: 172]، فهذا الميثاق الذي أخذ عليهم في صلب آدم، فمن وفى به بعد وجوده في الدنيا، فهو مؤمن، ومن لم يفِ به، فهو كافر. ومراد الحديث - والله أعلم ونبيه - قد أردت منك هذا، وأنت في صلب آدم: ألا تشرك بي حين أخذت عليك ذلك الميثاق، فأبيتَ إذ أخرجتُك إلى الدنيا إلا الشرك اهـ.

وقوله: والله أعلم ونبيه، إنما يقال هذا في حياته - صلى الله عليه وسلم - أما بعد موته فيقال: الله أعلم وحده.

الشاهد الرابع: حديث أبي الدرداء:

فقد روى أحمد - رحمه الله - قال: حدثنا هيثم، وسمعته أنا منه، قال: حدثنا أبو الربيع، عن يونس، عن أبي إدريس، عن أبي الدرداء، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((خلق الله آدم حين خلقه، فضرب كتفه اليمنى، فأخرج ذرية بيضاء كأنهم الذر، وضرب كتفه اليسرى، فأخرج ذرية سوداء كأنهم الحمم، فقال للذي في يمينه: إلى الجنة ولا أبالي، وقال للذي في كفه اليسرى: إلى النار ولا أبالي)).

فيه أبو الربيع: سليمان بن عتبة.

قال صالح بن أحمد بن حنبل: قال أبى: سليمان بن عتبة لا أعرفه. الجرح والتعديل (4/ 134).

وقال يحيى بن معين - كما في رواية إسحاق بن منصور عنه -: سليمان بن عتبة شامي لا شيء. المرجع السابق.

وقال عبدالرحمن بن أبي حاتم: سألت أبى عن سليمان بن عتبة الشامي، فقال: ليس به بأس، وهو محمود عند الدمشقيين. المرجع السابق.

وذكره ابن حبان في الثقات. (8/ 274).

وقال أيضًا: من خيار الشاميين، وقرائهم. مشاهير علماء الأمصار (1421).

وقال دحيم: ثقة، وقد روى عنه المشائخ. تهذيب التهذيب (4/ 184).

وقال أبو زرعة، عن أبي مسهر: ثقة. قلت: إنه يسند أحاديث عن أبي الدرداء؟ قال: هي يسيرة، لم يكن له عيب إلا لصوقه بالسلطان. المرجع السابق.

ودحيم وأبو مسهر من أعلم الناس بأهل الشام.

وقال صالح بن محمد: روى أحاديث مناكير، وكان الهيثم بن خارجة وهشام بن عمار يوثقانه. المرجع السابق.

وفي التقريب: صدوق، له غرائب.

وباقي الإسناد رجاله كلهم ثقات إلا الهيثم بن خارجه، فإنه صدوق؛ فالإسناد حسن - إن شاء الله تعالى.

الشاهد الخامس: حديث أبي أمامة:

روى الطبراني في المعجم الكبير، قال: حدثنا إبراهيم بن صالح، ثنا عثمان بن الهيثم، ثنا جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لما خلق الله - عز وجل - الخلق، وقضى القضية، أخذ أهل اليمين بيمينه، وأهل الشمال بشماله، فقال: يا أصحاب اليمين، قالوا: لبيك وسعديك، قال: ألست بربكم؟ قالوا: بلى، قال: يا أصحاب الشمال، قالوا: لبيك وسعديك، قال: ألست بربكم؟ قالوا: بلى، ثم خلط بينهم، فقال: قائل: يا رب، لمَ خلطت بينهم؟ قال: لهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون، أن يقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين، ثم ردهم في صلب آدم)).

إسناده ضعيف جدًّا. فيه جعفر بن الزبير الحنفي، وهو متروك، ولولا خشية الإطالة لنقلت ما جاء في ترجمته.

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 189) رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار، وفيه سلم بن سالم، وهو ضعيف. وفي إسناد الكبير جعفر بن الزبير، وهو ضعيف اهـ.

ولم أقف عليه في الأوسط المطبوع، وقد راجعت جميع مسند أبي أمامة، ثم وجدته في مجمع البحرين (3217)، قال: حدثنا محمد بن المرزبان، ثنا أحمد بن إبراهيم النرمقي، ثنا سلم بن سالم، عن عبدالرحمن، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي أمامة الباهلي، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((خلق الله الخلق، وقضى القضية، وأخذ ميثاق النبيين، وعرشه على الماء، فأخذ أهل اليمين بيمينه، وأخذ أهل الشقاء بيده اليسرى، وكلتا يدي الرحمن يمين، فقال: يا أهل اليمين، قالوا: لبيك وسعديك، قال: ألست بربكم؟ قالوا: بلى، ثم خلط بينهم، فقال قائل منهم: رب، لم خلطت بيننا؟ فقال: لهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم، فخلق الله الخلق وقضى القضية، وأخذ ميثاق النبيين، وعرشه على الماء، فأهل الجنة أهلها، وأهل النار أهلها...)) الحديث.

وفيه سلم بن سالم:

قال عبدالله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: سلم بن سالم البلخي ليس بذاك في الحديث، كأنه ضعفه. الجرح والتعديل (4/ 266).

وقال الدوري، عن يحيى بن معين: ليس بشيء. المرجع السابق.

وقال ابن أبي حاتم: قال أبي: ضعيف الحديث، وترك حديثه ولم يقرأه علينا. المرجع السابق.

وقال عبدالرحمن بن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عن سلم بن سالم، فقال: أخبرني بعض الخراسانيين، قال: سمعت بن المبارك يقول: اتق حيات سلم بن سالم لا تلسعك. المرجع السابق.

وقال أيضًا عبدالرحمن: سمعت أبا زرعة يقول: ما أعلم أني حدثت عن سلم بن سالم إلا أظنه مرة. قلت: كيف كان في الحديث؟ قال: لا يكتب حديثه، كان مرجئًا وكان لا - وأومى بيده إلى فيه - يعنى: لا يصدق - المرجع السابق.

الشاهد السادس: حديث عبدالرحمن بن قتادة السلمي:

رواه أحمد، قال: حدثنا الحسن بن سوار، حدثنا ليث - يعني: ابن سعد - عن معاوية، عن راشد بن سعد، عن عبدالرحمن بن قتادة السلمي، أنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إن الله - عز وجل - خلق آدم، ثم أخذ الخلق من ظهره، وقال: هؤلاء في الجنة ولا أبالي، وهؤلاء في النار ولا أبالي، قال: فقال قائل: يا رسول الله، فعلى ماذا نعمل؟ قال: على مواقع القدر)).

وأخرجه ابن سعد (1/ 30) (7/ 417)، وابن حبان (338)، والحاكم (1/ 31)، وابن الأثير في أسد الغابة (3/ 489) من طريق معاوية بن صالح به.

وإسناد هذا الحديث مضطرب:

فقيل فيه: عن راشد بن سعد، عن عبدالرحمن بن قتادة، أنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول، وذكر الحديث كما سبق في إسناد أحمد.

وقيل فيه: عن راشد بن سعد، عن عبدالرحمن بن قتادة، عن أبيه، عن هشام بن حكيم.

وقيل: عن راشد بن سعد، عن عبدالرحمن بن قتادة، عن هشام بن حكيم، ليس فيه قتادة والد عبدالرحمن.

وجاء في الإصابة: وأعل البخاري الحديث بأن عبدالرحمن إنما رواه عن هشام بن حكيم، هكذا رواه معاوية بن صالح وغيره، عن راشد.

وقال معاوية مرة: إن عبدالرحمن قال: سمعت، وهو خطأ.

ورواه الزبيدي، عن راشد، عن عبدالرحمن بن قتادة، عن أبيه، وهشام بن حكيم.

وقيل: عن الزبيدي وعبدالرحمن، عن أبيه، عن هشام.

وقال ابن السكن: الحديث مضطرب. اهـ كلام الحافظ.

وقال الحافظ: ويكفي في إثبات صحبته الرواية التي شهد له فيها التابعي بأنه من الصحابة، فلا يضر بعد ذلك إن كان سمع الحديث من النبي - صلى الله عليه وسلم - أو بينهما فيه واسطة.

وليست المسألة في إثبات صحبته، ولكن إسناد هذا الحديث مضطرب، فلا يمكن أن نصحح إسنادًا فيه مثل هذا الاختلاف اعتمادًا على صحة كونه صحابيًّا.

تخريج الحديث:

أما إسناد الباب: عن راشد بن سعد، عن عبدالرحمن بن قتادة السلمي، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد سبق تخريجه.

وأما إسناد: راشد بن سعد، عن عبدالرحمن بن قتادة، عن أبيه، عن هشام بن حكيم، فأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (5/ 314-342)، (8/ 191،192). والطبري (9/ 117)، والبزار (2140) كما في كشف الأستار، والطبراني في الكبير (5/ 341)، وفي الشاميين (1854).

وأما إسناد الحديث الذي فيه: عن راشد بن سعد، عن عبدالرحمن بن قتادة، عن هشام بن حكيم، ليس فيه قتادة والد عبدالرحمن.

فأخرجه الآجري في الشريعة (ص: 172)، والطبري (9/ 118)، والطبراني في الكبير (22/ 434)، وفي الشاميين (1855،2046).

وفي الباب: حديث أبي بن كعب، موقوفًا عليه، وعبدالله بن عمرو موقوفًا عليه، ولولا خشية الإطالة لتكلمت عليهما.

[53] تفسير القرطبي (14/ 29).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • ذكر خصال الفطرة
  • دين الفطرة
  • الفطرة في التصديق بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم
  • فطرة الله
  • تعريف الكبيرة وعلاماتها
  • الإيمان ودلالة الفطرة
  • الفطرة السليمة

مختارات من الشبكة

  • تعريف المجتهد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحرام: تعريفه وبعض مسائله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة تعريفات الأشياء ( التعريفات )(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • هيئة التعريف بالرسول عليه الصلاة والسلام تصدر موسوعة التعريف بنبي الرحمة باللغة الإنجليزية(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • لغة التعريف وتعريف اللغة (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • مشروعات جديدة للتعريف بالرسول باللغة الإسبانية تتبناها هيئة التعريف بالرسول واتحاد الأئمة بأسبانيا(مقالة - ملفات خاصة)
  • تعريف اللحية وبيان أنها من الفطرة(مقالة - موقع الشيخ دبيان محمد الدبيان)
  • مفهوم المفهوم والفرق بينه وبين المصطلح(مقالة - حضارة الكلمة)
  • التعريف بالخوارج وصفاتهم(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • وقفة مع تعريفات المتقدمين للاشتقاق(مقالة - حضارة الكلمة)

 


تعليقات الزوار
4- alfitra linsaniya
zahia - algerie 16-11-2016 08:52 AM

Merci beaucoup.

3- شكر
عبد الله - الجزائر 18-12-2013 08:35 PM

بارك الله فيك

2- al fitra
fati fleur - al maghrib 02-04-2013 12:28 AM

chokran 3ala hadihi al ma3loumat al9ayima wa jazakomo allah 5ayr

1- جيد
دعاء - عراق 18-11-2012 12:45 PM

ممتاز

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب