• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    علامات الساعة (1)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    تفسير: (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    الشباب والإصابات الروحية
    د. عبدالله بن يوسف الأحمد
  •  
    من فضائل الصدقة (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الدكتور أحمد إبراهيم خضر / مقالات
علامة باركود

المثقفون التنويريون وفوادح العلماء المجددين: من الشيخ رشيد رضا إلى الدكتور حسن حنفي

د. أحمد إبراهيم خضر

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 13/11/2010 ميلادي - 6/12/1431 هجري

الزيارات: 26936

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مرة أخرى نعود إلى قاعدة الإمام الشاطبى التى يتحدث فيها عن ميل الناس إلى ما ظهر منهم صلاح وفضل، يقول الإمام الشاطبى: "الاستدلال على تثبيت المعانى بأعمال المشار إليهم بالصلاح لا يكون إلا لمجرد تحسين الظن، ولكنه إذا أُخِذَ بإطلاق فإنه قد يكون من الفوادح". انظر مقالتنا: "الدكتور المسيرى: مع اليهود أم ضد اليهود".

 

كتب "أحمد تمام" في موقع "الإسلام أون لاين" يعدد صلاح وفضل الشيخ "رشيد رضا" فيقول: "الشيخ رشيد رضا حمل راية الإصلاح والتجديد، وبعث في الأمة روحًا جديدة، تُحرِّك الساكن، وتنبه الغافل، لا يجد وسيلة من وسائل التبليغ والدعوة إلا اتخذها منبرًا لأفكاره ودعوته ما دامت تحقق الغرض وتوصل إلى الهدف.

 

وكان - رحمه الله - متعدد الجوانب والمواهب، فكان مفكرًا إسلاميًا غيورًا على دينه، وصحفيًا نابهًا ينشئ مجلة "المنار" ذات الأثر العميق في الفكر الإسلامي، وكاتبًا بليغًا في كثير من الصُفَح، مفسرًا نابغًا، ومحدثًا متقنًا في طليعة محدثي العصر، وأديبًا لغويًا، وخطيبًا مفوهًا تهتز له أعواد المنابر، وسياسيًا يشغل نفسه بهموم أمته وقضاياها، ومربيًا ومعلمًا يروم الإصلاح ويبغي التقدم للأمة.....الشيخ رشيد رضا عالم موسوعي ملم بالتراث الإسلامي، محيط بعلوم القرآن، على دراية واسعة بالفقه الإسلامي والسنة النبوية، عارف بأحوال المجتمع والأدوار التي مر بها التاريخ الإسلامي، شديد الإحاطة بما في العصر الذي يعيش فيه، خبير بأحوال المسلمين في الأقطار الإسلامية. كتب رشيد مئات المقالات والدراسات التي تهدف إلى إعداد الوسائل للنهوض بالأمة وتقويتها، وخص العلماء والحكام بتوجيهاته؛ لأنهم بمنزلة العقل المدبر والروح المفكر من الإنسان، وأن في صلاح حالها صلاح حال الأمة".

 

وعن موقف الشيخ "رشيد رضا من الرافضة يقول الكاتب: "اقترح رشيد رضا لإزالة أسباب الفرقة بين المسلمين تأليف كتاب يضم جميع ما اتفقت عليه كلمة المسلمين بكل فرقهم، في المسائل التي تتعلق بصحة الإعتقاد وتهذيب الأخلاق وإحسان العمل، والإبتعاد عن مسائل الخلاف بين الطوائف الإسلامية الكبرى كالشيعة، وتُرسَلُ نسخ بعد ذلك من هذا الكتاب إلى جميع البلاد الإسلامية، وحث الناس على دراستها والاعتماد عليها".

 

هذا عن الشيخ "رشيد رضا". أما عن الدكتور"حسن حنفي" فقد كتبنا عنه تفصيلا في مقالتنا: "الفقيه القديم حسن حنفي وألمع العلمانيين فؤاد زكريا: قراءة في فكر هدام". بقى أن نُعَرّف بالشيخ " مصطفي صبرى" يرحمه الله، وتكمن أهمية هذا الشيخ الجليل في أنه قد حدد بوضوح كيف أن (بعض) آراء الشيخ "رشيد رضا" تعد من الفوادح.

 

ولد الشيخ "مصطفي صبري" في توقاد من الأناضول سنة 1286/1869، ونشأ طالباً في كنف المذهب الحنفي الغالب في تركيا، وصار مدرساً في جامع السلطان محمد الفاتح وهو في الثانية والعشرين من عمره وكان أصغر المختارين لتولي هذا المنصب، وأجاز خمسين طالباً وهو رقم ضخم. اختاره السلطان عبد الحميد يرحمه الله تعالى ليكون أميناً لمكتبة قصره قصر يلدز، وهذا أتاح له أن يطلع على الكتب الثمينة التي كان قانون حفظ التراث يمنع إخراجها خارج القصر. عينه السلطان وحيد الدين شيخاً للإسلام في الدولة العثمانية، وعضواً في مجلس الشيوخ، وناب عن الصدر الأعظم - رئيس الوزراء - أثناء سفره لباريس للمفاوضات ستة أشهر، وهذا كله يدل على المكانة العالية التي كانت للشيخ آنذاك، ومنصب شيخ الإسلام يلي في الأهمية منصب الصدر الأعظم حسب لوائح الدولة العثمانية آنذاك. (انظر سيرة الشيخ تفصيلا فيما كتبه عنه " محمد بن موسى الشريف " في موقع " طريق الإسلام").

 

كان الشيخ "صبرى" - يرحمه الله - أول من أشار إلى خطورة آراء علماء الإسلام المعروفين بدعوتهم إلى الإصلاح والتجديد على المثقفين العصريين فقال في كتابه المعروف "موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين" ج1/332: "لا يعنينى زيغ الشيخ وضلاله إذا اهتديت أنا وسَلِم المسلمون من سريان زيغه إليهم، ولكنه يعنينى كل العناية إذا رأيته يجر من ورائه الجيل الحاضر من مثقفي المسلمين الذين سحرتهم شهرته في التجديد، ولم تكفل لهم ثقافتهم بالتمييز بين الحق والباطل من الجديد".

 

بَيّن الشيخ "صبرى" كيف أن كتابات المجددين من المشايخ وغيرهم هى دسم مخلوط بالسم، وأنهم يقومون بالتشكيك في الدين، لا يلقونها في الأكثر على أنها شكوك في الدين صراحة، أو أنهم يريدون التشكيك والتوهين في عقائد المؤمنين، بل يُلقُونها على طريقة الدّس وتهيئة الأذهان لما يريدون التعرض له. (ج1/43).

 

كشف الشيخ "صبري" عن أن خلاصة النهضة الإسلامية المنسوبة إلى الشيخ " محمد عبده" هى أنه زعزع الأزهر عن جموده في الدين فقرّب كثيرا من الأزهريين إلى اللادينيين خطوات، ولم يقرب اللادينيين إلى الدين خطوة، وهو الذي أدخل الماسونية إلى الأزهر بواسطة شيخه جمال الدين الأفغانى، كما أنه هو الذي شجع قاسم أمين على ترويج السفور في مصر. وهو الذي وصم علماء الدين بالجمود. (ج1/134).

 

يقول الشيخ "صبري":" كان المسلمون قبل عهد الشيخ محمد عبده على طول ثلاثمائة وألف عام يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله ومعجزات رسله، وبكل ما ورد في نصوص كتاب الله وسنة رسوله السليمة الإسناد من الأوامر والنواهي والقصص وأحوال الآخرة.........حتى جاء الأستاذ الإمام فوضع منهجا عجيبا لتأويل النصوص يمثل - باسم النهضة الدينية – الحركة القهقرية أمام خصوم الإسلام المتسلطين على كتابه، ويلقى الشك في قلوب المسلمين الذين يعتقدونه كتابا منزلا من عند الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه...قائلا:" إن وجود شيئ في القرآن لا يقتضى صحته".(ج1/346-347). وتعليقا على شهرة وسمعة الشيخ محمد عبده، يقول الشيخ "صبري": لا يسعني أن أضحى بالله وبالحقيقة في سبيل إكبار الشيخ محمد عبده ".ج1/136. وردا على مهاجميه هو شخصيا كان يقول:" الحُجّة إن كانت قوية، لا يضعفها كون المستند إليها متهما بعيب في نفسه فالعبرة بالقول لا بالقائل" ج1/138.

 

تتبع الشيخ "صبرى" فوادح العلماء المشار إليهم بالصلاح والفضل من دعاة الإصلاح والتجديد، وكشف كيف أن أحدهم وكان وقتها عضوا في جماعة كبار العلماء وعضوا في لجنة التقريب بين المذاهب الإسلامية وعضوا في مجمع اللغة العربية، قد أنكر وجود الشيطان الرجيم الذي يستعيذ منه المسلمون كل يوم في الصلوات الخمس، وأنكر كذلك رفع سيدنا عيسى عليه السلام ونزوله آخر الزمان.(ج1/34).

 

كما كشف الشيخ " صبرى " كيف أن شيخا آخر أنكر معجزات الأنبياء وأنكر البعث بعد الموت. (ج1/46). وكيف أن شيخ الأزهر الأسبق جعل حملة العلم في مقابل حملة الدين، واعتبر علماء الدين خاليين عن العلم بالمرة، لعدم كون ما عندهم من الدين جديرا باسم العلم".(ج 1/98).

 

نالت قضية تأثر المثقفين العصريين بفوادح العلماء اهتمام الدكتور "هانى السباعى"، فكتب في موقع المقريزى للدراسات التاريخية كيف تأثر علماء الأزهر المعاصرين بالفكر الاعتزالى، وكيف انتقل هذا التأثر إلى الفلاسفة والمثقفين العصريين ومنهم "حسن حنفي"؛ يقول الدكتور السباعى إن فتاوى هؤلاء العلماء صارت: "عمدة وتكأة لآراء العلمانيين ومن يسمون أنفسهم بالإسلام المستنير!! وصار كل من هبّ ودبّ يتكلم في الإسلام..... وفي ظل هذا الجو الكئيب وسيطرة الفكر الاعتزالي على جامعاتنا ومراكز الدراسات كان من الطبيعي أن يفرز ذلك المناخ الدكتور حسن حنفي أستاذ الفلسفة فأخرج لنا مؤلفاته التي تسير على غرار المنظومة الماركسية. ولما كان مصراً على الاحتفاظ باسم مسلم فإنه صار على منهج المتناقضات بغية التوفيق أو قُل التلفيق في تأويل الحدث التاريخي الطويل من البحث والتنقيب ظهر سَلْخ جديد اسمه اليسار الإسلامي. وخلاصة فكر هذه المدرسة (اليسار الإسلامي). أنها امتداد للفكر الاعتزالي وما يسمى بالمدرسة الإصلاحية بزعامة الأفغاني ومحمد عبده". "انظر تفصيلا مقالة الدكتور "السباعى": "حسن حنفي أنموذج للزندقة المعاصرة" في موقع مركز المقريزى للدراسات التاريخية".

 

يقول الدكتور "حسن حنفي" مشيرا إلى الشيخ "رشيد رضا" أن هذا الأخير "درس وقَيّم الأساليب الدينية وحاول القضاء على الأسطورى منها والرجوع إلى الأساليب الدينية البسيطة ". وبعد أن مزج " حسن حنفي" بين الفكر الاعتزالى ودراساته الغربية حاول هدم النبوات، فانطلق بقلمه يكتب في مقالاته أن: " الانبياء جهلوا الكثير من الحقائق وأن النبوة ليست ذات مصدر الهي، وأنها واقعة إنسانية، وأن الدليل هو وجود النبي وليس وجود الله، وأن النبوة لا تتطلب إلا خيالاً خصباً، وأنه لم يكن للأنبياء فكر أكمل بل خيال أخصب، وأنه لا يجوز لنا تصديق الأنبياء إلا في الأمور النظرية، وأنه لا فرق بين النبي والفيلسوف، وأن الفيلسوف يستطيع إدراك حقائق الوحي بالنور الفطرى وأن الفيلسوف لا يحتاج إلى الرواية التي هي ضرورية للعوام فقط، وأن الأنبياء ساروا وراء خيالاتهم وانفعالاتهم، وأنهم كثيرا ما فعلوا الشر وأن الأنبياء بدءاً من إبراهيم - عليه السلام – لم يدركوا أوامر الله إدراكاً كافياً، وأن المسيح عليه السلام لم يكن نبياً وإنما كان فيلسوفاً، وأن المسيح قد أرسل للجنس البشرى قاطبة".

 

تعلم " حسن حنفي" من (فولتير) كما تعلم (طه حسين) من قبل أن إبراهيم - عليه السلام – لم يكن نبياً حقيقياً أو أن حياته كانت تجرى بعناية إلهية، وإنما هو شخصية تاريخية وجغرافية ونفسية بحته تخضع لنفس العوامل التي يخضع لها البشر جميعاً أنبياء كانوا أم غير انبياء. وما أن وعى " حسن حنفي" هذا الدرس جيداً حتى قلد النبوة نفسها لكل من (فولتير) و(روسو) واعتبرهما من أنبياء العصر الحديث لأنه إذا كان الوحي يهدف لمصحلة البشر فإن هذين النبيين يعملان أيضاً لمصلحة البشر. هذا الدرس الذي تعلمه "حنفي" من الغرب جعله يتحسر على أن (الرازى) و (ابن الرواندى) لم يستكملا جهدهما في نقد النبوات وأنهما كنموذجين قد استئصلا من تراثنا القديم وأن هذا الاستئصال قد تسبب في غيابهما عن وعينا القومي ووجداننا المعاصر.

 

جعل "حنفي" النبوة ملكا مشاعاً بين من يستوفون المواصفات اللازمة لإرشاد الناس لما يتصورون أنه في صالحهم. وهو وإن كان يستهدف تنزيل الأنبياء إلى درجة الناس العاديين فإنه قد فتح الطريق لنفسه لكى يحرزمرتبة النبوة، فرأى في نفسه نبي الثورة ومفكرها وفيلسوفها.

 

وبعد أن جف قلمه في مسألة هدم النبوات، انطلق بقلمه لهدم المعجزات فاعتبر أن:" المعجزة ليست شيئاً خارقا لعوائد الكون وإنما هي عمل من أعمال الطبيعة. وقال أن وجود المعجزات يجعلنا نشك في وجود الله وأن الإنسان الساذج هو الذي ينسب الأشياء التي يجهلها إلى الله، وأن المعجزة التي تخرق قوانين الطبيعة لا تؤدى إلى معرفة الله، وأن الإيمان بالمعجزات يؤدى إلى الكفر والإلحاد، وأن كل واقعة مناقضة للطبيعة خرافة يجب اعتبارها زيادة في كتاب الله، وأن إثبات المعجزة يعنى استحالة وجود الله. ورأى " حنفي" أيضا أن عصر المعجزات قد انتهى منذ عشرين قرنا وأن آخر المعجزات كانت ظهور المسيح عليه السلام، وقال أنه لا يؤمن بتدخل قوى مجهولة في الطبيعة لتأكيد المعجزات ".

 

هذه هى خلاصة الأفكار التى حاول بها " حنفي" هدم النبوات والمعجزات بعد أن مزج بين الفكر الاعتزالى القديم الذي تبناه المجددون من علماء الأزهر ودراساته في السوربون.

 

كانت مسألة "إنكار النبوات والمعجزات" من بين العديد من المسائل التى كرّس لها الشيخ " مصطفي صبر جهوده في الرد علي مدعيها.. تعامل "الشيخ" مع منكرى النبوات والمعجزات بشدة بالغة، وكان شعاره عند مناقشة المحاربين لعقيدة الإسلام محاربة مباشرة أو من وراء الحواجز:" اللين مع المحارب شيمة الأحمق والعاجز ". كان "الشيخ" يرى أنه لا بد أن يكون صوت القراع والصدام شديدا، لاسيما مع أصحاب الأقلام الذين طالما تلاعبوا بعقول قرائهم، وباعوا الضلالة بيع الهدى. وكان يعرف تماما أن إنقاذ القراء واجتذابهم من أيديهم يتطلب عملا عنيفا وصراعا قاسيا. (ج 1/ 51). راجعه بعض أصدقائه بسبب الشدة والقسوة في مناقشاته فرَدّ قائلا:" إنى ما قسوت في القول إلا على الذين قست أقوالهم على أساس من أسس الدين أو علم من علومه، أو طائفة من علمائه، وما فرطت في جنوب من ناقشتهم وفيهم المفرطون في جنب الله " ( ج1/ 46). كان " الشيخ" يرفض عند نقد أقوال هؤلاء أن يضع توطئة لعملية النقد في كلمات متقدمة تتضمن مدحهم وإكبارهم. وقال في ذلك:" أن هناك شخصيات وأسماء أكبرت واتخذ قدوة ولكن في مجال الزيغ عن محجة الإسلام....وأن الأولى بالحق هو رد الحق إلى نصابه، وهو الحط من مراكزهم في القلوب بقدر ما حازوه منها بغير حق". (ج1/45).

 

وضع "الشيخ " قاعدة هامة تتعلق بقضية نقل الأقوال المنافية للعقيدة وأقوال الملاحدة مع التنصل منها دون الرد عليها. يقول الشيخ:" أن القدح بعينه في العقيدة هو نقل أقوال القائلين وعدم الإجابة عنها حينما لا يكون هناك جواب لها، فإن الإستنكاف عن الجواب على منتقدى العقيدة مع عدم الإستنكاف عن نقل هذه الإنتقادات يعنى أن ناقلها يرى أن هذه الإنتقادات واردة". (ج4/137 ).

 

أنكر الشيخ "مصطفي صبرى" على الشيخ " رشيد رضا " ما سطره في كتابه " الوحى المحمدى" الذي دافع فيه عن كتاب " محمد حسين هيكل" عن " حياة محمد" قوله: أن القرآن وحده هو حجة الله القطعية على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم بالذات، ونبوة غيره من الأنبياء بشهادته.. وأن الخوارق الكونية شبهة لا حجة، لأنها موجودة في زماننا ككل زمان مضى، وأن المفتونين بها هم الخرافيون من جميع الملل. ج4/44. كما أنكر عليه أيضا تفسيره لقوله تعالى:﴿ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ﴾ [القمر: 1] باقتراب الساعة وظهور الحق" ج4/172. وهى ذات القضايا التى تبناها المثقفون التنويريون.

 

يعلل الشيخ "صبرى" كل التأويلات التى لا يقبلها العقل على أنها مفهومة من النص القرآنى بأنها ترتكب لإحساس أصحاب هذه التأويلات بالحاجة إلى تطبيق الإسلام على رغبات المستشرقين من الغربيين وإمالة الإسلام نحو هوى هؤلاء المستشرقين، فهؤلاء المتأولون للنصوص القرآنية يضحون بدينهم لإرضاء منتقدى الإسلام من الغربيين وللتخلص من هذه الإنتقادات" (ج4/105).

 

يقول الشيخ "صبرى" ما نصه: " أن علماء الإسلام يؤمنون بجميع مانص عليه القرآن من قصص الأنبياء ومعجزاتهم التى تدخل أيضا في قصصهم، وأحوال الآخرة..... كما ورد في القرآن ولا يتصورون وجود أى شيئ يخالف الواقع ويحتاج إلى التأويل والتغيير لأن هذه المذكورات إخبارات لا تحتمل حتى النسخ من عند الله وإلا كانت كذبا أو جهلا يجب تنزيهه تعالى عنه.

 

وعقيدة المعجزات الخارقة لسنة الكون - ولا بد أن تخرقها لتكون معجزة- تنبنى على ثلاثة أسس عند الشيخ " مصطفي صبرى":

الأول: الإقتناع بأن الله تعالى خلق المعجزة -لا النبى الذي تظهر على يديه - قادر على أن يخلقها بمعنى أنها ليست مما يستحيل عقلا حتى تكون خارقة عن متناول قدرة الله.(ج1/348). يقول الشيخ:" أليس واضع هذا النظام المسمى بسنة الكون هو (الله)، فكيف تقيدون الله بالنظام الذي وضعه بقدرته وإرادته واختياره، فهل يكون القادر المختار عاجزا عن تغيير ما وضعه متى شاء ذلك ". (ج1/49).

 

الثانى: أنها، فضلا عن إمكانها في حد ذاتها، يشهد كتاب الله الذي لا يجيز العقل أن يحوم حوله الكذب بوقوعها...فيمكن أن يكذب التاريخ أو يخطئ، ولا يمكن أن يكذب الله أو يخطئ. ومن شك في صدق وقوع ما أخبر الله به، من غير مانع عن وقوعه يتصوره في عدم إمكانه عقلا أو عدم كفاية قدرة الله على إيجاده، فهو كافر...وهذان الوجهان لعقيدة المعجزات يجريان في قصص القرآن كما يجريان في أحوال الآخرة أيضا.

 

الثالث: حاجة الأنبياء إلى المعجزات ليستندوا إليها في دعوى نبوتهم وفي دعوة الناس إلى أن يثقوا بهدايتهم..فهذه الحالة الواقعة من وجود المقتضى وعدم المانع، توجب علينا الإيمان بما نص عليه كتاب الله من معجزات الأنبياء وقصصهم في أحوال الآخرة...والذين لا يؤمنون بصدق النصوص الواردة في القرآن متعلقة بهذه الموضوعات كما ورد فيه ويحتاجون إلى تأويلها، فهم لا يؤمنون لمانع ناشئ من ضعف دينهم وعقولهم التى تعتمد على أقوال المؤرخين والمستشرقين من أعداء الإسلام والقرآن ولا تعتمد على نصوص كتاب الله" (ج1/348-349).

 

وأضاف الشيخ في مواضع أخرى من كتابه الآتى:

1- أن عدم إيمان المثقفين بالنبوة ناتج عن تأثرهم بالكثرة الساحقة من الفلاسفة الغربيين، المؤمنين بالله دون الإيمان بالنبوات، حتى أنهم أغفلوا مبحث النبوة في دراساتهم الفلسفية. كما أن المذهب السائد اليوم بين المثقفين الغربيين هو الإعتراف بوجود الله دون وجود الأنبياء.( ج1/ 114-115). ولهذا فإن تأثير حياة النبى صلى الله عليه وسلم على من يَطّلع على سيرته يتوقف على طهارة عقل هذا المُطّلع من الأمور العقلية التى تمنعه من الإيمان بالخوارق لسنن الكون ونفي كل ما يغيب عن الحواس، أواعتبار أن هذه الخوارق لا يمكن قبولها عقليا كما لا يمكن إثباتها علميا.( ج1/112).

 

2- أن تأويل المعجزات بما يُخْرجُها عن خوارق العادة، يُخْرجُها أيضا عن كونها معجزات، ويؤدى بالتالى إلى إنكار النبوات. فإنزال الوحى والكتب وإرسال المَلََك إليهم هو خرق لسنن الكون، ولا تكون المعجزات بمعجزات بدون خرقها.(ج1/47).

 

3- أن المنكرين للمعجزات اعتبروا قول الفلاسفة الغربيين في أمر المعجزات حجة لا شبهة – كالشيخ "رشيد رضا"، وهذا يعنى أن تعبير القرآن عن تلك المعجزات - تارة بالحق، وتارة بالبينات، وتارة بالآية الكبرى، وتارة بالسلطان، وتارة بالبرهان، وتارة بالفرقان- شبهة لاحجة. (انظر الآيات العديدة التى استند إليها الشيخ "مصطفي صبرى" في بيان تعبير القرآن عن هذه المعجزات. (ج4/124).

 

4- أن أصل إنكار المعجزات يرجع لعدم الإيمان بوجود الله ، فمن لا يؤمن بموجود فوق الطبيعة ولا بتدخله في شئون العالم لا يقبل فعل إنسان خارق للعادة على أنه معجزة، فيعمل على تأويله مطلقا بما يخرجه عن كونه معجزة".(1/49).

 

5- أن المنكرين للمعجزات ليس لهم حق التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وهم محرومون من بركة هذين المنبعين، وهم إن تمسكوا بهما فقلّما يستفيد المرء من تمسكه بما لايكون متمسكا به أصلا. ولهذا يخطئون كثيرا في فهم معانى القرآن.(1/115). يقول الشيخ "صبرى" أن هؤلاء المثقفين العصريين لو نظروا إلى قول الله ورسوله صلى الله عليه وسلم نظر المحايد غير المقيد بعقيدة مانعة عن قبول ما يخالفها، لأمكننا وقفهم في حدود قول الله ورسوله. (ج4/23).

 

6- أن القرآن الذي يستثنيه الرافضون للمعجزات ويعتبرونه وحده حُجّة قطعية لا يكون حُجّة إن لم يكن كغيره من المعجزات خارقة من الخوارق، وهو متوقف على كونه كلام الله إذ لو كان كلام سيدنا محمد لا يكون معجزة كما لا يكون خارقة. (ج1/47).

 

7- أن منكرى المعجزات لا يفرقون بين خارق العادة الممكن وخارق العادة المستحيل، ولا يدرون أن دائرة الإمكان أوسع بكثير مما يظنون. (ج1/48).

 

8- أن إنكار المعجزات يعنى أن الله تعالى لم يكن صائبا- والعياذ بالله في اختيار المعجزات لأنبيائه. يقول الشيخ "صبرى":"إن في إنكار المعجزات إيهاما بأن المعجزات الكونية التى أظهرها الله على أيدى رسله هى عبث لأنها لن تنجح في تأييد رسالته، ولم تكن خير وسائل إلى اقتناع الناس بصدقهم ولو بقدر اقتناعهم بصدق السحرة والمشعوذين والدجالين في دعاويهم، فكأن الله تعالى ما أصاب – والعياذ بالله – في اختيار المعجزات لأنبيائه إلا في معجزة القرآن التى تخاطب العقول والأفهام. (ج4/128).

 

9- أن قول الشيخ "رضا" أن المفتونين بالمعجزات هم الخرافيون من جميع الملل - وهم العوام في نظر الدكتور حنفي- لزم أن يكون القرآن نازلا على وفق أهواء الخرافيين مكبرا لما يكبرونه وذلك ينقص من قدر القرآن.

 

يقول الشيخ "صبرى" في شرح ذلك:أن الشيخ "رضا" قد أخطأ في احتقار المؤمنين بالأنبياء المتقدمين بسبب معجزاتهم الكونية التى سماها "عجائب" فاستهان بها أيضا، وقال بأن أكثرهم من الخرافيين، فكأنه قال آمن بهم السذج ولم يؤمن بهم أصحاب العقول الراجحة مع أن رجحان العقل وخفته يجب أن يوزن بميزان الإيمان بالنبى الحق وآياته التى هى آيات الله والإعراض عنه. فمن آمن فهو أعقل الناس ومن كفر فهو أغباهم وأجهلهم.....أنزل الشيخ "رضا" معجزات الأنبياء منزلة السحر والدجل الذي لا يؤثر إلا في قلوب السذج والخرافيين، وهذا يلزم أن يكون القرآن قد نزل وفق أهواء الخرافيين مكبرا لما يكبرونه، وهذا ينقص من قدر القرآن. (ج4/131-128).

 

10- أن تفسير الشيخ " رشيد" لقوله تعالى (وانشق القمر) بظهور الحق هو لغو في القرآن، وهومن أنواع اللغو الذي توسل به الأولون إلى عدم السماع للقرآن، وهو رفض في الوقت نفسه للأحاديث المتواترة عن انشقاق القمر التى أخرجها أحمد والبخارى ومسلم والترمذى وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه وابن عمر وابن عباس وأنس " (ج4/173).

 

هذا هو قليل من فيض رد الشيخ " مصطفي صبرى" على العلماء المجددين ومقلديهم من المثقفين العصريين أمثال "محمد حسين هيكل" و" محمد فريد وجدى" والدكتور "توفيق الطويل" وغيرهم من المثقفين القدامى، وهو ينطبق على تابعيهم من المثقفين العصريين أمثال " حسن حنفي " وغيره.

 

لم ينس الشيخ " مصطفي صبرى" أن يقدم نصيحة ثمينة للغيورين على الدين الذين يتولون الرد على المُتعَدّين على الإسلام بإسم العقل والعلم. يقول الشيخ:" يتحتم على كل من يَدّعى الإنتصار للإسلام ويجلس للدفاع عما جاء في كتابه، أن يقتنع بأنه يدافع عن أعظم حقيقة، ولا يخاف عليه من مناقضة عقل أو علم بشرط أن يكون العقل عقلا والعلم علما ، فيعمل في دفاعه وانتصاره بكل صراحة، ولا يسلك سبل الإبهام والإيهام، ولا يحدث نفسه باحتمال الإنهزام، فيعد نفسه للتراجع إلى الوراء ويترك الإسلام وسط المعركة مخزولا وينجى نفسه فحسب....إن عليه أن يحيا مع الإسلام ويموت معه، وأن يعلم أن الله الذي له الدين الخالص حىّ لا يموت " ( ج4/401-402).

استدلال




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الأساس الإلحادي للمفاهيم الغربية
  • السقوط عند اللحظة الفارقة

مختارات من الشبكة

  • المثقفون والدين(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • ماذا جنى المثقفون؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إليكم أيها المثقفون(مقالة - موقع الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض)
  • المثقفون العلمانيون كذابون ومزيفون(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المثقفون العرب.. المزورون العرب(مقالة - موقع د. سعد بن فلاح بن عبد العزيز العريفي)
  • التنويريون الجدد: الاستراتيجية والواقع(مقالة - موقع الدكتور أحمد إبراهيم خضر)
  • عفوا يا حضرة المثقف.. المسجد الأقصى ليس في الطائف!(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دراسة فكر الدكتور محمد أركون (1)(مقالة - موقع د. محمد بريش)
  • اهتمام العلماء والمثقفين الأوروبيين بدراسة اللغة العربية(مقالة - موقع د. أنور محمود زناتي)
  • المثقف العربي وبناء الوعي الجماهيري(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 


تعليقات الزوار
3- منهج الموازنات
إياد القيسي - العراق 01-09-2014 09:20 AM

المطلوب الإنصاف من محمد رشيد رضا معرفة البيئة التي تكلم بها رشيد رضا رحمه الله ، كانت بيئة خرافة وتصوف وهي أحد الأسباب التي أودت بالدولة العثمانية الهاوية وجعلت أمتنا أمة متخلفة.
والشيخ مصطفى صبري رحمه الله هاجم هذه القضية بشدة ، نعم للشيخ رضا أخطاءه لكن فضائله كثيرة على الأمة بدليل أننا لا نتقبل الأخطاء ولكن نتقبل حسناته ودليل آخر أن الشق السلفي والإخواني مدين لرشيد رضا فمن هم المدينون لمصطفى صبري؟

2- تعارف
د. الأخضر قويدري - جامعة الأغواط. ولاية الغواط. الجزائر 29-01-2014 01:02 PM

دخلت إلى موقعكم. فاستفدت الكثير. أحيطم علما سادتي أنني أسست شعبة فلسفة الحضارة.في قسم الفلسفة في جامعة الأغواط لألفت طلتنا إلى كل ما يحاك ضدهم، ولنزودهم بجرعات فكرية تجعلهم حماة هذه الامة. أما المقالات التي تنشرونها فإنها والله تصب في الهدف الذي أصبو إليه. أرجو أن أتواصل معكم وأستفيد منكم. فكيف السبيل إلى ذلك؟

1- ملاحظة
أبوصهيب - ليبيا 28-11-2013 08:59 AM

... ومع ذلك فإن مصطفى صبري رحمه الله تعالى طعن فى ابن القيم وابن تيمة ووصف من يتبعهما بأنه جاهل.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب