• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز القاسم / مقالات
علامة باركود

دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في دائرة المعارف الإسلامية

أ. د. خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز القاسم

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/11/2008 ميلادي - 9/11/1429 هجري

الزيارات: 41151

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في دائرة المعارف الإسلامية
(عرض ونقد)

المبحث الأول: تعريف بدائرة المعارف الإسلامية:
تعد دائرة المعارف الإسلامية أهم مؤلف استشراقي على الإطلاق وهذا يرجع لأسباب متعددة منها: العدد الكبير من أساطين المستشرقين المساهمين فيها، وكبر حجمها، وتنوع المعارف فيها، واستمرارية إخراجها، وتعدد لغاتها، حيث خرجت بالإنجليزية والفرنسية والألمانية، وترجمت إلى العربية والأردية والتركية وغير ذلك، وتعد بحق خلاصة الفكر الإستشراقي لذا لا يستغني عنها أي باحث في علم الاستشراق.

وقد شعر المستشرقون في مؤتمراتهم الدولية بالحاجة إلى دائرة معارف لأعلام العرب والإسلام لكي تجمع شتات دراساتهم عنهم باللغات الثلاث والألمانية والإنجليزية والفرنسية، فدعوا إليها في سنة 1895م وكلفوا هوتسما بإنشائها ومطبعة ليدن بإصدارها، واستعين بالمجامع ومؤسسات نشر العلم في أوروبا قاطبة للإنفاق عليها.

بدأ تأليفها سنة 1906م ومن أوائل من بادر بها هوتسما، وحرر الدراسات المتعلقة بالخلافة العثمانية وفارس والهند الهولندية، ثم حل محله فيما بعد فنسنك عام 1924م.

وتولى تحرير النسخة الألمانية شادة، وهارتمان، ...... وبوبير، وهفننك، وتولى تحرير النسخة الفرنسية رينيه باسيه، وأشرف أيضاً على جميع الأبحاث المتعلقة بشمال أفريقيا، ثم خلفه ابنه هنري.

وتولى تحرير النسخة الإنجليزية أرنولد فأشرف على جميع الدراسات المتعلقة بالبلاد المتصلة ببريطانيا ما عدا مصر.

ثم عهد بالمقالات المختلفة في كل موضوع من موضوعاتها إلى مستشرقين آخرين يوقعون على ما يكتبون.

وأصيب نشاط لجنة الدائرة بعد الحرب العالمية الثانية بشيء من الاضطراب وقضي على بعض أعضائها في ساحاتها ثم استأنفت من بعد نشاطاتها بإشراف كرامرز، ....... وجب، وليفي بروفنسال، بنشر طبعة جديدة منقحة سنة 1945م ثم اجتمعت في روما سنــة 1956م وقبـلت استقـالة جــب، فأصبحت لجنـة التحرير مكـونة من شاخت  ........ وشار بيلا، وبرنارد لويس ثم عقد بعد ذلك دورات تتغير فيها اللجان مع بقاء الهدف.

وكانت مؤسسة روكفلر منحتها 45 ألف دولار لاستكمالها سنة 1962م.

فالطبعة الأولى صدرت خلال الأعوام 1913م – 1938م باللغات الثلاث، والثانية بالإنجليزية والفرنسية فقط 1945م 1977م.

وقد عربت دائرة المعارف في ثلاث إصدارات هي:
1- الإصدار الأول: وقد بدأ إخراجها في سنة 1933م في خمسة عشر مجلداً، كل مجلد يقارب خمسمائة صفحة اشتملت على مواد من حرف الألف حتى أجزاء من حرف العين، وبالتحديد انتهت بمادة (عارفي باشا) وطبعتها دار الفكر بالقاهرة.

2- الإصدار الثاني: وقد بدأ إخراجها في سنة 1969م في ستة عشر مجلداً كل مجلد يقارب ستمائة صفحة، واشتملت من حرف الألف وحتى أجزاء من حرف الخاء، وانتهت بمادة (خـدا بخش) وهي مشتملة على ما وجـد في الدائـرة الأصل ورمزوا للمواد المضــافة في الطبعة الجـديدة بالرمز: (+).

وقد بلغ عدد كتاب الدائرة في كلتا الطبعتين 486 كاتباً، حرروا 3930 مادة وقد جعلت كل مادة رمزاً مستقلاً نظراً لاختلاف المواد والكتاب في دائرة المعارف.

وقد علق المترجمون وبعض الفضلاء على كلا الطبعتين تعليقات مفيدة وتنبيهاً على بعض الأخطاء وبقي كثير من الملاحظات التي لم يعلق عليها أو علق عليها تعليقات غير كافية.

3- الإصدار الثالث: أصدره مركز الشارقة للإبداع الفكري سنة 1418هـ 1998م، بالتعاون مع هيئة الكتاب المصرية وفي هذا الإصدار تم عمل الآتي:
أ‌- الاعتماد على الإصدارين الأولين المترجمين بما فيهما من تعليقات مع اختصار بعض المواد والمعلومات والتعليقات الأقل أهمية، أو لكونها غير لائقة للقرآن الكريم أو لشخص النبي صلى الله عليه وسلم، وقد بقي ملاحظات كثيرة لم تحذف وقد أخذت 22 مجلد كل مجلد قرابة 330 صفحة.

ب‌- تمت ترجمة ما بقي من الدائرة من حرف العين إلى حرف الياء مع اختصار لكثير من المواد الأقل أهمية، مع إضافة بعض التعليقات الجديدة، وقد بلغت 10 مجلدات فأصبح المجموع 32 مجلد.

وقد عدت إلى تلك الطبعات واعتمدت الإصدار الثالث لكونه الأشمل إلا في مواضع قليلة لا توجد إلا في الإصدارين الأول والثاني لكونهما اختصرت من الإصدار الثالث ونبهت عليها. كما سأشير في الهامش بعد الصفحات إلى كاتب المادة إذا وجد.

المبحث الثاني: نظرة عامة لما في الدائرة:
جاء ذم محمد بن عبد الوهاب وأتباعه في مواضع كثيرة في دائرة المعارف الإسلامية ووصفوا بالأوصاف الشنيعة، وافتري عليهم ما لم يقولوا به، وصدق كلام خصومهم فيهم، حيث تزعم الدائرة أنهم يكفرون ما سواهم من المسلمين، وأنهم مشبهة في الصفات، ولا يعترفون بالقياس والإجماع، وأنهم متطرفون بل هم أشد المسلمين تعصباً وتزمتاً، ويحرمون زيارة القبور ويعدونها بدعة، ويهاجمون أشد الأماكن قداسة عند أهل السنة والشيعة، كما أن لهم دوراً كبيراً في القرصنة في البحر والسلب في البر، كما كانت تجارة الرقيق بسببهم مزدهرة، وهم ينكرون التقليد!

وهذه طائفة من النقول من الدائرة الدالة على ذلك:
عند الحديث عن مصادر التشريع الأربعة: (ومهما يكن من شيء فإن المذاهب الأربعة قد تخلت عن هذه [الاكتفاء بالقرآن والسنة وحدهما] وأخذ الإجماع والقياس مكانهما بين أصول الفقه، وهذه الأصول الأربعة لم يعترف بها قط الخوارج والوهابية فضلاً عن الشيعة).

وجاء أيضاً: (وكانت زيارة قبور الأولياء من البدع التي حاربها محمد بن عبد الوهاب).

كما جاء عن قبائل الدواسر: (وهم يعيشون حيثما تيسر لهم على السلب، ويقال أنهم أكثر الوهابيين تعصباً وخطورة).

وجاء أيضاً: (ولما كان جميع المسلمين اليوم ما عدا المتطرفين من أهل الحديث المشبهة كالوهابية وأصحاب ابن تيمية يأخذون بما يقوله الغزالي في أمر العقائد الإسلامية، ويقدرونه تقديراً كبيراً فيحسن أن نرجع إلى الرسالة القدسية التي كتبها في بيت المقدس).

وجاء أيضاً: (وكذلك يرى الوهابيون في أنفسهم أنهم وحدهم هم الموحدون، وأن سائر المسلمين مشركون وأنهم هم أنفسهم المكلفون بإحياء السنة، وهم يرون أن السنة القديمة وشخصية النبي وجوهر الإسلام تبعاً لذلك قد شوهت بسبب تقديس الأولياء، وهم من أجل ذلك يهاجمون أكثر أماكن الإسلامي قداسة عند أهل السنة وعند الشيعة؛ لأن هذه الأماكن تعتبر في نظرهم معاقل لعبادة الأوثان).

وجاء: (وزار بورخارت هذا المكان – بقيع الغرقد – بعد غزو الوهابيين فوجد أنه أصبح أتعس المقابر حالاً في المشرق – يشير إلى هدم القباب والزخارف).

كما جاء في وصف جماعة أهل الحديث في الهند: (ويسمي الوهابيون في الهند أنفسهم بهذا الاسم) ثم جاء في وصفهم: (عنوا خاصة بتوكيد التوحيد، وإنكار علم الغيب لأي من مخلوقات الله، وقد اقتضى هذا إنكار كرامات الأولياء، والمبالغة في تقديسهم).

كما جاء: (وكان هدف البريطانيين من تدخلهم في سياسة بحر فارس هو القضاء على تجارة الرقيق والقرصنة اللتين كانتا قد نظمتا تنظيماً أفضل مع اتساع نفوذ الوهابيين).

كما جاء: (المخترعات الحديثة تستخدم بلا حرج بين الوهابيين، وهم أكثر فرق الإسلام الحديث تزمُّتاً).

كما جاء عن بعض سكان سومطرة الأندنوسية: (وقد عاد من الحجاز في أوائل القرن التاسع عشر ثلاثة من أهل منغكاباو بعد أن أدوا فريضة الحج، ورأوا الحكم الوهابي في مكة بعد سنة 1806م، فامتلأت نفوسهم بالحماسة لتزمت الوهابيين وتشددهم)، كما جاء وصفهم بـ “التطرف”.

وجاء أيضاً: (ولقد رفض الوهابيون السماح لقوافل المحمل الذي أعدته الحكومة التركية بدخول الأراضي المقدسة، وأبطل سعود الخطبة للسلطان، وقال في رسالة رسمية إنه ليس على والي دمشق أن يعتنق المذهب الوهابي فحسب، بل على السلطان أن يفعل ذلك، ولما رفض صاحب دمشق رفضاً باتاً أن يذعن لمشيئته أجابه سعود بسلب حوران في يوليه عام 1810م).

وجاء في الدائرة أيضاً: ويُنكِرُ الوهابية - وأولهم: إمامهم ابن عبد الوهاب - التقليد).
وسيأتي في المباحث التالية الرد على تلك المزاعم.

المبحث الثالث: عدم وجود الأدلة على ما زعموا:
لم يقم دليل واحد على غالب تلك الدعاوى، وقد أخذها أولئك المستشرقون من أعداء الدعوة الإصلاحية (الوهابية) إذ إن تلك هي مفترياتهم القديمة على الدعوة.

ورسائل الشيخ وكتبه ومصنفات تلاميذه موجودة متاحة، فالواجب الرجوع إليها والتأكد من تلك المزاعم.

إن كتب أئمة الدعوة طافحة بخلاف أكثر ما ذكر، مستدلة في ذلك جميع مسائلها بالقرآن والحديث وإجماع أهل العلم.

وقد أنكر الشيخ نفسه في حياته كثيراً من هذه المزاعم التي افتراها عليه بعض أعدائه حيث جاء في إحدى رسائله إلى أهل القصيم: (ثم لا يخفى عليكم أنه بلغني أن رسالة سليمان بن سحيم قد وصلت إليكم، وأنه قبلها وصدقها بعض المنتسبين للعلم في جهتكم، والله يعلم أن الرجل افترى عليَّ أموراً لم اقولها، ولم يأت أكثرها على بالي، فمنها قوله: إني مبطل كتب المذاهب الأربعة، وإني أقول: إن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء، وإني أدَّعي الاجتهاد وإني خارج عن التقليد، وإني أقول: إن اختلاف العلماء نقمة، وإني أُكفِّر من توسل بالصالحين، وإني أُكفِّر البوصيري لقوله: يا أكرم الخلق، وإني أقول: لو أقدر على هدم قبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لهدمتها، ولو أقدر على الكعبة لأخذت ميزابها، وجعلت لها ميزاباً من خشب، وإني أحرم زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وإني أنكر زيارة قبر الوالدين وغيرهما، وإني أكفر ابن الفارض وابن عربي، وإني أحرق دلائل الخيرات، وروض الرياحين وأسميه روض الشياطين، جوابي عن هذه المسائل: سبحانك هذا بهتان عظيم).

وقال الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف عن أعداء الدعوة: (وعندما عجز كبرائهم في ميادين الحجج والبراهين وباؤوا بالفشل لجأوا إلى وضع العقوبات في سبيل الدعوة وإلى الاعتداء، الأمر الذي ألجأ الشيخ وحزبه برئاسة الأمير محمد بن سعود أن يقاومهم .. فجرت الحروب الشديدة بين حزب الشيخ وبين أولئك المخالفين، فكما فشلوا في ميادين الحجج العلمية وخرجوا صفر اليدين فشلوا أيضاً في ميادين المقارعة والحروب، وكان النصر في الأغلب حليف الشيخ وحزبه، فلما لم يبق لديهم من سلاح يحاربون الدعوة به؛ شرع بعض المدعيين للعلم والحكام يزيدون في اختلاقهم للأكاذيب والافتراءات وينسبونها إلى الشيخ، وأخذوا في استعمال الدعايات الكاذبة والإشاعات الباطلة، وطفق بعضهم يكتب إلى الأتراك، وإلى الأشراف في الحجاز: إن هذا مبتدع، ومذهبه خامس المذاهب، ولا يحب الرسول صلى الله عليه وسلم، وكفر جميع الناس إلا من كان من أتباعه ... ).

إن أعداء الدعوة من أهل نجد والحجاز والمصريين والأتراك غير مؤهلين للسماع منهم لكون غالب عداوتهم للدعوة من باب الجهل والحسد، وكفهم عما يخالف الشريعة مما ألفوه من البدع، وانقطاع ما يصل إلى بعضهم من أموال حقاً كانت أم باطلاً.

وقد فطن لذلك التشويه والافتراءات على دعوة الشيخ رحمه الله بعض المؤرخين المسلمين والغربيين والمحايدين فنبهوا على كذب تلك المزاعم ومن ذلك: ما ذكره الجبرتي  المؤرخ المصري الشهير في حوادث ذي الحجة سنة 1223هـ؛ حيث قال عن أهم الأحداث: (ومنها انقطاع الحج الشامي والمصري معتلين بمنع الوهابي الناس عن الحج، والحال ليس كذلك؛ فإنه لم يمنع أحداً يأتي الحج على الطريقة المشروعة وإنما يمنع من يأتي بخلاف ذلك من البدع التي لا يجيزها الشرع مثل المحمل والطبل والزمر وحمل الأسلحة، وقد وصل طائفة من الحجاج المغاربة حجوا ورجعوا في هذا العام وما قبله، ولم يتعرض أحد لهم بشيء، ولما امتنعت قوافل الحج المصري والشامي وانقطع عن أهل المدينة ومكة ما كان يصل إليهم من الصدقات والعلائف والصرر التي كانوا يتعيشون منها خرجوا من أوطانهم ونسائهم، ولم يمكث إلا الذي ليس له إيراد من ذلك، وأتوا إلى مصر والشام ومنهم من ذلك إلى إسلام بول يتشكون من الوهابي ويستغيثون بالدولة في خلاص الحرمين لتعود لهم الحالة التي كانوا عليها من إجراء الأرزاق واتصال الصلات).

ومن المعلوم أن الجبرتي شاهد منصف وليس له أي ميول في هذه القضية، وقد شهد الجميع بنزاهته وتثبته ومن ذلك ما جاء في الدائرة نفسها بقلم اثنين من كتابها حيث قال ماكدونالد في الطبعة الأولى: (ولا شك في نزاهة أحكام الجبرتي فهو من بيت علم يعرف قدر الرواية المحكمة إذا رواها شاهد عيان).

وقال عن تاريخه: (وهو أعظم تواريخ مصر في القرن الثاني والثالث عشر للهجرة).

كما وصفه إيالون في الطبعة الثانية بقوله حين الحديث عن أسرته: (وظهر في هذه الأسرة مؤرخ عظيم، كان بلا شك ظاهرة فريدة في فن تدوين التاريخ الإسلامي).

وقال العلامة العراقي الألوسي  عن دعوة الشيخ في كتابه: “تاريخ نجد”: (ونقص عليك شيئاً من سيرة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ونذكر طرفاً من أخباره وأحواله ليعلم الناظر فيه بحقيقة أمره، فلا يروج عليه تشنيع من استحوذ عليه الشيطان وأغواه، وبالغ في كفره واستهواه ..) ثم أخذ يسرد فضائله ويبرهن على صحة معتقده.

وقال برائجس: (لقد أشاع الباب العالي أنه – أي سعود بن عبد العزيز – نهى الناس عن زيارة المدينة، إلا أن هذا ليس بصحيح فإنه نهى فقط عن ارتكاب الأعمال الشركية عند الروضة المطهرة، كما نهى عنها عند قبور الأولياء ... بعض الجهال يرونهم - أي الوهابيين - كفاراً، وقد اعتمد الأتراك على الشائعات التي روجها الأشراف، إلا أن الحقيقة أنهم متبعون تماماً للقرآن والسنة، وكانت حركتهم تطهيرية خالصة في الإسلام).

وقال أيضاً رداً على أحد الفرنسيين وقد ألف كتاباً سنة 1808هـ ادعى بأنه سمع من مقرب من سعود أن سعود ألغى الحج، فرد عليه برائجس: (يجب على الفرنسي الأحمق الذي ذكر نسخ الحج أن يعرف أن سعود نهى عن التقاليد القبيحة في الحج، وأن أول عمل عمله بعد دخول مكة هو الطواف والعمرة).

فكما أن هذا هو حال أعداء الدعوة في شبهاتهم فإن حالهم كذلك في قتالهم، ولا أدل على ذلك مما ذكره الجبرتي بعد هزائم المصريين والأتراك أول الأمر في الجزيرة العربية حيث قال نقلاً عن بعض من حضر الحرب: (ولقد قال لي بعض أكابرهم – في جيش محمد علي – من الذين يدعون الصلاح: أين لنا بالنصر! وأكثر عساكرنا على غير الملة، وفيهم من لا يتدين بدين، ولا ينتحل مذهبنا، وبصحبتنا صناديق المسكرات، ولا يسمع في عرضنا أذان، ولا تقام به فريضة، ولا يخطر في بالهم ولا خاطرهم شعائر الدين، والقوم إذا دخل الوقت أذن المؤذنون وينتظمون صفوفاً خلف إمام واحد بخشوع وخضوع، وإذا حان وقت الصلاة والحرب قائمة أذن المؤذنون وصلوا صلاة الخوف، فتتقدم للحرب طائفة، وتتأخر الأخرى للصلاة، وعساكرنا يتعجبون من ذلك، لأنهم لم يسمعوا به فضلاً عن رؤيته.

وكان كثير من قتلاهم – الجيش المصري – لما ظهرت عورته لغسيله بعد القتل وُجدوا غلفاً غير مختونين، وقد سبي الجيش المصري نساء في بدر، حتى أن بعض أهل بدر الصلحاء قال لبعض العسكر: أعطني زوجتي. قال: حتى تبيت معي الليلة وأعطيها لك من الغد) .

وقد شهد بصحة معتقد الشيخ محمد وأتباعه - رحمهم الله - علماء مكة والمدينة وسائر المذاهب وكذا الشريف غالب أمير مكة حينذاك بعد الجلوس مع علماء الدعوة.

كما مدح دعوته وأطنب في مدحه كثير من العلماء والمفكرين المنصفين من خارج نجد منهم الأمير الصنعاني ، ومؤرخ مصر الجبرتي، والشيخ القاسمي  الذي حوكم بتهمة العمل على نشر الوهابية، والعلامة الألوسي، وكذلك الشيخ محمد رشيد رضا، والأمير شكيب أرسلان، ........ ومحمد كرد علي، والشيخ طاهر الجزائري، والزركلي، وغيرهم كثير.

وهذا المبحث في حدِّ ذاته كافٍ كردٍّ إجماليٍّ على تلك المطاعن جميعاً.
المبحث الرابع: علماء الدعوة وتكفير المسلمين:
جاءت هذه الفرية في الدائرة: (يرى الوهابيُّون في أنفسهم أنهم وحدهم هم الموحدون، وأن سائر المسلمين مشركون).

وهذه الفرية نشرها ابن عابدين  في "حاشيته"، وابن دحلان حيث يقول عن محمد بن عبد الوهاب: (وسعى بالتكفير للأمة خاصها وعامها وقاتلها على ذلك جملة إلا من وافقه على قوله).

إن محمد بن عبد الوهاب وأتباعه لا يكفرون عموم المسلمين، وإنما يكفرون من قامت عليه الحجة بالعلم ثم أشرك مع الله غيره بعبادة القبور، أو بموالاة عبادها على أهل التوحيد، أو عمل ناقضاً من نواقض الإسلام المجمع عليها.

قال محمد بن عبد الوهاب: (فإن قال قائلهم: إنهم يكفرون بالعموم، فنقول: سبحانك هذا بهتان عظيم، الذي نكفر الذي يشهد أن التوحيد دين الله ودين رسوله، وأن دعوة غير الله باطلة، ثم بعد هذا يكفر أهل التوحيد، ويسميهم الخوارج، ويتبين مع أهل القبب على أهل التوحيد).

وقال أيضاً: (وأما التكفير، فأنا أُكَفِّر من عرف دين الرسول ثم بعد ما عرفه سبه ونهى الناس عنه، وعادى من فعله، فهذا هو الذي أُكفر، وأكثر الأمة ولله الحمد ليسوا كذلك).

وقال عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب مدافعاً عن مذهبه وراداً على ما قال له: (إنك ضللت وكفرت من خالف مذهبك في الصفات) فقال: (إن الأمة اختلفوا في هذه المسائل اختلافاً كثيراً، ولم يكفر بعضهم بعضاً، وإنما يكفرون من خالف نص كتاب أو سنة، وقامت عليه الحجة، واعتقد أن الحق خلاف ذلك، وأما نحن فلم نكفر أحداً بهذه الأمور، وإنما كفَّرنا من أشرك الله وعبد معه غيره، وقامت عليه الحجة واستهزأ بالدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم أو شيء منه، أو كرهه وأبغضه.

والأدلة على ذلك كثيرة من الكتاب والسنة؛ كقوله تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ}، وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}، وقال تعالى: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ}، وقال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}، وقال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ}.
وقال عبد اللطيف بن عبد الرحمن: (وأما القول بأننا نكفر الناس عموماً، ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، وغنا نكفر من لم يكفر ولم يقاتل، ومثل هذا؛ وأضعاف أضعافه، فكل هذا من الكذب والبهتان الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله، وإذا كنا لا نكفر من عبد القبور من العوام لأجل جهلهم، وعدم من ينبههم؛ فكيف نكفر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا! أو لم يكفر ويقاتل! سبحانك هذا بهتان عظيم).

وقال أيضاً: (وقد جاء في الحديث: (من قال لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما) فإطلاق القول بالتكفير والحالة هذه – انتشار الجهل – دليل على جهل المكفر، وعدم علمه بمدارك الأحكام).

فهؤلاء أئمة الدعوة ينكرون هذه التهمة مبينين إدراكهم لعظم تكفير المسلم، وأنه من صفات الجهلة والمتعجلين.

وربما صدر تكفير بعض من يستحق ذلك، وقد مضى بيان حال بعض المخالفين في كلام الجبرتي السابق. أو حصول أخطاء من بعض أتباع الدعوة فإنه لا يعمم.

المبحث الخامس: وصف أتباع محمد بن عبد الوهاب المشبهة:
جاء في الدائرة اتهام اتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب بالتشبيه في صفات الله تعالى.

والجواب في ذلك: كما قيل في حق الحنابلة وشيخ الإسلام ابن تيمية تماماً من موافقة معتقده لمعتقد السلف الصالح، الذين اتهمهم البعض بالتشبيه لما أثبتوا ما أثبته القرآن من صفات الله تعالى.

ومصنفات علماء الدعوة تنفي هذه التهمة بدءاً من الشيخ نفسه حيث قال في شرح اعتقاده: (أعتقد أن الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير، فلا أنفي عنه ما وصف به نفسه، ولا أحرف الكلم عن مواضعه، ولا ألحد في أسمائه وآياته، ولا أكيف، ولا أمثل صفاته تعالى بصفات خلقه، لأنه تعالى لا سمي له ولا كفؤ له ولا ند له، ولا يقاس بخلقه).

المبحث السادس: اتهامهم بإنكار الإجماع والقياس:
جاء في الدائرة: (وهذه الأصول الأربعة لم يعترف بها قط الخوارج والوهابية فضلاً عن الشيعة : أي أنهم يقتصرون على الكتاب والسنة، وينكرون الإجماع والقياس.

وهذا أيضاً من الاتهامات الباطلة، وليس هناك ما يدل عليها، وكتب علماء الدعوة طافحة بالاستدلال بالكتاب والسنة والإجماع والقياس.

وقد ذكر علماء الدعوة أنهم على مذهب الحنابلة في أصول الفقه، حيث يأخذون بالنصوص في الكتاب والسنة ثم بأقوال الصحابة إذا اجتمعوا، وإذا اختلفوا اجتهدوا في التخير بين أقوالهم، ولم يخرجوا عنها، ثم بالحديث المرسل والضعيف والمنجبر إذا لم يعارض، ثم بالقياس.

المبحث السابع: اتهامهم بالتطرف والتشدد والتزمُّت:
جاء في الدائرة: (ولما كان جميع المسلمين اليوم ما عدا المتطرفين من أهل الحديث والمشبهة كالوهابية وأصحاب ابن تيمية).

كما جاء: (المخترعات الحديثة تستخدم بلا حرج بين الوهابيين، وهم أكثر فرق الإسلام الحديث تزمُّتاً).

وجاء أيضاً عن بعض سكان سومطرة الأندونيسية: (وقد عاد من الحجاز في أوائل القرن التاسع عشر ثلاثة من أهل منغكاباو بعد أن أدوا فريضة الحج، ورأوا الحكم الوهابي في مكة بعد سنة 1806م فامتلأت نفوسهم بالحماسة لتزمت الوهابيين وتشددهم).

وجاء أيضاً: ولقد رفض الوهابيون السماح لقوافل المحمل الذي أعدته الحكومة التركية بدخول الأراضي المقدسة، وأبطل سعود الخطبة للسلطان، وقال في رسالة رسمية إنه ليس على والي دمشق أن يعتنق المذهب الوهابي فحسب بل على السلطان أن يفعل ذلك، ولما رفض صاحب دمشق رفضاً باتاً أن يذعن لمشيئته أجابه سعود بسلب حوران في يولية عام 1810هـ).

قلت: إذا كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة دين الله هو المقصود بالتشدد والتزمت والتطرف فنعم، فقد كانت دعوة الشيخ كذلك، بل ذلك هو غاية دعوة الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

أما سوى ذلك فلم تكن دعوة الشيخ – رحمه الله – بهذه الصفة، (بل إن الشيخ نفسه رغم شدة خصومة مناوئيه وضراوتها، وشناعة عنادهم، واستمراره إلا أن الشيخ رحمه الله قد كان حريصاً على هداية أولئك الخصوم، فيبذل الأسباب والوسائل لتحقيق ما يؤدي إلى استقامتهم والتزامهم بمتابعة الحق المؤيد بالدليل، ويظهر اللين والتطلف معهم).

ومن أمثل ذلك: رسالته للشيخ عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف أحد علماء الإحساء، حيث يخاطبه فيقول: سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد فقد وصل إلينا من ناحيتكم رسالة فيها إنكار وتغليظ عليَّ، ولما قيل إنك كنت معهم وقع في الخاطر بعض الشيء؛ لأن الله نشر لك الذكر الجميل، وأنزل في قلوب عباده لك من المحبة ما لم يؤته كثيراً من الناس).

مع أن الشيخ المخاطب سبق له أن ألف رسالة في الرد على الشيخ سماها (سيف الجهاد لمدعي الاجتهاد).

كما يخاطب الشيخ عبد الوهاب بن عبد الله بن عيسى فيقول: (إني أدعو لك في سجودي، وأنت وأبوك أجل الناس إليّ وأحبهم عندي).

ومع ذلك فقد عاني الشيخ محمد بن عبد الوهاب من الشيخ المخاطب وأبيه معاناة شديدة، وأصابه منهما نكد وهمٍّ كما صرح به الشيخ في رسائله.

وهذا محمد بن فيروز الحنبلي المدافع عن الاستغاثة بالأموات، ومن ألد أعداء دعوة الشيخ، وقد كتب إلى الأتراك يستنجدهم لقتال البغاة الخارجين بنجد وهو يقصد الشيخ وأتباعه، وحسبنا في بيان شدة كراهته وتعديه قوله: (لعل الشيخ – يعني عبد الوهاب – غفل عن مواقعة أمه – يعني أم محمد بن عبد الوهاب – فسبقه الشيطان إليها فكان أبا هذا المارد) .
ومع ذلك يصف الشيخ ابن فيروز في إحدى رسائله: (ولكن تعرف ابن فيروز أنه أقربهم إلى الإسلام، وهو رجل من الحنابلة) .
كما كان أمراء آل سعود القائمون بنصرة الدعوة في نجد متسامحين فهذا سعود أعظم أمراء الدولة ولى على المدينة النبوية قاضياً حنفياً من اسطنبول، كما أن قاضيه على القطيف كان من أهل فارس .
كما كان علماء الدعوة متسامحون رحماء، مع حرصهم على تطبيق أحكام الله تعالى، ويشهد كل من جالسهم باعتدالهم وسعة علمهم، ومن ذلك ما يذكره المؤرخ المصري الجبرتي: (أنه لما أرسل عبد الله بن سعود اثنين من علماء نجد لمصر للتفاوض مع محمد علي وجلسوا مع علماء الأزهر استأنسوا بهما، وأعجبوا بخلقهما وعلمهما بعد أن ناقشوهما واستمعوا إليهما، وسألوا عن أهل مذهب الإمام أحمد بن حنبل، وعن الكتب المصنفة في مذهبه، فقيل انقرضوا من أرض مصر بالكلية، واشتريا نسخاً من كتب التفسير والحديث مثل الخازن والكشاف والبغوي والكتب الستة) .
وقال: (وقد اجتمعت بهما مرتين فوجت منهما أنساً، وطلاقة لسان، واطلاعاً وتضلعاً، ومعرفة بالأخبار والنوادر، ولهما من التواضع وتهذيب الأخلاق، وحسن الأدب، واستحضار الفروع الفقهية واختلاف المذاهب ما يفوق الوصف) .
كما شهد الرحالة الأسباني (دومنغو بادليا أي لبيخ)  المعروف باسم الحاج علي بك العباسي، والذي عاصر الدولة السعودية الأولى وزار الحاجز إبان حكمهم، وشهد موكب الإمام سعود في مكة سنة 1806م، باعتدال الوهابيين حيث قال: (إن الحقيقة تفرض علي أن أعترف أنني وجدت جميع الوهابيين الذين تحدثت إليهم على جانب من التعقل والاعتدال، وقد استقيت منهم كل المعلومات التي أوردوها عن مذهبهم، ولكن على الرغم من اعتدالهم لا يستطيع السكان والحجاج سماع مجرد اسمهم دون أن تمتلك الرجفة قلوبهم، ولا يتلفظون بها إلا همساً، لذا فإن الناس يهربون منهم، ويتجنبون التحدث إليهم قدر الإمكان) .
وما يتعلق بالدعاء للسلطان فإن الدولة العثمانية في حالة حرب مع الدعوة فمن الطبيعي أن يلغي سعود الدعاء له في الخطبة.
وأما من حيث الحج فقد تقدم ما يدل على أن الأمراء السعوديين لم يمنعوا أحداً من الحج ، وإنما نهوا عن البدع وما خالف الشريعة، وكل ذلك إنما كان بعد الإنذار لعام كامل.
وربما صدر م بعض أتباع الدعوة م ينكر من الشدة في الأمر والنهي وهو لا يعمم على الجميع
المبحث الثامن:
فيما يتعلق بالقبور
جاء في الدائرة حكاية لمذهب الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه: (وهم يرون أن السنة القديمة وشخصية النبي وجوهر الإسلام تبعاً لذلك قد شوهت بسبب تقديس الأولياء، وهم من أجل ذلك يهاجمون أكثر أماكن الإسلامي قداسة عند أهل السنة وعند الشيعة؛ لأن هذه الأماكن تعتبر في نظرهم معاقل لعبادة الأوثان) .
كماء جاء أيضاً: (وزار بور كهارت هذا المكان – بقيع الغرقد – بعد غزو الوهابيين فوجد أن أصبح أتعس المقابر حالاً في الشرق – يشير إلى هدم القباب والزخارف –) .
وجاء أيضاً: (وكانت زيارة قبور الأولياء من البدع التي حاربها محمد بن عبد الوهاب) .
كما جاء في الدائرة في وصف جماعة أهل الحديث في الهند : (ويسمي الوهابيون في الهند أنفسهم بهذا الاسم) ثم جاء في وصفهم: (عنوا خاصة بتوكيد التوحيد، وإنكار علم الغيب لأي من مخلوقات الله، وقد اقتضى هذا إنكار كرامات الأولياء والمبالغة في تقديسهم) .
قلت: الشيخ لم يحرم زيارة القبور، وإنما حرم ما يصاحب ذلك من بدع وشرك، وفيما يتعلق بمهاجمتهم الأضرحة فصحيح، ولكن لابد من مراعاة اعتبارين:
الأول: أنها وإن كانت أكثر الأماكن قداسة عند مرتاديها فإنها ليست أكثر الأماكن قداسة في الإسلامي.
الثاني: أن القبور المرتفعة مخالفة للسنة، فضلاً عن البناء عليها، وقد ثبت عن أبي الهياج الأسدي أنه قال: (قال لي علي بن أبي طالب: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا تدع تمثالاً إلا طمست، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته) .
فرفع القبور مخالفة للسنة الشريفة، وأعظم من ذلك دعاء أصحابها؛ إذ أن هذا هو الشرك الذي كان المشركون يفعلونه، وكان القرآن الكريم ينزل بالنكير عليهم، قال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}.
وكثير من الناس يشنع على أتباع الدعوة فيما يخص القبور دون تصور للحكم الشرعي في هذا الأمر، ودون فهم للدوافع والأسباب التي جعلت من الشيخ وأتباعه يشددون بأن تكون وفق السنة، وذلك لمغالاة القوم فيها حتى عبدت من دون الله تعالى.
وقد لاحظ ذلك بعض المعاصرين للدعوة من الغربيين حيث قالت (جاكلين بيرين) عن سبب عداوة بعض الناس لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب: (والسبب الأول في هذه العداوة أن الناس لم يفهموا للوهلة الأولى المعنى الإصلاحي لهدم المزارات وتقويض أضرحة الأولياء التي كان المؤمنون يؤدون لها واجب الإجلال، وقد كاد هذا الإجلال يتحول إلى نوع من أنواع العبادة التي لا تجب إلا لله وحده).
أما عنايتهم بتوكيد التوحيد فهي في مكانها، إذ قد عني به جميع الأنبياء – عليهم السلام – بل إن الله حصر رسالتهم فيها: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}. وقال سبحانه وتعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}.
أما ما يختص بعلم الغيب فإن مذهب اتباع الدعوة موافق لمذهب أهل السنة، الذين يؤمنون بما جاء في القرآن الكريم أن الغيب لله وحده: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ}. وأن هذا الغيب يطلعه الله على رسله كرامة لهم وإظهاراً لإعجازهم قال سبحانه وتعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا}.
وأصل هذه المسألة أن كاتب المادة هو من أعداء أهل الحديث الذين يبالغون في تقديس الأولياء ويثبتون لهم العلم بالغيب، مع مخالفته الظاهرة للقرآن.
أما إنكار كرامات الأولياء فهي فرية لا تنطلي على أحد؛ ذلك أن مصنفات أهل السنة شاهدة على إثباتها، بل إنها جزء من عقيدتهم؛ لأن تلك الكرامات دلت عليها الأدلة، وإثباتها جزء من عقيدة أهل السنة.
قال ابن تيمية: (ومن أصول أهل السنة والجماعة: التصديق بكرامات الأولياء، وما يجري الله على أيديهم من خوارق العادات، في أنواع العلوم والمكاشفات، وأنواع القدرة والتأثيرات، كالمأثور عن سالف الأمم في سورة الكهف وغيرها، وعن صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين وسائر قرون الأمة، وهي موجودة فيها إلى يوم القيامة) .
أما تقديسهم للأولياء: فإن كان المقصود محبتهم، وطلب الدعاء منهم في حال حياتهم، والاعتراف بفضلهم فهذا لم ينكروه، ولم ينكره أحد من المسلمين، بل هو ثابت عندهم فيمن علم ولايته.
وأما إن كان المقصود صرف شيء من العبادة لهم من دعاء أو ذبح أو نذر أو غيرها من وجوه العبادة، فهذا شرك أكبر، وأرسل الرسل للقضاء عليه.

المبحث التاسع:
الرد على وصفهم بالقرصنة
جاء في الدائرة محاولات عدة لوصف الحركة الإصلاحية في نجد بالقرصنة، ومن ذلك: (وكان هدف البريطانيين من تدخلهم في سياسة بحر فارس هو القضاء على تجارة الرقيق والقرصنة اللتين كانتا قد نظمتا تنظيماً أفضل مع اتساع نفوذ الوهابيين) .
كما جاء عن سعود بن عبد العزيز تلميذ الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأقوى الأئمة الذين حكموا في الجزيرة العربية،: (ونظم سعود القرصنة التي كانت تقوم بها القبائل القاطنة في الخليج الفارسي) .
كما جاء عن قبائل الدواسر: (وهم يعيشون حيثما تيسر لهم على السلب، ويقال إنهم أكثر الوهابيين تعصباً وخطورة) .
وقد قلدهم في ذلك: (فيليب حتى) فسمى شاطئ الإمارات بشاطئ القرصنة .
وسبب وصفهم بذلك أن القواسم في ساحل رأس الخيمة والشارقة يغيرون على السفن البريطانية وعملائها في مسقط، وينهبونها، ويتم ذلك بتشجيع الأمراء السعوديين في نجد “الوهابيين” وترسل إليهم الخمس من المغنم.
إن من العجب وصف الوهابيين بذلك، فالمستعمر يصف غيره بالقرصان، وينسى نفسه!.
كما أن قرصنة الإنجليز في بحار العرب سابقة لظهور دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب حيث ظهرت في البحر الأحمر سنة 1696م خمس سفن بريطانية وسفينتان أخريان على كل واحدة أربعة عشر مدافعاً، ومن البحارة مائة وخمسون، وأخذت تنهب السفن في البحر الأحمر والبحر العربي والخليج العربي ، ولم تحرك بريطانيا ساكناً.
فهذه القرصنة التي تفتك بسفن الحجاج وغيرهم مسكوت عنها ودفاع صاحب الأرض عن المستعمر قرصنة يجب إنهاؤها!
إن الحقيقة التي لا يجادل فيها هي: أن مرور السفن البريطانية سواء شركة الهند البريطانية، أو غيرها في الخليج إنما كان لأعمال استعمارية خالصة، وهم لا يتناهون عن الاستيلاء ليس على السفن فحسب بل حتى على الأراضي إذا ما وجدوا فيها ضالتهم الاستعمارية رغم أنف أهلها كما هو معلوم بالضرورة عن الإنجليز، فقد استعمروا آنذاك دولاً وأراضي لا حصر لها، كما أن مرورهم في الخليج إنما كان لعبور السفن بين مستعمراتهم العربية في العراق ومستعمراتهم الهندية، التي تديرها شركة الهند الشرقية.
ولقد (تحولت سياسة شركة الهند الشرقية إلا امتلاك الأراضي وفرض السيادة الإنجليزية عليها من أواخر القرن السابع عشر .. واستطاع الإنجليز مدة قصيرة بين سنة 1750، وسنة 1818 فرض سياستهم على أغلب أراضي الهند) .
وهل يتوقع الإنجليز أن تبحر سفنهم بأمان وهم بهذه المثابة، بالإضافة إلى تدخلهم في شؤون بلاد الخليج حيث كانوا يحرضون حليفهم سلطان عمان على مهاجمة حلفاء الدولة السعودية، فلما لم يستطع على ذلك، بل أصبح حليفاً للسعوديين يدفع الزكاة لهم ، حاصرت بريطانيا جزيرة كشم التابعة للقواسم سنة 1805م، منتحلة أوهى الأسباب، وأجبرتهم على اتفاقية مجحفة سنة 1806م، ثم هاجموا رأس الخيمة في السنة نفسها .
كما أبرموا معاهدة استعمارية أملوها على أمير رأس الخيمة بعد ضعفه حين هزيمة مناصريه السعوديين، الذين كانوا الساعد الأيمن له، وكانت تلك المعاهدة سنة 1820م، بعد سقوط الدرعية بعامين، ومن بنودها: (بقاء رأس الخيمة وما حولها من مزارع في أيدي الحكومة البريطانية) .
قال بوندار ليفسكي المؤرخ الروسي: (في سنة 1805م لما تولى الأمير بدر حاكم مسقط سعى إلى إقامة علاقات طبيعية مع آل سعود وبمساندة إمام عمان، وكان ذلك يتهدد خطط شركة الهند الشرقية في الجنوب الشرقي من الجنوب الشرقي من الجزيرة، فاغتيل الأمير بدر في سنة 1807م بأمر من مقيم الشركة، وصار سعيد بن سلطان صنيعة البريطانيين، ومن ثم أصبح عدو الوهابيين اللدود، ثم نشب صراع مسلح أسهم في فرض الحماية البريطانية على مسقط وساحل الصلح البحري الذي سماه المستعمرون بصفاقة ووقاحة: [ساحل القرصنة]) .
إن السبب في الخصومة بين السعوديين والقواسم من جهة، والإنجليز خاصة حاكم بومباي من قبل الإنجليز من جهة أخرى يتلخص ببساطة بـ: اصطدام مصالح الإنجليز الاستعمارية التوسعية في الشرق بالقوة السعودية الناشئة المصممة على خضوع أراضي الجزيرة للدعوة الإصلاحية، والتي من أسسها عدم خضوع الأراضي الإسلامية للكفار.
وكان لشركة الهند تجارة واسعة في عمان، بل هي مركزها في المنطقة بعد البصرة، وكان الإنجليز يمارسون نفوذهم عليها.
إن الدعوة الوهابية ترى في الإنجليز عدواً للإسلام ومستعمراً يجب محاربته، وحين احتل القواسم بعض مدن عمان سنة1808م وأرسل سلطان عمان رسله للدرعية للتوسط وطلب منهم الإمام عبد العزيز أن يوجه حاكمهم سفنه لضرب البصرة، وأن عليه أن يثبت ولاءه للقضية الإسلامية، فيعد حملة ضد شركة الهند المتعاونة مع باشا بغداد .
(وفي هجمات القواسم على الإنجليز في إحدى المرات وجدوا في إحدى السفن امرأة هي زوجة تيلر القنصل الإنجليزي في بغداد، فلم يسموها بأذى بل أعادوها إلى بو شهر طبقاً للتقاليد العربية) ، فليس هذا من عمل القراصنة، وهو ليس تقليداً عربياً فحسب، بل هو ما يحث عليه الإسلام من عدم التعرض لغير المحاربين.
إن تحرير الأرض الإسلامية من المعتدين هو من الجهاد في سبيل الله وهو حق مشروع، بل هو واجب وإذا لم يمكن ذلك فلا أقل من معاداة المعتدين، وعدم توليهم، ومضايقتهم، والتصدي لهم.
أما أن ينعت المعتدي أصحاب الحق بالقراصنة فهو من المفارقات العجيبة، وهذا يذكرنا بما تطلقه إسرائيل على المقاومين للاحتلال بالمخربين والإرهابيين.
أما السلب فلا ينكر أن القبائل البدوية في الجزيرة العربية كانت تمارس السلب على نطاق واسع، ولكن هذا مخالف لتعاليم الإسلام، ولم يكن له صلة بدعوة محمد بن عبد الوهاب، بل إن السلب والنهب انحسر بوضوح مع توسع الدولة السعودية المؤيدة من الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه، ولقد شهد بذلك القاصي والداني ممن اطلع على أحوال نجد في تلك الفترة من المنصفين، ومن ذلك:
ما شهد به الرحالة الأسباني (دومنغو بادليا لبيخ) المعروف باسم الحاج علي بك العباسي، عن قرب ومشاهدة شخصية عن الوهابيين بعد فتحهم لمكة بأنهم: (لا يسرقون قط، لا عن طريق القوة، ولا عن طريق الحيلة، وإلا إذا اعتقدوا أن المتاع يخص عدواً أو كافراً ، وهم يؤدون أثمان كل ما يشترونه، وأجور الخدمات التي تقدم لهم بالعملة التي لديهم) .
كما شهد بذلك بوكهارت  الذي زار الجزيرة العربية بعد ذلك حيث قال عن الأمن في الدولة السعودية الأولى التي تسير على منهج دعوة محمد بن عبد الوهاب: (ولعل هذا الأمن والأمان قد استتب في البلاد لأول مرة بعد النبي العربي ، ووجد البدو لأول مرة فرصة النوم آمنين مطمئنين على أموالهم وأمتعتهم ومواشيهم) .
وأما ما تفعله الدولة السعودية الأولى من الاستيلاء على ممتلكات الأعداء المحاربين، فهذه غنائم حرب، وتلك الغنائم مشروعة في الإسلام، بل هي في غالب الأعراف، وهم لا يفعلون ذلك إلا مع أعداء دعوتهم الإصلاحية المناوئين لها، ولا يفعلون ذلك إلا بعد البيان والإنذار، أما من يسمح لدعاة الدعوة بالإصلاح في الأرض، ويعينهم في إزالة الشرك والفساد، فإن أموالهم ودماءهم مصانة محفوظة.
ولقد أحس أهل نجد بفقد الرحمة والشورى بعد سقوط الدولة عندما حكم إبراهيم باشا الدرعية تسعة أشهر حكماً إرهابياً تعسفياً بشهادة المؤرخين الأوروبيين أنفسهم .
ومن المفارقات أن يسل أولئك النفر من أهل الكتاب أقلامهم لمحاربة الدعوات الإصلاحية في الإسلام، آخذين عليها محاربتها لأعداء الدعوة، متناسين تلك الحرب الصليبية الشنعاء التي شنها النصارى في بلاد الإسلام على بعد آلاف الأميال عن ديارهم، تلك الحرب المتجردة من الأخلاق، والتي لم تخلف سوى الدمار، ولم يكن لها هدف سوى نفث الأحقاد، متناسين ما فعل اليهود وما يفعلون في فلسطين، وما يقوم به النصارى الصرب من حرب إبادة ضد المسلمين في البوسنة قديماً وحديثاً أمام بصر العالم وسمعه، بل إن هؤلاء الإنجليز يقفون ضد أي محاولة للسماح للمسلمين للتزوُّد بالسلاح للدفاع عن أنفسهم.

المبحث العاشر:
فيما يتعلق بتجارة الرقيق
جاء في الدائرة: (وكان هدف البريطانيين من تدخلهم في سياسة بحر فارس هو القضاء على تجارة الرقيق والقرصنة اللتين كانتا قد نظمتا تنظيماً أفضل مع اتساع نفوذ الوهابيين) .
قلت: إن حكمنا على الرق نابع من نظرتنا إليه (في ضوء الشناعات التي ارتكبت في عالم النخاسة، والمعاملة وحشية التي سجلها التاريخ في العالم الروماني خاصة، فنستقطع الرق، ولا تطيق مشاعرنا أن يكون هذا اللون من المعاملة أمراً مشروعاً يقره دين أو نظام) ، بينما يجب أن ننظر إليه في ضوء الإسلام الذي حرم سرقة الأحرار، وحصر الرق في أسرى الحرب خاصة إذا كان ثمة مصلحة من استرقاقهم، وفتح أبواب التحرير، وجعلها من أفضل الأعمال: {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ * ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ}، كما جعل غالب الكفارات شرطها الأول إعتاق الرقيق، وجعل إعتاقهم من مصارف الزكاة الركن الثالث من أركان الإسلام.
بل أمر بإعتاقهم بالمكاتبة على قدر من المال إذا أسلم الرقيق، وعرف منه قيامه بنفسه ورغبته في ذلك: {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآَتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آَتَاكُمْ}.
كما أمر بمعاملة الرقيق معاملة شرعية والإحسان إليهم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، ويلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم) متفق عليه .
كما حفظ حقوقهم وحذر من التعدي عليهم كما جاء ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من قذف مملوكه بالزنا يقام عليه الحد يوم القيامة إلا أن يكون كما قال) رواه مسلم .
وقد طبق المسلمون هذه المعاملة في الغالب، كما طبقت في الجزيرة العربية إبان دعوة محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – هذه التعاليم الإسلامية تجاه الرقيق، مما لا يقارن مع معاملة الغربيين للرقيق بشهادة الجميع، وإنني لا أذكر شهادات المسلمين، ولكنني سأستشهد ببعض الأوروبيين الذين زاروا البلاد الإسلامية، وبالتحديد الجزيرة العربية فهالهم حسن معاملة المسلمين للرقيق، فهذا أول قنصل بريطاني في زنجبار يصف حالة الرقيق: (إنهم عموماً يتناولون طعاماً جيداً ولا تساء معاملتهم، ومن النادر ضربهم) .
ويقول أحد الذين خلفوه: لا توجد طبقة في المجتمع سعيدة وخالية البال وتحظى بمعاملة كريمة كطبقة العبيد المسلمين) .
وقد كتب المقيم الإنجليزي في الخليج سنة 1844م يصف حالة الرقيق بعد انتقالهم للعرب: (ومن اللحظة التي يتم فيها شراؤهم تتحسن حالتهم من الناحية المادية، وهم بدورهم يعملون كثيراً عن طواعية وبإتقان، ويتضح أنهم سعداء وراضون).
ويقول الكاتب والمؤرخ أرنولد ويلسون يصف معاملة العرب للأرقاء في الخليج في القرن التاسع عشر الميلادي – أي أيام دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب –: (كان السادة ملزمين بموجب الشرع بأن يعاملوا الأرقاء معاملة جيدة ويطعموهم ويكسوهم ويحافظوا عليهم حتى موتهم، ويزودوا كل رقيق ذكر بزوجة، ويحافظ على أولادهم، وكانت حياة الرقيق في الجزيرة العربية على قسوتها ليست على التأكيد أقسى من حياة العبري العادي، كما كانت أقل عسراً من حياة رجل القبائل الإفريقي، ومن المؤكد أنها لم تكن حياة مهينة، ويصل الأرقاء في العادة إلى منازل رفيعة من الثقة، ونظراً لاعتناقهم الإسلام كانوا أهلاً للحصول على حريتهم في الظروف الصحيحة (المتفق عليها).
وقد أكد براترام توماس الكلام السابق من واقع خبرته ومعرفته الوثيقة بحضرموت وعمان حيث قال: (إن معاملة العربي للعبد قد قضَتْ نهائياً على وصمة العار التي تلازم العبيد في المناطق الأخرى، وذلك أن المعاملة الحسنة والرفق بالعبيد هي السمة الغالبة اليوم في معاملة العرب للرقيق) .
وقد حكت الليدي آن بلنت – وقد زارت الجزيرة العربية سنة 1879م إبان حكم آل رشيد – مناقشة لها مع أحد مشائخ الحرم المدني وقد التقت به في حائل وهو صالح بنجي حيث قال لها: ما هي مصلحة الحكومة البريطانية الدنيوية التي تدخلها في تجارة الرقيق؟
قالت: إنها منع القسوة.
ولكنه أصر على ألا قسوة فيها وسال: من ذا الذي رأى زنجياً تساء معاملته؟
فسكتت، وجاء في كتابها: (حقاً إنه لشيء مشهور أن العبيد عند العرب كالأطفال المدللين أكثر من كونهم خدماً) .
إن أكبر استرقاق بل سرقة للأحرار واسترقاقهم قد تمت تحت نظر الدول الغربية وسمعها، بل بإشرافها ورعايتها، فهل كان السبب في تدخل بريطانيا في سياسة بحر فارس – وهو يبعد آلاف الأميال – الغيرة على العبيد؟!
كيف! وهم السابقون إلى سرقة الأحرار في إفريقيا – خاصة في السنغال – وبيعهم في أسواق أوروبا.
إن أكبر مراكز تجارة الرقيق كانت في عمان، وكانت تجارة الرقيق تعتمد في الدرجة الأولى على موسم حصاد البلح في البصرة .
ومن المعلوم أن أمراء عمان المتعاقبين كانوا حلفاء الإنجليز ضد الحركة الوهابية، وكانت البصرة التي تهيئ العمل للأرقاء تحت حكم الإنجليز في تلك الفترة.

المبحث الحادي عشر:
فيما يتعلق بالتقليد
جاء في الدائرة: (وينكر الوهابية، وأولهم إمامهم ابن عبد الوهاب التقليد).
قلت: هذا أيضاً من مفتريات القوم، فلم ينكر محمد بن عبد الوهاب وأتباعه التقليد بهذا التعميم، لأن المسألة في تفصيل، ذلك أن محمد بن عبد الوهاب وأتباعه يرون وجوب الاجتهاد بحسب القدرة، وذم المقلد مع قدرته على الاجتهاد، أو التقليد مع علمه بمخالفة ذلك لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، أما من قلد الأئمة الأربعة من عوام الناس فأقروه من غير نكير .
وهذا قول جمهور العلماء .
ذلك أن التقليد كما عرفه العلماء وجاء في نفس المادة من الدائرة: (قبول قول الغير أو العمل به في مسائل الدين بلا دليل) وعبر عنه بعض الأصوليين بأنه: (قبول قول القائل بلا حجة).
وكيف يسوغ لمن عرف الأدلة واستطاع الاجتهاد أن يقلد!
فمذهب الإمام محمد بن عبد الوهاب وأتباعه موافق للقرآن والسنة وسلف الأمة وجمهور العلماء، وهو ظاهر راجح لمن تأمله وتدبره فإنكاره ليس لعموم التقليد، وإنما لفروع منه.
وختاماً فهذه دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب دعوة إصلاحية موافقة للقرآن والسنة متبعة مذهب أهل السنة والجماعة، ودعاتها أرادوا تنقية الدين وتجديده من الشرك والبدع والتقاليد الجاهلية، وهم كغيرهم من البشر ليسوا معصومين، قد يقع منهم الخطأ، ولكن من العدل أن توزن الأمور فمن طغى خيره وصلاحه وإصلاحه عذر فيما وقع منه من الأخطاء البسيطة التي هي من ضرورات البشر.
والناظر لهذه الدعوة ببصيرة وتجرد من الحق والهوى فإنه سيعلم فضلها على الأمة، وتضحية أصحابها.
وللإنصاف فإن كان غالب كتاب الدائرة ممن كتب عن الدعوة تجنى عليها، إلا أنه صدرت من بعض المؤرخين الغربيين أقوال منصفة في حق الدعوة، ومن ذلك: ما جاء في دائرة المعارف البريطانية:
(الوهابية: اسم لحركة التطهير في الإسلام، والوهابيون يتبعون تعاليم الرسول وحده، ويهملون كل ما سواها، وأعداء الوهابية هم أعداء الإسلام الصحيح).
قال وليمز وارمسترونج: (لما شاع الفساد في بلاد المسلمين قام في جزيرة العرب محمد بن عبد الوهاب يحارب البدع، ويدعو إلى جمع الصفوف لإعادة مجد الإسلام، وعبادة الله بقلب سليم، ولكنه كغيره من المصلحين اضطهد واتهم بالإلحاد والزندقة).
وقال المؤرخ الأمريكي لوثرب ستودار : (فالدعوة الوهابية إنما هي دعوة إصلاحية صالحة بحتة غرضها إصلاح الخرق ونسخ الشبهات وإبطال الأوهام ونقض التفاسير المختلفة والتعاليق المتضاربة التي وضعها أربابها في عصور الإسلام الوسطى، ودحض البدع وعبادة الأولياء، وعلى الجملة هي الرجوع إلى الإسلام والأخ ضبه على أوله واصله، ولبابه وجوهره، أي إنما الاستمساك بالوحدانية التي أوحى الله بها إلى صحاب الرسالة).
ولقد توقع الكاتب الفرنسي الكسندر دوماس بعد دراسة لدعوة الشيخ واطلاعه على كتب الرحالة الغربيين لجزيرة العرب وتأليفه في ذلك : انتشار تلك الدعوة وظهورها وذلك عند حديثه عن احتمال ظهور قوة عربية جديدة ، بفضل (امة الوهابيين التي تمتلك حيوية الأجيال الفتية، وإيمان المرسلين، وحماسة واقتناعاً دينيين مبعثهما المعتقد الوهابي، هذا المعتقد الذي هو مؤهلاً لأن يسود ... إن الإصلاح لوشيك الحدوث من القفقاز إلى رأس زنجبار .. إن مائتي مليون مسلم يتعادون ويتنازعون، تجمعهم نقطة عقائدية واحدة هي الحج،تشتم خلاله كل شيعة الشيعة الأخرى .. ولكن المستقبل في غمرة كل ذلك للوهابيين وحدهم .. ولمذهبهم الذي يختفي أمامه ألوف الأولياء، والشيوخ المتصوفون، الذين يقدسهم المسلمون من غير الوهابيين، وأمام مبادئهم الخلقية التي تكاد تكون مبادئ إنجيلية تمحور ذلك الانحلال الشرقي المنتشر في أكثر العواصم .

مراجع البحث:
1- القرآن الكريم.
2- الإبهاج شرح المنهاج، عبد الوهاب بن علي السبكي 3/271، دار الكتب العلمية بيروت، ط1، 1404هـ - 1984م.
3- الإسلام: هنري باسيه، ترجمة بهيج شعبان، تعليق مصطفى الرافعي ومحمد جواد مغنية، طبع في عويدات، بيروت، دطت.
4- الأعلام: قاموس وتراجم، خير الدين الزركلي، دار العلم للملايين، بيروت، الطبعة السادسة 1984م.
5- اكتشاف جزيرة العرب، جاكلين بيرين، ترجمة قدري قلعجي، تقديم حمد الجاسر، منشورات الفاخرية بالرياض، ودار الكاتب العربي، بيروت، دطت.
6- إمارات الساحل وعمان والدولة السعودية الأولى 1793 – 1818م، محمد مرسي عبد الله، المكتب المصري الحديث، القاهرة، 1978م.
7- الإمام محمد بن عبد الوهاب في التاريخ، عبد الله بن سعد الرويشد، مكتبة عيسى البابي الحلبي، 1392هـ - 1972م.
8- بريطانيا والخليج 1795 – 1870م، جون. ب. كيلي، ترجمة محمد أمين عبد الله، دطت.
9- تاريخ الجبرتي المسمى عجائب الآثار في التراجم والأخبار، عبد الرحمن بن حسن الجبرتي، طبعة دار الشعب 1959م.
10- حاضر العالم الإسلامي، لوثرب ستودار، تعليق شكيب أرسلان، ترجمة عجاج نويهض، دار الفكر، بيروت، ط4، 1394هـ - 1974م.
11- الخليج العربي، السير أرنولد ويلسون، ترجمة عبد القادر يوسف، مكتبة الأمل، الكويت، دطت.
12- دائرة المعارف الإسلامية: (الإصدار الثاني)، أعلام المستشرقين، أصدرها بالعربية أحمد الشنتناوي، إبراهيم زكي خورشيد، عبد الحميد يونس، مراجعة محمد مهدي علام، دار الفكر، القاهرة 1933م.
13- دائرة المعارف الإسلامية: (الإصدار الأول)، أعلام المستشرقين، تحت رعاية الاتحاد الدولي للمجامع العلمية، أصدرها بالعربية أحمد الشنتناوي، إبراهيم زكي خورشيد، عبد الحميد يونس، دار الشعب، القاهرة 1969م.
14- دعاوي المناوئين لدعوة الشيخ عرض ونقد، عبد العزيز بن محمد العبد اللطيف، دار طيبة، الرياض، 1409هـ - 1989م.
15- الرحالة الغربيون في الجزيرة العربية، د. روبن بدول، ترجمة عبد الله آدم نصيف، الرياض 1409هـ - 1989م.
16- رحلة إلى بلاد نجد، الليدي آن بلنت، ترجمة محمد أنعم غالب، تقديم حمد الجاسر، دار اليمامة، الرياض، ط1، 1386هـ - 1967م.
17- الرسائل والمسائل النجدية ، جمع سليمان بن سحمان، مطبعة المنار المصرية، طبع قبل 1351هـ.
18- سير أعلام النبلاء: محمد بن أحمد الذهبي، تحقيق شعيب الأرنؤوط وآخرون، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى 1401هـ - 1981م.
19- شبهات حول الإسلام، محمد قطب، دار الشروق، بيروت، الطبعة الثامنة عشرة 1408هـ - 1988م.
20- الشيخ محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية، أحمد بن حجر آل بو طامي، طبع ونشر الحكومية السعودية 1395هـ.
21- صحائف مطوية، عبد الله خياط إمام وخطيب المسجد الحرام، المطابع الأهلية للأوفست، الرياض 1398هـ.
22- صحيح البخاري، محمد بن إسماعيل البخاري، المكتبة الإسلامية، استانبول، موافقة لطبعة العامر 1315هـ.
23- صحيح مسلم، مسلم بن الحجاج النيسابوري، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، دار الحديث، القاهرة، ط1، 1412هـ - 1991م.
24- علماء نجد خلال ستة قرون، عبد الله بن عبد الرحمن البسام، مكتبة النهضة الحديثة، مكة المكرمة، الطبعة الأولى 1398هـ.
25- عنوان المجد في تاريخ نجد، عثمان بن بشر النجدي، طبع ونشر وزارة المعارف السعودية 1394هـ.
26- الغرب ضد العالم الإسلامي، بوندار ليفسكي،ـ ترجمة إلياس شاهين، دار التقدم، موسكو، دطت.
27- قراءة جديدة لسياسة محمد علي باشا التوسعية، سليمان بن محمد الغنام، نشر شركة تهامة، جدة، 1402هـ.
28- مجموع الفتاوى، أحمد بن عبد الحليم بن تيمية، جمع وترتيب عبد الرحمن بن قاسم، الرياض، دطت.
29- محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم مفترى عليه، مسعود الندوي، طبع ونشر جامعة الإمام 1404هـ - 1984م.
30- المستشرقون: نجيب عقيقي، دار المعارف، بيروت، الطبعة الرابعة، دطت.
31- مستشرقون، سياسيون،جامعيون،مجمعيون: نذير حمدان، مكتبة الصديق للنشر، الطائف، الطبعة الأولى 1408هـ، 1988م.
32- المقاومة العربية في الخليج العربي، سليم طه التكريتي، دار الرشيد للنشر، بغداد، 1982م.
33- موسوعة المستشرقين: عبد الرحمن بدوي، دار العلم للملايين، بيروت، الطبعة الثانية، 1989م.

34- موضوعية فيليب حتى في كتابه تاريخ العرب الطويل، شوقي أبو خليل، دار الفكر، الطبعة الأولى، 1406هـ - 1985م.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • روافد التغيير الثقافي في دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب
  • أخطاء دائرة المعارف الإسلامية – العدد الأول (1)
  • الشيخ محمد بن عبدالوهاب في التاريخ
  • منهج الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب في كشف الشبهات
  • إجابات العلامة الشيخ عبدالوهاب الحافظ الشهير بدبس وزيت رحمه الله على أسئلة فقهية
  • المذهب الفقهي للشيخ محمد بن عبدالوهاب
  • حقيقة الصراع في تاريخ دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب لفيصل قزار الجاسم
  • دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب بين المعارضين والمؤيدين

مختارات من الشبكة

  • الشيخ محمد الدوسري في لقاء بعنوان الدعوة إلى الله ( دعوة الجاليات نموذجا )(مقالة - موقع ثلاثية الأمير أحمد بن بندر السديري)
  • حقيقة دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أوقات وأماكن وأزمنة استجابة الدعاء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ترجمة الشيخ عبداللطيف بن الشيخ عبدالرحمن بن شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • ترجمة إمام الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي رحمه الله (1115 – 1206 هـ) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الصيام سبب لإجابة الدعاء وللصائم عند فطرة دعوة لا ترد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • جانب من حياة الشيخ محمد بن طه آل نديم - رحمه الله - في الدعوة والتعليم(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • موقف المستشرقين من دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الإصلاحية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الأمن الفكري في دعوة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - وآثاره: دراسة عقدية (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • الشيخ عبدالله بن محمد القرعاوي ( علمه ودعوته )(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب