• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. محمود بن أحمد الدوسري / خطب
علامة باركود

أحكام وآداب وفوائد من قصة موسى والخضر (خطبة)

أحكام وآداب وفوائد من قصة موسى والخضر (خطبة)
د. محمود بن أحمد الدوسري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/6/2023 ميلادي - 16/11/1444 هجري

الزيارات: 12389

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أَحْكامٌ وآدابٌ وفَوائِدُ مِنْ قِصَّةِ مُوسَى والخَضِرِ

 

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين، أمَّا بعد: في قِصَّةِ مُوسى والخَضِرِ من الأحكامِ، والفوائدِ، والآدابِ والعِبَرِ أمورٌ كثيرةٌ؛ ذَكَرَها المُفَسِّرون – في ثنايا تفسيرِهم لهذه القِصَّةِ، وذَكَرَها شُرَّاحُ الأحاديث – في ثنايا شَرْحِهم لها، فمِنْ أهَمِّ هذه الأحكامِ والفوائِدِ والآداب:

1- مَشْروعِيَّةُ حَمْلِ الزَّادِ في السَّفَرِ؛ لِقَولِ موسى – لِفَتاه: ﴿ آتِنَا غَدَاءَنَا ﴾ [الكهف: 62]، وفيه رَدٌّ على الصُّوفيةِ الجَهلَةِ الذين يخاطِرون بأنفسِهم؛ زَعْمًا منهم أنَّ ذلك هو التوكُّلُ على الله، فهذا نَبِيُّ اللهِ وكليمُه موسى اتَّخَذَ الزَّادَ، مع عظيمِ معرفَتِه بربِّه.

 

2- جَوازُ أَخْذِ الخادِمِ في الحَضَرِ والسَّفَرِ؛ لكفاية المُؤَنِ، وطلبِ الراحة.

 

3- يُسْتَحَبُّ أَنْ يكونَ الخادِمُ ذَكِيًّا فَطِنًا؛ لِيَصِلَ الشَّخصُ إلى مُبتغاه.

 

4- استحبابُ إطعامِ الإنسانِ خادِمَه مِنْ مَأْكَلِه، وأَكْلِهِما جميعًا؛ لأن ظاهِرَ قولِه: ﴿ آتِنَا غَدَاءَنَا ﴾ [الكهف: 62] إضافةٌ إلى الجميع، أي: أنهما أكَلَا جَمِيعًا.

 

5- جوازُ الإخبارِ بِالتَّعَبِ، ويُلْحَقُ به الأَلَمُ؛ مِنْ مرضٍ ونحوِه؛ بشرط إلاَّ يكونَ فيه سَخَطٌ على المَقْدور؛ لقولِ مُوسى لِفَتَاه: ﴿ لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا ﴾ [الكهف: 62].

 

6- إضافةُ الشَّرِّ وأسْبابِه إلى الشَّيطانِ، على وجْهِ التَّسْوِيلِ والتَّزْيين، وإنْ كان الكُلُّ بقضاءِ اللهِ وقَدَرِه؛ لِقَولِ فَتَى مُوسى: ﴿ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ﴾ [الكهف: 63].

 

7- احْتِمالُ المَشَقَّةِ في طلبِ العلمِ، وركوبُ البَحْرِ لأجْلِهِ، والرِّحلةُ فيه.

 

8- تواضُعُ الفاضِلِ للتَّعَلُّمِ مِمَّنْ دُونَه؛ فإنَّ موسى أفضلُ من الخَضِرِ.

 

9- جوازُ التَّجادُلِ في العِلْمِ؛ إذا كان بغيرِ تَعَنُّتٍ، والرجوعُ إلى أهلِ العلمِ عند التَّنازع.

 

10- أنَّ اللهَ تعالى يَفْعَلُ في مُلْكِه ما يُرِيد، ويَحْكُمُ في خَلْقِه بِمَا يَشاءُ، فلا مدخلَ للعقل في أفعالِه، ولا مُعارَضةَ لأحكامه؛ بل يجب على الخَلْقِ الرِّضا والتَّسْلِيمِ، فإنَّ إدراكَ العقولَ لأسرارِ الرُّبوبيةِ قاصِرٌ، فما أطلعَ اللهُ الخلْقَ عليه من تلك الأسرارِ عُرِفَ، وإلاَّ فالعقلُ عنده واقِفٌ، فَلْيحذرِ المرءُ مِنَ الاعْتِراضِ.

 

11- يجوزُ العملُ في البَحْرِ، كما يجوز في البَرِّ؛ لقوله: ﴿ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ ﴾ [الكهف: 79] ولم يُنْكِرْ عليهم عملَهم، وجوازُ ركوبِ البحرِ، في غيرِ حالَةِ الخوف.

 

12- مَشْروعِيَّةُ الإجارَةِ؛ لقولِ موسى: ﴿ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا ﴾ [الكهف: 77] أي: لو تَشَارَطْتَّ على عملِه بِأُجْرَةٍ مُعَيَّنةٍ؛ لَنَفَعَنَا ذلك.

 

13- فيه دلالةٌ على العملِ بِمُقْتَضَى ما دلَّ عليه الشَّرْطُ؛ فإنَّ الخَضِرَ قال – لِمُوسى لَمَّا أَخْلَفَ الشَّرْطَ: ﴿ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ﴾ [الكهف: 78]، ولَمْ يُنْكِرْ موسى ذلك.

 

14- قِيامُ العُذْرِ بِالمَّرَّةِ الواحدةِ، وقِيامُ الحُجَّةِ بِالثَّانية.

 

15- حُسْنُ الأدَبِ مع اللهِ، وألاَّ يُضافَ إليه ما يُسْتَهْجَنُ لَفْظُه؛ فإنَّ الخَضِرَ أضافَ عَيْبَ السَّفينةِ إلى نَفْسِه بقولِه: ﴿ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا ﴾ [الكهف: 79] وأمَّا الخيرُ، فأضَاَفَهُ إلى اللهِ تعالى بقولِه: ﴿ فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ﴾ [الكهف: 82].

 

16- تَعْلِيقُ الأُمورِ المُسْتَقْبَلِيَّةِ مِنْ أَفعالِ العِبادِ بِالمَشِيئَةِ، وألاَّ يقولَ الإنسانُ لِلشَّيءِ: إنِّي فاعِلٌ ذلك في المُستقبلِ، إلاَّ أنْ يقولَ: ﴿ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ﴾.

 

17- أَنَّ الخَضِرَ لَيْسَ نَبِيًّا، بَلْ عَبْدًا صَالِحًا؛ لِوَصْفِه بِالعُبودية، وذِكْرِ مِنَّةِ اللهِ عليه بِالرَّحمةِ والعِلْمِ، ولم يَذْكُرْ رِسالَتَه ولا نُبُوَّتَه. وأمَّا قولُه في آخِرِ القِصَّةِ: ﴿ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ﴾ [الكهف: 82] فإنَّه لا يدلُّ على أنه نَبِيٌّ، وإنما يدلُّ على الإِلْهامَ والتَّحْدِيثَ، وهذا حَصَلَ لِغَيرِ الأنبياءِ؛ كما قال تعالى ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ ﴾ [القصص: 7]؛ ﴿ وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا ﴾ [النحل: 68].

 

18- العِلْمُ الذي يُعَلِّمُه اللهُ لِعِبادِه نوعان: عِلْمٌ مُكْتَسَبٌ يُدْرَكُ بِالجِدِّ والاجتهادِ. وعلمٌ لَدُنِّي، يَهَبُه اللهُ لِمْنَ يَمُنُّ عليه مِنْ عِبادِه؛ لقوله ﴿ وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا ﴾ [الكهف: 65].

 

19- التأدُّبُ مع المُعَلِّمِ، ومُخاطَبَتُه بِأَلْطَفِ العِباراتِ؛ لِقَولِ مُوسى - للخَضِرِ: ﴿ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ﴾ [الكهف: 66] فأخرجَ الكلامَ بصورةِ المُلاطفةِ والمُشاورةِ، وأنَّكَ هَلْ تأذَنُ لِي في ذلك أَمْ لا؟ بخلافِ أهلِ الجَفاءِ أو الكْبِرِ، الذين لا يُظْهِرُ أحدُهم للمُعَلِّمِ افْتِقارَه إلى عِلْمِه؛ بل يدَّعِي أنه يتعاون هو وإيَّاه، فالتَّذَلُّلُ لِلمُعَلِّمِ، وإظهارُ الحاجةِ إلى تعليمِه، مِنْ أنفَعِ الأُمورِ للمُتَعَلِّمِ.

 

20- إضافةُ العلمِ وغيرِه من الفَضائِلِ لله تعالى، والإقرارُ بذلك، وشُكْرُ اللهِ عليها؛ لقوله: ﴿ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ ﴾ [الكهف: 66] أي: مما علمك الله تعالى.

 

21- العِلْمُ النَّافِعُ هو العِلْمُ المُرْشِدِ إلى الخيرِ، والمُحَذِّرِ من الشرِّ. وما سِوَى ذلك: فإمَّا أنْ يكونَ ضارًّا، أو ليسَ فيه فائدةُ؛ لقوله: ﴿ أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ﴾ [الكهف: 66].

 

22- العَزْمُ على فِعْلِ الشَّيْءِ، ليسَ بِمَنْزِلَةِ فِعْلِه؛ فإنَّ موسى عليه السلام قال: ﴿ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا ﴾ [الكهف: 69] فوَطَّنَ نفسَه على الصَّبرِ، ولَمْ يَفْعَلْ.

 

23- مَنْ لا صَبْرَ له لا يُدْرِكُ العِلْمَ، ويَفوتُه من العلمِ بِحَسَبِ عدمِ صَبْرِه، ومَنْ كان صابرًا أدركَ مُبْتغاهُ من العلم؛ لِقَولِ الخَضِرِ - لموسى: ﴿ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ﴾ [الكهف: 78].

 

24- أهميَّةُ التَّأَنِّي والتَّثَبُّتِ، وعدمُ الاسْتِعْجالِ، وعدمُ المُبادرَةِ إلى الحُكْمِ على الشَّيءِ، حتى يُعْرَفَ ما يُرادُ منه، وما هو المقصود.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله... أيها المسلمون.. ومِنْ أحكامِ وفوائِدِ وآدابِ لِقَاءِ مُوسى بِالخَضِرِ:

25- أنَّ النَّاسِي غيرُ مُؤاخَذٍ بِنِسْيانِه؛ لا فِي حَقِّ اللهِ، ولا في حُقوقِ العِبادِ؛ لِقَولِ مُوسى: ﴿ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ ﴾ [الكهف: 73].

 

26- يَجوزُ أنْ يَتَصَرَّفَ الإنسانُ في مَالِ غيرِه؛ إذا كان على وَجْهِ المَصْلَحَةِ وإزالةِ المَفسدَةِ، ولو بِلا إِذْنٍ، حتى ولو تَرَتَّبَ عليه إِتْلافُ بعضِ مَالَ الغَيرِ؛ كما خَرَقَ الخَضِرُ السَّفينةَ لِتَعِيبَ، فتَسْلَمَ مِنْ غَصْبِ المَلِكِ الظَّالِمِ. فلو وَقَعَ حريقٌ في بيتِ إنسانٍ، أو مالِه، وكان إتلافُ بعضِ المالِ، أو هَدْمُ بعضِ الدَّارِ، فيه سلامَةٌ للباقي؛ يَجوزُ لِشَخْصٍ آخَرَ، بل يُشْرَعُ له ذلك؛ حِفْظًا لِمَالِ الغَيرِ.

 

27- المِسْكينُ يكونُ له عَمَلٌ ومالٌ، ولكنَّه لا يَبْلُغُ كِفايَتَه، ولا يَخْرُجُ بذلك عن اسْمِ المَسْكَنَةِ؛ لقوله تعالى: ﴿ أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ ﴾ [الكهف: 79].

 

28- القَتْلُ مِنْ أكبرِ الذُّنوبِ؛ لقولِ مُوسى - في قَتْلِ الغُلامِ: ﴿ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ﴾ [الكهف: 74]، وأن القتل قصاصا غير منكر؛ لقوله ﴿ بِغَيْرِ نَفْسٍ ﴾.

29- العبدُ الصَّالِحُ يَحْفَظُهُ اللهُ في نَفْسِه، وذُرِّيَّتِه.

 

30- خِدْمَةُ الصَّالِحِين، أو مَنْ يَتَعَلَّقُ بِهِمْ، مِنْ أفْضَلِ الأعمالِ الصَّالحةِ؛ لأنَّ الخَضِرَ عَلَّلَ استخراجَ كَنْزِهِمَا، وإقامَةَ جِدارِهِمَا: أنَّ أباهما صَالِحٌ.

 

31- الأُمورُ تَجْرِي أحكامُها على ظاهِرِها، وتُعَلَّقُ بها الأحكامُ الدُّنيويَّةُ في الأَموالِ، والدِّماءِ وغيرِها؛ فإنَّ مُوسى عليه السلام أنْكَرَ على الخَضِرِ: خَرْقَهُ السَّفينةَ، وقَتْلَ الغُلامِ، وهذه الأُمورُ ظاهِرُها أنها مُنْكَرٌ، وموسى عليه السلام لا يَسَعُهُ السُّكوتُ عنها، في غَيرِ هذه الحال، التي صَحِبَ عليها الخَضِرَ.

 

32- يُدْفَعُ الشَّرُّ الكبيرُ بِارْتِكابِ الشَّرِّ الصَّغِيرِ، وتُراعَى أَكْبَرُ المَصْلَحَتَينِ، بِتَفْوِيتِ أدناهُمَا؛ فإنَّ قَتْلَ الغُلامِ شَرٌّ، ولكنَّ بقاءَهُ حتى يَفْتِنَ أبويه عن دِينِهِما، أعْظَمُ شَرًّا منه. وبَقاءُ الغُلامِ مِنْ دُونِ قَتْلٍ، وعِصْمَتُه - وإنْ كان يُظَنُّ أنه خَيرٌ - فالخيرُ بِبَقاءِ دِينِ أبويه، وإِيمانِهِما، خَيرٌ مِنْ ذلك، فَلِذَلِكَ قَتَلَه الخَضِرُ.

 

33- يَنْبَغِي لِلصَّاحِبِ أَنْ لا يُفارِقَ صاحِبَه، ويَتْرُكَ صُحْبَتَهُ، حتى يُعْتِبَهُ، ويُعْذَرَ مِنْهُ؛ كما فَعَلَ الخَضِرُ مع مُوسى.

 

34- مُوافَقَةُ الصَّاحِبِ لِصاحِبِه - في غيرِ الأُمورِ المَحْذُورَةِ - سَبَبٌ لِبَقاءِ الصُّحْبَةِ، كما أنَّ عَدَمَ المُوافَقَةِ سَبَبٌ لِقَطْعِ المُرافَقَةِ.

 

35- هذه الأُمورُ هِيَ قَدَرٌ مَحْضٌ أَجْرَاهَا اللهُ تعالى، وجَعَلَها على يَدِ هذا العَبْدِ الصَّالِحِ؛ لِيَسْتَدِلَّ العِبادُ بذلك على أَلْطَافِ اللهِ في أَقْضِيَتِهِ، وأنه يُقَدِّرُ على العَبْدِ أُمورًا يَكْرَهُهَا، وفيها صَلاحُ دِينِه؛ كما في شَأْنِ الغُلامِ، أو صَلاحُ دُنْياهُ؛ كما في شَأْنِ السَّفِينَةِ، فأَراهُمْ أُنْمُوذَجًا مِنْ لُطْفِهِ وكَرَمِهِ؛ لِيَرْضَوا غَايَةَ الرِّضَا بِأَقْدارِهِ المَكْرُوهَةِ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • دلالة الأحداث في لقاء موسى والخضر عليهما السلام
  • الحديث العطر والروض النضر من قصة موسى والخضر
  • موسى والخضر عليهما السلام
  • هولندا: دروس من قصة موسى والخضر عليهما السلام
  • آداب المتعلم في قصة موسى والخضر عليهما السلام
  • مبادئ التعلم في قصة موسى والخضر عليهما السلام
  • فوائد من قصة موسى والخضر عليهما السلام
  • مسائل في التربية والتعليم من خلال قصة موسى والخضر عليهما الصلاة والسلام
  • قصة موسى عليه السلام (9) موسى والخضر
  • الخضر... دروس وعبر

مختارات من الشبكة

  • أحكام الجنائز: مقدمات الموت - تغسيل الميت - تكفينه - دفنه - تعزية أهله - أحكام أخرى (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • من أحكام الحج أحكام يوم التشريق(مادة مرئية - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • أحكام الاعتكاف وليلة القدر وزكاة الفطر وما يتعلق بها من أحكام فقهية وعقدية (PDF)(كتاب - ملفات خاصة)
  • مخطوطة أحكام الذريعة إلى أحكام الشريعة(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • قاعدة أحكام النساء على النصف من أحكام الرجال(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله)
  • خطبة عيد الأضحى وبيان لفضل وأحكام أيام التشريق ومختصر أحكام الأضاحي(مقالة - ملفات خاصة)
  • من أحكام صيام رمضان وحكمه (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • المختصر الكافي في أحكام الأضاحي، ويليه: الأعياد آداب وأحكام (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الحكم التكليفي والحكم الوضعي والفرق بينهما(مقالة - آفاق الشريعة)
  • زبدة الأحكام من آيات الأحكام: تفسير آيات الأحكام (2) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب