نموذج البنية المعرفية للتدريس (نموذج فؤاد موسى)

نموذج البنية المعرفية للتدريس

(نموذج فؤاد موسى)

على الرغم من الاقتناع الكبير الذي يراه الكثير من التربويين لاستخدام الأهداف السلوكية في العملية التعليمية؛ لأهميتها في هذه العملية، إلا أن هناك امتعاضًا من الكثير من المُعلِّمين لاستخدام هذه الأهداف السلوكية، ويرجع هذا للأسباب التالية مجتمعة:

1- يواجه المُعلِّمون صعوبةً في أثناء اختيار أهداف الدرس وصياغة هذه الأهداف صياغةً سلوكيةً دقيقةً؛ مما يأخذ منهم وقتًا وجهدًا كبيرًا في ذلك.

2- عدم تدريب المعلمين تدريبًا كافيًا على صياغة الأهداف السلوكية وكيفية تحديدها واستخدامها في إعداد وتنفيذ الدرس.

3- عدم اقتناع هؤلاء المعلمين بأهمية هذه الأهداف السلوكية في العملية التعليمية.

4- اقتصار استخدام هذه الأهداف السلوكية على كتابتها في مقدمة تحضير الدروس دون استخدامها كموجه لعملية إعداد الدرس وتنفيذ تدريسه.

5- لا يوجد تصوُّر مُنظَّم لأهداف سلوكية مرتبة، يسهل تنظيمها واستخدامها طبقًا لتسلسُل تدريس الدروس ونوعية محتواها.

وعلى ذلك فقد رأينا وضع نموذج تدريسي قائم على البنية المعرفية للمادة التعليمية، ويمكن من خلاله تحقيق جوانب التعلُّم المختلفة سواء عقلية أو مهارية أو وجدانية، وهذا النموذج يتكوَّن من الأهداف السلوكية لكل عنصر من عناصر البنية المعرفية للمادة التعليمية كما سيلي، ثم يتلو ذلك تفصيل كيفية تحقيق كل هدف من هذه الأهداف، في المراجع المذكورة في الأدنى.

ويتصف هذا النموذج بما يلي:

1- سهولة تدريب المُعلِّم على صياغة واستخدام هذه الأهداف السلوكية وسهولة اكتسابه لها بدون معاناة كبيرة.

2- سهولة استخدام هذه الأهداف السلوكية في إعداد خطة الدرس وفي تنفيذها داخل الفصل.

3- تسلسُل هذه الأهداف السلوكية طبقًا لتسلسُل سير طريقة التدريس التي يستخدمها المُعلِّم في التدريس.

4- ارتباط هذه الأهداف السلوكية بمحتوى المواد الدراسية المختلفة كل حسب طبيعته البنائية (حقائق- مفاهيم – تعميمات – مهارات) بحيث تيسَّر تدريس كل نوع من أنواع المحتوى التي تختلف طبيعة كل منها عن الأخرى.

5- شمول هذه الأهداف السلوكية لجميع نتائج التعليم المتوقعة بالنسبة لكل عنصر من عناصر المحتوى.

وفيما يلي هذا النموذج المكون من الأهداف السلوكية لكل نوع من أنواع المحتوى المختلفة للمادة التعليمية (حقائق- مفاهيم – تعميمات – مهارات).

أولًا: الأهداف السلوكية الخاصة بتدريس الحقائق:

1- أن يذكر التلميذ الحقيقة.

2- أن يبرر التلميذ صحة الحقيقة.

ثانيًا: الأهداف السلوكية الخاصة بتدريس المفاهيم:

1- أن يستقرئ التلميذ المفهوم.

2- أن يذكر التلميذ:

أ – تعريف المفهوم.

ب- مصطلح المفهوم (اسمي، رمزي).

3- أن يعيد التلميذ صياغة تعريف المفهوم لفظيًّا ورمزيًّا.

4- أن يُحدِّد التلميذ الشروط الضرورية والكافية للمفهوم.

5- أن يعطي التلميذ أمثلة ولا أمثلة للمفهوم.

6- أن يحل التلميذ تمارين على المفهوم.

وهنا يجب ملاحظة أنه في حالة عدم وجود تعريف للمفهوم (لا معرف) فإنه يكتفى فقط في الهدف الثاني بذكر مصطلح المفهوم، ويُستبعَد الهدفان الثالث والرابع،كما يجب ملاحظة أن هناك بعض المفاهيم لا يكون لها مصطلح رمزي؛ لذلك يُستبعَد هذا الجزء من الهدف الثاني في هذه الحالة.

ثالثًا: الأهداف السلوكية بتدريس التعميمات:

1- أن يستقرئ (يستنبط) التلميذ التعميم.

2- أن يذكر التلميذ نصَّ التعميم.

3- أن يُعِدَّ التلميذُ صياغةَ نَصِّ التعميم لفظيًّا، ورمزيًّا.

4- أن يُحدِّد التلميذ الشروط الضرورية، والكافية للتعميم.

5- أن يعطي التلميذ أمثلة ولا أمثلة للتعميم.

6- أن يحل التلميذ تمارين على التعميم.

ويجب ملاحظة أنه في الهدف الأول قد يستخدم الفعل (يستقرئ) إذا كان التعميم ليس مبرهنًا عليه؛ بل يتم استقراؤه من أمثلة فقط، ويستخدم الفعل (يستنبط) إذا كان مطلوبًا من التلميذ إثبات صحة التعميم بالبرهان المنطقي، وقد يستخدم الاثنين معًا حسب ما هو مطلوب؛ وعلى ذلك فعلى المعلم اختيار الفعل المناسب منهما.

رابعًا: الأهداف السلوكية لتدريس المهارات:

1- أن يذكر التلميذ خطوات إجراء المهارة.

2- أن يُوضِّح التلميذ الأساس النظري لخطوات إجراء المهارة.

3- أن يُجري التلميذ المهارة.

إلا أنه في حالة عدم دراسة التلميذ الأساس النظري للمهارة يحذف الهدف الثاني ويُكتفَى بالهدف الأول والثالث.

ومما يجدر ملاحظته على هذا النموذج التدريسي:

1- أن استخدام المعلم لهذا التصنيف للأهداف السلوكية يمكنه بمجرد تحديده لنوع المحتوى المراد تدريسه أن يضع نفس هذه الصيغ للأهداف السلوكية دون التفكير في اختيار الأفعال السلوكية أو في دقة صياغة الأهداف.

2- وهذا التصنيف لهذه الأهداف السلوكية يمكن أن يستخدمه المعلم في وضع خطة الدرس وفي تنفيذها داخل الفصل؛ حيث إن ترتيب الأهداف السلوكية كما هي موجودة عليها الآن بالنسبة للمفاهيم والتعميمات يسير طبقًا لطريقة التعلُّم بالاكتشاف الموجَّه سواء كان اكتشافًا استقرائيًّا أم استنباطيًّا، حيث يبدأ المعلم بمناقشة التلاميذ لاستقراء أو استنباط المفهوم أو التعميم وبعد التوصُّل لنصِّ تعريف المفهوم أو نصِّ التعميم يبدأ في تحقيق باقي الأهداف بنفس الترتيب، أمَّا في حالة استخدام المُعلِّم لطريقة العرض فإنه يبدأ بالهدف الثاني ثم الثالث فالرابع فالخامس وأخيرًا الهدف السادس، ويُلغى الهدف الأول بالنسبة للمفاهيم وفي حالة التعميمات غير المبرهنة إن لم يكن هناك برهان للتعميم (ولكن إذا كان هناك برهان منطقي للتعميم فيأتي الهدف الأول بعد الرابع أو الخامس وقبل الهدف السادس).

3- كما أن ترتيب تدريس المهارات يسير طبقًا لترتيب أهدافها السلوكية كما جاء في هذا النموذج.

4- كما أن هذا التصنيف يتمشَّى مع طبيعة كل نوع من أنواع المحتوى؛ حيث خصص لكل منها أهدافًا سلوكيةً خاصةً بكل نوع من المحتوى.

5- إلا أنه قد يبدو للناظر أن هذه الأهداف السلوكية لم تتناول الجانب الوجداني للأهداف إلا أنه من خلال استراتيجيات تحقيق كل هدف من هذه الأهداف سيتضح أن هناك العديد من الأهداف الوجدانية ستتحقق؛ كالثقة بالنفس والتنظيم والتخطيط والدقة والمثابرة وغيرها الكثير.

للمزيد عن هذا النموذج اقرأ في نفس الموقع بشبكة الألوكة:

1- فاعلية برنامج مقترح لتدريب الطلاب المعلمين - شعبة الرياضيات (PDF) 15-12-2016

2- نموذج مقترح للأهداف السلوكية لتدريس الرياضيات (PDF) 26-01-2017

3- التدريس نموذجًا تطبيقيًّا (PDF) 18-04-2016

4- تطوير برنامج التدريب الميداني في كلية التربية في ضوء المعايير العالمية المعاصرة (WORD) 23-05-2016

5- الرياضيات: بنيتها المعرفية واستراتيجيات تدريسها (PDF) 14-03-2016