• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري / مقالات
علامة باركود

فضائل مكة المعظمة والبيت العتيق في ضوء الكتاب والسنة

فضائل مكة المعظمة والبيت العتيق في ضوء الكتاب والسنة
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/2/2022 ميلادي - 4/7/1443 هجري

الزيارات: 12182

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فضائلُ مكَّةَ المعظَّمة والبيت العتيق في ضوء الكتاب والسُّنة

 

إنَّ الحمدَ للهِ، نَحمَدُه ونستعينُه، مَن يَهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ محمدًا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عبدُهُ ورسولُهُ.

 

أمَّا بعدُ: (فإنَّ خَيْرَ الحديثِ كِتابُ اللهِ، وخيرُ الْهُدَى هُدَى مُحمَّدٍ، وشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثاتُها، وكُلُّ بدعَةٍ ضَلالَةٌ)، و (لا إيمانَ لِمَن لا أَمانةَ لَهُ، ولا دِينَ لِمَنْ لا عَهْدَ لَهُ).

 

أما بعدُ: فيا أيها الناسُ اتقوا الله، وعَظِّمُوا ما عظَّمَهُ اللهُ ورسولُه صلى الله عليه وسلمَ مِن تعظيمِ بيتِهِ الْمُعظَّم وبلْدَتِهِ المحرَّمةِ: فهيَ خيرُ أرضِ اللهِ وأَحَبُّ أرضِ اللهِ إلى اللهِ: قال صلى الله عليه وسلم: (واللهِ إنكِ ‌لَخَيْرُ ‌أرضِ ‌اللهِ، وأَحَبُّ أرضِ اللهِ إلى اللهِ، ولولا أني أُخْرِجْتُ مِنْكِ ما خَرَجْتُ) رواه الترمذي وصحَّحه وقال ابن حزم: (هذا خَبَرٌ في غايةِ الصِّحَّةِ) انتهى، وكان صلى الله عليه وسلم وأصحابُه يُحبُّونها: (‌اللَّهُمَّ ‌حَبِّبْ إلينا الْمَدِينةَ كَحُبِّنَا مكَّةَ أو أَشَدَّ) رواه البخاري ومسلم.

 

شَبَّهَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حُرمةَ الدِّماءِ والأموالِ والأعراضِ بِحُرْمَتِها، فقال: (فإنَّ دِماءَكُمْ وأموالَكُمْ وأعراضَكُمْ عليكُمْ حَرَامٌ، ‌كَحُرْمَةِ ‌يوْمِكُمْ ‌هذا، في شَهْرِكُمْ هذا، في بَلَدِكُمْ هذا) رواه البخاري ومسلم، وقال صلى الله عليه وسلم في حَجَّةِ الوَداعِ: (أَلا أَيُّ بَلَدٍ ‌تَعلَمُونَهُ ‌أعظَمُ ‌حُرْمَةً، قالُوا: أَلا بَلَدُنَا هذا) رواه البخاري.

 

علامةُ بقاءِنا تعظيمُنا لِمكَّةَ: قال صلى الله عليه وسلم: (لا تَزالُ هذهِ الأُمَّةُ بِخَيْرٍ ما ‌عَظَّمُوا ‌هذهِ ‌الْحُرْمَةَ حَقَّ تَعظِيمِها، فإذا ضَيَّعُوا ذلكَ هَلَكُوا) رواه ابن ماجه وحسَّنه ابن حجر، وقال صلى الله عليه وسلم: (ولَنْ يَسْتَحِلَّ البيتَ إلاَّ أَهلُهُ، فإذا اسْتَحَلُّوهُ ‌فلا ‌تَسْأَلْ ‌عنْ ‌هَلَكَةِ ‌العَرَبِ، ثُمَّ تَأْتي الحَبَشَةُ فيُخَرِّبُونَهُ خَرَابًا لا يَعْمُرُ بعدَهُ أَبَدًا وهُمُ الذينَ يَسْتَخْرِجُونَ كَنْزَهُ) رواه أحمد وصحَّحه الألباني

 

ولعِظَمِها كَثُرَتْ أسماءُها، فهيَ مكَّة، قال تعالى: ﴿ بِبَطْنِ مَكَّةَ ﴾ [الفتح: 24]، وهِيَ بكَّة، قال تعالى: ﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ ﴾ [آل عمران: 96]، وهِيَ أُمُّ القُرى، قال تعالى: ﴿ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا ﴾ [الأنعام: 92]، وهِيَ البَلَد، قال تعالى: ﴿ لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ ﴾ [البلد: 1]، وهِيَ البَلَدُ الأمين، قال تعالى: ﴿ وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ﴾ [التين: 3]، وهِيَ البَلْدَةُ، قال تعالى: ﴿ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا ﴾ [النمل: 91]، إلى غيرِ ذلكَ مِن الأسماءِ.

 

أَمَرَ اللهُ ورسولُه صلى الله عليه وسلم بإخراجِ الْمُشركينَ منها، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا ﴾ [التوبة: 28]، وقال صلى الله عليه وسلم: (‌أَخْرِجُوا ‌الْمُشْرِكينَ مِن جَزِيرةِ العَرَبِ) متفقٌ عليه، وقال: (لا يَحُجُّ بعْدَ العامِ مُشرِكٌ) متفقٌ عليه.

 

نهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم العُصَاةَ عَنِ السَّكَنِ بها: (قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: «‌لا ‌يَسْكُنُ ‌بِمَكَّةَ سَافِكُ دَمٍ، ولا آكِلُ رِبًَا، ولا مَشَّاءٌ بنَمِيمٍ») رواه العَقيلي بإسنادٍ حَسَن.

 

حَرَّمَهَا اللهُ ونهى عَنِ استحلالِها: قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ هذا البَلَدَ حَرَّمَهُ اللهُ يومَ خَلَقَ السَّماواتِ والأرضَ، فهُوَ ‌حَرَامٌ ‌بِحُرْمَةِ ‌اللهِ إلى يومِ القيامةِ، وإنهُ لَمْ يَحِلَّ القِتَالُ فيهِ لأَحَدٍ قَبْلِي، ولَمْ يَحِلَّ لي إلا ساعةً مِنْ نَهَارٍ، فهوَ ‌حَرَامٌ ‌بِحُرمةِ ‌اللهِ إلى يومِ القيامةِ، لا يُعْضَدُ شَوْكُهُ، ولا يُنَفَّرُ صَيْدُهُ، ولا يَلْتَقِطُ لُقَطَتَهُ إلا مَنْ عَرَّفَها، ولا يُخْتَلَى خَلاهُ) رواه البخاري ومسلم.

 

لَعنَ اللهُ ورُسُلُه مَنِ استحلَّ حَرَمَها وهو أبغضُ الناسِ إلى اللهِ: (قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ‌سِتَّةٌ ‌لَعَنْتُهُمْ ولَعَنَهُمُ اللهُ وَكُلُّ نَبيٍّ كانَ: الزَّائِدُ في كِتابِ اللهِ، والْمُكَذِّبُ بقَدَرِ اللهِ، والْمُتَسَلِّطُ بالجَبَرُوتِ لِيُعِزَّ بذلكَ مَنْ أَذَلَّ اللهُ، ويُذِلَّ مَنْ أَعَزَّ اللهُ، والْمُسْتَحِلُّ لِحرمِ اللهِ، والْمُسْتَحِلُّ مِنْ عِتْرَتِي ما حَرَّمَ اللهُ، والتَّارِكُ لِسُنَّتِي) رواه الترمذيُّ وصحَّحه ابنُ حبَّان والحاكم، و قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (‌أَبْغَضُ ‌الناسِ ‌إلى ‌اللهِ ثلاثةٌ: مُلْحِدٌ في الْحَرَمِ، ومُبْتَغٍ في الإسلامِ سُنَّةَ الجاهِلِيَّةِ، ومُطَّلِبُ دَمِ امْرِئٍ بغَيْرِ حَقٍّ لِيُهَرِيقَ دَمَهُ) رواه البخاري.

 

لا يَحِلُّ حَمْلُ السِّلاحِ فيها: قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (لا يَحِلُّ لأَحَدِكُمْ ‌أنْ ‌يَحْمِلَ ‌بمكَّةَ ‌السِّلاحَ) رواه مسلم.

 

دَعَا إبراهيمُ ومحمد عليهما الصلاةُ والسلامُ لأهلها: قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ إبراهيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ ‌ودَعَا ‌لأَهْلِهَا) رواه مسلم، وقال: (‌اللهُمَّ ‌بارِكْ ‌لَنا ‌في ‌مَكَّتِنا، وبارِكْ لَنا في مَدِينَتِنا، وبارِكْ لَنا في شَامِنا، وبارِكْ لَنا في يَمَنِنا) رواه الفَسَوي وابن عساكر وصححه الألباني.

 

حَمَاها اللهُ مِن الدَّجالِ والطَّاعونِ: قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (لَيْسَ مِنْ بَلَدٍ ‌إلاَّ ‌سَيَطَؤُهُ ‌الدَّجَّالُ إلاَّ مكَّةَ والْمَدِينةَ، ليسَ لهُ مِنْ نِقَابها نَقْبٌ إلاَّ عليهِ الْملائِكَةُ صَافِّينَ يَحْرُسُونَها، ثُمَّ تَرْجُفُ المدينةُ بأهْلِها ثلاثَ رَجَفَاتٍ، فيُخْرِجُ اللهُ كُلَّ كافرٍ ومُنافِقٍ) رواه البخاري ومسلم.

 

دُخُولُ حَرَمِها أَمانٌ مِن العذابِ العَامِّ: (عن جابرٍ قالَ: لَمَّا مَرَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بالْحِجْرِ، قالَ: لا تَسْأَلُوا الآياتِ، وقدْ سَأَلَها قوْمُ صالِحٍ، فكانتْ تَرِدُ مِن هذا الْفَجِّ، ‌وتَصْدُرُ ‌مِنْ ‌هذا ‌الفَجِّ، فَعَتَوْا عنْ أَمْرِ رَبِّهِم فَعَقَرُوها، وكانتْ تَشْرَبُ مَاءَهُم يَوْمًا ويَشْرَبُونَ لَبَنَها يَوْمًا فَعَقَرُوها، فأَخَذَتْهُمْ صَيْحَةٌ أَهْمَدَ اللهُ مَن تَحْتَ أَديمِ السَّماءِ مِنهُم، إلاَّ رَجُلًا واحدًا كانَ في حَرَمِ اللهِ، قيلَ: مَن هُوَ يا رسولَ اللهِ؟ قالَ: هُوَ أبُو رِغَالٍ، فلَمَّا خَرَجَ مِنَ الحَرَمِ أَصابَهُ ما أَصَابَ قَوْمَهُ) رواه الإمام أحمد وحسَّنه ابن حجر.

 

أُرُوزُ الإيمانِ إليها: قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إنَّ الإسلامَ بَدَأَ غَرِيبًَا وسَيَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ، ‌وهُوَ ‌يَأْرِزُ ‌بينَ ‌الْمَسْجِدَيْنِ -أي يَنضمُّ إليهما- كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ في جُحْرِهَا) رواه مسلم.

 

بمكَّةَ مقامُ إبراهيم، والصَّفَا والمروة، وزمزم، وعَرَفات، وفي حَرمِها: مُزدَلِفةَ ومِنَى.

 

بمكَّةَ بيتُ اللهِ الحرام، وقِبلَةُ المسلمين، أَذِنَ اللهُ برفعها، وخَصَّها بخصائصَ عظيمة، فرَبَطَها بركنينِ مِن أركانِ الإسلامِ: هَمُا الصَّلاةُ والحجّ، ﴿ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ﴾ [البقرة: 144]، ﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 96، 97]، وجَعَلَهُ اللهُ آمِنًَا: ﴿ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا ﴾ [البقرة: 125]، ﴿ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [الحج: 25]، وحَمَاهُ اللهُ مِنَ الْمُعتدينَ عندما عَجَزَ أهلُهُ عَن حمايته: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ﴾ [الفيل: 1]، و(عن عائشةَ زَوْجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالت: لقد ‌رأيتُ ‌قائدَ ‌الفِيلِ وسَائِسَهُ أَعْمَيَيْنِ مُقْعَدَينِ يَستطعمانِ بمكةَ) رواه ابن إسحاق وحسَّنه ابنُ حجر، وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (‌يَغْزُو ‌جَيْشٌ ‌الكَعْبَةَ فإذا كانُوا ببَيْدَاءَ مِنَ الأرضِ يُخْسَفُ بأوَّلِهِم وآخِرِهِمْ) رواه البخاري.

 

ونَهَى صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَن استقبالِها واستدبارها عندَ قَضَاءِ الحاجةِ: (إذا أَتَيْتُمُ الغَائِطَ ‌فلا ‌تَسْتَقْبلُوا ‌القِبلَةَ ولا تَسْتَدْبرُوها) متفقٌ عليه، وقالَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (‌مَنْ ‌لم ‌يَسْتَقْبلِ ‌القِبْلَةَ ولم يَسْتَدْبرْها في الغائطِ كُتِبَ لهُ حَسَنَةٌ ومُحِيَ عنهُ سَيِّئَةٌ) رواه الطبرانيُّ وصَحَّحه الألباني، وفَضَّلَ صلى الله عليه وسلم الجُلُوسَ بالمجلسِ تِجاهها: (إنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ سَيِّدًا، ‌وإنَّ ‌سَيِّدَ ‌المجالِسِ قُبَالَةَ القبلةِ) رواه الطبرانيُّ في الأوسط وحسَّنه المنذري، ومَن تَفَل تِجاهها: (جاءَ ‌يومَ ‌القيامةِ ‌تَفْلُهُ بينَ عَيْنَيْهِ) رواه أبو داود وجوَّده شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، و(يُبْعَثُ ‌صاحِبُ ‌النُّخامةِ في القِبْلَةِ يومَ القيامةِ وهيَ في وَجْهِهِ) رواه ابنُ خزيمةَ وصَحَّحه الألباني، و(إذا خَرَجْتَ ‌مِنْ ‌بَيْتِكَ ‌تَؤُمُّ ‌البَيْتَ الحَرَامَ لا تَضَعْ ناقَتُكَ خُفًَّا ولا تَرْفَعُهُ إلاَّ كَتَبَ اللهُ لَكَ بهِ حَسَنَةً ومَحَا عنكَ خَطيئةً) رواه البزَّارُ وحسَّنه الألباني، ومَسْحُ الحَجَرِ الأسودِ والرُّكْن اليماني: (‌يَحُطَّانِ الْخَطِيئَةَ)، ومَنْ طَافَ به سبعةَ أشواطٍ: (فَهُوَ كَعِدْلِ رَقَبَةٍ) رواه النسائيُّ وصحَّحه الألباني، و(نَزَلَ ‌الحَجَرُ ‌الأسودُ مِنَ الجنَّةِ، وهُوَ أَشَدُّ بَيَاضًَا مِنَ اللَّبَنِ، فَسَوَّدَتْهُ خَطَايَا بَني آدَمَ) رواه الترمذيُّ وصحَّحه، (واللهِ ‌لَيَبْعَثَنَّهُ ‌اللهُ ‌يومَ القيامةِ لهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بهِما، ولسانٌ يَنْطِقُ بهِ، يَشْهَدُ على من استلَمَهُ بحقٍّ) رواه الترمذي وحسَّنه، وقال عمر مُخَاطبًا الحَجَرَ الأسود: (رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ‌بكَ ‌حَفِيًَّا) رواه مسلم، والْحَجَرُ والرُّكنُ قال ابنُ عباسٍ: (جَوْهَرَتَانِ ‌مِنْ ‌جَوْهَرِ الجنَّةِ) رواه الأزرُقي وصحَّحه ابن تيمية.

 

الخطبة الثانية

أما بعد: فاستمتعوا عبادَ اللهِ بالبيتِ العتيقِ قبلَ هَدْمِهِ ورَفْعِهِ فقد أمرَكَمُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بذلكَ فقالَ: (اسْتَمْتِعُوا ‌بهذا ‌البَيْتِ فَقَدْ هُدِمَ مَرَّتَيْنِ ويُرْفَعُ في الثالثةِ) رواه البزَّار وصحَّحه الحاكم والذهبي والألباني.

 

والبيتُ العتيقُ أحد المساجد الثلاثة التي تُشدُّ إليها الرِّحال: قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (‌لا ‌تُشَدُّ ‌الرِّحَالُ إلاَّ إلى ثلاثةِ مَسَاجِدَ؛ الْمَسْجِدِ الحَرَامِ، ومَسْجِدِ الرسولِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، ومَسْجِدِ الأَقْصَى) رواه البخاري ومسلم.

 

وقد ضاعَفَ اللهُ أجرَ الصلاةِ فيه: قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (صَلاةٌ في مَسْجِدِي أَفْضَلُ مِن ألْفِ صلاةٍ فيما سِوَاهُ إلاَّ المسجِدَ الحَرَامَ، وصلاةٌ في المسجدِ الحَرَامِ ‌أفْضَلُ ‌مِن ‌مِائةِ ‌ألْفِ ‌صلاةٍ فيما سِوَاهُ) رواه ابنُ ماجه وصحَّحه البوصيري، (قالَ أبو بكْرٍ النَّقَّاشُ: فَحَسَبْتُ ذلكَ على هذهِ الرِّوايةِ، فَبَلَغَتْ صلاةٌ واحدةٌ في المسجدِ الحَرَامِ ‌عُمْرَ ‌خَمْسٍ ‌وخَمْسِينَ سَنَةً وسِتَّةِ أشْهُرٍ وعشرينَ ليلَةً، وصلاةُ يومٍ وليلَةٍ في المسجِدِ الحَرَامِ، وهيَ خَمْسُ صَلَوَاتٍ، عُمْرُ مِائَتَيْ سَنَةٍ وسَبْعٍ وسبعينَ سَنَةً وتسعةِ أشهُرٍ وعَشْرِ لَيَالٍ) انتهى، وذهَبَ جُمهورُ العلماءِ مِنَ الحنفيةِ والمالكيةِ والشافعيةِ واختارَهُ ابنُ القيِّمِ وبهِ أفتَتِ اللجنةُ الدائمةُ للإفتاءِ والشيخ ابن بازٍ رحمه الله إلى أنَّ الْمُضاعفةَ تَعَمُّ الْحَرَمَ كُلَّهُ، وذهَبَ جَمَاعةٌ مِن العلماءِ منهم النوويّ والمُحبّ الطبري وابن مفلح وابن حجر الهيتمي واختاره ابن عثيمينَ إلى أنَّ المضاعفة خاصة بالمسجد الحرام فقط، وذهب جُمهورُ الحنفية والمالكية والحنابلة إلى أن المضاعفة خاصة بالفرائض دون النوافل، لأنه لم يُؤثر عنه صلى الله عليه وسلم التنفُّل في المسجد، وذهب عامَّةُ الشافعية ورجَّحه الشيخ ابن باز إلى أنَّ المضاعفة تعمُّ النوافل وقال: (لكن صلاة النافلة في البيت أفضل وأجرها أكثر) انتهى.

 

والصلاةُ تحت الميزاب قال ابن عباس: (مُصَلَّى ‌الأَخْيَارِ) رواه الأزرقي بسند حسن.

 

وبعد: فنَخْلُصُ مما سَبَقَ:

أولًا: أنَّ من كمال رُبوبيَّةِ اللهِ وتَمَامِ أمرهِ أن فضَّلَ مَكَّة وبيتَهُ العتيق وشرَّفَهُما بأنواعٍ مِن الفضائلِ لم تَحصُل لِموضعٍ غيرِهما ولا مَكانٍ سِواهُما.

 

ثانيًا: من أعظمِ الأُمورِ التي تدلُّ على تشريف الله لبيتِه المعظَّم نِسبَتُهُ إليهِ بإضافتهِ إليهِ إضافةَ مخلوقٍ إلى خالقِه.

 

ثالثًا: ظَهَرتْ رُبُوبيَّةُ اللهِ على خلقه بكمال أسمائه وتَمامِ أوصافهِ بأفعالِهِ الظاهرةِ مِن حِفظِهِ لِمَكَّةَ وبيتِهِ العتيق، وأُخرى خفيَّة كانصباب القلوبِ شوقًَا لَهُما ولَوْعةً على فِراقِهِما وتعظيمًا لشأنهِمَا.

 

رابعًا: الْحَذَرُ مِن الغُلُوِّ أو التفريطِ في تعظيمِ البيتِ العتيقِ ومكة الْمُشرَّفة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • فتح مكة (خطبة)
  • وداع الأحبة إلى المدينة ومكة
  • المفاضلة بين مكة والمدينة
  • دوام الإيمان في مكة والمدينة إلى قيام الساعة

مختارات من الشبكة

  • فضائل مكة المعظمة والبيت العتيق في ضوء الكتاب والسنة(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • منهج الجزيري في كتابه : الفرائد المنظمة في أخبار الحاج وطريق مكة المعظمة(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة درر الفرائد المنظمة في أخبار الحاج وطريق مكة المعظمة(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • أيام الله المعظمة: يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • الشعائر والمناسك المعظمة(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • الكعبة المعظمة (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • حول بناء الكعبة المعظمة(مقالة - ملفات خاصة)
  • من فضائل النبي: منزلة الفضيلة ومعجزة القرآن الكريم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • محضر سماع (الأربعون في فضائل الأعمال) على مؤلفها فضيلة الشيخ محمد بن لطفي الصباغ(مقالة - موقع د. محمد بن لطفي الصباغ)
  • 45 فضيلة من فضائل أذكار الصلاة(كتاب - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب