• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    نعمة الماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تدبر خواتيم سورة البقرة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    تحريم الإهلال لغير الله تبارك وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    مشاهد عجيبة حصلت لي!
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (2)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الدرس السابع عشر: آثار الذنوب على الفرد والمجتمع
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. محمد السقا عيد / مقالات
علامة باركود

حقائق مثيرة عن الصوت

حقائق مثيرة عن الصوت
د. محمد السقا عيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/4/2017 ميلادي - 12/7/1438 هجري

الزيارات: 217269

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حقائق مثيرة عن الصوت

ذلك العالم الغامض والمثير

 

أصوات ناعمة وأخرى غليظة، أصوات هادئة وأخرى صاخبة، أصوات تجعلك سعيداً وأخرى تزعجك... بعض الأصوات يسمعها البشر والبعض الآخر لا يدركه جهازنا السمعي وإن استطاعت كائنات أخرى سماعه... ما طبيعة الصوت، وما سر تنوعه، وكيف يتكون وكيف ينتقل وكيف يستقبل. أدعوك عزيزي القارئ للدخول معي إلي هذا العالم المثير، "عالم الصوت الغامض".


 

كيف ينشأ الصوت؟

 

تعدُّ الأوتار الصوتية هي المصدر الرئيسي للصوت في الإنسان، وهي عبارة عن حزم صغيرة من النسيج الرقيق على امتداد الحنجرة. تقوم الحنجرة بعملية شد الأوتار الصوتية وإرخائها في طرفي فتحة موجودة في القصبة الهوائية.عندما يتكلم الشخص تضغط عضلات الحنجرة على الأوتار فتضيق الفتحة، ويهز الهواء الخارج من الرئتين الأوتار المشدودة فينتج عن ذلك الصوت.


عند التنفس، تسترخي الأوتار الصوتية، فتكون فتحة على شكل حرف V، تسمح بدخول الهواء. وعند التكلم، تُجذب الأوتار الصوتية بالعضلات الملتصقة بها، مما يُضيّق الفتحة. ثم عند اندفاع الهواء من الرئتَين، عبْر الحنجرة، يهز الهواء الأوتار الصوتية المشدودة، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث الأصوات.


يكون صوت الرجل أكثر غلظة، بينما صوت المرأة يكون أكثر رقة، والسبب في ذلك أن الأحبال الصوتية للرجل أطول وأكثر سماكة، بينما أحبال المرأة الصوتية أقصر وأكثر دقة، تهتز أحبال الرجل الصوتية بمعدل أقل من اهتزاز أحبال المرأة الصوتية، لذلك ينشأ هذا الاختلاف في طبقة الصوت بين الجنسين.


 

تردد الصوت:

تردد الصوت هو عدد الاهتزازات الحادثة في مصدر الصوت، وهو يقاس بوحدة الهرتز، وقد وجد العلماء أن الأذن البشرية قادرة على تمييز الأصوات التي يتراوح ترددها بين 20 و20 ألف هرتز، أما الأصوات الأقل من 20 هرتز، والأعلى من 20ألف هرتز هي أصوات غير محسوسة بالنسبة للأذن البشرية، فالإنسان إذا ما تقدم في العمر يقل مدى الأصوات التي يستطيع سماعها، حيث ينخفض أعلى تردد محسوس للأذن عند كبار السن إلى حوالي 12ألف هرتز فقط، وهذا ما يؤدي إلى وجود بعض الأصوات التي لا يستطيع كبار السن سماعها بسبب ترددها العالي، بينما يستطيع من هم أصغر سنًا سماعها، أيضًا بعض الحيوانات، مثل الكلاب، لديها القدرة على سماع الأصوات ذات الترددات الأدنى التي لا تستطيع الأذن البشرية التقاطها، وهذا ما يجعل مثل هذه الحيوانات تستطيع الإحساس بصوت حركة انزلاق طبقات الأرض، التي تحدث الزلازل، ومن ثم يمكنها توقع حدوث الزلازل قبلها بوقت قليل.

 

 

طريقة انتشار الصوت:

نغمة الهاتف... رنين الجرس المنزلي... صوت الصراخ والبكاء وحتى الضحكات... والضجيج الذي يملأ الكون كيف يصل إلينا ونشعر به؟... هذه الأصوات التي تملأ حياتنا كيف تنتقل إلينا؟

 

ينتشر الصوت خلال الفراغ والهواء والجماد على شكل موجات متضاغطة ومتخلخلة في بعضها البعض، حيث تبدأ على شكل دوائر صغيرة خارجة من مصدر الصوت، ثم يبدأ حجم هذه الدوائر بالاتساع في حجمها حتى تصل إلى أكبر حجم لها وتختفي تماماً، تتميز الموجات الأولى الخارجة من صدر الصوت بقوتها ووضوحها، ثم تأخذ بالضعف والاختفاء شيئاً فشيئاً خلال انتشارها لمسافات طويلة.


وتعتمد سرعة الصوت على كثافة الوسط الذي تنتقل من خلاله، فكلّما زادت كثافته زادت سرعة الموجات الصوتية، وتصل سرعة انتقال الصوت فيه إلى 330 متر/ ثانية.


صوت الإنسان مفتاح شخصيته:

يتفنن البعض في قراءة لغة العيون ليؤكد أنّ "العين مرآة الإنسان" لكن بعض العلماء لهم رأي آخر، إذ يرون أنّ الصوت هو الذي يكشف الكثير عن شخصية الإنسان وطباعه بل وبعض الأمراض أحيانا.


ويحاول الأطباء في الوقت الحالي الاستفادة من تحليل نغمة الصوت لمعرفة إصابة الإنسان ببعض الأمراض مثل فرط الحركة والاكتئاب ومرض باركنسون وهو عبارة عن اضطرابات في النظام الحركي.


فصوت الإنسان هو الباب الذي يمكن للآخرين الدخول منه والتعرف إلى بعض ملامح الشخصية، فطبقة الصوت والطريقة التي يتحدث بها الشخص تكشف أسراراً كثيرة عنه منها نوعه سواء كان ذكراً أو أنثى، وبعض ملامح الوجه والبنية، وعمره إذا كان طفلاً أم شاباً أم طاعناً في السن، حتى منصبه في عمله ووضعه المالي، ولكنه في ذات الوقت ربما يخدع الكثيرين، وذلك وفق ما أوردتهمجلة نيوساينتيست العلمية البريطانية. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: كيف يمكن أن تنعكس شخصية الفرد بشكل كامل من خلال صوته؟


الصوت وجنسية المتحدث:

تبدو الفروق بين الجنسين واضحة جدا من الصوت، فصوت المرأة في الغالب أعلى وتظهر فيه المشاعر المختلفة بشكل أكبر من الرجل وهو أمر له تفسير تشريحي يتعلق بكون حبالها الصوتية أرفع من مثيلاتها عند الرجل.


يقول الباحث والأخصائي النفسي البريطاني توم هيثرلي بير بجامعة برلين التقنية في لقائه مع مجلة "فوكوس" إنه في مختلف الكائنات الحية يتم معرفة نوع المتحدث سواء كان ذكراً أو أنثى، من خلال نغمة الصوت، فالذكور في مختلف الكائنات تتمتع بتجويف صوتي واسع تجعله يبدو أجشاً، ما يجعلها أكثر جرأة على التنافس في ما بينها وطلب التزاوج، ويرجع ذلك غالباً للاختيار حيث تفضل الإناث الذكور ذات الصوت العالي.


ولدى الإنسان الأمر مختلف، فالتجويف الصوتي للذكور يكون أطول بمقدار 20 % عن الإناث، وكذلك لدى الذكور أحبال صوتية أطول، وبفرض أن ذلك يرجع للاختيار الجنسي فعلى العكس تجد معظم النساء أن الرجل ذو الصوت المنخفض أكثر جاذبية، وكذلك يفضل الرجال النساء ذات الصوت المرتفع، وعندما قام فريق من الباحثين بتسجيل أصوات النساء في مراحل مختلفة أثناء فترة الطمث، وجد أن نغمة الصوت ترتفع بشكل بسيط، كما يبدأ الصوت في التوهج قبل فترة التبويض بيومين.


ورغم الاعتياد على الربط بين نغمة الصوت ونوع الشخص، إلا أن بعض الدراسات أثبتت إمكانية تشابه الأصوات بين الذكور والإناث، وهذا يفسر السبب في أن بعض الممثلين يمكنهم التحول إلى النوع الثاني بمنتهى السهولة خلال أدائهم لأحد الأدوار الكوميدية.


وتحدد طبقة الصوت بعض المميزات الموجودة في الشخص، فالصوت الأجش (الذي يتسم بالعمق) مرتبط بالكفاءة العالية والقدرة على القيادة، فقد ظهرت دراسة أجريت على 800 ذكر يعملون كمديرين تنفيذيين في بعض الشركات الأمريكية أن الأشخاص الذين يتمتعون بصوت عال أجش يكونون في الغالب مسئولين عن مهام كبيرة في الشركات التي يعملون بها.

بينما يبدو الأمر مختلفاً بالنسبة للنساء، فقوة الصوت وعمقه يجعلان المرأة تبدو أكثر قوةً وحزماً وهذا يكون على حساب جاذبيتها.

 

ففي دراسة أجريت عام 1995 للمقارنة بين طبقات صوت النساء في كل من اليابان وهولندا، تبيّن أن المرأة اليابانية تتمتع بصوت أعلى من الهولندية، ويعكس ذلك عدة قيم ثقافية وعادات مجتمعية منها أن الرجل هو المسئول عن تدبير نفقات البيت وحماية الأسرة، وهذه من القيم الثقافية التي يحرص عليها المجتمع الياباني أكثر من نظيره الهولندي، وكشفت أيضاً عن أن صوت المرأة في كل من السويد والولايات المتحدة الأمريكية واستراليا وكندا أخذ يزداد جأشاً وعمقاً منذ خمسينات القرن الماضي بأكثر من 20 درجة هرتز.

 

ويرى بعض الخبراء أن اللهجة التي يتحدث بها المرء تلعب دوراً كبيراً في تقييمه، كما يرسم الصوت بعض الملامح الشخصية لصاحبه من خلال الطريقة التي يتحدث بها. فالاختلافات اللغوية تساعد على معرفة هوية المرء الثقافية، بينما علماء الانثروبولوجيا يؤكدون أن نطق مخارج الحروف بطريقة مميزة ساعد الإنسان الأول على التمييز بين أقاربه قبل أن يستخدم اللغة المنطوقة أو المحكية، وأن إتقان الصوت يتطلب بعض الوقت، ومع التدريب يصبح أكثر مرونة، وأنه ينمو مع الشخص منذ بدء تعلمه للكلام وهو جزء لا يتجزأ منه مثل وجهه تماماً، وأن تغييره ربما يجعل الشخص يتحول لآخر جديد.

 

ويوضح زندلماير في لقائه مع مجلة "فوكوس":أن" كل إنسان له طريقة مختلفة وخاصة به في الكلام لكن هذا لا يمنع أن هناك مساحة كبيرة للتغيير لاسيما بين الساسة والممثلين الذين يمكنهم تغيير طريقة كلامهم وصوتهم للتأثير على الجمهور بطرق مختلفة، إذ يمكنهم إثارة حماس الجمهور أو تهدئتهم أو حتى إثارة عصبيتهم. وفي هذا السياق، حللت مجلة فوكوس في تقريرها أصوات بعض الساسة مثل المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي ذكر التقرير أنها تتميز بصوت عميق وطريقة كلام خالية من المشاعر الأمر الذي يهدئ مشاعر سامعيها.


الصوت ونفسية المتحدث:

يبدو أن معرفة الحالة النفسية للمتحدث من خلال سماع صوته أمر لم يحسم بعد.

إلا أن هناك بعض الدراسات التي تربط بين الصوت والحالة النفسية للمتحدث، فالإنسان السعيد الذي يتمتع بصحة نفسية سليمة يتمتع أيضا بصوت ملئ بالحيوية والانتعاش على النقيض من الإنسان المطحون أو الذي يعانى من مشاكل نفسية فصوته يقترب من الأنين، كما يكشف الصوت عن الصراعات النفسية، ويعبر عن الأمل، ويفضح الغضب أو الخوف.

 

يقول فالتر زندلماير: يكشف الصوت الكثير عن الإنسان موضحا أن كل إنسان يرسل دون وعي رسائل معينة عبر صوته تكشف الكثير عن شخصيته وحالته النفسية والصحية.


والصوت رسول صاحبه، فالصوت يعبر بنسبة 93 % عن جنسه رجلا كان أو امرأة، وبنسبة 90% عن طبيعة شخصيته هل هي حماسية أم حيوية؟ هل هو إنسان خجول أم كسول؟ كذلك يعبر الصوت بنسبة 75% عن أصل الشخص الاجتماعي وعن صدقه.

ويحدد الصوت أيضاً عمر الشخص، فكلما كبر الإنسان في السن أصبح أكثر بطأ في الكلام، فتراه عندما يتحدث تقل تدريجياً العضلة المتحكمة في نغمة الصوت فيخرج ضعيفاً ويكون اللهاث فيه مسموعاً.

 

يقول زندلماير:" العمر أيضا من الأمور التي يمكن الكشف عنها بسهولة من خلال الصوت، فالتقدم بالعمر يؤثر على وضع ومدى ارتخاء الحبال الصوتية ما يجعل أصوات كبار السن في الغالب مرتعشة غليظة كما أنهم يتكلمون ببطء ويركزون على مخارج الحروف".


بصمة الصوت:

الأصوات كالبصمات لا تتطابق، فكل منا يولد بصوت فريد مختلف عن الآخر وإلا كيف سيكون شكل الحياة إن كانت أصوات البشر متطابقة بلا أي اختلاف؟ فلا تميّز بين من يناديك باسمك، وسيكون الأمر غريبًا، فالكل له ذات الصوت! لهذا السبب خلق الله لكل منا صوته الفريد.


والأغرب من ذلك أن التوائم على الرغم من تطابقهم في كل شئ ليس فقط على الصعيد المادي المحسوس، ولكن أيضا في الشكل والطول ولون الشعر والعينين، والصعيد المعنوي أيضا إلا انه تختلف أصواتهم. فكما يستحيل تطابق بصمتي إصبعين لإنسانين مختلفين فإنه من المستحيل تطابق بصمتي صوت لشخصين مختلفين، وهناك قصة شهيرة لتوأمين أمريكيين انفصلا بعد ولادتهما عن بعضهما لتتولى تربيتهما عائلتان مختلفتان وفى ولايتين أيضا تبعد الأولى عن الثانية عدة أميال وبعد عمر طويل تلاقيا ليكتشفا أن كلا منهما مر بنفس الظروف النفسية، واتخذا نفس المهنة وتزوجا فتاتين تحملان نفس الاسم، ولكن المدهش أنه على الرغم من هذا التشابه الكبير إلا أن لكل منهما صوتا مختلفا يميزه عن الآخر...

 

ولولا أنَّ الله عزَّ وجلَّ أودع فينا القدرة على التفريق بين النبرات في الأصوات لما كان لهذا الاختلاف معنى، لو تشابهت الصور والنبرات لالتبس الأمر على الناس، ولو اختلفت الصور والنبرات ولم نملك القدرة على التفريق لالتبس الأمر على الناس، فلا بدَّ من الاختلاف في الصور والنبرات، ولا بدَّ من القدرة على التفريق... إنه إعجاز رباني يفوق تخيل العقل البشرى المحدود!.


كذلك فهناك أجزاء مختلفة في الجسم تعمل على إنتاج الصوت، وكل منها خاصة بكل فرد، والتي تمنحه صوتًا مميزًا. وتتغير هذه الأجزاء مع مرور السنين، والأيام، فلهذا السبب قد يتغير صوتك مع مرور الوقت وحتى من يوم لآخر.


فعلى سبيل المثال، حين يكبر الأولاد، يميل صوتهم لأن يصبح خشنًا، وذلك لأن هرمون التيستيرون يجعل أحبالهم الصوتية أكثر طولًا وسُمكًا. وما يجعل أصوات الرجال أكثر خشونة من صوت النساء، أن أحبالهم الصوتية تميل لأن تكون أطول، وتهتز بترددات أقل.


ربما تلاحظ أن صوتك يصبح خشنًا حين تصاب بنزلة برد، وذلك لأن الأحبال الصوتية تتورم بسبب فيروسات نزلة البرد، كما أن السعال يسبب التهيج والتورم فيها. وتلعب المشاعر دورًا في تغير صوتك، فحين تشعر بالفرح أو الغضب أو الخوف، تكون العضلات حول الحنجرة مشدودة، ما يزيد من توتر الحبال الصوتية.


وبالإضافة إلى عوامل تتعلق بالحنجرة وأعضاء الجسم الأخرى، فهناك عوامل أخرى تساهم في إنتاج الصوت وتغيره كالتلوث، والمناخ، والتدخين، والصراخ الكثير.

ويتحدد صوت كل إنسان وفقا لأمور عدة، منها حجم منطقة الأنف والحنجرة ووضع اللسان وشكل الشفاه والطريقة التي يفتح بها كل إنسان فمه أثناء الكلام.


يقول الخبراء إن صوت الإنسان أكثر تعقيداً مما نتصور، وحسب موقع سي إن إن:

تعتبر أصواتنا فريدة أو أكثر تميزاً من بصمات أصابعنا، كما أن لأصواتنا خصائص محددة يبلغ عددها أكثر من 100 خاصية. بعضها تتعلق بسماكة.

وطول أحبالنا الصوتية، وشكل ألسنتنا، وكذلك الجيوب الأنفية. والـ 50٪ الأخرى تتعلق بشخصياتنا، مثل النبرة والنغمة والسرعة.

 

ولذلك يحاول العلماء اليوم استخدام الصوت بدلاً من كلمات السر أو إثبات الشخصية، وبالتالي أصبح بإمكان أي شخص أن يجري أي معاملة (في بنك مثلاً) من خلال اتصال هاتفي فقط من دون استخدام أي كلمة سر أو بطاقة ائتمان أو تعريف شخصية.. فبصمة الصوت أدق من أي كلمة سر!

 

الصوت والكشف عن الجريمة:

استغل البحث الجنائي بصمة الصوت في تحقيق شخصية الإنسان المعين، حيث يمكنهم تحديد المتحدث حتى ولو نطق بكلمة واحدة ويتم ذلك بتحويل رنين صوته إلى ذبذبات مرئية بواسطة جهاز تحليل الصوت "الإسبكتروجراف"، وتستخدمها الآن البنوك في أوروبا حيث يخصص لبعض العملاء خزائن، هذه الخزائن لا تفتح إلا ببصمة الصوت.

 

لذلك بدأت أجهزة الشرطة في الاستفادة بذبذبات الصوت للكشف عن المجرمين وخاصة فى حالات البلاغات المجهولة التي تتم عن طريق الهاتف، ويتم ذلك عن طريق رسم بياني للصوت يحدد أبعاده الثلاثة: (الوقت - القوة - الذبذبات).

 

ويؤكد مهندسو اتصالات فلسطينيون أن (بصمة الصوت) هي السبب في نجاح سياسة الاغتيالات الإسرائيلية للناشطين من الفلسطينيين في الفترة الأخيرة حيث يستطيعون عن طريق الحصول على بصمة صوت الشخص المطلوب تحديد من يتحدث معهم ويتحدثون معه وكذلك تحديد موقعه وبالتالي تسهل عليهم مهمة اغتياله.

 

الأصوات عند الحيوانات:

كل الحيوانات تقريبًا لديها أصوات. وهناك القليل من الحيوانات مثل الزرافة، نادرًا ما تستخدم صوتها. ولكن معظم الحيوانات يمكن أن تنبح، أو تصرخ، أو تعوي، أو تئن، أو تدمدم، أو تزقزق أو تخرج أصواتاً أخرى. هناك العديد من الحيوانات في حديقة الحيوان، مثل القرد الشمبانزي، يصدر أيضاً أصواتاً لتعبر عن أحاسيس مختلفة.


يتحدث القران الكريم عن أن الحيوانات تصدر أصواتا، واللطيف إنها أصوات تنبئ عن خطاب مفهوم لا مجرد إصدار صوت مبهم كما في قوله تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَاأَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ [النمل: 18].


فلقد أثبتت الدراسات أن بعض أنواع الحيوان تستخدم أنظمة اتصالية متطورة نسبيا،ً فلديها عدد من الرسائل التعبيرية الخاصة بموضوعاتٍ معينة، أليس من اللافت للنظر "تداعى" الحيوانات والطيور فلم يـُر نفوقاً واضحاً لها بين ما يزيد عن ربع المليون من جثث البشر الذين قضوا في زلزال جنوب شرق آسيا "تسونامى" (ديسمبر 2004م)؟ ترى كيف تخاطبت هذه الحيوانات والطيور وأنذرت بعضها قبل ساعة الصفر؟ في حين لم تفلح أجهزة الإنذار المبكر لدى البشر؟.


وما يزال الاتصال الصوتي وسيلة سريعة لإيصال الرسائل بين الفرقاء، وهى لغة مفيدة عند عدم رؤية مصدرها (كما في الظلام وفى الماء أو في المراعى الكثيفة).

ويتم هذا التخاطب عبر أصواتِ تصدر من الجهاز التنفسي (فللثدييات حنجرة، وللطيور ما يشابهها)، أو بإحداث ضجة عبر الضرب بالحوافر على الأرض، أو عبر إحداث احتكاك مسموع بين أجزاء الهيكل الخارجي في الحشرات بين الزوائد.


ولا يُذكر هذا النوع من الاتصال إلا وتتبادر إلى الذهن صورة طيور الزينة الجميلة وغنائها الشجي، طلباً للتزاوج وتنشيطاً لجهازها التناسلي. فلقد وُجد أن حجم المبايض ونشاطهما أصغر وأقل إذا ما وضعت أنواع من الحمام المُعنق في حجرات منعزلة لا تتخاطب صوتياَ فيما بينها وبين ذكورها.


لقد أحصى العالم الألماني ايريخ بوينر ثلاثين نوعاً من الأصوات في الطيور خلال ستين عاماً من العمل، ووجد أنها قد تتشابه ولكن تختلف في طبقتها وزمنها، كذلك تبين أن أجنة الطيور تستجيب للمثيرات الصوتية الخارجية (كصوت الآباء) منذ اليوم الثاني عشر من تطور نموهم داخل البيض، وصغار الدجاج والبط تبدأ في إصدار أصوات هادئة ومتواصلة قبل أيام قليلة من خروجها من قشرة البيض، لتهيئتها للفقس، والذي قد يتزامن في آن معاً.


ولا ننسى أنه في بعض منازلنا لا يزال الببغاء الزنجباري هو"مَـلك التقليد" لما يتم تلقينه من مفردات لغتنا البشرية، وعلى قدر حيازته منها وإجادته لها يرتفع سعره صعودا وهبوطاَ.

ولا يقتصر دور التواصل الصوتي في الحيوانات والطيور على مرحلة ما قبل التزاوج، بل يتخطاها إلى إنشاء "الروابط الأسرية" والتناغم الأبوي بين الآباء وصغارهم، فالقوارض تصدر أصواتاً فوق سمعية عندما تجد صغارها متفرقة وبعيدة عنها وعن جحورها، كما أن الصغار يعبرون لهم عن شعورهم بالجوع عبر "الصراخ" بنفس الأصوات.


ولا يغيب عن البال أن الخفافيش والدلافين تصدر أيضاً نداءاتٍ فوق صوتية لغرض التواصل الاجتماعي، ودرءا للمخاطر عنها، وتحديداً للأبعاد والأشياء وسط الظلام الدامس الذي يلفهما في الكهوف أو في أعماق المحيطات، الأمر الذي جعل الأخيرة (أي الدلافين) يستخدمها الإنسان ككاشفات ألغام بحرية. (د. أحمد مدحت إسلام: "لغة الكيمياء عن الكائنات الحية"، عالم المعرفة: 93، سبتمبر 1985م).


وعندما نتحدث عن الحيوان غير المكلف فقدرته السمعية تختلف عن الإنسان. فهي مثلا عند الخيول أقوى من مثيلتها عند الإنسان، فالخيل تملك آذاناً كبيرة ومتحركة تدور بحُرٌية لالتقاط الصوت من كل الجهات، كما يميزها بردة الفعل الخاص لصوت الإنسان.

والكلاب والدرافيل والطيور والضفادع تتمكن من رصد ذبذبات فوق صوتية، وهو ما لا يمكننا سماعه.


أما الأسماك فليس لديها إلا الأذن الداخلية، ولكنها تتمتع بعضو حسي إضافي بطول جسمها (الخط الجانبي) يمكنها من الإحساس بالأصوات (الذبذبات).

وتتمتع كثير من الحيوانات "بشُعَيرات" حساسة لذبذبات الهواء (وبالتالي للأصوات). وبعضها لديه "أذن" في قوائمه (كفراش الليل أو صرصار الليل مثلا).


فالبحوث التي أجريت في الصين بعد إقامة جهاز (السيسموغراف) المتنبئ بالزلازل، بينت أن الحيوانات هي أكثر المخلوقات تنبؤاً بالزلازل، وأنها تقوم بتصرفات مخالفة لطبيعتها قبل وقوع تلك الزلازل.

فالأفاعي مثلا تهجر جحورها، والخنازير تهيج في حظائرها، والدجاج يهجر الحظيرة، والكلاب ترفض إطاعة أي أمر. والإوز يهرب من برك الماء، ويعتصم في قمم الأشجار. أما الأبقار فتحطم حظائرها لتنطلق إلى الخارج، والكلاب لا تهدأ عن النباح، والفئران تتجه إلى الشوارع على غير عاداتها.


أما سمك (الويلز) فإنه يغير من عاداته في السير ويضطرب كثيرا، وهذا يعني أن زلزالا ما على وشك الحدوث، والأمر لا يقتصر على الحيوانات الأليفة، بل يتعداها إلى الحيوانات المفترسة التي تشعر بالزلازل على بعد أكثر من 150 كم. ‏


عندما يخون الصوت صاحبه!

قد يخون الصوت صاحبه أكثر من نظرة عينيه، وقد يصل عند بعض الناس وخاصة السيدات إلى حد فقد القدرة على الكلام بدلا من الإفصاح عما يجول بخاطرهم... وهذا نوع من الهروب النفسي وكبت المشاعر والتي يقف الطب التقليدي عاجزا عن علاجها.

فإذا كان الصوت يخون الأحاسيس فإن فقدانه يحافظ عليها ويمنع من أن يهرب منا تعبير أو تفضحنا نبرات؛ وفى هذه الحالات لا يفيد شيئا استخدام الوسائل العلاجية أو تدخل الليزر بل على النقيض قد تسبب أضرارا خطيرة...الوسيلة الوحيدة للعلاج هي البحث عن تفسير نفسي للأمر.

 

كلمة أخيرة:

إن الصوت نعمة جليلة ومنة عظيمة من ملايين النعم التي لا نستطيع أن نحصيها والتي حبانا الله تعالى إياها، والتي تستحق منا أن نحني الجباه لخالق الموت والحياة علي ما أسدانا من هذه النعم الغالية التي مهما فعلنا فإننا لن نوفيه سبحانه شكر نعمة واحدة منها ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾ [النحل: 18].


وسيظل عالم الصوت المثير هذا ميدان بحث دائم لكثير من المجالات والتي تظهر كل يوم الجديد والغريب في هذا المجال... وهذا ما ستكشفه لنا الأيام المقبلة بإذن الله تعالى. (تم نشر هذا المقال بمجلة حراء التركية العدد 59).

 

مصادر يمكن الرجوع إليها:

♦ صوتك يكشف عن شخصيتك ومزاجك وأمراضك.

♦ جريدة الخليج - عدد 11/ 09/ 2013.

مقال صوت الإنسان مفتاح شخصيته - إعداد: أشجان محمود.

♦ جريدة الحقيقة الالكترونية.

♦ السمع... وحدود الإنسان - أ.د. بلخير حموتي.

♦ موضوع دوت كوم

♦ منتديات المحبة الثقافية.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الصوت ونبراته في الإلقاء
  • تجميل الصوت وتحسينه
  • الدلالة الصوتية في اللغة
  • الاشتقاق الصوتي
  • الصوت العربي وقيمته الدلالية

مختارات من الشبكة

  • دروس منتقاة من سورة الحجرات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • معنى العلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفة مع الباحثين عن الحقيقة(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • تفسير سورة يونس (الحلقة السابعة) ثلاث حقائق من الإيمان بدونها ينتقض(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحقيقة وإحياء حقيقة الصدق - باللغة الألمانية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • ثلاث حقائق مفرحة لكل مريض(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحقيقة وإحياء حقيقة الصدق - باللغة الإنجليزية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • حقائق عن السفر والعيش في الغرب (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • حقائق إيمانية يجب أن تدرك(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حقائق ينبغي للمسلمة معرفتها(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب