• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / تقارير وحوارات
علامة باركود

عبدالرحمن أبو المجد وهنري فيركلر حول الهرمنيوطيقا: مبادئ وتطبيقات

د. عبدالرحمن أبو المجد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/5/2015 ميلادي - 4/8/1436 هجري

الزيارات: 7393

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

محادثة هنري فيركلر حول الهرمنيوطيقا

مبادئ وتطبيقات في الكتاب المقدس


عبدالرحمن أبو المجد وهنري فيركلر حول الهرمنيوطيقا: مبادئ وتطبيقات

الهرمنيوطيقا تُنسَبُ لـ"هرمس" الإله الرسول، الذي كان يعبر عن المسافة بين تفكير الآلهة وتفكير البشر في الأساطير اليونانية، واعتُبِر هرمس أيضًا مترجمًا وكاذبًا، ولصًّا ومحتالاً؛ فتطور الاستعمال الشائع للكلمة، ولأن قادة الكنيسة تأثَّروا في وقت مبكر بالثقافة الأسطورية المحيطة حولهم؛ بدؤوا باستخدام الهرمنيوطيقا التي أحدثت بلبلة كبيرة، يقول محدِّثي: إن الإنجيليين يرفضون التفكيكية كهرمنيوطيقية تفسيرية، ويرفض الإنجيليون العديد من النظريات التفسيرية لشلايرماخر؛ لأنه أحدث في البروتستانتية، وهو الذي حاولَ نصرُ أبو زيد أن يجعَلَ منه الأنموذجَ الذي يُحتذَى لهرمنيوطيقياته.

 

لنعرف المزيد حول ما أحدثته من حيرة وبلبلة، وبشهادة شاهد من أهلها نتابع الحوار التالي.

 

هنري فيركلر:

بروفيسور الإرشاد في جامعة بالم بيتش الأطلسي، ويست بالم بيتش - فلوريدا، الولايات المتحدة الأمريكية، ومؤلف كتاب "الهرمنيوطيقا: مبادئ وتطبيقات في تفسير الكتاب المقدس".

 

س: أولاً وقبل كلِّ شيء أتساءلُ ما الذي جعلك تكتب كتاب (الهرمنيوطيقا: مبادئ وتطبيقات في تفسير الكتاب المقدس)؟

هنري فيركلر: بما أن بعض المستمعين لهذه المقابلة قد لا تكون مألوفةً لهم كلمةُ "الهرمنيوطيقا"، اسمحوا لي أن أقدم تعريفًا موجزًا لهذه الكلمة: الهرمنيوطيقا هي علم وفن لتفسير الكتاب المقدس، إنها تهدف لمساعدتنا لنكون قادرين على تفسير صحيح لكلمة الله؛ لأنه - كما تعلمون - تتم كتابة معظم الكتب في التأويل من قِبَل علماء الدين.

 

أكملتُ درجة الماجستير في المعهد الديني، ولكن التدريب الأساسي دفعني للدراسة والتدريس، وأخيرًا الكتابة عن "الهرمنيوطيقا"، وهذا الأمر جاء طلبًا من طالب في عام 1975، وكان السؤال: "نحن نتدرب على مستوى عالٍ في الدراسات العليا في علم النفس، ولكن معظمَنا لا يملك في اللاهوت إلا تدريبًا على مستوى مدارس الأحد، فما الذي يمنعنا من قراءة علمِ النفس لدينا في الكتاب المقدس بدلاً من قراءة الكتاب المقدس على ما هو عليه، وما يقوله فعلاً؟".

 

أعضاء هيئة التدريس في الجامعة التي أقوم بتدريس الفكر فيها، قالوا: سؤالٌ ممتاز، ولأننا أردنا تدريبَ طلابنا على تفسير الكتاب المقدس بدقة عندما طلبوا المشورة، قررنا إضافةَ دورة في "الهرمنيوطيقا" علم التأويل للمنهج الدراسي؛ ولأني كنت عضوَ هيئة التدريس الوحيد الذي أخذ دورةً في الهرمنيوطيقا رُشِّحتُ لتدريسها في نهاية المطاف، فوضعتُ محاضراتٍ في شكل مذكِّرات مكتوبة، ونشرت في كتاب بالعنوان المذكور أعلاه، ومنذ ذلك الوقت تم نشر هذا الكتاب في ثماني لغات، ويُستخدم في جميع أنحاء العالم لتعليم الطلاب هرمنيوطيقا الكتاب المقدس، ليُساعِدَ المُفسِّرين المباشرين على فهم التأويل.

 

س: لقد استمتعت بالقراءة في الكتاب، كما وجدت النصوص واضحة، من السهل أن نفهم منطقه، لكن أردتُ أن أعرف لماذا لم تَقُمْ بالتفاصيل حول المنهجيات الهرمنيوطيقية الأخرى؛ مثل: الهرمنيوطيقيا الاستعارية، والهرمنيوطيقيا التفكيكية؟

هنري فيركلر: من أجل الإجابة عن هذا السؤال لست بحاجة للحديث عن النظرية الأساسية وراء الهرمنيوطيقا الكلاسيكية، المبدأ الأساسي وراء الهرمنيوطيقا أو التأويل هو: أن معنى النص هو معنى البلاغ المقصود، هناك على الأقل ستة أسباب هامة لتحديد التأويل على هذا النحو:

1- هذه هي الطريقة التي يُتعرَّفُ من خلالها على تفسير صحيحٍ للرسالة من أي شخص (الله أو أي شخص آخر) هل ما تقولُه الرسالة تعني ما يقصده المؤلف، أو رسالته هي ما يعنيه؟

 

2- عندما يفسر شخص ما شيئًا حديثًا أو كتابة ويقول: إنها تعني شيئًا مختلفًا عن المقصود، إننا نعترض بشكل عام، ونقول: إنه سوءُ فهم لما قلناه.

 

3- إذا كانت الفكرة أن "معنى النص هو ما يعنيه بالنسبة لي" تمَّ قبوله، فإن ذلك يعني: أن كلَّ الاتصالات سوف تفقد معناها لأي بيان منطوق أو مكتوب يحتمل أن يكون له العديد من المعاني كما يفعل المفسرون التلقائيُّون.

 

4- فإن ذلك يعني: إلغاء أي عقد من شأنه أن يكون ملزمًا من الناحية القانونية؛ لأن كل مَن يريد أن يخالف شروطَ العقد يمكن أن يقول: إن في العقد شيئًا مختلفًا بالنسبة لي، كما يمكن أن تفعل ذلك الأطراف الأخرى في العقد.

 

5- فإن ذلك يعني أن المعلمين لا يمكن أن يساعدوا طلابَ الصفِّ على حصولهم على المعلومات في الحال؛ لأن كلَّ طالب يمكن أن يقول: إن الكتب المدرسية والمحاضرات والفصل الدراسي تعني شيئًا مختلفًا بالنسبة لي عما يقوله المدرب.

 

6- وأيضًا يعني أنه لن يكون هناك أي وسيلة لتمييز التفسيرات الأصلية عن تفسيرات الهرطقة، إذا كان كلُّ الكتاب المقدس يمكن أن يفسر على أنه "ما يفهمه القارئ الفردي"، فإن تفسير كل قارئ شخصي ساري المفعول على حد سواء، ويمكن أن يكون المسمَّى لا ينبع من عقيدة أرثوذكسية أصيلة، ويمكن أن يكون المسمى لا معنى له - مجرد بدعة - إن كلَّ واحد يجب أن يعتبر الحق على حد سواء، هذه النقاط لا تعني كمكبرات الصوت أو ككتاب إرشادات يذكر دائمًا المقصود بشكل واضح، أحيانًا نتواصل بشكل غير واضح، ولكن حتى في هذه الحالات، إذا كان هناك شخصٌ يسيء فهم المعنى المقصود لدينا علينا أن نردَّ بالقول:

أنا لا أعتقد أنني قدمت وجهة نظري بشكل واضح، ولكن هذا هو ما قصدته.

 

عندما نبذل قصارى جهدِنا من أجل فهم ما يقولُه المتحدث أو الكاتب - وهذا ما يحدث في بعض الأحيان - لأنه يستخدم الكلمات أو النحو أو المفاهيم التي لسنا على دراية بها، ونحن نكافح من أجل فهم المعنى أو الغرض المقصود.

 

وهذا القانون الأول في الهرمنيوطيقا "التأويل" هو من أجل التواصلِ والحوار والتعلم، أو كقواعد قانونية ليكون له معنًى، يجبُ علينا قبولُ مبدأ أن معنى النصِّ هو معنى البلاغ المقصود، وهذا هو السبب في "معنى النص التوراتي وما يعنيه بالنسبة لي" ليس مجرد إستراتيجية تفسيرية صالحة مع هذا الفهمِ كأساس، اسمح لي أن أعود إلى سؤالك الذي كان في الواقع يَتكوَّنُ من جزأين: أولاً: لماذا لا أستغرق مزيدًا من الوقت في مناقشة الهرمنيوطيقا الاستعارية كأنموذج لتفسير الكتاب المقدس؟

الألغورية هي نموذج للتفسير تمَّ تطويره من قِبَل الإغريق في القرون التي عاش فيها المسيح على الأرض، كان لدى الإغريق عديدٌ من الأساطير حوَل مختلف آلهتهم، أحيانًا صوَّرت هذه الأساطير الآلهةَ كما لو تفعل الأشياء القاسية جدًّا أو الأنانية، من أجل تجنُّبِ المعنى الحرفي لبعض هذه القصص؛ قالت بعض الكتب اليونانية: يجب أن تُعامَلَ هذه القصص كالرموز، بدلاً من القصص التي كانت صحيحة حرفيًّا، واقترحوا أنه يمكن أن يعطوا هذه القصص تنميطًا ألغوريًّا (وهذا ما يمكن أن يعطي معاني جديدة للقصص التي لا يمكن العثور عليها إلا إذا وجدت فقط في تفسير حرفي)، وبعد ذلك شرعوا في تطوير سلسلة من التفسيرات المجازية التي تجعل القصصَ مقبولةً لتفكيرهم المعاصر.

 

ولأن قادة الكنيسة تأثروا في وقت مبكر بالثقافة الأسطورية المحيطة حولهم، بدؤوا باستخدام تفسير استعاري إذا كانت القصة التوراتية معينة أو مروا بشيء اختلفوا معه، في كثير من الأحيانِ الناسُ المختلفة تُعطي تفسيراتٍ مجازيةً مختلفة لنفس المُمَرِّ، وكلُّها ترتَكِزُ على إبداعهم وليس فيما يقولُه المُمَرُّ في الواقع، كانت تُستخدم الأليغورية وعلى نطاق واسع من قِبَل المترجمين الفوريين للكتاب المُقدَّس حتى 1500سنة، في ذلك الوقت بدأ مارتن لوثر وغيره برفضِ سبب اقترح بداية هذه الإجابة، فتم استبدالُه بمعنى هذا الكاتب بدلاً من فهم معنى المؤلف الأصلي المقصود، إذا كنا لا نعتقد أن التفسير الصحيح لكلمة الله يعني فهمًا ما، والغرض منه أن يعني مقصدًا ما، فإن ذلك يعني: أنه من الخطأ محاولةُ جعله يعني شيئًا نودُّ أن يعنيه، وليس الغرض الذي يعنيه، وبالتالي فإننا لا نعبر بالمجاز الكتاب المقدس إلا إذا كان واحدة من تلك الحالات النادرة التي يخبرنا المؤلف في الكتاب المقدس أنه يعطي لنا الرمز (على سبيل المثال، غلاطية 4: 21-31).

 

لسبب مماثل نجد اللاهوتيين الإنجيليين يرفضون التفكيكية كطريقة تفسيرية، بالنسبة لأولئك قراءة هذه المقابلة قد لا تكون على دراية بهذا المصطلح، وبوصف بسيط جدًّا فإن التفكيكية كنهجٍ يعتقد أن كل قارئ للنص قد يُفكِّكُه، واتخاذ ما عداه من كلمات النصِّ، ثم إعادة بنائه على أنها تعني معنى ما بالنسبة لهم، كما هو الحال مع الألغورية، ​​والهرمنيوطيقا الكلاسيكية - أو التأويل الكلاسيكي - هو السبب في رفض التفكيكية كطريقة تفسيرية؛ لأنه يتخلَّى عن محاولة اكتشاف معنى البلاغ المقصود، وبدلاً من ذلك هناك بدائل كل ما يعنيه بالنسبة لكل قارئ معين.

 

ولنفس السبب الهرمنيوطيقا الكلاسيكية - أو التأويلية الكلاسيكية - نجد اللاهوتيين الإنجيليين يرفضون العديدَ من النظريات التفسيرية لشلايرماخر واللاهوتيين والجماعات الليبرالية الأخرى، ونحن نعتقد أنه إذا كانت ثقافتُنا الحديثة لا تتوافق مع شيء يقوله الله تعالى في كلمته، فنحن لسنا في محاولة لإعطاء تفسير جديد لما يقوله الله، ولكن بدلاً من ذلك يتفق تفكيرنا مع ما يقوله الله، حتى عندما يقول الله ما يتعارضُ مع ما لدينا، وحتى لو كانت الثقافة هي الطريقة الصحيحة سياسيًّا في التفكير.

 

س: تقول: "لأن قادة الكنيسة تأثَّروا ومنذ وقت مبكر بالبيئة الثقافية المحيطة من حولهم، شرعوا إذا كانت القصة التوراتية مقصودة أو يمكن تمرير النص باستخدام تفسير استعاري، وهذا شيء اختلفوا معه، وفي كثير من الأحيان أن الناس المختلفة تقدم تفسيرات مجازية مختلفة لنفس النص، يطرح الجميع إبداعه وليس ذلك موجودًا أو ما يقوله المُمَرُّ في الواقع"، هل يمكن أن تعطيني بعض الأمثلة على ذلك من فضلك؟

هنري فيركلر: للتفسير الاستعاري يُرجى الاطِّلاع على الوصف المجازي، ومثاله ما ذكره فيلو مجازيًّا حول قصة إبراهيم في الصفحة 47 والجزء العلوي من الصفحة 48.

 

س: أنت كتبت في المقدمة: "ويبدو أن غالبية الهرمنيوطيقا/ التأويل للنصوص المتاحة اليوم لدينا هدفه الأساسي توضيح المبادئ السليمة لتفسير الكتاب المقدس... [الهدف من هذا النص] ترجمة النظرية التفسيرية إلى خطوات عملية لازمة لتفسير الكتاب المقدس سياقًا"، هل يمكن أن توضح ما تعنيه بذلك؟

هنري فيركلر: عندما كتبتُ المشروعَ الأصلي للنص/ التأويل، سواء اللاهوت وعلم النفس، نركز غالبًا على كتابة المناقشات السامية حول النظرية، إما نظريةً لاهوتيةً، أو نظريةً نفسيةً، وكان في ذاك الوقت (منتصف 1970) أن بعضَ علماء النفس بدؤوا يقولون: إننا بحاجة إلى بدء "إعطاء علم النفس بُعدًا" وبحلول ذلك يعني أننا كعلماء نفس وكُتَّاب ملزمين ببدء شرحٍ للمفاهيم النفسية بطريقة مفهومة، وبطريقة عملية مفيدة للشخص العادي في الشوارع، أخذتُ هذا المفهوم ذاته وقمت بتطبيقه على الطريق بتأليف النص من خلال التأويل/الهرمنيوطيقا، وبدلاً من حصر مناقشتي في المقام الأول على المبادئ التفسيرية، سألت السؤال التالي: "هل يمكن لي ترجمة تلك المبادئ إلى خطوات عملية من شأنها أن تساعد الشخص الذي بحاجة إلى اتخاذ تفسير بدقة حول المعنى المقصود؟ وما تلك الخطوات العملية؟"، وهكذا لدي النص (الآن في طبعة منقحة بإضافة الدكتورة كارلين أيايو ككاتبة ثانية)، ومحاولات لإعطاء القرَّاء مقدمةً لنظرية ما وراء التأويل، ولكن بعد ذلك أيضًا خطوات عملية يمكن استخدامها لكل من يريد اكتشاف المعنى لكل مُمَرٍّ من الكلمة.

 

س: كيف يمكن للهرمنيوطيقا أو/التأويل أن تساعد في دراسة النبوة؟

هنري فيركلر: ربما دراسة النبوة واحدة من أكثر المناطق تعقيدًا من التأويل للدراسة، هناك المؤمنون الملتزمون جدًّا، والمخلصون الذين يحملون وجهات نظر تفسيرية مختلفة جدًّا حول هذا الموضوع، وهناك جزء جدلي يدور حول الاتفاق، النبوة يمكن أن تعني أحدَ أمرين: نوع من النبوة عندما يتحدث نبي برسالة من الله يقول لنا كيف يجب أن يعيش، وغالبًا ما يحتوي على المواجهة إذا كنا لا نعيش حياة العظماء، ومع ذلك فإنه يشمل أحيانًا كلمات من رحمة الله إذا اختبرنا بالاضطهاد أو بالأوقات الصعبة، هذا النوع من النبوة هو أسهل للتفسير؛ لأنه يستخدم الأساليب التفسيرية نفسها التي نستخدمها في كل ما تبقَّى من الكتاب المُقدَّس، أما النوع الثاني من النبوة عندما يتوقع شيئًا ما سيحدث في المستقبل، وهناك نوع ذو صلة يسمى المروع (وجد في أجزاء من دانيال وسفر الرؤيا) التي أيضًا لا تُعدُّ من هذا، يستخدم المروع كلمات وقصصًا رمزية للإشارة إلى الأحداث الفعلية التي ستحدث في المستقبل، ولكن قد لا تحدُثُ بالطريقة الحرفية لمن أُوتِي النبوةَ الأصلية، على سبيل المثال، سفر الرؤيا يتحدث عن المعارك في آخر الزمان في أرض إسرائيل، إنها تذكر فرق الخيول المحتشدة للمعركة، هل يعني ذلك أن المعركة ستكون في الواقع بالخيول، أو الخيول رمزية لمزيد من الوسائل الحديثة للحرب مثل الدبابات، وما إلى ذلك؟ أم هي أكثر رمزية، وبدلاً من ذلك وصف لمعركة روحية (بدلاً من المعركة المادية) بين قوى الخير وقوى الشر؟

 

الحق أنه على المرء التزام الإيمان رَغْمَ تباينِ وجهات النظر، ونحن ربما لن نعرفَ الحقيقة كاملةً بدقة حتى الخلود، والشيء الجيِّدُ هو أن نتذكَّر أنه لا أحدَ يأخذ كلَّ شيء في سفر الرؤيا حرفيًّا، ولا أحد يأخذ كلَّ شيء رمزيًّا، ونحن نفعل كلَّ ما هو خليطٌ من الاثنين معًا، والفرق هو في مقدار ما أخذناه حرفيًّا، وكم أخذنا رمزيًّا، كما هو الحال في كل من الهرمنيوطيقا (التأويل) فإن السؤال الأكثر أهمية هو "ما هي الماهية من هذا الكتاب؟"؛ لأن المروع مثل هذا النوع الأجنبي بالنسبة لنا، على الأرجح من الحكمة بالنسبة لنا أن نكون متواضعين ونعترف أننا لن نعرف المقصود بصورة نهائية حتى عودة المسيح.

 

س: هل لك أن تشرح كيفيةَ الميل للتخلِّي عن أفكاركم الخاصة إذا كانت تتعارض مع ما هو موجود في الكتاب المقدس؟

هنري فيركلر: كلنا نقومُ بالتمهيد للفَهْمِ في تفسيرنا للحياة وتفسيرنا لكلمة الله، نحن نتأثَّرُ قبلَ كلِّ شيءٍ بما كنا ندرُسُ من قبلُ وبثقافة والدينا، وزعمائِنا الدِّينيِّين السابقين، ونتأثَّرُ أيضًا بأصدقائنا، وبالاستنتاجات التي قمنا باستخلاصها من التجارب السابقة، وبالتالي لا أحدَ يرى العالمَ أو يمكن أن يفسِّرَ كلمةَ الله بدون ارتداء مجموعة من النظَّارات التي تتأثر بتلك التجارب السابقة، أو ما كنا ندعو في الفقرة السابقة بما لدينا من تمهيد يساعد على الفهم، والعاقل يعلمُ أن له أو لها تمهيدًا ما يُمكِنُ أن يُؤثِّرَ على كيفية تفسير الكتاب المقدس، وبالتالي دائمًا يحتفظ بقدر من التواضع حولَ ما لديه أو لديها من تفسيرات شخصية، يحافظ الشخص المنغلق على تفسيراته السابقة عقائديًّا، ونتيجةً لذلك يتوقَّفُ النموُّ فكريًّا وروحيًّا، واحدة من الأشياء الجميلة حول هذا الكتاب هو أنه بسيط بما فيه الكفاية؛ بحيث يمكن لأي شخص أن يفهَمَ ما يحتاجُ لفَهمِه، وبالرغم من ذلك فالكلمة عميقة بما فيه الكفاية، حتى إن الأكثر ذكاءً يمكن أن يتعلم أشياء جديدة عن الله ما داموا على قيد الحياة، عندما نتوقف نكون على استعداد للتعلم، وهذه النقطة التي توقفنا عن النمو أعتقد التواضع؛ الرغبة في أن أعترف أنني لا أعرف كلَّ شيء، يُعزِّزُ شخصية أي شخص، والعكس المغرور المليء بالتفاخر يُوقِفُ معظمَ الناس عن متابعته، بالإضافة إلى أنه لا مُبرِّرَ له على الإطلاق على التفاخر، لا أحدَ منا يَعرِفُ كلَّ شيء، ويعتقد أن ما نقوم به هو التفكير المُضلِّلُ، ما زلت متعمدًا لتجريد نفسي من المناقشات بين المسيحيين الذين يأخذون وجهات نظر مختلفة في مختلف الموضوعات، والحوار بين المسيحيين الذين يأخذون وجهات النظر حول موضوعات مثل الألفية المختلفة، سواء كانت هدايا خارقة لا تزال لهذا اليوم، واختلاف وجهات النظر حول دور المرأة الذي يجب أن تلعبَه في قيادة الكنيسة، واختلاف وجهات النظر حول خلق الأرض والبشر، ومجموعة كبيرة من القضايا الأخرى.

 

أجد من خلال القراءة أن أتعلَّم الكثير من وجهات النظر الجديدة، وأكتشف أن المسيحيين الصادقين يرَون الكثير من هذه القضايا بطرق مختلفة بشكل ملحوظ، وتفسير الكتاب المقدس يتقاطع ويختلف بطرق مختلفة جدًّا بالنسبة للمسيحيين، وفهم ما فيه بدقة أكثرُ أهمية من الحفاظ على موقف تعلمته في وقت سابق في حياتي.

 

مع الفلسفة المذكورة أعلاه في الاعتبار أجدُ أنه ليس من الصعب الحفاظ على التعلم، وإلى تغييرٍ - في بعض الأحيان - ذهني حولَ القضية، هناك رأيان شخصيان طالما أتعلق بهما: أن الجميع على حق عن شيء، ولكن ليس هناك من هو على حق في كلِّ شيء".

 

كين ويلبر: لا أحد منا يفهم [أي شيء] جيدًا بما فيه الكفاية، إلى أن نتمكَّنَ من وقف التعلم من كلِّ واحد منا.

 

فرانك بيتمان: آملُ أن يكون ما سبق مفيدًا بالنسبة لك كمقدمة لموضوع الهرمنيوطيقا (التأويل).

 

س: لماذا رفض اللاهوتيون الإنجيليون العديدَ من النظريَّات التفسيرية لشلايرماخر ولرجال الدين والجماعات الليبرالية الأخرى؟ هل يمكن أن تثبت أو تبين لنا بعض الأخطاء التي وقع فيها شلايرماخر على سبيل المثال؟

هنري فيركلر: بالنسبة لهذا السؤال ليس لدي وقتٌ للعثور على أمثلة محددة (نحن نُجهِّزُ للامتحانات النهائية في الوقت الراهن، ومن ثَمَّ لا بد لي من البدء في التحضير لدروس الصيف)، ولكن أعتَقِدُ أن القلق العام هو أن علماء الدين الليبرالي عرضوا الكتاب المقدس على أنه مكتوب من قِبَل البَشَرِ، ويتضمَّنُ الكثير من الأخطاء البشرية، قارن هذا بمعتقدات الإنجيليين (الصفحات 29-41) الذين يعتقدون أن الكتاب المقدس كتبه البشر، وعلى الرغم من أنه كان مستوحيًا من الله إلا أنهم كتبوا ما أرادوا أن يكتبوا فيه؛ ولأن الله صادق ولا يوحي بالأشياء التي لم تكن صحيحة، أو الأشياء التي تعكس الآراء الخاطئة في الثقافة في ذلك الوقت.

 

هنري فيركلر: أتمنى أن أكون قد قدمت موضوع الهرمنيوطيقا مبادئ وتطبيقات تقديمًا جيدًا.

عبدالرحمن أبو المجد: بكل تأكيد، وضَّحْتَ ويَسَّرْتَ الفهمَ، شكرًا جزيلاً بروفيسور هنري فيركلر.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • ديل باركنسون وعبدالرحمن أبو المجد في حوار حول الكوربوس العربي Arabi Corpus
  • سعيد نسيبة وعبدالرحمن أبو المجد في حوار حول قبة الصخرة
  • حوار ميشيل كويبرس وعبدالرحمن أبو المجد حول نظم القرآن المذهلة!
  • حوار مارتن فورورد وعبدالرحمن أبو المجد حول النبي محمد صلى الله عليه وسلم
  • ريتشارد كروتر وعبدالرحمن أبو المجد في مناقشة حول فريدريش شلايرماخر: بين التنوير والرومانسية
  • الهرمنيوطيقا: مقدمة مختصرة.. حوار ديفيد ياسبر
  • هرمنيوطيقيات دلتاي وكانت - حوار رودولف ماكريل

مختارات من الشبكة

  • بافل بافلوفيتش وعبدالرحمن أبو المجد في حوار حول "الكلالة"(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حوار حول دين العلمانية بين عبدالرحمن أبو المجد ومارك سميث(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حوار زينل قاسم وعبدالرحمن أبو المجد حول التكافل (التأمين الإسلامي) عالميا(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أنابيل غالوب وعبدالرحمن أبو المجد حول مخطوطات القرآن في الغرب(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • حوار أغوستينو سيلاردو وعبدالرحمن أبو المجد حول الكلالة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • هرلد موتسكي وعبدالرحمن أبو المجد في حوار حول علم الحديث(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بيتر رايت وعبدالرحمن أبو المجد في حوار حول التأويلات القرآنية الحديثة(مقالة - المسلمون في العالم)
  • رخسانا خان وعبدالرحمن أبو المجد في حوار حول الأجيال الإسلامية الجديدة في كندا(مقالة - المسلمون في العالم)
  • البروفيسورة كاثرين بولوك وعبدالرحمن أبو المجد في حوار حول الحجاب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الدكتور "لؤي فتوحي" وعبدالرحمن أبو المجد في حوار حول الدراسات القرآنية(مقالة - المترجمات)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب