• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / تقارير وحوارات
علامة باركود

سعيد نسيبة وعبدالرحمن أبو المجد في حوار حول قبة الصخرة

سعيد نسيبة وعبدالرحمن أبو المجد في حوار حول قبة الصخرة
د. عبدالرحمن أبو المجد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 22/10/2014 ميلادي - 27/12/1435 هجري

الزيارات: 5623

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سعيد نسيبة وعبد الرحمن أبو المجد

في حوار حول قبة الصخرة

 

في هذا الحوار نلتقي بحفيد من أحفاد نسيبة، فنان عالمي له بصمته، إنه الفنان العالمي سعيد نسيبة، والفنان سعيد نسيبة- لشهرته العالمية- غنيٌّ عن التعريف، فنان فلسطيني أمريكي حملت به أمه في القدس، وولدته في سان فرانسيسكو، نسيبة مصور محترف يوازن الفنون الجميلة بالمهامِّ التجارية، يُصور ويعرضُ منذ عمر ثلاث عشرة سنةً، عرض نسيبة معرض التصوير الفوتوغرافي الأول في معرض الأردن الوطني للفنون الجميلة في 1986، كان معرضه عن مناظر من وادي الرم وحياة الرعي لقبيلة الحويطات.

 

واستمر في عرض معارضه في مختلف المدن الكبرى والعواصم، في 1996 نشر معرض صوره الخاص بقبة الصخرة باللغتين الإنكليزية والفرنسية بعنوان " قبَّة الصخرة"، عرض صورًا من القرن السابع، وعرض الفسيفساء التي تُزيِّن هذا المكان المقدس، عُرِضت الصور في دارة الفنون في 2002.

 

استلم أخيرًا زمالة فولبرايت الكبيرة، نسيبة يسافر إلى كل أنحاء بلاد الشام، يستكشفُ جمال التراث الأُمَوي في الشام، يتنقَّل حاليًّا بين عمَّان، ودمشق، وسان فرانسيسكو.

 

الحوار:

س: قبة الصخرة عمل قيم رائع كتبه البروفيسور أوليغ غرابار Oleg Grabar، ووضع تصميماته، والتقط صوره سعيد نسيبة، كيف التقيت واتفقت مع البروفيسور غرابار؟

سعيد: في أوائل سنة (1990-91)، كنت في كاليفورنيا، كنت يائسًا بسبب الإصابات والدمار الذي سببته قذائفُ صدام التي كانت تتطاير حتى على رؤوس عائلتي في القدس الشريف، حَلمتُ بالتصوير في العراق، لكنه كان واضحًا أن البلاد مضطربة، كنت أُزاوِلُ التصوير المعماري، عملت للناشرين وللمجلات، وللمصممين، وكنت أنتج صورًا فضيةً يدوية أرشيفية للمتاحف، والجامعات، وللمعارض، صورتُ قبة الصخرة عدة مرات، لكني ما رأيت التفاصيل، أو لم تكن لدي الجرأة لطَلَب الاقتراب.

 

تقريبًا في نفس الوقت قَرأتُ وصف جون فينيسيا روسكين، وكيف وقَّر مركزه التاريخي بشكل أثار إعجاب المتحالفين في الحرب العالمية الثانية، تلا ذلك موجةُ نداءات إلى العواصم الدبلوماسية الغربية، خصوصًا من مجموعة مؤرخي الفنون الدولية، كفاءةُ هؤلاء الناسِ علمتني الكثير، دُرتُ أتابع أخبار التلفزيون، وبدأت أبحث وأقرأ الكتابات المنشورة، وإيضاحات مؤرخي الفن الإسلامي بشكل محترف، خاب أملي في أن أجد كتابة غنيةً بالمعلومات المفيدة وبالتصوير الفوتوغرافي.

 

لذا وجدت نفسي أعكف على أرضية كتب موبيركيلي المستعملة بكاليفورنيا، قرأتُ أيضًا عن أحجام متنوعة في مسجد الجمعة بإيزفاهان من تأليف الأستاذ أوليغ غرابار، قال في المقدمة: "... كيف يمكن للمصورين بأن يعملوا مع المصممين، وليس مع مؤرخي الفن؟".

 

اعتقدتُ أن من السَّخافة أن يمنعني المال من الذَّهاب لإيزفاهان غدًا، كتبتُ رسالة للأستاذ غرابار أوضح له مؤهلاتي واستعدادي، ردَّ عليَّ وطلب مني بأن أرسل حقيبة، ثم بعد يوم واحد أخبرني بأن العمل الأطول ليس في إيزفاهان، ولكن العمل على مشروع في القدس، هل أنت تودُّ أن تصور فسيفساء القرن السابع داخل قبة الصخرة؟

لم يكن أمامي إلا أن أقول: "نعم".

 

س: أوليغ غاربار ((1929 -2011 مؤرخ الفن الإسلامي الشهير، فرنسي المولد، وأثري، وامتازت أعماله بتشكيلة واسعة بشكل بارز، ودقة تحليلية، ساعد على تحويل الدراسة الغربية نحو الفنون الإسلامية والهندسة المعمارية، هل يمكن أن تخبرنا كيف اتفقتما على العمل معًا؟

سعيد: عندما قابلتُ الأستاذ غرابار، جمَّع فريقًا مكونًا من (محمد الأسد، وعبير عودة) اللَّذَيْن كانا يبتكران إعادة بناء القدس القديمة استنادًا على المصادر الأدبية بمساعدة الحاسوب -D 3، كُلِّفتُ أنا - بشكل محدد - لأداء المسح الفوتوغرافي لفسيفساءِ القرن السابعِ الأموية الأصلية داخل قبة الصخرة، قام البروفيسور غرابار بتحليل ودراسة هذه الصور، ونجحت إعادة البناء، ونُشِر الكتاب بعنوان: "شكل المقدَّس" (مطبعة جامعة برينسيتون 1996).

 

س: أخبرني البروفيسور جوناثان بلوم في لقاء سابق أن قبة الصخرة 692 بالقدس الشريف أول عمل عظيم من أعمال الهندسة المعمارية الإسلامية، بُنِيَت القبة على الصخرة التي انطلق منها النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مِعراجه نحو السماء، من كان صاحب فكرة هذا الكتاب القيم؟ وكم استغرق من الوقت إعدادُه؟

سعيد: صورتُ في قبة الصخرة لمدة ثلاثة شهور، من ديسمبر/كانون الأول 1992 إلى فبراير/شباط 1993، النشاط كان بتركيزٍ وإبداع (أدبي وجمالي وتاريخي)، بالإضافة إلى إبداع اجتماعي، هناك الكثير من الناس يعملون، ويقيمون الصلاة هناك، إن الصخرة بنفسها عارية وجافة وباردة، لكن الروحانية تكسوها طهارة ونضارة وإحساس، بالإضافة للمَقْدِسيِّين الذين يتحركون أكثر، من الأشياء المهمة أن الفسيفساء الأُمَوية كانت فنًّا، وتاريخًا من الناحية التاريخية، لقد نما لدي خوف من خلال سياق الفن التاريخي، بأن هذه المصنوعات اليدوية ستنزع وتعزل من سياقها الإنساني والروحي؛ لذا وسَّعتُ مجال مسعاي لتضمين أكثر بكثير من البيئة المحيطة بالفسيفساءِ، إحدى المساعي العظيمة للفن الإسلامي عمومًا، وقبة الصخرة خصوصًا، الطريق الرحب بتنويعه الشكلي، الأنماط، الألوان، والإضاءة، أصبحَ هدفي الشخصي مُنصَبًّا على هذا، بجانب أنني كنت مساعدًا للبروفيسور غرابار، أردت التوسُّعَ في تصوير شخصية المسجد، من ناحية أخرى أردتُ تضمينًا أكثر لتشخيص ملامح البيئة المعمارية التي تسكن بالفسيفساء، ثم أردت التركيز أكثر من الخارج، ثم الدائرة المحيطة ككل، وأخيرًا لمحة سريعة حول الحياة المُتميزة للتراكيب الإسلامية، التي تَجعل القدس cityscape غريبًا عجيبًا مدهشًا، يسهل تمييزه فورًا.

 

عندما انتهيتُ من التصوير وطباعة التصوير الفوتوغرافي للفسيفساء، عُدتُ إلى القدس في الربيع 1994، وأمضيتُ شهرًا آخرَ أصور الملامح الخارجية، كان مهمًّا لي أن أصور وأعكس تنوع الفصول.

 

قمت بشرح فكرتي وعرضتها على 24 ناشرًا في الولايات المتحدة، كلهم قالوا: لا، أمام هذا الرفض الذي استمر طويلاً على المرء أن يتحلى بالمثابرة، ولأني عنيد جدًّا متمسك بالفكرة والنشر، عندما زرتُ الأستاذ غرابار في برينسيتون لأسلمه الطبعات، طلبت منه المساعدة، أخبرني بأن هذا شيء لا أستطيع أن أتدخل فيه.

 

كان عنده العديد من المشاريع والالتزامات، بَقيتُ عنيدًا، واستمر الحوار بيننا، ذات مساء قبيل العشاء ببيته، زوجته تيري سمعتنا نتكلم عندما جلسنا على منضدة العشاء، صاحت قائلةً: لمصلحة أوليغ بأن تساعدني في إيجاد ناشر.

 

في اليوم التالي مباشرةً قام بالعمل، كنت قريبًا من مكتبه بجوار المحررين المعماريين المسؤولين عن دور النشر في بوسطن، وواشنطن، ونيويورك، ضمنت عددًا من التعيينات ذلك اليوم، وأحدهم تقدم نحو صفقتي مع ريزولي في 1995، وافق الأستاذ غرابار على كتابة مقالة للكتاب أيضًا.

 

في كتاب ريزولي استمر العمل 4 شهور من التصوير الفوتوغرافي الـمُركَّز، 5 سنوات من البحث والدراسة، تقريبًا لمدة سنة ونصف أطبع وأترجم الأفلام، ثم أمضيتُ فترة 6 - 9 شهور أخرى أعمل على النصوص والتصميم النهائي مع الناشر، منذ بداية التصوير الفوتوغرافي إلى النشر مضت خمس سنوات، كانت أطول فترة يجب مراعاة ذلك في المرات القادمة.

 

س:... قبل أن أطرح عليه السؤال التالي استطرد قائلًا..

سعيد: اسمح لي بملاحظة على المصطلح، من المنافع التي اكتسبتها أثناء العمل مع البروفيسور غرابار جهدُه العظيم وقدرته العميقة بانتباه شديد نحو اللغة؛ لذا على سبيل المثال أنا كنت مذعورًا عندما أنت عبد الرحمن الذي تهتم بالفنون الإسلامية، تشير على قبة الصخرة بـ "مسجد الحرم الشريف"، القبة حجر صغير من معالم المسجد.

 

العبارات التي تستعمل ليست متكافئة، ومضللِّة جدًّا، وقلة الدقة اللُّغوية ستُعطِّل القرَّاء، بالرغم من أن اللغة العربية لغة العمق الحقيقي واللغة المحيط بلاغة وفصاحة، إلا أنه هناك خطر عظيم في الإغراق نحو الغُموض بشكل واضح، رجاءً!

 

اسمح لي بوصف كيف تعلمت فهم الأسماء، وعلم طوبوغرافيا المسجد، وهذه الطريقة سأستعمل فيها اللغة في حوارنا هذا، إن الحرم الشريف اسم حديث وعلماني نسبيًّا لمركب المسجد في الركن الجنوبي الشرقي من مدينة القدس القديمة (القدس)، إن الاسم الإسلامي لهذا المَعْلمِ: المسجد الأقصى - المسجد الأبعد، بالإشارة إلى القبلة الأولى، والمكان يبرز في معجزتين إسلاميَّتين، نفس الاسم "المسجد الأقصى" ينطبق أيضًا على الجزء العربي على التركيب التجمعي الرئيسي في الطرف الجنوبي من الفناء.

 

تضاعف التشويش في الأسماء؛ لأن العديد من الناس، وخصوصًا أولئك الذين يتعودون على الصلاة في البنايات الوحيدة مثل الكنيسة أو الكنيس عندهم المسجد الأقصى هو البِناية التجمُّعية، اصطلح على ذلك من قبل الأوقاف التي تدير الموقع، أو من قبل المؤرِّخين المسلمين من القرون الوسطى، مثل المقدسي في القرن العاشر، بشكل كامل المسجد جائز الصلاة فيه في أي زاوية، وليس هناك مدفن ضمن دائرة المسجد.

 

لجعل البناء اللُّغوي أكثر ألفة إلى قرَّاء الإنجليزية، أقول بأن مضاعفة الأسماء مثل نيويورك، نيويورك، تلك المدينة والحالة في تكرار الاسم، يقصد علينا استخدام المسجد الأقصى، المسجد الأقصى وتكرار الاستخدام لا نستخدم الحرم الشريف ونكرر في استخدامها، لأن في هذا تشويشاً، من السهل تشويش الإشارة المنطوقة أو المكتوبة إلى المعنيين في ظل غياب السياق المعين، أريد لكي أكون واضحًا جدًّا حول هذا الغموض الشفوي العربي على أمل أنك وقراءك قد تدركون التشويش وتصبحون أكثر دقة في استعمالكم للغة.

 

يدعم متنزه المسجد الأعظم تراكيب عديدة، بما في ذلك البنايات المقببة الـ: 27، التي تشكل المسجد الأقصى الذي ذكرته آنفًا، هذه البِناية مستعملة اليوم لصلاة الرجال جماعة، تتجمع النساء في البناية المقببة الكبرى الثانية، بالرغم من أن قبة الصخرة هي الجوهرة المعمارية إلا إنها لم تكن المركز الطبيعي للمسجد.

 

س: لقد كنت أنت المصور والمترجم، والكاتب، مع المؤلف المشارك البروفيسور غرابار الذي أضاف تعليقات قيمة وثمينة بخصوص هندسة قبة الصخرة المعمارية، هل يمكن أن تصف تجربتك التي صوَّرَت هندسة قبة الصخرة المعمارية؟

سعيد: تصويري الفوتوغرافي لقبة الصخرة كان يمكن أن يكون مستحيلاً بدون المساعي الحميدة لأوقاف القدس الشريف، تلك السلطة، ومجالسها، ومديري الوقف، والموظفين، والصنَّاع الذين كسبوا تقديري وامتناني العميق، حتى إنني سميتهم بالاسم، وسجلوا توقيعاتهم الخالدة على النسخة النهائية للنشر من قبل ريزولي، ذلك الاستعراض للأسماء والذكريات في عدة أشكال مُذكِّرة لي بقدر السلاسل الطويلة للحلية الفسيفسائية، والنقش الكوفي الذي يشمل قلب المشروع، عائلتي أيضًا كانت نشيطة، وذات دور فعال، وساعدتني بشكل رائع.

 

أيضًا العامل المساعد الآخر هو تدخل أوليج غرابار في برينسيتون، نيوجيرسي، كلاهما محرِّض وصبَّ في المشروع، بجانب شرعية المشروع، وسلامة الغرض، جعل ذلك المشروع قويًّا، قابلاً للتمويل بسخاء، باعتبار أنه مهمة ثقافية.

 

البروفيسور غرابار دعاني عمليًّا للوقوف على أكتافه الهائلة، وللنظر، ولنشارك بوجهات النظر مع الآخرين؛ لهذا أنا ممتن له كثيرًا.

 

كان العمل مبهجًا، ومنهكًا، ركزت على عملي، ودققت فيه لتجويده، وقمت بالتقييم والموازنة بجد واجتهاد، بشكل لا يصدق، واستمتعت بكل ثانية في مدينة القدس الجميلة وفي رحاب المسجد الأقصى وقبة الصخرة الشريفة.

 

س: لكن ماذا عن الأسئلة الكبرى؟ لماذا كانت الهندسة المعمارية وتصويرك الفوتوغرافي ذا مغزًى؟ لماذا هذا الموقع استأثر على الانتباه الدولي؟

سعيد: رأى البروفيسور غرابار بأن الابتكار المعماري الأُمَوي يَرمِزُ كتعبير للقوة وللسياسة وللاقتصاد في الغالب، معمار مدهش استمر إلى يومنا هذا، فضلاً عن ذلك رأى النقوش الأولية كسلسلة بيانات دعائية إلى مسيحيي تلك الفترة.

 

أنا لا أستطيع أن أجادل في هذا، لكني أرى طبقة أخرى من التجرِبة، والمعنى الذي قد يكون أسهل بالنسبة لي أن أخاطب كفنان وكمسلم من مؤرخ فن معجون بالمسؤولية المحفورة في وجدانه، والقداسة، والقدسية لهذا المكان المقدس، وتقدير المقدسيين الذين ظلوا مستمرين مع المكان، وروحانية المكان وعبقه التاريخي.

 

في رأيي الأحاسيس تخبرني بأنهم ليسوا مجرد تذكار من قوة خليفة مضى، ما هو واضح لي: أن للمسجد الأقصى قداسة وهَيبةً، إن المقدس مثبت هناك من قبل العديد من الناس والتقاليد التي تدعم القداسة منذ مدة قديمة وطويلة جدًّا.

 

من خلال التاريخ المسجل الخلافة الأموية بدأت بمعاوية، سافر إلى الأقصى لتتويجه، أو للبيعة، من المفترض لتقديس أو تكريس قاعدتهم استمدادًا من قدسية الأقصى، هم أغدقوا بسخاء في برنامج البناء التذكاري هناك، حتى ولو زالت هيمنتهم السياسية، تقريبًا كل شخص لديه تفسيره أو تأكيده على أن هذا العمل المتفرد المقدس في القدس يذكرهم بكل خير.

 

هل أكون قادرًا على معالجة بعض هذه المسائل بدون خطوة إلى الآخرين أو أساوم اللُّغز نفسه؟

في الإسلام الذي تعلمته، الروحانية الشيء الذي يوجد بين المصلِّي والله، ليس هناك وسطاء، من واقع هذا الفكر في العقل أفهم أن معظم الحلية المعمارية في مكة المكرمة - على سبيل المثال - حطمت بشكل هادف من قبل المسلمين، من وجهة نظر بأنها ستصرف الانتباه، ومصدر محتمل لعبادة الأصنام.

 

اسمح لي لإزالة هذه الإمكانية فورًا، أنا ما شعرت برغبة ملحة ولو مرة لركوع وعبادة الفسيفساء، مهما استُغْرِقَ في مدحها، أو افتتن بتصميمها.

 

بالرغم من ذلك هناك شيء خاص جدًّا حول الزينة الفسيفسائية في قبة الصخرة، كما أن هناك حول الصخرة تجسيديًّا من الفسيفساء الذهبية المتألِّقة، أرى أن التهمة أو الفتنة تنشط اتصالي بالقدسية في ذلك المكان تنبثق الحقيقة من المقارنة بين الصخرة، مركز القدسية والحلية المحيطة والتبجيل والصلاة.

 

المشهد في العراء بارد وخامد وأحادي اللون، بينما الألوان تومض ملونة، لون ولمع، تلمح الحلية تنبض بالحياة، حتى تكاد بأن تكون الحياة بنفسها، الفسيفساء التي تحيط بالصخرة آلية عملية لإبراز الطبيعة الدينامية للحياة والحياة الطبيعة، كأن المشهد يعرض حساسية الصعود للخالق بنشاط، يحمل المظهر من علو لتبجيل المشاهدين أيضًا.

 

لا يوجد إلا طريقان يفسران قراءة البرنامج الفسيفسائي، الزينة يمكن أن ترى كأكاليل أو عبارات تعظيم فنية لشخص ما، أو لشيءٍ يرجع إلى مكان آخر، يبرز في النقش تعظيمُ الله، ونبوَّة النبي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه القراءة، لا شيء يظهر من الفسيفساء الرمز المتوسط لأنها كُرِّست لغرض ديني، التصاميم الفسيفسائية ما زالت محترمة، وبذلك تستحق التقدير لطول عمرها.

 

بدلاً عن ذلك الفسيفساء يمكن أن تهتم بتمثيل "المقدس" بشكل نوعي.

دليل هذه القراءة الأخيرة خصب بشكل توكيدي، تستمد خصوبته من التناظر والتوازن الذي تعرضه التصاميم الفسيفسائية، كل هذه الخصائص وضحت لاحقًا أن لله 99 اسمًا، واضح ذلك في النقوش المعاصرة "يحيي ويميت"، لكنها ولأنها ترتبط بخلافات مسيحية "تؤكد على أن المسيح عبدُالله ورسوله"، هذه الاقتباسات توضح بشكل مألوف في ذلك السياق وحده.

 

السِّمات المحتملة الإضافية للقدسية الكلمة التصديرية "لله"، في قراءة هذه الآيات يرتبط انتباهنا ارتباطًا مباشرًا بالله تعالى، ليس فقط من واقع علم السمعيات، لكن بالمقارنة النشيطة بالدهشة المتجلية في الصخرة - صخرة غير عادية تؤكد عَظَمة الخالق، وتدلل على الإسراء والمعراج، مثل ارتباط مقام إبراهيم ببناء الكعبة - وبفهم الخواص والسمات القدسية للآيات القرآنية.

 

ابتعادًا عن البعد التفسيري، لقائي بالفسيفساء كان مشهدًا طبيعيًّا، أثناء الشهور الأولى كنت أستقبلها بين استراحة الأروقة العليا المظلمة، أمسي أتأمل القبة الذهبية المليئة بالفضة المضغوطة بالشكل المطلوب، وبشكل معبِّر في اللصقة لها أكثر من 13 قرنًا، أنا لا أستطيع أن أمنع نفسي من الشعور بإحساس الرهبة في الإبداع، بعد النظر الدقيق والمحظوظ لأولئك الحِرفيِّين في عهد عبد الملك بن مروان، السمات التي تنبع بالحيوية لي في سطوع أضويتي، مثل: الأشكال والألوان والقوام والنصوص الأكثر إلهامًا، مع ما رعاه الأمويون على الأغلب بأنه "فكر مقدس".

 

بالقرب من الصخرة والآثار القريبة الأخرى التي تؤكد الولاء، الأدوات الفسيفسائية: النصوص القرآنية، الزهور، الثمار، الأشجار، المجوهرات، الأجنحة والميضأة - اكتسبت كلُّها هالةَ القدس الطهور النَّدِي، ولأنها ما تزال سليمة نسبيًّا، مثل هذه الكمية أمام عيني، أمثلة قليلة جدًّا تمثل نماذج أخرى لذلك العصر، بجانب أنها الأعجوبة المقدسة المدهشة.

 

بقاء هذه المعالم يمثل شهادة لمهارة الحرفيين الأصليين، وللرنين غير العادي لهذه التصاميم التي استمرت لأجيال متلاحقة تؤكد على القدرة الخاصة والمهارات العظيمة في إخلاصهم وتفانيهم للعمل المقدس.

 

الفن الفلسطيني، والسوري، والفاطمي، والصليبي، والأيوبي، والمملوكي، والصنَّاع العثمانيون والحديثيون...، خدماتهم الجماعية إلى هذا الجمال كانت رابطة يمكن أن تشكل بشكل محترف بأن هذه المظاهر الممزوجة تمثل حركة الولاء والفن في تقدير قوي لله سبحانه وتعالى.

 

الإحساس نفسه نقل ما بعد المخاوف المادية اليوم، يبدأ المرء يفكر بذوق نحو الارتباطات إلى الآخرين ضمن سياق الألغاز الخالدة، الفن المدهش في هذه البِناية بالرغم من أهميته ليس مقدسًا مثل قداسة الصخرة، لكنه إنجاز على مستوى القداسة كأنه اللغز الأعجوبة.

 

في الرحلة الليلية تزداد الدهشة بالأعجوبة، ليس هناك حدود جازمة إلى القدسية أو الألغاز التي تحتفي بها، نقول بشكل مجرد قال تعالى: ﴿ الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ ﴾ [الإسراء: 1]؛ ولذا يتضح الدرس الواضح الأهمية صمدية الله سبحانه بأنه باقٍ في جميع الأوقات، خصوصًا البركة في القدس / المقدس.

 

العمل الذي يتطلب إسهابًا أكثر مغزى الفسيفساء، وإلى أي مدى تُدرَك كأثر "مقدس" في شرقي البحر الأبيض المتوسط، مهم للقراء أن يروا كم من الأسئلة توجد، وكم يمكن للتصوير الفوتوغرافي أن يكون الأكثر فاعلية؟ الاتصال المباشر بالمقدسين، الغامضين والمدهشين النادر وجود أمثالهم في هذه الحياة، وشرف عظيم أنني شخصيًّا بهم التقيت، أملي العظيم بأن صوري يمكن أن تعكس بعضًا من هذه الرؤية للآخرين بحيوية ونبض مقدس.

 

عبد الرحمن: شكرًا جزيلاً للأسئلة الاستفزازية التي نجحت في أن تجعلك تسهب بروعة وعمق!

سعيد نسيبة: شكرًا لاهتمامك بأعمالي.






 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • هرلد موتسكي وعبدالرحمن أبو المجد في حوار حول علم الحديث
  • حوار أغوستينو سيلاردو وعبدالرحمن أبو المجد حول الكلالة
  • أنابيل غالوب وعبدالرحمن أبو المجد حول مخطوطات القرآن في الغرب
  • حوار زينل قاسم وعبدالرحمن أبو المجد حول التكافل (التأمين الإسلامي) عالميا
  • ديل باركنسون وعبدالرحمن أبو المجد في حوار حول الكوربوس العربي Arabi Corpus
  • حوار مارتن فورورد وعبدالرحمن أبو المجد حول النبي محمد صلى الله عليه وسلم
  • عبدالرحمن أبو المجد وهنري فيركلر حول الهرمنيوطيقا: مبادئ وتطبيقات

مختارات من الشبكة

  • إمام التابعين سعيد بن المسيب(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حتى يبقى لك المجد.. يا مجد!(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • بافل بافلوفيتش وعبدالرحمن أبو المجد في حوار حول "الكلالة"(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حوار ميشيل كويبرس وعبدالرحمن أبو المجد حول نظم القرآن المذهلة!(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • بيتر رايت وعبدالرحمن أبو المجد في حوار حول التأويلات القرآنية الحديثة(مقالة - المسلمون في العالم)
  • رخسانا خان وعبدالرحمن أبو المجد في حوار حول الأجيال الإسلامية الجديدة في كندا(مقالة - المسلمون في العالم)
  • البروفيسورة كاثرين بولوك وعبدالرحمن أبو المجد في حوار حول الحجاب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الدكتور "لؤي فتوحي" وعبدالرحمن أبو المجد في حوار حول الدراسات القرآنية(مقالة - المترجمات)
  • الدكتور لورنس بي براون وعبدالرحمن أبو المجد في حوار حول الدراسات الدينية(مقالة - المسلمون في العالم)
  • ديان ستانلي وعبدالرحمن أبو المجد في حوار حول صلاح الدين(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب