حوار البروفيسور جون ويلينسكي حول مستقبل النشر العلمي

حوار البروفيسور جون ويلينسكي

حول مستقبل النشر العلمي

البروفيسور جون ويلينسكي:

أستاذ في كلية الدراسات العليا في التربية في جامعة ستانفورد، وكان أستاذ الصحافة والتكنولوجيا بجامعة كولومبيا البريطانية (UBC)، وهو زميل الجمعية الملكية في كندا.

وهو مؤلِّف للعديد من الكتب، لعل أهمها كتاب التعليم في نهاية الإمبراطورية، الذي حاز على جوائز كتاب التميز من الجمعية الأمريكية للتربية والبحوث والتاريخ، وكتابه: "لأجل الوصول المفتوح إلى البحوث والدراسات"، والذي فاز بجائزة بلاكويل 2006 جائزة الكتاب المتميز.

ويحتفظ بالتعيين الجزئي في جامعة سيمون فريزر؛ حيث يدير مشروع المعرفة العامة، الذي يتم فيه بحث الأنظمة التي تُبشِّر بتحسين نوعي في البحوث الأكاديمية.

في أكتوبر 2009 حصل على الدكتوراه الفخرية في درجة القانون في جامعة سايمون فريزر؛ لمساهماته المتميزة والمتواصلة لتحسين البحث العلمي.

س: مرحبًا بكم في المؤتمر السعودي الأول للنشر العلمي في رحاب جامعة الملك خالد، أتساءل عما إذا كانت هذه هي أول زيارة للمملكة العربية السعودية؟

البروفيسور ويلينسكي: هي في الواقع زيارتي الأولى إلى المملكة العربية السعودية، وأنا أتطلَّع إلى هذه الفرصة بشغفٍ شديد، نظرًا لإنجازات وتاريخ البلاد.

س: أنت تشارك في هذا المؤتمر بورقة علمية، فما هذه الورقة؟

البروفيسور ويلينسكي: يشرفني أن تكون هذه الورقة قادرةً على المساهمة في مؤتمر النشر العلمي في جامعة الملك خالد، سأتحدَّث عن التنمية و أهمية "الوصول المفتوح" نموذج النشر للبحوث، والذي يُمكِّن الباحثين والمهنيين وغيرهم في جميع أنحاء العالم من الوصول إلى المعرفة التي يحتاجونها، ويرغبون في تعلم المزيد عنها، وأعتقد أن هذا النموذج الجديد للنشر وعلى حد سواء بما يتفق تاريخيًّا مع روح العلم المفتوحة، التي يعود تاريخُها إلى الخلافةِ العباسية في التاريخ الإسلامي، وهي من الفوائد الكبيرة التي يُوفِّرها الإنترنت في زيادة التبادل العالمي للمعرفة.

س: نريد أن نعرف كيف ترى حالة النشر العلمي في المملكة العربية السعودية؟

البروفيسور ويلينسكي: تُقدِّم المملكة العربية السعودية مجموعة رائعة من المجلات العلمية التي تساهم في التعلم والبحث في جميع أنحاء العالم، هذه المجلات في كثير من الأحيان لها هيئة تحرير دولية تجعلها منبرًا للبحث، يسهم في توفير المعرفة في داخل وخارج المملكة العربية السعودية، ونشر عدد من هذه المجلات في هيئة "الوصول المفتوح" يسرني، ألاحظ على سبيل المثال مجلة جامعة الملك سعود في مجال العلوم، تستخدم منصة موقع السفير، تعد واحدة من المصادر الرئيسية للبحث في العالم اليوم، تنشر أيضًا عناوين أخرى، مثل: المجلة العربية للعلوم والهندسة؛ وذلك باستخدام نموذج الاشتراك عن طريق سبرينغر، وهو الآخر من دُور النشر الرائدة في هذا المجال، ويمكن الاطلاع على المجلات العربية السعودية من خلال مختلف المؤشرات، والتي تعد عاملاً حاسمًا في تقديم مساهمات قوية من خلال النشر العلمي.

اهتمامي في رؤية ما إذا كانت هناك طرقٌ إضافية لمساعدةِ الجامعات السعودية في توسيع قدراتها لنشر البحوث التي تبنِي بدورها ثقافةَ البحث العلمي، ومساهماتها في المعرفة والتفاهم الدولي، وتحسين الحياة لن يكون مستغربًا، وأنا على ثقة أن نسمع بأن نماذج النشر المفتوح هي المفتاح لهذا التطور.

س: ترى ما هو انطباعك عن جامعة الملك خالد التي تنظم المؤتمر السعودي الأول للنشر العلمي؟

البروفيسور ويلينسكي: أعتقد أن هذا يظهر درجة الإعجاب من مبادرة جامعة الملك خالد لإجراء مؤتمر حول هذا الموضوع، والتي هي واحدة من المناطق الأكثر أهمية والواعدة في الجهود المبذولة حاليًّا للاستفادة من الروابط الجديدة التي تتيحُها شبكة الإنترنت، وتم تنظيم المؤتمر بشكل جيد للغاية، تحت قيادة عيد بن لافي العتيبي، عميد البحث العلمي في جامعة الملك خالد، ورئيس اللجنة المنظمة لهذا المؤتمر، في كثير من الأحيان، ونحن كما نفعل ننشر جزءًا مما فرغنا منه من البحوث، من الواضح كما يبدو الآن لي على الأقل أن النشر هو المفتاح لإنتاج وتقاسم المعرفة، والتي هي-بعد كل شيء- الهدف من عملنا في الجامعات.

س: ماذا عن الجديد في مجال النشر العلمي الذي تريد التركيز عليه؟

البروفيسور ويلينسكي: من بين القضايا التي سأتناولُها ولن تكون فقط مجرد مزايا لإتباع "الوصول المفتوح" كأنموذج ولكن كوسيلة، بما في ذلك الاقتصاد والتكنولوجيا التي تجعله ممكنًا، وسننتظر آخر التطورات في مجال النشر العلمي؛ مثل "مجلة ميغا"، و"المقاييس على مستوى المادة"، التي تُحسِّن كثيرًا من قدراتنا على حدٍّ سواء في البحوث، وفهم طبيعة البحوث، وقيمة تلك المشاركة، كما أنني أشارك في ورشة عمل بالتعاون مع كريس بندول منسبرينغر، مما يُدلِّل على أن بعض المصادر المفتوحة الجديدة تتيح تقنية النشر العلمي (مجانًا)، وكأن مشروع المعرفة العامة التي أعمل فيه قد أفرج عنه!

س:كيف تنظر إلى مستقبل النشر العلمي في الجامعات السعودية؟

البروفيسور ويلينسكي: أعتقد أن آفاق مستقبل النشر العلمي في المملكة العربية السعودية ممتازة، أتاحت وحقَّقت المملكة التعليم الجامعي على نطاق واسع، وهناك العديد من الفرص لطلابِ الدراسات العليا وأعضاء هيئة التدريس لإجراء البحوث التي من شأنها أن تساهمَ في الابتكارات والاكتشافات لتحسن المعرفة القائمة، وتساهم في فهم أكبر في العديد من المجالات الهامة، بالنظر إلى أن التقنيات الجديدة التي تجعلُ إدارة عملية المراجعة الحيوية ميسورة، والتي تضمن جودة البحوث، ونشرها في الشكل المفتوح لتصل للتوزيع العالمي، هنا كل ما يدعو المملكة العربية السعودية لزيادة مساهمتها في التعلم من خلال ما ينشره العلماء لصالح شعبها، والعالم بأسره.

عبدالرحمن أبو المجد: شكرًا جزيلاً يا بروفيسور جون ويلينسكي.

البروفيسور ويلينسكي: شكرًا لكم على إتاحة هذه الفرصة، جون.