شبكة الألوكة تشارك في فعاليات اليوم العالمي للغة العربية بساقية الصاوي

شبكة الألوكة تشارك في فعاليات اليوم العالمي للغة العربية بساقية الصاوي

شاركت شبكةُ الألوكة ساقيةَ الصاوي في حفلها باليوم العالميِّ للغة العربية بقاعة الكلمة، مساءَ يوم الاثنين الموافق الثامنَ عَشَرَ من ديسمبر الجاري، بحضور كوكبة من الأدباء والشعراء واللغويين والأكاديميين والإعلاميين.

بدأت أحداث احتفالية الليلة العربية بحديث شجيٍّ من المهندس محمد عبد المنعم الصاوي رئيس مجلس إدارة ساقية الصاوي، ووزير الثقافة الأسبق، حول اللغة العربية وضرورة الاهتمام بإعادتها لمكانتها الطبيعية بين لغات الدنيا، خاصة بعد أن أهملها أهلها؛ ليهتم بها غيرهم، وقام بتجربة حية عن ضرورة إحياء الخط العربيِّ وإعادته للحياة بعد أن أهمل مؤخَّرًا باجتياح العولمة والفرانكوعربي، فكتب أحد الخطاطين عبارة: "اليوم العالمي للغة العربية" بشكل جميل يدعو للفخر والمجد.

بدأت فقرات الأمسية اللغوية بتقديمٍ مميز من الشاعر الدرعمي محمد حجاج - أستاذ اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى، حول أهمية اللغة العربية، وفضلها بين الأمم، ومدى حفظ الله لها بحفظ كتابه العزيز، متمثلًا تعبير أبي منصور الثَّعالبِي: "مَن أحبَّ الله تعالى، أحبَّ رسولَه محمَّدًا صلى الله عليه وسلم، ومن أحبَّ الرسول العربِيَّ أحبَّ العرب، ومن أحبَّ العرب أحب العربية التي بها نَزل أفضلُ الكتب على أفضل العرب والعجم، ومن أحبَّ العربية عُنِي بها، وثابرَ عليها، وصرفَ هِمَّته إليها، ومَن هداه الله للإسلام، وشرحَ صدره للإيمان، وآتاه حسن سريرة فيه، اعتقد أنَّ محمدًا صلى الله عليه وسلم خيرُ الرُّسل، والإسلامَ خيرُ المِلَل، والعربَ خيرُ الأمم، والعربيةَ خير اللُّغات والألسنة، والإقبالَ على تفهُّمِها من الدِّيانة؛ إذْ هي أداةُ العلم، ومفتاح التفقُّه في الدِّين، وسبب إصلاح المعاش والمعاد".

وقد تم تقسيم الاحتفالية إلى فقرات رئيسة حملت أسماء أعلامٍ من لغويين عظام؛ عرفانًا بجهودهم في الحفاظ على مكانة العربية بين لغات العالم؛ فحملت الفقرة الأولى اسم الدكتور الراحل محمد حماسة عبداللطيف - رحمه الله - الذي شغل منصب نائب رئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة، فضلًا عن العديد من المناصب اللغوية المهمة الأخرى، وفيها بدأ الأستاذ الدكتور خالد فهمي - أستاذ اللغويات بجامعة المنوفية، والخبير بمجمع اللغة العربية بالقاهرة - حديثه حول: "سبل مواجهة العربية لمخاطر الإنترنت"، على حين شاركت الأستاذة الدكتورة عزة أحمد هيكل - عميد كلية اللغة والإعلام بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا - بمحاضرة مختصرة حول "الترجمة وأزمة المصطلح العربي"، وأعقبها الدكتور محمود النادي الباحث بمجمع اللغة العربية بالقاهرة في كلمة نيابية عن الأستاذ الدكتور عبدالحميد مدكور أمين مجمع اللغة العربية، متحدِّثًا عن: "دور المجمع في مواجهة تحديات العولمة والتكنولوجيا".

وفي فاصلٍ شعريٍّ عن حبِّ اللغة العربية، قدَّم الشاعر والأديب الدكتور إيهاب عبدالسلام قصيدة في حب العربية، بعنوان: لغة الشموخ.

وجاءت الفقرة الثانية باسم الأديب اللغوي الدكتور محمد جمال صقر - حفظه الله، الأستاذ بكلية دار العلوم بالقاهرة، والمشارك بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس - مشتملةً على نموذجين عربيين من نماذج خدمة اللغة العربية على الشبكة العنكبوتية؛ إثراءً لمحتواها العربي، وهما: شبكة الألوكة www.alukah.net ، ومنصة رواة للمسموعات العربية.

وقد تحدث الدكتور علي عبدالباقي مدير مكتب شبكة الألوكة بالقاهرة عن: "أثر الشبكة في نشر المحتوى العربي على الإنترنت"، بسعيٍ حثيث نحو تحقيق رؤيتها الثابتة "نحو تنمية معرفية مستدامة"، موضِّحًا منهجها العلميَّ الواضح في تناول موادِّها الرصينة التي تبثُّها لجمهور واعٍ، بوسطية واعتدال، ثم تناول مدير النشر بالشبكة الأستاذ جلال الشايب في مشاركة رقمية - أبرزَ الإحصاءات التي مثَّلتها شبكة الألوكة على عالم الإنترنت، والتي حققتها خلال مسيرة إعلامية ثابتة الخطى.

ومن خلاله، شارك الأستاذ معتز صقر - مدير ومؤسس منصة رواة للمسموعات العربية - جموعَ الحاضرين مسيرة المنصة، منذ البدء حتى وصولها إلى مرحلة إنتاج الدِّراما الإذاعية باللغة العربية الفصحى في مسلسل "أمة الصحراء"؛ مؤكِّدًا هدفها الأساسي، وهو تعليم اللغة العربية بشكل جديد يتماشى وتطورات العصر.

وفي فقرة ثالثة حملت اسم علمٍ بارزٍ في تطوير المناهج التعليمية، والبرامج التدريبية، الأستاذ الدكتور علي مدكور - رحمه الله - وقد خُصِّصت لتعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى، فقد بدأها الدكتور صابر المشرفي معلم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى، والمشارك في إعداد سلسلة "التكلم" التعليمية، التي حصلت على جائزة أفضل مؤلف في هذا المجال من مجمع اللغة العربية في المسابقة اللغوية السنوية للمجمع لعام 2017م، بحديثه عن التعريف بأهدافها ومكوناتها وأهم مميزاتها.

وقد تخلل الحفل فقرات شعرية جياشة؛ فشارك "آندي" ذلك الأمريكي من الأصول الصينية الذي يتعلم العربية، ويتحدثها بصعوبة؛ مؤدِّيًا لقصيدة "وصف الحمى" للمتنبي، بينما السيد خلف أبو ديوان شارك بقصيدة: ذئب القميص، والأديب الشاعر عبدالحميد ضحا بقصيدة: لغة الخلود، والشاعر محمد المعصراني بقصيدة: اللغة الشمس.

هذا وقد ألقى الدكتور مصطفى حسين قصيدة قَرَضَها وليدة اللحظة، تحت عنوان: لغة أَبَرُّ بأهلها.

هذا وقد اختتمت احتفالية ساقية الصاوي باليوم العالمي للغة العربية، بتكريم شبكة الألوكة، والسادة اللغويين المشاركين، فضلًا عن توزيع هدايا قيمة مقدمة من شبكة الألوكة، ودار النيل.

ومن الجدير بالذكر أن الاحتفالية لاقت استحسانًا جماهيريًّا متنوِّعًا، فحضرها شعراءُ، وأدباءُ، وأكاديميون متعدِّدو التخصُّصات، وإعلاميون، وباحثون، وعشرات الأجانب الدارسين للغة العربية بمصر.