• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    نعمة الماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تدبر خواتيم سورة البقرة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    تحريم الإهلال لغير الله تبارك وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    مشاهد عجيبة حصلت لي!
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (2)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الدرس السابع عشر: آثار الذنوب على الفرد والمجتمع
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن / عون الرحمن في تفسير القرآن
علامة باركود

تفسير قوله تعالى: {زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب}

تفسير قوله تعالى: {زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل
الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/9/2024 ميلادي - 12/3/1446 هجري

الزيارات: 1923

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تفسير قوله تعالى: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ... ﴾

 

قوله تعالى: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ * قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ * الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ ﴾ [آل عمران: 14، 17].

 

قوله تعالى: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ﴾.

 

بيَّن عز وجل في الآيات السابقة أن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئًا، ثم أتبع ذلك ببيان أن الأموال والأبناء وغير ذلك، مما ذُكِر في هذه الآية مما زين للناس حبه من الشهوات في إشارة إلى أن كل هذه الأشياء لا تنفع ولا تغني في الآخرة؛ ولهذا ختم الآية بقوله: ﴿ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ﴾.

 

قوله: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ﴾ ﴿ زُيِّنَ﴾: مبني لما لم يسم فاعله، و«المزين» هو الله - عز وجل - أي: زين الله للناس كونًا. والتزيين: التحسين، أي: حُسِّن للناس ﴿ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ ﴾ الآية؛ كما قال تعالى: ﴿ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ ﴾ [الأنعام: 108]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ ﴾ [النمل: 4].

 

والتزيين: التحسين لما لم يكن حسنًا، أو لم يكن خالص الحسن فتغطى نقائصه بالمزيِّنات.

 

﴿ حُبُّ الشَّهَوَاتِ﴾؛ أي: حب المشتهيات، أي: زين للناس حب المشتهيات، وهي ما تشتهيه النفوس وتتلذذ به حسًّا ومعنًى.

 

﴿ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ﴾ ﴿ مِنَ ﴾ لبيان الجنس، فقوله: ﴿ مِنَ النِّسَاءِ ﴾ وما بعده بيان لـ﴿ الشَّهَوَاتِ ﴾، فهذه الأشياء السبعة هي أصول الشهوات البشرية والتي تجمع مشتهيات كثيرة، والتي لا تختلف باختلاف الأمم والأعصار والأمصار.

 

﴿ مِنَ النِّسَاءِ﴾ بدأ بهنَّ لأنهنَّ من أعظم زينة الدنيا وشهواتها، والفتنة بهن أشد، كما قال صلى الله عليه وسلم: «ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء»[1].

 

وعن أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء»[2].

 

لكن ينبغي أن يعلم أن الميل إلى النساء من حيث الأصل أمر جبلي لتكثير النسل وبقاء النوع الإنساني، بل هو أمر محمود مندوب إليه إذا كان لإعفاف النفس وتكثير الأمة.

 

ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «تزوَّجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة»[3]، وقال صلى الله عليه وسلم: «الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة»[4].

 

وقال صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه: «ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء: المرأة الصالحة، إذا نظر إليها سرَّته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته»[5].

 

وقال صلى الله عليه وسلم: «ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيرًا له من زوجة صالحة، إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرَّته، وإن أقسم عليها أبرَّته، وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله»[6]، وقال صلى الله عليه وسلم: «حُبِّب إليَّ من دنياكم النساء والطيب»[7].

 

وفي حديث أبي ذر رضي الله عنه: قالوا يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: «أرأيتم لو وضعها في حرام، أكان عليه فيها وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجرٌ»[8]، وقال ابن عباس لسعيد بن جبير: «تزوَّج فإن خير هذه الأمة أكثرها نساء»[9].

 

﴿ وَالْبَنِينَ﴾ هذا وما بعده معطوف على ﴿ النساء ﴾؛ أي: زُيِّن للناس حبُّ الشهوات من النساء، ومن البنين، ومن القناطير المقنطرة... إلخ.

 

و«البنين» جمع «ابن» يجمع على «بنين» وعلى «أبناء» وهم الذكور من الأولاد، وخص «البنين»؛ لأن بهم كمالَ الأب وفخره وكرمه وعزَّه وشرفه؛ كما قال تعالى: ﴿ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا * وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا * وَبَنِينَ شُهُودًا ﴾ [المدثر: 11 - 13]؛ أي: شهودًا وحضورًا عنده يقومون بخدمته ويتقوى بهم ويَشرُف ويفتخر.

 

وهذا بخلاف الإناث «البنات»، فإنهم كانوا يتشاءمون بهنَّ؛ كما قال تعالى: ﴿ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾ [النحل: 58، 59]، ويقول قائلهم: «والله ما هي بنعم الولد؛ نصرُها بكاء وبرُّها سرقة»[10].

 

وهذه بلا شك نظرة جاهلية محاها الإسلام وفنَّدها القرآن؛ قال تعالى: ﴿ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ﴾ [آل عمران: 195]، وقال صلى الله عليه وسلم: «إن النساء شقائق الرجال»[11]، وكما قيل:

الناس من جهة التمثيل أكفاء
أبوهم آدم والأم حواء
فإن يكن لهمو من أصلهم نسب
يفاخرون به فالطين والماء

 

وحب البنين تارة يكون بالتفاخر والتعاظم بهم، وربما التسلط على الآخرين، فهو أمر مذموم وغير محمود، وتارة يكون حبهم لأجل تكثير الأمة ونفع الإسلام والمسلمين، وتهيئة أجيال صالحين ينفعون أنفسهم ووالديهم وأمتهم، وهذا أمرٌ محمود ومندوب شرعًا، لكنه قليل.

 

﴿ والقناطير ﴾: جمع «قنطار» وهو: المال الكثير الجزيل، وقيل: ما يزن مائة رطل من الفضة، أو اثنا عشر ألف دينار من الذهب، أو مائة ألف دينار من الذهب، وقيل غير ذلك.

 

﴿ المقنطرة ﴾؛ أي: المضاعفة المتكاثرة، كقولهم: «آلاف مؤلفة».

 

﴿ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ﴾ ﴿ مِنَ﴾ بيانية، فقوله: ﴿ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ﴾ بيان للقناطير المقنطرة، وإنما كان الذهب والفضة محبوبين للناس؛ لأنهما ثمن جميع الأشياء، بهما تقدر وتقوَّم جميع الأموال، فالمالك لهما كالمالك لجميع الأشياء.

 

والمال فتنة، كما قال الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ ﴾ [التغابن: 15].

 

وكلما ازداد وكثر زاد الافتتان به؛ لقوله: ﴿ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ ﴾، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم»[12].

 

وإذا كان جمع المال بقصد التكثر به والفخر والتعاظم على الناس، وكسبه من أي طريق كان حلالًا أو حرامًا، وصرفه في غير سبله الشرعية، فالفتنة به أشد والمصيبة به أعظم، وبالمقابل فإذا كان حب المال للتعفف به، وجعله مطية للآخرة، وإنفاقه في سبيل الله، في القرابات وصلة الأرحام، وفي وجوه البر والطاعة، ونفع المسلمين، مع اكتسابه من حلال، فهذا أمر محمود بل مأمور به شرعًا، ونعم المال الصالح للرجل الصالح.

 

﴿ وَالْخَيْلِ الْمسَوَّمَةِ﴾: معطوف على ﴿ النساء﴾.

 

وسميت «خيلًا» من «الخيلاء»؛ لأنها تختال في مشيتها، وتترفع، كأنه يخيل إليها أن لا شيء يساميها. كما أن راكبها قد يبتلى بالخيلاء، لما لها من شأن في رياضة السباق ونحو ذلك.

 

وقد أقسم الله - عز وجل - بالخيل تعظيمًا لشأنها في الجهاد في سبيل الله، فقال تعالى: ﴿ وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا * فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا * فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا * إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ *وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ * وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ * أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ ﴾ [العاديات: 1 - 9].

 

وقال تعالى: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴾ [الأنفال: 60].

 

وفي الحديث: «الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة»[13].

 

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الخيل لثلاثة؛ لرجل أجر، ولرجل ستر، ولرجل وزر»[14].

 

فمن اقتناها وحبسها للجهاد في سبيل الله، فهي له أجر وفعله محمود ممدوح، ومن اقتناها وحبسها للدفاع عن نفسه وحرماته، فهي له ستر وفعله مباح، ومن اقتناها وحبسها للفخر والخيلاء، فهي له وزر وفعله مذموم.

 

﴿ المسومة ﴾ أي: الراعية، التي تُسوَّم أي: تُسرَّح وترسل للرعي؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ ﴾ [النحل: 10]؛ أي: فيه ترعون أنعامكم. ومنه سميت: «السائمة من بهيمة الأنعام». وفي الحديث: «فأطال طيلها في مرج أو روضة»[15].

 

ويحتمل أن المراد بـ﴿ المسومة ﴾ المعلَّمة المطهَّمة الحسان، بـ«شياتها، وغررها» في وجوهها وتحجيلها في أيديها وأرجلها.

 

ولا تزال للخيل مكانة ومحبة عند الناس مع التقدم المذهل في أنواع المراكب برًّا وبحرًا وجوًّا؛ مما يوحي بأنها ستعود في يوم ما لها مكانتها، يوم أن كانت عِزَّ أصحابها وفخرهم وحصونهم، وآلة قهرهم لأعدائهم في طلبهم وهربهم.

 

﴿ والأنعام ﴾ جمع «نَعَم» وهي: الإبل والبقر والغنم، زينت للناس لما فيها من المنافع، فمنها ركوبهم وطعامهم وشرابهم وأثاثهم وأمتعتهم، وغير ذلك من مصالحهم؛ قال تعالى: ﴿ وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ * وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل: 5- 7]، وقال تعالى: ﴿ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ ﴾ [غافر: 79، 80].

 

وقال تعالى: ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ * وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ * وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ ﴾ [يس: 71 - 73].

 

وأغلاها وأنفسها الإبل؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: «فوالله لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حمر النعم»[16].

 

واقتناء الأنعام وتربيتها كغيرها من الأموال، قد يكون بقصد المفاخرة والتعاظم والمباهاة ونحو ذلك، وربما مع التقصير في حقها وعدم إخراج حق الله فيها فهو مذموم غاية الذم.

 

وقد يكون اقتناؤها للانتفاع بمنافعها المتعددة مع أداء حقها، وإخراج حق الله في رقابها، فهذا أمر محمود، وعمل مشكور لنفعه العام والخاص.

 

﴿ والحرث ﴾؛ أي: حرث الأرض وغرسها وزرعها، واستخراج الأقوات منها للناس والدواب، وهي كغيرها من الأموال إن قُصد بها التكثر والتفاخر، وربما مُنع حق الله فيها، لا يمدح صاحبها، وإن قصد بذلك التعفف ونفع المسلمين، والبذل منها في سبيل الله، فذلك أمر محمود بل مطلوب شرعًا.

 

فهذه الأشياء السبعة مما زُين للناس حبُّها، وكذا غيرها لحكم بالغة عظيمة، منها: بناء هذا الكون وعمارته، ومنها ابتلاء وامتحان العباد، ليتميز من ينشغل منهم بذلك عما خلق له من عبادة الله تعالى وطاعته، ممن يتوازن، فيعمل لما خُلق له ولا ينسَ نصيبه من الدنيا؛ كما قال تعالى: ﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [القصص: 77]، ولهذا قال:

﴿ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ الإشارة إلى ما ذكر في الآية، أي: ذلك المذكور مما زين للناس من حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث، وأشار إليها بإشارة البعيد تحقيرًا لها بالنسبة لنعيم الآخرة.

 

و﴿ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ﴾ ما يتمتع ويتبلغ به في هذه الحياة، ثم يزول؛ أي: إن هذه الأشياء مما يتمتع به في هذه الحياة الدنيا ثم تزول أو يزول الإنسان عنها، فلا هي تبقى للإنسان، ولا هو يبقى لها.

لا شيء مما ترى تبقى بشاشته
يبقى الإله ويفنى المال والولد[17]

وقال الآخر:

تعز فلا شيء على الأرض باقيًا
ولا وزر مما قضى الله واقيا[18]

و﴿ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ هي هذه الدار التي نحن فيها، وسميت دنيا؛ لأنها قبل الآخرة من حيث الزمن، فهي الدار الأولى؛ كما قال تعالى: ﴿ وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى ﴾ [الضحى: 4]، وقال تعالى: ﴿ فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى ﴾ [النازعات: 25].

 

وسُمِّيَت «دنيا» أيضًا؛ لأنها دنيئة حقيرة، لا قيمة لها بالنسبة للآخرة، كما قال تعالى: ﴿ اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ ﴾ [الرعد: 26]، وقال تعالى: ﴿ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ﴾ [التوبة: 38]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185]، وقال صلى الله عليه وسلم: «لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة، ما سقى كافرًا منها شربة ماء»[19]، وعن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير، فقام وقد أثر في جنبه، فقلنا: يا رسول الله، لو اتخذنا لك وطاء؟ فقال: «مالي وما للدنيا، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت ظل شجرة ثم راح وتركها»[20]، وقال صلى الله عليه وسلم: «وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها»[21].

 

﴿ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ﴾ ختم الله - عز وجل - الآية بهذا الختام لبيان أنه لا ينبغي أن يؤثر الإنسان ما زين للناس من متاع الحياة الدنيا على ما أعدّه الله - عز وجل - لأوليائه في الآخرة من المآل الحسن والثواب العظيم.

 

و﴿ حُسْنُ الْمَآبِ﴾؛ أي: حسن المرجع والجنة والثواب، كما قال تعالى: ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [يونس: 26]، فالحسنى: الجنة، والزيادة: النظر إلى وجه الله الكريم - كما فسر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم[22].

 

ويكفي في حسن هذا المآب أنه عند الله عز وجل، فهو منه وبجواره، لأوليائه المتقين وحزبه المفلحين، الذين عملوا لهذا المآل، ولم ينشغلوا بما زين من متاع الحياة الدنيا، وهو ما فسره بقوله تعالى:

﴿ قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴾.

 

أخبَر عز وجل في الآية السابقة أن عنده سبحانه حسن المآل، ثم أتبع ذلك بشيء من التفصيل والبيان لهذا المآل الحسن.

 

قوله: ﴿ قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ ﴾ الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم ﴿ أَؤُنَبِّئُكُمْ ﴾؛ أي: أخبركم، و«النبأ» هو الخبر الهام؛ كما قال تعالى: ﴿ عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ﴾ [النبأ: 1، 2]، ولهذا صدر هنا بهمزة الاستفهام الدال على الاهتمام والتنبيه والتشويق، أي: أأخبركم.

 

﴿ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ ﴾ الإشارة للمشار إليه في الآية السابقة، وهو ما زين للناس من متاع الحياة الدنيا الزائل، والخطاب لجميع الناس.

 

والمعنى: قل يا محمد: أأخبركم ﴿ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ ﴾ المذكور خيرية مطلقة، وأشار إليه بإشارة البعيد تحقيرًا له.

 

﴿ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا﴾: خبر مقدم، و﴿ جَنَّاتٌ﴾: مبتدأ مؤخر، وقدم الخبر على المبتدأ لإفادة الحصر؛ أي: للذين اتقوا خاصة جنات.

 

أي: للذين اتقوا الله - عز وجل - بفعل أوامره وترك نواهيه، فجعلوا بهذا العمل بينهم وبين عذاب الله وقاية.

 

﴿ عِنْدَ رَبِّهِمْ ﴾ في هذا تعظيم لما أعد لهم من ثلاثة أوجه: الأول: أنه من ربهم عز وجل العظيم أكرم الأكرمين، والعطاء يكون على قدر المعطي؛ ولهذا لا أحد يقدر قدر ما أعد عنده سبحانه لهم، كما قال تعالى: ﴿ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 17].

 

وفي الحديث القدسي يقول عز وجل: «أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر»[23].

الوجه الثاني: أنه عند ربهم، بالقرب منه، فنعم القرب، ونعم الجوار، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ﴾ [القمر: 54، 55].

 

الوجه الثالث: أنه قال: ﴿ عِنْدَ رَبِّهِمْ ﴾، فأضاف العندية إلى «الرب» الذي: معناه الخالق المالك المتصرف، المربي لعباده بجميع النعم، ذو العناية التامة بهم، ومربيهم بربوبيته الخاصة؛ ولهذا أضاف اسم «الرب» إلى ضميرهم تشريفًا وتكريمًا لهم.

 

﴿ جَنَّاتٌ ﴾ «جنات» جمع «جَنة» وأصل الجنة البستان، سمي بذلك لأنه يجن ويستر من بداخله بأشجاره وثماره الملتفة.

 

والمراد بها في الآية البساتين والمنازل التي أعدها الله للمتقين، مما لا تقاس به بساتين الدنيا ومنازلها؛ أي: لهم جنات كثيرة متعددة ومتنوعة، كما قال تعالى: ﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾ [الرحمن: 46]، ثم قال: ﴿ وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ ﴾ [الرحمن: 62].

 

وقال صلى الله عليه وسلم: «جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم، إلا رداء الكبر على وجهه في جنة عدن»[24].

 

﴿ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾ صفة لـ«جنات» لأن الجمل بعد النكرات صفات؛ أي: تجري من تحت أشجارها وقصورها الأنهار؛ كما قال تعالى: ﴿ مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى ﴾ [محمد: 15].

 

وهي تجري بغير أخدود يصرفها أهل الجنة حيث شاؤوا؛ قال ابن القيم[25]:

أنهارها في غير أخدود جرت
سبحان ممسكها عن الفيضان

﴿ خَالِدِينَ فِيهَا﴾؛ أي: مقيمين فيها إقامة أبدية لا تحول ولا تزول، فلاهي تفنى، ولا هم يخرجون منها، وقال صلى الله عليه وسلم: «ينادي منادٍ إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدًا، وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدًا، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدًا، وإن لكم أن تنعموا فلا تيأسوا أبدًا، فذلك قوله عز وجل: ﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 43] [26].

 

﴿ وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ﴾: معطوف على ﴿ جَنَّاتٌ ﴾، أي: ﴿ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ ﴾، ولهم «أزواج مطهرة»، وعطفها على ﴿ جَنَّاتٌ﴾؛ لاختلاف أنواع التلذذ، وهو أشبه بعطف الخاص على العام؛ لأن التمتع بالأزواج من أعظم نعيم الجنة؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ * هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ ﴾ [يس: 55، 56].

 

وهذه الأزواج المطهرة من أزواجهم في الدنيا، ومن الحور العين.

 

ومعنى ﴿ مطهرة ﴾؛ أي: مطهرة خلْقًا وخُلُقًا، أي: مطهرة من النجاسات الحسية، كالحيض والنفاس والبول والغائط والمني والمخاط وسائر الأدناس ونحو ذلك.

 

ومن الأرجاس المعنوية، كالغل والحقد والحسد والغيرة والفحش وسوء الخلق، ونحو ذلك.

 

﴿ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ ﴾: معطوف على ﴿ جَنَّاتٌ ﴾، فذكر أولًا الجنات وهي المنازل والمساكن وما فيها من أنواع النعيم الحسي، ومن ذلك الأزواج المطهرة، ثم أتبع ذلك بذكر ما هو أعظم من ذلك كله، وهو النعيم المعنوي الروحي وهو: «رضوان الله عليهم».

 

قرأ أبو بكر عن عاصم بضم الراء: «ورُضوان»، وقرأ الباقون بكسرها: ﴿ وَرِضْوَانٌ ﴾.

 

وأظهر في مقام الإضمار، فلم يقل: «ورضوان منه»، بل قال: ﴿ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ ﴾؛ لتعظيم ذلك الرضوان، كما قال تعالى: ﴿ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ﴾ [التوبة: 72]؛ أي: ورضوان من الله تعالى عليهم، فلا يسخط عليهم أبدًا، كما قال عز وجل في الحديث القدسي: «أحل عليكم رضواني، فلا أسخط عليكم بعده أبدًا»[27].

 

وأعظم من ذلك كله النظر إلى وجه الله تعالى؛ كما قال تعالى: ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ﴾ [يونس: 26]، فالحسنى: الجنة، والزيادة: هي النظر إلى وجه الله الكريم، كما قال صلى الله عليه وسلم[28].

 

وعن صهيب - رضي الله عنه - قال: «إذا دخل أهل الجنة الجنة قال الله تبارك وتعالى: تريدون شيئًا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئًا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل»[29].

 

﴿ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴾؛ أي: والله مطلع على العباد، خبير بهم لا يخفى عليه منهم خافية.

 

والمراد بالعبودية هنا العبودية العامة: عبودية الخلق والملك والتدبير، فهو بصير بالعباد كلهم يعلم من آثر الشهوات ومتاع الحياة الدنيا، ومن اختار الآخرة وما فيها من ألوان النعيم، يوفق من شاء بفضله، ويخذل من شاء بعدله، ويجازي كلًا بعمله. وفي هذا وعد لمن اتقى الله ووعيد لمن خالف أمره وعصاه.

 

قوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ ﴾.

 

هاتان الآيتان وصف ونعت للذين اتقوا في قوله: ﴿ قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ﴾.

 

قوله: ﴿ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا ﴾ يا ربنا ﴿ إِنَّنَا آمَنَّا﴾؛ أي: صدقنا بألسنتنا وقلوبنا بك يا ربنا وبكتبك ورسلك، وبكل ما يجب الإيمان به، وانقدنا بجوارحنا لشرعك.

 

وقد أكَّدوا هذا بـ«إنَّ»، ودعوا الله عز وجل وتوسلوا إليه باسم الربوبية الذي مقتضاه العناية والرعاية، والذي كان به جل دعاء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والصالحين.

 

﴿ فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا ﴾: الفاء: عاطفة سببية، فتوسلوا إلى الله بإيمانهم، أي: بسبب إيمانهم أن يغفر ذنوبهم؛ لأن الحسنات يذهبن السيئات؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ﴾ [هود: 114].

 

والمعنى: استر ذنوبنا وتجاوز عنها، والذنوب هي السيئات والمعاصي كبيرها وصغيرها.

 

والمغفرة: ستر الذنب عن الخلق، والتجاوز عن عقوبته، كما في حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - في المناجاة: «أن الله تعالى يدني المؤمن يوم القيامة حتى يضع عليه كنفه، فيقرره بذنوبه، فيقول: أتذكر ذنب كذا وكذا؟ فيقول: نعم، فيقول الله تعالى: أنا سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك»[30].

 

ومنه سُمِّي المغفر وهو «البيضة» التي توضع على الرأس في القتال تستره وتقيه السهام، وحيث اجتمع سؤال المغفرة والتوبة، فتبدل سيئاتهم حسنات، كما قال تعالى: ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 70].

 

قوله: ﴿ وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾؛ أي: اجعل لنا وقاية من عذاب النار، بتوفيقنا للعمل الصالح، والبعد عن العمل الذي يوجب عذاب النار، وبالعفو عما يقع منا من نقص أو تفريط، وإنما خصوا مسألتهم بالمغفرة لذنوبهم ووقايتهم عذاب النار؛ لأن من غفرت ذنوبه، وزحزح عن النار فقد فاز؛ كما قال تعالى: ﴿ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ﴾ [آل عمران: 185]، وليس ثمة دار غير الجنة والنار، فمن وُقِيَ عذاب النار فمآله الجنة دار الأبرار.

الموْتُ بابٌ وكلُّ الناسِ داخِلُهُ
يا ليْتَ شعرِيَ بعدَ البابِ ما الدَّارُ
الدَّارُ جنَّة ُ عدن إنْ عمِلتَ بِمَا
يُرْضِي الإلَهَ، وإنْ فَرَّطت، فالنّارُ
هما محلان ما للناس غيرهما
فاختر لنفسك ماذا أنت تختار[31]

 

قوله تعالى: ﴿ الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ ﴾.

 

هذا- كما سبق- من نعت ووصف «الذين اتقوا».

 

قوله: ﴿ الصَّابِرِينَ﴾ الصابرين: جمع «صابر»؛ أي: الصابرين على فعل الطاعات وترك المحرمات وعلى أقدار الله.

 

والصبر لغة: الحبس، وهو حبس النفس عن الجزع، واللسان عن التشكي، والجوارح عما حرم الله.

 

وهو أنواع ثلاثة: أعظمها وأفضلها: الصبر على طاعة الله، ثم الصبر عن معصية الله، ثم الصبر على أقدار الله المؤلمة[32].

 

﴿ وَالصَّادِقِينَ﴾: معطوف هو وما بعده على ﴿ الصَّابِرِينَ﴾.

 

و«الصادقين» جمع «صادق» والصدقة موافقة الباطن للظاهر، ومطابقة الخبر للواقع، والصدق يكون أولًا مع الله تعالى، كما يكون مع النفس، ويكون مع الخلق؛ أي: والصادقين مع الله في الإيمان باطنًا وظاهرًا، والإخلاص لله - عز وجل - والمتابعة لشرعه، وفعل أمره واجتناب نهيه.

 

والصادقين مع أنفسهم بالاجتهاد بطلب سعادتها ونجاتها وخلاصها، وعدم تعريضها لعذاب الله تعالى، قال تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾ [الشمس: 9، 10]، وقال صلى الله عليه وسلم: «كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها»[33].

 

قال الشاعر:

وما المرء إلا حيث يجعل نفسه
فكن طالبًا في الناس أعلى المراتب[34]

وقال الآخر:

إذا أنت لم تعرف لنفسك حقها
هوانًا بها كانت على الناس أهونا[35]

والصادقين مع الخلق في تعاملهم معهم قولًا وفعلًا وأداءً لحقوقهم.

 

والصدق يكون بالأقوال، بأن يَصدق الإنسان فيما يقول وفيما يخبر به عن أمر وقع، ومنه الشهادة ونحو ذلك، فيكون قوله في هذا مطابقًا للواقع، فيخبر بالخبر حقًّا - كما رأى أو سمع، ويؤدي الشهادة حقًّا كما تحملها، وهكذا.

 

ويكون الصدق بالأقوال أيضًا: بما يتحمله المرء ويلتزم به في المستقبل من عمل أو وعد أو عهد ونحو ذلك، فيتبع القول بالعمل والوعد والعهد بالوفاء، وقد قال الله - عز وجل - معاتبًا المؤمنين: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 2، 3].

 

وقال صلى الله عليه وسلم في ذم أهل النفاق: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان»[36].

 

والصدق يكون بالأفعال بأن يكون ما يفعله المرء من أفعال ظاهرة موافقًا لما يقوله، ولما في باطنه، فلا يظهر الإيمان بأفعاله وهو يبطن الكفر، ولا يظهر المسكنة وهو غني، ولا يظهر المودة والمحبة وهو يضمر العداوة والبغضاء ونحو ذلك.

 

والصديقية مرتبة عظيمة تلي مرتبة النبوة؛ لقوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء: 69].

 

ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا»[37].

 

ومنه سميت مريم- عليها السلام- «صديقة»، قال تعالى: ﴿ مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ﴾ [المائدة: 75].

 

ومنه سمى أبو بكر - رضي الله عنه - «الصديق»؛ لأنه أول مَن آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وصدَّقه من الرجال.

 

﴿ وَالْقَانِتِينَ﴾ جمع «قانت» والقنوت: دوام الطاعة والخشوع والخضوع لله - عز وجل - كما قال تعالى: ﴿ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 9]؛ أي: مديم الطاعة خاشعًا خاضعًا، وقال تعالى: ﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴾ [البقرة: 238]، أي: خاشعين خاضعين لله، غير متكلمين في الصلاة بغير ما شرع فيها.

 

كما قال زيد بن أرقم رضي الله عنه: «كنا نتكلم في الصلاة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يكلم أحدنا صاحبه بحاجته، حتى نزلت: ﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴾ [البقرة: 238]، فأمرنا بالسكوت»[38].

 

﴿ وَالْمُنْفِقِينَ﴾: جمع «منفق» والمنفق: مَن بذل النفقة. والنفقة والإنفاق: بذل المال وإخراجه، وهو نوعان: محمود يمتدح صاحبه، وهو الإنفاق المشروع، وهو المراد هنا، أي: ﴿ وَالْمُنْفِقِينَ ﴾: النفقات المشروعة، الواجبة والمستحبة، بإخراج الزكاة والنفقة على الأهل والأولاد، والصدقات في سبيل الله، وأبواب البر، وطرق الخير، من غير إسراف ولا تقتير، كما قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ﴾ [الفرقان: 67]، وقال تعالى: ﴿ وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا ﴾ [الإسراء: 29]، وقال تعالى: ﴿ لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ﴾ [الطلاق: 7].

 

والنوع الثاني من الإنفاق مذموم يذم صاحبه، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ﴾ [الأنفال: 36].

 

﴿ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ ﴾ «المستغفرين» جمع مستغفر، والاستغفار: طلب مغفرة الذنوب، أي: الذين يصلون في الأسحار ويطلبون من الله مغفرة ذنوبهم بسترها والتجاوز عنها.

 

﴿ بالأسحار ﴾: الباء هنا ظرفية بمعنى «في»، أي: في الأسحار، و«الأسحار» جمع «سحر» وهو آخر الليل، الذي هو وقت النزول الإلهي، وإجابة الدعاء؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: مَن يدعوني فأستجيب له، مَن يسألني فأعطيه، مَن يستغفرني فأغفر له؟»[39].

 

فامتدحهم بالاستغفار في هذا الوقت وهو وقت السحر، وفي هذا ثناء عليهم من وجهين، الأول: التماسهم لاستغفارهم وقت النزول الإلهي إلى السماء الدنيا، ووقت إجابة الدعاء.

 

والثاني: الإشارة إلى أنهم يتهجدون ويقومون الليل ويختمون بالاستغفار بعد الفراغ من قيام الليل، كما قال تعالى: ﴿ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات: 17، 18].

 

وقد شرع الاستغفار بعد الانتهاء من العبادة؛ بعد الصلاة، وبعد الحج ونحو ذلك.



[1] أخرجه البخاري في النكاح (5096)، ومسلم في الذكر والدعاء (2740)، والترمذي في الأدب (2780)، وابن ماجه في الفتن (3998)، من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه.

[2] أخرجه مسلم في الذكر والدعاء (2742)- وأخرجه مختصرًا الترمذي في الفتن (2191)، وابن ماجه في الفتن (4000).

[3] أخرجه أبو داود في النكاح (2050)، والنسائي في النكاح (3227)، من حديث معقل بن يسار رضي الله عنه.

[4] أخرجه مسلم في الرضاع (1467)، والنسائي في النكاح (3232)، وابن ماجه في النكاح (1855)، من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنها.

[5] أخرجه أبو داود في الزكاة (1664)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

[6] أخرجه ابن ماجه في النكاح (1857)، من حديث أبي أمامة رضي الله عنه.

[7] أخرجه النسائي في عشرة النساء (3939)، من حديث أنس رضي الله عنه.

[8] أخرجه مسلم في الزكاة (1006)، من حديث أبي ذر رضي الله عنه.

[9] أخرجه البخاري في النكاح (5069).

[10] أخرجه ابن الشجري عن الفراء: أن أعرابيًّا بشِّر بابنة ولدت، فقيل له: نعم الولد هي. فقال: «والله ما هي بنعم الولد، نصرها بكاء، وبرها سرقة»، «أمالي ابن الشجري» (2/405)، وانظر: «شرح التسهيل» لابن مالك (3/5)، «شرح الكافية الشافية» (2/1102).

[11] أخرجه الترمذي في الطهارة (113)، من حديث عائشة رضي الله عنها.

[12] أخرجه البخاري في المغازي (4015)، ومسلم في الزهد والرقائق (2961)، والترمذي في صفة القيامة والرقائق والورع (2462)، وابن ماجه في الفتن (3997)، من حديث عمرو بن عوف رضي الله عنه.

[13] أخرجه البخاري في الجهاد- الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة (2850)، ومسلم في الإمارة- فضيلة الخيل وأن الخير معقود بنواصيها (1872)، والنسائي في الخيل (3575)، والترمذي في الجهاد (1694)، من حديث عروة بن الجعد رضي الله عنه.

[14] أخرجه البخاري في الجهاد (2860)، ومسلم في الزكاة- إثم مانع الزكاة (987)، والترمذي في فضائل الجهاد (1636)، وابن ماجه في الجهاد (2788).

[15] هذا جزء من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- السابق.

[16] أخرجه البخاري في الجهاد والسير (2942)، ومسلم في فضائل الصحابة (2406)، وأبو داود في العلم (3661)، من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه.

[17] البيت ينسب لعمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ انظر: «الإمتاع والمؤانسة» (ص347)، «العمدة في محاسن الشعر» (1/34).

[18] البيت لم ينسب لقائل؛ انظر: «أوضح المسالك» (1/275)، «المغني» للسيوطي (2/612).

[19] أخرجه الترمذي في الزهد (2320)، وابن ماجه في الزهد (4110)، من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه. وقال الترمذي: «صحيح غريب».

[20] أخرجه الترمذي في الزهد (2377)، وابن ماجه في الزهد (4109) وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح».

[21] أخرجه البخاري في الجهاد والسير (2892)، والترمذي في فضائل الجهاد (1648)، من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه.

[22] سيأتي تخريجه قريبًا.

[23] أخرجه البخاري في بدء الخلق (3244)، ومسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها (2824)، والترمذي في التفسير (3197)، وابن ماجه في الزهد (4328)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

[24] أخرجه البخاري في التفسير- قوله: ﴿ومن دونهما جنتان﴾ (4878)، ومسلم في الإيمان (180)، من حديث عبدالله بن قيس رضي الله عنه.

[25] «النونية» (ص229).

[26] أخرجه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها- دوام نعيم أهل الجنة (2837)، والترمذي في التفسير (3246)، من حديث أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما.

[27] أخرجه البخاري في الرقاق- صفة الجنة والنار (6549)، ومسلم في الجنة صفة نعيمها وأهلها- إحلال الرضوان على أهل الجنة (2829)، والترمذي في صفة الجنة (2555)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

[28] أخرجه مسلم في الإيمان (181)، والترمذي في صفة الجنة (2552)، وابن ماجه في المقدمة (187)، من حديث صهيب رضي الله عنه.

[29] أخرجه مسلم في الإيمان (181)، والترمذي في صفة الجنة (2552)، وابن ماجه في المقدمة (187).

[30] سبق تخريجه.

[31] الأبيات لأبي العتاهية؛ انظر: «ديوانه» (ص141).

[32] راجع ما سبق في الكلام على قوله تعالى في سورة البقرة: ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴾ [البقرة: 45].

[33] أخرجه مسلم في الطهارة (223)، من حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه.

[34] البيت ينسب لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه. انظر: «ديوانه» (ص15).

[35] البيت مجهول النسبة. انظر: «أدب الدنيا والدين» (ص320)، «الدر الفريد» (2/367).

[36] أخرجه البخاري في الإيمان (33)، ومسلم في الإيمان (59)، والنسائي في الإيمان وشرائعه (5021)، والترمذي في الإيمان (2631)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

[37] أخرجه البخاري في الجمعة - ما ينهى عنه من الكلام في الصلاة (1200)، ومسلم في المساجد ومواضع الصلاة - تحريم الكلام في الصلاة (539)، وأبو داود في الصلاة (949)، والنسائي في السهو (1219)، والترمذي في الصلاة (405)، من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه.

[38] سبق تخريجه.

[39] أخرجه البخاري في الجمعة (1145)، ومسلم في صلاة المسافرين- الترغيب في الدعاء والذكر من آخر الليل والإجابة فيه (758)، وأبو داود في الصلاة (1315)، وابن ماجه في إقامة الصلاة (1366).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير قوله تعالى: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون}
  • تفسير قوله تعالى: {ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون}
  • تفسير قوله تعالى: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين}
  • تفسير قوله تعالى: {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم...}
  • تفسير قوله تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة...}
  • تفسير قوله تعالى: {الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون}
  • تفسير قوله تعالى: {يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين}
  • فوائد وأحكام من قوله تعالى: { زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين.... }

مختارات من الشبكة

  • تفسير: (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مشكلة بعض أدعياء التجديد مع قوله تعالى: (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • { زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين... }(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تأملات في قوله تعالى { زين للناس حب الشهوات }(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • (زين للناس حب الشهوات من النساء) والسعادة الزوجية(مقالة - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • غرائب وعجائب التأليف في علوم القرآن (13)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس وبشر الذين آمنوا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قول ماس في آية { زين للناس.. }(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قول الله تعالى: (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب