• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    نعمة الماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تدبر خواتيم سورة البقرة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    تحريم الإهلال لغير الله تبارك وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    مشاهد عجيبة حصلت لي!
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (2)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الدرس السابع عشر: آثار الذنوب على الفرد والمجتمع
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل معاوية والرد على الروافض
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن / عون الرحمن في تفسير القرآن
علامة باركود

فوائد وأحكام من قوله تعالى: {إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء...}

فوائد وأحكام من قوله تعالى: {إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء...}
الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/8/2024 ميلادي - 18/2/1446 هجري

الزيارات: 1154

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فوائد وأحكام من قوله تعالى:

﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ... ﴾

 

قوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ * هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ * رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ * رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴾ [آل عمران: 5 - 9].

 

1- سعة علم الله - عز وجل - واطِّلاعه التام على كل شيء؛ لقوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ﴾.


وهذا من الصفات المنفية التي تدل على كمال ضدها وهو سعة علمه - عز وجل - واطِّلاعه على كل شيء صغيرًا كان أو كبيرًا، قليلًا كان أو كثيرًا، وفي هذا دلالة على كمال حياته عز وجل.


2- الوعد لمن آمن بالله، والوعيد لمن كفر به؛ لأنه سبحانه مُطِّلع على كل شيء، ومن ذلك أعمال العباد وسيحاسبهم ويجازيهم عليها.


3- الرد على القدرية الذين يقولون: إن الله لا يعلم بأعمال العباد حتى تقع منهم تعالى الله عن ذلك.


4- قدرة الله تعالى التامة حيث يصور بني آدم في الأرحام كيف يشاء، وينقلهم فيها من حال إلى حال؛ لقوله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ ﴾، وفي هذا دلالة على كمال قيوميته - عز وجل - وكمال علمه، وكمال ربوبيته.


5- عناية الله - عز وجل - ببني آدم حيث يصورهم في بطون أمهاتهم منتقلين فيها من حال إلى حال، ورحمته لهم، ومنته عليهم حيث صورهم وأحسن صورهم، كما قال تعالى: ﴿ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ ﴾ [غافر: 64]، وقال تعالى: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾ [التين: 4]، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴾ [الانفطار: 6 - 8].

 

ولكونه - عز وجل - خلق الإنسان على أحسن صورة؛ نهى الشرع عن التجميل الذي يكون فيه تغيير خلق الله تعالى فقال صلى الله عليه وسلم: «لعن الله الواشمات والمستوشمات، والمتنمصات، والمتفلجات للحسن، والمغيرات خلق الله»[1].

 

أما ما كان من إزالة العيب في أصل الخِلقة فلا بأس به، فقد أذن النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي قُطِعَ أنفه أن يتخذ أنفًا من ورق، فأنتن، فأذن له أن يتخذ أنفًا من ذهب[2].

 

6- في اختلاف صور بني آدم نعمة أخرى في طي نعمة تصويرهم وخلقهم، وهي اختلاف صورهم وأشكالهم وألوانهم ليتعارفوا ويتمايزوا، كما أن في ذلك ابتلاء لهم ليعلم الله من يشكر ومن يكفر، ومن يصبر ومن يجزع.

 

7- إثبات المشيئة لله تعالى، وهي الإرادة الكونية، وأن ما شاء الله تعالى وأراده كونًا لابد كائن لا محالة؛ لقوله تعالى: ﴿ كيف يشاء ﴾.

 

8- الاستدلال بتوحيد الربوبية على توحيد الألوهية بقوله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ ﴾.

 

9- إثبات انفراد الله تعالى بالألوهية، فلا معبود بحق سواه؛ لقوله تعالى: ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ﴾.

 

10- أن كل ما يُعبد من دون الله فهو باطل؛ لمفهوم قوله تعالى: ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ﴾؛ أي: لا إله حق إلا هو.

 

11- إثبات اسم الله «العزيز» وما يدل عليه من إثبات صفة العزة التامة لله تعالى؛ عزة الامتناع، وعزة القهر والغلبة، وعزة القوة؛ لقوله تعالى: ﴿ العزيز ﴾.

 

12- إثبات اسم الله تعالى «الحكيم» وما يدل عليه من إثبات صفة الحكم التام والحكمة البالغة لله - عز وجل - الحكم الكوني، والحكم الشرعي، والحكم الجزائي، والحكمة الغائية، والحكمة الصورية؛ لقوله تعالى: ﴿ الحكيم ﴾.

 

13- في اقتران «العزيز» و«الحكيم» واجتماعهما في حقه - عز وجل - زيادة كماله إلى كمال.

 

ولله المثل الأعلى، فمع أن المخلوق قد يوصف بالعزة والحكمة المحدودة، لكن قلَّ أن تجتمع في شخص هاتان الصفتان، فإن وُجِدَ عنده عِزة صاحبها الطيش والخفة والسفه وعدم الحكمة، فصار ضرر هذه العزة أكبر من نفعها، كما قال تعالى: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾ [البقرة: 206]، وإن وُجِدَ عنده حكمة صاحبها الضعف وعدم القدرة، فلم تنفعه حكمته؛ لأن الناس لا يحترمون إلا الأقوياء، ولا مكان للضعفاء عندهم، وكما قال زهير[3]:

ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه
يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم

وظلم الناس لا يجوز، لكن لابد من قوة تردع المعتدي، وتمنع من الاعتداء والظلم، كما قال الآخر:

فلا منعت دار ولا عز أهلها
من الناس إلا بالقنا والقنابل[4]

وقد أحسن النابغة الجعدي في قوله[5]:

ولا خير في حلم إذا لم تكن له
بوادر تحمي صفوه أن يكدرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له
حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا

 

14- إثبات أن القرآن الكريم كلام الله تعالى، أنزله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه مُنزَّل غير مخلوق؛ لقوله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ ﴾، وقول الراسخين في العلم: ﴿ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا ﴾، وفي هذا الرد على من زعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم اختلقه وافتراه من عند نفسه، وعلى من زعموا أن القرآن مخلوق.

 

15- إثبات علو الله - عز وجل - على خلقه، فله - عز وجل - العلو المطلق: علو الذات، وعلو الصفات؛ لأن الإنزال يكون من أعلى إلى أسفل؛ لقوله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ ﴾.

 

16- تشريف النبي صلى الله عليه وسلم بخطاب الله تعالى له، وإنزال الكتاب عليه, وإثبات رسالته صلى الله عليه وسلم.

 

17- تعظيم القرآن الكريم؛ لقوله تعالى: ﴿ الْكِتَابَ﴾؛ أي: الكتاب الذي هو أعظم الكتب وأفضلها، ويكفيه عظمة أنه مُنزَّل من الله تعالى وكلامه.

 

18- أن القرآن الكريم منه ما هو محكم واضح المعنى والدلالة، وهو أصل الكتاب ومرجعه وجله، ومنه ما هو متشابه غير واضح المعنى والدلالة؛ لقوله تعالى: ﴿ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ﴾.

 

19- وجوب إرجاع المتشابه من القرآن إلى المحكم منه؛ لقوله تعالى: ﴿ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ ﴾؛ أي: هي أصله ومرجعه الذي ينبغي أن يُرجع إليه عند الاشتباه، ولهذا قال الراسخون في العلم: ﴿ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا ﴾.

 

20- ابتلاء العباد يجعل القرآن الكريم منه محكم ومتشابه؛ ليتميز أهل الزيغ من أهل العلم والإيمان، فمن ردَّ ما اشتبه منه إلى ما وضح منه، وحكم بمحكمه على متشابهه اهتدى، ومن عكس ضل.

 

21- اتباع الذين في قلوبهم زيغ ما تشابه من القرآن؛ لفتنة الناس وصدهم عن دينهم وإيقاعهم في الشك والكفر، ولتأويل هذا المتشابه تأويلًا مذمومًا، وتحريفه ليوافق أهواءهم؛ لقوله تعالى: ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ﴾.

 

22- أن مدار فساد الأعمال وصلاحها على القلوب؛ لقوله تعالى: ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ﴾.

 

ومفهوم هذا: أن من كانت قلوبهم سليمة لا يتبعون ما تشابه منه؛ لقوله تعالى: ﴿ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾، وقول الراسخين في العلم: ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا ﴾.

 

23- التحذير من زيغ القلب وميله عن الحق، ووجوب علاجه والعمل على إصلاحه؛ لأن الله ذم أهل الزيغ وفضحهم، وبيَّن سوء قصدهم وسوء عملهم.

 

24- أن حقيقة الفتنة هي الفتنة في الدين بالشرك، والصد عن سبيل الله؛ لقوله تعالى: ﴿ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ ﴾.

 

25- أن تأويل المتشابه بمعنى معرفة عاقبته وما يؤول إليه لا يعلمه إلا الله تعالى؛ لقوله تعالى: ﴿ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ﴾، على قراءة الوقف على قوله: ﴿ إِلَّا اللَّهُ ﴾.

 

26- أن الراسخين في العلم يعلمون تفسير المتشابه ومعناه؛ لقوله تعالى: ﴿ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ﴾ على قراءة الوصل.

 

27- فضل الرسوخ في العلم والتأصيل والثبات فيه، والثناء على أهله؛ لأنه سبب لعلم تأويل القرآن وتفسيره والإيمان به، ورد المتشابه منه إلى المحكم، والخوف من زيغ القلوب، وسؤال الله الثبات على الهدى والرحمة، والإقرار بالبعث والمعاد؛ لقوله تعالى: ﴿ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا﴾، ويقولون: ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ * رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴾.

 

28- أن القرآن كله من عند الله - عز وجل - يجب الإيمان به، محكمه ومتشابه؛ فهو حق لاشك فيه، ولا اختلاف.

 

29- إثبات ربوبية الله تعالى الخاصة بالمؤمنين؛ لقوله تعالى: ﴿ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا ﴾، وقوله تعالى: ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا ﴾، وقوله تعالى: ﴿ رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ ﴾.

 

30- إنه لا يتذكر ولا يتعظ بمواعظ القرآن وغيرها إلا أصحاب العقول، الذين تهديهم عقولهم إلى ما ينفعهم؛ لقوله تعالى: ﴿ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾.

 

31- فضل العقل الذي ينتفع به صاحبه، وهو عقل الرشد وحسن التصرف؛ لأنه سبب للتذكر، ولهذا أثنى الله على أولي الألباب وحصر التذكر فيهم؛ لقوله تعالى: ﴿ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾، وفي هذا تعريض بذم الذين لا يعقلون.

 

32- امتحان العباد في وجود المتشابه في القرآن الذي لا يعلم تأويله إلا الله، هل يتأدبون مع الله ويقفون عند حد ما تدركه عقولهم، ويعلمون أن فوق كل ذي علمٍ عليم، أو يتجرؤون على القول على الله بغير علم؟

 

33- أن مدار صلاح الأعمال والهداية على القلوب مما يوجب الخوف من زيغ القلوب، وسؤال الله الثبات والاستقامة على الهدى، وأن لا يغتر المرء بما هو عليه من الهدى والصلاح؛ لقوله تعالى: ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا ﴾.

 

وفي الحديث: «قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن إذا شاء أن يقلب قلب عبده قلبه»[6]. ومن الذي يأمن- والحالة هذه- إلا مغرور؟!. وقد قيل: «ما أمن النفاق إلا منافق».

 

34- تصدير الدعاء باسم «الرب» - عز وجل - فذلك أقرب إلى الإجابة؛ لأن الرب هو الذي بيده الخلق والملك والتدبير، فكأن السائل يقول: يا من له الخلق والملك والتدبير لا تُزِغ قلبي، وهب لي من لدنك رحمة؛ ولهذا صدر الراسخون في العلم دعاءهم بهذا الاسم، وبه كان دعاء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والصالحين.

 

35- التوسل لله - عز وجل - بقبول الدعاء بالاعتراف بنعمه، والثناء عليه بها؛ لقول الراسخين في العلم: ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾.

 

36- أن الاعتراف بنعمة صاحب النعمة والثناء بها عليه قبل السؤال من أسباب الإجابة؛ ولهذا علَّمنا الله - عز وجل - في مطلع سورة (الفاتحة) أن نحمده ونثني عليه ونمجده ثم نسأله، بل إن في الثناء على المنعم ما قد يكفي عن التصريح بالسؤال، كما قيل:


إذا أثنى عليك المرء يومًا
كفاهُ من تعرضه الثناء[7]

37- أن التخلية قبل التحلية؛ لقوله تعالى: ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾، فدعوا بزوال المرهوب، ثم حصول المطلوب.

 

38- حاجة الإنسان إلى ربه - عز وجل - في دفع الضر والشر، وجلب النفع والخير؛ لقوله تعالى: ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾.

 

39- أن الهداية والإضلال كونًا بيد الله تعالى؛ لقوله تعالى: ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا ﴾.

 

40- ينبغي الاستغناء بالله - عز وجل - وسؤاله الرحمة من عنده دون الخلق ومِنَّتهم؛ لأنه سبحانه ذو الرحمة الواسعة والعطاء الجزيل؛ لقوله تعالى: ﴿ وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾، فطلبوا الرحمة منه خاصة؛ تعظيمًا له - عز وجل - ومعرفةً منهم بعظيم رحمته وواسع فضله؛ ولهذا قالوا: ﴿ إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾.


والعطاء على قدر المعطي، وكما قيل:

على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم[8]

41- إثبات اسم الله تعالى ﴿ الْوَهَّابُ ﴾، وأنه سبحانه يهب ويعطي الرحمة والفضل لمن شاء من خلقه.


42- إثبات يوم القيامة، وأنه آتٍ لا ريب فيه؛ لقوله تعالى: ﴿ رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ ﴾، وأن الناس أحوج ما يكونوا إلى رحمة الله تعالى في هذا اليوم العظيم.


43- قدرة الله تعالى التامة على جمع الناس لهذا اليوم، كما قال تعالى: ﴿ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ ﴾ [الشورى: 29]، وقال تعالى: ﴿ فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ * فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ ﴾ [النازعات: 13، 14].

 

44- إثبات الحساب والجزاء على الأعمال؛ لأن هذا هو المقصود من بعث الناس وجمعهم في ذلك اليوم.

 

45- أن الله - عز وجل - لا يخلف الميعاد، فوعده حق، ولقاؤه حق، وحسابه حق، وجزاؤه حق؛ لقوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴾.

 

وليس في الآية دليل على وجوب عقاب العاصي كما يقول الوعيدية؛ لأن الوعيد مشروط بعدم التوبة، وعدم العفو عما يدخل تحت العفو، وهو ما دون الشرك.



[1] أخرجه البخاري في التفسير (4886)، ومسلم في اللباس والزينة (2125)، وأبو داود في الترجل (4169)، والنسائي في الزينة (5099)، وابن ماجه في النكاح (1989)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

[2] أخرجه أبو داود في الخاتم (4232)، والنسائي في الزينة (5161)، والترمذي في اللباس (1770)، من حديث عرفجة بن أسعد رضي الله عنه.

[3] انظر: «ديوانه» (ص35).

[4] البيت لطرماح. انظر: «شرح ديوان الحماسة» (1/ 77).

[5] انظر: «ديوانه» (ص69).

[6] أخرجه مسلم في القدر تصريف الله القلوب حيث شاء (2654)، من حديث عبد الله بن عمرو
رضي الله عنهما.

[7] البيت لأمية بن أبي الصلت. انظر: «ديوانه» (ص17).

[8] البيت للمتنبي. انظر: «ديوانه» (2/ 272).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • فوائد وأحكام من قوله تعالى: {يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا}
  • فوائد وأحكام من قوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم... }
  • فوائد وأحكام من قوله تعالى: { ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب... }
  • فوائد وأحكام من قوله تعالى: { كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت ...}
  • فوائد وأحكام من قوله تعالى: {الم * الله لا إله إلا هو الحي القيوم ...}
  • فوائد وأحكام من قوله تعالى: {إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا...}
  • فوائد وأحكام من قوله تعالى: { شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط ... }
  • فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب.... }
  • فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم ...}
  • فوائد وأحكام من قوله تعالى: { لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء ....}

مختارات من الشبكة

  • فوائد وحكم وأحكام في آيات الصيام (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • حديث الشتاء فوائد وعبر وحكم وأحكام وهمسات وومضات (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • فوائد وأحكام من قوله تعالى: { فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله ...}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فوائد وأحكام من قوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين...}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فوائد وأحكام من قوله تعالى: {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فوائد وأحكام من قوله تعالى: { حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين }(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فوائد وأحكام من قوله تعالى: { الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان }(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فوائد وأحكام من قوله تعالى: {يسألونك عن الخمر والميسر...}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فوائد وأحكام من قوله تعالى: { يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه }(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فوائد وأحكام من قوله تعالى: {كتب عليكم القتال وهو كره لكم....}(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب