• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن / عون الرحمن في تفسير القرآن
علامة باركود

تفسير قوله تعالى: {ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك....}

تفسير قوله تعالى: {ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك....}
الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/6/2022 ميلادي - 8/11/1443 هجري

الزيارات: 7127

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تفسير قوله تعالى: ﴿ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ... ﴾

 

قوله تعالى: ﴿ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [البقرة: 129].

 

قوله: ﴿ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ ﴾ معطوف على قوله: ﴿ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ﴾ [البقرة: 127] فهو من دعاء إبراهيم وإسماعيل، عليهما الصلاة والسلام.

 

أي: يا ربنا وأرسل ﴿ فِيهِمْ ﴾ أي: في ذريتنا رسولاً منهم، حتى يقبلوا منه، ويفقهوا ويفهموا عنه، ويبين لهم، كما قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ﴾ [إبراهيم: 4].

 

وقال: ﴿ فِيهِمْ ﴾ ولم يقل: "لهم" لتكون الدعوة بمجيء رسول برسالة عامة، فلا يكون ذلك الرسول إليهم فقط؛ ولذلك حذف متعلق "رسولاً"؛ ليعم.

 

﴿ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ ﴾ أي: يقرأ عليهم آياتك "القرآن الكريم" لفظاً وتحفيظاً، كما قال تعالى: ﴿ رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً ﴾ [البينة: 2].

 

﴿ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ ﴾ أي: ويعلمهم الكتاب، أي: القرآن، وسمي القرآن بالكتاب لأنه مكتوب باللوح المحفوظ، وبالصحف التي بأيدي الملائكة، ومكتوب بالمصاحف بأيدي المؤمنين.

 

أي: ويعلمهم معاني بالقرآن وما فيه من الحكم والأحكام والأخبار والمواعظ، كما قال تعالى: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ﴾ [النحل: 44].

 

﴿ وَالْحِكْمَةَ ﴾ أي: ويعلمهم الحكمة، وهي السُّنة، كما قال تعالى: ﴿ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ﴾ [النساء: 113].

 

ومن الحكمة أيضاً معرفة أسرار التنزيل والعلة من مشروعية الأحكام والفقه والفهم في الدين، مما يزيد الإيمان ويرغب في الدخول في الإسلام.

 

﴿ وَيُزَكِّيهِمْ ﴾ أي: ويطهرهم من الرذائل والأخلاق السيئة، وأعظمها الشرك بالله، وينمي في نفوسهم الإيمان والأخلاق الكريمة الفاضلة، وهذا- بعد توفيق الله تعالى ثمرة تلاوته صلى الله عليه وسلم آيات الله عليهم، وتعليمهم معاني الكتاب والحكمة والأحكام، كما قال تعالى: ﴿ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ﴾ [الأعراف: 157]، ؛ وقال صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق"[1].

 

وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما فيما رواه عن أبي ذر رضي الله عنه، عن أخيه حين بعثه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: فرأيته يأمر بمكارم الأخلاق[2].

 

وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني عند الله لخاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل في طينته، وسأنبئكم بأول ذلك: دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى بي، ورؤيا أمي التي رأت، وكذلك أمهات النبيين يرين"[3].

 

أي: دعوة أبي إبراهيم في قوله عليه السلام: ﴿ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ ﴾ الآية كما قال تعالى في سورة الجمعة: ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [الجمعة: 2]، وقال تعالى: ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [آل عمران: 164].

 

"وبشارة عيسى بي" كما قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ﴾ [الصف: 6].

 

فهو صلى الله عليه وسلم مظهر هذه الدعوة وثمرتها، فإنه الرسول الذي هو من ذرية إبراهيم وإسماعيل كليهما، وأما غيره من رسل غير العرب فليسوا من ذرية إسماعيل، فشعيب من ذرية إبراهيم، وكذا كل أنبياء بني إسرائيل هم من ذرية إبراهيم، وأما هود وصالح فهما من العرب العاربة وليسا من ذرية إبراهيم ولا من ذرية إسماعيل.

 

﴿ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ تعليل لما قبلها، أي: لأنك أنت العزيز الحكيم، وقد أكدت الجملة بـ "إنَّ"، وضمير الفصل "أنت".

 

و"العزيز": اسم من أسماء الله عز وجل على وزن "فعيل" يدل على أن له عز وجل كمال العزة بأنواعها الثلاثة: عزة الامتناع فلا ينال جنابه سوء أو مكروه من الخلق ولو اجتمعوا على ذلك، وهو ممتنع عن كل عيب ونقص.

 

وعزة القهر والغلبة، فهو ذو القهر والغلبة، الذي خضع له كل شيء، الذي لا يدافع ولا يمانع، ولا يغالب كما قال تعالى: ﴿ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴾ [الزمر: 4]، وقال تعالى: ﴿ ) وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ﴾ [الأنعام: 18، 61]، وقال تعالى: ﴿ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴾ [الرعد: 16].

 

وعزة القوة؛ فهو ذو القوة، كما قال تعالى ﴿ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 58]، وقال تعالى: ﴿ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [الحج: 40]، قال تعالى: ﴿ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [المجادلة: 21].

 

قال ابن القيم[4]:

وهو العزيز فلن يرام جنابه
أنى يرام جناب ذي السلطان
وهو العزيز القاهر الغلاّب لم
يغلبه شيء هذه صفتان
وهو العزيز بقوة هي وصفه
فالعز حينئذ ثلاث معان
وهي التي كملت له سبحانه
من كل وجه عادم النقصان

 

﴿ الْحَكِيمُ ﴾: اسم من أسمائه عز وجل على "وزن فعيل" مشتق من الحكم والحكمة، يدل على أنه عز وجل الحاكم ذو الحكم التام بأقسامه الثلاثة؛ الحكم الكوني، والحكم الشرعي، والحكم الجزائي، كما قال تعالى: ﴿ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ ﴾ [الأنعام: 62]، وقال تعالى: ﴿ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ ﴾ [الأنعام: 57]، وقال تعالى: ﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ﴾ [التين: 8].

 

كما يدل على أنه عز وجل ذو الحكمة البالغة بقسميها: الحكمة الغائية بأن يكون ما حكم الله به كوناً أو شرعاً أو جزاءً لغاية وحكمة، والحكمة الصورية وهي الحكمة من مجيء الحكم، كونيًّا أو شرعيًّا أو جزائيًّا على صورة معينة.

 

قال ابن القيم[5]:

وهو الحكيم وذاك من أوصافه
نوعان أيضاً ما هما عدمان
حكم وإحكام فكل منهما
نوعان أيضاً ثابتا البرهان
والحكم شرعي وكوني ولا
يتلازمان وما هما سيان
والحكمة العليا على نوعين أي
ضا حصلا بقواطع البرهان
إحداهما في خلقه سبحانه
نوعان أيضاً ليس يفترقان
إحكام هذا الخلق إذ إيجاده
في غاية الإحكام والإتقان
وصدوره من أجل غايات له
وله عليها حمد كل لسان
والحكمة الأخرى فحكمة شرعه
أيضاً وفيها ذانك الوصفان
وغاياتها اللاتي حمدن وكونها
في غاية الإتقان والإحسان

 

فمن عزته عز وجل وحكمه وحكمته ونعمته بعثته لمحمد صلى الله عليه وسلم؛ استجابة لدعوة إبراهيم عليه الصلاة والسلام.

 

الفوائد والأحكام:

1- تذكير النبي صلى الله عليه وسلم وأمته بالحدث التاريخي العظيم وهو رفع إبراهيم وإسماعيل القواعد من البيت الحرام؛ ليكون مناراً وهداية وقبلة للمسلمين، والتنويه بعظمة الكعبة وشرفها، وفضل بنائها، وما في طي ذلك من النعمة العظيمة على هذه الأمة؛ لقوله تعالى: ﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ ﴾ [البقرة: 127].

 

2- التنويه بفضل إبراهيم وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام؛ لقيامهما ببناء البيت والدعاء بهذه الدعوات المباركة.

 

3- لابد لإحكام البناء أن يؤسس على قواعد صلبة لئلا ينهار.

 

4- مشروعية التعاون في أعمال الخير وعلى البر والتقوى، والتعاون في ذلك بين الآباء والأبناء.

 

5- أن مدار ثمرة الأعمال على القبول؛ ولهذا لم يكتف إبراهيم وإسماعيل برفع القواعد من البيت، وإنما سألا الله القبول، لقولهما: ﴿ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ﴾ [البقرة: 127].

 

6- لابد من الجمع بين العمل والإخلاص فيه، وسؤال الله القبول.

 

7- ربوبية الله عز وجل الخاصة لإبراهيم وإسماعيل، لقولهما: ﴿ رَبَّنَا ﴾.


8- إظهار إبراهيم وإسماعيل شدة ضراعتهما وفقرهما إلى الله تعالى بندائه عز وجل باسم الربوبية، وتكرار ذلك مع كل دعوة، وهكذا كان جل دعاء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام باسم الربوبية؛ لأن معنى "الرب" الخالق، الذي يبده الملك والتدبير.

 

9- إثبات اسم الله "السميع"، وما يدل عليه من إثبات صفة السمع الواسع لله عز وجل، وأنه سبحانه سميع مجيب الدعاء، كما قال زكريا عليه السلام: ﴿ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴾ [آل عمران: 38]، أي: سميع الدعاء ومجيبه، كما أنه عز وجل سميع لجميع الأقوال والأصوات، والتي هي صفة من صفاته الذاتية؛ لقوله تعالى: ﴿ إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [البقرة: 127].

 

10- إثبات اسم الله "العليم" وما يدل عليه من صفة العلم الواسع لله عز وجل المحيط بكل شيء؛ لقوله تعالى: ﴿ الْعَلِيمُ ﴾، كما قال تعالى: ﴿ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴾ [طه: 98] وقال تعالى: ﴿ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴾ [الطلاق: 12].

 

وفي هذا رد على القدرية الذين ينكرون علم الله تعالى بأفعال العباد قبل فعلهم لها.

 

11- في اجتماع كمال السمع والعلم في حقه عز وجل زيادة كماله إلى كمال، وكمال إحاطته، وتمام الثقة بوعده، والخوف من وعيده.

 

12- أن التوسل إلى الله عز وجل بندائه باسم الربوبية، وإظهار الضراعة وشدة الفقر إليه، والثناء عليه بأسمائه وصفاته من أسباب القبول والإجابة؛ لقول إبراهيم وإسماعيل: ﴿ رَبَّنَا ﴾، ﴿ إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾، ﴿ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 128]، ﴿ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [البقرة: 129].

 

وهكذا ينبغي الثناء على المسؤول بما هو أهله قبل السؤال فإن ذلك أحرى للإجابة.

 

13- حاجة المسلم دائماً إلى سؤال الله الإخلاص والثبات على الإسلام؛ لقول إبراهيم وإسماعيل وهما مسلمان، بل نبيان: ﴿ وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ ﴾ [البقرة: 128].

 

14- ينبغي في الدعاء أن يبدأ الإنسان بالدعاء لنفسه؛ لقوله تعالى: ﴿ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ ﴾ [البقرة: 128].

 

15- أن من أولى ما ينبغي أن يدعو الإنسان لهم ذريته؛ لقوله تعالى: ﴿ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ ﴾ [البقرة: 128].

 

16- أن التعبد لله لا يصح إلا بما شرع الله عز وجل؛ لقول إبراهيم وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام: ﴿ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا ﴾ [البقرة: 128].

 

17- يجب أن يحرص المسلم في تعبده لله عز وجل على المتابعة للشرع، ويحذر من الابتداع في الدين.

 

18- حاجة كل مسلم وافتقاره إلى توبة الله عليه، بما في ذلك الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام؛ لقوله تعالى: ﴿ وَتُبْ عَلَيْنَا ﴾ [البقرة: 128].

 

19- إثبات اسم الله عز وجل "التواب" وما تضمنه من صفة التوبة الواسعة لله عز وجل، فيوفق من شاء للتوبة ويقبلها منهم، ويتوب على الكثيرين من عباده، ويتوب على العبد مرات ومرات؛ لقوله تعالى: ﴿ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 128].

 

20- إثبات اسم الله عز وجل "الرحيم" وما تضمنه من إثبات صفة الرحمة الواسعة لله عز وجل: رحمة ذاتية ثابتة لله عز وجل، ورحمة فعلية يوصلها من شاء من خلقه: رحمة عامة لجميع الخلق، ورحمة خاصة بالمؤمنين.

 

21- ضرورة الناس إلى بعث الرسل لبيان الحق وهداية الخلق؛ لقوله تعالى: ﴿ بَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ ﴾ [البقرة: 129].

 

22- أن كون الرسول من قومه وبلسانهم أقرب إلى قبول دعوته وفهمهم عنه؛ لقوله تعالى: ﴿ رَسُولًا مِنْهُمْ ﴾ [البقرة: 129]،كما قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ﴾ [إبراهيم: 4].

 

23- أن مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم تلاوة الآيات وتعليم الكتاب والحكمة للناس؛ لقوله تعالى: ﴿ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ﴾ [البقرة: 129].

 

24- أن ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الوحي في الكتاب والسنة فيه تزكية النفوس وتطهيرها من الرذائل والأخلاق السيئة؛ لقوله تعالى: ﴿ وَيُزَكِّيهِمْ ﴾.

 

25- إثبات اسم الله "العزيز" وما يدل عليه من إثبات صفة العزة له عز وجل؛ عزة الامتناع، وعزة القهر والغلبة، وعزة القوة؛ لقوله تعالى: ﴿ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ ﴾ [البقرة: 129].

 

26- إثبات اسم الله "الحكيم" وما يدل عليه من إثبات صفة الحكم والحكمة لله تعالى الحكم الكوني والحكم الشرعي والحكم الجزائي، والحكمة الغائية والحكمة الصورية؛ لقوله تعالى: ﴿ الْحَكِيمُ ﴾.

 

27- في اجتماع كمال العزة وكمال الحكم والحكمة في حقه عز وجل زيادة كماله إلى كمال، ومن كمال عزته، وكمال حكمه وحكمته، أن بعث محمداً صلى الله عليه وسلم في هذه الأمة كما قال تعالى: ﴿ يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ * هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [الجمعة: 1 - 3].

 

المصدر: «عون الرحمن في تفسير القرآن»



[1] أخرجه أحمد (2/ 381)، والحاكم (2/ 613)- وصححه، ووافقه الذهبي- من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

[2] أخرجه البخاري في المناقب (3861)، ومسلم في فضائل الصحابة (2474).

[3] أخرجه أحمد (4/ 127، 128)، والطبري في "جامع البيان" (22/ 613).

[4] في "النونية" ص (147).

[5] في "النونية" ص (147- 148).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير: (ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك)
  • تفسير قوله تعالى: { والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ... }
  • تفسير قوله تعالى: { الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان... }

مختارات من الشبكة

  • تفسير آية: (ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا ...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قوله تعالى: {قل أتحاجوننا في الله وهو ربنا وربكم ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم..}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قوله تعالى: {إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قوله تعالى: {ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك...}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • البيان في تفسير القرآن - تفسير قوله تعالى (وأما بنعمة ربك فحدث)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • البيان في تفسير القرآن - تفسير قوله تعالى (الحمد لله رب العالمين)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • تفسير: (قال الذين حق عليهم القول ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا تبرأنا إليك)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب